Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

12) Sūrat Yūsuf

Printed format

12) سُورَة يُوسُف

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
012-001 آ«الرآ» الله أعلم بمراده بذلك آ«تلكآ» هذه الآيات آ«آيات الكتابآ» القرآن والإضافة بمعنى من آ«المبينآ» المظهر للحق من الباطل. أَلِف-لَام-‍رَ‌ا‌ ۚ تِلْكَ ‌آي‍‍َ‍اتُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌الْمُبِينِ
012-002 آ«إنا أنزلناه قرآنا عربياآ» بلغة العرب آ«لعلكمآ» يا أهل مكة آ«تعقلونآ» تفقهون معانيه. إِنَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْن‍‍َ‍اهُ قُ‍‍رْ‌آناً‌ عَ‍رَبِيّا‌ ً‌ لَعَلَّكُمْ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
012-003 آ«نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحيناآ» بإيحائنا آ«إليك هذا القرآن وإنآ» مخففة أي وإنه آ«كنت من قبله لمن الغافلينآ». نَحْنُ نَ‍‍قُ‍‍صُّ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌أَحْسَنَ ‌الْ‍‍قَ‍‍صَ‍‍صِ بِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْحَيْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ هَذَ‌ا‌ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنَ ‌وَ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ‍‍هِ لَمِنَ ‌الْ‍‍غَ‍‍افِلِينَ
012-004 اذكر آ«إذ قال يوسف لأبيهآ» يعقوب آ«يا أبتآ» بالكسر دلالة على ياء الإضافة المحذوفة والفتح دلالة على ألف محذوفة قلبت عن الياء آ«إني رأيتآ» في المنام آ«أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهمآ» تأكيد آ«لي ساجدينآ» جمع بالياء والنون للوصف بالسجود الذي هو من صفات العقلاء. إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ يُوسُفُ لِأَب‍‍ِ‍ي‍‍هِ ي‍‍َ‍ا‌أَبَتِ ‌إِنِّ‍‍ي ‌‍رَ‌أَيْ‍‍تُ ‌أَحَدَ‌ عَشَ‍رَ‌ كَوْكَبا‌ ً‌ ‌وَ‌ال‍‍شَّمْسَ ‌وَ‌الْ‍‍قَ‍‍مَ‍رَ‌ ‌‍رَ‌أَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
012-005 آ«قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداآ» يحتالون في هلاكك حسدا قَ‍‍الَ يَابُنَيَّ لاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍‍صُ‍‍صْ ‌رُ‌ؤْي‍‍َ‍اكَ عَلَ‍‍ى‌ ‌إِخْ‍‍وَتِكَ فَيَكِيدُ‌و‌ا‌ لَكَ كَيْد‌ا‌‌ ً‌ ‌إِنَّ ۖ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انَ لِلإِ‌ن‍‍س‍‍َ‍انِ عَدُ‌وّ‌ٌ‌ مُبِينٌ
012-006 آ«وكذلكآ» كما رأيت آ«يجتبيكآ» يختارك آ«ربك ويعلمك من تأويل الأحاديثآ» تعبير الرؤيا آ«ويتم نعمته عليكآ» بالنبوة آ«وعلى آل يعقوبآ» أولاده آ«كما أتمهاآ» بالنبوة آ«على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليمآ» بخلقه آ«حكيمآ» في صنعه بهم. وَكَذَلِكَ يَ‍‍جْ‍‍تَب‍‍ِ‍ي‍‍كَ ‌‍رَبُّكَ ‌وَيُعَلِّمُكَ مِ‍‌‍نْ تَأْ‌و‍ِ‍ي‍‍لِ ‌الأَحَا‌د‍ِ‍ي‍‍ثِ ‌وَيُتِ‍‍مُّ نِعْمَتَ‍‍هُ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌وَعَلَ‍‍ى‌ ‌آلِ يَعْ‍‍قُ‍‍وبَ كَمَ‍‍ا‌ ‌أَتَ‍‍مَّ‍‍هَا‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَبَوَيْ‍‍كَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌وَ‌إِسْح‍‍َ‍اقَ ۚ ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ عَل‍‍ِ‍ي‍‍مٌ حَكِيمٌ
012-007 آ«لقد كان فيآ» خبر آ«يوسف وإخوتهآ» وهم أحد عشر آ«آياتآ» عبر آ«للسائلينآ» عن خبرهم. لَ‍قَ‍‍دْ‌ ك‍‍َ‍انَ فِي يُوسُفَ ‌وَ‌إِخْ‍‍وَتِهِ ‌آي‍‍َ‍ات ٌ‌ لِلسّ‍‍َ‍ائِلِينَ
012-008 اذكر آ«إذ قالواآ» أي بعض إخوة يوسف لبعضهم آ«ليوسفآ» مبتدأ آ«وأخوهآ» شقيقه بنيامين آ«أحبآ» خبر آ«إلى أبينا منا ونحن عصبةآ» جماعة آ«إن أبانا لفي ضلالآ» خطأ آ«مبينآ» بين بإيثارهما علينا. إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الُو‌ا‌ لَيُوسُفُ ‌وَ‌أَ‍خُ‍‍وهُ ‌أَحَبُّ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَبِينَا‌ مِ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌وَنَحْنُ عُ‍‍صْ‍‍بَة‌‍ٌ‌ ‌إِنَّ ‌أَبَانَا‌ لَفِي ضَ‍‍لاَلٍ‌ مُبِينٍ
012-009 آ«اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاآ» أي بأرض بعيدة آ«يخل لكم وجه أبيكمآ» بأن يقبل عليكم ولا يلتفت لغيركم آ«وتكونوا من بعدهآ» أي بعد قتل يوسف أو طرحه آ«قوما صالحينآ» بأن تتوبوا. ‍ا‍قْ‍‍تُلُو‌ا‌ يُوسُفَ ‌أَ‌وِ‌ ‌ا‍طْ‍‍‍رَح‍‍ُ‍وهُ ‌أَ‌رْ‍ض‍‍ا‌ ً‌ يَ‍‍خْ‍‍لُ لَكُمْ ‌وَجْ‍‍هُ ‌أَبِيكُمْ ‌وَتَكُونُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِ قَ‍‍وْما‌‌ ًصَ‍‍الِحِينَ
012-010 آ«قال قائل منهمآ» هو يهوذا آ«لا تقتلوا يوسف وألقوهآ» اطرحوه آ«في غيابت الجبآ» مظلم البئر في قراءة بالجمع آ«يلتقطه بعض السيارةآ» المسافرين آ«إن كنتم فاعلينآ» ما أردتم من التفريق فاكتفوا بذلك. قَ‍‍الَ قَ‍‍ائِلٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ لاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍تُلُو‌ا‌ يُوسُفَ ‌وَ‌أَلْ‍‍قُ‍‍وهُ فِي غَ‍‍يَابَتِ ‌الْجُبِّ يَلْتَ‍‍قِ‍‍طْ‍‍هُ بَعْ‍‍ضُ ‌ال‍‍سَّيَّا‌‍رَةِ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ فَاعِلِينَ
012-011 آ«قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحونآ» قَ‍‍الُو‌ا‌ ي‍‍َ‍ا‌أَبَانَا‌ مَا‌ لَكَ لاَ‌ تَأْمَ‍‍نَّ‍‍ا‌ عَلَى‌ يُوسُفَ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَ‍‍هُ لَنَاصِ‍‍حُونَ
012-012 آ«أرسله معنا غداآ» إلى الصحراء آ«نرتع ونلعبآ» بالنون والياء فيهما ننشط ونتسع آ«وإنَّا له لحافظونآ». أَ‌رْسِلْهُ مَعَنَا‌ غَ‍‍د‌ا‌ ً‌ يَرْتَعْ ‌وَيَلْعَ‍‍بْ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَ‍‍هُ لَحَافِ‍‍ظُ‍‍ونَ
012-013 آ«قال إني ليحزنني أن تذهبواآ» أي ذهابكم آ«بهآ» لفراقه آ«وأخاف أن يأكله الذئبآ» المراد به الجنس وكانت أرضهم كثيرة الذئاب آ«وأنتم عنه غافلونآ» مشغلون. قَ‍‍الَ ‌إِنِّ‍‍ي لَيَحْزُنُنِ‍‍ي ‌أَ‌نْ تَذْهَبُو‌ا‌ بِ‍‍هِ ‌وَ‌أَ‍خَ‍‍افُ ‌أَ‌نْ يَأْكُلَهُ ‌ال‍‍ذِّئْبُ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ غَ‍‍افِلُونَ
012-014 آ«قالوا لإنآ» لام قسم آ«أكله الذئب ونحن عصبةآ» جماعة آ«إنا إذا لخاسرونآ» عاجزون فأرسله معهم. قَ‍‍الُو‌ا‌ لَئِ‍‌‍نْ ‌أَكَلَهُ ‌ال‍‍ذِّئْبُ ‌وَنَحْنُ عُ‍‍صْ‍‍بَة‌‍ٌ‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ ‌إِ‌ذ‌ا‌ ً‌ لَ‍‍خَ‍‍اسِرُ‌ونَ
012-015 آ«فلما ذهبوا به وأجمعواآ» عزموا آ«أن يجعلوه في غيابت الجبآ» وجواب لما محذوف أي فعلوا ذلك بأن نزعوا قميصه بعد ضربه وإهانته وإرادة قتله وأدلوه فلما وصل إلى نصف البئر ألقوه ليموت فسقط في الماء ثم أوى إلى صخرة فنادوه فأجابهم يظن رحمتهم فأرادوا رضخه بصخرة فمنعهم يهوذا آ«وأوحينا إليهآ» في الجب وحي حقيقة وله سبع عشرة سنة أو دونها تطمينا لقلبه آ«لتنبئنهمآ» بعد اليوم آ«بأمرهمآ» بصنيعهم آ«هذا وهم لا يشعرونآ» بك حال الإنباء. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌ذَهَبُو‌ا‌ بِ‍‍هِ ‌وَ‌أَجْ‍‍مَعُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌نْ يَ‍‍جْ‍‍عَل‍‍ُ‍وهُ فِي غَ‍‍يَابَتِ ‌الْجُبِّ ۚ ‌وَ‌أَ‌وْحَيْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ لَتُنَبِّئَ‍‍نَّ‍‍هُمْ بِأَمْ‍‍رِهِمْ هَذَ‌ا‌ ‌وَهُمْ لاَ‌ يَشْعُرُ‌ونَ
012-016 آ«وجاءُوا أباهم عِشاءًآ» وقت المساء آ«يبكونآ». وَج‍‍َ‍ا‌ءُ‌و‌ا‌ ‌أَبَاهُمْ عِش‍‍َ‍ا‌ء‌ ً‌ يَ‍‍بْ‍‍كُونَ
012-017 آ«قالوا يا أبانا إنا ذهبا نستبقُآ» نرمي آ«وتركنا يوسف عند متاعناآ» ثيابنا آ«فأكله الذئب وما أنت بمؤمنآ» بمصدق آ«لنا ولو كنا صادقينآ» عندك لاتهمتنا في هذه القصة لمحبة يوسف فكيف وأنت قَ‍‍الُو‌ا‌ يَ‍‍ا‌ ‌أَبَانَ‍‍ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ ‌ذَهَ‍‍بْ‍‍نَا‌ نَسْتَبِ‍‍قُ ‌وَتَ‍رَكْنَا‌ يُوسُفَ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ مَتَاعِنَا‌ فَأَكَلَهُ ‌ال‍‍ذِّئْبُ ۖ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تَ بِمُؤْمِن‍ٍ‌ لَنَا‌ ‌وَلَوْ‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
012-018 آ«وجاءُوا على قميصهآ» محله نصب على الظرفية أي فوقه آ«بدم كذبآ» أي ذي كذب بأن ذبحوا سخلة ولطخوه بدمها وذهلوا عن شقه وقالوا إنه دمه آ«قالآ» يعقوب لما رآه صحيحا وعلم كذبهم آ«بل سوَّلتآ» زينت آ«لكم أنفسكم أمراآ» ففعلتموه به آ«فصبر جميلآ» لا جزع فيه، وهو خبر مبتدأ محذوف أي أمري آ«والله المستعانآ» المطلوب منه العون آ«على ما تصفونآ» تذكرون من أمر يوسف. وَج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ عَلَى‌ قَ‍‍مِي‍‍صِ‍‍هِ بِدَم‌‍ٍ‌ كَذِب‌‍ٍۚ قَ‍‍الَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ ‌أَ‌ن‍‍فُسُكُمْ ‌أَمْر‌ا‌‌ ًۖ فَ‍‍صَ‍‍بْ‍‍ر‌‌ٌ‌ جَم‍‍ِ‍ي‍‍لٌۖ ‌وَ‌اللَّهُ ‌الْمُسْتَع‍‍َ‍انُ عَلَى‌ مَا‌ تَ‍‍صِ‍‍فُونَ
012-019 آ«وجاءت سيارةآ» مسافرون من مدين إلى مصر فنزلوا قريبا من جب يوسف آ«فأرسلوا واردهمآ» الذي يرد الماء ليستقي منه آ«فأدلىآ» أرسل آ«دلوهآ» في البئر فتعلق بها يوسف فأخرجه فلما رآه آ«قال يا بشرايآ» وفي قراءة بشرى ونداؤها مجاز أي احضري فهذا وقتك آ«هذا غلامآ» فعلم به إخوته فأتوه آ«وأسَرُّوهآ» أي أخفوا أمره جاعليه آ«بضاعةآ» بأن قالوا هذا عبدنا أبق، وسكت يوسف خوفا من أن يقتلوه آ«والله عليم بما يعملونآ». وَج‍‍َ‍ا‌ءَتْ سَيَّا‌‍رَة‌‍ٌ‌ فَأَ‌رْسَلُو‌ا‌ ‌وَ‌ا‌رِ‌دَهُمْ فَأَ‌دْلَى‌ ‌دَلْوَهُ ۖ قَ‍‍الَ يَا‌ بُشْ‍رَ‌ى‌ هَذَ‌ا‌ غُ‍‍لاَمٌۚ ‌وَ‌أَسَرّ‍ُ‍‌وهُ بِ‍‍ضَ‍‍اعَة ًۚ ‌وَ‌اللَّهُ عَل‍‍ِ‍ي‍‍م‌‍ٌ‌ بِمَا‌ يَعْمَلُونَ
012-020 آ«وشروهآ» باعوه منهم آ«بثمن بخسآ» ناقص آ«دراهم معدودةآ» عشرين أو اثنين وعشرين آ«وكانواآ» أي إخوته آ«فيه من الزاهدينآ» فجاءت به السيارة إلى مصر فباعه الذي اشتراه بعشرين دينارا وزوجي نعل وثوبين. وَشَ‍رَ‌وْهُ بِثَمَن ٍ‌ بَ‍‍خْ‍‍س‌‍ٍ‌ ‌دَ‌‍رَ‌اهِمَ مَعْدُ‌و‌دَةٍ‌ ‌وَكَانُو‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ مِنَ ‌ال‍‍زَّ‌اهِدِينَ
012-021 آ«وقال الذي اشتراه من مصرآ» وهو قطفير العزيز آ«لامرأتهآ» زليخا آ«أكرمي وَ‍قَ‍‍الَ ‌الَّذِي ‌اشْتَ‍رَ‍‌اهُ مِ‍‌‍نْ مِ‍‍صْ‍رَ‌ لِإمْ‍رَ‌أَتِهِ ‌أَكْ‍‍رِمِي مَثْو‍َ‍‌اهُ عَسَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ يَ‍‌‍ن‍‍فَعَنَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ نَتَّ‍‍خِ‍‍ذَهُ ‌وَلَد‌ا‌ ًۚ ‌وَكَذَلِكَ مَكَّ‍‍نَّ‍‍ا‌ لِيُوسُفَ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَلِنُعَلِّمَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ تَأْ‌و‍ِ‍ي‍‍لِ ‌الأَحَا‌د‍ِ‍ي‍‍ثِ ۚ ‌وَ‌اللَّهُ غَ‍‍الِبٌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَمْ‍‍رِهِ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
012-022 آ«ولما بلغ أشدهآ» وهو ثلاثون سنة أو وثلاث آ«آتيناه حكماآ» حكمة آ«وعلماآ» فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا آ«وكذلكآ» كما جزيناه آ«نجزي المحسنينآ» لأنفسهم. وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ بَلَ‍‍غَ ‌أَشُدَّهُ~ُ ‌آتَيْن‍‍َ‍اهُ حُكْما‌ ً‌ ‌وَعِلْما‌ ًۚ ‌وَكَذَلِكَ نَ‍‍جْ‍‍زِي ‌الْمُحْسِنِينَ
012-023 آ«وراودته التي هو في بيتهاآ» هي زليخا آ«عن نفسهآ» أي طلبت منه أن يواقعها آ«وغلَّقت الأبوابآ» للبيت آ«وقالتآ» له آ«هيْت لكآ» أي هلم واللام للتبيين وفي قراءة بكسر الهاء وأخرى بضم التاء آ«قال معاذ اللهآ» أعوذ بالله من ذلك آ«إنهآ» الذي اشتراني آ«ربيآ» سيدي آ«أحسن مثوايآ» مقامي فلا أخونه في أهله آ«إنهآ» أي الشأن آ«لا يفلح الظالمونآ» الزناة. وَ‌‍رَ‌ا‌وَ‌دَتْهُ ‌الَّتِي هُوَ‌ فِي بَيْتِهَا‌ عَ‍‌‍نْ نَفْسِ‍‍هِ ‌وَ‍‍غَ‍‍لَّ‍‍قَ‍‍تِ ‌الأَبْ‍‍و‍َ‍‌ابَ ‌وَ‍قَ‍‍الَتْ هَ‍‍يْ‍‍تَ لَكَ ۚ قَ‍‍الَ مَع‍‍َ‍ا‌ذَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌إِنَّ‍‍هُ ‌‍رَبِّ‍‍ي ‌أَحْسَنَ مَثْو‍َ‍‌ايَ ۖ ‌إِنَّ‍‍هُ لاَ‌ يُفْلِحُ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمُونَ
012-024 آ«ولقد همَّت بهآ» قصدت منه الجماع آ«وهمَّ بهاآ» قصد ذلك آ«لولا أن رأى برهان ربهآ» قال ابن عباس مَثُل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله وجواب لولا لجامعها آ«كذلكآ» أريناه البرهان وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ هَ‍‍مَّ‍‍تْ بِ‍‍هِ ۖ ‌وَهَ‍‍مَّ بِهَا‌ لَوْلاَ‌ ‌أَ‌نْ ‌‍رَ‌أَ‌ى‌ بُرْه‍‍َ‍انَ ‌‍رَبِّ‍‍هِ ۚ كَذَلِكَ لِنَ‍‍صْ‍‍رِفَ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءَ‌ ‌وَ‌الْفَحْش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ عِبَا‌دِنَا‌ ‌الْمُ‍‍خْ‍‍لَ‍‍صِ‍‍ينَ
012-025 آ«واستبقا البابآ» بادر إليه يوسف للفرار وهي للتشبث به فأمسكت ثوبه وجذبته إليها آ«وقدَّتآ» شقت آ«قميصه من دبر وألفياآ» وجدا آ«سيدهاآ» زوجها آ«لدى البابآ» فنزعت نفسها ثم آ«قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاآ» زنا آ«إلا أن يسجنآ» يحبس في سجن آ«أو عذاب أليمآ» مؤلم بأن يضرب. وَ‌اسْتَبَ‍‍قَ‍‍ا‌ ‌الْب‍‍َ‍ابَ ‌وَ‍قَ‍‍دَّتْ قَ‍‍مِي‍‍صَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ ‌دُبُر‌ٍ‌ ‌وَ‌أَلْفَيَا‌ سَيِّدَهَا‌ لَدَ‌ى‌ ‌الْب‍‍َ‍ابِ ۚ قَ‍‍الَتْ مَا‌ جَز‍َ‍‌ا‌ءُ‌ مَ‍‌‍نْ ‌أَ‌رَ‍‌ا‌دَ‌ بِأَهْلِكَ س‍‍ُ‍و‌ء‌ا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يُسْجَنَ ‌أَ‌وْ‌ عَذ‍َ‍‌ابٌ ‌أَلِيمٌ
012-026 آ«قالآ» يوسف متبرئا آ«هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلهاآ» ابن عمها، روي أنه كان في المهد فقال آ«إن كان قميصه قُدَّ من قُبلآ» قدام آ«فصدقت وهو من الكاذبينآ» قَ‍‍الَ هِيَ ‌‍رَ‌ا‌وَ‌دَتْنِي عَ‍‌‍نْ نَفْسِي ۚ ‌وَشَهِدَ‌ شَاهِد‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِهَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ قَ‍‍مِي‍‍صُ‍‍هُ قُ‍‍دَّ‌ مِ‍‌‍نْ قُ‍‍بُل‌‍ٍ‌ فَ‍‍صَ‍‍دَ‍قَ‍‍تْ ‌وَهُوَ‌ مِنَ ‌الْكَا‌ذِبِينَ
012-027 آ«وإن كان قميصه قُدَّ من دبُرآ» خلف آ«فكذبت وهو من الصادقينآ». وَ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ قَ‍‍مِي‍‍صُ‍‍هُ قُ‍‍دَّ‌ مِ‍‌‍نْ ‌دُبُر‌‌ٍ‌ فَكَذَبَتْ ‌وَهُوَ‌ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
012-028 آ«فلما رأىآ» زوجها آ«قميصه قُدّ من دبر قال إنهآ» أي قولك (ما جزاء من أراد) إلخ آ«من كيدكنآ» أيها النساء آ«إن كيدكن عظيمآ». فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌أَ‌ى‌ قَ‍‍مِي‍‍صَ‍‍هُ قُ‍‍دَّ‌ مِ‍‌‍نْ ‌دُبُر‌‌ٍقَ‍‍الَ ‌إِنَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ كَيْدِكُ‍‍نَّ ۖ ‌إِنَّ كَيْدَكُ‍‍نَّ عَ‍‍ظِ‍‍يمٌ
012-029 ثم قال يا آ«يوسف أعرض عن هذاآ» الأمر ولا تذكره لئلا يشيع آ«واستغفريآ» يا زليخا آ«لذنبك إنك كنت من الخاطئينآ» الآثمين، واشتهر الخبر وشاع. يُوسُفُ ‌أَعْ‍‍رِ‍‍ضْ عَ‍‌‍نْ هَذَ‌ا‌ ۚ ‌وَ‌اسْتَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍رِي لِذَ‌نْ‍‍بِكِ ۖ ‌إِنَّ‍‍كِ كُ‍‌‍ن‍‍تِ مِنَ ‌الْ‍‍خَ‍‍اطِ‍‍ئ‍‍ِ‍‍ينَ
012-030 آ«وقال نسوة في المدينةآ» مدينة مصر آ«امرأة العزيز تراود فتاهاآ» عبدها آ«عن نفسه قد شغفها حباآ» تمييز، أي دخل حبه شغاف قلبها، أي غلافه آ«إنا لنراها وَ‍قَ‍‍الَ نِسْوَة‌‍ٌ‌ فِي ‌الْمَدِينَةِ ‌امْ‍رَ‌أَتُ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زِ‌ تُ‍رَ‌ا‌وِ‌دُ‌ فَتَاهَا‌ عَ‍‌‍نْ نَفْسِ‍‍هِ ۖ قَ‍‍دْ‌ شَ‍‍غَ‍‍فَهَا‌ حُبّا‌‌ ًۖ ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَنَ‍رَ‌اهَا‌ فِي ضَ‍‍لاَلٍ‌ مُبِينٍ
012-031 آ«فلما سمعت بمكرهنآ» غيبتهن لها آ«أرسلت إليهن وأعتدتآ» أعدت آ«لهن متكأآ» طعاما يقطع بالسكين للاتكاء عنده وهو الأترج آ«وآتتآ» أعطت آ«كل واحدة منهن سكينا وقالتآ» ليوسف آ«اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنهآ» أعظمنه آ«وقطَّعن أيديهنآ» بالسكاكين ولم يشعرن بالألم لشغل قلبهن بيوسف آ«وقلن حاش للهآ» تنزيها له آ«ما هذاآ» أي يوسف آ«بشرا إنآ» ما آ«هذا إلا ملك كريمآ» لما حواه من الحسن الذي لا يكون عادة في النسمة البشرية، وفي الحديث (أنه أعطي شطر الحسن). فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ سَمِعَتْ بِمَكْ‍‍رِهِ‍‍نَّ ‌أَ‌رْسَلَتْ ‌إِلَيْهِ‍‍نَّ ‌وَ‌أَعْتَدَتْ لَهُ‍‍نَّ مُتَّكَأ‌ ً‌ ‌وَ‌آتَتْ كُلَّ ‌وَ‌احِدَةٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ‍‍نَّ سِكِّينا‌ ً‌ ‌وَ‍قَ‍‍الَتِ ‌اخْ‍‍رُجْ عَلَيْهِ‍‍نَّ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌أَيْنَهُ~ُ ‌أَكْبَرْنَ‍‍هُ ‌وَ‍قَ‍‍طَّ‍‍عْنَ ‌أَيْدِيَهُ‍‍نَّ ‌وَ‍قُ‍‍لْنَ ح‍‍َ‍اشَ لِلَّهِ مَا‌ هَذَ‌ا‌ بَشَر‌ا‌‌ ً‌ ‌إِ‌نْ هَذَ‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ مَلَك‌‍ٌ‌ كَ‍‍رِيمٌ
012-032 آ«قالتآ» امرأة العزيز لما رأت ما حل بهن آ«فذلكنآ» فهذا هو آ«الذي لمتنني فيهآ» في حبه بيان لعذرها آ«ولقد راودته عن نفسه فاستعصمآ» امتنع آ«ولإن لم يفعل ما آمرهآ» به آ«ليسجنن وليكونا من الصاغرينآ» الذليلين فقلن له أطع مولاتك. قَ‍‍الَتْ فَذَلِكُ‍‍نَّ ‌الَّذِي لُمْتُ‍‍نَّ‍‍نِي ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۖ ‌وَلَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌‍رَ‌ا‌وَ‌دتُّ‍‍هُ عَ‍‌‍نْ نَفْسِ‍‍هِ فَاسْتَعْ‍‍صَ‍‍مَ ۖ ‌وَلَئِ‍‌‍نْ لَمْ يَفْعَلْ مَ‍‍ا‌ ‌آمُرُهُ لَيُسْجَنَ‍‍نَّ ‌وَلَيَكُونا‌ ً‌ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍اغِ‍‍رِينَ
012-033 آ«قال رب السجن أحبُ إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصْبُآ» أمل آ«إليهن وأكنآ» أصر آ«من الجاهلينآ» المذنبين والقصد بذلك الدعاء فلذا قال تعالى. قَ‍‍الَ ‌‍رَبِّ ‌ال‍‍سِّ‍‍جْ‍‍نُ ‌أَحَبُّ ‌إِلَيَّ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَ‍‍دْعُونَنِ‍‍ي ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌إِلاَّ‌ تَ‍‍صْ‍‍رِفْ عَ‍‍نِّ‍‍ي كَيْدَهُ‍‍نَّ ‌أَ‍صْ‍‍بُ ‌إِلَيْهِ‍‍نَّ ‌وَ‌أَكُ‍‌‍نْ مِنَ ‌الْجَاهِلِينَ
012-034 آ«فاستجاب له ربهآ» دعاءه آ«فصرف عنه كيدهن إنه هو السميعآ» للقول آ«العليمآ» بالفعل. فَاسْتَج‍‍َ‍ابَ لَ‍‍هُ ‌‍رَبُّ‍‍هُ فَ‍‍صَ‍رَفَ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ كَيْدَهُ‍‍نَّ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ هُوَ‌ ‌ال‍‍سَّم‍‍ِ‍ي‍‍عُ ‌الْعَلِيمُ
012-035 آ«ثم بداآ» ظهر آ«لهم من بعد ما رأوا الآياتآ» الدالات على براءة يوسف أن يسجنوه ثُ‍‍مَّ بَدَ‌ا‌ لَهُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ ‌‍رَ‌أَ‌وُ‌ا‌ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لَيَسْجُنُ‍‍نَّ‍‍هُ حَتَّى‌ حِينٍ
012-036 آ«ودخل معه السجن فتيانآ» غلامان للملك أحدهما ساقيه والآخر صاحب طعامه فرأياه يعبر الرؤيا فقالا لنختبرنه آ«قال أحدهماآ» وهو الساقي آ«إني أراني أعصر خمراآ» أي عنبا آ«وقال الآخرآ» وهو صاحب الطعام آ«إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئناآ» خبرنا آ«بتأويلهآ» بتعبيره آ«إنا نراك من المحسنينآ». وَ‌دَ‍خَ‍‍لَ مَعَهُ ‌ال‍‍سِّ‍‍جْ‍‍نَ فَتَي‍‍َ‍انِ ۖ قَ‍‍الَ ‌أَحَدُهُمَ‍‍ا‌ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَ‌‍رَ‌انِ‍‍ي ‌أَعْ‍‍صِ‍‍ر‍ُ‍‌ خَ‍‍مْر‌ا‌ ًۖ ‌وَ‍قَ‍‍الَ ‌الآ‍‍خَ‍‍رُ‌ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَ‌‍رَ‌انِ‍‍ي ‌أَحْمِلُ فَ‍‍وْ‍قَ ‌‍رَ‌أْسِي خُ‍‍بْ‍‍ز‌ا‌‌ ً‌ تَأْكُلُ ‌ال‍‍طَّ‍‍يْ‍‍رُ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ۖ نَبِّئْنَا‌ بِتَأْ‌وِيلِهِ ۖ ‌إِنَّ‍‍ا‌ نَ‍رَ‍‌اكَ مِنَ ‌الْمُحْسِنِينَ
012-037 آ«قالآ» لهما مخبرا أنه عالم بتعبير الرؤيا آ«لا يأتيكما طعام ترزقانهآ» في منامكما آ«إلا نبأتكما بتأويلهآ» في اليقظة آ«قبل أن يأتيكماآ» تأويله آ«ذلكما مما علمني ربيآ» فيه حث على إيمانهما ثم قوّاه بقوله آ«إني تركت ملةآ» دين آ«قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة همآ» تأكيد آ«كافرونآ». قَ‍‍الَ لاَ‌ يَأْتِيكُمَا‌ طَ‍‍ع‍‍َ‍ام‌‍ٌ‌ تُرْ‌زَ‍قَ‍‍انِهِ ‌إِلاَّ‌ نَبَّأْتُكُمَا‌ بِتَأْ‌وِيلِ‍‍هِ قَ‍‍بْ‍‍لَ ‌أَ‌نْ يَأْتِيَكُمَا‌ ۚ ‌ذَلِكُمَا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ عَلَّمَنِي ‌‍رَبِّ‍‍ي ۚ ‌إِنِّ‍‍ي تَ‍رَكْتُ مِلَّةَ قَ‍‍وْم‍ٍ‌ لاَ‌ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَهُمْ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ هُمْ كَافِرُ‌ونَ
012-038 آ«واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كانآ» ينبغي آ«لنا أن نشرك بالله منآ» زائدة آ«شيءآ» لعصمتنا آ«ذلكآ» التوحيد آ«من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناسآ» وهم الكفار آ«لا يشكرونآ» الله فيشركون ثم صرح بدعائهما إلى الإيمان فقال. وَ‌اتَّبَعْتُ مِلَّةَ ‌آب‍‍َ‍ائ‍‍ِ‍‍ي ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌وَ‌إِسْح‍‍َ‍اقَ ‌وَيَعْ‍‍قُ‍‍وبَ ۚ مَا‌ ك‍‍َ‍انَ لَنَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ نُشْ‍‍رِكَ بِ‍اللَّ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌‌ٍۚ ‌ذَلِكَ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَيْنَا‌ ‌وَعَلَى‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لاَ‌ يَشْكُرُ‌ونَ
012-039 آ«يا صاحبيآ» ساكني آ«السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهارآ» خير؟ استفهام تقرير. يَا‌ صَ‍‍احِبَيِ ‌ال‍‍سِّ‍‍جْ‍‍نِ ‌أَ‌أَ‌رْب‍‍َ‍ابٌ‌ مُتَفَرِّ‍‍قُ‍‍ونَ خَ‍‍يْ‍‍رٌ‌ ‌أَمِ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْوَ‌احِدُ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍هَّا‌رُ
012-040 آ«ما تعبدون من دونهآ» أي غيره آ«إلا أسماء مَا‌ تَعْبُد‍ُ‍‌ونَ مِ‍‌‍نْ ‌دُ‌ونِهِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَسْم‍‍َ‍ا‌ء‌‌ ً‌ سَ‍‍مَّ‍‍يْتُمُوهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ‌وَ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُكُمْ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ بِهَا‌ مِ‍‌‍نْ سُلْ‍‍طَ‍‍ان‌‍ٍۚ ‌إِنِ ‌الْحُكْمُ ‌إِلاَّ‌ لِلَّهِ ۚ ‌أَمَ‍رَ‌ ‌أَلاَّ‌ تَعْبُدُ‌و‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌إِيّ‍‍َ‍اهُ ۚ ‌ذَلِكَ ‌ال‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍نُ ‌الْ‍‍قَ‍‍يِّمُ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
012-041 آ«يا صاحبي السجن أما أحدكماآ» أي الساقي فيخرج بعد ثلاث آ«فيسقي ربهآ» سيده آ«خمراآ» على عادته آ«وأما الآخرآ» فيخرج بعد ثلاث آ«فيصلب فتأكل الطير من رأسهآ» هذا تأويل رؤياكما فقالا ما رأينا شيئا فقال آ«قضيآ» تمَّ آ«الأمر الذي فيه تستفتيانآ» سألتما عنه صدقتما أم كذبتما. يَا‌ صَ‍‍احِبَيِ ‌ال‍‍سِّ‍‍جْ‍‍نِ ‌أَمَّ‍‍ا‌ ‌أَحَدُكُمَا‌ فَيَسْ‍‍قِ‍‍ي ‌‍رَبَّ‍‍هُ خَ‍‍مْر‌ا‌ ًۖ ‌وَ‌أَمَّ‍‍ا‌ ‌الآ‍‍خَ‍‍رُ‌ فَيُ‍‍صْ‍‍لَبُ فَتَأْكُلُ ‌ال‍‍طَّ‍‍يْ‍‍رُ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَ‌أْسِ‍‍هِ ۚ قُ‍‍ضِ‍‍يَ ‌الأَمْرُ‌ ‌الَّذِي ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ تَسْتَفْتِيَانِ
012-042 آ«وقال للذي ظنآ» أيقن آ«أنه ناج منهماآ» وهو الساقي آ«اذكرني عند ربكآ» سيدك فقل له إن في السجن غلاما محبوسا ظلما فخرج آ«فأنساهآ» أي الساقي آ«الشيطان ذكْرَآ» يوسف عند آ«ربه فلبثآ» مكث يوسف آ«في السجن بضع سنينآ» قيل سبعا وقيل اثنتي عشرة. وَ‍قَ‍‍الَ لِلَّذِي ظَ‍‍نَّ ‌أَنَّ‍‍هُ ن‍‍َ‍اجٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ ‌ا‌ذْكُرْنِي عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّكَ فَأَ‌ن‍‍س‍‍َ‍اهُ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ ‌ذِكْ‍رَ‌ ‌‍رَبِّ‍‍هِ فَلَبِثَ فِي ‌ال‍‍سِّ‍‍جْ‍‍نِ بِ‍‍ضْ‍‍عَ سِنِينَ
012-043 آ«وقال الملكآ» ملك مصر الريان بن الوليد آ«إني أرىآ» أي رأيت آ«سبع بقرات سمان يأكلهنآ» يبتلعهن آ«سبعآ» من البقر آ«عجافآ» جمع عجفاء آ«وسبع سنبلات خضر وأخرآ» أي سبع سنبلات آ«يابساتآ» قد التوت على الخضر وعلت عليها آ«يا أيها الملأ أفتوني في رؤيايآ» بينوا لي وَ‍قَ‍‍الَ ‌الْمَلِكُ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَ‌‍رَ‌ى‌ سَ‍‍بْ‍‍عَ بَ‍‍قَ‍رَ‍‌ات‌‍ٍ‌ سِم‍‍َ‍انٍ‌ يَأْكُلُهُ‍‍نَّ سَ‍‍بْ‍‍عٌ عِج‍‍َ‍افٌ‌ ‌وَسَ‍‍بْ‍‍عَ سُ‍‌‍نْ‍‍بُلاَتٍ خُ‍‍ضْ‍‍ر‌ٍ‌ ‌وَ‌أُ‍خَ‍رَ‌ يَابِس‍‍َ‍اتٍۖ ي‍‍َ‍ا‌أَيُّهَا‌ ‌الْمَلَأُ‌ ‌أَفْتُونِي فِي ‌رُ‌ؤْي‍‍َ‍ايَ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ لِ‍‍ل‍‍رُّ‌ؤْيَا‌ تَعْبُرُ‌ونَ
012-044 آ«قالواآ» هذه آ«أضغاث أحلامآ» أخلاط آ«وما نحن بتأويل الأحلام بعالمينآ». قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‍ضْ‍‍غَ‍‍اثُ ‌أَحْلاَمٍۖ ‌وَمَا‌ نَحْنُ بِتَأْ‌و‍ِ‍ي‍‍لِ ‌الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ
012-045 آ«وقال الذي نجا منهماآ» أي من الفَتَيِيْنِ وهو الساقي آ«وادَّكرآ» فيه إبدال التاء في الأصل دالا وإدغامها في الدال أي تذكر آ«بعد أُمَّةٍآ» حينِ حال يوسف آ«أنا أنبئكم بتأويله فأرسلونآ» فأرسلوه فأتى يوسف فقال. وَ‍قَ‍‍الَ ‌الَّذِي نَجَا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ ‌وَ‌ا‍ِ‍‌دَّكَ‍رَ‌ بَعْدَ‌ ‌أُمَّ‍‍ةٍ ‌أَنَ‍‍ا‌ ‌أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْ‌وِيلِ‍‍هِ فَأَ‌رْسِلُونِ
012-046 يا آ«يوسف أيها الصدّيقآ» الكثير الصدق آ«أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناسآ» أي الملك وأصحابه آ«لعلهم يعلمونآ» تعبيرها. يُوسُفُ ‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍صِّ‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍قُ ‌أَفْتِنَا‌ فِي سَ‍‍بْ‍‍عِ بَ‍‍قَ‍رَ‍‌ات‌‍ٍ‌ سِم‍‍َ‍انٍ‌ يَأْكُلُهُ‍‍نَّ سَ‍‍بْ‍‍عٌ عِج‍‍َ‍افٌ‌ ‌وَسَ‍‍بْ‍‍عِ سُ‍‌‍نْ‍‍بُلاَتٍ خُ‍‍ضْ‍‍ر‌ٍ‌ ‌وَ‌أُ‍خَ‍رَ‌ يَابِس‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لَعَلِّ‍‍ي ‌أَ‌رْجِعُ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ
012-047 آ«قال تزرعونآ» أي ازرعوا آ«سبع سنين دأباآ» متتابعة وهي تأويل السبع السمان آ«فما حصدتم فذروهآ» أي اتركوه آ«في سنبلهآ» لئلا يفسد آ«إلا قليلا مما تأكلونآ» فادرسوه. قَ‍‍الَ تَزْ‌‍رَع‍‍ُ‍ونَ سَ‍‍بْ‍‍عَ سِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌دَ‌أَبا‌‌ ً‌ فَمَا‌ حَ‍‍صَ‍‍دْتُمْ فَذَ‌ر‍ُ‍‌وهُ فِي سُ‍‌‍نْ‍‍بُلِهِ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَأْكُلُونَ
012-048 آ«ثم يأتي من بعد ذلكآ» أي السبع المخصبات آ«سبع شدادآ» مجدبات صعاب وهي تأويل السبع العجاف آ«يأكلن ما قدمتم لهنآ» من الحب المزروع في السنين المخصبات أي تأكلونه آ«إلا قليلا مما تحصنونآ» تدخرون. ثُ‍‍مَّ يَأْتِي مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌ذَلِكَ سَ‍‍بْ‍‍ع‌‍ٌ‌ شِد‍َ‍‌ا‌د‌ٌ‌ يَأْكُلْنَ مَا‌ قَ‍‍دَّمْتُمْ لَهُ‍‍نَّ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تُحْ‍‍صِ‍‍نُونَ
012-049 آ«ثم يأتي من بعد ذلكآ» أي السبع المجدبات آ«عام فيه يغاث الناسآ» بالمطر آ«وفيه يعصرونآ» الأعناب وغيرها لخصبه. ثُ‍‍مَّ يَأْتِي مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌ذَلِكَ ع‍‍َ‍ام‌‍ٌ‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ يُ‍‍غَ‍‍اثُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ ‌وَف‍‍ِ‍ي‍‍هِ يَعْ‍‍صِ‍‍رُ‌ونَ
012-050 آ«وقال الملكآ» لما جاءه الرسول وأخبره بتأويلها وَ‍قَ‍‍الَ ‌الْمَلِكُ ‌ائْتُونِي بِ‍‍هِ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولُ قَ‍‍الَ ‌ا‌رْجِعْ ‌إِلَى‌ ‌‍رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا‌ ب‍‍َ‍الُ ‌ال‍‍نِّ‍‍سْوَةِ ‌ال‍‍لاَّتِي قَ‍‍طَّ‍‍عْنَ ‌أَيْدِيَهُ‍‍نَّ ۚ ‌إِنَّ ‌‍رَبِّي بِكَيْدِهِ‍‍نَّ عَلِيمٌ
012-051 آ«قال ما خطبكنآ» شأنكن آ«إذ راودتن يوسف عن نفسهآ» هل وجدتن منه ميلا إليكن آ«قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحصآ» وضح آ«الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقينآ» في قوله (هي راودتني عن نفسي) فأخبر يوسف بذلك فقال. قَ‍‍الَ مَا‌ خَ‍‍طْ‍‍بُكُ‍‍نَّ ‌إِ‌ذْ‌ ‌‍رَ‌ا‌وَ‌دتُّ‍‍نَّ يُوسُفَ عَ‍‌‍نْ نَفْسِ‍‍هِ ۚ قُ‍‍لْنَ ح‍‍َ‍اشَ لِلَّهِ مَا‌ عَلِمْنَا‌ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ س‍‍ُ‍و‌ء‌‌ٍۚ قَ‍‍الَتِ ‌امْ‍رَ‌أَتُ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زِ‌ ‌الآنَ حَ‍‍صْ‍‍حَ‍‍صَ ‌الْحَ‍‍قُّ ‌أَنَا‌ ‌‍رَ‌ا‌وَ‌دتُّ‍‍هُ عَ‍‌‍نْ نَفْسِ‍‍هِ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُ لَمِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
012-052 آ«ذلكآ» أي طلب البراءة آ«ليعلمآ» العزيز آ«أني لم أخنهآ» في أهله آ«بالغيبآ» حال آ«وأن الله لا يهدي كيد الخائنينآ» ثم تواضع لله فقال. ذَلِكَ لِيَعْلَمَ ‌أَنِّ‍‍ي لَمْ ‌أَ‍خُ‍‍‌‍نْ‍‍هُ بِ‍الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بِ ‌وَ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يَهْدِي كَ‍‍يْ‍‍دَ‌ ‌الْ‍‍خَ‍‍ائِنِينَ
012-053 آ«وما أبري نفسيآ» من الزلل آ«إن النفسآ» الجنس آ«لأمَّارةآ» كثيرة الأمر آ«بالسوء إلا ماآ» بمعنى من آ«رحم ربيآ» فعصمه آ«إن ربي غفور رحيمآ». وَمَ‍‍ا‌ ‌أُبَرِّئُ نَفْسِ‍‍ي ۚ ‌إِنَّ ‌ال‍‍نَّ‍‍فْسَ لَأَمَّ‍‍ا‌‍رَة‌‍ٌ‌ بِ‍ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءِ‌ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ ‌‍رَحِمَ ‌‍رَبِّ‍‍ي ۚ ‌إِنَّ ‌‍رَبِّي غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
012-054 آ«وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسيآ» أجعله خالصا لي دون شريك فجاءه الرسول وقال: أجب الملك فقام وودع أهل السجن ودعا لهم ثم اغتسل ولبس ثيابا حسانا ودخل عليه آ«فلما كلمه قالآ» له آ«إنك اليوم لدينا مكين أمينآ» ذو مكانة وأمانة على أمرنا فماذا ترى أن نفعل؟ قال: اجمع الطعام وازرع زرعا وَ‍قَ‍‍الَ ‌الْمَلِكُ ‌ائْتُونِي بِهِ ‌أَسْتَ‍‍خْ‍‍لِ‍‍صْ‍‍هُ لِنَفْسِي ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَلَّمَ‍‍هُ قَ‍‍الَ ‌إِنَّ‍‍كَ ‌الْيَ‍‍وْمَ لَدَيْنَا‌ مَك‍‍ِ‍ي‍‍نٌ ‌أَمِينٌ
012-055 آ«قالآ» يوسف آ«اجعلني على خزائن الأرضآ» أرض مصر آ«إني حفيظ عليمآ» ذو حفظ وعلم بأمرها، وقيل كاتب حاسب. قَ‍‍الَ ‌اجْ‍‍عَلْنِي عَلَى‌ خَ‍‍ز‍َ‍‌ائِنِ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ ‌إِنِّ‍‍ي حَف‍‍ِ‍ي‍‍ظٌ عَلِيمٌ
012-056 آ«وكذلكآ» كإنعامنا عليه بالخلاص من السجن آ«مكنَّا ليوسف في الأرضآ» أرض مصر آ«يتبوّأُآ» ينزل آ«منها حيث يشاءآ» بعد الضيق والحبس وفي القصة أن الملك توَّجه وختَّمه وولاه مكان العزيز وعزله ومات بعد، فزوجه امرأته فوجدها عذراء وولدت له ولدين، وأقام العدل بمصر ودانت له الرقاب آ«نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنينآ». وَكَذَلِكَ مَكَّ‍‍نَّ‍‍ا‌ لِيُوسُفَ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ يَتَبَوَّ‌أُ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ حَ‍‍يْ‍‍ثُ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ نُ‍‍صِ‍‍ي‍‍بُ بِ‍رَحْمَتِنَا‌ مَ‍‌‍نْ نَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۖ ‌وَلاَ‌ نُ‍‍ضِ‍‍ي‍‍عُ ‌أَجْ‍‍‍رَ‌الْمُحْسِنِينَ
012-057 آ«ولأجر الآخرة خيرآ» من أجر الدنيا آ«للذين آمنوا وكانوا يتقونآ» ودخلت سنو القحط وأصاب أرض كنعان والشام. وَلَأَجْ‍‍رُ‌ ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَكَانُو‌ا‌ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
012-058 آ«وجاء إخوة يوسفآ» إلا بنيامين ليمتاروا لما بلغهم أن عزيز مصر يعطي الطعام بثمنه آ«فدخلوا عليه فعرفهمآ» أنهم إخوته آ«وهم له منكرونآ» لا يعرفونه لبعد عهدهم به وظنهم هلاكه فكلموه بالعبرانية فقال كالمنكر عليهم: ما أقدمكم بلادي؟ فقالوا للميرة فقال لعلكم عيون قالوا معاذ الله قال فمن أين أنتم؟ قالوا من بلاد كنعان وأبونا يعقوب نبي الله، قال وله أولاد غيركم؟ قالوا نعم كنا اثني عشر وَج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌إِخْ‍‍وَةُ يُوسُفَ فَدَ‍خَ‍‍لُو‌ا‌ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ فَعَ‍رَفَهُمْ ‌وَهُمْ لَ‍‍هُ مُ‍‌‍ن‍‍كِرُ‌ونَ
012-059 آ«ولما جهزهم بجهازهمآ» وفى لهم كيلهم آ«قال ائتوني بأخ لكم من أبيكمآ» أي بنيامين لأعلم صدقكم فيما قلتم آ«ألا ترون أني أوفي الكيلآ» أتمه من غير بخس آ«وأنا خير المنزلينآ». وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ جَهَّزَهُمْ بِجَهَا‌زِهِمْ قَ‍‍الَ ‌ائْتُونِي بِأَ‍خ‍‍ٍ‌ لَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌أَبِيكُمْ ۚ ‌أَلاَ‌ تَ‍رَ‌وْنَ ‌أَنِّ‍‍ي ‌أ‍ُ‍‌وفِي ‌الْكَ‍‍يْ‍‍لَ ‌وَ‌أَنَا‌ خَ‍‍يْ‍‍رُ‌ ‌الْمُ‍‌‍ن‍‍زِلِينَ
012-060 آ«فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عنديآ» أي ميرة آ«ولا تقربونآ» نهي أو عطف على محل فلا كيل أي تحرموا ولا تقربوا. فَإِ‌نْ لَمْ تَأْتُونِي بِ‍‍هِ فَلاَ‌ كَ‍‍يْ‍‍لَ لَكُمْ عِ‍‌‍ن‍‍دِي ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍رَبُونِ
012-061 آ«قالوا سنراود عنه أباهآ» سنجتهد في طلبه منه آ«وإنا لفاعلونآ» ذلك. قَ‍‍الُو‌ا‌ سَنُ‍رَ‌ا‌وِ‌دُ‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌أَب‍‍َ‍اهُ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَفَاعِلُونَ
012-062 آ«وقال لفتيتهآ» وفي قراءة لفتيانه غلمانه آ«اجعلوا بضاعتهمآ» التي أتوا بها ثمن الميرة وكانت دراهم آ«في رحالهمآ» أوعيتهم آ«لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهمآ» وفرغوا أوعيتهم آ«لعلم يرجعونآ» إلينا لأنهم لا يستحلون إمساكها. وَ‍قَ‍‍الَ لِفِتْيَانِهِ ‌اجْ‍‍عَلُو‌ا‌ بِ‍‍ضَ‍‍اعَتَهُمْ فِي ‌رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْ‍‍رِفُونَهَ‍‍ا‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌ان‍‍قَ‍‍لَبُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
012-063 آ«فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا: يا أبانا منع منا الكيلآ» إن لم ترسل أخانا إليه آ«فأرسل معنا أخانا نكتلآ» بالنون والياء آ«وإنا له لحافظونآ». فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَجَعُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَبِيهِمْ قَ‍‍الُو‌ا‌ يَ‍‍ا‌ ‌أَبَانَا‌ مُنِعَ مِ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌الْكَ‍‍يْ‍‍لُ فَأَ‌رْسِلْ مَعَنَ‍‍ا‌ ‌أَ‍خَ‍‍انَا‌ نَكْتَلْ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَ‍‍هُ لَحَافِ‍‍ظُ‍‍ونَ
012-064 آ«قال هلآ» ما آ«آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيهآ» يوسف آ«من قبلآ» وقد فعلتم به ما فعلتم آ«فالله خير حفظاآ» وفي قراءة حافظا تمييز كقولهم لله دره فارسا آ«وهو أرحم الراحمينآ» فأرجو أن يمن بحفظه. قَ‍‍الَ هَلْ ‌آمَنُكُمْ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ كَمَ‍‍ا‌ ‌أَمِ‍‌‍ن‍‍تُكُمْ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‍خِ‍‍ي‍‍هِ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۖ فَاللَّهُ خَ‍‍يْ‍‍رٌ‌ حَافِ‍‍ظ‍‍ا‌ ًۖ ‌وَهُوَ‌ ‌أَ‌رْحَمُ ‌ال‍رَّ‌احِمِينَ
012-065 آ«ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغيآ» ما استفهامية أي أيَّ نطلب من إكرام الملك أعظم من هذا وقرئ بالفوقانية خطابا ليعقوب وكانوا ذكروا له إكرامه لهم آ«هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلناآ» تأتي بالميرة لهم وهي الطعام آ«ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعيرآ» لأخينا آ«ذلك كيل يسيرآ» سهل على الملك لسخائه. وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ فَتَحُو‌ا‌ مَتَاعَهُمْ ‌وَجَدُ‌و‌ا‌ بِ‍‍ضَ‍‍اعَتَهُمْ ‌رُ‌دَّتْ ‌إِلَيْهِمْ ۖ قَ‍‍الُو‌ا‌ يَ‍‍ا‌ ‌أَبَانَا‌ مَا‌ نَ‍‍بْ‍‍‍‍غِ‍‍ي ۖ هَذِهِ بِ‍‍ضَ‍‍اعَتُنَا‌ ‌رُ‌دَّتْ ‌إِلَيْنَا‌ ۖ ‌وَنَم‍‍ِ‍ي‍‍رُ‌ ‌أَهْلَنَا‌ ‌وَنَحْفَ‍‍ظُ ‌أَ‍خَ‍‍انَا‌ ‌وَنَزْ‌د‍َ‍‌ا‌دُ‌ كَ‍‍يْ‍‍لَ بَع‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٍۖ ‌ذَلِكَ كَ‍‍يْ‍‍لٌ‌ يَسِيرٌ
012-066 آ«قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاآ» عهدا آ«من اللهآ» بأن تحلفوا آ«لتأتنني به إلا أن يحاط بكمآ» بأن تموتوا أو تغلبوا فلا تطيقوا الإتيان به فأجابوه إلى ذلك آ«فلما آتوه موثقهمآ» بذلك آ«قال الله على ما نقولآ» نحن وأنتم آ«وكيلآ» شهيد وأرسله معهم. قَ‍‍الَ لَ‍‌‍نْ ‌أُ‌رْسِلَ‍‍هُ مَعَكُمْ حَتَّى‌ تُؤْت‍‍ُ‍ونِ مَوْثِ‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ لَتَأْتُنَنِي بِهِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يُح‍‍َ‍اطَ بِكُمْ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌آتَ‍‍وْهُ مَوْثِ‍‍قَ‍‍هُمْ قَ‍‍الَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ مَا‌ نَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌وَكِيلٌ
012-067 آ«وقال يا بني لا تدخلواآ» مصر آ«من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقةآ» لئلا تصيبكم العين آ«وما أغنيآ» أدفع آ«عنكمآ» بقولي ذلك آ«من الله منآ» زائدة آ«شيءآ» قدَّره عليكم وإنما ذلك شفقة آ«إنآ» ما آ«الحكم إلا للهآ» وحده آ«عليه توكلتآ» به وثقت آ«وعليه فليتوكل المتوكلونآ». وَ‍قَ‍‍الَ يَا‌ بَنِيَّ لاَ‌ تَ‍‍دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ب‍‍َ‍ابٍ‌ ‌وَ‌احِد‌ٍ‌ ‌وَ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَبْ‍‍و‍َ‍‌ابٍ‌ مُتَفَرِّ‍‍قَ‍‍ةٍۖ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أُ‍غْ‍‍نِي عَ‍‌‍ن‍‍كُمْ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌‌ٍۖ ‌إِنِ ‌الْحُكْمُ ‌إِلاَّ‌ لِلَّهِ ۖ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ تَوَكَّلْتُ ۖ ‌وَعَلَ‍‍يْ‍‍هِ فَلْيَتَوَكَّلِ ‌الْمُتَوَكِّلُونَ
012-068 آ«قال تعالى: آ«ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهمآ» أي متفرقين آ«ما كان يغني عنهم من اللهآ» أي قضائه آ«منآ» زائدة آ«شيء إلاآ» لكن آ«حاجة في نفس يعقوب قضاهاآ» وهي إرادة دفع العين شفقة آ«وإنه لذو علم وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌دَ‍خَ‍‍لُو‌اْ‌ مِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ ‌أَمَ‍رَهُمْ ‌أَبُوهُ‍‍م مَّ‍‍ا‌ ك‍‍َ‍انَ يُ‍‍غْ‍‍نِي عَ‍‌‍نْ‍‍هُ‍‍م مِّ‍‍نَ ‌اللَّ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌‌ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ حَاجَة‌ ً‌ فِي نَفْسِ يَعْ‍‍قُ‍‍وبَ قَ‍‍ضَ‍‍اهَا‌ ۚ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُ لَذُ‌و‌ عِلْم‍ٍ‌ لِمَا‌ عَلَّمْن‍‍َ‍اهُ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
012-069 آ«ولما دخلوا على يوسف آوىآ» ضم آ«إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئسآ» تحزن آ«بما كانوا يعملونآ» من الحسد لنا وأمره ألا يخبرهم وتواطأ معه على أنه سيحتال على أن يبقيه عنده. وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌دَ‍خَ‍‍لُو‌ا‌ عَلَى‌ يُوسُفَ ‌آ‌وَ‌ى‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌أَ‍خَ‍‍اهُ ۖ قَ‍‍الَ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَنَ‍‍ا‌ ‌أَ‍خُ‍‍وكَ فَلاَ‌ تَ‍‍بْ‍‍تَئِسْ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
012-070 آ«فلما جهزهم بجهازهم جعل السقايةآ» هي صاع من الذهب مرصع بالجوهر آ«في رحل أخيهآ» بنيامين آ«ثم أذن مؤذنآ» نادى مناد بعد انفصالهم عن مجلس يوسف آ«أيتها العيرآ» القافلة آ«إنكم لسارقونآ». فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ جَهَّزَهُمْ بِجَهَا‌زِهِمْ جَعَلَ ‌ال‍‍سِّ‍‍قَ‍‍ايَةَ فِي ‌‍رَحْلِ ‌أَ‍خِ‍‍ي‍‍هِ ثُ‍‍مَّ ‌أَ‌ذَّنَ مُؤَ‌ذِّنٌ ‌أَيَّتُهَا‌ ‌الْع‍‍ِ‍ي‍‍رُ‌ ‌إِنَّ‍‍كُمْ لَسَا‌رِ‍‍قُ‍‍ونَ
012-071 آ«قالوا وآ» قد آ«أقبلوا عليهم ماذاآ» ما الذي آ«تفقدونـآ» ـه. قَ‍‍الُو‌ا‌ ‌وَ‌أَ‍قْ‍‍بَلُو‌ا‌ عَلَيْهِمْ مَا‌ذَ‌ا‌ تَفْ‍‍قِ‍‍دُ‌ونَ
012-072 آ«قالوا نفقد صواعآ» صاع آ«الملك ولمن جاء به حمل بعيرآ» من الطعام آ«وأنا بهآ» بالحمل آ«زعيمآ» كفيل. قَ‍‍الُو‌ا‌ نَفْ‍‍قِ‍‍دُ‌ صُ‍‍و‍َ‍‌اعَ ‌الْمَلِكِ ‌وَلِمَ‍‌‍نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِ‍‍هِ حِمْلُ بَع‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٍ‌ ‌وَ‌أَنَا‌ بِ‍‍هِ ‌زَعِيمٌ
012-073 آ«قالوا تاللهآ» قسم فيه معنى التعجب آ«لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقينآ» ما سرقنا قط. قَ‍‍الُو‌ا‌ تَاللَّهِ لَ‍‍قَ‍‍دْ‌ عَلِمْتُمْ مَا‌ جِئْنَا‌ لِنُفْسِدَ‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَمَا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ سَا‌رِ‍‍قِ‍‍ينَ
012-074 آ«قالواآ» أي المؤذن وأصحابه آ«فما جزاؤهآ» أي السارق آ«إن كنتم كاذبينآ» في قولكم ما كنا سارقين ووجد فيكم. قَ‍‍الُو‌ا‌ فَمَا‌ جَز‍َ‍‌ا‌ؤُهُ~ُ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ كَا‌ذِبِينَ
012-075 آ«قالوا جزاؤهآ» مبتدأ خبره آ«من وجد في رحلهآ» يُسْتَرق ثم أكد بقوله آ«فهوآ» أي السارق آ«جزاؤهآ» أي المسروق لا غير وكانت سنة آل يعقوب آ«كذلكآ» الجزاء آ«نجزي الظالمينآ» بالسرقة فصرحوا ليوسف بتفتيش قَ‍‍الُو‌ا‌ جَز‍َ‍‌ا‌ؤُهُ مَ‍‌‍نْ ‌وُجِدَ‌ فِي ‌‍رَحْلِ‍‍هِ فَهُوَ‌ جَز‍َ‍‌ا‌ؤُهُ ۚ كَذَلِكَ نَ‍‍جْ‍‍زِي ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
012-076 آ«فبدأ بأوعيتهمآ» ففتشها آ«قبل وعاء أخيهآ» لئلا يتهم آ«ثم استخرجهاآ» أي السقاية آ«من وعاء أخيهآ» قال تعالى: آ«كذلكآ» الكيد آ«كدنا ليوسفآ» علمناه الاحتيال في أخذ أخيه آ«ما كانآ» يوسف آ«ليأخذ أخاهآ» رقيقا عن السرقة آ«في دين الملكآ» حكم ملك مصر لأن جزاءه عنده الضرب وتغريم مثلي المسروق لا الاسترقاق آ«إلا أن يشاء اللهآ» أخذه بحكم أبيه أي لم يتمكن من أخذه إلا بمشيئة الله بإلهامه سؤال إخوته وجوابهم بسنتهم آ«نرفع درجاتِ من نشاءآ» بالإضافة والتنوين في العلم كيوسف آ«وفوق كل ذي علمآ» من المخلوقين آ«عليمآ» أعلم منه حتى ينتهي إلى الله تعالى. فَبَدَ‌أَ‌ بِأَ‌وْعِيَتِهِمْ قَ‍‍بْ‍‍لَ ‌وِع‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌أَ‍خِ‍‍ي‍‍هِ ثُ‍‍مَّ ‌اسْتَ‍‍خْ‍رَجَهَا‌ مِ‍‌‍نْ ‌وِع‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌أَ‍خِ‍‍ي‍‍هِ ۚ كَذَلِكَ كِ‍‍دْنَا‌ لِيُوسُفَ ۖ مَا‌ ك‍‍َ‍انَ لِيَأْ‍خُ‍‍ذَ‌ ‌أَ‍خَ‍‍اهُ فِي ‌د‍ِ‍ي‍‍نِ ‌الْمَلِكِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ نَرْفَعُ ‌دَ‌‍رَج‍‍َ‍اتٍ‌ مَ‍‌‍نْ نَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۗ ‌وَفَ‍‍وْ‍قَ كُلِّ ‌ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
012-077 آ«قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبلآ» أي يوسف وكان سرق لأبي أمه صنما من ذهب فكسره لئلا يعبده آ«فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدهاآ» يظهرها آ«لهمآ» والضمير للكلمة التي في قوله آ«قالآ» في نفسه آ«أنتم شر مكاناآ» من يوسف وأخيه لسرقتكم أخاكم من أبيكم وظلمكم له آ«والله أعلمآ» عالم آ«بما تصفونآ» تذكرون من أمره. قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِ‌نْ يَسْ‍‍رِ‍قْ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ سَ‍رَقَ ‌أَ‍خ‍ ٌ‌ لَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۚ فَأَسَ‍رَّهَا‌ يُوسُفُ فِي نَفْسِ‍‍هِ ‌وَلَمْ يُ‍‍بْ‍‍دِهَا‌ لَهُمْ ۚ قَ‍‍الَ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ شَرّ‌ٌ‌ مَكَانا‌ ًۖ ‌وَ‌اللَّهُ ‌أَعْلَمُ بِمَا‌ تَ‍‍صِ‍‍فُونَ
012-078 آ«قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيراآ» يحبه أكثر منا ويتسلى به عن ولده الهالك ويحزنه ففراقه آ«فخذ أحدناآ» استبعده آ«مكانهآ» بدلا منه آ«إنا نراك من المحسنينآ» في أفعالك. قَ‍‍الُو‌ا‌ يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌إِنَّ لَهُ~ُ ‌أَبا‌‌ ً‌ شَيْ‍‍خ‍‍ا‌‌ ً‌ كَبِي‍‍ر‌ا‌‌ ً‌ فَ‍‍خُ‍‍ذْ‌ ‌أَحَدَنَا‌ مَكَانَهُ~ُ ۖ ‌إِنَّ‍‍ا‌ نَ‍رَ‍‌اكَ مِنَ ‌الْمُحْسِنِينَ
012-079 آ«قال معاذ اللهآ» نصب على المصدر حذف فعله وأضيف إلى المفعول أي نعوذ بالله من آ«أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عندهآ» لم يقل من سرق تحرّزا من الكذب آ«إنا إذاآ» إن أخذنا غيره آ«لظالمونآ». قَ‍‍الَ مَع‍‍َ‍ا‌ذَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَ‌نْ نَأْ‍خُ‍‍ذَ‌ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ ‌وَجَ‍‍دْنَا‌ مَتَاعَنَا‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُ~ُ ‌إِنَّ‍‍ا‌ ‌إِ‌ذ‌ا‌ ً‌ لَ‍‍ظَ‍‍الِمُونَ
012-080 آ«فلما استيأسواآ» يئسوا آ«منه خلصواآ» اعتزلوا آ«نجياآ» مصدر يصلح للواحد وغيره أي يناجي بعضهم بعضا آ«قال كبيرهمآ» سنًّا روبيل أو رأيا: يهوذا آ«ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاآ» عهدا آ«من اللهآ» في أخيكم آ«ومن قبل ماآ» زائد آ«فرطتم في يوسفآ» وقيل ما مصدرية مبتدأ خبره من قبل آ«فلن أبرحآ» أفارق آ«الأرضآ» أرض مصر آ«حتى يأذن لي أبيآ» بالعود إليه آ«أو يحكم الله ليآ» بخلاص أخي آ«وهو خير الحاكمينآ» أعدلهم. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌اسْتَ‍‍يْ‍‍ئَسُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ خَ‍‍لَ‍‍صُ‍‍و‌ا‌ نَجِيّا‌‌ ًۖ قَ‍‍الَ كَبِيرُهُمْ ‌أَلَمْ تَعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌أَبَاكُمْ قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذَ‌ عَلَيْكُمْ مَوْثِ‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَمِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ مَا‌ فَ‍رَّ‍ط‍‍تُمْ فِي يُوسُفَ ۖ فَلَ‍‌‍نْ ‌أَبْ‍‍‍رَحَ ‌الأَ‌رْ‍ضَ حَتَّى‌ يَأْ‌ذَنَ لِ‍‍ي ‌أَبِ‍‍ي ‌أَ‌وْ‌ يَحْكُمَ ‌اللَّ‍‍هُ لِي ۖ ‌وَهُوَ‌ خَ‍‍يْ‍‍رُ‌ ‌الْحَاكِمِينَ
012-081 آ«ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدناآ» عليه آ«إلا بما علمناآ» تيقنَّا من مشاهدة الصاع في رحله آ«وما كنا للغيبآ» لما غاب عنا حين إعطاء الموثق آ«حافظينآ» ولو علمنا أنه يسرق لم نأخذه. ا‌رْجِعُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَبِيكُمْ فَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ يَ‍‍ا‌ ‌أَبَانَ‍‍ا‌ ‌إِنَّ ‌ابْ‍‍نَكَ سَ‍رَقَ ‌وَمَا‌ شَهِ‍‍دْنَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ بِمَا‌ عَلِمْنَا‌ ‌وَمَا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ لِلْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بِ حَافِ‍‍ظِ‍‍ينَ
012-082 آ«واسأل القرية التي كنا فيهاآ» هي مصر أي أرسل إلى أهلها فاسألهم آ«والعيرآ» أصحاب العير آ«التي أقبلنا فيهاآ» وهم قوم من كنعان آ«وإنا لصادقونآ» في قولنا فرجعوا إليه وقالوا له ذلك. وَ‌اسْأَلِ ‌الْ‍‍قَ‍‍رْيَةَ ‌الَّتِي كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ فِيهَا‌ ‌وَ‌الْع‍‍ِ‍ي‍رَ‌الَّتِ‍‍ي ‌أَ‍قْ‍‍بَلْنَا‌ فِيهَا‌ ۖ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَ‍‍صَ‍‍ا‌دِقُ‍‍ونَ
012-083 آ«قال بل سولتآ» زينت آ«لكم أنفسكم أمراآ» ففعلتموه قَ‍‍الَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ ‌أَ‌ن‍‍فُسُكُمْ ‌أَمْر‌ا‌‌ ًۖ فَ‍‍صَ‍‍بْ‍‍ر‌‌ٌ‌ جَم‍‍ِ‍ي‍‍لٌ ۖ عَسَى‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَ‌نْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعا‌‌ ًۚ ‌إِنَّ‍‍هُ هُوَ‌ ‌الْعَل‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌الْحَكِيمُ
012-084 آ«وتولى عنهمآ» تاركا خطابهم آ«وقال يا أسفىآ» الألف بدل من ياء الإضافة أي يا حزني آ«على يوسف وابيضت عيناهآ» انمحق سوادهما وبدل بياضا من بكائه آ«من الحزنآ» عليه آ«فهو كظيمآ» مغموم مكروب لا يظهر كربه. وَتَوَلَّى‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌وَ‍قَ‍‍الَ يَ‍‍ا‌ ‌أَسَفَى‌ عَلَى‌ يُوسُفَ ‌وَ‌ابْ‍‍يَ‍‍ضَّ‍‍تْ عَيْن‍‍َ‍اهُ مِنَ ‌الْحُزْنِ فَهُوَ‌ كَ‍‍ظِ‍‍يمٌ
012-085 آ«قالوا تاللهآ» لا آ«تفتأآ» تزال آ«تذكر يوسف حتى تكون حرضاآ» مشرفا على الهلاك لطول مرضك وهو مصدر يستوي فيه الواحد وغيره آ«أو تكون من الهالكينآ» الموتى. قَ‍‍الُو‌ا‌ تَاللَّهِ تَفْتَأُ‌ تَذْكُرُ‌ يُوسُفَ حَتَّى‌ تَك‍‍ُ‍ونَ حَ‍رَض‍‍اً‌ ‌أَ‌وْ‌ تَك‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌الْهَالِكِينَ
012-086 آ«قالآ» لهم آ«إنما أشكو بثيآ» هو عظيم الحزن الذي لا يصبر عليه حتى يبث إلى الناس آ«وحزني إلى اللهآ» لا إلى غيره فهو الذي تنفع الشكوى إليه آ«وأعلم من الله ما لا تعلمونآ» من أن رؤيا يوسف صدق وهو حي ثم قال. قَ‍‍الَ ‌إِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أَشْكُو‌ بَثِّي ‌وَحُزْنِ‍‍ي ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌أَعْلَمُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
012-087 آ«يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيهآ» اطلبوا خبرهما آ«ولا تيأسواآ» تقنطوا آ«من روح اللهآ» رحمته آ«إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرونآ» فانطلقوا نحو مصر ليوسف. يَا‌ بَنِيَّ ‌ا‌ذْهَبُو‌ا‌ فَتَحَسَّسُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ يُوسُفَ ‌وَ‌أَ‍خِ‍‍ي‍‍هِ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍يْ‍‍ئَسُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَ‌وْحِ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌إِنَّ‍‍هُ لاَ‌ يَ‍‍يْ‍‍ئَسُ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَ‌وْحِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمُ ‌الكَافِرُ‌ونَ
012-088 آ«فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضرآ» الجوع آ«وجئنا ببضاعة مزجاةآ» مدفوعة يدفعها كل من رآها لرداءتها وكانت دراهم زيوفا أو غيرها فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌دَ‍خَ‍‍لُو‌ا‌ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ قَ‍‍الُو‌ا‌ يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ مَسَّنَا‌ ‌وَ‌أَهْلَنَا‌ ‌ال‍‍ضُّ‍‍رُّ‌ ‌وَجِئْنَا‌ بِبِ‍‍ضَ‍‍اعَةٍ‌ مُزْج‍‍َ‍اة‌‍ٍ‌ فَأَ‌وْفِ لَنَا‌ ‌الْكَ‍‍يْ‍‍لَ ‌وَتَ‍‍صَ‍‍دَّ‍قْ عَلَيْنَ‍‍اۖ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَ‍‍جْ‍‍زِي ‌الْمُتَ‍‍صَ‍‍دِّ‍‍قِ‍‍ينَ
012-089 ثم آ«قالآ» لهم توبيخا آ«هل علمتم ما فعلتم بيوسفآ» من الضرب والبيع وغير ذلك آ«وأخيهآ» من هضمكم له بعد فراق أخيه آ«إذ أنتم جاهلونآ» ما يئول إليه أمر يوسف. قَ‍‍الَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا‌ فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ ‌وَ‌أَ‍خِ‍‍ي‍‍هِ ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ جَاهِلُونَ
012-090 آ«قالواآ» بعد أن عرفوه لما ظهر من شمائله متثبتين آ«أإنكآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين آ«لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منَّآ» أنعم آ«الله عليناآ» بالاجتماع آ«إنه من يتقآ» يخف الله آ«ويصبرآ» على ما يناله آ«فإن الله لا يضيع أجر المحسنينآ» فيه وضع الظاهر موضع المضمر. قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَئِ‍‍نَّ‍‍كَ لَأَ‌نْ‍‍تَ يُوسُفُ ۖ قَ‍‍الَ ‌أَنَا‌ يُوسُفُ ‌وَهَذَ‌ا‌ ‌أَ‍خِ‍‍ي ۖ قَ‍‍دْ‌ مَ‍‍نَّ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْنَ‍‍اۖ ‌إِنَّ‍‍هُ مَ‍‌‍نْ يَتَّ‍‍قِ ‌وَيَ‍‍صْ‍‍بِ‍‍رْ‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يُ‍‍ضِ‍‍ي‍‍عُ ‌أَجْ‍‍‍رَ‌الْمُحْسِنِينَ
012-091 آ«قالوا تالله لقد آثركآ» فضلك آ«الله عليناآ» بالملك وغيره آ«وإنآ» مخففة أي إنَّا آ«كنا لخاطئينآ» آثمين في أمرك فأذللناك. قَ‍‍الُو‌ا‌ تَاللَّهِ لَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌آثَ‍رَكَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْنَا‌ ‌وَ‌إِ‌نْ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ لَ‍‍خَ‍‍اطِ‍‍ئ‍‍ِ‍‍ينَ
012-092 آ«قال لا تثريبآ» عتب آ«عليكم اليومآ» خصه بالذكر لأنه مظنة التثريب فغيره أولى آ«يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمينآ» وسألهم عن أبيه فقالوا ذهبت عيناه فقال. قَ‍‍الَ لاَ‌ تَثْ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍بَ عَلَيْكُمُ ‌الْيَ‍‍وْمَ ۖ يَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍ُ‍‌ ‌اللَّ‍‍هُ لَكُمْ ۖ ‌وَهُوَ‌ ‌أَ‌رْحَمُ ‌ال‍رَّ‌احِمِينَ
012-093 آ«اذهبوا بقميصي هذاآ» وهو قميص إبراهيم الذي لبسه حين ألقي في النار كان في عنقه في الجب وهو من الجنة أمره جبريل بإرساله وقال إن فيه ا‌ذْهَبُو‌ا‌ بِ‍‍قَ‍‍مِي‍‍صِ‍‍ي هَذَ‌ا‌ فَأَلْ‍‍قُ‍‍وهُ عَلَى‌ ‌وَجْ‍‍هِ ‌أَبِي يَأْتِ بَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَ‌أْتُونِي بِأَهْلِكُمْ ‌أَجْ‍‍مَعِينَ
012-094 آ«ولما فصلت العيرآ» خرجت من عريش مصر آ«قال أبوهمآ» لمن حضر من بنيه وأولادهم آ«إني لأجد ريح يوسفآ» أوصلته إليه الصبا بإذنه تعالى من مسير ثلاثة أيام أو ثمانية أو أكثر آ«لولا أن تفندونِآ» تسفهون لصدقتموني. وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ فَ‍‍صَ‍‍لَتِ ‌الْع‍‍ِ‍ي‍‍رُ‌ قَ‍‍الَ ‌أَبُوهُمْ ‌إِنِّ‍‍ي لَأَجِدُ‌ ‌ر‍ِ‍ي‍‍حَ يُوسُفَ ۖ لَوْلاَ‌ ‌أَ‌نْ تُفَ‍‍نِّ‍‍دُ‌ونِ
012-095 آ«قالواآ» له آ«تالله إنك لفي ضلالكآ» خطئك آ«القديمآ» من إفراطك في محبته ورجاء لقائه على بعد العهد. قَ‍‍الُو‌ا‌ تَاللَّهِ ‌إِنَّ‍‍كَ لَفِي ضَ‍‍لاَلِكَ ‌الْ‍‍قَ‍‍دِيمِ
012-096 آ«فلما أنآ» زائدة آ«جاء البشيرآ» يهوذا بالقميص وكان قد حمل قميص الدم فأحب أن يفرحه كما أحزنه آ«ألقاهآ» طرح القميص آ«على وجهه فارتدآ» رجع آ«بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمونآ». فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌الْبَش‍‍ِ‍ي‍‍رُ‌ ‌أَلْ‍‍قَ‍‍اهُ عَلَى‌ ‌وَجْ‍‍هِ‍‍هِ فَا‌رْتَدَّ‌ بَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌ا‌‌ ًۖ قَ‍‍الَ ‌أَلَمْ ‌أَ‍قُ‍‍لْ لَكُمْ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَعْلَمُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
012-097 آ«قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئينآ». قَ‍‍الُو‌ا‌ ي‍‍َ‍ا‌أَبَانَا‌ ‌اسْتَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَنَا‌ ‌ذُنُوبَنَ‍‍ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ خَ‍‍اطِ‍‍ئ‍‍ِ‍‍ينَ
012-098 آ«قال سوف أستغفر لكم ربي إنه الغفور الرحيمآ» أخَّر ذلك إلى السحر ليكون أقرب إلى الإجابة أو إلى ليلة الجمعة ثم توجهوا إلى مصر وخرج يوسف والأكابر لتلقيهم. قَ‍‍الَ سَ‍‍وْفَ ‌أَسْتَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍ُ‍‌ لَكُمْ ‌‍رَبِّ‍‍ي ۖ ‌إِنَّ‍‍هُ هُوَ‌ ‌الْ‍‍غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌رُ‌ ‌ال‍رَّحِيمُ
012-099 آ«فلما دخلوا على يوسفآ» في مضربه آ«آوىآ» ضم آ«إليه أبويهآ» أباه وأمه أو خالته آ«وقالآ» لهم آ«ادخلوا مصر إن شاء الله آمنينآ» فدخلوا وجلس يوسف على سريره. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌دَ‍خَ‍‍لُو‌ا‌ عَلَى‌ يُوسُفَ ‌آ‌وَ‌ى‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌أَبَوَيْ‍‍هِ ‌وَ‍قَ‍‍الَ ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌ مِ‍‍صْ‍رَ‌ ‌إِ‌نْ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌آمِنِينَ
012-100 آ«ورفع أبويهآ» أحلهما معه آ«على العرشآ» السرير وَ‌‍رَفَعَ ‌أَبَوَيْ‍‍هِ عَلَى‌ ‌الْعَرْشِ ‌وَ‍خَ‍‍رُّ‌و‌ا‌ لَ‍‍هُ سُجَّد‌ا‌ ًۖ ‌وَ‍قَ‍‍الَ ي‍‍َ‍ا‌أَبَتِ هَذَ‌ا‌ تَأْ‌و‍ِ‍ي‍‍لُ ‌رُ‌ؤْيَاي مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ قَ‍‍دْ‌ جَعَلَهَا‌ ‌‍رَبِّي حَ‍‍قّ‍‍ا‌ ً‌ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ ۖ ‌أَحْسَنَ بِ‍‍ي ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَ‍خْ‍رَجَنِي مِنَ ‌ال‍‍سِّ‍‍جْ‍‍نِ ‌وَج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِكُمْ مِنَ ‌الْبَ‍‍دْ‌وِ‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌أَ‌نْ نَزَ‍‍غَ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ بَيْنِي ‌وَبَ‍‍يْ‍‍نَ ‌إِخْ‍‍وَتِ‍‍ي ‌إِنَّ ۚ ‌‍رَبِّي لَ‍‍طِ‍‍ي‍‍ف ٌ‌ لِمَا‌ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌إِنَّ‍‍هُ ۚ هُوَ‌ ‌الْعَل‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌الْحَكِيمُ
012-101 آ«رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديثآ» تعبير الرؤيا آ«فاطرآ» خالق آ«السماوات والأرض أنت ولييآ» متولي مصالحي آ«في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحينآ» من آبائي فعاش بعد ذلك أسبوعا أو أكثر ومات وله مائة وعشرون سنة وتشاح المصريون في قبره فجعلوه في صندوق من مرمر ودفنوه في أعلى النيل لتعم البركة جانبيه فسبحان من لا انقضاء لملكه. رَبِّ قَ‍‍دْ‌ ‌آتَيْتَنِي مِنَ ‌الْمُلْكِ ‌وَعَلَّمْتَنِي مِ‍‌‍نْ تَأْ‌و‍ِ‍ي‍‍لِ ‌الأَحَا‌د‍ِ‍ي‍‍ثِ ۚ فَاطِ‍‍ر‍َ‍‌ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌وَلِيِّ فِي ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِما‌ ً‌ ‌وَ‌أَلْحِ‍‍قْ‍‍نِي بِ‍ال‍‍صَّ‍‍الِحِينَ
012-102 آ«ذلكآ» المذكور من أمر ذَلِكَ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‌نْ‍‍ب‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بِ نُوح‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ۖ ‌وَمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تَ لَدَيْهِمْ ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَجْ‍‍مَعُ‍‍و‌ا‌ ‌أَمْ‍رَهُمْ ‌وَهُمْ يَمْكُرُ‌ونَ
012-103 آ«وما أكثر الناسآ» أي أهل مكة آ«ولو حرصتآ» على إيمانهم آ«بمؤمنينآ». وَمَ‍‍ا‌ ‌أَكْثَرُ‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَلَوْ‌ حَ‍رَصْ‍‍تَ بِمُؤْمِنِينَ
012-104 آ«وما تسألهم عليهآ» أي القرآن آ«من أجرآ» تأخذه آ«إنآ» ما آ«هوآ» أي القرآن آ«إلا ذكرآ» عظة آ«للعالمينآ». وَمَا‌ تَسْأَلُهُمْ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌أَجْ‍‍ر‌‌ٍۚ ‌إِ‌نْ هُوَ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌ذِكْر‌ٌ‌ لِلْعَالَمِينَ
012-105 آ«وكأينآ» وكم آ«من آيةآ» دالة على وحدانية الله آ«في السماوات والأرض يمرون عليهاآ» يشاهدونها آ«وهم عنها معرضونآ» لا يتفكرون بها. وَكَأَيِّ‍‌‍نْ مِ‍‌‍نْ ‌آيَة‌‍ٍ‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ يَمُرّ‍ُ‍‌ونَ عَلَيْهَا‌ ‌وَهُمْ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ مُعْ‍‍رِ‍‍ضُ‍‍ونَ
012-106 آ«وما يؤمن أكثرهم باللهآ» حيث يقرون بأنه الخالق الرزاق آ«إلا وهم مشركونآ» به بعبادة الأصنام ولذا كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك يعنونها. وَمَا‌ يُؤْمِنُ ‌أَكْثَرُهُمْ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌وَهُمْ مُشْ‍‍رِكُونَ
012-107 آ«أفأمِنوا أن تأتيهم غاشيةآ» نقمة تغشاهم آ«من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتةآ» فجأة آ«وهم لا يشعرونآ» بوقت إتيانها قبله. أَفَأَمِنُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌نْ تَأْتِيَهُمْ غَ‍‍اشِيَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ عَذ‍َ‍‌ابِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَ‌وْ‌ تَأْتِيَهُمُ ‌ال‍‍سَّاعَةُ بَ‍‍غْ‍‍تَة ً‌ ‌وَهُمْ لاَ‌ يَشْعُرُ‌ونَ
012-108 آ«قلآ» لهم آ«هذه سبيليآ» وفسرها بقوله آ«أدعو إلىآ» دين آ«الله على بصيرةآ» حجة واضحة آ«أنا ومن أتبعنيآ» آمن بي عطف على أنا المبتدأ المخبر عنه بما قبله آ«وسبحان اللهآ» تنزيها له عن الشركاء قُ‍‍لْ هَذِهِ سَبِيلِ‍‍ي ‌أَ‌دْعُو‌ ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ عَلَى‌ بَ‍‍صِ‍‍ي‍رَةٍ ‌أَنَا‌ ‌وَمَنِ ‌اتَّبَعَنِي ۖ ‌وَسُ‍‍بْ‍‍ح‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَنَا‌ مِنَ ‌الْمُشْ‍‍رِكِينَ
012-109 آ«وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحىآ» وفي قراءة بالنون وكسر الحاء آ«إليهمآ» لا ملائكة آ«من أهل القرىآ» الأمصار لأنهم أعلم وأحلم بخلاف أهل البوادي لجفائهم وجهلهم آ«أفلم يسيرواآ» أهل مكة آ«في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهمآ» أي آخر أمرهم من إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم آ«ولدار الآخرةآ» أي الجنة آ«خير للذين اتقواآ» الله آ«أفلا تعقلونآ» بالياء والتاء يا أهل مكة هذا فتؤمنون. وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌رْسَلْنَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكَ ‌إِلاَّ‌ ‌رِجَالا‌ ً‌ نُوحِ‍‍ي ‌إِلَيْهِمْ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِ ‌الْ‍‍قُ‍رَ‌ىۗ ‌أَفَلَمْ يَسِيرُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ فَيَ‍‌‍نْ‍‍‍‍ظُ‍‍رُ‌و‌ا‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهِمْ ۗ ‌وَلَد‍َ‍‌ا‌رُ‌ ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتَّ‍‍قَ‍‍وْ‌ا‌ ۗ ‌أَفَلاَ‌ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
012-110 آ«حتىآ» غاية لما دل عليه (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا) أي فتراخى نصرهم حتى آ«إذا استيئسآ» يئس آ«الرسل وظنواآ» أيقن الرسل آ«أنهم قد كذِّبواآ» بالتشديد تكذيبا لا إيمان بعده والتخفيف أي ظن الأمم أن الرسل أخلفوا ما وعدوا به من النصر آ«جاءهم نصرنا فَنُنَجِّيآ» بنونين مشددا ومخففا وبنون مشددا ماض آ«من نشاء ولا يرد بأسناآ» عذابنا آ«عن القوم المجرمينآ» المشركين. حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌اسْتَ‍‍يْ‍‍ئَسَ ‌ال‍‍رُّسُلُ ‌وَ‍ظَ‍‍نُّ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍هُمْ قَ‍‍دْ‌ كُذِبُو‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ نَ‍‍صْ‍‍رُنَا‌ فَنُجِّيَ مَ‍‌‍نْ نَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۖ ‌وَلاَ‌ يُ‍رَ‌دُّ‌ بَأْسُنَا‌ عَنِ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌الْمُ‍‍جْ‍‍رِمِينَ
012-111 آ«لقد كان في قصصهمآ» أي الرسل آ«عبرة لأولي الألبابآ» أصحاب العقول آ«ما كانآ» هذا القرآن آ«حديثا يفترىآ» يختلق آ«ولكنآ» كان آ«تصديق الذي بين يديهآ» قبله من الكتب آ«وتفصيلآ» تبيين آ«كل شيءآ» يحتاج إليه في الدين آ«وهدىآ» من الضلالة آ«ورحمة لقوم لَ‍قَ‍‍دْ‌ ك‍‍َ‍انَ فِي قَ‍‍صَ‍‍صِ‍‍هِمْ عِ‍‍بْ‍‍‍رَة ٌ‌ لِأ‌و‍ْ‍لِي ‌الأَلْب‍‍َ‍ابِ ۗ مَا‌ ك‍‍َ‍انَ حَدِيثا‌ ً‌ يُفْتَ‍رَ‌ى‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ تَ‍‍صْ‍‍د‍ِ‍ي‍‍قَ ‌الَّذِي بَ‍‍يْ‍‍نَ يَدَيْ‍‍هِ ‌وَتَفْ‍‍صِ‍‍ي‍‍لَ كُلِّ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَهُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة ً‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يُؤْمِنُونَ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah