047-001 آ«الذين كفرواآ» من أهل مكة آ«وصدُّواآ» غيرهم آ«عن سبيل اللهآ» أي الإيمان آ«أضلآ» أحبط آ«أعمالهمآ» كإطعام الطعام وصلة الأرحام، فلا يرون لها في الآخرة ثوابا ويجزون بها في الدنيا من فضله تعالى.
047-002 آ«والذين آمنواآ» أي الأنصار وغيرهم آ«وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزِّل على محمدآ» أي القرآن آ«وهو الحق من ربهم كفَّر عنهمآ» غفر لهم آ«سيئاتهم وأصلح بالهمآ» حالهم فلا يعصونه.
047-003 آ«ذلكآ» أي إضلال الأعمال وتكفير السيئات آ«بأنآ» بسبب أن آ«الذين كفروا اتبعوا الباطلآ» الشيطان آ«وأن الذين آمنوا اتبعوا الحقآ» القرآن آ«من ربهم كذلكآ» أي مثل ذلك البيان آ«يضرب الله
047-004 آ«فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقابآ» مصدر بدل من اللفظ بفعله، أي فاضربوا رقابهم، أي اقتلوهم وعبَّر بضرب الرقاب لأن الغالب في القتل أن يكون بضرب الرقبة آ«حتى إذا أثخنتموهمآ» أكثرتم فيهم القتل آ«فشدواآ» فأمسكوا عنهم وأسروهم وشدوا آ«الوثاقآ» ما يوثق به الأسرى آ«فإما منا بعدآ» مصدر بدل من اللفظ بفعله أي تمنون عليهم بإطلاقهم من غير شيء آ«وإما فداءًآ» تفادونهم بمال أو أسرى مسلمين آ«حتى تضع الحربآ» أي أهلها آ«أوزارهاآ» أثقالها من السلاح وغيره بأن يسلم الكفار أو يدخلوا في العهد وهذه غاية للقتل والأسر آ«ذلكآ» خبر مبتدأ مقدر، أي الأمر فيهم ما ذكر آ«ولو يشاء الله لانتصر منهمآ» بغير قتال آ«ولكنآ» أمركم به آ«ليبلو بعضكم ببعضآ» منهم في القتال فيصير من قتل منكم إلى الجنة ومنهم إلى النار آ«والذين قتلواآ» وفي قراءة قاتلوا، الآية نزلت يوم أحد وقد فشا في المسلمين القتل والجراحات آ«في سبيل الله فلن يضلآ» يحبط آ«أعمالهمآ».
047-010 آ«أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمَّر الله عليهمآ» أهلك أنفسهم وأولادهم وأموالهم آ«وللكافرين أمثالهاآ» أي أمثال عاقبة ما قبلهم.
047-012 آ«إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعونآ» في الدنيا آ«ويأكلون كما تأكل الأنعامآ» أي ليس لهم هَمٌ إلا بطونهم وفروجهم ولا يلتفتون إلى الآخرة آ«والنار مثوى لهمآ» منزل ومقام ومصير.
047-014 آ«أفمن كان على بيِّنةآ» حجة وبرهان آ«من ربهآ» وهو المؤمنون آ«كمن زُيّن له سوءُ عملهآ» فرآه حسنا وهم كفار مكة آ«واتبعوا أهواءهمآ» في عبادة الأوثان، أي لا مماثلة بينهما.
047-015 آ«مثلآ» أي صفة آ«الجنة التي وعد المتقونآ» المشتركة بين داخليها مبتدأ خبره آ«فيها أنهار من ماءٍ غير آسنآ» بالمد والقصر كضارب وحذر، أي غير متغير بخلاف ماء الدنيا فيتغير بعارض آ«وأنهار من لبن لم يتغير طعمهآ» بخلاف لبن الدنيا لخروجه من الضروع آ«وأنهار من خمر لذةآ» لذيذة آ«للشاربينآ» بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب آ«وأنهار من عسل مصفىآ» بخلاف عسل الدنيا فإنه بخروجه من بطون النحل يخالط الشمع وغيره آ«ولهم فيهاآ» أصناف آ«من كل الثمرات ومغفرة من ربهمآ» فهو راض عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخلاف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطا عليهم آ«كمن هو خالد في النارآ» خبر مبتدأ مقدر، أي أمن هو في هذا النعيم آ«وسقوا ماء حميماآ» أي شديد الحرارة آ«فقطَّع أمعاءهمآ» أي مصارينهم فخرجت من أدبارهم، وهو جمع معى بالقصر، وألفه عن ياء لقولهم ميعان.
047-016 آ«ومنهمآ» أي الكفار آ«من يستمع إليكآ» في خطبة الجمعة وهم المنافقون آ«حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلمآ» لعلماء الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس استهزاء وسخرية آ«ماذا قال آنفاآ» بالمد والقصر، الساعة، أي لا نرجع إليه آ«أولئك الذين طبع الله على قلوبهم بالكفر آ«واتبعوا أهواءهمآ» في النفاق.
047-018 آ«فهل ينظرونآ» ما ينتظرون، أي كفار مكة آ«إلا الساعة أن تأتيهمآ» بدل اشتمال من الساعة، أي ليس الأمر إلا أن تأتيهم آ«بغتةآ» فجأة آ«فقد جاء أشرطهاآ» علاماتها: منها النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان آ«فأنَّى لهم إذا جاءتهمآ» الساعة آ«ذكراهمآ» تذكرهم، أي لا ينفعهم.
047-019 (فاعلم أنه لا إله إلا الله) أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة (واستغفر لذنبك) لأجله قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته، وقد فعله قال صلى الله عليه وسلم: "" إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة "" (وللمؤمنين والمؤمنات) فيه إكرام لهم بأمر نبيهم بالاستغفار لهم (والله يعلم متقلبكم) متصرفكم لأشغالكم في النهار (ومثواكم) مأواكم
047-020 آ«ويقول الذين آمنواآ» طلبا للجهاد آ«لولاآ» هلا آ«نزلت سورةآ» فيها ذكر الجهاد آ«فإذا أنزلت سورة محكمةآ» أي لم ينسخ منها شيء آ«وذكر فيها القتالآ» أي طلبه آ«رأيت الذين في قلوبهم مرضآ» أي شك وهم المنافقون آ«ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموتآ» خوفا منه وكراهة له، أي فهم يخافون من القتال ويكرهونه آ«فأولى لهمآ» مبتدأ خبره.
047-022 آ«فهل عسَِيتمآ» بكسر السين وفتحها وفيه التفات عن الغيبة إلى الخطاب، أي لعلكم آ«إن توليتمآ» أعرضتم عن الإيمان آ«أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكمآ» أي تعودوا إلى أمر الجاهلية من البغي والقتال.
047-026 آ«ذلكآ» أي إضلالهم آ«بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزَّل اللهآ» أي للمشركين آ«سنطيعكم في بعض الأمرآ» أي المعاونة على عداوة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيط الناس عن الجهاد معه، قالوا ذلك سرا فأظهره الله تعالى آ«والله يعلم أَِسرارهمآ» بفتح الهمزة جمع سر وبكسرها مصدر.
047-030 آ«ولو نشاء لأريناكهمآ» عرفناكهم وكررت اللام في آ«فلعرفتهم بسيماهمآ» علامتهم آ«ولتعرفنهمآ» الواو لقسم محذوف وما بعدها جوابه آ«في لحن القوْلآ» أي معناه إذا تكلموا عندك بأن يعرضوا بما فيه تهجين أمر المسلمين آ«والله يعلم أعمالكمآ».
047-032 آ«إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل اللهآ» طريق الحق آ«وشاقوا الرسولآ» خالفوه آ«من بعد ما تبيَّن لهم الهدىآ» هو معنى سبيل الله آ«لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهمآ» يبطلها من صدقة ونحوها فلا يرون لها في الآخرة ثوابا، نزلت في المطعمين من أصحاب بدر أو في قريظة والنضير.
047-036 آ«إنما الحياة الدنياآ» أي الاشتغال فيها آ«لعب ولهوٌ وإن تؤمنوا وتتقواآ» الله وذلك من أمور الآخرة آ«يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكمآ» جميعها بل الزكاة المفروضة فيها.
047-038 آ«ها أنتمآ» يا آ«هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل اللهآ» ما فرض عليكم آ«فمنكم من يبخل ومن يبخلْ فإنما يبخل عن نفسهآ» يقال بخل عليه وعنه آ«والله الغنيآ» عن نفقتكم آ«وأنتم الفقراءآ» إليه آ«وإن تتولواآ» عن طاعته آ«يستبدل قوما غيركمآ» أي يجعلهم بدلكم آ«ثم لا يكونوا أمثالكمآ» في التولي عن طاعته بل مطيعين له عز وجل.