046-003 آ«ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلاآ» خلقا آ«بالحقآ» ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا آ«وأجل مسمىآ» إلى فنائهما يوم القيامة آ«والذين كفروا عما أنذرواآ» خوفوا به من العذاب آ«معرضونآ».
046-004 آ«قل أرأيتمآ» أخبروني آ«ما تدعونآ» تعبدون آ«من دون اللهآ» أي الأصنام مفعول أول آ«أرونيآ» أخبروني ما تأكيد آ«ماذا خلقواآ» مفعول ثان آ«من الأرضآ» بيان ما آ«أم لهم شركآ» مشاركة آ«فيآ» خلق آ«السماواتآ» مع الله وأم بمعنى همزة الإنكار آ«ائتوني بكتابآ» منزل آ«من قبل هذاآ» القرآن آ«أو أثارةآ» بقية آ«من علمآ» يؤثر عن الأولين بصحة دعواكم في عبادة الأصنام أنها تقربكم إلى الله آ«إن كنتم صادقينآ» في دعواكم.
046-005 آ«ومنآ» استفهام بمعنى النفي، أي لا أحد آ«أضل ممن يدعوآ» يعبد آ«من دون اللهآ» أي غيره آ«من لا يستجيب له إلى يوم القيامةآ» وهم الأصنام لا يجيبون عابديهم إلى شيء يسألونه أبدا آ«وهم عن دعائهمآ» عبادتهم آ«غافلونآ» لأنهم جماد لا يعقلون.
046-008 آ«أمآ» بمعني بل وهمزة الإنكار آ«يقولون افتراهآ» أي القرآن آ«قل إن افتريتهآ» فرضا آ«فلا تملكون لي من اللهآ» أي من عذابه آ«شيئاآ» أي لا تقدرون على دفعه عنى إذا عذبني الله آ«هو أعلم بما تفيضون فيهآ» يقولون في القرآن آ«كفى بهآ» تعالى آ«شهيدا بيني وبينكم وهو الغفورآ» لمن تاب آ«الرحيمآ» به فلم يعاجلكم بالعقوبة.
046-009 آ«قل ما كنت بدعاآ» بديعا آ«من الرسلآ» أي أول مرسل، قد سبق قبلي كثيرون منهم، فكيف تكذبوني آ«وما أدري ما يفعل بي ولا بكمآ» في الدنيا أأخرج من بلدي أم أقتل كما فعل بالأنبياء قبلي، أو ترموني بالحجارة أم يخسف بكم كالمكذبين قبلكم آ«إنآ» ما آ«أتبع إلا ما يوحى إليَّآ» أي القرآن ولا أبتدع من عندي شيئا آ«وما أنا إلا نذير مبينآ» بيّن الإنذار.
046-010 آ«قل أرأيتمآ» أخبروني ماذا حالكم آ«إن كانآ» أي القرآن آ«من عند الله وكفرتم بهآ» جملة حالية آ«وشهد شاهد من بني إسرائيلآ» هو عبد الله بن سلام آ«على مثلهآ» أي عليه أنه من عند الله آ«فآمنآ» الشاهد آ«واستكبرتمآ» تكبرتم عن الإيمان وجواب الشرط بما عطف عليه: ألستم ظالمين دل عليه آ«إن الله لا يهدي القوم الظالمينآ».
046-012 آ«ومن قبلهآ» أي القرآن آ«كتاب موسىآ» أي التوراة آ«إماما ورحمةآ» للمؤمنين به حالان آ«وهذاآ» أي القرآن آ«كتاب مصدقآ» للكتب قبله آ«لسانا عربياآ» قال لمن الضمير في مصدق آ«لينذر الذين ظلمواآ» مشركي مكة آ«وآ» هو آ«بشرى للمحسنينآ» المؤمنين.
046-015 آ«ووصَّينا الإنسان بوالديه حُسناآ» وفي قراءة إحسانا، أي أمرناه أن يحسن إليهما فنصب إحسانا على المصدر بفعله المقدر ومثله حسنا آ«حملته أمه كرها ووضعته كرهاآ» أي على مشقة آ«وحمله وفصالهآ» من الرضاع آ«ثلاثون شهراآ» ستة أشهر أقل مدة الحمل والباقي أكثر مدة الرضاع، وقيل إن حملت به ستة أو تسعة أرضعته الباقي آ«حتىآ» غاية لجملة مقدرة، أي وعاش حتى آ«إذا بلغ أشدهآ» هو كمال قوته وعقله ورأيه أقله ثلاث وثلاثون سنة أو ثلاثون آ«وبلغ أربعين سنةآ» أي تمامها وهو أكثر
046-016 (أولئك) أي قائلوا هذا القول أبو بكر وغيره (الذين نتقبل عنهم أحسن) بمعنى حسن (ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة) حال، أي كائنين في جملتهم (وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) في قوله تعالى "" وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات "".
046-017 آ«والذي قال لوالديهآ» وفي قراءة بالإدغام أريد به الجنس آ«أفَِآ» بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر، أي نتنا وقبحا آ«لكماآ» أتضجر منكما آ«أتعداننيآ» وفي قراءة بالإدغام آ«أن أخرجآ» من القبر آ«وقد خلت القرونآ» الأمم آ«من قبليآ» ولم تخرج من القبور آ«وهما يستغيثان اللهآ» يسألانه الغوث برجوعه ويقولان إن لم ترجع آ«ويلكآ» أي هلاكك بمعنى هلكت آ«آمنآ» بالبعث آ«إن وعد الله حق فيقول ما هذاآ» أي القول بالبعث آ«إلا أساطير
046-019 آ«ولكلآ» من جنس المؤمن والكافر آ«درجاتآ» فدرجات المؤمنين في الجنة عالية ودرجات الكافرين في النار سافلة آ«مما عملواآ» أي المؤمنون من الطاعات والكافرون من المعاصي آ«وليوفيهمآ» أي الله، وفي قراءة بالنون آ«أعمالهمآ» أي جزاءها آ«وهم لا يظلمونآ» شيئا ينقص للمؤمنين ويزاد للكفار.
046-020 آ«ويوم يُعرض الذي كفروا على النارآ» بأن تكشف لهم يقال لهم آ«أذهبتمآ» بهمزة وبهمزتين وبهمزة ومدة وبهما وتسهيل الثانية آ«طيباتكمآ» باشتغالكم بلذاتكم آ«في حياتكم الدنيا واستمتعتمآ» تمتعتم آ«بها فاليوم تجزون عذاب الهُونآ» أي الهوان آ«بما كنتم تستكبرونآ» تتكبرون آ«في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقونآ» به وتعذبون بها.
046-021 آ«واذكر أخا عادآ» هود عليه السلام آ«إذآ» إلخ بدل اشتمال آ«أنذر قومهآ» خوَّفهم آ«بالأحقافآ» واد باليمن به منازلهم آ«وقد خلت النذرآ» مضت الرسل آ«من بين يديه ومن خلفهآ» أي من قبل هود ومن بعده إلى أقوامهم آ«أنآ»، أي بأن قال آ«لا تعبدوا إلا اللهآ» وجملة وقد خلت معترضة آ«إني أخاف عليكمآ» إن عبدتم غير الله آ«عذاب يوم
046-023 آ«قالآ» هود آ«إنما العلم عند اللهآ» هو الذي يعلم متى يأتيكم العذاب آ«وأبلغكم ما أرسلت بهآ» إليكم آ«ولكني أراكم قوما تجهلونآ» باستعجالكم العذاب.
046-024 آ«فلما رأوهآ» أي ما هو العذاب آ«عارضاآ» سحابا عرض في أفق السماء آ«مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرناآ» أي ممطر إيانا، قال تعالى: آ«بل هو ما استعجلتم بهآ» من العذاب آ«ريحآ» بدل من ما آ«فيها عذاب أليمآ» مؤلم.
046-025 آ«تُدَمِّرآ» تهلك آ«كل شيءآ» مرت عليه آ«بأمر ربهاآ» بإرادته، أي كل شيء أراد إهلاكه بها، فأهلكت رجالهم ونساءهم وصغارهم وأموالهم بأن طارت بذلك بين السماء والأرض ومزقته وبقي هود ومن آمن معه آ«فأصبحوا لايُرى إلا مساكنهم كذلكآ» كما جزيناهم آ«نجزي القوم المجرمينآ» غيرهم.
046-026 آ«ولقد مكناهم فيماآ» في الذي آ«إنآ» نافية أو زائدة آ«مكناكمآ» يا أهل مكة آ«فيهآ» من القوة والمال آ«وجعلنا لهم سمعاآ» بمعنى أسماعا آ«وأبصارا وأفئدةآ» قلوبا آ«فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيءآ» أي شيئا من الإغناء ومن زائدة آ«إذآ» معمولة لأغنى
046-028 آ«فلولاآ» هلا آ«نصرهمآ» بدفع العذاب عنهم آ«الذين اتخذوا من دون اللهآ» أي غيره آ«قرباناآ» متقربا بهم إلى الله آ«آلهةآ» معه وهم الأصنام ومفعول اتخذ الأول ضمير محذوف يعود على الموصول أي هم، وقربانا الثاني وآلهة بدل منه آ«بل ضلواآ» غابوا آ«عنهمآ» عند نزول العذاب آ«وذلكآ» أي اتخاذهم الأصنام آلهة قربانا آ«إفكهمآ» كذبهم آ«وما كانوا يفترونآ» يكذبون، وما مصدرية أو موصولة والعائد محذوف، أي فيه.
046-029 (و) اذكر (إذ صرفنا) أملنا (إليك نفرا من الجن) جن نصيبين باليمن أو جن نينوى وكانوا سبعة أو تسعة "" وكان صلى الله عليه وسلم ببطن نخل يصلي بأصحابه الفجر "" رواه الشيخان (يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا) أي قال بعضهم لبعض (أنصتوا) أصغوا لاستماعه (فلما قضي) فرغ من قراءته (ولوا) رجعوا (إلى قومهم منذرين) مخوفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا وكانوا يهودا وقد أسلموا.
046-031 آ«يا قومنا أجيبوا داعي اللهآ» محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان آ«وآمنوا به يغفرآ» الله آ«لكم من ذنوبكمآ» أي بعضها لأن منها المظالم ولا تغفر إلا برضا أصاحبها آ«ويجركم من عذاب أليمآ» مؤلم.
046-032 آ«ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرضآ» أي لا يعجز الله بالهرب منه فيفوته آ«وليس لهآ» لمن لا يجب آ«من دونهآ» أي الله آ«أولئكآ» الذين لم يجيبوا آ«في ضلال مبينآ» بيَّن ظاهر.
046-033 آ«أولم يروْاآ» يعلموا، أي منكرو البعث آ«أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يَعْيَ بخلقهنآ» لم يعجز عنه آ«بقادرآ» خبر أن وزيدت الباء فيه لأن الكلام في قوة أليس الله بقادر آ«على أن يحيي الموتى بلىآ» هو قادر على إحياء الموتى آ«إنه على كل شيءٍ قديرآ».