036-008 آ«إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاآ» بأن تضم اليها الأيدي لأن الغل يجمع اليد إلى العنق آ«فهيآ» أي الأيدي مجموعة آ«إلى الأذقانآ» جمع ذقن، وهي مجتمع اللحيين آ«فهم مقمحونآ» رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها، وهذا تمثيل، والمراد أنهم لا يذعنون للإيمان ولا يخفضون رؤوسهم له.
036-012 آ«إنا نحن نحي الموتىآ» للبعث آ«ونكتبآ» في اللوح المحفوظ آ«ما قدَّمواآ» في حياتهم من خير وشر ليجازوا عليه آ«وآثارهمآ» ما استنَّ به بعدهم آ«وكل شيءآ» نصبه بفعل يفسره آ«أحصيناهآ» ضبطناه آ«في إمام مبينآ» كتاب بيّن، هو اللوح المحفوظ.
036-013 آ«واضربآ» اجعل آ«لهم مثلاآ» مفعول أول آ«أصحابآ» مفعول ثان آ«القريةآ» أنطاكية آ«إذ جاءهاآ» إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية آ«المرسلونآ» أي رسل عيسى.
036-014 آ«إذْ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهماآ» إلى آخره بدل من إذ الأولى آ«فعَزَزْناآ» بالتخفيف والتشديد: قوَّينا الاثنين آ«بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلونآ».
036-019 آ«قالوا طائركمآ» شؤمكم آ«معكمآ» بكفركم آ«أإنآ» همزة استفهام دخلت على إن الشرطية وفى همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى آ«ذكرتمآ» وعظتم وخوِّفتم، وجواب الشرط محذوف، أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام، والمراد به التوبيخ آ«بل أنتم قوم مسرفونآ» متجاوزون الحدَّ بشرككم.
036-020 آ«وجاء من أقصا المدينة رجلآ» هو حبيب النجار كان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد آ«يسعىآ» يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم الرسلَ آ«قال يا قوم اتبعوا المرسلينآ».
036-023 آ«أأتخذآ» في الهمزتين ما تقدم في أأنذرتهم وهو استفهام بمعنى النفي آ«من دونهآ» أي غيره آ«آلهةآ» أصناما آ«إن يُردْن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهمآ» التي زعمتموها آ«شيئا ولا ينقذونآ» صفة آلهة.
036-030 آ«يا حسرة على العبادآ» هؤلاء ونحوهم ممن كذبوا الرسل فأهلكوا، وهي شدة التألم ونداؤها مجاز، أي هذا أوانك فاحضري آ«ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءُونآ» مسوق لبيان سببها لاشتماله على استهزائهم المؤدى إلى إهلاكهم المسبب عنه الحسرة.
036-031 (ألم يروا) أي أهل مكة القائلون للنبي "لست مرسلا" والاستفهام للتقرير أي علموا (كم) خبرية بمعنى كثيرا معمولة لها بعدها معلقة لما قبلها عن العمل، والمعنى إنا (أهلكنا قبلهم) كثيرا (من القرون) الأمم (أنهم) أي المهلكين (إليهم) أي المكذبين (لا يرجعون) أفلا يعتبرون بهم، وأنه الخ بدل مما قبله برعاية المعنى المذكور.
036-036 آ«سبحان الذي خلق الأزواجآ» الأصناف آ«كلها مما تنبت الأرضآ» من الحبوب وغيرها آ«ومن أنفسهمآ» من الذكور والإناث آ«ومما لا يعلمونآ» من المخلوقات العجيبة الغريبة.
036-038 آ«والشمس تجريآ» إلى آخره من جملة الآية لهم آية أخرى والقمر كذلك آ«لمستقر لهاآ» أي إليه لا تتجاوزه آ«ذلكآ» أي جريها آ«تقدير العزيزآ» في ملكه آ«العليمآ» بخلقه.
036-040 آ«لا الشمس ينبغيآ» يسهل ويصح آ«لها أن تدرك القمرآ» فتجتمع معه في الليل آ«ولا الليل سابق النهارآ» فلا يأتي قبل انقضائه آ«وكلآ» تنويه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم آ«في فلكآ» مستدير آ«يسبحونآ» يسيرون نزلوا منزلة العقلاء.
036-047 آ«وإذا قيلآ» أي قال فقراء الصحابة آ«لهم أنفقواآ» علينا آ«مما رزقكم اللهآ» من الأموال آ«قال الذين كفروا للذين آمنواآ» استهزاءً بهم آ«أنطعم من لو يشاء الله أطعمهآ» في معتقدكم هذا آ«إنآ» ما آ«أنتمآ» في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا آ«إلا في ضلال مبينآ» بيَّن وللتصريح بكفرهم موقع عظيم.
036-049 قال تعالى: آ«ما ينظرونآ» أي ينتظرون آ«إلا صيحة واحدةآ» وهي نفخة إسرافيل الأولى آ«تأخذهم وهم يخصِّمونآ» بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الحاء وأدغمت في الصاد، أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك، وفي قراءة يخصمون كيضربون، أي يخصم بعضهم بعضا.
036-051 آ«ونفخ في الصورآ» هو قرن النفخة الثانية للبعث، وبين النفختين أربعون سنة آ«فإذا همآ» أي المقبورين آ«من الأجداثآ» القبور آ«إلى ربهم ينسلونآ» يخرجون بسرعة.
036-055 آ«إن أصحاب الجنة اليوم في شغْلآ» بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون به كافتضاض الأبكار، لا شغل يتعبون فيه، لأن الجنة لا نصب فيها آ«فاكهونآ» ناعمون خبر ثان لإن، والأول في شغل.
036-056 آ«همآ» مبتدأ آ«وأزواجهم في ظلالآ» جمع ظلة أو ظل خبر أي لا تصيبهم الشمس آ«على الأرائكآ» جمع أريكة، وهو السرير في الحجلة أو الفرش فيها آ«متكئونآ» خبر ثان متعلق بعلى.
036-062 آ«ولقد أضل منكم جبلاآ» خلقا جمع جبيل كقديم، وفي قراءة بضم الباء آ«كثيرا أفلم تكونوا تعقلونآ» عداوته وإضلاله أو ما حل بهم من العذاب فتؤمنون، ويقال لهم في الآخرة.
036-065 (اليوم نختم على أفواههم) أي الكفار لقولهم "والله ربنا ما كنا مشركين" (وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم) وغيرها (بما كانوا يكسبون) فكل عضو ينطق بما صدر منه.
036-067 آ«ولو نشاء لمسخناهمآ» قردة وخنازير أو حجارة آ«على مكانتهمآ» وفي قراءة مكاناتهم جمع مكانة بمعنى مكان أي في منازلهم آ«فما استطاعوا مضيا ولا يرجعونآ» أي لم يقدروا على ذهاب ولا مجيء.
036-068 آ«ومن نعمِّرهآ» بإطالة أجله آ«نَنْكُسْهُآ» وفي قراءة بالتشديد من التنكيس آ«في الخلقآ» فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما آ«أفلا يعقلونآ» أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون، وفي
036-069 آ«وما علمناهآ» أي النبي آ«الشعرآ» رد لقولهم إن ما أتى به من القرآن شعر آ«وما ينبغيآ» يسهل آ«لهآ» الشعر آ«إن هوآ» ليس الذي أتى به آ«إلا ذكرآ» عظة آ«وقرآن مبينآ» مظهر للأحكام وغيرها.
036-070 آ«لينذرآ» بالياء والتاء به آ«من كان حياآ» يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون آ«ويحق القولآ» بالعذاب آ«على الكافرينآ» وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به.
036-071 آ«أوَ لم يروْاآ» يعلموا والاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليه للعطف آ«أنا خلقنا لهمآ» في جملة الناس آ«مما عملت أيديناآ» عملناه بلا شريك ولا معين آ«أنعاماآ» هي الإبل والبقر والغنم آ«فهم لها مالكونآ» ضابطون.
036-073 آ«ولهم فيها منافعآ» كأصوافها وأوبارها وأشعارها آ«ومشاربآ» من لبنها جمع مشرب بمعنى شِرْب أو موضعه آ«أفلا يشكرونآ» المنعم عليهم بها فيؤمنون أي ما فعلوا ذلك.
036-077 آ«أوَ لم يرَ الإنسانآ» يعلم، وهو العاصي بن وائل آ«أنَّا خلقناه من نطفةآ» منيِّ إلى أن صيَّرناه شديدا قويا آ«فإذا هو خصيمآ» شديد الخصومة لنا آ«مبينٌآ» بيِّنها في نفي البعث.
036-078 (وضرب لنا مثلا) في ذلك (ونسي خلقه) من المني وهو أغرب من مثله (قال من يحيي العظام وهي رميم) أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء لأنه اسم لا صفة، وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أترى يحيي الله هذا بعد ما بلي ورم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "نعم ويدخلك النار".
036-080 آ«الذي جعل لكمآ» في جملة الناس آ«من الشجر الأخضرآ» المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب آ«نارا فإذا أنتم منه توقدونآ» تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب، فلا الماء يطفأ النار، ولا النار تحرق الخشب.