Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

59) Sūrat Al-Ĥashr

Printed format

59) سُورَة الحَشر

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
059-001 نزَّه الله عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما في الأرض، وهو العزيز الذي لا يغالَب، الحكيم في قَدَره وتدبيره وصنعه وتشريعه، يضع الأمور في مواضعها. سَبَّحَ لِلَّهِ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ ‌وَهُوَ‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌الْحَكِيمُ
059-002 هو- سبحانه- الذي أخرج الذينجحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، من أهل الكتاب، وهم يهود بني النضير، من مساكنهم التي جاوروا بها المسلمين حول "المدينة"، وذلك أول إخراج لهم من "جزيرة العرب" إلى "الشام"، ما ظننتم- أيها المسلمون - أن يخرجوا من ديارهم بهذا الذل والهوان؛ لشدة بأسهم وقوة منعتهم، وظن اليهود أن حصونهم تدفع عنهم بأس الله ولا يقدر عليها أحد، فأتاهم الله من حيث لم يخطر لهم ببال، وألقى في قلوبهم الخوف والفزع الشديد، يُخْربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، فاتعظوا يا أصحاب البصائر السليمة والعقول الراجحة بما جرى لهم. هُوَ‌ ‌الَّذِي ‌أَ‍خْ‍رَجَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ مِ‍‌‍نْ ‌دِيَا‌رِهِمْ لِأ‌وَّلِ ‌الْحَشْ‍‍ر‍ِ‍‌ ۚ مَا‌ ظَ‍‍نَ‍‌‍نْ‍‍تُمْ ‌أَ‌نْ يَ‍‍خْ‍‍رُجُو‌اۖ ‌وَ‍ظَ‍‍نُّ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍هُمْ مَانِعَتُهُمْ حُ‍‍صُ‍‍ونُهُمْ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ فَأَتَاهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ لَمْ يَحْتَسِبُو‌اۖ ‌وَ‍قَ‍‍ذَفَ فِي قُ‍‍لُوبِهِمُ ‌ال‍‍رُّعْبَ ۚ يُ‍‍خْ‍‍رِب‍‍ُ‍ونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ‌وَ‌أَيْدِي ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ فَاعْتَبِرُ‌و‌ا‌ يَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌ولِي ‌الأَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌رِ
059-003 ولولا أن كتب الله عليهم الخروج مِن ديارهم وقضاه، لَعذَّبهم في الدنيا بالقتل والسبي، ولهم في الآخرة عذاب النار. وَلَوْلاَ‌ ‌أَ‌نْ كَتَبَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْهِمُ ‌الْجَلاَ‌ءَ‌ لَعَذَّبَهُمْ فِي ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ۖ ‌وَلَهُمْ فِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ عَذ‍َ‍‌ابُ ‌ال‍‍نَّ‍‍ا‌رِ
059-004 ذلك- الذي أصاب اليهود في الدنيا وما ينتظرهم في الآخرة- لأنهم خالفوا أمر الله وأمر رسوله أشدَّ المخالفة، وحاربوهما وسعَوا في معصيتهما، ومن يخالف الله ورسوله فإن الله شديد العقاب له. ذَلِكَ بِأَنَّ‍‍هُمْ ش‍‍َ‍اقُّ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌‍رَسُولَ‍‍هُ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُش‍‍َ‍اقِّ ‌اللَّ‍‍هَ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ شَد‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌الْعِ‍‍قَ‍‍ابِ
059-005 ما قطعتم -أيها المؤمنون- من نخلة أو تركتموها قائمة على ساقها، من غير أن تتعرضوا لها، فبإذن الله وأمره؛ وليُذلَّ بذلك الخارجين عن طاعته المخالفين أمره ونهيه، حيث سلَّطكم على قطع نخيلهم وتحريقها. مَا‌ قَ‍‍طَ‍‍عْتُمْ مِ‍‌‍نْ لِينَةٍ ‌أَ‌وْ‌ تَ‍رَكْتُمُوهَا‌ قَ‍‍ائِمَةً عَلَ‍‍ى‌ ‌أُ‍صُ‍‍ولِهَا‌ فَبِإِ‌ذْنِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلِيُ‍‍خْ‍‍زِيَ ‌الْفَاسِ‍‍قِ‍‍ينَ
059-006 وما أفاءه الله على رسوله من أموال يهود بني النضير، فلم تركبوا لتحصيله خيلا ولا إبلا ولكن الله يسلِّط رسله على مَن يشاء مِن أعدائه، فيستسلمون لهم بلا قتال، والفيء ما أُخذ من أموال الكفار بحق من غير قتال. والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. وَمَ‍‍ا‌ ‌أَف‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ ‌‍رَسُولِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ فَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْجَفْتُمْ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍لٍ‌ ‌وَلاَ‌ ‌رِك‍‍َ‍ابٍ‌ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌اللَّ‍‍هَ يُسَلِّ‍‍طُ ‌رُسُلَ‍‍هُ عَلَى‌ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ ‌وَ‌اللَّهُ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
059-007 ما أفاءه الله على رسوله من أموال مشركي أهل القرى من غير ركوب خيل ولا إبل فلله ولرسوله، يُصْرف في مصالح المسلمين العامة، ولذي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واليتامى، وهم الأطفال الفقراء الذين مات آباؤهم، والمساكين، وهم أهل الحاجة والفقر، وابن السبيل، وهو الغريب المسافر الذي نَفِدت نفقته وانقطع عنه ماله؛ وذلك حتى لا يكون المال ملكًا متداولا بين الأغنياء وحدهم، ويحرم منه الفقراء والمساكين. وما أعطاكم الرسول من مال، أو شرعه لكم مِن شرع، فخذوه، وما نهاكم عن أَخْذه أو فِعْله فانتهوا عنه، واتقوا الله بامتثال أوامره وترك نواهيه. إن الله شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره ونهيه. والآية أصل في وجوب العمل بالسنة: قولا أو فعلا أو تقريرًا. مَ‍‍ا‌ ‌أَف‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ ‌‍رَسُولِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِ ‌الْ‍‍قُ‍رَ‌ى‌ فَ‍‍لِلَّهِ ‌وَلِ‍‍ل‍رَّس‍‍ُ‍ولِ ‌وَلِذِي ‌الْ‍‍قُ‍‍رْبَى‌ ‌وَ‌الْيَتَامَى‌ ‌وَ‌الْمَسَاك‍‍ِ‍ي‍‍نِ ‌وَ‌ابْ‍‍نِ ‌ال‍‍سَّب‍‍ِ‍ي‍‍لِ كَيْ لاَ‌ يَك‍‍ُ‍ونَ ‌دُ‌ولَة ً‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌الأَ‍‍غْ‍‍نِي‍‍َ‍ا‌ءِ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ۚ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌آتَاكُمُ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولُ فَ‍‍خُ‍‍ذ‍ُ‍‌وهُ ‌وَمَا‌ نَهَاكُمْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ فَا‌نْ‍‍تَهُو‌اۚ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ۖ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ شَد‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌الْعِ‍‍قَ‍‍ابِ
059-008 وكذلك يُعطى من المال الذي أفاءه الله على رسوله الفقراء المهاجرون، الذين اضطرهم كفار "مكة" إلى الخروج منديارهم وأموالهم يطلبون من الله أن يتفضل عليهم بالرزق في الدنيا والرضوان في الآخرة، وينصرون دين الله ورسوله بالجهاد في سبيل الله، أولئك هم الصادقون الذين صدَّقوا قولهم بفعلهم. لِلْفُ‍‍قَ‍‍ر‍َ‍‌ا‌ءِ‌ ‌الْمُهَاجِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أُ‍خْ‍‍رِجُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌دِيا‌رِهِمْ ‌وَ‌أَمْوَ‌الِهِمْ يَ‍‍بْ‍‍تَ‍‍غُ‍‍ونَ فَ‍‍ضْ‍‍لا‌ ً‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌رِ‍‍ضْ‍‍وَ‌انا‌ ً‌ ‌وَيَ‍‌‍نْ‍‍‍‍صُ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌‍رَسُولَهُ~ُ ۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌ال‍‍صَّ‍‍ا‌دِقُ‍‍ونَ
059-009 والذين استوطنوا "المدينة"، وآمنوا من قبل هجرة المهاجرين -وهم الأنصار- يحبون المهاجرين، ويواسونهم بأموالهم، ولا يجدون في أنفسهم حسدًا لهم مما أُعْطوا من مال الفيء وغيره، ويُقَدِّمون المهاجرين وذوي الحاجة على أنفسهم، ولو كان بهم حاجة وفقر، ومن سَلِم من البخل ومَنْعِ الفضل من المال فأولئك هم الفائزون الذين فازوا بمطلوبهم. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ تَبَوَّ‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ ‌ال‍‍دّ‍َ‍‌ا‌‍رَ‌ ‌وَ‌الإِيم‍‍َ‍انَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهِمْ يُحِبّ‍‍ُ‍ونَ مَ‍‌‍نْ هَاجَ‍رَ‌ ‌إِلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ يَجِد‍ُ‍‌ونَ فِي صُ‍‍دُ‌و‌رِهِمْ حَاجَة ً‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌ ‌وَيُؤْثِر‍ُ‍‌ونَ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ‍‍فُسِهِمْ ‌وَلَوْ‌ ك‍‍َ‍انَ بِهِمْ خَ‍‍صَ‍‍اصَ‍‍ةٌۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ ي‍‍ُ‍و‍قَ شُحَّ نَفْسِ‍‍هِ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْمُفْلِحُونَ
059-010 والذين جاؤوا من المؤمنين من بعد الأنصار والمهاجرين الأولين يقولون: ربنا اغفر لنا ذنوبنا، واغفر لإخواننا في الدين الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا حسدًا وحقدًا لأحد من أهل الإيمان، ربنا إنك رؤوف بعبادك، رحيم بهم. وفي الآية دلالة على أنه ينبغي للمسلم أن يذكر سلفه بخير، ويدعو لهم، وأن يحب صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويذكرهم بخير، ويترضى عنهم. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِمْ يَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ ‌‍رَبَّنَا‌ ‌اغْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَنَا‌ ‌وَلِأَ‍خْ‍‍وَ‌انِنَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ سَبَ‍‍قُ‍‍ونَا‌ بِ‍الإِيم‍‍َ‍انِ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍جْ‍‍عَلْ فِي قُ‍‍لُوبِنَا‌ غِ‍‍لّا‌ ً‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌‍رَبَّنَ‍‍ا‌ ‌إِنَّ‍‍كَ ‌‍رَ‌ء‍ُ‍‌وف ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
059-011 ألم تنظر إلى المنافقين، يقولون لإخوانهم في الكفر من يهود بني النضير: لئن أخرجكم محمد ومَن معه مِن منازلكم لنخرجن معكم، ولانطيع فيكم أحدًا أبدًا سألَنا خِذْلانكم أو ترك الخروج معكم، ولئن قاتلوكم لنعاوننكم عليهم؟ والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما وعدوا به يهود بني النضير. أَلَمْ تَر‌ى‌ ‌إِلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ نَافَ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ يَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ لِأخْ‍‍وَ‌انِهِمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ لَئِ‍‌‍نْ ‌أُ‍خْ‍‍رِجْ‍‍تُمْ لَنَ‍‍خْ‍‍رُجَ‍‍نَّ مَعَكُمْ ‌وَلاَ‌ نُ‍‍طِ‍‍ي‍‍عُ فِيكُمْ ‌أَحَد‌اً‌ ‌أَبَد‌ا‌ ً‌ ‌وَ‌إِ‌نْ قُ‍‍وتِلْتُمْ لَنَ‍‌‍نْ‍‍‍‍صُ‍رَنَّ‍‍كُمْ ‌وَ‌اللَّهُ يَشْهَدُ‌ ‌إِنَّ‍‍هُمْ لَكَا‌ذِبُونَ
059-012 لئن أُخرج اليهود من "المدينة" لا يخرج المنافقون معهم، ولئن قوتلوا لا يقاتلون معهم كما وَعَدوا، ولئن قاتلوا معهم ليولُنَّ الأدبار فرارًا منهزمين، ثم لا ينصرهم الله، بل يخذلهم، ويُذِلُّهم. لَئِ‍‌‍نْ ‌أُ‍خْ‍‍رِجُو‌ا‌ لاَ‌ يَ‍‍خْ‍‍رُج‍‍ُ‍ونَ مَعَهُمْ ‌وَلَئِ‍‌‍نْ قُ‍‍وتِلُو‌ا‌ لاَ‌ يَ‍‌‍نْ‍‍‍‍صُ‍‍رُ‌ونَهُمْ ‌وَلَئِ‍‌‍نْ نَ‍‍صَ‍‍رُ‌وهُمْ لَيُوَلُّ‍‍نَّ ‌الأَ‌دْب‍‍َ‍ا‌‍رَ‌ ثُ‍‍مَّ لاَ‌ يُ‍‌‍نْ‍‍‍‍صَ‍‍رُ‌ونَ
059-013 لَخوفُ المنافقين وخشيتهم إياكم- أيها المؤمنون- أعظم وأشد في صدورهم من خوفهم وخشيتهم من الله؛ وذلك بسبب أنهم قوم لا يفقهون عظمة الله والإيمان به، ولا يرهبون عقابه. لَأَ‌نْ‍‍تُمْ ‌أَشَدُّ‌ ‌‍رَهْبَة‌ ً‌ فِي صُ‍‍دُ‌و‌رِهِمْ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌ذَلِكَ بِأَنَّ‍‍هُمْ قَ‍‍وْم ٌ‌ لاَ‌ يَفْ‍‍قَ‍‍هُونَ
059-014 لا يواجهكم اليهود بقتال مجتمعين إلا في قرى محصنة بالأسوار والخنادق، أو من خلف الحيطان، عداوتهم فيما بينهم شديدة، تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة، ولكن قلوبهم متفرقة؛ وذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون أمر الله ولا يتدبرون آياته. لاَ‌ يُ‍‍قَ‍‍اتِلُونَكُمْ جَمِيعا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ فِي قُ‍‍ر‌ى‌ ً‌ مُحَ‍‍صَّ‍‍نَةٍ ‌أَ‌وْ‌ مِ‍‌‍نْ ‌وَ‌ر‍َ‍‌ا‌ءِ‌ جُدُ‌ر‌ٍۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَد‍ِ‍ي‍‍د‌‌ٌۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعا‌ ً‌ ‌وَ‍قُ‍‍لُوبُهُمْ شَتَّى‌ ۚ ‌ذَلِكَ بِأَنَّ‍‍هُمْ قَ‍‍وْم ٌ‌ لاَ‌ يَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
059-015 مثل هؤلاء اليهود فيما حلَّ بهم من عقوبة الله كمثل كفار قريش يوم "بدر"، ويهود بني قينقاع، حيث ذاقوا سوء عاقبة كفرهم وعداوتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب أليم موجع. كَمَثَلِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهِمْ قَ‍‍رِيبا‌‌ ًۖ ‌ذَ‌اقُ‍‍و‌ا‌ ‌وَب‍‍َ‍الَ ‌أَمْ‍‍رِهِمْ ‌وَلَهُمْ عَذ‍َ‍‌ابٌ ‌أَلِيمٌ
059-016 ومثل هؤلاء المنافقين في إغراء اليهود على القتالووَعْدهم بالنصر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمثل الشيطان حين زيَّن للإنسان الكفر ودعاه إليه، فلما كفر قال: إني بريء منك، إني أخاف الله رب الخلق أجمعين. كَمَثَلِ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انِ ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ لِلإِ‌ن‍‍س‍‍َ‍انِ ‌اكْفُرْ‌ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَفَ‍رَقَ‍‍الَ ‌إِنِّ‍‍ي بَ‍‍رِيء‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كَ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَ‍خَ‍‍افُ ‌اللَّ‍‍هَ ‌‍رَبَّ ‌الْعَالَمِينَ
059-017 فكان عاقبة أمر الشيطان والإنسان الذي أطاعه فكفر، أنهما في النار، ماكثَيْن فيها أبدًا، وذلك جزاء المعتدين المتجاوزين حدود الله. فَك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَتَهُمَ‍‍ا‌ ‌أَنَّ‍‍هُمَا‌ فِي ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ خَ‍‍الِدَيْ‍‍نِ فِيهَا‌ ۚ ‌وَ‌ذَلِكَ جَز‍َ‍‌ا‌ءُ‌ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
059-018 يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، خافوا الله، واحذروا عقابه بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه، ولتتدبر كل نفس ما قدمت من الأعمال ليوم القيامة، وخافوا الله في كل ما تأتون وما تَذَرون، إن الله سبحانه خبير بما تعملون، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وهو مجازيكم عليها. ي‍‍َ‍ا‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَلْتَ‍‌‍نْ‍‍‍‍ظُ‍‍رْ‌ نَفْسٌ‌ مَا‌ قَ‍‍دَّمَتْ لِ‍‍غَ‍‍د‌ٍ‌ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌اۖ ‌اللَّ‍‍هَ ‌إِنَّ ۚ ‌اللَّ‍‍هَ خَ‍‍ب‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌ‌ بِمَا‌ تَعْمَلُونَ
059-019 ولا تكونوا- أيها المؤمنون- كالذين تركوا أداء حق الله الذي أوجبه عليهم، فأنساهم بسبب ذلك حظوظ أنفسهم من الخيرات التي تنجيهم من عذاب يوم القيامة، أولئك هم الموصوفون بالفسق، الخارجون عن طاعة الله طاعة ورسوله. وَلاَ‌ تَكُونُو‌ا‌ كَالَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ نَسُو‌ا‌اللَّ‍‍هَ فَأَ‌نْ‍‍سَاهُمْ ‌أَ‌نْ‍‍فُسَهُمْ ۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْفَاسِ‍‍قُ‍‍ونَ
059-020 لا يستوي أصحاب النار المعذَّبون، وأصحاب الجنة المنعَّمون، أصحاب الجنة هم الظافرون بكل مطلوب، الناجون من كل مكروه. لاَ‌ يَسْتَوِي ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ ۚ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ هُمُ ‌الْف‍‍َ‍ائِزُ‌ونَ
059-021 لو أنزلنا هذا القرآن على جبل من الجبال، ففهم ما فيه مِن وعد ووعيد، لأبصَرْته على قوتهوشدة صلابته وضخامته، خاضعًا ذليلا متشققًا من خشية الله تعالى. وتلك الأمثال نضربها، ونوضحها للناس؛ لعلهم يتفكرون في قدرة الله وعظمته. وفي الآية حث على تدبر القرآن، وتفهم معانيه، والعمل به. لَوْ‌ ‌أَ‌نْ‍‍زَلْنَا‌ هَذَ‌ا‌ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنَ عَلَى‌ جَبَل‍ٍ‌ لَ‍رَ‌أَيْتَ‍‍هُ خَ‍‍اشِعا‌ ً‌ مُتَ‍‍صَ‍‍دِّعا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍شْيَةِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَتِلْكَ ‌الأَمْث‍‍َ‍الُ نَ‍‍ضْ‍‍رِبُهَا‌ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُ‌ونَ
059-022 هو الله سبحانه وتعالى المعبود بحق الذي لا إله سواه، عالم السر والعلن، يعلم ما غاب وما حضر، هو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء، الرحيم بأهل الإيمان به. هُوَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الَّذِي لاَ‌ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ۖ عَالِمُ ‌الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بِ ‌وَ‌ال‍‍شَّهَا‌دَةِ ۖ هُوَ‌ ‌ال‍رَّحْمَنُ ‌ال‍رَّحِيمُ
059-023 هو الله المعبود بحق، الذي لا إله إلا هو، الملك لجميع الأشياء، المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة، المنزَّه عن كل نقص، الذي سلِم من كل عيب، المصدِّق رسله وأنبياءه بما ترسلهم به من الآيات البينات، الرقيب على كل خلقه في أعمالهم، العزيز الذي لا يغالَب، الجبار الذي قهر جميع العباد، وأذعن له سائر الخلق، المتكبِّر الذي له الكبرياء والعظمة. تنزَّه الله تعالى عن كل ما يشركونه به في عبادته. هُوَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الَّذِي لاَ‌ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ‌الْمَلِكُ ‌الْ‍‍قُ‍‍دّ‍ُ‍‌وسُ ‌ال‍‍سَّلاَمُ ‌الْمُؤْمِنُ ‌الْمُهَيْمِنُ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌الْجَبّ‍‍َ‍ا‌رُ‌ ‌الْمُتَكَبِّ‍‍ر‍ُ‍‌ ۚ سُ‍‍بْ‍‍ح‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هِ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يُشْ‍‍رِكُونَ
059-024 هو الله سبحانه وتعالى الخالق المقدر للخلق، البارئ المنشئ الموجد لهم على مقتضى حكمته، المصوِّر خلقه كيف يشاء، له سبحانه الأسماء الحسنى والصفات العلى، يسبِّح له جميع ما في السموات والأرض، وهو العزيز شديد الانتقام مِن أعدائه، الحكيم في تدبيره أمور خلقه. هُوَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْ‍‍خَ‍‍الِ‍‍قُ ‌الْبَا‌رِئُ ‌الْمُ‍‍صَ‍‍وِّ‌ر‍ُ‍‌ ۖ لَهُ ‌الأَسْم‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌الْحُسْنَى‌ ۚ يُسَبِّحُ لَ‍‍هُ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ ‌وَهُوَ‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌الْحَكِيمُ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah