038-003 آ«كمآ» أي كثيرا آ«أهلكنا من قبلهم من قرنِآ» أي أمة من الأمم الماضية آ«فنادوْاآ» حين نزول العذاب بهم آ«ولاتَ حين مناصآ» أي ليس حين فرار والتاء زائدة، والجملة حال من فاعل نادوا، أي استغاثوا، والحال أن لا مهرب ولا منجى وما اعتبر بهم كفار مكة.
038-004 آ«وعجبوا أن جاءهم منذر منهمآ» رسول من أنفسهم ينذرهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي * صلى الله عليه وسلم آ«وقال الكافرونآ» فيه وضع الظاهر موضع المضمر آ«هذا ساحر كذابآ».
038-006 آ«وانطلق الملأ منهمآ» من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم قولوا: لا إله إلا الله آ«أن امشواآ» يقول بعضهم لبعض امشوا آ«واصبروا على آلهتكمآ» اثبتوا على عبادتها آ«إن هذاآ» المذكور من التوحيد آ«لشيء يرادآ» منا.
038-008 آ«أَأُنزلآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه آ«عليهآ» على محمد آ«الذكرآ» أي القرآن آ«من بينناآ» وليس بأكبرنا ولا أشرفنا: أي لم ينزل عليه، قال تعالى: آ«بل هم في شك من ذكريآ» وحْيي أي القرآن حيث كذبوا الجائي به آ«بل لماآ» لم آ«يذوقوا عذابآ» ولو ذاقوه لصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ.
038-010 آ«أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهماآ» إن زعموا ذلك آ«فليرتقوا في الأسبابآ» الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاءوا، وأمْ في الموضعين بمعنى همزة الإنكار.
038-014 آ«إنآ» ما آ«كلآ» من الأحزاب آ«إلا كذب الرسلآ» لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم لأن دعوتهم واحدة، وهي دعوة التوحيد آ«فحقآ» وجب آ«عقابآ».
038-017 قال تعالى: آ«اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيدآ» أي القوة في العبادة كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه آ«إنه أوَّابآ» رجّاع إلى مرضاة الله.
038-020 آ«وشددنا ملكهآ» قوَّيناه بالجرس والجنود وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثون ألف رجل آ«وآتيناه الحكمةآ» النبوة والإصابة في الأمور آ«وفصل الخطابآ» البيان الشافي في كل قصد.
038-021 آ«وهلآ» معنى الاستفهام هنا التعجيب والتشويق إلى استماع ما بعده آ«أتاكآ» يا محمد آ«نبأ الخصم إذ تسوَّروا المحرابآ» محراب داود: أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة، أي خبرهم وقصتهم.
038-022 آ«إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخفآ» نحن آ«خصمانآ» قيل فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع، وقيل اثنان والضمير بمعناهما، والخصم يطلق على الواحد وأكثر، وهما ملكان جاءا في صورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الغرض لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها آ«بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشططآ» تَجُرْ
038-023 آ«إن هذا أخيآ» أي على ديني آ«له تسع وتسعون نعجةآ» يعبر بها عن المرأة آ«وليَ نعجة واحدة فقال أكفلنيهاآ» أي اجعلني كافلها آ«وعزنيآ» غلبني آ«في الخطابآ» أي الدال، وأقره الآخر على ذلك.
038-024 آ«قال لقد ظلمك بسؤال نعجتكآ» ليضمها آ«إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاءآ» الشركاء آ«ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما همآ» ما لتأكيد القلة فقال الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء: قضى الرجل على نفسه فتنبه داود قال تعالى: آ«وظنآ» أي أيقن آ«داود أنما فتناهآ» أوقعناه في فتنة أي بلية بمحبته تلك المرأة آ«فاستغفر ربَّه وخرَّ راكعاآ» أي ساجدا آ«وأنابآ».
038-026 آ«يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرضآ» تدبر أمر الناس آ«فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوىآ» أي هوى النفس آ«فيضلك عن سبيل اللهآ» أي عن الدلائل الدالة على توحيده آ«إن الذين يضلون عن سبيل اللهآ» أي عن الإيمان بالله آ«لهم عذاب شديد بما نسواآ» بنسيانهم آ«يوم الحسابآ» المرتب عليه تركهم الإيمان، وقالوا أيقنوا بيوم
038-027 آ«وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاآ» عبثا آ«ذلكآ» أي خلق ما ذكر لا لشيء آ«ظن الذين كفرواآ» من أهل مكة آ«فويلآ» وادِ آ«للذين كفروا من النارآ».
038-028 آ«أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجارآ» نزل لما قال كفار مكة للمؤمنين إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون، وأم بمعنى همزة الإنكار.
038-029 آ«كتابآ» خبر مبتدأ محذوف أي هذا آ«أنزلناه إليك مبارك ليدَّبرواآ» أصله يتدبروا أدغمت التاء في الدال آ«آياتهآ» ينظروا في معانيها فيؤمنوا آ«وليتذكرآ» يتعظ آ«أولوا الألبابآ» أصحاب العقول.
038-031 آ«إذ عرض عليه بالعشيآ» هو ما بعد الزوال آ«الصافناتآ» الخيل جمع صافنة وهي القائمة على ثلاث وإقامة الأخرى على طرف الحافر وهو من صفن يصفن صفونا آ«الجيادآ» الخيل جمع جواد وهو السابق، المعنى أنها إذا استوقفت سكنت وإن ركضت سبقت وكانت ألف فرس عرضت عليه بعد ان صلى الظهر لإرادته الجهاد عليها لعدو فعند بلوغ العرض منها تسعمائة غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فاغتم.
038-033 آ«ردُّوها عليَّآ» أي الخيل المعروضة فردوها آ«فطفق مسحاآ» بالسيف آ«بالسوقآ» جمع ساق آ«والأعناقآ» أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة بلحمها فعوضه الله خيرا منها وأسرع، وهي الريح تجري بأمره كيف شاء.
038-034 آ«ولقد فتنا سليمانآ» ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة هواها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمينة على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها آ«وألقينا على كرسيه جسداآ» هو ذلك الجني وهو صخر أو غيره جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس أنا سليمان فأنكره آ«ثم أنابآ» رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه.
038-041 آ«واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنيآ» أي بأني آ«مسنيَ الشيطان بنصبآ» ضر آ«وعذابآ» ألم، ونسب ذلك إلى الشيطان وإن كانت الأشياء كلها من الله تأدبا معه تعالى.
038-042 وقيل له آ«اركضآ» اضرب آ«برجلكآ» الأرض فضرب فنبعت عين ماء فقيل: آ«هذا مغتسلآ» ماء تغتسل به آ«بارد وشرابآ» تشرب منه، فاغتسل وشرب فذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره.
038-044 آ«وخذ بيدك ضغثاآ» هو حزمة من حشيش أو قضبان آ«فاضرب بهآ» زوجتك وكان قد حلف ليضربها مائة ضربة لإبطائها عليه يوما آ«ولا تحنثآ» بترك ضربها فأخذ مائة عود من الإذخر أو غيره فضربها به ضربة واحدة آ«إنا
038-045 آ«واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدىآ» أصحاب القوى في العبادة آ«والأبصارآ» البصائر في الدين، وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له وما بعده عطف على عبدنا.
038-048 آ«واذكر إسماعيل واليسعآ» وهو نبيّ واللام زائدة آ«وذا الكفلآ» اختلف في نبوَّته، قيل كفل مائة نبي فروا إليه من القتل آ«وكلآ» أي كلهم آ«من الأخيارآ» جمع خيّر بالتثقيل.
038-058 آ«وآخرآ» بالجمع والإفراد آ«من شكلهآ» أي مثل المذكور من الحميم والغساق آ«أزواجآ» أصناف، أي عذابهم من أنواع مختلفة.
وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ~ِ أَزْوَاجٌ
038-059 ويقال لهم عند دخولهم النار بأتباعهم آ«هذا فوجآ» جمع آ«مقتحمآ» داخل آ«معكمآ» النار بشدة فيقول المتبعون آ«لا مرحبا بهمآ» أي لا سعة عليهم آ«إنهم صالوا النارآ».
038-072 آ«فإذا سويتهآ» أتمته آ«ونفختآ» أجريت آ«فيه من روحيآ» فصار حيا، وإضافة الروح إليه تشريف لآدم والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه آ«فقعوا له ساجدينآ» سجود تحية بالانحناء.
038-075 آ«قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّآ» أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه آ«أستكبرتآ» الآن عن السجود استفهام توبيخ آ«أم كنت من العالينآ» المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم.
038-084 آ«قال فالحقَّ والحقَّ أقولآ» بنصبهما ورفع الأول ونصب الثاني، فنصبه بالفعل بعده ونصب الأول، قيل بالفعل المذكور، وقيل على المصدر: أي أحق الحق، وقيل على نزع حرف القسم ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر: أي فالحق مني، وقيل فالحق قسمي، وجواب القسم.
قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ
038-085 آ«لأملأن جهنم منكآ» بذريتك آ«وممن تبعك منهمآ» أي الناس آ«أجمعينآ».