028-004 آ«إن فرعون علاآ» تعظم آ«في الأرضآ» أرض مصر آ«وجعل أهلها شيعاًآ» فرقاً في خدمته آ«يستضعف طائفة منهمآ» هم بنو إسرائيل آ«يذِّبح أبناءهمآ» المولودين آ«ويستحيي نساءَهمآ» يستبقيهن أحياء لقول بعض الكهنة له: إن
028-005 آ«ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةآ» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير آ«ونجعلهم الوارثينآ» ملك فرعون.
028-006 آ«ونمكن لهم في الأرضآ» أرض مصر والشام آ«ونريَ فرعون وهامان وجنودهماآ» وفي قراءة ويرى بفتح التحتانية والراء ورفع الأسماء الثلاثة آ«منهم ما كانوا يحذرونآ» يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم على يديه.
028-007 آ«وأوحيناآ» وحي إلهام أو منام آ«إلى أم موسىآ» وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته آ«أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمآ» البحر أي النيل آ«ولا تخافيآ» غرقه آ«ولا تحزنيآ» لفراقه آ«إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلينآ» فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مطليٍّ بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلاً.
028-008 آ«فالتقطهآ» بالتابوت صبيحة الليل آ«آلآ» أعوان آ«فرعونآ» فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى منه وهو يمص من إبهامه لبناً آ«ليكون لهمآ» في عاقبة الأمر آ«عدواًآ» يقتل رجالهم آ«وحزناًآ» يستعبد نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في
028-009 آ«وقالت امرأة فرعونآ» وقد هم مع أعوانه بقتله هو آ«قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداًآ» فأطاعوها آ«وهو لا يشعرونآ» بعاقبة أمرهم معه.
028-010 آ«وأصبح فؤاد أم موسىآ» لما علمت بالتقاطه آ«فارغاًآ» مما سواه. آ«إنآ» مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها آ«كادت لتبدي بهآ» أي بأنه ابنها آ«لولا أن ربطنا على قلبهاآ» بالصبر أي سكناه آ«لتكون من المؤمنينآ» المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله.
028-011 آ«وقالت لأختهآ» مريم آ«قصيهآ» اتبعي أثره حتى تعلمي خبره آ«فبصرت بهآ» أبصرته آ«عن جُنُبآ» من مكان بعيد اختلاساً آ«وهم لا يشعرونآ» أنها أخته وأنها ترقبه.
028-012 آ«وحرمنا عليه المراضع من قبلآ» أي قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة غير أمه فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له آ«فقالتآ» أخته آ«هل أدلكم على أهل بيتآ» لما رأت حنوهم عليه آ«يكفلونه لكمآ» بالإرضاع وغيره آ«وهم له ناصحونآ» وفسرت ضمير له بالملك جواباً لهم فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة
028-013 آ«فرددناه إلى أمه كي تقر عينهاآ» بلقائه آ«ولا تحزنآ» حينئذ آ«ولتعلم أن وعد اللهآ» برده إليها آ«حق ولكن أكثرهمآ» أي الناس آ«لا يعلمونآ» بهذا الوعد ولا بأن هذه أخته وهذه أمه فمكث عندها إلى أن فطمته وأجرى عليها أجرتها لكل يوم دينار وأخذتها لأنها مال حربي فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء آ«ألم نربِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنينآ»
028-014 آ«ولما بلغ أشدهآ» وهو ثلاثون سنة أو وثلاث آ«واستوىآ» أي بلغ أربعين سنة آ«آتيناه حكماًآ» حكمة آ«وعلماًآ» فقهاً في الدين قبل أن يبعث نبياً آ«وكذلكآ» كما جزيناه آ«نجزي المحسنينآ» لأنفسهم.
028-015 آ«ودخلآ» موسى آ«المدينةآ» مدينة فرعون وهي منف بعد أن غاب عنه مدة آ«على حين غفلة من أهلهاآ» وقت القيلولة آ«فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعتهآ» أي إسرائيلي آ«وهذا من عدوهآ» أي قبطي يسخر إسرائيلياً ليحمل حطباً إلى مطبخ فرعون آ«فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوهآ» فقال له موسى خلِّ سبيله فقيل إنه قال لموسى لقد هممت أن أحمله عليك آ«فوكزه موسىآ» أي ضربه بجمع كفه وكان شديد القوة والبطش آ«فقضى
028-018 آ«فأصبح في المدينة خائفاً يترقبآ» ينتظر ما يناله من جهة أهل القتيل آ«فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخهآ» يستغيث به على قبطيٍّ آخر آ«قال له موسى إنك لغوي مبينآ» بيّن الغواية لما فعلته بالأمس واليوم.
028-019 آ«فلما أنآ» زائدة آ«أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهماآ» لموسى والمستغيث به آ«قالآ» المستغيث ظاناً أنه يبطش به لما قال له آ«يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس إنآ» ما آ«تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحينآ» فسمع القبطي ذلك فعلم أن القاتل موسى فانطلق إلى فرعون فأخبره بذلك فأمر فرعون الذباحين بقتل موسى فأخذوا في الطريق إليه.
028-022 آ«ولما توجهآ» قصد بوجهه آ«تلقاء مدينآ» جهتها وهي قرية شعيب مسيرة ثمانية أيام من مصر سميت بمدين بن إبراهيم ولم يكن يعرف طريقها آ«قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيلآ» أي قصد الطريق الوسط إليها فأرسل الله ملكاً بيده عنزة فانطلق به إليها.
028-023 آ«ولما ورد ماء مدينآ» بئر فيها أي وصل إليها آ«وجد عليه أُمَّةآ» جماعة آ«من الناس يسقونآ» مواشيهم آ«ووجد من دونهمآ» سواهم آ«امرأتين تذودانآ» تمنعان أغنامهما عن الماء آ«قالآ» موسى لهما آ«ما خطبكماآ» ما شأنكما لا تسقيان آ«قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاءآ» جمع راع أي يرجعون من سقيهم خوف الزحام فنسقي وفي قراءة يصدر من الرباعي أي يصرفوا مواشيهم عن الماء آ«وأبونا شيخ كبيرآ» لا يقدر أن يسقي.
028-025 آ«فجاءته إحداهما تمشي على استحياءآ» أي واضعة كُمَّ درعها على وجهها حياء منه آ«قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لناآ» فأجابها منكراً في نفسه أخذ الأجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان ممن يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها: امشي خلفي ودليني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال: اجلس فتعش قال: أخاف أن يكون عوضاً مما سقيت لهما وإنا أهل بيت لا نطلب على عمل خير عوضاً قال: لا، عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله قال تعالي آ«فلما جاءه وقص عليه القصصآ» مصدر بمعنى المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون آ«قال لا تخف نجوت من القوم الظالمينآ» إذ لا سلطان لفرعون على مدين.
028-026 آ«قالت إحداهماآ» وهي المرسَلة الكبرى أو الصغرى آ«يا أبت استأجرهآ» اتخذه أجيراً يرعى غنمنا بدلنا آ«إن خير من استأجرت القوي الأمينآ» أي استأجره لقوته وأمانته
028-027 آ«قال إني أريد أن أُنكحك إحدى ابنتيَّ هاتينآ» وهي الكبرى أو الصغرى آ«على أن تأجرنيآ» تكون أجيراً لي في رعي غنمي آ«ثماني حججآ» أي سنين آ«فإن أتممت عشراًآ» أي رعي عشر سنين آ«فمن عندكآ» التمام آ«وما أريد أن أشق عليكآ» باشتراط العشر آ«ستجدني إن شاء اللهآ» للتبرك آ«من الصالحينآ» الوافين بالعهد.
028-028 آ«قالآ» موسى آ«ذلكآ» الذي قلته آ«بيني وبينك أيما الأجلينآ» الثماني أو العشر وما زائدة أي رعيه آ«قضيتآ» به أي فرغت منه آ«فلا عدوان عليَّآ» بطلب الزيادة عليه آ«والله على ما نقولآ» أنا وأنت آ«وكيلآ» حفيظ أو شهيد فتم العقد بذلك وأمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه وكانت عصيُّ الأنبياء عنده فوقع في يدها عصا آدم من آس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب.
028-029 آ«فلما قضى موسى الأجلآ» أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به آ«وسار بأهلهآ» زوجته بإذن أبيها نحو مصر آ«آنسآ» أبصر من بعيد آ«من جانب الطورآ» اسم جبل آ«ناراً قال لأهله امكثواآ» هنا آ«إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبرآ» عن
028-030 آ«فلما أتاها نودي من شاطئآ» جانب آ«الواد الأيمنآ» لموسى آ«في البقعة المباركةآ» لموسى لسماعه كلام الله فيها آ«من الشجرةآ» بدل من شاطئ بإعادة الجار لنباتها فيه وهي شجرة عناب أو عليق أو عوسج آ«أنآ» مفسرة لا مخففة آ«يا موسى إني أنا الله رب العالمينآ».
028-031 آ«وأن ألق عصاكآ» فألقاها آ«فلما رآها تهتزآ» تتحرك آ«كأنها جانآ» وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتها آ«ولَّى مدبراآ» هاربا منها آ«ولم يعقبآ» أي يرجع فنودي آ«يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنينآ».
028-032 آ«اسلكآ» أدخل آ«يدكآ» اليمنى بمعنى الكف آ«في جيبكآ» هو طوق القميص وأخرجها آ«تخرجآ» خلاف ما كانت عليه من الأدمة آ«بيضاء من غير سوءآ» أي برص فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تغشى البصر آ«واضمم إليك جناحك من الرَّهَبآ» بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى وعبر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر آ«فَذَانِّكَآ» بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد
028-034 آ«وأخي هارون هو أفصح مني لساناآ» أبين آ«فأرسله معي ردْءاآ» معينا وفي قراءة بفتح الدال بلا همزة آ«يصدقْنيآ» بالجزم جواب الدعاء وفي قراءة بالرفع وجملته صفة ردءاً آ«إني أخاف أن يكذبونآ».
028-037 آ«وقالآ» بواو وبدونها آ«موسى ربي أعلمآ» عالم آ«بمن جاء بالهدى من عندهآ» الضمير للرب آ«ومنآ» عطف على من قبلها آ«تكونآ» بالفوقانية والتحتانية آ«له عاقبة الدارآ» أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أي هو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به آ«إنه لا يفلح الظالمونآ» الكافرون.
028-041 آ«وجعلناهمآ» في الدنيا آ«أئمةآ» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء رؤساء في الشرك آ«يدعون إلى النارآ» بدعائهم إلى الشرك آ«ويوم القيامة لا يُنصرونآ» بدفع العذاب عنهم.
028-043 آ«ولقد آتينا موسى الكتابآ» التوراة آ«من بعد ما أهلكنا القرون الأولىآ» قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم آ«بصائر للناسآ» حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب آ«وهدىآ» من الضلالة لمن عمل به آ«ورحمةًآ» لمن آمن به آ«لعلهم يتذكرونآ» يتعظون بما فيه من المواعظ.
028-045 آ«ولكنا أنشأنا قروناآ» أمما من بعد موسى آ«فتطاول عليهم العمرآ» طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولا وأوحينا إليك خبر موسى وغيره آ«وما كنت ثاوياآ» مقيما آ«في أهل مدين تتلو عليهم آياتناآ» خبر ثان فتعرف قصتهم فتخبر بها آ«ولكنا كنا مرسلينآ» لك وإليك بأخبار المتقدمين.
028-046 آ«وما كنت بجانب الطورآ» الجبل آ«إذآ» حين آ«ناديناآ» موسى أن خذ الكتاب بقوة آ«ولكنآ» أرسلناك آ«رحمة من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلكآ» وهم أهل مكة آ«لعلهم يتذكرونآ» يتعظون.
028-047 آ«ولولا أن تصيبهم مصيبةآ» عقوبة آ«بما قدمت أيديهمآ» من الكفر وغيره آ«فيقولوا ربنا لولاآ» هلا آ«أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتكآ» المرسل بها آ«ونكون من المؤمنينآ» وجواب لولا محذوف وما بعده مبتدأ، والمعنى لولا الإصابة المسبب عنها قولهم أو لولا قولهم المسبب عنها لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولا.
028-048 آ«فلما جاءهم الحقآ» محمد آ«من عندنا قالوا لولاآ» هلا آ«أوتي مثل ما أوتي موسىآ» من الآيات كاليد البيضاء والعصا وغيرهما أو الكتاب جملة واحدة قال تعالى آ«أوَ
028-050 آ«فإن لم يستجيبوا لكآ» دعاءك بالإتيان بكتاب آ«فاعلم أنما يتبعون أهواءهمآ» في كفرهم آ«ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من اللهآ» أي لا أضل منه آ«إن الله لا يهدي القوم الظالمينآ» الكافرين.
028-052 آ«الذين آتيناهم الكتاب من قبلهآ» أي القرآن آ«هم به يؤمنونآ» أيضا نزلت في جماعة أسلموا من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره ومن النصارى قدموا من الحبشة ومن الشام.
028-057 آ«وقالواآ» قومه آ«إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضناآ» ننتزع منها بسرعة قال تعالى آ«أَو لمْ نمكن لهم حرما آمناآ» يأمنون فيه من الإغارة والقتل الواقعين من بعض العرب على بعض آ«تجبىآ» بالفوقانية والتحتانية آ«إليه ثمرات كل شيءآ» من كل أوب آ«رزقاآ» لهم آ«من لدناآ» عندنا آ«ولكن أكثرهم لا يعلمونآ» أن ما نقوله حق.
028-058 آ«وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتهاآ» عيشها وأريد بالقرية أهلها آ«فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاآ» للمارة يوماً أو بعضه آ«وكنا نحن الوارثينآ» منهم.
028-059 آ«وما كان ربك مهلك القرىآ» بظلم منها آ«حتى يبعث في أمهاآ» أي أعظمها آ«رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمونآ» بتكذيب الرسل.
028-061 آ«أَفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيهآ» وهو مصيبه وهو الجنة آ«كمن متعناه متاع الحياة الدنياآ» فيزول عن قريب آ«ثم هو يوم القيامة من المحضرينآ» النار. الأول المؤمن، والثاني الكافر، أي لا تساوي بينهما.
028-063 آ«قال الذين حق عليهم القولآ» بدخول النار وهم رؤساء الضلالة آ«ربنا هؤلاء الذين أغويناآ» هم مبتدأ وصفة آ«أغويناهمآ» خبره فغووا آ«كما غويناآ» لم نكرههم على الغيّ آ«تبرأنا إليكآ» منهم آ«ما كانوا إيانا يعبدونآ» ما نافية وقدم المفعول للفاصلة.
028-064 آ«وقيل ادعوا شركاءكمآ» أي الأصنام الذين تزعمون أنهم شركاء الله آ«فدعوْهم فلم يستجيبوا لهمآ» دعاءهم آ«ورأوا العذابآ» أبصروه آ«لو أنهم كانوا يهتدونآ» في الدنيا لما رأوه في الآخرة.
028-071 آ«قلآ» لأهل مكة آ«أرأيتمآ» أي أخبروني آ«إن جعل الله عليكم الليل سرمداًآ» دائماً آ«إلى يوم القيامة من إله غير اللهآ» بزعمكم آ«يأتيكم بضياءٍآ» نهار تطلبون فيه المعيشة آ«أفلا تسمعونآ» ذلك سماع تفهم فترجعون عن الإشراك.
028-072 آ«قلآ» لهم آ«أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير اللهآ» بزعمكم آ«يأتيكم بليل تسكنونآ» تستريحون آ«فيهآ» من التعب آ«أفلا تبصرونآ» ما أنتم عليه من الخطأ في الإشراك فترجعون عنه.
028-075 آ«ونزعناآ» أخرجنا آ«من كل أمة شهيداًآ» وهو نبيهم يشهد عليهم بما قالوا آ«فقلناآ» لهم آ«هاتوا برهانكمآ» على ما قلتم من الإشراك آ«فعلموا أن الحقآ» في الإلهية آ«للهآ» لا يشاركه فيه أحد آ«وضلآ» غاب آ«عنهم ما كانوا يفترونآ» في الدنيا من أن معه شريكاً تعالى عن ذلك.
028-076 آ«إن قارون كان من قوم موسىآ» ابن عمه وابن خالته وآمن به آ«فبغى عليهمآ» بالكبر والعلو وكثرة المال آ«وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوءآ» تثقل آ«بالعصبةآ» الجماعة آ«أوليآ» أصحاب آ«القوةآ» أي تثقلهم فالباء للتعدية وعدتهم قيل سبعون وقيل أربعون وقيل عشرة وقيل غير ذلك، اذكر آ«إذ قال له قومهآ» المؤمنون من بني إسرائيل آ«لا تفرحآ» بكثرة المال فرح بطر آ«إن الله لا يحب الفرحينآ» بذلك.
028-077 آ«وابتغآ» اطلب آ«فيما آتاك اللهآ» من المال آ«الدار الآخرةآ» بأن تنفقه في طاعة الله آ«ولا تنسآ» تترك آ«نصيبك من الدنياآ» أي أن تعمل فيها للآخرة آ«وأحسنآ» للناس بالصدقة آ«كما أحسن الله إليك ولا تبغآ» تطلب آ«الفساد في الأرضآ» بعمل المعاصي آ«إن الله لا يحب المفسدينآ» بمعنى أنه يعاقبهم.
028-079 آ«فخرجآ» قارون آ«على قومه في زينتهآ» بأتباعه الكثيرين ركبانا متحلين بملابس الذهب والحرير على خيول وبغال متحلية آ«قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياآ» للتنبيه آ«ليت لنا مثل ما أوتي قارونآ» في الدنيا آ«إنه لذو حظآ» نصيب آ«عظيمآ» واف فيها.
028-080 آ«وقالآ» لهم آ«الذين أوتوا العلمآ» بما وعد الله في الآخرة آ«ويلكمآ» كلمة زجر آ«ثواب اللهآ» في الآخرة بالجنة آ«خير لمن آمن وعمل صالحاًآ» مما أوتي قارون في الدنيا آ«ولا يلقاهاآ» أي الجنة المثاب بها آ«إلا الصابرونآ» على الطاعة وعن المعصية.
028-082 آ«وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمسآ» أي من قريب آ«يقولون ويكأن الله يبسطآ» يوسع آ«الرزق لمن يشاء من عباده ويقدرآ» يضيق على ما يشاء و "وي" اسم فعل بمعنى: أعجب، أي أنا
028-083 آ«تلك الدار الآخرةآ» أي الجنة آ«نجعلها للذين لا يريدون علوّا في الأرضآ» بالبغي آ«ولا فساداآ» بعمل المعاصي آ«والعاقبةآ» المحمودة آ«للمتقينآ» عقاب الله، بعمل الطاعات.
028-084 آ«من جاء بالحسنة فله خير منهاآ» ثواب بسببها وهو عشر أمثالها آ«ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلاآ» جزاء آ«ما كانوا يعملونآ» أي: مثله.
028-085 آ«إن الذي فرض عليك القرآنآ» أنزله آ«لرادّك إلى معادآ» إلى مكة وكان قد اشتاقها آ«قل ربي أعلم من جاء بالهدى، ومن هو في ضلال مبينآ» نزل جواباً لقول كفار مكة له: إنك في ضلال، أي فهو الجائي بالهدى، وهم في ضلال وأعلم بمعنى عالم.
028-086 آ«وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتابآ» القرآن آ«إلاآ» لكن ألقي إليك آ«رحمة من ربِّك فلا تكوننَّ ظهيراًآ» معيناً آ«للكافرينآ» على دينهم الذي دعوك إليه.
028-087 آ«ولا يصدنَّكآ» أصله يصدوننك حذفت نون الرفع للجازم، وواو للفاعل لالتقائها مع النون الساكنة آ«عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليكآ» أي لا ترجع إليهم في ذلك آ«وادعآ» الناس آ«إلى ربكآ» بتوحيده وعبادته آ«ولا
028-088 آ«ولا تدعُآ» تعبد آ«مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيءٍ هالك إلا وجههآ» إلا إياه آ«له الحكمآ» القضاء النافذ آ«وإليه ترجعونآ» بالنشور من قبوركم.