010-002 آ«أكان للناسآ» أي أهل مكة، استفهام إنكار والجار والمجرور حال من قوله آ«عَجباآ» بالنصب خبر كان، وبالرفع اسمها والخبر وهو اسمها على الأولى آ«أن أوحيناآ» أي إيحاؤنا آ«إلى رجل منهمآ» محمد آ«أنآ» مفسرة آ«أنذرآ» خوِّف آ«الناسآ» الكافرين بالعذاب آ«وبشر الذين آمنوا أنآ» أي بأن آ«لهم قدمآ» سلف آ«صدق عند ربهمآ» أي أجرا حسناً بما قدموه من الأعمال آ«قال الكافرون إن هذاآ» القرآن المشتمل على ذلك آ«لَسِحْرٌ مبينآ» بيِّن، وفي قراءة لَساحرٌ، والمشار إليه النبي.
010-003 آ«إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيامآ» من أيام الدنيا، أي في قدرها، لأنه لم يكن ثَم شمس ولا قمر، ولو شاء لخلقهن في لمحة، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت آ«ثم استوى على العرشآ» استواءً يليق به آ«يدبر الأمرآ» بين الخلائق آ«ما
010-004 آ«إليهآ» تعالى آ«مرجعكم وعد الله حقاآ» مصدران منصوبان بفعلهما المقدر آ«إنهآ» بالكسر استئنافاً والفتح على تقدير اللام آ«يبدأ الخلقآ» أي بدأه بالإنشاء آ«ثم يعيدهآ» بالبعث آ«ليجزيآ» يثيب آ«الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميمآ» ماء بالغ نهاية الحرارة آ«وعذاب أليمآ» مؤلم آ«بما كانوا يكفرونآ» أي بسبب كفرهم.
010-005 آ«هو الذي جعل الشمس ضياءًآ» ذات ضياء، أي نور آ«والقمر نورا وقدرهآ» من حيث سيره آ«منازلآ» ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما، أو ليلة إن كان تسعة وعشرين يوما آ«لتعلمواآ» بذلك آ«عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلكآ» المذكور آ«إلا بالحقآ» لا عبثا تعالى عن ذلك آ«يفصلآ» بالياء والنون يبين آ«الآيات لقوم يعلمونآ» يتدبرون.
010-006 آ«إن في اختلاف الليل والنهارآ» بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان آ«وما خلق الله في السماواتآ» من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك آ«وآ» في آ«الأرضآ» من
010-007 آ«إن الذين لا يرجون لقاءناآ» بالبعث آ«ورضوا بالحياة الدنياآ» بدل الآخرة لإنكارهم لها آ«واطمأنوا بهاآ» سكنوا إليها آ«والذين هم عن آياتناآ» دلائل وحدانيتنا آ«غافلونآ» تاركون النظر فيها.
010-009 آ«إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهمآ» يرشدهم آ«ربهم بإيمانهمآ» به بأن يجعل لهم نورا يهتدون به يوم القيامة آ«تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيمآ».
010-010 آ«دعواهم فيهاآ» طلبهم يشتهونه في الجنة أن يقولوا آ«سبحانك اللهمآ» أي يا الله فإذا ما طلبوه وجدوه بين أيديهم آ«وتحيتهمآ» فيما بينهم آ«فيها سلام وآخر دعواهم أنآ» مفسرة آ«الحمد لله رب العالمينآ» ونزل لما استعجل المشركون العذاب.
010-013 آ«ولقد أهلكنا القرونآ» الأمم آ«من قبلكمآ» يا أهل مكة آ«لما ظلمواآ» بالشرك آ«وآ» قد آ«جاءتهم رسلهم بالبيناتآ» الدالات على صدقهم آ«وما كانوا ليؤمنواآ» عطف على ظلموا آ«كذلكآ» كما أهلكنا أولئك آ«نجزي القوم المجرمينآ» الكافرين.
010-015 آ«وإذا تُتلى عليهم آياتناآ» القرآن آ«بيناتآ» ظاهرات حال آ«قال الذين لا يرجون لقاءناآ» لا يخافون البعث آ«ائت بقرآن غير هذاآ» ليس فيه عيب آلهتنا آ«أو بدلهآ» من تلقاء نفسك آ«قلآ» لهم آ«ما يكونآ» ينبغي آ«لي أن أبدله من تلقاءآ» قبل آ«نفسي إنآ» ما آ«أتبع إلا ما يوحي إليّ إني أخاف إن عصيت ربيآ» بتبديله آ«عذاب يوم عظيمآ» هو يوم القيامة.
010-017 آ«فمنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن افترى على الله كذباآ» بنسبة الشريك إليه آ«أو كذَّب بآياتهآ» القرآن آ«إنهآ» أي الشأن آ«لا يفلحآ» يسعد آ«المجرمونآ» المشركون.
010-018 آ«ويعبدون من دون اللهآ» أي غيره آ«ما لا يضرهمآ» إن لم يعبدوه آ«ولا ينفعهمآ» إن عبدوه وهو الأصنام آ«ويقولونآ» عنها آ«هؤلاء شفعاؤنا عند الله قلآ» لهم آ«أتنبئون اللهآ» جبروته آ«بما لا يعلم في السموات والأرضآ» استفهام إنكار إذ لو كان له شريك لعلمه، إذا لا يخفى عليه شيء آ«سبحانهآ» تنزيها له آ«وتعالى عما يشركونـآ» به معه.
010-019 آ«وما كان الناس إلا أمة واحدةآ» على دين واحد وهو الإسلام، من لدن آدم إلى نوح، وقيل من عهد إبراهيم إلى عمرو بن لحيِّ آ«فاختلفواآ» بأن ثبت بعض وكفر بعض آ«ولولا كلمة سبقت من ربكآ» بتأخير الجزاء إلى يوم القيامة آ«لقضي بينهمآ» أي الناس في الدنيا آ«فيما فيه يختلفونآ» من الدين بتعذيب الكافرين.
010-021 آ«وإذا أذقنا الناسآ» أي كفار مكة آ«رحمةآ» مطرا وخصبا آ«من بعد ضراءآ» بؤس وجدب آ«مستهم إذا لهم مكر في آياتناآ» بالاستهزاء والتكذيب آ«قلآ» لهم آ«الله أسرع مكراًآ» مجازاة آ«إن رسلناآ» الحفظة آ«يكتبون ما تمكرونآ» بالتاء والياء.
010-022 آ«هو الذي يسيركمآ» وفي قراءة ينشركم آ«في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلكآ» السفن آ«وجرين بهم بريحآ» وجرين فيه التفات عن الخطاب بريح طيبةآ» لينة آ«وفرحوا بها جاءتها ريح عاصفآ» شديد الهبوب تكسر كل شيء آ«وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهمآ» أي أهلكوا آ«دعوا الله مخلصين له الدينآ» الدعاء آ«لئنآ» لام قسم آ«أنجيتنا من هذهآ» الأهوال آ«لنكونن من الشاكرينآ» الموحدين.
010-023 آ«فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحقآ» بالشرك آ«يا أيها الناس إنما بغيكمآ» ظلمكم آ«على أنفسكمآ» لأن إثمه عليها هو آ«متاعُ الحياة الدنياآ» تمتعون فيها قليلا آ«ثم إلينا مرجعكمآ» بعد الموت آ«فننبئكم بما كنتم تعملونآ» فنجاريكم عليه وفي قراءة بنصب متاع:
010-024 آ«إنما مَثَلآ» صفة آ«الحياة الدنيا كماءآ» مطر آ«أنزلناه من السماء فاختلط بهآ» بسببه آ«نبات الأرضآ» واشتبك بعضه ببعض آ«مما يأكل الناسآ» من البرّ والشعير وغيرهما آ«والأنعامآ» من الكلأ آ«حتى إذا أخذت الأرض زخرفهاآ» بهجتها من النبات آ«وازَّيَّنتآ» بالزهر، وأصله تزينت، أبدلت التاء زايا وأدغمت في الزاي آ«وظن أهلها أنهم قادرون عليهاآ» متمكنون من تحصيل ثمارها آ«أتاها أمرناآ» قضاؤنا أو عذابنا آ«ليلا أو نهارا فجعلناهاآ» أي زرعها آ«حصيداآ» كالمحصود بالمناجل آ«كأنآ» مخففة أي كأنها آ«لم تغنآ» تكن آ«بالأمس كذلك نفصَّلآ» نبين آ«الآيات لقوم يتفكرونآ».
010-026 آ«للذين أحسنواآ» بالإيمان آ«الحسنىآ» الجنة آ«وزيادةآ» هي النظر إليه تعالى كما في حديث مسلم آ«ولا يرهقآ» يغشى آ«وجوههم قترٌآ» سواد آ«ولا ذلةآ» كآبة آ«أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدونآ».
010-027 آ«والذينآ» عطف على الذين أحسنوا، أي وللذين آ«كسبوا السيئاتآ» عملوا الشرك آ«جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله منآ» زائدة آ«عاصمآ» مانع آ«كأنما أغشيتآ» أُلبست
010-028 آ«وآ» اذكر آ«يوم نحشرهمآ» أي الخلق آ«جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكمآ» نصب بإلزموا مقدرا آ«أنتمآ» تأكيد للضمير المستتر في الفعل المقدر ليعطف عليه آ«وشركاؤكمآ» أي الأصنام آ«فزيَّلناآ» ميزنا آ«بينهمآ» وبين المؤمنين كما في آية (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) آ«وقالآ» لهم آ«شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدونآ» ما نافية وقدم المفعول للفاصلة.
010-030 آ«هنالكآ» أي ذلك اليوم آ«تبلواآ» من البلوى، وفي قراءة بتاءين من التلاوة آ«كل نفس ما أسلفتآ» قدمت من العمل آ«وردوا إلى الله مولاهم الحقآ» الثابت الدائم آ«وضلآ» غاب آ«عنهم ما كانوا يفترونآ» عليه من الشركاء.
010-031 آ«قلآ» لهم آ«من يرزقكم من السماءآ» بالمطر آ«والأرضآ» بالنبات آ«أمَّن يملك السمعآ» بمعنى الأسماع، أي خلقها آ«والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبِّر الأمرآ» بين الخلائق آ«فسيقولونآ» هو آ«الله فقلآ» لهم آ«أفلا تتقونـآ» ـه فتؤمنون.
010-035 آ«قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحقآ» بنصب الحجج وخلق الاهتداء آ«قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحقآ» وهو الله آ«أحق أنْ يُتبع أمَّن لا يهديآ» يهتدي آ«إلا أن يهدىآ» أحق أن يتبع استفهام تقرير وتوبيخ، أي الأول أحق آ«فما لكم كيف تحكمونآ» هذا الحكم الفاسد من اتَّباع ما لا يحق اتباعه.
010-036 آ«وما يتبع أكثرهمآ» في عبادة الأصنام آ«إلا ظناآ» حيث قلدوا فيه آباءهم آ«إن الظن لا يُغني من الحق شيئاآ» فيما المطلوب منه العلم آ«إن الله عليم بما يفعلونآ» فيجازيهم عليه.
010-037 آ«وما كان هذا القرآن أن يُفترىآ» أي افتراءً آ«من دون اللهآ» أي غيره آ«ولكنآ» أنزل آ«تصديق الذي بين يديهآ» من الكتب آ«وتفصيل الكتابآ» تبيين ما كتبه
010-038 آ«أمآ» بل أ آ«يقولون افتراهآ» اختلقه محمد آ«قل فأتوا بسورة مثلهآ» في الفصاحة والبلاغة على وجه الافتراء فإنكم عربيون فصحاء مثلي آ«وادعواآ» للإعانة عليه آ«من استطعتم من دون اللهآ» أي غيره آ«إن كنتم صادقينآ» في أنه افتراء فلم تقدروا على ذلك، قال تعالى.
010-039 آ«بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمهآ» أي القرآن ولم يتدبروه آ«ولماآ» لم آ«يأتهم تأويلهآ» عاقبة ما فيه من الوعيد آ«كذلكآ» التكذيب آ«كذَّب الذين من قبلهمآ» رسلهم آ«فانظر كيف كان عاقبة الظالمينآ» بتكذيب الرسل أي آخر أمرهم من الهلاك فكذلك نُهلك هؤلاء.
010-043 (ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون) شبههم بهم في عدم الاهتداء بل أعظم "" فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "".
010-045 آ«ويوم يحشرهم كأنآ» أي كأنهم آ«لم يلبثواآ» في الدنيا أو القبور آ«إلا ساعة من النهارآ» لهول ما رأوا، وجملة التشبيه حال من الضمير آ«يتعارفون بينهمآ» يعرف بعضهم بعضا إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف لشدة الأهوال، والجملة حال مقدرة أو متعلق الظرف آ«قد خسر الذين كذبوا بلقاء اللهآ» بالبعث آ«وما كانوا مهتدينآ».
010-046 آ«وإماآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة آ«نرينَّك بعض الذي نعدهمآ» به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف، أي فذاك آ«أو نتوفينَّكآ» قبل تعذيبهم آ«فإلينا مرجعهم ثم الله شهيدآ» مطلع آ«على ما يفعلونآ» من تكذيبهم وكفرهم فيعذبهم أشد العذاب.
010-047 آ«ولكل أمةآ» من الأمم آ«رسول فإذا جاء رسولهمآ» إليهم فكذبوه آ«قضي بينهم بالقسطآ» بالعدل فيعذبون وينجى الرسول ومن صدقه آ«وهم لا يظلمونآ» بتعذيبهم بغير جرم فكذلك نفعل بهؤلاء.
010-049 آ«قل لا أملك لنفسي ضراآ» أدفعه آ«ولا نفعاآ» أجلبه آ«إلا ما شاء اللهآ» أن يقدرني عليه، فكيف أملك لكم حلول العذاب آ«لكل أمة أجلآ» مدة معلومة لهلاكهم آ«إذ جاء أجلهم فلا يستأخرونآ» يتأخرون عنه آ«ساعة ولا يستقدمونآ» يتقدمون عليه.
010-050 آ«قل أرأيتمآ» أخبروني آ«إن أتاكم عذابهآ» أي الله آ«بياتاآ» ليلا آ«أو نهارا ماذاآ» أيُّ شيء آ«يستعجل منهآ» أي العذاب آ«المجرمونآ» المشركون، فيه وضع الظاهر موضع المضمر، وجملة الاستفهام جواب الشرط: كقولك إذا أتيتك ماذا تعطيني، والمراد به التهويل أي ما أعظم ما استعجلوه.
010-051 آ«أثُمَّ إذا ما وقعآ» حل بكم آ«آمنتم بهآ» أي الله أو العذاب عند نزوله، والهمزة لإنكار التأخير فلا يقبل منكم ويقال لكم آ«آلآنآ» تؤمنون آ«وقد كنتم به تستعجلونآ» استهزاء.
010-057 آ«يا أيها الناسآ» أي أهل مكة آ«قد جاءتكم موعظة من ربكمآ» كتاب فيه ما لكم وما عليكم وهو القرآن آ«وشفاءآ» دواء آ«لما في الصدورآ» من العقائد الفاسدة والشكوك آ«وهدىآ» من الضلال آ«ورحمة للمؤمنينآ» به.
010-059 آ«قل أرأيتمآ» أخبروني آ«ما أنزل اللهآ» خلق آ«لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالاآ» كالبحيرة والسائبة والميتة آ«قل آلله أذن لكمآ» في ذلك بالتحليل والتحريم لا آ«أمآ» بل آ«على الله تفترونآ» تكذبون بنسبة ذلك إليه.
010-061 آ«وما تكونآ» يا محمد آ«في شأنآ» أمر آ«وما تتلو منهآ» أي من الشأن أو الله آ«من قرآنآ» أنزله عليك آ«ولا تعملونآ» خاطبهُ وأمته آ«من عمل إلا كنا عليكم شهوداآ» رقباء آ«إذ تُفيضونآ» تأخذون آ«فيهآ» أي العمل آ«وما يَعْزُبُآ» يغيب آ«عن ربك من مثقالآ» وزن آ«ذرةآ» أصغر نملة آ«في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبينآ» بيِّن هو اللوح المحفوظ.
010-064 آ«لهم البشرى في الحياة الدنياآ» فسرت في حديث صححه الحاكم بالرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له آ«وفي الآخرةآ» الجنة والثواب آ«لا تبديل لكلمات اللهآ» لا خلف لمواعيده آ«ذلكآ» المذكور آ«هو الفوز العظيمآ».
010-066 آ«ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرضآ» عبيدا وملكا وخلقا آ«وما يتبع الذين يدعونآ» يعبدون آ«من دون اللهآ» أي غيره أصناما آ«شركاءآ» له على الحقيقة تعالى عن ذلك آ«إنآ»
010-067 آ«هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراآ» إسناد الإبصار إليه مجاز لأنه يبصر فيه آ«إن في ذلك لآياتآ» دلالات على وحدانيته تعالى آ«لقوم يسمعونآ» سماع تدبر واتعاظ.
010-068 آ«قالواآ» أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله آ«اتخذ الله ولداآ» قال تعالى لهم آ«سبحانهآ» تنزيها له عن الولد آ«هو الغنيآ» عن كل أحد وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه آ«له ما في السماوات وما في الأرضآ» ملكا وخلقا وعبيدا آ«إنآ» ما آ«عندكم من سلطانآ» حجة آ«بهذاآ» الذي تقولونه آ«أتقولون على الله ما لا تعلمونآ» استفهام توبيخ.
010-071 آ«واتلآ» يا محمد آ«عليهمآ» أي كفار مكة آ«نبأآ» خبر آ«نوحآ» ويبدل منه آ«إذ قال لقومه يا قوم إن كان كُبرآ» شق آ«عليكم مقاميآ» لبثي فيكم آ«وتذكيريآ» وعظي إياكم آ«بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركمآ»
010-073 آ«فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلكآ» السفينة آ«وجعلناهمآ» أي من معه آ«خلائفآ» في الأرض آ«وأغرقنا الذين كذبوا بآياتناآ» بالطوفان آ«فانظر كيف كان عاقبة المنذرينآ» من إهلاكهم فكذلك نفعل بمن كذب.
010-074 آ«ثم بعثنا من بعدهآ» أي نوح آ«رسلا إلى قومهمآ» كإبراهيم وهود وصالح آ«فجاءُوهم بالبيناتآ» المعجزات آ«فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبلآ» أي بعث الرسل إليهم آ«كذلك نطبعآ» نختم آ«على قلوب المعتدينآ» فلا تقبل الإيمان كما طبعنا على قلوب أولئك.
010-081 آ«فلما ألقواآ» حبالهم وعصيهم آ«قال موسى ماآ» استفهامية مبتدأ خبره آ«جئتم به السحرآ» بدل وفي قراءة بهمزة واحدة إخبار فما اسم موصول مبتدأ آ«إن الله سيبطلهآ» أي سيمحقه آ«إن الله لا يصلح عمل المفسدينآ».
010-083 آ«فما آمن لموسى إلا ذريةآ» طائفة آ«منآ» أولاد آ«قومهآ» أي فرعون آ«على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهمآ» يصرفهم عن دينه بتعذيبه آ«وإن فرعون لعالآ» متكبر آ«في الأرضآ» أرض مصر آ«وإنه لمن المسرفينآ» المتجاوزين الحد بادعاء الربوبية.
010-087 آ«وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوّأاآ» اتخذا آ«لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلةآ» مصلًّى تصلون فيه لتأمنوا من الخوف وكان فرعون منعهم من الصلاة آ«وأقيموا الصلاةآ» أتموها آ«وبشّر المؤمنينآ» بالنصر والجنة.
010-088 آ«وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأهُ زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربناآ» آتيتهم ذلك آ«ليضلواآ» في آ«عن سبيلكآ» دينك آ«ربنا اطمس على أموالهمآ» امسخها آ«واشدد على قلوبهمآ» اطبع عليها واستوثق آ«فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليمآ» المؤلم دعا عليهم وأمَّنَ هارون على دعائه.
010-089 آ«قالآ» تعالى آ«قد أجيبت دعوتكماآ» فمسخت أموالهم حجارة ولم يؤمن فرعون حتى أدركه الغرق آ«فاستقيماآ» على الرسالة والدعوة إلى أن يأتيهم العذاب آ«ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمونآ» في استعجال قضائي روي أنه مكث بعدها أربعين سنة.
010-090 آ«وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتْبَعَهُمْآ» لحقهم آ«فرعون وجنود بغيا وعدواآ» مفعول له آ«حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنهآ» أي بأنه وفي قراءة بالكسر استئنافا آ«لا إله الذي آمنت به بنو
010-092 آ«فاليوم ننجيكآ» نخرجك من البحر آ«ببدنكآ» جسدك الذي لا روح فيه آ«لتكون لمن خلفكآ» بعدك آ«آيةآ» عبرة فيعرفوا عبوديتك ولا يقدموا على مثل فعلك وعن ابن عباس أن بعض بني إسرائيل شكوا في موته فأخرج لهم ليروه آ«وإن كثيرا من الناسآ» أي أهل مكة آ«عن آياتنا لغافلونآ» لا يعتبرون بها.
010-093 آ«ولقد بوأناآ» أنزلنا آ«بني إسرائيل مُبَوّأ صدقآ» منزل كرامة وهو الشام ومصر آ«ورزقناهم من الطيبات فما اختلفواآ» بأن آمن بعض وكفر بعض آ«حتى جاءهم العلم إن ربَّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفونآ» من أمر الدين بإنجاء المؤمنين وتعذيب الكافرين.
010-094 (فإن كنت) يا محمد (في شك مما أنزلنا إليك) من القصص فرضاً (فاسأل الذين يقرءون الكتاب) التوراة (من قبلك) فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه قال صلى الله عليه وسلم: "" لا أشك ولا أسأل "" (لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) الشاكين فيه.
010-098 آ«فلولاآ» فهلا آ«كانت قريةآ» أريد أهلها آ«آمنتآ» قبل نزول العذاب بها آ«فنفعها إيمانها إلاآ» لكن آ«قوم يونس لما آمنواآ» عند رؤية أمارة العذاب ولم يؤخروا إلى حلوله آ«كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حينآ» انقضاء آجالهم.
010-101 آ«قلآ» لكفار مكة آ«انظروا ماذاآ» أي الذي آ«في السماوات والأرضآ» من الآيات الدالة على وحدانية الله تعالى آ«وما تغني الآيات والنذرآ» جمع نذير أي الرسل آ«عن قوم لا يؤمنونآ» في علم الله أي ما تنفعهم.
010-102 آ«فهلآ» فما آ«ينتظرونآ» بتكذيبك آ«إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهمآ» من الأمم أي مثل وقائعهم من العذاب آ«قل فانتظرواآ» ذلك آ«إني معكم من المنتظرينآ».
010-104 آ«قل يا أيها الناسآ» أي أهل مكة آ«إن كنتم في شك من دينيآ» أنه حق آ«فلا أعبد الذين تعبدون من دون اللهآ» أي غيره، وهو الأصنام لشككم فيه آ«ولكن أعبد الله الذي يتوفّاكمآ» يقبض أرواحكم آ«وأمرت أنآ» أي بأن آ«أكون من المؤمنينآ».
010-107 آ«وإن يَمسسكآ» يصبك آ«الله بضرآ» كفقر ومرض آ«فلا كاشفآ» رافع آ«له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادآ» دافع آ«لفضلهآ» الذي أرادك به آ«يصيب بهآ» أي بالخير آ«من شاء من عباده وهو الغفور الرحيمآ».
010-108 آ«قل يا أيها الناسآ» أي أهل مكة آ«قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسهآ» لأن ثواب اهتدائه له آ«ومن ضل فإنما يضل عليهاآ» لأن وبال ضلاله عليها آ«وما أنا عليكم بوكيلآ» فأجبركم على الهدى.