013-001 آ«المرآ» الله أعلم بمراده بذلك آ«تلكآ» هذه الآيات آ«آيات الكتابآ» القرآن والإضافة بمعنى من آ«والذي أنزل إليك من ربكآ» أي القرآن مبتدأ خبره آ«الحقآ» لا شك فيه آ«ولكن أكثر الناسآ» أي أهل مكة آ«لا يؤمنونآ» بأنه من عنده تعالى.
013-002 آ«الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونهاآ» أي العمد جمع عماد وهو الأسطوانة وهو صادق بأن لا عمد أصلا آ«ثم استوى على العرشآ» استواء يليق به آ«وسخرآ» ذلل آ«الشمس والقمر كلٌآ» منهما آ«يجريآ» في فلكه آ«لأجل مسمىآ» يوم القيامة آ«يدبر الأمرآ» يقضي أمر ملكه آ«يفصِّلآ» يبين آ«الآياتآ» دلالات قدرته آ«لعلكمآ» يا أهل مكة آ«بلقاء ربكمآ» بالبعث آ«توقنونآ».
013-003 آ«وهو الذي مدآ» بسط آ«الأرض وجعلآ» خلق آ«فيها رواسيآ» جبالا ثوابت آ«وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنينآ» من كل نوع آ«يغشيآ» يغطي آ«الليلآ» بظلمته آ«النهار إن في ذلكآ» المذكور آ«لآياتآ» دلالات على وحدانيته تعالى آ«لقوم يتفكرونآ» في صنع الله.
013-004 آ«وفي الأرض قطعآ» بقاع مختلفة آ«متجاوراتآ» متلاصقات فمنها طيب وسبخ وقليل الريع وكثيرهُ وهو من دلائل قدرته تعالى آ«وجناتآ» بساتين آ«من أعناب وزرعآ» بالرفع عطفا على جنات، والجر على
013-005 آ«وإن تعجبآ» يا محمد من تكذيب الكفار لك آ«فعجبآ» حقيق بالعجب آ«قولهمآ» منكرين للبعث آ«أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديدآ» لأن القادر على إنشاء الخلق وما تقدم على غير مثال قادر على إعادتهم، وفي الهمزتين في الموضعين، وتحقيق الأولى وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركها وفي قراءة بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وأخرى وعكسه آ«أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدونآ».
013-007 آ«ويقول الذين كفروا لولاآ» هلا آ«أنزل عليهآ» على محمد آ«آية من ربهآ» كالعصا واليد والناقة، قال تعالى: آ«إنما أنت منذرآ» مخوِّف الكافرين وليس عليك إتيان الآيات آ«ولكل قوم هادآ» نبي يدعوهم إلى ربهم بما يعطيه من الآيات لا بما يقترحون.
013-008 آ«الله يعلم ما تحمل كل أنثىآ» من ذكر وأنثى وواحد ومتعدد وغير ذلك آ«وما تغيضآ» تنقص آ«الأرحامآ» من مدة الحمل آ«وما تزدادآ» منه آ«وكل شيء عنده بمقدارآ» بقدر وحدٍّ لا يتجاوزه.
013-010 آ«سواء منكمآ» في علمه تعالى آ«من أسر القول ومن جهر به ومن هو مُستخفآ» مستتر آ«بالليلآ» بظلامه آ«وساربآ» ظاهر بذهابه في سربه، أي طريقه آ«بالنهارآ».
013-011 آ«لهآ» للإنسان آ«معقباتآ» ملائكة تتعقبه آ«من بين يديهآ» قدامه آ«ومن خلفهآ» ورائه آ«يحفظونه من أمر اللهآ» أي بأمره من الجن وغيرهم آ«إن الله لا يغيِّر ما بقومآ» لا يسلبهم نعمته آ«حتى يغيِّروا ما بأنفسهمآ» من الحالة الجميلة بالمعصية آ«وإذا أراد الله بقوم سوءاآ» عذابا آ«فلا مرد لهآ» من المعقبات ولا غيرها آ«وما لهمآ» لمن أراد الله بهم سوءا آ«من
013-013 آ«ويسبح الرعدآ» هو ملك موكل بالسحاب يسوقه متلبسا آ«بحمدهآ» أي يقول سبحان الله وبحمده آ«وآ» يسبح آ«الملائكة من خيفتهآ» أي الله آ«ويرسل الصواعقآ» وهي نار تخرج من السحاب آ«فيصيب بها من يشاءآ» فتحرقه نزل في رجل بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم من يدعوه فقال من رسول الله وما الله أمن ذهب هو أم من فضة أم نحاس فنزلت به صاعقة فذهبت بقحف رأسه آ«وهمآ» أي الكفار آ«يجادلونآ» يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم آ«في الله وهو شديد المحالآ» القوة أو الأخذ.
013-014 آ«لهآ» تعالى آ«دعوة الحقآ» أي كلمته وهي لا إله إلا الله آ«والذين يدعونآ» بالياء والتاء يعبدون آ«من دونهآ» أي غيره وهم الأصنام آ«لا يستجيبون لهم بشيءآ» مما يطلبونه آ«إلاآ» استجابة آ«كباسطآ» أي كاستجابة باسط آ«كفيه إلى الماءآ» على شفير البئر يدعوه آ«ليبلغ فاهآ» بارتفاعه من البئر إليه آ«وما هو ببالغهآ» أي فاه أبدا فكذلك ما هم بمستجيبين لهم آ«وما دعاء الكافرينآ» عبادتهم الأصنام أو حقيقة الدعاء آ«إلا في ضلالآ» ضياع.
013-016 آ«قلآ» يا محمد لقومك آ«مَن رب السماوات والأرض قل اللهآ» إن لم يقولوه لا جواب غيره آ«قلآ» لهم آ«أفاتخذتم من دونهآ» أي غيره آ«أولياءآ» أصناما تعبدونها آ«لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضراآ» وتركتم مالكهما؟ استفهام توبيخ آ«قل هل يستوي الأعمى والبصيرآ» الكافر والمؤمن آ«أم هل تستوي الظلماتآ» الكفر آ«والنورآ» الإيمان؟ لا آ«أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلقآ» أي الشركاء بخلق الله آ«عليهمآ» فاعتقدوا استحقاق عبادتهم بخلقهم؟ استفهام إنكار؟ أي ليس الأمر كذلك ولا يستحق العبادة إلا الخالق آ«قل الله خالق كل شيءآ» لا شريك له فيه فلا شريك له في العبادة آ«وهو الواحد القهارآ» لعباده.
013-017 ثم ضرب مثلا للحق والباطل فقال آ«أنزلآ» تعالى آ«من السماء ماءآ» مطرا آ«فسالت أودية بقدرهاآ» بمقدار ملئها آ«فاحتمل السيل زبدا رابياآ» عاليا عليه هو ما على وجهه من قذر ونحوه آ«ومما توقدونآ» بالتاء والياء آ«عليه في النارآ» من جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس آ«ابتغاهآ» طلب آ«حليةآ» زينة آ«أو متاعآ» ينتفع به
013-018 آ«للذين استجابوا لربهمآ» أجابوه بالطاعة آ«الحسنىآ» الجنة آ«والذين لم يستجيبوا لهآ» وهم الكافر آ«لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوْا بهآ» من العذاب آ«أولئك لهم سوء الحسابآ» وهو المؤاخذة بكل ما علموه لا يغفر منه شيء آ«ومأواهم جهنم وبئس المهادآ» الفراش هي.
013-019 ونزل في حمزة وأبي جهل آ«أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحقآ» فآمن به آ«كمن هو أعمىآ» لا يعلمه ولا يؤمن به لا آ«إنما يتذكرآ» يتعظ آ«أولوا الألبابآ» أصحاب العقول.
013-022 آ«والذين صبرواآ» على الطاعة والبلاء وعن المعصية آ«ابتغاءآ» طلب آ«وجه ربهمآ» لا غيره من أعراض الدنيا آ«وأقاموا الصلاة وأنفقواآ» في الطاعة آ«مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءُونآ» يدفعون آ«بالحسنة السيئةآ» كالجهل بالحلم والأذى بالصبر آ«أولئك لهم عُقبى الدارآ» أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة، وهي.
013-023 آ«جنات عدنآ» إقامة آ«يدخلونهاآ» هم آ«ومن صلحآ» آمن آ«من آبائهم وأزواجهم وذرياتهمآ» وإن لم يعلموا بعملهم يكونون في درجاتهم تكرمة لهم آ«والملائكة يدخلون عليهم من كل بابآ» من أبواب الجنة أو القصور أول دخولهم للتهنئة.
013-025 آ«والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرضآ» بالكفر والمعاصي آ«أولئك لهم اللعنةآ» البعد من رحمة الله آ«ولهم سوء الدارآ» العاقبة السيئة في الدار الآخرة وهي جهنم.
013-026 آ«الله يبسط الرزقآ» يوسعه آ«لمن يشاء ويقدرآ» يضيقه لمن يشاء آ«وفرحواآ» أي أهل مكة فرح بطر آ«بالحياة الدنياآ» أي بما نالوه فيها آ«وما الحياة الدنيا
013-027 آ«ويقول الذين كفرواآ» من أهل مكة آ«لولاآ» هلا آ«أنزل عليهآ» على محمد آ«آية من ربهآ» كالعصا واليد والناقة آ«قلآ» لهم آ«إن الله يضل من يشاءآ» إضلاله فلا تغني عنه الآيات شيئا آ«ويهديآ» يرشد آ«إليهآ» إلى دينه آ«من أنابآ» رجع إليه، ويبدل مِن مَن.
013-029 آ«الذين آمنوا وعملوا الصالحاتآ» مبتدأ خبره آ«طوبىآ» مصدر من الطيب أو شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها آ«لهم وحسن مآبآ» مرجع.
013-030 آ«كذلكآ» كما أرسلنا الأنبياء قبلك آ«أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتَتْلوَآ» تقرأ آ«عليهم الذي أوحينا إليكآ» أي القرآن آ«وهم يكفرون بالرحمنآ» حيث قالوا لما أمروا بالسجود له وما الرحمن؟ آ«قلآ» لهم يا محمد آ«هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متابآ».
013-031 ونزل لما قالوا له إن كنت نبيا فسيّر عنا جبال مكة، واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا لنغرس ونزرع وابعث لنا آباءنا الموتى يكلمونا أنك نبي آ«ولو أن قرآنا سُيّرت به الجبالآ» نقلت عن أماكنها آ«أو قطّعتآ» شققت آ«به الأرض
013-032 آ«ولقد استهزئ برسل من قبلكآ» كما استهزئ بك وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم آ«فأمْليتُآ» أمهلت آ«للذين كفروا ثم أخذتهمآ» بالعقوبة آ«فكيف كان عقابآ» أي هو واقع موقعه فكذلك أفعل بمن استهزأ بك.
013-033 آ«أفمن هو قائمآ» رقيب آ«على كل نفس بما كسبتآ» عملت من خير وشر وهو الله كمن ليس كذلك من الأصنام لا، دل على هذا آ«وجعلوا الله شركاء قل سمّوهمآ» له من هم؟ آ«أمآ» بل أ آ«تنبئونهآ» تخبرون الله آ«بماآ» أي بشريك آ«لا يعلمـآ» ـه آ«في الأرضآ» استفهام إنكار أي لا شريك له
013-035 آ«مثلآ» صفة آ«الجنة التي وعد المتقونآ» مبتدأ خبره محذوف، أي فيما نقص عليكم آ«تجري من تحتها الأنهار أُكُلُهاآ» ما يؤكل فيها آ«دائمآ» لا يفنى آ«وظلهاآ» دائم لا تنسخه شمس لعدمها فيها آ«تلكآ» أي الجنة آ«عقبىآ» عاقبة آ«الذين اتقوْاآ» الشرك آ«وعقبى الكافرين النارُآ».
013-036 آ«والذين آتيناهم الكتابآ» كعبد الله بن سلام وغيره من مؤمني اليهود آ«يفرحون بما أنزل إليكآ» لموافقته ما عندهم آ«ومن الأحزابآ» الذين تحزَّبوا عليك بالمعادة من المشركين واليهود آ«من ينكر بعضهآ» كذكر الرحمن وما عدا القصص آ«قل إنما أمرتآ» فيما أنزل إليَّ آ«أنآ» أي بأن آ«أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآبآ» مرجعي.
013-038 ونزل لما عيروه بكثرة النساء: آ«ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذريةآ» أولادا وأنت مثلهم آ«وما كان لرسولآ» منهم آ«أن يأتي بآية إلا بإذن اللهآ» لأنهم عبيد مربوبون آ«لكل أجلآ» مدة آ«كتابآ» مكتوب فيه تحديده.
013-039 آ«يمحو اللهآ» منه آ«ما يشاء ويثبتآ» بالتخفيف والتشديد فيه ما يشاء من الأحكام وغيرها آ«وعنده أم الكتابآ» أصله الذي لا يتغير منه شيء وهو ما كتبه في الأزل.
013-040 آ«وإماآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة آ«نرينك بعض الذي نعدهمآ» به من العذاب من حياتك وجواب الشرط محذوف أي فذاك آ«أو نتوفينكآ» قبل تعذيبهم آ«فإنما عليك البلاغآ» ما عليك إلا التبليغ آ«وعلينا الحسابآ» إذا صاروا إلينا فنجازيهم.
013-041 آ«أو لم يروْاآ» أي أهل مكة آ«أنا نأتي الأرضآ» نقصد أرضهم آ«ننقصها من أطرافهاآ» بالفتح على النبي صلى الله عليه وسلم آ«والله يحكمآ» في خلقه بما يشاء آ«لا مُعَقّبآ» لا راد آ«لحكمه وهو سريع الحسابآ».