Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

38) Sūrat Şād

Printed format

38) سُورَة صَاد

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
038-001 آ«صآ» الله أعلم بمراده به آ«والقرآن ذي الذكرآ» أي البيان أو الشرف، وجواب هذا القسم محذوف: أي ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة. صَ‍‍ا‌دۚ ‌وَ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنِ ‌ذِي ‌ال‍‍ذِّكْ‍‍رِ
038-002 آ«بل الذين كفرواآ» من أهل مكة آ«في عزةآ» حمية وتكبر عن الإيمان آ«وشقاقآ» خلاف وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم. بَلِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ فِي عِزَّةٍ‌ ‌وَشِ‍‍قَ‍‍اقٍ
038-003 آ«كمآ» أي كثيرا آ«أهلكنا من قبلهم من قرنِآ» أي أمة من الأمم الماضية آ«فنادوْاآ» حين نزول العذاب بهم آ«ولاتَ حين مناصآ» أي ليس حين فرار والتاء زائدة، والجملة حال من فاعل نادوا، أي استغاثوا، والحال أن لا مهرب ولا منجى وما اعتبر بهم كفار مكة. كَمْ ‌أَهْلَكْنَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهِمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍رْن‌‍ٍ‌ فَنَا‌دَ‌وْ‌ا‌ ‌وَلاَتَ ح‍‍ِ‍ي‍‍نَ مَنَاصٍ
038-004 آ«وعجبوا أن جاءهم منذر منهمآ» رسول من أنفسهم ينذرهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي * صلى الله عليه وسلم آ«وقال الكافرونآ» فيه وضع الظاهر موضع المضمر آ«هذا ساحر كذابآ». وَعَجِبُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ مُ‍‌‍نْ‍‍ذِ‌ر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۖ ‌وَ‍قَ‍‍الَ ‌الْكَافِر‍ُ‍‌ونَ هَذَ‌ا‌ سَاحِر‌‌ٌ‌ كَذَّ‌ابٌ
038-005 آ«أجعل الآلهة إلها واحداآ» حيث قال لهم قولوا: لا إله إلا أَجَعَلَ ‌الآلِهَةَ ‌إِلَها‌ ً‌ ‌وَ‌احِد‌ا‌‌ ًۖ ‌إِنَّ هَذَ‌ا‌ لَشَ‍‍يْءٌ‌ عُجَابٌ
038-006 آ«وانطلق الملأ منهمآ» من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم قولوا: لا إله إلا الله آ«أن امشواآ» يقول بعضهم لبعض امشوا آ«واصبروا على آلهتكمآ» اثبتوا على عبادتها آ«إن هذاآ» المذكور من التوحيد آ«لشيء يرادآ» منا. وَ‌ا‌ن‍‍طَ‍‍لَ‍‍قَ ‌الْمَلَأُ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌أَنِ ‌امْشُو‌ا‌ ‌وَ‌اصْ‍‍بِرُ‌و‌ا‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌آلِهَتِكُمْ ۖ ‌إِنَّ هَذَ‌ا‌ لَشَ‍‍يْء‌ٌ‌ يُ‍رَ‌ا‌دُ
038-007 آ«ما سمعنا بهذا في الملة الآخرةآ» أي ملة عيسى آ«إنآ» ما آ«هذا إلا اختلاقآ» كذب. مَا‌ سَمِعْنَا‌ بِهَذَ‌ا‌ فِي ‌الْمِلَّةِ ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ ‌إِ‌نْ هَذَ‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌اخْ‍‍تِلاَ‍قٌ
038-008 آ«أَأُنزلآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه آ«عليهآ» على محمد آ«الذكرآ» أي القرآن آ«من بينناآ» وليس بأكبرنا ولا أشرفنا: أي لم ينزل عليه، قال تعالى: آ«بل هم في شك من ذكريآ» وحْيي أي القرآن حيث كذبوا الجائي به آ«بل لماآ» لم آ«يذوقوا عذابآ» ولو ذاقوه لصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ. أَ‌ؤُ‌ن‍‍زِلَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌ال‍‍ذِّكْرُ‌ مِ‍‌‍نْ بَيْنِنَا‌ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ‌ مِ‍‌‍نْ ‌ذِكْ‍‍رِي ۖ بَلْ لَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَذُ‌وقُ‍‍و‌ا‌ عَذَ‌ابِ
038-009 آ«أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيزآ» الغالب آ«الوهابآ» من النبوَّة وغيرها فيعطونها من شاءوا. أَمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُمْ خَ‍‍ز‍َ‍‌ائِنُ ‌‍رَحْمَةِ ‌‍رَبِّكَ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زِ‌ ‌الْوَهَّابِ
038-010 آ«أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهماآ» إن زعموا ذلك آ«فليرتقوا في الأسبابآ» الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاءوا، وأمْ في الموضعين بمعنى همزة الإنكار. أَمْ لَهُمْ مُلْكُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَمَا‌ بَيْنَهُمَا‌ ۖ فَلْيَرْتَ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ فِي ‌الأَسْبَابِ
038-011 آ«جند جُ‍‌‍ن‍‍د‌ٌ‌ مَا‌ هُنَالِكَ مَهْز‍ُ‍‌ومٌ‌ مِنَ ‌الأَحْزَ‌ابِ
038-012 آ«كذبت قبلهم قوم نوحآ» تأنيث قوم باعتبار المعنى آ«وعاد وفرعون ذو الأوتادآ» كان يتد لكل من يغضب عليه أربعة أوتاد يشد إليها يديه ورجليه ويعذبه. كَذَّبَتْ قَ‍‍بْ‍‍لَهُمْ قَ‍‍وْمُ ن‍‍ُ‍وحٍ‌ ‌وَع‍‍َ‍ا‌د‌ٌ‌ ‌وَفِ‍‍رْعَ‍‍وْنُ ‌ذُ‌و‌ ‌الأَ‌وْتَا‌دِ
038-013 آ«وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكةآ» أي الغيضة، وهم قوم شعيب عليه السلام آ«أولئك الأحزابآ». وَثَم‍‍ُ‍و‌دُ‌ ‌وَ‍قَ‍‍وْمُ ل‍‍ُ‍و‍طٍ‌ ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌الأَيْكَةِ ۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الأَحْزَ‌ابُ
038-014 آ«إنآ» ما آ«كلآ» من الأحزاب آ«إلا كذب الرسلآ» لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم لأن دعوتهم واحدة، وهي دعوة التوحيد آ«فحقآ» وجب آ«عقابآ». إِ‌نْ كُلّ‌‍ٌ‌ ‌إِلاَّ‌ كَذَّبَ ‌ال‍‍رُّسُلَ فَحَ‍‍قَّ عِ‍‍قَ‍‍ابِ
038-015 آ«وما ينظرآ» ينتظر آ«هؤلاءآ» أي كفار مكة آ«إلا صيحة واحدةآ» هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب آ«ما لها من فواقآ» بفتح الفاء وضمها: رجوع. وَمَا‌ يَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍رُ‌ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ ‌إِلاَّ‌ صَ‍‍يْحَة ً‌ ‌وَ‌احِدَة ً‌ مَا‌ لَهَا‌ مِ‍‌‍نْ فَوَ‌اقٍ
038-016 آ«وقالواآ» لما نزل (فأما من أوتي كتابه بيمينه) الخ آ«ربنا عجل لنا قطناآ» أي كتاب أعمالنا آ«قبل يوم الحسابآ» قالوا ذلك استهزاء. وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ ‌‍رَبَّنَا‌ عَجِّلْ لَنَا‌ قِ‍‍طَّ‍‍نَا‌ قَ‍‍بْ‍‍لَ يَ‍‍وْمِ ‌الْحِسَابِ
038-017 قال تعالى: آ«اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيدآ» أي القوة في العبادة كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه آ«إنه أوَّابآ» رجّاع إلى مرضاة الله. اصْ‍‍بِ‍‍رْ‌ عَلَى‌ مَا‌ يَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ ‌وَ‌ا‌ذْكُرْ‌ عَ‍‍بْ‍‍دَنَا‌ ‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دَ‌ ‌ذَ‌ا‌ ‌الأَيْ‍‍دِ‌ ۖ ‌إِنَّ‍‍هُ ‌أَ‌وَّ‌ابٌ
038-018 آ«إنا سخرنا الجبال معه يسبحنآ» بتسبيحه آ«بالعشيّآ» وقت صلاة العشاء آ«والإشراقآ» وقت صلاة الضحى وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوءُها. إِنَّ‍‍ا‌ سَ‍‍خَّ‍‍رْنَا‌ ‌الْجِب‍‍َ‍الَ مَعَ‍‍هُ يُسَبِّحْنَ بِ‍الْعَشِيِّ ‌وَ‌الإِشْ‍رَ‌اقِ
038-019 آ«وآ» سخرنا آ«الطير محشورةآ» مجموعة إليه تسبح معه آ«كلآ» من الجبال والطير آ«له أوَّابآ» رجّاع إلى طاعته بالتسبيح. وَ‌ال‍‍طَّ‍‍يْ‍رَ‌ مَحْشُو‌‍رَة‌ ًۖ كُلّ ٌ‌ لَهُ ‌أَ‌وَّ‌ابٌ
038-020 آ«وشددنا ملكهآ» قوَّيناه بالجرس والجنود وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثون ألف رجل آ«وآتيناه الحكمةآ» النبوة والإصابة في الأمور آ«وفصل الخطابآ» البيان الشافي في كل قصد. وَشَدَ‌دْنَا‌ مُلْكَ‍‍هُ ‌وَ‌آتَيْن‍‍َ‍اهُ ‌الْحِكْمَةَ ‌وَفَ‍‍صْ‍‍لَ ‌الْ‍‍خِ‍‍طَ‍‍ابِ
038-021 آ«وهلآ» معنى الاستفهام هنا التعجيب والتشويق إلى استماع ما بعده آ«أتاكآ» يا محمد آ«نبأ الخصم إذ تسوَّروا المحرابآ» محراب داود: أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة، أي خبرهم وقصتهم. وَهَلْ ‌أَت‍‍َ‍اكَ نَبَأُ‌ ‌الْ‍‍خَ‍‍صْ‍‍مِ ‌إِ‌ذْ‌ تَسَوَّ‌رُ‌و‌ا‌الْمِحْ‍رَ‌ابَ
038-022 آ«إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخفآ» نحن آ«خصمانآ» قيل فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع، وقيل اثنان والضمير بمعناهما، والخصم يطلق على الواحد وأكثر، وهما ملكان جاءا في صورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الغرض لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها آ«بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشططآ» تَجُرْ إِ‌ذْ‌ ‌دَ‍خَ‍‍لُو‌ا‌ عَلَى‌ ‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دَ‌ فَفَزِعَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۖ قَ‍‍الُو‌ا‌ لاَ‌ تَ‍‍خَ‍‍فْ ۖ خَ‍‍صْ‍‍م‍‍َ‍انِ بَ‍‍غَ‍‍ى‌ بَعْ‍‍ضُ‍‍نَا‌ عَلَى‌ بَعْ‍‍ضٍ‌ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ‌وَلاَ‌ تُشْ‍‍طِ‍‍ط‍ْ ‌وَ‌اهْدِنَ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ سَو‍َ‍‌ا‌ءِ‌ ‌ال‍‍صِّ‍رَ‌اطِ
038-023 آ«إن هذا أخيآ» أي على ديني آ«له تسع وتسعون نعجةآ» يعبر بها عن المرأة آ«وليَ نعجة واحدة فقال أكفلنيهاآ» أي اجعلني كافلها آ«وعزنيآ» غلبني آ«في الخطابآ» أي الدال، وأقره الآخر على ذلك. إِنَّ هَذَ‌ا‌ ‌أَ‍خِ‍‍ي لَ‍‍هُ تِسْعٌ‌ ‌وَتِسْع‍‍ُ‍ونَ نَعْجَة ً‌ ‌وَلِيَ نَعْجَةٌ‌ ‌وَ‌احِدَة‌‍ٌ‌ فَ‍‍قَ‍‍الَ ‌أَكْفِلْنِيهَا‌ ‌وَعَزَّنِي فِي ‌الْ‍‍خِ‍‍طَ‍‍ابِ
038-024 آ«قال لقد ظلمك بسؤال نعجتكآ» ليضمها آ«إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاءآ» الشركاء آ«ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما همآ» ما لتأكيد القلة فقال الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء: قضى الرجل على نفسه فتنبه داود قال تعالى: آ«وظنآ» أي أيقن آ«داود أنما فتناهآ» أوقعناه في فتنة أي بلية بمحبته تلك المرأة آ«فاستغفر ربَّه وخرَّ راكعاآ» أي ساجدا آ«وأنابآ». قَ‍‍الَ لَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ظَ‍‍لَمَكَ بِسُؤ‍َ‍‌الِ نَعْجَتِكَ ‌إِلَى‌ نِعَاجِ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌إِنَّ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ً‌ مِنَ ‌الْ‍‍خُ‍‍لَ‍‍طَ‍‍ا‌ءِ‌ لَيَ‍‍بْ‍‍‍‍غِ‍‍ي بَعْ‍‍ضُ‍‍هُمْ عَلَى‌ بَعْ‍‍ضٍ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ ‌وَ‍قَ‍‍ل‍‍ِ‍ي‍‍لٌ‌ مَا‌ هُمْ ۗ ‌وَ‍ظَ‍‍نَّ ‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دُ‌ ‌أَنَّ‍‍مَا‌ فَتَ‍‍نّ‍‍َ‍اهُ فَاسْتَ‍‍غْ‍‍فَ‍رَ‌ ‌‍رَبَّ‍‍هُ ‌وَ‍خَ‍رَّ‌ ‌‍رَ‌اكِعا‌ ً‌ ‌وَ‌أَنَابَ
038-025 آ«فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفىآ» أي زيادة خير في الدنيا آ«وحسن مآبآ» مرجع في الآخرة. فَ‍‍غَ‍‍فَرْنَا‌ لَ‍‍هُ ‌ذَلِكَ ۖ ‌وَ‌إِنَّ لَ‍‍هُ عِ‍‌‍نْ‍‍دَنَا‌ لَزُلْفَى‌ ‌وَحُسْنَ مَآبٍ
038-026 آ«يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرضآ» تدبر أمر الناس آ«فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوىآ» أي هوى النفس آ«فيضلك عن سبيل اللهآ» أي عن الدلائل الدالة على توحيده آ«إن الذين يضلون عن سبيل اللهآ» أي عن الإيمان بالله آ«لهم عذاب شديد بما نسواآ» بنسيانهم آ«يوم الحسابآ» المرتب عليه تركهم الإيمان، وقالوا أيقنوا بيوم يَا‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دُ‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ جَعَلْن‍‍َ‍اكَ خَ‍‍لِيفَة‌ ً‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ فَاحْكُمْ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ‌وَلاَ‌ تَتَّبِعِ ‌الْهَوَ‌ى‌ فَيُ‍‍ضِ‍‍لَّكَ عَ‍‌‍نْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِنَّ ۚ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍ضِ‍‍لّ‍‍ُ‍ونَ عَ‍‌‍نْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ لَهُمْ عَذ‍َ‍‌اب‌‍ٌ‌ شَد‍ِ‍ي‍‍د‌ٌ‌ بِمَا‌ نَسُو‌ا‌ يَ‍‍وْمَ ‌الْحِسَابِ
038-027 آ«وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاآ» عبثا آ«ذلكآ» أي خلق ما ذكر لا لشيء آ«ظن الذين كفرواآ» من أهل مكة آ«فويلآ» وادِ آ«للذين كفروا من النارآ». وَمَا‌ خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍نَا‌ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضَ ‌وَمَا‌ بَيْنَهُمَا‌ بَاطِ‍‍لا‌‌ ًۚ ‌ذَلِكَ ظَ‍‍نُّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌اۚ فَوَيْ‍‍ل ٌ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ مِنَ ‌ال‍‍نَّ‍‍ا‌رِ
038-028 آ«أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجارآ» نزل لما قال كفار مكة للمؤمنين إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون، وأم بمعنى همزة الإنكار. أَمْ نَ‍‍جْ‍‍عَلُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ كَالْمُفْسِد‍ِ‍ي‍‍نَ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌أَمْ نَ‍‍جْ‍‍عَلُ ‌الْمُتَّ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ كَالْفُجَّا‌رِ
038-029 آ«كتابآ» خبر مبتدأ محذوف أي هذا آ«أنزلناه إليك مبارك ليدَّبرواآ» أصله يتدبروا أدغمت التاء في الدال آ«آياتهآ» ينظروا في معانيها فيؤمنوا آ«وليتذكرآ» يتعظ آ«أولوا الألبابآ» أصحاب العقول. كِت‍‍َ‍ابٌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْن‍‍َ‍اهُ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ مُبَا‌‍رَك ٌ‌ لِيَدَّبَّرُ‌و‌ا‌ ‌آيَاتِ‍‍هِ ‌وَلِيَتَذَكَّ‍رَ‌ ‌أ‍ُ‍‌وْلُو‌ا‌الأَلْبَابِ
038-030 آ«ووهبنا لداود سلمانآ» ابنه آ«نعم العبدآ» أي سليمان آ«إنه أوَّابآ» رجّاع في التسبيح والذكر في جميع الأوقات. وَ‌وَهَ‍‍بْ‍‍نَا‌ لِدَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دَ‌ سُلَيْم‍‍َ‍انَ ۚ نِعْمَ ‌الْعَ‍‍بْ‍‍دُ‌ ۖ ‌إِنَّ‍‍هُ ‌أَ‌وَّ‌ابٌ
038-031 آ«إذ عرض عليه بالعشيآ» هو ما بعد الزوال آ«الصافناتآ» الخيل جمع صافنة وهي القائمة على ثلاث وإقامة الأخرى على طرف الحافر وهو من صفن يصفن صفونا آ«الجيادآ» الخيل جمع جواد وهو السابق، المعنى أنها إذا استوقفت سكنت وإن ركضت سبقت وكانت ألف فرس عرضت عليه بعد ان صلى الظهر لإرادته الجهاد عليها لعدو فعند بلوغ العرض منها تسعمائة غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فاغتم. إِ‌ذْ‌ عُ‍‍رِ‍‍ضَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ بِ‍الْعَشِيِّ ‌ال‍‍صَّ‍‍افِن‍‍َ‍اتُ ‌الْجِيَا‌دُ
038-032 آ«فقال فَ‍قَ‍‍الَ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَحْبَ‍‍بْ‍‍تُ حُبَّ ‌الْ‍‍خَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ عَ‍‌‍نْ ‌ذِكْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌‍رَبِّي حَتَّى‌ تَوَ‌ا‌‍رَتْ بِ‍الْحِجَابِ
038-033 آ«ردُّوها عليَّآ» أي الخيل المعروضة فردوها آ«فطفق مسحاآ» بالسيف آ«بالسوقآ» جمع ساق آ«والأعناقآ» أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة بلحمها فعوضه الله خيرا منها وأسرع، وهي الريح تجري بأمره كيف شاء. رُ‌دُّ‌وهَا‌ عَلَيَّ ۖ فَ‍‍طَ‍‍فِ‍‍قَ مَسْحا‌ ً‌ بِ‍ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‍قِ ‌وَ‌الأَعْنَاقِ
038-034 آ«ولقد فتنا سليمانآ» ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة هواها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمينة على عادته فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها آ«وألقينا على كرسيه جسداآ» هو ذلك الجني وهو صخر أو غيره جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس أنا سليمان فأنكره آ«ثم أنابآ» رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ فَتَ‍‍نَّ‍‍ا‌ سُلَيْم‍‍َ‍انَ ‌وَ‌أَلْ‍‍قَ‍‍يْنَا‌ عَلَى‌ كُرْسِيِّ‍‍هِ جَسَد‌ا‌‌ ً‌ ثُ‍‍مَّ ‌أَنَابَ
038-035 آ«قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغيآ» لا يكون آ«لأحد من بعديآ» أي سواي نحو (فمن يهديه من بعد الله) أي سوى الله آ«إنك أنت الوهابآ». قَ‍‍الَ ‌‍رَبِّ ‌اغْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لِي ‌وَهَ‍‍بْ لِي مُلْكا‌ ً‌ لاَ‌ يَ‍‌‍نْ‍‍بَ‍‍غِ‍‍ي لِأحَد‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِي ۖ ‌إِنَّ‍‍كَ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌الْوَهَّابُ
038-036 آ«فسخرنا له الريح تجري فَسَ‍خَّ‍‍رْنَا‌ لَهُ ‌ال‍‍رّ‍ِ‍ي‍‍حَ تَ‍‍جْ‍‍رِي بِأَمْ‍‍رِهِ ‌رُ‍خَ‍‍ا‌ءً‌ حَ‍‍يْ‍‍ثُ ‌أَ‍صَ‍‍ابَ
038-037 آ«والشياطين كل بناءٍآ» يبني الأبنية العجيبة آ«وغوَّاصآ» في البحر يستخرج اللؤلؤ. وَ‌الشَّيَاطِ‍‍ي‍‍نَ كُلَّ بَ‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ء‌ٍ‌ ‌وَ‍‍غَ‍‍وَّ‌اصٍ
038-038 آ«وآخرينآ» منهم آ«مقرنينآ» مشدودين آ«في الأصفادآ» القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم. وَ‌آ‍‍خَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ مُ‍‍قَ‍رَّن‍‍ِ‍ي‍‍نَ فِي ‌الأَ‍صْ‍‍فَا‌دِ
038-039 وقلنا له آ«هذا عطاؤنا فامننآ» أعط منه من شئت آ«أو أمسكآ» عن الإعطاء آ«بغير حسابآ» أي لا حساب عليك في ذلك. هَذَ‌ا‌ عَ‍‍طَ‍‍ا‌ؤُنَا‌ فَامْنُ‍‌‍نْ ‌أَ‌وْ‌ ‌أَمْسِكْ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ حِسَابٍ
038-040 آ«وإن له عندنا لزلفى وحسن مآبآ» تقدم مثله. وَ‌إِنَّ لَ‍‍هُ عِ‍‌‍نْ‍‍دَنَا‌ لَزُلْفَى‌ ‌وَحُسْنَ مَآبٍ
038-041 آ«واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنيآ» أي بأني آ«مسنيَ الشيطان بنصبآ» ضر آ«وعذابآ» ألم، ونسب ذلك إلى الشيطان وإن كانت الأشياء كلها من الله تأدبا معه تعالى. وَ‌ا‌ذْكُرْ‌ عَ‍‍بْ‍‍دَنَ‍‍ا‌ ‌أَيّ‍‍ُ‍وبَ ‌إِ‌ذْ‌ نَا‌دَ‌ى‌ ‌‍رَبَّهُ~ُ ‌أَنِّ‍‍ي مَسَّنِي ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ بِنُ‍‍صْ‍‍بٍ‌ ‌وَعَذَ‌ابٍ
038-042 وقيل له آ«اركضآ» اضرب آ«برجلكآ» الأرض فضرب فنبعت عين ماء فقيل: آ«هذا مغتسلآ» ماء تغتسل به آ«بارد وشرابآ» تشرب منه، فاغتسل وشرب فذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره. ‍ا‌رْكُ‍‍ضْ بِ‍‍رِجْ‍‍لِكَ ۖ هَذَ‌ا‌ مُ‍‍غْ‍‍تَسَل‌‍ٌ‌ بَا‌رِ‌د‌ٌ‌ ‌وَشَ‍رَ‌ابٌ
038-043 آ«ووهبنا له أهله ومثلهم معهمآ» أي أحيا الله له من مات من أولاده ورزقه مثلهم آ«رحمةآ» نعمة آ«منا وذكرىآ» عظة آ«لأولي الألبابآ» لأصحاب العقول. وَ‌وَهَ‍‍بْ‍‍نَا‌ لَهُ~ُ ‌أَهْلَ‍‍هُ ‌وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ‌‍رَحْمَة ً‌ مِ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌وَ‌ذِكْ‍رَ‌ى‌ لِأ‌و‍ْ‍لِي ‌الأَلْبَابِ
038-044 آ«وخذ بيدك ضغثاآ» هو حزمة من حشيش أو قضبان آ«فاضرب بهآ» زوجتك وكان قد حلف ليضربها مائة ضربة لإبطائها عليه يوما آ«ولا تحنثآ» بترك ضربها فأخذ مائة عود من الإذخر أو غيره فضربها به ضربة واحدة آ«إنا وَ‍خُ‍‍ذْ‌ بِيَدِكَ ضِ‍‍غْ‍‍ثا‌‌ ً‌ فَاضْ‍‍رِبْ بِ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ تَحْنَثْ ۗ ‌إِنَّ‍‍ا‌ ‌وَجَ‍‍دْن‍‍َ‍اهُ صَ‍‍ابِ‍‍ر‌ا‌ ًۚ نِعْمَ ‌الْعَ‍‍بْ‍‍دُ‌ ۖ ‌إِنَّ‍‍هُ ‌أَ‌وَّ‌ابٌ
038-045 آ«واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدىآ» أصحاب القوى في العبادة آ«والأبصارآ» البصائر في الدين، وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له وما بعده عطف على عبدنا. وَ‌ا‌ذْكُرْ‌ عِبَا‌دَنَ‍‍ا‌ ‌إبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌وَ‌إِسْح‍‍َ‍اقَ ‌وَيَعْ‍‍قُ‍‍وبَ ‌أ‍ُ‍‌وْلِي ‌الأَيْدِي ‌وَ‌الأَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌رِ
038-046 آ«إنا أخلصناهم بخالصةآ» هي آ«ذكرى الدارآ» الآخرة، أي ذكرها والعمل لها، وفي قراءة بالإضافة وهي للبيان. إِنَّ‍‍ا‌ ‌أَ‍خْ‍‍لَ‍‍صْ‍‍نَاهُمْ بِ‍‍خَ‍‍الِ‍‍صَ‍‍ة‌‍ٍ‌ ‌ذِكْ‍رَ‌ى‌ ‌ال‍‍دَّ‌ا‌رِ
038-047 آ«وإنهم عندنا لمن المصطفينآ» المختارين آ«الأخيارآ» جمع خيّر بالتشديد. وَ‌إِنَّ‍‍هُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَنَا‌ لَمِنَ ‌الْمُ‍‍صْ‍‍طَ‍‍فَ‍‍يْ‍‍نَ ‌الأَ‍خْ‍‍يَا‌رِ
038-048 آ«واذكر إسماعيل واليسعآ» وهو نبيّ واللام زائدة آ«وذا الكفلآ» اختلف في نبوَّته، قيل كفل مائة نبي فروا إليه من القتل آ«وكلآ» أي كلهم آ«من الأخيارآ» جمع خيّر بالتثقيل. وَ‌ا‌ذْكُرْ‌ ‌إِسْمَاع‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌وَ‌الْيَسَعَ ‌وَ‌ذَ‌ا‌ ‌الْكِفْلِ ۖ ‌وَكُلٌّ‌ مِنَ ‌الأَ‍خْ‍‍يَا‌رِ
038-049 آ«هذا ذكرآ» لهم بالثناء الجميل هنا آ«وإن للمتقينآ» الشاملين لهم آ«لحسن مآبآ» مرجع في الآخرة. هَذَ‌ا‌ ‌ذِكْر‌ٌۚ ‌وَ‌إِنَّ لِلْمُتَّ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ لَحُسْنَ مَآبٍ
038-050 آ«جنات عدنآ» بدل أو عطف بيان لحسن مآب آ«مفتتحة لهم الأبوابآ» منها. جَ‍‍نّ‍‍َ‍اتِ عَ‍‍دْنٍ‌ مُفَتَّحَة ً‌ لَهُمُ ‌الأَبْ‍‍وَ‌ابُ
038-051 آ«متكئين فيهاآ» على الأرائك آ«يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشرابآ». مُتَّكِئ‍‍ِ‍ي‍‍نَ فِيهَا‌ يَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ فِيهَا‌ بِفَاكِهَة‌‍ٍ‌ كَثِي‍رَةٍ‌ ‌وَشَ‍رَ‌ابٍ
038-052 آ«وعندهم قاصرات الطرفآ» حابسات العين على أزواجهن آ«أترابآ» أسنانهن واحدة وهن بنات ثلاث وثلاثين سنة جمع ترب. وَعِ‍‌‍نْ‍‍دَهُمْ قَ‍‍اصِ‍رَ‍‌اتُ ‌ال‍‍طَّ‍‍رْفِ ‌أَتْ‍رَ‌ابٌ
038-053 آ«هذاآ» المذكور آ«ما يوعدونآ» بالغيبة وبالخطاب التفافا آ«ليوم الحسابآ» أي لأجله. هَذَ‌ا‌ مَا‌ تُوعَد‍ُ‍‌ونَ لِيَ‍‍وْمِ ‌الْحِسَابِ
038-054 آ«إن هذا إِنَّ هَذَ‌ا‌ لَ‍‍رِ‌زْ‍قُ‍‍نَا‌ مَا‌ لَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ نَفَا‌دٍ
038-055 آ«هذاآ» المذكور للمؤمنين آ«وإن للطاغينآ» مستأنف آ«لشر مآبآ». هَذَ‌ا‌ ۚ ‌وَ‌إِنَّ لِل‍‍طَّ‍‍اغِ‍‍ي‍‍نَ لَشَ‍رَّ‌ مَآبٍ
038-056 آ«جهنم يصلونهاآ» يدخلونها آ«فبئس المهادآ» الفراش. جَهَ‍‍نَّ‍‍مَ يَ‍‍صْ‍‍لَوْنَهَا‌ فَبِئْسَ ‌الْمِهَا‌دُ
038-057 آ«هذاآ» أي العذاب المفهوم مما بعده آ«فليذوقوه حميمآ» أي ماء حار محرق آ«وغسَّاقآ» بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من صديد أهل النار. هَذَ‌ا‌ فَلْيَذُ‌وقُ‍‍وهُ حَم‍‍ِ‍ي‍‍مٌ‌ ‌وَ‍‍غَ‍‍سَّاقٌ
038-058 آ«وآخرآ» بالجمع والإفراد آ«من شكلهآ» أي مثل المذكور من الحميم والغساق آ«أزواجآ» أصناف، أي عذابهم من أنواع مختلفة. وَ‌آ‍‍خَ‍‍رُ‌ مِ‍‌‍نْ شَكْلِهِ~‍ِ ‌أَ‌زْ‌وَ‌اجٌ
038-059 ويقال لهم عند دخولهم النار بأتباعهم آ«هذا فوجآ» جمع آ«مقتحمآ» داخل آ«معكمآ» النار بشدة فيقول المتبعون آ«لا مرحبا بهمآ» أي لا سعة عليهم آ«إنهم صالوا النارآ». هَذَ‌ا‌ فَ‍‍وْجٌ‌ مُ‍‍قْ‍‍تَحِمٌ‌ مَعَكُمْ ۖ لاَ‌ مَرْحَبا‌ ً‌ بِهِمْ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُمْ صَ‍‍الُو‌ا‌ال‍‍نَّ‍‍ا‌رِ
038-060 آ«قالواآ» أي الأتباع آ«بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموهآ» أي الكفر آ«لنا فبئس القرارآ» لنا ولكم النار. قَ‍‍الُو‌ا‌ بَلْ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ لاَ‌ مَرْحَبا‌ ً‌ بِكُمْ ۖ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ قَ‍‍دَّمْتُم‍‍ُ‍وهُ لَنَا‌ ۖ فَبِئْسَ ‌الْ‍‍قَ‍رَ‌ا‌رُ
038-061 آ«قالواآ» أيضا آ«ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفاآ» أي مثل عذابه على كفره آ«في النارآ». قَ‍‍الُو‌ا‌ ‌‍رَبَّنَا‌ مَ‍‌‍نْ قَ‍‍دَّمَ لَنَا‌ هَذَ‌ا‌ فَزِ‌دْهُ عَذَ‌ابا‌‌ ًضِ‍‍عْفا‌‌ ً‌ فِي ‌ال‍‍نَّ‍‍ا‌رِ
038-062 آ«وقالواآ» أي كفار مكة وهم في النار آ«ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهمآ» في الدنيا آ«من الأشرارآ». وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ مَا‌ لَنَا‌ لاَ‌ نَ‍رَ‌ى‌ ‌رِجَالا‌‌ ً‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ نَعُدُّهُمْ مِنَ ‌الأَشْ‍رَ‌ا‌ر
038-063 آ«اتَّخذناهم سخرياآ» بضم السين وكسرها: كنا نسخر بهم في الدنيا، والياء للنسب: أي أمفقودون هم آ«أم زاغتآ» مالت أ‍َ‍‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذْنَاهُمْ سِ‍‍خْ‍‍رِيّاً‌ ‌أَمْ ‌زَ‌اغَ‍‍تْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمُ ‌الأَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌رُ
038-064 آ«إن ذلك لحقآ» واجب وقوعه وهو آ«تخاصم أهل النارآ» كما تقدم. إِنَّ ‌ذَلِكَ لَحَ‍‍قّ‌‍ٌ‌ تَ‍‍خَ‍‍اصُ‍‍مُ ‌أَهْلِ ‌ال‍‍نَّ‍‍ا‌رِ
038-065 آ«قلآ» يا محمد لكفار مكة آ«إنما أنا منذرآ» مخوّف بالنار آ«وما من إله إلا الله الواحد القهارآ» لخلقه. قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أَنَا‌ مُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌ر‌ٌۖ ‌وَمَا‌ مِ‍‌‍نْ ‌إِلَه‌‍ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْوَ‌احِدُ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍هَّا‌رُ
038-066 آ«رب السماوات والأرض وما بينهما العزيزآ» الغالب على أمره آ«الغفارآ» لأوليائه. رَبُّ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَمَا‌ بَيْنَهُمَا‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌الْ‍‍غَ‍‍فَّا‌رُ
038-067 آ«قلآ» لهم آ«هو نبأ عظيمآ». قُ‍‍لْ هُوَ‌ نَبَأٌ‌ عَ‍‍ظِ‍‍يمٌ
038-068 آ«أنتم عنه معرضونآ» أي القرآن الذي أنبأتكم به وجئتكم فيه بما لا يعلم إلا بوحي وهو قوله. أَ‌نْ‍‍تُمْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ مُعْ‍‍رِ‍‍ضُ‍‍ونَ
038-069 آ«ما كان ليَ من علم بالملإ الأعلىآ» أي الملائكة آ«إذ يختصمونآ» في شأن آدم حين قال الله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) الخ. مَا‌ ك‍‍َ‍انَ لِيَ مِ‍‌‍نْ عِلْم ٍ‌ بِ‍الْمَلَإِ‌ ‌الأَعْلَ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذْ‌ يَ‍‍خْ‍‍تَ‍‍صِ‍‍مُونَ
038-070 آ«إنآ» ما آ«يوحى إليَّ إلا أنما أناآ» أي أني آ«نذير مبينآ» بيَّن الإنذار. إِ‌نْ يُوحَ‍‍ى‌ ‌إِلَيَّ ‌إِلاَّ‌ ‌أَنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أَنَا‌ نَذ‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌ‌ مُبِينٌ
038-071 اذكر آ«إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طينآ» هو آدم. إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ ‌‍رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ‌إِنِّ‍‍ي خَ‍‍الِ‍‍ق‍‍‌‍ٌ‌ بَشَر‌ا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ طِ‍‍ينٍ
038-072 آ«فإذا سويتهآ» أتمته آ«ونفختآ» أجريت آ«فيه من روحيآ» فصار حيا، وإضافة الروح إليه تشريف لآدم والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه آ«فقعوا له ساجدينآ» سجود تحية بالانحناء. فَإِ‌ذَ‌ا‌ سَوَّيْتُ‍‍هُ ‌وَنَفَ‍‍خْ‍‍تُ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌رُ‌وحِي فَ‍‍قَ‍‍عُو‌ا‌ لَ‍‍هُ سَاجِدِينَ
038-073 آ«فسجد الملائكة كلهم أجمعونآ» فيه تأكيدان. فَسَجَدَ‌ ‌الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ ‌أَجْ‍‍مَعُونَ
038-074 آ«إلا إبليسآ» هو أبو الجنّ كان بين الملائكة آ«استكبر وكان من الكافرينآ» في إِلاَّ‌ ‌إِبْ‍‍ل‍‍ِ‍ي‍‍سَ ‌اسْتَكْبَ‍رَ‌ ‌وَك‍‍َ‍انَ مِنَ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
038-075 آ«قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّآ» أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه آ«أستكبرتآ» الآن عن السجود استفهام توبيخ آ«أم كنت من العالينآ» المتكبرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم. قَ‍‍الَ يَا‌إِبْ‍‍ل‍‍ِ‍ي‍‍سُ مَا‌ مَنَعَكَ ‌أَ‌نْ تَسْجُدَ‌ لِمَا‌ خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍تُ بِيَدَيَّ ‌أ‍َ‍‌اسْتَكْبَرْتَ ۖ ‌أَمْ كُ‍‌‍ن‍‍تَ مِنَ ‌الْعَالِينَ
038-076 آ«قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طينآ». قَ‍‍الَ ‌أَنَا‌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ۖ خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍تَنِي مِ‍‌‍نْ ن‍‍َ‍ا‌ر‌ٍ‌ ‌وَ‍خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍تَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ طِ‍‍ينٍ
038-077 آ«قال فاخرج منهاآ» أي من الجنة، وقيل من السماوات آ«فإنك رجيمآ» مطرود. قَ‍‍الَ فَاخْ‍‍رُجْ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ فَإِنَّ‍‍كَ ‌‍رَجِيمٌ
038-078 آ«وإن عليك لعنتي إلى يوم الدينآ» الجزاء. وَ‌إِنَّ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ لَعْنَتِ‍‍ي ‌إِلَى‌ يَ‍‍وْمِ ‌ال‍‍دِّينِ
038-079 آ«قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثونآ» أي الناس. قَ‍‍الَ ‌‍رَبِّ فَأَ‌ن‍‍ظِ‍‍رْنِ‍‍ي ‌إِلَى‌ يَ‍‍وْمِ يُ‍‍بْ‍‍عَثُونَ
038-080 آ«قال فإنك من المنظرينآ». قَ‍‍الَ فَإِنَّ‍‍كَ مِنَ ‌الْمُ‍‌‍ن‍‍ظَ‍‍رِينَ
038-081 آ«إلى يوم الوقت المعلومآ» وقت النفخة الأولى. إِلَى‌ يَ‍‍وْمِ ‌الْوَ‍قْ‍‍تِ ‌الْمَعْلُومِ
038-082 آ«قال فبعزتك لأغوينهم أجمعينآ». قَ‍‍الَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُ‍غْ‍‍وِيَ‍‍نَّ‍‍هُمْ ‌أَجْ‍‍مَعِينَ
038-083 آ«إلا عبادك منهم المخلصينآ» أي المؤمنين. إِلاَّ‌ عِبَا‌دَكَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمُ ‌الْمُ‍‍خْ‍‍لَ‍‍صِ‍‍ينَ
038-084 آ«قال فالحقَّ والحقَّ أقولآ» بنصبهما ورفع الأول ونصب الثاني، فنصبه بالفعل بعده ونصب الأول، قيل بالفعل المذكور، وقيل على المصدر: أي أحق الحق، وقيل على نزع حرف القسم ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر: أي فالحق مني، وقيل فالحق قسمي، وجواب القسم. قَ‍‍الَ فَالْحَ‍‍قُّ ‌وَ‌الْحَ‍‍قَّ ‌أَ‍قُ‍‍ولُ
038-085 آ«لأملأن جهنم منكآ» بذريتك آ«وممن تبعك منهمآ» أي الناس آ«أجمعينآ». لَأَمْلَأَنَّ جَهَ‍‍نَّ‍‍مَ مِ‍‌‍نْ‍‍كَ ‌وَمِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ تَبِعَكَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌أَجْ‍‍مَعِينَ
038-086 آ«قل ما أسألكم عليهآ» على تبليغ الرسالة آ«من أجرآ» جُعل آ«وما أنا من المتكلفينآ» قُ‍‍لْ مَ‍‍ا‌ ‌أَسْأَلُكُمْ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌أَجْ‍‍ر‌ٍ‌ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَنَا‌ مِنَ ‌الْمُتَكَلِّفِينَ
038-087 آ«إن هوآ» أي ما القرآن آ«إلا ذكرآ» عظة آ«للعالمينآ» للإنس والجن والعقلاء دون الملائكة. إِ‌نْ هُوَ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌ذِكْر‌ٌ‌ لِلْعَالَمِينَ
038-088 آ«ولتعلمنآ» يا كفار مكة آ«نبأهآ» خبر صدقه آ«بعد حينآ» أي يوم القيامة، وعلم بمعنى: عرف واللام قبلها لام قسم مقدَّر: أي والله. وَلَتَعْلَمُ‍‍نَّ نَبَأَهُ بَعْدَ‌ حِينٍ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah