030-002 آ«غُلبت الرومآ» وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان ففرح كفار مكة بذلك، وقالوا للمسلمين: نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم.
غُلِبَتِ الرُّومُ
030-003 آ«في أدنى الأرضآ» أي أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو الفرس آ«وهمآ» أي الروم آ«من بعد غلبهمآ» أضيف المصدر إلى المفعول: أي غلبة فارس إياهم آ«سيغلبونآ» فارس.
030-004 آ«في بضع سنينآ» هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر، فالتقي الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الأول وغلبت الروم فارس آ«لله الأمر من قبل ومن بعدآ» أي من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس
030-005 آ«بنصر اللهآ» إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه أي يوم بدر بنزول جبريل بذلك مع فرحهم بنصرهم على قتل المشركين فيه آ«ينصر من يشاء وهو العزيزآ» الغالب آ«الرحيمآ» بالمؤمنينآ».
030-006 آ«وعد اللهآ» مصدر بدل من اللفظ بفعله، والأصل وعدهم الله النصر آ«لا يخلف الله وعدهآ» به آ«ولكن أكثر الناسآ» أي كفار مكة آ«لا يعلمونآ» وعده تعالى بنصرهم.
030-008 آ«أَو لم يتفكروا في أنفسهمآ» ليرجعوا عن غفلتهم آ«ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجلٍ مسمىآ» لذلك تفنى عند انتهائه وبعد البعث آ«وإن كثيرا من الناسآ» أي: كفار مكة آ«بلقاء ربهم لكافرونآ» أي لا يؤمنون بالبعث بعد الموت.
030-009 آ«أوَ لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانَ عاقبة الذين من قبلهمآ» من الأمم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم آ«كانوا أشد منهم قوةآ» كعاد وثمود آ«وأثاروا الأرضآ» حرثوها وقلبوها للزرع والغرس آ«وعمَروها أكثر ممّا عمروهاآ»
030-010 ثم كان عاقبة الذين أساءُوا السُّوأىآ» تأنيث الأسوأ: الأقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة، والمراد بها جهنم وإساءتهم آ«أنآ» أي: بأن آ«كذبوا بآيات اللهآ» القرآن آ«وكانوا بها يستهزءُونآ».
030-013 آ«ولم يكنآ» أي لا يكون آ«لهم من شركائهمآ» ممن أشركوهم بالله وهم الأصنام ليشفعوا لهم آ«شفعاء وكانواآ» أي: يكونون آ«بشركائهم كافرينآ» أي: متبرئين منهم.
030-018 آ«وله الحمد في السموات والأرضآ» اعتراض ومعناه يحمده أهلهما آ«وعشياآ» عطف على حين وفيه صلاة العصر آ«وحين تظهرونآ» تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر.
030-019 آ«يُخرج الحي من الميتآ» كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة آ«ويخرج الميتآ» النطفة والبيضة آ«من الحي ويحيي الأرضآ» بالنبات آ«بعد موتهاآ» أي يبسها آ«وكذلكآ» الإخراج آ«تَخرجونآ» من القبور بالبناء للفاعل والمفعول.
030-021 آ«ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاآ» فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء آ«لتسكنوا إليهاآ» وتألفوها آ«وجعل بينكمآ» جميعا آ«مودةً ورحمة إن في ذَلكآ» المذكور آ«لآيات لقوم يتفكرونآ» في صنع الله تعالى.
030-022 آ«ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكمآ» أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها آ«وألوانكمآ» من بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة آ«إن في ذلك لآياتآ» دلالات على قدرته تعالى آ«للعالمينآ» بفتح اللام وكسرها، أي: ذوي العقول وأولي
030-024 آ«ومن آياته يريكمآ» أي إراءتكم آ«البرق خوفاآ» للمسافر من الصواعق آ«وطمعاآ» للمقيم في المطر آ«وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتهاآ» أي: يبسطها بأن تنبت آ«إن في ذلكآ» المذكور آ«لآيات لقوم يعقلونآ» يتدبرون.
030-025 آ«ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمرهآ» بإرادته من غير عمد آ«ثم إذا دعاكم دعوة من الأرضآ» بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور آ«إذا أنتم تخرجونآ» منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى.
030-027 آ«وهو الذي يبدأ الخلقآ» للناس آ«ثم يعيدهآ» بعد هلاكهم آ«وهو أهون عليهآ» من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة آ«وله المثل الأعلى في السماوات والأرضآ» أي: الصفة العليا، وهي أنه لا إله إلا هو آ«وهو العزيزآ» في ملكه آ«الحكيمآ» في خلقه.
030-030 آ«فأقمآ» يا محمد آ«وجهك للدين حنيفاآ» مائلا إليه: أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك آ«فطرتَ اللهآ» خلقته آ«التي فطر الناس عليهاآ» وهي دينه أي: الزموها آ«لا تبديل لخلق اللهآ» لدينه أي: لا تبدلوه بأن تشركوا آ«ذلك الدين القيّمآ» المستقيم توحيد الله آ«ولكن أكثر الناسآ» أي كفار مكة آ«لا يعلمونآ» توحيد الله.
030-031 آ«منيبينآ» راجعين آ«إليهآ» تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به؛ أي أقيموا آ«واتقوهآ» خافوه آ«وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركينآ».
030-033 آ«وإذا مسَّ الناسآ» أي كفار مكة آ«ضرٌّآ» شدة آ«دعوا ربهم منيبينآ» راجعين آ«إليهآ» دون غيره آ«ثم إذا أذاقهم منه رحمةآ» بالمطر آ«إذا فريقٌ منهم بربهم يشركونآ».
030-036 آ«وإذا أذقنا الناسآ» كفار مكة وغيرهم آ«رحمةآ» نعمةً آ«فرحوا بهاآ» فرح بطر آ«وإن تصبهم سيئةآ» شدة آ«بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطونآ» ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة.
030-039 آ«وما آتيتم من رِباآ» بأن يعطي شيء هبة أو هدية ليطلب أكثر منه، فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة آ«ليربوَ في أموال الناسآ» المعطين، أي يزيد آ«فلا يربوآ» يزكو آ«عند اللهآ» لا ثواب فيه للمعطين آ«وما آتيتم من زكاةآ» صدقة آ«تريدونآ» بها آ«وجه الله فأولئك هم المضعفونآ» ثوابهم بما أرادوه، فيه التفات عن الخطاب.
030-041 آ«ظهر الفساد في البرآ» أي القفار بقحط المطر وقلة النبات آ«والبحرآ» أي البلاد التي على الأنهار بقلة مائها آ«بما كسبت أيدي الناسآ» من المعاصي آ«ليذيقهمآ» بالياء والنون آ«بعض الذي عملواآ» أي عقوبته آ«لعلهم يرجعونآ» يتوبون.
030-046 آ«ومن آياتهآ» تعالى آ«أن يرسل الرياح مبشراتآ» بمعنى لتبشركم بالمطر آ«وليذيقكمآ» بها آ«من رحمتهآ» المطر والخصب آ«ولتجري الفلكآ» السفن بها آ«بأمرهآ» بإرادته آ«ولتبتغواآ» تطلبوا آ«من فضلهآ» الرزق بالتجارة في البحر آ«ولعلكم تشكرونآ» هذه النعم يا أهل مكة فتوحدوه.
030-047 ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاؤوهم بالبيناتآ» بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم آ«فانتقمنا من الذين أجرمواآ» أهلكنا الذين كذبوهم آ«وكان حقاً علينا نصر المؤمنينآ» على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين.
030-048 آ«الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباآ» تزعجه آ«فيبسطه في السماء كيف يشاءآ» من قلة وكثرة آ«ويجعله كسفاآ» بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة آ«فترى الودقآ» المطر آ«يخرج من خلالهآ» أي وسطه آ«فإذا أصاب بهآ» بالودق آ«من يشاء من عباده إذا هم يستبشرونآ» يفرحون بالمطر.
030-050 آ«فانظر إلى أثرآ» وفي قراءة آثار آ«رحمة اللهآ» أي نعمته بالمطر آ«كيف يحيي الأرض بعد موتهاآ» أي يبسها بأن تنبت آ«إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيءٍ قديرآ».
030-051 آ«ولئنآ» لام قسم آ«أرسلنا ريحاآ» مضرة على نبات آ«فرأوهُ مصفرا لظلواآ» صاروا جواب القسم آ«من بعدهآ» أي بعد إصفراره آ«يكفرونآ» يجحدون النعمة بالمطر.
030-054 آ«الله الذي خلقكم من ضعفآ» ماء مهين آ«ثم جعل من بعد ضعفآ» آخر، وهو ضعف الطفولية آ«قوةًآ» أي قوة الشباب آ«ثم من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبةًآ» ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه آ«يخلق ما يشاءآ» من الضعف والقوة والشباب والشيبة آ«وهو العليمآ» بتدبير خلقه آ«القديرآ» على ما يشاء.
030-056 آ«وقال الذين أوتوا العلم والإيمانآ» من الملائكة وغيرهم آ«لقد لبثتم في كتاب اللهآ» فيما كتبه في سابق علمه آ«إلى يوم البعث فهذا يوم البعثآ» الذي أنكرتموه آ«ولكنكم كنتم لا تعلمونآ» وقوعه.
030-058 آ«ولقد ضربناآ» جعلنا آ«للناس في هذا القرآن من كل مثلآ» تنبيهاً لهم آ«ولئنآ» لام قسم آ«جئتهمآ» يا محمد آ«بآيةآ» مثل العصا واليد لموسى آ«ليقولنّآ» حذف منه نون الرفع لتوالي النونات، والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين آ«الذين كفرواآ» منهم آ«إنآ» ما آ«أنتمآ» أي محمد وأصحابه آ«إلا مبطلونآ» أصحاب أباطيل.