Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

30) Sūrat Ar-Rūm

Printed format

30) سُورَة الرُّوم

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
030-001 آ«المآ» الله أعلم بمراده في ذلك. أَلِف-لَام-مِيم
030-002 آ«غُلبت الرومآ» وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان ففرح كفار مكة بذلك، وقالوا للمسلمين: نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم. غُ‍‍لِبَتِ ‌ال‍‍رُّ‌ومُ
030-003 آ«في أدنى الأرضآ» أي أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو الفرس آ«وهمآ» أي الروم آ«من بعد غلبهمآ» أضيف المصدر إلى المفعول: أي غلبة فارس إياهم آ«سيغلبونآ» فارس. فِ‍‍ي ‌أَ‌دْنَى‌ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَهُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ غَ‍‍لَبِهِمْ سَيَ‍‍غْ‍‍لِبُونَ
030-004 آ«في بضع سنينآ» هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر، فالتقي الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الأول وغلبت الروم فارس آ«لله الأمر من قبل ومن بعدآ» أي من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس فِي بِ‍‍ضْ‍‍عِ سِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۗ لِلَّهِ ‌الأَمْرُ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ‌وَمِ‍‌‍نْ بَعْدُ‌ ۚ ‌وَيَوْمَئِذ‌ٍ‌ يَفْ‍رَحُ ‌الْمُؤْمِنُونَ
030-005 آ«بنصر اللهآ» إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه أي يوم بدر بنزول جبريل بذلك مع فرحهم بنصرهم على قتل المشركين فيه آ«ينصر من يشاء وهو العزيزآ» الغالب آ«الرحيمآ» بالمؤمنينآ». بِنَ‍صْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ يَ‍‌‍ن‍‍صُ‍‍رُ‌ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۖ ‌وَهُوَ‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌ال‍رَّحِيمُ
030-006 آ«وعد اللهآ» مصدر بدل من اللفظ بفعله، والأصل وعدهم الله النصر آ«لا يخلف الله وعدهآ» به آ«ولكن أكثر الناسآ» أي كفار مكة آ«لا يعلمونآ» وعده تعالى بنصرهم. وَعْدَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ لاَ‌ يُ‍‍خْ‍‍لِفُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌وَعْدَهُ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
030-007 آ«يعلمون ظاهراً من الحياة الدنياآ» أي معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك آ«وهم عن الآخرة هم غافلونآ» إعادة هم تأكيد. يَعْلَم‍‍ُ‍ونَ ظَ‍‍اهِ‍‍ر‌ا‌ ً‌ مِنَ ‌الْحَي‍‍َ‍اةِ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَهُمْ عَنِ ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ هُمْ غَ‍‍افِلُونَ
030-008 آ«أَو لم يتفكروا في أنفسهمآ» ليرجعوا عن غفلتهم آ«ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجلٍ مسمىآ» لذلك تفنى عند انتهائه وبعد البعث آ«وإن كثيرا من الناسآ» أي: كفار مكة آ«بلقاء ربهم لكافرونآ» أي لا يؤمنون بالبعث بعد الموت. أَ‌وَلَمْ يَتَفَكَّرُ‌و‌ا‌ فِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ ۗ مَا‌ خَ‍‍لَ‍‍قَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضَ ‌وَمَا‌ بَيْنَهُمَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ‌وَ‌أَجَلٍ‌ مُسَ‍‍مّ‍‍ى‌ ًۗ ‌وَ‌إِنَّ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ً‌ مِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ بِلِ‍‍قَ‍‍ا‌ءِ‌ ‌‍رَبِّهِمْ لَكَافِرُ‌ونَ
030-009 آ«أوَ لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانَ عاقبة الذين من قبلهمآ» من الأمم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم آ«كانوا أشد منهم قوةآ» كعاد وثمود آ«وأثاروا الأرضآ» حرثوها وقلبوها للزرع والغرس آ«وعمَروها أكثر ممّا عمروهاآ» أَ‌وَلَمْ يَسِيرُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ فَيَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍رُ‌و‌ا‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهِمْ ۚ كَانُ‍‍و‌ا‌ ‌أَشَدَّ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ قُ‍‍وَّة ً‌ ‌وَ‌أَثَا‌رُ‌و‌ا‌الأَ‌رْ‍ضَ ‌وَعَمَرُ‌وهَ‍‍ا‌ ‌أَكْثَ‍رَ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ عَمَرُ‌وهَا‌ ‌وَج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمْ ‌رُسُلُهُمْ بِ‍الْبَيِّن‍‍َ‍اتِ ۖ فَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ لِيَ‍‍ظْ‍‍لِمَهُمْ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ كَانُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ يَ‍‍ظْ‍‍لِمُونَ
030-010 ثم كان عاقبة الذين أساءُوا السُّوأىآ» تأنيث الأسوأ: الأقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة، والمراد بها جهنم وإساءتهم آ«أنآ» أي: بأن آ«كذبوا بآيات اللهآ» القرآن آ«وكانوا بها يستهزءُونآ». ثُ‍‍مَّ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَس‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ ‌ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءَ‌ى‌ ‌أَ‌نْ كَذَّبُو‌ا‌ بِآي‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَكَانُو‌ا‌ بِهَا‌ يَسْتَهْزِئ‍‍ُ‍‍ون
030-011 آ«الله يبدأ الخلقآ» أي: ينشئ خلق الناس آ«ثم يعيدهآ» أي خلقهم بعد موتهم آ«ثم إليه يرجعونآ» بالياء والتاء. اللَّهُ يَ‍‍بْ‍‍دَ‌أُ‌ ‌الْ‍‍خَ‍‍لْ‍‍قَ ثُ‍‍مَّ يُعِيدُهُ ثُ‍‍مَّ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ تُرْجَعُونَ
030-012 آ«ويوم تقوم الساعة يُبلس المجرمونآ» يسكت المشركون لانقطاع حجتهم. وَيَ‍‍وْمَ تَ‍‍قُ‍‍ومُ ‌ال‍‍سَّاعَةُ يُ‍‍بْ‍‍لِسُ ‌الْمُ‍‍جْ‍‍رِمُونَ
030-013 آ«ولم يكنآ» أي لا يكون آ«لهم من شركائهمآ» ممن أشركوهم بالله وهم الأصنام ليشفعوا لهم آ«شفعاء وكانواآ» أي: يكونون آ«بشركائهم كافرينآ» أي: متبرئين منهم. وَلَمْ يَكُ‍‌‍نْ لَهُمْ مِ‍‌‍نْ شُ‍رَك‍‍َ‍ائِهِمْ شُفَع‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَكَانُو‌ا‌ بِشُ‍رَك‍‍َ‍ائِهِمْ كَافِ‍‍رِينَ
030-014 آ«ويوم تقوم الساعة يومئذآ» تأكيد آ«يتفرقونآ» المؤمنون والكافرون. وَيَ‍‍وْمَ تَ‍‍قُ‍‍ومُ ‌ال‍‍سَّاعَةُ يَوْمَئِذ‌ٍ‌ يَتَفَ‍رَّ‍قُ‍‍ونَ
030-015 آ«فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضةٍآ» جنة آ«يحبرونآ» يسرون. فَأَمَّ‍‍ا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ فَهُمْ فِي ‌‍رَ‌وْ‍ضَ‍‍ةٍ‌ يُحْبَرُ‌ونَ
030-016 آ«وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتناآ» القرآن آ«ولقاء الآخرةآ» البعث وغيره آ«فأولئك في العذاب محضرونآ». وَ‌أَمَّ‍‍ا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌وَكَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ‌وَلِ‍‍قَ‍‍ا‌ءِ‌ ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ فِي ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ مُحْ‍‍ضَ‍‍رُ‌ونَ
030-017 آ«فسبحان اللهآ» أي: سبحوا الله بمعنى صلوا آ«حين تمسونآ» أي: تدخلون في المساء وفيه صلاتان: المغرب فَسُ‍‍بْ‍‍ح‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هِ ح‍‍ِ‍ي‍‍نَ تُمْس‍‍ُ‍ونَ ‌وَح‍‍ِ‍ي‍‍نَ تُ‍‍صْ‍‍بِحُونَ
030-018 آ«وله الحمد في السموات والأرضآ» اعتراض ومعناه يحمده أهلهما آ«وعشياآ» عطف على حين وفيه صلاة العصر آ«وحين تظهرونآ» تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر. وَلَهُ ‌الْحَمْدُ‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَعَشِيّا‌ ً‌ ‌وَح‍‍ِ‍ي‍‍نَ تُ‍‍ظْ‍‍هِرُ‌ونَ
030-019 آ«يُخرج الحي من الميتآ» كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة آ«ويخرج الميتآ» النطفة والبيضة آ«من الحي ويحيي الأرضآ» بالنبات آ«بعد موتهاآ» أي يبسها آ«وكذلكآ» الإخراج آ«تَخرجونآ» من القبور بالبناء للفاعل والمفعول. يُ‍خْ‍‍رِجُ ‌الْحَيَّ مِنَ ‌الْمَيِّتِ ‌وَيُ‍‍خْ‍‍رِجُ ‌الْمَيِّتَ مِنَ ‌الْحَيِّ ‌وَيُحْيِي ‌الأَ‌رْ‍ضَ بَعْدَ‌ مَوْتِهَا‌ ۚ ‌وَكَذَلِكَ تُ‍‍خْ‍رَجُونَ
030-020 آ«ومن آياتهآ» تعالى الدالة على قدرته آ«أن خلقكم من ترابآ» أي: أصلكم آدم آ«ثم إذا أنتم بشرآ» من دم ولحم آ«تنتشرونآ» في الأرض. وَمِ‍‌‍نْ ‌آيَاتِهِ ‌أَ‌نْ خَ‍‍لَ‍‍قَ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ تُ‍رَ‍‌اب‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ بَشَر‌‌ٌ‌ تَ‍‌‍ن‍‍تَشِرُ‌ونَ
030-021 آ«ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاآ» فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء آ«لتسكنوا إليهاآ» وتألفوها آ«وجعل بينكمآ» جميعا آ«مودةً ورحمة إن في ذَلكآ» المذكور آ«لآيات لقوم يتفكرونآ» في صنع الله تعالى. وَمِ‍‌‍نْ ‌آيَاتِهِ ‌أَ‌نْ خَ‍‍لَ‍‍قَ لَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‌ن‍‍فُسِكُمْ ‌أَ‌زْ‌وَ‌اجا‌ ً‌ لِتَسْكُنُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَيْهَا‌ ‌وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَ‌دَّة ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة‌ ًۚ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكَ لَآي‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَتَفَكَّرُ‌ونَ
030-022 آ«ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكمآ» أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها آ«وألوانكمآ» من بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة آ«إن في ذلك لآياتآ» دلالات على قدرته تعالى آ«للعالمينآ» بفتح اللام وكسرها، أي: ذوي العقول وأولي وَمِ‍‌‍نْ ‌آيَاتِ‍‍هِ خَ‍‍لْ‍‍قُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَ‌اخْ‍‍تِلاَفُ ‌أَلْسِنَتِكُمْ ‌وَ‌أَلْوَ‌انِكُمْ ۚ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكَ لَآي‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِلْعَالِمِينَ
030-023 آ«ومن آياته منامكم بالليل والنهارآ» بإرادته راحة لكم آ«وابتغاؤكمآ» بالنهار آ«من فضلهآ» أي: تصرفكم في طلب المعِيشة بإرادته آ«إن في ذلك لآيات لقوم يسمعونآ» سماع تدبر واعتبار. وَمِ‍‌‍نْ ‌آيَاتِ‍‍هِ مَنَامُكُمْ بِ‍ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لِ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍ه‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌ابْ‍‍تِ‍‍غَ‍‍ا‌ؤُكُمْ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِهِ ۚ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكَ لَآي‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَسْمَعُونَ
030-024 آ«ومن آياته يريكمآ» أي إراءتكم آ«البرق خوفاآ» للمسافر من الصواعق آ«وطمعاآ» للمقيم في المطر آ«وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتهاآ» أي: يبسطها بأن تنبت آ«إن في ذلكآ» المذكور آ«لآيات لقوم يعقلونآ» يتدبرون. وَمِ‍‌‍نْ ‌آيَاتِ‍‍هِ يُ‍‍رِيكُمُ ‌الْبَرْ‍قَ خَ‍‍وْفا‌ ً‌ ‌وَ‍طَ‍‍مَعا‌ ً‌ ‌وَيُنَزِّلُ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ م‍‍َ‍ا‌ء‌‌ ً‌ فَيُحْيِي بِهِ ‌الأَ‌رْ‍ضَ بَعْدَ‌ مَوْتِهَ‍‍اۚ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكَ لَآي‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
030-025 آ«ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمرهآ» بإرادته من غير عمد آ«ثم إذا دعاكم دعوة من الأرضآ» بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور آ«إذا أنتم تخرجونآ» منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى. وَمِ‍‌‍نْ ‌آيَاتِهِ ‌أَ‌نْ تَ‍‍قُ‍‍ومَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضُ بِأَمْ‍‍رِهِ ۚ ثُ‍‍مَّ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌دَعَاكُمْ ‌دَعْوَة ً‌ مِنَ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَ‍‍خْ‍‍رُجُونَ
030-026 آ«وله من في السماوات والأرضآ» ملكا وخلقا وعبيدا آ«كل له قانتونآ» مطيعون. وَلَ‍‍هُ مَ‍‌‍نْ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ كُلّ ٌ‌ لَ‍‍هُ قَ‍‍انِتُونَ
030-027 آ«وهو الذي يبدأ الخلقآ» للناس آ«ثم يعيدهآ» بعد هلاكهم آ«وهو أهون عليهآ» من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة آ«وله المثل الأعلى في السماوات والأرضآ» أي: الصفة العليا، وهي أنه لا إله إلا هو آ«وهو العزيزآ» في ملكه آ«الحكيمآ» في خلقه. وَهُوَ‌ ‌الَّذِي يَ‍‍بْ‍‍دَ‌أُ‌ ‌الْ‍‍خَ‍‍لْ‍‍قَ ثُ‍‍مَّ يُعِيدُهُ ‌وَهُوَ‌ ‌أَهْوَنُ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ ‌وَلَهُ ‌الْمَثَلُ ‌الأَعْلَى‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌الْحَكِيمُ
030-028 آ«ضربآ» جعل آ«لكمآ» أيها المشركون ضَ‍رَبَ لَكُمْ مَثَلا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‌نْ‍‍فُسِكُمْ ۖ هَلْ لَكُمْ مِ‍‌‍نْ مَا‌ مَلَكَتْ ‌أَيْمَانُكُمْ مِ‍‌‍نْ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ءَ‌ فِي مَا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قْ‍‍نَاكُمْ فَأَ‌نْ‍‍تُمْ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ سَو‍َ‍‌ا‌ء‌‌ٌ‌ تَ‍‍خَ‍‍افُونَهُمْ كَ‍‍خِ‍‍يفَتِكُمْ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ ۚ كَذَلِكَ نُفَ‍‍صِّ‍‍لُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
030-029 آ«بل اتبع الذين ظلمواآ» بالإشراك آ«أهواءَهم بغير علمٍ فمن يهدي من أضل اللهآ» أي: لا هادي له آ«وما لهم من ناصرينآ» مانعين من عذاب الله. بَلْ ‌اتَّبَعَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَهْو‍َ‍‌ا‌ءَهُمْ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ عِلْم‌‍ٍۖ فَمَ‍‌‍نْ يَهْدِي مَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ضَ‍‍لَّ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ ‌وَمَا‌ لَهُمْ مِ‍‌‍نْ نَاصِ‍‍رِينَ
030-030 آ«فأقمآ» يا محمد آ«وجهك للدين حنيفاآ» مائلا إليه: أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك آ«فطرتَ اللهآ» خلقته آ«التي فطر الناس عليهاآ» وهي دينه أي: الزموها آ«لا تبديل لخلق اللهآ» لدينه أي: لا تبدلوه بأن تشركوا آ«ذلك الدين القيّمآ» المستقيم توحيد الله آ«ولكن أكثر الناسآ» أي كفار مكة آ«لا يعلمونآ» توحيد الله. فَأَ‍قِ‍‍مْ ‌وَجْ‍‍هَكَ لِلدّ‍ِ‍ي‍‍نِ حَنِيفا‌‌ ًۚ فِ‍‍طْ‍‍‍رَةَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌الَّتِي فَ‍‍طَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ عَلَيْهَا‌ ۚ لاَ‌ تَ‍‍بْ‍‍د‍ِ‍ي‍‍لَ لِ‍‍خَ‍‍لْ‍‍قِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌ذَلِكَ ‌ال‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍نُ ‌الْ‍‍قَ‍‍يِّمُ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
030-031 آ«منيبينآ» راجعين آ«إليهآ» تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به؛ أي أقيموا آ«واتقوهآ» خافوه آ«وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركينآ». مُنِيب‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍وهُ ‌وَ‌أَ‍قِ‍‍يمُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَلاَ‌ تَكُونُو‌ا‌ مِنَ ‌الْمُشْ‍‍رِكِينَ
030-032 آ«من الذينآ» بدل بإعادة الجار آ«فرقوا دينهمآ» باختلافهم مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ فَ‍رَّ‍قُ‍‍و‌ا‌ ‌دِينَهُمْ ‌وَكَانُو‌ا‌ شِيَعا‌‌ ًۖ كُلُّ حِزْب ٍ‌ بِمَا‌ لَدَيْهِمْ فَ‍‍رِحُونَ
030-033 آ«وإذا مسَّ الناسآ» أي كفار مكة آ«ضرٌّآ» شدة آ«دعوا ربهم منيبينآ» راجعين آ«إليهآ» دون غيره آ«ثم إذا أذاقهم منه رحمةآ» بالمطر آ«إذا فريقٌ منهم بربهم يشركونآ». وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ مَسَّ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ ضُ‍‍رّ‌‌ٌ‌ ‌دَعَوْ‌ا‌ ‌‍رَبَّهُمْ مُنِيب‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ثُ‍‍مَّ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‌ذَ‌اقَ‍‍هُمْ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌‍رَحْمَة‌ ً‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ فَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍قٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ بِ‍رَبِّهِمْ يُشْ‍‍رِكُونَ
030-034 آ«ليكفروا بما آتيناهمآ» أريد به التهديد آ«فتمتعوا فسوف تعلمونآ» عاقبة تمتعكم، فيه التفات عن الغيبة. لِيَكْفُرُ‌و‌ا‌ بِمَ‍‍ا‌ ‌آتَيْنَاهُمْ ۚ فَتَمَتَّعُو‌ا‌ فَسَ‍‍وْفَ تَعْلَمُونَ
030-035 آ«أَمآ» بمعنى همزة الإنكار آ«أنزلنا عليهم سلطاناًآ» حجة وكتاباً آ«فهو يتكلمآ» تكلم دلالة آ«بما كانوا به يشركونآ» أي يأمرهم بالإشراك! لا. أَمْ ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَا‌ عَلَيْهِمْ سُلْ‍‍طَ‍‍انا‌‌ ً‌ فَهُوَ‌ يَتَكَلَّمُ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ بِ‍‍هِ يُشْ‍‍رِكُونَ
030-036 آ«وإذا أذقنا الناسآ» كفار مكة وغيرهم آ«رحمةآ» نعمةً آ«فرحوا بهاآ» فرح بطر آ«وإن تصبهم سيئةآ» شدة آ«بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطونآ» ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‌ذَ‍قْ‍‍نَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ ‌‍رَحْمَة‌ ً‌ فَ‍‍رِحُو‌ا‌ بِهَا‌ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍صِ‍‍بْ‍‍هُمْ سَيِّئَة‌‍ٌ‌ بِمَا‌ قَ‍‍دَّمَتْ ‌أَيْدِيهِمْ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ هُمْ يَ‍‍قْ‍‍نَ‍‍طُ‍‍ونَ
030-037 آ«اوَ لم يرواآ» يعلموا آ«أن الله يبسط الرزقآ» يوسعه آ«لمن يشاءآ» امتحانا آ«ويقدرآ» يضيقه لمن يشاء ابتلاءً آ«إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنونآ» بها. أَ‌وَلَمْ يَ‍رَ‌وْ‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَ‍‍بْ‍‍سُ‍‍طُ ‌ال‍‍رِّ‌زْ‍قَ لِمَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَيَ‍‍قْ‍‍دِ‌ر‍ُ‍‌ ۚ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكَ لَآي‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يُؤْمِنُونَ
030-038 آ«فآت ذا القربىآ» القرابة آ«حقهآ» من البر والصلة آ«والمسكين وابن السبيلآ» المسافر من الصدقة، وأمة النبي تبع له في ذلك آ«ذلك خير للذين فَآتِ ‌ذَ‌ا‌ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْبَى‌ حَ‍‍قَّ‍‍هُ ‌وَ‌الْمِسْك‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌ابْ‍‍نَ ‌ال‍‍سَّب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ۚ ‌ذَلِكَ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌وَجْ‍‍هَ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْمُفْلِحُونَ
030-039 آ«وما آتيتم من رِباآ» بأن يعطي شيء هبة أو هدية ليطلب أكثر منه، فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة آ«ليربوَ في أموال الناسآ» المعطين، أي يزيد آ«فلا يربوآ» يزكو آ«عند اللهآ» لا ثواب فيه للمعطين آ«وما آتيتم من زكاةآ» صدقة آ«تريدونآ» بها آ«وجه الله فأولئك هم المضعفونآ» ثوابهم بما أرادوه، فيه التفات عن الخطاب. وَمَ‍‍ا‌ ‌آتَيْتُمْ مِ‍‌‍نْ ‌رِبا‌ ً‌ لِيَرْبُوَ‌ا‌ فِ‍‍ي ‌أَمْو‍َ‍‌الِ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ فَلاَ‌ يَرْبُو‌ا‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌آتَيْتُمْ مِ‍‌‍نْ ‌زَك‍‍َ‍اة‌‍ٍ‌ تُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌وَجْ‍‍هَ ‌اللَّ‍‍هِ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْمُ‍‍ضْ‍‍عِفُونَ
030-040 آ«الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكمآ» ممن أشركتم بالله آ«من يفعل من ذلكم من شيءآ» لا آ«سبحانه وتعالى عما يشركونآ» به. اللَّهُ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ‍‍كُمْ ثُ‍‍مَّ ‌‍رَ‌زَ‍قَ‍‍كُمْ ثُ‍‍مَّ يُمِيتُكُمْ ثُ‍‍مَّ يُحْيِيكُمْ ۖ هَلْ مِ‍‌‍نْ شُ‍رَك‍‍َ‍ائِكُمْ مَ‍‌‍نْ يَفْعَلُ مِ‍‌‍نْ ‌ذَلِكُمْ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌‌ٍۚ سُ‍‍بْ‍‍حَانَ‍‍هُ ‌وَتَعَالَى‌ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يُشْ‍‍رِكُونَ
030-041 آ«ظهر الفساد في البرآ» أي القفار بقحط المطر وقلة النبات آ«والبحرآ» أي البلاد التي على الأنهار بقلة مائها آ«بما كسبت أيدي الناسآ» من المعاصي آ«ليذيقهمآ» بالياء والنون آ«بعض الذي عملواآ» أي عقوبته آ«لعلهم يرجعونآ» يتوبون. ظَ‍‍هَ‍رَ‌الْفَس‍‍َ‍ا‌دُ‌ فِي ‌الْبَرِّ‌ ‌وَ‌الْبَحْ‍‍ر‍ِ‍‌ بِمَا‌ كَسَبَتْ ‌أَيْدِي ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لِيُذِي‍‍قَ‍‍هُمْ بَعْ‍‍ضَ ‌الَّذِي عَمِلُو‌ا‌ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
030-042 آ«قلآ» لكفار مكة آ«سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركينآ» فأهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية. قُ‍‍لْ سِيرُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رُ‌و‌ا‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۚ ك‍‍َ‍انَ ‌أَكْثَرُهُمْ مُشْ‍‍رِكِينَ
030-043 آ«فأقم وجهك للدين القيِّمآ» دين الإسلام آ«من قبل أن يأتي يوم لا مردَّ له من اللهآ» هو يوم القيامة آ«يومئذ يصَّدَّعونآ» فيه إدغام التاء فَأَ‍قِ‍‍مْ ‌وَجْ‍‍هَكَ لِلدّ‍ِ‍ي‍‍نِ ‌الْ‍‍قَ‍‍يِّمِ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ ‌أَ‌نْ يَأْتِيَ يَ‍‍وْم ٌ‌ لاَ‌ مَ‍رَ‌دَّ‌ لَ‍‍هُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ يَوْمَئِذ‌ٍ‌ يَ‍‍صَّ‍‍دَّعُونَ
030-044 آ«من كفر فعليه كفرهآ» وبال كفره وهو النار آ«ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدونآ» يوطئون منازلهم في الجنة. مَ‍‌‍نْ كَفَ‍رَ‌ فَعَلَ‍‍يْ‍‍هِ كُفْرُهُ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ عَمِلَ صَ‍‍الِحا‌‌ ً‌ فَلِأَ‌ن‍‍فُسِهِمْ يَمْهَدُ‌ونَ
030-045 آ«ليجزيآ» متعلق بيصدعون آ«الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضلهآ» يثيبهم آ«إنه لا يحب الكافرينآ» أي يعاقبهم. لِيَ‍‍جْ‍‍زِيَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِهِ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ لاَ‌ يُحِبُّ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
030-046 آ«ومن آياتهآ» تعالى آ«أن يرسل الرياح مبشراتآ» بمعنى لتبشركم بالمطر آ«وليذيقكمآ» بها آ«من رحمتهآ» المطر والخصب آ«ولتجري الفلكآ» السفن بها آ«بأمرهآ» بإرادته آ«ولتبتغواآ» تطلبوا آ«من فضلهآ» الرزق بالتجارة في البحر آ«ولعلكم تشكرونآ» هذه النعم يا أهل مكة فتوحدوه. وَمِ‍‌‍نْ ‌آيَاتِهِ ‌أَ‌نْ يُرْسِلَ ‌ال‍‍رِّي‍‍َ‍احَ مُبَشِّرَ‍‌اتٍ‌ ‌وَلِيُذِي‍‍قَ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَحْمَتِ‍‍هِ ‌وَلِتَ‍‍جْ‍‍رِيَ ‌الْفُلْكُ بِأَمْ‍‍رِهِ ‌وَلِتَ‍‍بْ‍‍تَ‍‍غُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِ‍‍هِ ‌وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ
030-047 ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاؤوهم بالبيناتآ» بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم آ«فانتقمنا من الذين أجرمواآ» أهلكنا الذين كذبوهم آ«وكان حقاً علينا نصر المؤمنينآ» على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‌رْسَلْنَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكَ ‌رُسُلا‌‌ ً‌ ‌إِلَى‌ قَ‍‍وْمِهِمْ فَج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌وهُمْ بِ‍الْبَيِّن‍‍َ‍اتِ فَا‌ن‍‍تَ‍‍قَ‍‍مْنَا‌ مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَجْ‍‍‍رَمُو‌اۖ ‌وَك‍‍َ‍انَ حَ‍‍قّ‍‍اً‌ عَلَيْنَا‌ نَ‍‍صْ‍‍رُ‌ ‌الْمُؤْمِنِينَ
030-048 آ«الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباآ» تزعجه آ«فيبسطه في السماء كيف يشاءآ» من قلة وكثرة آ«ويجعله كسفاآ» بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة آ«فترى الودقآ» المطر آ«يخرج من خلالهآ» أي وسطه آ«فإذا أصاب بهآ» بالودق آ«من يشاء من عباده إذا هم يستبشرونآ» يفرحون بالمطر. اللَّهُ ‌الَّذِي يُرْسِلُ ‌ال‍‍رِّي‍‍َ‍احَ فَتُث‍‍ِ‍ي‍‍رُ‌ سَحَابا‌‌ ً‌ فَيَ‍‍بْ‍‍سُ‍‍طُ‍‍هُ فِي ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَيَ‍‍جْ‍‍عَلُ‍‍هُ كِسَفا‌‌ ً‌ فَتَ‍رَ‌ى‌ ‌الْوَ‌دْ‍‍قَ يَ‍‍خْ‍‍رُجُ مِ‍‌‍نْ خِ‍‍لاَلِ‍‍هِ ۖ فَإِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‍صَ‍‍ابَ بِ‍‍هِ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ مِ‍‌‍نْ عِبَا‌دِهِ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ هُمْ يَسْتَ‍‍بْ‍‍شِرُ‌ونَ
030-049 آ«وإنآ» وقد آ«كانوا من قبل أن يُنزَّل عليهم من قبلهآ» تأكيد آ«لمبلسينآ» آيسين من إنزاله. وَ‌إِ‌نْ كَانُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ ‌أَ‌نْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ‍‍هِ لَمُ‍‍بْ‍‍لِسِينَ
030-050 آ«فانظر إلى أثرآ» وفي قراءة آثار آ«رحمة اللهآ» أي نعمته بالمطر آ«كيف يحيي الأرض بعد موتهاآ» أي يبسها بأن تنبت آ«إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيءٍ قديرآ». فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌آث‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌‍رَحْمَةِ ‌اللَّ‍‍هِ كَ‍‍يْ‍‍فَ يُحْيِي ‌الأَ‌رْ‍ضَ بَعْدَ‌ مَوْتِهَ‍‍اۚ ‌إِنَّ ‌ذَلِكَ لَمُحْيِي ‌الْمَوْتَى‌ ۖ ‌وَهُوَ‌ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
030-051 آ«ولئنآ» لام قسم آ«أرسلنا ريحاآ» مضرة على نبات آ«فرأوهُ مصفرا لظلواآ» صاروا جواب القسم آ«من بعدهآ» أي بعد إصفراره آ«يكفرونآ» يجحدون النعمة بالمطر. وَلَئِ‍‌‍نْ ‌أَ‌رْسَلْنَا‌ ‌رِيحا‌‌ ً‌ فَ‍رَ‌أَ‌وْهُ مُ‍‍صْ‍‍فَرّ‌ا‌ ً‌ لَ‍‍ظَ‍‍لُّو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِ يَكْفُرُ‌ونَ
030-052 آ«فإنك لا تُسمع الموتى ولا تُسمع الصم الدعاء إذاآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء آ«ولَّوْا مدبرينآ». فَإِنَّ‍‍كَ لاَ‌ تُسْمِعُ ‌الْمَوْتَى‌ ‌وَلاَ‌ تُسْمِعُ ‌ال‍‍صُّ‍‍مَّ ‌ال‍‍دُّع‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌وَلَّوْ‌ا‌ مُ‍‍دْبِ‍‍رِينَ
030-053 آ«وما أنت بهادِ العمي عن ضلالتهم إنآ» ما آ«تُسمعآ» سماع إفهام وقبول آ«إلا من يؤمن بآياتناآ» القرآن آ«فهم مسلمونآ» مخلصون بتوحيد الله. وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تَ بِهَا‌دِي ‌الْعُمْيِ عَ‍‌‍نْ ضَ‍‍لاَلَتِهِمْ ۖ ‌إِ‌نْ تُسْمِعُ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا‌ فَهُمْ مُسْلِمُون
030-054 آ«الله الذي خلقكم من ضعفآ» ماء مهين آ«ثم جعل من بعد ضعفآ» آخر، وهو ضعف الطفولية آ«قوةًآ» أي قوة الشباب آ«ثم من بعد قوةٍ ضعفاً وشيبةًآ» ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه آ«يخلق ما يشاءآ» من الضعف والقوة والشباب والشيبة آ«وهو العليمآ» بتدبير خلقه آ«القديرآ» على ما يشاء. اللَّهُ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ ضَ‍‍عْف‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ جَعَلَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ضَ‍‍عْف‌‍ٍقُ‍‍وَّة‌ ً‌ ثُ‍‍مَّ جَعَلَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ قُ‍‍وَّة‌‍ٍضَ‍‍عْفا‌ ً‌ ‌وَشَيْبَة ًۚ يَ‍‍خْ‍‍لُ‍‍قُ مَا‌ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۖ ‌وَهُوَ‌ ‌الْعَل‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌الْ‍‍قَ‍‍دِيرُ
030-055 آ«ويوم تقوم الساعة يُقسمآ» يحلف آ«المجرمونآ» الكافرون آ«ما لبثواآ» في القبور وَيَ‍‍وْمَ تَ‍‍قُ‍‍ومُ ‌ال‍‍سَّاعَةُ يُ‍‍قْ‍‍سِمُ ‌الْمُ‍‍جْ‍‍رِم‍‍ُ‍ونَ مَا‌ لَبِثُو‌اغَ‍‍يْ‍رَ‌ سَاعَة‌‍ٍۚ كَذَلِكَ كَانُو‌ا‌ يُؤْفَكُونَ
030-056 آ«وقال الذين أوتوا العلم والإيمانآ» من الملائكة وغيرهم آ«لقد لبثتم في كتاب اللهآ» فيما كتبه في سابق علمه آ«إلى يوم البعث فهذا يوم البعثآ» الذي أنكرتموه آ«ولكنكم كنتم لا تعلمونآ» وقوعه. وَ‍قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌الْعِلْمَ ‌وَ‌الإِيم‍‍َ‍انَ لَ‍‍قَ‍‍دْ‌ لَبِثْتُمْ فِي كِت‍‍َ‍ابِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِلَى‌ يَ‍‍وْمِ ‌الْبَعْثِ ۖ فَهَذَ‌ا‌ يَ‍‍وْمُ ‌الْبَعْثِ ‌وَلَكِ‍‍نَّ‍‍كُمْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
030-057 آ«فيومئذٍ لا ينفعآ» بالياء والتاء آ«الذين ظلموا معذرتُهمآ» في إنكارهم له آ«ولا هم يستعتبونآ» لا يطلب منهم العتبى: أي الرجوع إلى ما يرضي الله. فَيَوْمَئِذ‌ٍ‌ لاَ‌ يَ‍‌‍ن‍‍فَعُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُو‌ا‌ مَعْذِ‌‍رَتُهُمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ
030-058 آ«ولقد ضربناآ» جعلنا آ«للناس في هذا القرآن من كل مثلآ» تنبيهاً لهم آ«ولئنآ» لام قسم آ«جئتهمآ» يا محمد آ«بآيةآ» مثل العصا واليد لموسى آ«ليقولنّآ» حذف منه نون الرفع لتوالي النونات، والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين آ«الذين كفرواآ» منهم آ«إنآ» ما آ«أنتمآ» أي محمد وأصحابه آ«إلا مبطلونآ» أصحاب أباطيل. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ضَ‍رَبْ‍‍نَا‌ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ فِي هَذَ‌ا‌ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنِ مِ‍‌‍نْ كُلِّ مَثَلٍۚ ‌وَلَئِ‍‌‍نْ جِئْتَهُمْ بِآيَة‍ٍ‌ لَيَ‍‍قُ‍‍ولَ‍‍نَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌إِ‌نْ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ‌إِلاَّ‌ مُ‍‍بْ‍‍‍‍طِ‍‍لُونَ
030-059 آ«كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمونآ» التوحيد كما طبع على قلوب هؤلاء. كَذَلِكَ يَ‍‍طْ‍‍بَعُ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ قُ‍‍ل‍‍ُ‍وبِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
030-060 آ«فاصبر إنَّ وعد اللهآ» بنصرك عليهم آ«حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنونآ» بالبعث: أي لا يحملنَّك على الخفة والطيش بترك الصبر: أي لا تتركه. فَاصْ‍‍بِ‍‍رْ‌ ‌إِنَّ ‌وَعْدَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ حَ‍‍قٌّۖ ‌وَلاَ‌ يَسْتَ‍‍خِ‍‍فَّ‍‍نَّ‍‍كَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يُوقِ‍‍نُونَ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah