011-003 آ«وأن استغفروا ربكمآ» من الشرك آ«ثم توبواآ» ارجعوا آ«إليهآ» بالطاعة آ«يمتعكمآ» في الدنيا آ«متاعا حسناآ» بطيب عيش وسعة رزق آ«إلى أجل مسمىآ» هو الموت آ«ويؤتآ» في الآخرة آ«كل ذي فضلآ» في العمل آ«فضلهآ» جزاءه آ«وإن تولّواآ» فيه حذف إحدى التاءين، أي تُعرضوا آ«فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبيرآ» هو يوم القيامة.
011-005 ونزل كما رواه البخاري عن ابن عباس فيمن كان يستحي أن يتخلى أو يجامع فيقبض إلى السماء وقبل في المنافقين آ«ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منهآ» أي الله آ«ألا حين يستغشون ثيابهمآ» يتغطون بها آ«يعلمآ» تعالى آ«ما يُسرون وما يُعلنونآ» فلا يُغني استخفاؤهم آ«إنه عليم بذات الصدورآ» أي بما في القلوب.
011-007 آ«وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيامآ» أولها الأحد وآخرها الجمعة آ«وكان عرشهآ» قبل خلقهما آ«على الماءآ» وهو على متن الريح آ«ليبلوكمآ» متعلق بخلق أي خلقهما وما فيهما من منافع لكم ومصالح ليختبركم آ«أيكم أحسن عملاآ» أي أطوع لله آ«ولئن قلتآ» يا محمد لهم آ«إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إنآ» ما آ«هذاآ» القرآن الناطق بالبعث أو الذي تقوله آ«إلا سحر مبينآ» بيَّن وفي قراءة ساحر: والمشار إليه النبي.
011-008 آ«ولئن أخرنا عنهم العذاب إلىآ» مجيء آ«أمةآ» أوقات آ«معدودة ليقولنآ» استهزاء آ«ما يحبسهآ» ما يمنعه من النزول قال تعالى: آ«ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاآ» مدفوعا آ«عنهم وحاقآ» نزل آ«بهم ما كانوا به يستهزئونآ» من العذاب.
011-012 آ«فلعلكآ» يا محمد آ«تارك بعض ما يوحى إليكآ» فلا تبلغهم إياه لتهاونهم به آ«وضائق به صدركآ» بتلاوته عليهم لأجل آ«أن يقولوا لوْلاآ» هلا آ«أنزل عليه كنز أو جاء معه مَلَكٌآ» يصدقه كما اقترحنا آ«إنما أنت نذيرآ» فما عليك إلا البلاغ لا الإتيان بما اقترحوا آ«والله على كل شيء وكيلآ» حفيظ فيجازيهم.
011-013 آ«أمآ» بل أ آ«يقولون افتراهآ» أي القرآن آ«قل فأتوا بعشر سور مثلهآ» في الفصاحة والبلاغة آ«مفترياتآ» فإنكم عربيون فصحاء مثلي تحداهم بها أولا ثم بسورة آ«وادعواآ» للمعاونة على ذلك آ«من استطعتم من دون اللهآ» أي غيره آ«إن كنتم صادقينآ» في أنه افتراء.
011-014 آ«فإآ» ن آ«لم يستجيبوا لكمآ» أي من دعوتموهم للمعاونة آ«فاعلمواآ» خطاب للمشركين آ«أنما أنزلآ» ملتبسا آ«بعلم اللهآ» وليس افتراء عليه آ«وأنآ» مخففة أي أنه آ«لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمونآ» بعد هذه الحجة القاطعة أي أسلموا.
011-017 آ«أفمن كان على بيِّنةآ» بيان آ«من ربهآ» وهو النبي أو المؤمنون، وهي القرآن آ«ويتلوهآ» يتبعه آ«شاهدآ» له بصدقه آ«منهآ» أي من الله وهو جبريل آ«ومن قبلهآ» القرآن آ«كتاب موسىآ» التوراة شاهد له أيضا آ«إماما ورحمةآ» حال كمن ليس كذلك؟ لا آ«أولئكآ» أي من كان على بينة آ«يؤمنون بهآ» أي بالقرآن فلهم الجنة آ«ومن يكفر به من الأحزابآ» جميع الكفار آ«فالنار موعده فلا تَكُ في مِرْيَةِآ» شك آ«منهآ» من القرآن آ«إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناسآ» أي أهل مكة آ«لا يؤمنونآ».
011-018 آ«ومنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن افترى على الله كذباآ» بنسبة الشريك والولد إليه آ«أولئك يُعرضون على ربهمآ» يوم القيامة في جملة الخلق آ«ويقول الأشهادآ» جمع شاهد، وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب آ«هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمينآ» المشركين.
011-020 آ«أولئك لم يكونوا معجزينآ» الله آ«في الأرض وما كان لهم من دون اللهآ» أي غيره آ«من أولياءآ» أنصار يمنعونهم من عذابه آ«يضاعف لهم العذابآ» بإضلالهم غيرهم آ«وما كانوا يستطيعون السمعآ» للحق آ«وما كانوا يبصرونـآ» ـه أي لفرط كراهتهم له كأنهم لم يستطيعوا ذلك.
011-024 آ«مثلآ» صفة آ«الفريقينآ» الكفار والمؤمنين آ«كالأعمى والأصمآ» هذا مثل الكافر آ«والبصير والسميعآ» هذا مثل المؤمن آ«هل يستويان مثلاآ» لا آ«أفلا تذَّكرونآ» فيه إدغام التاء في الأصل في الذال تتعظون.
011-027 آ«فقال الملأ الذين كفروا من قومهآ» وهم الأشراف آ«ما نراك إلا بشرا مثلناآ» ولا فضل لك علينا آ«وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلناآ» أسافلنا كالحاكة والأساكفة آ«بادئ الرأيآ» بالهمز وتركه أي ابتداء من غير تفكر فيك ونصبه على الظرف أي وقت حدوث أول رأيهم آ«وما نرى لكم علينا من فضلآ» فتستحقون به الاتباع منا آ«بل نظنكم كاذبينآ» في دعوى الرسالة أدرجوا قومه معه في الخطاب.
011-028 آ«قال يا قوم أرأيتمآ» أخبروني آ«إن كنت على بينةآ» بيان آ«من ربي وآتاني رحمةآ» نبوة آ«من عنده فَعَميتْآ» خفيت آ«عليكمآ» وفي قراءة بتشديد الميم والبناء للمفعول آ«أنُلزمُكُموهاآ» أنجبركم على قبولها آ«وأنتم لها كارهونآ» لا نقدر على ذلك.
011-029 آ«ويا قوم لا أسألكم عليهآ» على تبليغ الرسالة آ«مالاآ» تعطونيه آ«إنآ» ما آ«أجريآ» ثوابي آ«إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنواآ» كما أمرتموني آ«إنهم ملاقو ربهمآ» بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم آ«ولكني أراكم قوما تجهلونآ» عاقبة أمركم.
011-030 آ«ويا قوم من ينصرنيآ» يمنعني آ«من اللهآ» أي عذابه آ«إن طردتهمآ» أي لا ناصر لي آ«أفلاآ» فهلا تذَّكرونآ» بإدغام التاء الثانية في الأصل في الذال تتعظون.
011-031 آ«ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولاآ» إني آ«أعلم الغيب ولا أقول إني مَلَكٌآ» بل أنا بشر مثلكم آ«ولا أقول للذين تزدريآ» تحتقر آ«أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهمآ» قلوبهم آ«إني إذًاآ» إن قلت ذلك آ«لمن الظالمينآ».
011-034 (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) أي إغواءكم، وجواب الشرط دل عليه "" ولا ينفعكم نصحي "" (هو ربكم وإليه ترجعون) قال تعالى:
011-035 آ«أمآ» بل أ آ«يقولونآ» أي كفار مكة آ«افتراهآ» اختلق محمد القرآن آ«قل إن افتريته فعليَّ إجراميآ» إثمي، أي عقوبته آ«وأنا بريء مما تجرمونآ» من إجرامكم في نسبة الافتراء إلي.
011-036 (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس) تحزن (بما كانوا يفعلون) من الشرك فدعا عليهم بقوله، "" رب لا تذر على الأرض "" إلخ، فأجاب الله دعاءه فقال:
011-038 آ«ويصنع الفلكآ» حكاية حال ماضية آ«وكلما مرَّ عليه ملاٌآ» جماعة آ«من قومه سخروا منهآ» استهزءوا به آ«قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرونآ» إذا نجونا وغرقتم.
011-040 آ«حتىآ» غاية للصنع آ«إذا جاء أمرناآ» بإهلاكهم آ«وفار التنورآ» للخباز بالماء وكان ذلك علامة لنوح آ«قلنا احمل فيهاآ» في السفينة آ«من كلِ زوجينآ» ذكرا وأنثى، أي من كل أنواعهما آ«اثنينآ» ذكرا وأنثى وهو مفعول وفي القصة أن الله حشر لنوح السباع والطير وغيرها، فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملهما في السفينة آ«وأهلكآ» أي زوجته وأولاده آ«إلا من سبق عليه القولآ» أي منهم بالإهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة آ«ومن آمن وما آمن معه إلا قليلآ» قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل: جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء.
011-042 آ«وهي تجري بهم في موج كالجبالآ» في الارتفاع والعظم آ«ونادى نوح ابنهآ» كنعان آ«وكان في معزلآ» عن السفينة آ«يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرينآ».
011-043 آ«قال سآوي إلى جبل يعصمنيآ» يمنعني آ«من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللهآ» عذابه آ«إلاآ» لكن آ«من رحمآ» الله فهو المعصوم قال تعالى آ«وحال بينهما الموج فكان من المغرقينآ».
011-044 آ«وقيل يا أرض ابلعي ماءكآ» الذي نبع منك فشربته دون ما نزل من السماء فصار أنهارا وبحارا آ«ويا سماء أقلعيآ» أمسكي عن المطر فأمسكت آ«وغيضآ» نقص آ«الماء وقضي الأمرآ» تم أمر هلاك قوم نوح آ«واستوتآ» وقفت السفينة آ«على الجودِيآ» جبل بالجزيرة بقرب الموصل آ«وقيل بُعداآ» هلاكا آ«للقوم الظالمينآ» الكافرين.
011-045 آ«ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنيآ» كنعان آ«من أهليآ» وقد وعدتني بنجاتهم آ«وإن وعدك الحقآ» الذي لا خلف فيه آ«وأنت أحكم الحاكمينآ» أعلمهم وأعدلهم.
011-046 آ«قالآ» تعالى آ«يا نوح إنه ليس من أهلكآ» الناجين أو من أهل دينك آ«إنهآ» أي سؤالك إياي بنجاته آ«عمل غير صالحآ» فإنه كافر ولا نجاة للكافرين وفي قراءة بكسر ميم عمل فعل ونصب غير فالضمير لابنه آ«فلا
011-048 آ«قيل يا نوح اهبطآ» انزل من السفينة آ«بسلامآ» بسلامة أو بتحية آ«منا وبركاتآ» خيرات آ«عليك وعلى أمم ممن معكآ» في السفينة أي من أولادهم وذريتهم وهم المؤمنون آ«وأممآ» بالرفع ممن معك آ«سنمتعهمآ» في الدنيا آ«ثم يَمَسُّهم منا عذاب أليمآ» في الآخرة وهم الكفار.
011-049 آ«تلكآ» أي هذه الآيات المتضمنة قصة نوح آ«من أنباء الغيبآ» أخبار ما غاب عنك آ«نوحيها إليكآ» يا محمد آ«ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذاآ» القرآن آ«فاصبرآ» على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح آ«إن العاقبةآ» المحمودة آ«للمتقينآ».
011-050 آ«وآ» أرسلنا آ«إلى عاد أخاهمآ» من القبيلة آ«هودا قال يا قوم اعبدوا اللهآ» وَحِّدوهُ آ«ما لكم منآ» زائدة آ«إله غيره إنآ» ما آ«أنتمآ» في عبادتكم الأوثان آ«إلا مفترونآ» كاذبون على الله.
011-056 آ«إني توكلت على الله ربي وربكم ما منآ» زائدة آ«دابةآ» نسمة تدب على الأرض آ«إلا هو آخذ بناصيتهاآ» أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه، وخص الناصية بالذكر لأن من أخذ بناصيته يكون في غاية الذل آ«إن ربي على صراط مستقيمآ» أي طريق الحق والعدل.
011-057 آ«فإن تولوْاآ» فيه حذف إحدى التاءين، أي تعرضوا آ«فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئاآ» بإشراككم آ«إن ربي على كل شيء حفيظآ» رقيب.
011-059 آ«قيل يا نوح اهبطآ» انزل من السفينة آ«بسلامآ» بسلامة أو بتحية آ«منا وبركاتآ» خيرات آ«عليك وعلى أمم ممن معكآ» في السفينة أي من أولادهم وذريتهم وهم المؤمنون آ«وأممآ» بالرفع ممن معك آ«سنمتعهمآ» في الدنيا آ«ثم يَمَسُّهم منا عذاب أليمآ» في الآخرة وهم الكفار.
011-060 آ«وأتبعوا في هذه الدنيا لعنةآ» من الناس آ«ويوم القيامةآ» لعنة على رءوس الخلائق آ«ألا إن عادا كفرواآ» جحدوا آ«ربهم ألا بُعداآ» من رحمة الله آ«لعاد قوم هودآ».
011-061 آ«وآ» أرسلنا آ«إلى ثمود أخاهمآ» من القبيلة آ«صالحا قال يا قوم اعبدوا اللهآ» وحدوه آ«ما لكم من إله غيره هو أنشأكمآ» ابتدأ خلقكم آ«من الأرضآ» بخلق أبيكم آدم منها آ«واستعمركم فيهاآ» جعلكم عمارا تسكنون بها آ«فاستغفروهآ» من الشرك آ«ثم توبواآ» ارجعوا آ«إليهآ» بالطاعة آ«إن ربي قريبآ» من خلقه بعلمه آ«مجيبآ» لمن سأله.
011-062 آ«قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوًّاآ» نرجو أن تكون سيدا آ«قبل هذاآ» الذي صدر منك آ«أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤناآ» من الأوثان آ«وإننا لفي شك مما تدعونا إليهآ» من التوحيد آ«مريبآ» موقع في الريب.
011-066 آ«فلما جاء أمرناآ» بإهلاكهم آ«نجَّينا صالحا والذين آمنوا معهآ» وهم أربعة آلاف آ«برحمة منا وآ» نجيناهم آ«من خزي يومِئذآ» بكسر الميم إعرابا وفتحها بناء لإضافته إلى مبني وهو الأكثر آ«إن ربك هو القوي العزيزآ» الغالب.
011-068 آ«كأنآ» مخففة واسمها محذوف أي كأنهم آ«لم يَغنواآ» يقيموا آ«فيهاآ» في دارهم آ«ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بُعدا لثمودآ» بالصرف وتركه على معنى الحي والقبيلة.
011-071 آ«وامرأتهآ» أي امرأة إبراهيم سارة آ«قائمةآ» تخدمهم آ«فضحكتآ» استبشارا بهلاكهم آ«فبشرناها بإسحاق ومن وراءآ» بعد آ«إسحاق يعقوبآ» ولده تعيش إلى أن تراه.
011-072 آ«قالت يا ويلتىآ» كلمة تقال عند أمر عظيم والألف مبدلة من ياء الإضافة آ«أألد وأنا عجوزآ» لي تسع وتسعون سنة آ«وهذا بعلي شيخاآ» له مائة وعشرون نصبه على الحال والعامل فيه ما في ذا من الإشارة آ«إن هذا لشيء عجيبآ» أن يولد ولد لهرمين.
011-075 آ«إن إبراهيم لحليمآ» كثير الأناة آ«أوَّاهٌ مُنيبآ» رجّاع، فقال لهم أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن؟ قالوا لا، أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن؟ قالوا لا، قال أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا؟ قالوا لا، قال أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمنا؟ قالوا لا، قال أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد قالوا لا، إن فيها لوطا قالوا نحن
011-078 آ«وجاءه قومهآ» لما علموا بهم آ«يُهرعونآ» يسرعون آ«إليه ومن قبلآ» قبل مجيئهم آ«كانوا يعملون السيئاتآ» وهي إتيان الرجال في الأدبار آ«قالآ» لوط آ«يا قوم هؤلاء بناتيآ» فتزوجوهن آ«هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزونآ» تفضحون آ«في ضيفيآ» أضيافي آ«أليس منكم رجل رشيدآ» يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
011-081 آ«قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليكآ» بسوء آ«فأسرِ بأهلك بقطعآ» طائفة آ«من الليل ولا يلتفت منكم أحدآ» لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم آ«إلا امرأتُكآ» بالرفع بدل من أحد وفي قراءة بالنصب استثناء من الأهل أي فلا تسر بها آ«إنه مصيبها ما أصابهمآ» فقيل لم
011-082 آ«فلما جاء أمرناآ» بإهلاكهم آ«جعلنا عاليهاآ» أي قراهم آ«سافلهاآ» أي بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض آ«وأمطرنا عليها حجارة من سجيلآ» طين طبخ بالنار آ«منضودآ» متتابع.
011-084 آ«وآ» أرسلنا آ«إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا اللهآ» وَحّدوه آ«ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخيرآ» نعمة تغنيكم عن التطفيف آ«وإني أخاف عليكمآ» إن لم تؤمنوا آ«عذاب يوم محيطآ» بكم يهلككم ووصف اليوم به مجاز لوقوعه فيها.
011-087 آ«قالواآ» له استهزاء آ«يا شعيب أصلاتك تأمركآ» بتكليف آ«أن نترك ما يعبد آباؤناآ» من الأصنام آ«أوآ» نترك آ«أن نفعل في أموالنا ما نشاءآ» المعنى هذا أمر باطل لا يدعو إليه داع بخير آ«إنك لأنت الحليم الرشيدآ» قالوا ذلك استهزاء.
011-088 آ«قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسناآ» حلالا أفأشوبه بالحرام من البخس والتطفيف آ«وما أريد أن أخالفكمآ» وأذهب آ«إلى ما أنهاكم عنهآ» فأرتكبه آ«إنآ» ما آ«أريد إلا الإصلاحآ» لكم بالعدل آ«ما استطعت وما توفيقيآ» قدرتي على ذلك وغيره من الطاعات آ«إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيبآ» أرجع.
011-089 آ«ويا قوم لا يجرمنكمآ» يكسبنكم آ«شقاقيآ» خلافي فاعل يجرم والضمير مفعول أول، والثاني آ«أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالحآ» من العذاب آ«وما قوم لوطآ» أي منازلهم أو زمن هلاكهم آ«منكم ببعيدآ» فاعتبروا.
011-092 آ«قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من اللهآ» فتتركوا قتلي لأجلهم ولا تحفظوني لله آ«واتخذتموهآ» أي الله آ«وراءكم ظهرياآ» منبوذا خلف ظهوركم لا تراقبونه آ«إن ربي بما تعملون محيطآ» علما فيجازيكم.
011-094 آ«ولما جاء أمرناآ» بإهلاكهم آ«نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحةآ» صاح بهم جبريل آ«فأصبحوا في ديارهم جاثمينآ» باركين على الركب ميتين.
011-100 آ«ذلكآ» المذكور مبتدأ خبره آ«من أنباء القرى نقصّه عليكآ» يا محمد آ«منهاآ» أي القرى آ«قائمآ» هلك أهله دونه آ«وآ» منها آ«حصيدآ» هلك بأهله فلا أثر له كالزرع المحصود بالمناجل.
011-102 آ«وكذلكآ» مثل ذلك الأخذ آ«أخذ ربك إذا أخذ القرىآ» أريد أهلها آ«وهي ظالمةآ» بالذنوب: أي فلا يغني عنهم من أخذه شيء آ«إن أخذه أليم شديدآ» روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكذلك أخذ ربك) الآية.
011-103 آ«إن في ذلكآ» المذكور من القصص آ«لآيةآ» لعبرة آ«لمن خاف عذاب الآخرة ذلكآ» أي يوم القيامة آ«يوم مجموع لهآ» فيه آ«الناس وذلك يوم مشهودآ» يشهده جميع الخلائق.
011-107 آ«خالدين فيها ما دامت السماوات والأرضآ» أي مدة دوامهما في الدنيا آ«إلاآ» غير آ«ما شاء ربكآ» من الزيادة على مدتهما مما لا منتهى له والمعنى خالدين فيها أبدا آ«إن ربك فعال لما يريدآ».
011-108 آ«وأما الذين سَُعدواآ» بفتح السين وضمها آ«ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاآ» غير آ«ما شاء ربكآ» كما تقدم، ودل عليه فيهم قوله آ«عطاءً غير مجذوذآ» مقطوع وما تقدم من التأويل هو الذي ظهر وهو خال من التكلف والله أعلم بمراده.
011-109 آ«فلا تَكُآ» يا محمد آ«في مريةآ» شك آ«مما يعبد هؤلاءآ» من الأصنام إنا نعذبهم كما عذبنا من قبلهم وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم آ«ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهمآ» أي كعبادتهم آ«من قبلآ» وقد عذبناهم آ«وإنا لموفوهمآ» مثلهم آ«نصيبهمآ» حظهم من العذاب آ«غير منقوصآ» أي تاما.
011-111 آ«وإنآ» بالتخفيف والتشديد آ«كلاآ» أي كل الخلائق آ«لماآ» ما زائدة واللام موطئة لقسم مقدر أو فارقة وفي قراءة بتشديد لما بمعنى إلا فإن نافية آ«ليوفينهم ربك أعمالهمآ» أي جزاءها آ«إنه بما يعملون خبيرآ» عالم ببواطنه كظواهره.
011-112 آ«فاستقمآ» على العمل بأمر ربك والدعاء إليه آ«كما أمرت وآ» ليستقم آ«من تابآ» آمن آ«معك ولا تطغوْاآ» تجاوزوا حدود الله آ«إنه بما تعملون بصيرآ» فيجازيكم به.
011-113 آ«ولا تركنواآ» تميلوا آ«إلى الذين ظلمواآ» بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم آ«فتمسكمآ» تصيبكم آ«النار وما لكم من دون اللهآ» أي غيره آ«منآ» زائدة آ«أولياءآ» يحفظونكم منه آ«ثم لا تنصرونآ» تمتعون من عذابه.
011-114 (وأقم الصلاة طرفي النهار) الغداة والعشي أي: الصبح والظهر والعصر (وزلفا) جمع زلفة أي: طائفة (من الليل) المغرب والعشاء (إن الحسنات) كالصلوات الخمس (يذهبن السيئات) الذنوب الصغائر نزلت فيمن قبل أجنبية فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألي هذا؟ فقال "" لجميع أمتي كلهم "" رواه الشيخان (ذلك ذكرى للذاكرين) عظة للمتعظين.
011-116 آ«فلولاآ» فهلا آ«كان من القرونآ» الأمم الماضية آ«من قبلكم أولو بقيةآ» أصحاب دين وفضل آ«ينهون عن الفساد في الأرضآ» المراد به النفي: أي ما كان فيهم ذلك آ«إلاآ» لكن آ«قليلا ممن أنجينا منهمآ» نهوا فنجوا ومن للبيان آ«واتبع الذين ظلمواآ» بالفساد وترك النهي آ«ما أترفواآ» نعموا آ«فيه وكانوا مجرمينآ».
011-119 آ«إلا من رحم ربكآ» أراد لهم الخير فلا يختلفون فيه آ«ولذلك خلقهمآ» أي أهل الاختلاف له وأهل الرحمة لها آ«وتمت كلمة ربكآ» وهي آ«لأملأن جهنم من الجِنَّة والناس أجمعينآ».
011-120 آ«وكلاآ» نصب بنقص وتنوينه عوض المضاف إليه أي كل ما يحتاج إليه آ«نقص عليك من أنباء الرسل ماآ» بدل من آ«كلاآ»، آ«نثبتآ» نطمئن آ«به فؤادكآ» قلبك آ«وجاءك في هذهآ» الأنباء أو الآيات آ«الحق وموعظة وذكرى للمؤمنينآ» خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكفار.
011-123 آ«ولله غيب السماوات والأرضآ» أي علم ما غاب فيهما آ«وإليه يَرجعآ» بالبناء للفاعل يعود وللمفعول يرد آ«الأمر كلهآ» فينتقم ممن عصى آ«فاعبدهآ» وحده آ«وتوكل عليهآ» ثق به فإنه كافيك آ«وما ربك بغافل عما يعملونآ» وإنما يؤخرهم لوقتهم وفي قراءة بالفوقانية.