Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

27) Sūrat An-Naml

Printed format

27) سُورَة النَّمل

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
027-001 آ«طسآ» الله أعلم بمراده بذلك آ«تلكآ» هذه الآيات آ«آيات القرآنآ» آيات منه آ«وكتاب مبينآ» مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة. طَ‍‍ا-سِي‍‌‍ن ۚ تِلْكَ ‌آي‍‍َ‍اتُ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنِ ‌وَكِت‍‍َ‍ابٍ‌ مُبِينٍ
027-002 هو آ«هدىآ» هاد من الضلالة آ«وبشرى للمؤمنينآ» المصدقين به بالجنة. هُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَبُشْ‍رَ‌ى‌ لِلْمُؤْمِنِينَ
027-003 آ«الذي يقيمون الصلاةآ» يأتون بها على وجهها آ«ويؤتونآ» يعطون آ«الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنونآ» يعلمونها بالاستدلال وأعيد آ«همآ» لما فصل بينه وبين الخبر. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‍قِ‍‍يم‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَيُؤْت‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ ‌وَهُمْ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ هُمْ يُوقِ‍‍نُونَ
027-004 آ«إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهمآ» القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة آ«فهم يعمهونآ» يتحيرون فيها لقبحها عندنا. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ ‌زَيَّ‍‍نَّ‍‍ا‌ لَهُمْ ‌أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ
027-005 آ«أولئك الذين لهم سوء العذابآ» أشدَّه في الدنيا القتل والأسر آ«وهم في الآخرة هم الأخسرونآ» لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لَهُمْ س‍‍ُ‍و‌ءُ‌ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ ‌وَهُمْ فِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ هُمُ ‌الأَ‍خْ‍‍سَرُ‌ونَ
027-006 آ«وإنكآ» خطاب للنبي آ«لتلقَّى القرآنآ» يُلقى عليك بشدة آ«من لدنآ» من عند وَ‌إِنَّ‍‍كَ لَتُلَ‍‍قَّ‍‍ى‌ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنَ مِ‍‌‍نْ لَدُ‌نْ حَك‍‍ِ‍ي‍‍مٍ عَلِيمٍ
027-007 اذكر: آ«إذ قال موسى لأهلهآ» زوجته عند مسيره من مدين إلى مصر آ«إني آنستآ» أبصرت من بعيد آ«ناراً سآتيكم منها بخبرآ» عن حال الطريق وكان قد ضلها آ«أو آتيكم بشهاب قبسآ» بالإضافة للبيان أي شعلة نار في رأس فتيلة أو عود آ«لعلكم تصطلونآ» والطاء بدل من تاء الافتعال من صلى بالنار بكسر اللام وفتحها: تستدفئون من البرد. إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ مُوسَى‌ لِأهْلِهِ ‌إِنِّ‍‍ي ‌آنَسْتُ نَا‌ر‌ا‌‌ ً‌ سَآتِيكُمْ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ بِ‍‍خَ‍‍بَرٍ‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌آتِيكُمْ بِشِه‍‍َ‍اب‌‍ٍقَ‍‍بَس‍ٍ‌ لَعَلَّكُمْ تَ‍‍صْ‍‍طَ‍‍لُونَ
027-008 آ«فلما جاءها نودي أنآ» أي بأن آ«بوركآ» أي بارك الله آ«من في النارآ» أي موسى آ«ومن حولهاآ» أي الملائكة، أو العكس وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان آ«وسبحان الله رب العالمينآ» من جملة ما نودي ومعناه تنزيه الله من السوء. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهَا‌ نُو‌دِيَ ‌أَ‌نْ بُو‌رِكَ مَ‍‌‍نْ فِي ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌وَمَ‍‌‍نْ حَوْلَهَا‌ ‌وَسُ‍‍بْ‍‍ح‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
027-009 آ«يا موسى إنهآ» أي الشأن آ«أنا الله العزيز الحكيمآ». يَا‌ مُوسَ‍‍ى‌ ‌إِنَّ‍‍هُ~ُ ‌أَنَا‌ ‌اللَّهُ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌الْحَكِيمُ
027-010 آ«وألق عصاكآ» فألقاها آ«فلما رآها تهتزآ» تتحرك آ«كأنها جانآ» حية خفيفة آ«ولى مدبراً ولم يعقبآ» يرجع قال تعالى آ«يا موسى لا تخفآ» منها آ«إني لا يخاف لديآ» عندي آ«المرسلونآ» من حية وغيرها وَ‌أَلْ‍‍قِ عَ‍‍صَ‍‍اكَ ۚ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌آهَا‌ تَهْتَزُّ‌ كَأَنَّ‍‍هَا‌ ج‍‍َ‍انٌّ‌ ‌وَلَّى‌ مُ‍‍دْبِ‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَلَمْ يُعَ‍‍قِّ‍‍بْ ۚ يَا‌ مُوسَى‌ لاَ‌ تَ‍‍خَ‍‍فْ ‌إِنِّ‍‍ي لاَ‌ يَ‍‍خَ‍‍افُ لَدَيَّ ‌الْمُرْسَلُونَ
027-011 آ«إلاآ» لكن آ«من ظلمآ» نفسه آ«ثم بدَّل حُسناًآ» أتاه آ«بعد سوءٍآ» أي تاب آ«فإني غفور رحيمآ» أقبل التوبة وأغفر له. إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ ظَ‍‍لَمَ ثُ‍‍مَّ بَدَّلَ حُسْنا‌ ً‌ بَعْدَ‌ س‍‍ُ‍و‌ء‌‌ٍ‌ فَإِنِّ‍‍ي غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
027-012 آ«وأدخل يدك في جيبكآ» طوق قميصك آ«تخرجآ» خلاف لونها من الأدمة آ«بيضاء من غير سوءٍآ» برص لها شعاع يغشى البصر، وَ‌أَ‌دْ‍‍خِ‍‍لْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَ‍‍خْ‍‍رُجْ بَيْ‍‍ضَ‍‍ا‌ءَ‌ مِ‍‌‍نْ غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ س‍‍ُ‍و‌ء‌‌ٍۖ فِي تِسْعِ ‌آي‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ ‌إِلَى‌ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ ‌وَ‍قَ‍‍وْمِهِ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُمْ كَانُو‌اقَ‍‍وْما‌‌ ً‌ فَاسِ‍‍قِ‍‍ينَ
027-013 آ«فلما جاءتهم آياتنا مبصرةآ» مضيئة واضحة آ«قالوا هذا سحر مبينآ» بيّن ظاهر. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمْ ‌آيَاتُنَا‌ مُ‍‍بْ‍‍‍‍صِ‍رَة‌ ًقَ‍‍الُو‌ا‌ هَذَ‌ا‌ سِحْر‌ٌ‌ مُبِينٌ
027-014 آ«وجحدوا بهاآ» لم يقروا آ«وآ» قد آ«استيقنتها أنفسهمآ» أي تيقنوا أنها من عند الله آ«ظلماً وعلوّاًآ» تكبراً عن الإيمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد آ«فانظرآ» يا محمد آ«كيف كان عاقبة المفسدينآ» التي علمتها من إهلاكهم. وَجَحَدُ‌و‌ا‌ بِهَا‌ ‌وَ‌اسْتَيْ‍‍قَ‍‍نَتْهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍فُسُهُمْ ظُ‍‍لْما‌ ً‌ ‌وَعُلُوّ‌ا‌‌ ًۚ فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الْمُفْسِدِينَ
027-015 آ«ولقد آتينا داود وسليمانآ» ابنه آ«علماآ» بالقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك آ«وقالاآ» شكراً لله آ«الحمد لله الذي فضلناآ» بالنبوة وتسخير الجنّ والإنس والشياطين آ«على كثير من عباده المؤمنينآ». وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌آتَيْنَا‌ ‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دَ‌ ‌وَسُلَيْم‍‍َ‍انَ عِلْما‌ ًۖ ‌وَ‍قَ‍‍الاَ‌ ‌الْحَمْدُ‌ لِلَّهِ ‌الَّذِي فَ‍‍ضَّ‍‍لَنَا‌ عَلَى‌ كَث‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ عِبَا‌دِهِ ‌الْمُؤْمِنِينَ
027-016 آ«وورث سليمان داودآ» النبوة والعلم دون باقي أولاده آ«وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطيرآ» أي‌: فهمَ أصواته آ«وأُوتينا من كل شيءآ» تؤتاه الأنبياء والملوك آ«إن هذاآ» المؤتى آ«لهو الفضل المبينآ» البيَّن الظاهر. وَ‌وَ‌رِثَ سُلَيْم‍‍َ‍انُ ‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دَ‌ ۖ ‌وَ‍قَ‍‍الَ ي‍‍َ‍ا‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ عُلِّمْنَا‌ مَ‍‌‍ن‍‍طِ‍‍قَ ‌ال‍‍طَّ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وتِينَا‌ مِ‍‌‍نْ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍ‌ ‌إِنَّ ۖ هَذَ‌ا‌ لَهُوَ‌ ‌الْفَ‍‍ضْ‍‍لُ ‌الْمُبِينُ
027-017 آ«وحشرآ» جمع آ«لسليمان جنوده من الجن والإنس والطيرآ» في مسير له آ«فهم يوزعونآ» يجمعون ثم يساقون. وَحُشِ‍‍ر‍َ‍‌ لِسُلَيْم‍‍َ‍انَ جُنُو‌دُهُ مِنَ ‌الْجِ‍‍نِّ ‌وَ‌الإِ‌نْ‍‍سِ ‌وَ‌ال‍‍طَّ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ فَهُمْ يُو‌زَعُونَ
027-018 آ«حتى إذا أتوْا على وادِ النملآ» هو بالطائف أو بالشام، نمله صغار أو كبار آ«قالت نملةآ» ملكة النمل وقد رأت جند سليمان آ«يا أيها النمل ادخلوا حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَتَوْ‌ا‌ عَلَى‌ ‌وَ‌ا‌دِي ‌ال‍‍نَّ‍‍مْلِ قَ‍‍الَتْ نَمْلَةٌ‌ ي‍‍َ‍ا‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نَّ‍‍مْلُ ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌ مَسَاكِنَكُمْ لاَ‌ يَحْ‍‍طِ‍‍مَ‍‍نَّ‍‍كُمْ سُلَيْم‍‍َ‍انُ ‌وَجُنُو‌دُهُ ‌وَهُمْ لاَ‌ يَشْعُرُ‌ونَ
027-019 آ«فتبسّمآ» سليمان ابتداء آ«ضاحكاآ» انتهاء آ«من قولهاآ» وقد سمعه من ثلاثة أميال حملته إليه الريح فحبس جنده حين أشرف على واديهم حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركباناً ومشاة في هذا السير آ«وقال رب أوزعنيآ» ألهمني آ«أن أشكر نعمتك التي أنعمتآ» بها آ«علىَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحينآ» الأنبياء والأولياء. فَتَبَسَّمَ ضَ‍‍احِكا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْلِهَا‌ ‌وَ‍قَ‍‍الَ ‌‍رَبِّ ‌أَ‌وْ‌زِعْنِ‍‍ي ‌أَ‌نْ ‌أَشْكُ‍رَ‌ نِعْمَتَكَ ‌الَّتِ‍‍ي ‌أَ‌نْ‍‍عَمْتَ عَلَيَّ ‌وَعَلَى‌ ‌وَ‌الِدَيَّ ‌وَ‌أَ‌نْ ‌أَعْمَلَ صَ‍‍الِحا‌‌ ً‌ تَرْ‍ضَ‍‍اهُ ‌وَ‌أَ‌دْ‍‍خِ‍‍لْنِي بِ‍رَحْمَتِكَ فِي عِبَا‌دِكَ ‌ال‍‍صَّ‍‍الِحِينَ
027-020 آ«وتفقّد الطيرآ» ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الأرض ويدل عليه بنقره فيها فتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره آ«فقال ماليَ لا أرى الهدهدآ» أي أعرضَ لي ما منعني من رؤيته آ«أم كان من الغائبينآ» فلم أره لغيبته فلما تحققها. وَتَفَ‍‍قَّ‍‍دَ‌ ‌ال‍‍طَّ‍‍يْ‍رَ‌ فَ‍‍قَ‍‍الَ مَا‌ لِي لاَ‌ ‌أَ‌‍رَ‌ى‌ ‌الْهُ‍‍دْهُدَ‌ ‌أَمْ ك‍‍َ‍انَ مِنَ ‌الْ‍‍غَ‍‍ائِبِينَ
027-021 قال آ«لأعذبنه عذاباًآ» تعذيباً آ«شديداًآ» بنتف ريشه وذنبه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام آ«أو لأذبحنهآ» بقطع حلقومه آ«أو ليأتينيآ» بنون مشددة مكسورة أو مفتوحة يليها نون مكسورة آ«بسلطان مبينآ» ببرهان بين ظاهر على عذره. لَأُعَذِّبَ‍‍نَّ‍‍هُ عَذَ‌ابا‌‌ ً‌ شَدِيد‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ لَأَ‌ذْبَحَ‍‍نَّ‍‍هُ~ُ ‌أَ‌وْ‌ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْ‍‍طَ‍‍انٍ‌ مُبِينٍ
027-022 آ«فمكثآ» بضم الكاف وفتحها آ«غير بعيدآ» يسيراً من الزمن وحضر لسليمان متواضعاً برفع رأسه وإرخاء ذنبه وجناحيه فَمَكَثَ غَ‍‍يْ‍رَ‌ بَع‍‍ِ‍ي‍‍د‌‌ٍ‌ فَ‍‍قَ‍‍الَ ‌أَحَ‍‍ط‍‍تُ بِمَا‌ لَمْ تُحِ‍‍ط‍ْ بِ‍‍هِ ‌وَجِئْتُكَ مِ‍‌‍نْ سَبَإ‌ٍ‌ بِنَبَإ‌ٍ‌ يَ‍‍قِ‍‍ينٍ
027-023 آ«إني وجدت امرأة تملكهمآ» أي: هي ملكة لهم اسمها بلقيس آ«وأوتيت من كل شيءآ» يحتاج إليه الملوك من الآلة والعدة آ«ولها عرشآ» سرير آ«عظيمآ» طوله ثمانون ذراعاً وعرضه أربعون ذراعاً وارتفاعه ثلاثون ذراعاً مضروب من الذهب والفضة مكلل بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والزمرد وقوائمه من الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والزمرد عليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق. إِنِّ‍‍ي ‌وَجَ‍‍دتُّ ‌امْ‍رَ‌أَة‌ ً‌ تَمْلِكُهُمْ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وتِيَتْ مِ‍‌‍نْ كُلِّ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَلَهَا‌ عَرْشٌ عَ‍‍ظِ‍‍يمٌ
027-024 آ«وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزيَّن لهم الشيطان أعمالهم فصدَّهم عن السبيلآ» طريق الحق آ«فهم لا يهتدونآ». وَجَ‍‍دْتُهَا‌ ‌وَ‍قَ‍‍وْمَهَا‌ يَسْجُد‍ُ‍‌ونَ لِلشَّمْسِ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌زَيَّنَ لَهُمُ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ ‌أَعْمَالَهُمْ فَ‍‍صَ‍‍دَّهُمْ عَنِ ‌ال‍‍سَّب‍‍ِ‍ي‍‍لِ فَهُمْ لاَ‌ يَهْتَدُ‌ونَ
027-025 آ«ألاً يسجدوا للهآ» أي: أن يسجدوا له فزيدت لا وأدغم فيها نون أن كما في قوله تعالى: (لئلا يعلم أهل الكتاب) والجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى آ«الذي يخرج الخبءآ» مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات آ«في السماوات والأرض ويعلم ما يخفونآ» في قلوبهم آ«وما يعلنونآ» بألسنتهم. أَلاَّ‌ يَسْجُدُ‌و‌الِلَّهِ ‌الَّذِي يُ‍‍خْ‍‍رِجُ ‌الْ‍‍خَ‍‍بْ‍‍ءَ‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَيَعْلَمُ مَا‌ تُ‍‍خْ‍‍ف‍‍ُ‍ونَ ‌وَمَا‌ تُعْلِنُونَ
027-026 آ«الله لا إله إلا هو رب العرش العظيمآ» استئناف جملة ثناء مشتمل اللَّهُ لاَ‌ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ‌‍رَبُّ ‌الْعَرْشِ ‌الْعَ‍‍ظِ‍‍يمِ
027-027 آ«قالآ» سليمان للهدهد آ«سننظر أصدقتآ» فيما أخبرتنا به آ«أم كنت من الكاذبينآ» أي من هذا النوع فهو أبلغ من أم كذبت فيه، ثم دلهم على الماء فاستخرج وارتووا وتوضؤوا وصلوا ثم كتب سليمان كتاباً صورته (من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ "بسم الله الرحمن الرحيم السلام على من اتبع الهدى أما بعد فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين) ثم طبعه بالمسك وختمه بخاتمه ثم قال للهدهد: قَ‍‍الَ سَنَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍رُ‌ ‌أَ‍صَ‍‍دَ‍قْ‍‍تَ ‌أَمْ كُ‍‌‍ن‍‍تَ مِنَ ‌الْكَا‌ذِبِينَ
027-028 آ«إذهب بكتابي هذا فألقه إليهمآ» أي بلقيس وقومها آ«ثم تولَّآ» انصرف آ«عنهمآ» وقف قريباً منهم آ«فانظر ماذا يرجعونآ» يردون من الجواب فأخذه وأتاها وحولها جندها وألقاه في حجرها فلما رأته ارتعدت وخضعت خوفاً ثم وقفت على ما فيه. ا‌ذْهَ‍‍ب بِكِتَابِي هَذَ‌ا‌ فَأَلْ‍‍قِ‍‍ه ‌إِلَيْهِمْ ثُ‍‍مَّ تَوَلَّ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ مَا‌ذَ‌ا‌ يَرْجِعُونَ
027-029 ثم آ«قالتآ» لأشراف قومها آ«يا أيها الملأ إنيآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واواً مكسورة آ«أُلقي إليَّ كتاب كريمآ» مختوم. قَ‍‍الَتْ يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌المَلَأُ‌ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أُلْ‍‍قِ‍‍يَ ‌إِلَيَّ كِت‍‍َ‍اب‌‍ٌ‌ كَ‍‍رِيمٌ
027-030 آ«إنه من سليمان وإنهآ» أي مضمونه آ«بسم الله الرحمن الرحيمآ». إِنَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ سُلَيْم‍‍َ‍انَ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُ بِسْمِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌ال‍رَّحْمَنِ ‌ال‍رَّحِيمِ
027-031 آ«ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمينآ». أَلاَّ‌ تَعْلُو‌ا‌ عَلَيَّ ‌وَ‌أْتُونِي مُسْلِمِينَ
027-032 آ«قالت يا أيها الملأ أفتونيآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واواً، أي أشيروا عليَّ آ«في أمري ما كنت قاطعة أمراًآ» قَ‍‍الَتْ ي‍‍َ‍ا‌أَيُّهَا‌ ‌المَلَأُ‌ ‌أَفْتُونِي فِ‍‍ي ‌أَمْ‍‍رِي مَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُ قَ‍‍اطِ‍‍عَةً ‌أَمْر‌اً‌ حَتَّى‌ تَشْهَدُ‌ونِ
027-033 آ«قالوا نحن أولوا قوة وأولو بأس شديدآ» أي: أصحاب شدة في الحرب آ«والأمر إليك فانظري ماذا تأمرينـآ» ـنا نطعك. قَ‍‍الُو‌ا‌ نَحْنُ ‌أ‍ُ‍‌وْلُو‌اقُ‍‍وَّةٍ‌ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌ولُو‌ا‌ بَأْس‌‍ٍ‌ شَد‍ِ‍ي‍‍د‌ٍ‌ ‌وَ‌الأَمْرُ‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كِ فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رِي مَا‌ذَ‌ا‌ تَأْمُ‍‍رِينَ
027-034 آ«قالت إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوهاآ» بالتخريب آ«وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلونآ» أي: مرسلو الكتاب. قَ‍‍الَتْ ‌إِنَّ ‌الْمُل‍‍ُ‍وكَ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌دَ‍خَ‍‍لُو‌اقَ‍‍رْيَةً ‌أَفْسَدُ‌وهَا‌ ‌وَجَعَلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَعِزَّةَ ‌أَهْلِهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ذِلَّة ًۖ ‌وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
027-035 آ«وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلونآ» من قبول الهدية أو ردها إن كان ملكاً قبلها أو نبياً لم يقبلها فأرسلت خدماً ذكوراً وإناثاً ألفاً بالسوية وخمسمائة لبنة من الذهب وتاجاً مكللا بالجواهر ومسكاً وعنبراً وغير ذلك مع رسول بكتاب فأسرع الهدهد إلى سليمان يخبره الخبر فأمر أن تضرب لبنات الذهب والفضة وأن تبسط من موضعه إلى تسعة فراسخ ميداناً وأن يبنوا حوله حائطاً مشرفاً من الذهب والفضة وأن يؤتي بأحسن دواب البر والبحر مع أولاد الجن عن يمين الميدان وشماله. وَ‌إِنِّ‍‍ي مُرْسِلَة‌‍ٌ‌ ‌إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّة‌‍ٍ‌ فَنَاظِ‍رَة‌‍ٌ‌ بِمَ يَرْجِعُ ‌الْمُرْسَلُونَ
027-036 آ«فلما جاءآ» الرسول بالهدية ومعه أتباعه آ«سليمان قال أتمدونن بمال فما أتانيَ اللهآ» من النبوة والملك آ«خير مما آتاكمآ» من الدنيا آ«بل أنتم بهديتكم تفرحونآ» لفخركم بزخارف الدنيا. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ سُلَيْم‍‍َ‍انَ قَ‍‍الَ ‌أَتُمِدُّ‌ونَنِ بِم‍‍َ‍ال‌‍ٍ‌ فَمَ‍‍ا‌ ‌آتَانِيَ ‌اللَّ‍‍هُ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌آتَاكُمْ بَلْ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْ‍رَحُونَ
027-037 آ«إرجع إليهمآ» بما أتيت من الهدية آ«فلنأتينهم بجنود لا قبلآ» لا طاقة آ«لهم بها ولنخرجنهم منهاآ» من بلد سبأ ا‌رْجِعْ ‌إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَ‍‍نَّ‍‍هُمْ بِجُن‍‍ُ‍و‌د‌ٍ‌ لاَ‌ قِ‍‍بَلَ لَهُمْ بِهَا‌ ‌وَلَنُ‍‍خْ‍‍رِجَ‍‍نَّ‍‍هُمْ مِ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ذِلَّة ً‌ ‌وَهُمْ صَ‍‍اغِ‍‍رُ‌ونَ
027-038 آ«قال يا أيها الملأ أيكمآ» في الهمزتين ما تقدم آ«يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمينآ» منقادين طائعين فلي أخذه قبل ذلك لا بعده. قَ‍‍الَ ي‍‍َ‍ا‌أَيُّهَا‌ ‌المَلَأُ‌ ‌أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا‌ قَ‍‍بْ‍‍لَ ‌أَ‌نْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
027-039 آ«قال عفريت من الجنآ» هو القوي الشديد آ«أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامكآ» الذي تجلس فيه للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار آ«وإني عليه لقويآ» أي على حمله آ«أمينآ» على ما فيه من الجواهر وغيرها، قال سليمان أريد أسرع من ذلك. قَ‍‍الَ عِفْريتٌ‌ مِنَ ‌الْجِ‍‍نِّ ‌أَنَ‍‍ا‌ ‌آت‍‍ِ‍ي‍‍كَ بِ‍‍هِ قَ‍‍بْ‍‍لَ ‌أَ‌نْ تَ‍‍قُ‍‍ومَ مِ‍‌‍نْ مَ‍‍قَ‍‍امِكَ ۖ ‌وَ‌إِنِّ‍‍ي عَلَ‍‍يْ‍‍هِ لَ‍‍قَ‍‍وِيٌّ ‌أَمِينٌ
027-040 آ«قال الذي عنده علم من الكتابآ» المنزل وهو آصف بن برخيا كان صدّيقاً يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به أجيب آ«أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفكآ» إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعاً بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف الاسم الأعظم أن يأتي الله به فحصل بأن جرى تحت الأرض حتى نبع تحت قَ‍‍الَ ‌الَّذِي عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُ عِلْمٌ‌ مِنَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌أَنَ‍‍ا‌ ‌آت‍‍ِ‍ي‍‍كَ بِ‍‍هِ قَ‍‍بْ‍‍لَ ‌أَ‌نْ يَرْتَدَّ‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ طَ‍‍رْفُكَ ۚ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌آهُ مُسْتَ‍‍قِ‍‍ر‍ّ‍‌اً‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُ قَ‍‍الَ هَذَ‌ا‌ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِ ‌‍رَبِّي لِيَ‍‍بْ‍‍لُوَنِ‍‍ي ‌أَ‌أَشْكُرُ‌ ‌أَمْ ‌أَكْفُرُ‌ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ شَكَ‍رَ‌ فَإِنَّ‍‍مَا‌ يَشْكُرُ‌ لِنَفْسِ‍‍هِ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ كَفَ‍رَ‌ فَإِنَّ ‌‍رَبِّي غَ‍‍نِيّ‌‍ٌ‌ كَ‍‍رِيمٌ
027-041 آ«قال نكّروا لها عرشهاآ» أي غيروه إلى حال تنكره إذا رأته آ«ننظر أتهتديآ» إلى معرفته آ«أم تكون من الذين لا يهتدونآ» إلى معرفة ما يغيّر عليهم قصد بذلك اختبار عقلها لما قيل إن فيه شيئاً فغيروه بزيادة أو نقص وغير ذلك. قَ‍‍الَ نَكِّرُ‌و‌ا‌ لَهَا‌ عَرْشَهَا‌ نَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ ‌أَتَهْتَدِي ‌أَمْ تَك‍‍ُ‍ونُ مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يَهْتَدُ‌ونَ
027-042 آ«فلما جاءت قيلآ» لها آ«أهكذا عرشكآ» أي أمثل هذا عرشك آ«قالت كأنه هوآ» فعرفته وشبهت عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك ولو قيل هذا قالت: نعم، قال سليمان لما رأى لها معرفة وعلماً: آ«وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمينآ». فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْ قِ‍‍ي‍‍لَ ‌أَهَكَذَ‌ا‌ عَرْشُكِ ۖ قَ‍‍الَتْ كَأَنَّ‍‍هُ هُوَ‌ ۚ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وتِينَا‌ ‌الْعِلْمَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهَا‌ ‌وَكُ‍‍نَّ‍‍ا‌ مُسْلِمِينَ
027-043 آ«وصدهاآ» عن عبادة الله آ«ما كانت تعبد من دون اللهآ» أي غيره آ«إنها كانت من قوم كافرينآ». وَ‍صَ‍‍دَّهَا‌ مَا‌ كَانَتْ تَعْبُدُ‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌إِنَّ‍‍هَا‌ كَانَتْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْم‌‍ٍ‌ كَافِ‍‍رِينَ
027-044 آ«قيل لهاآ» أيضاً آ«ادخلي الصرحآ» هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك اصطنعه سليمان لما قيل له إن ساقيها وقدميها كقدمي الحمار قِ‍‍ي‍‍لَ لَهَا‌ ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لِي ‌ال‍‍صَّ‍‍رْحَ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌أَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّة ً‌ ‌وَكَشَفَتْ عَ‍‌‍نْ سَاقَ‍‍يْهَا‌ ۚ قَ‍‍الَ ‌إِنَّ‍‍هُ صَ‍‍رْحٌ‌ مُمَ‍رَّ‌د‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وَ‌ا‌ر‍ِ‍ي‍رَۗ قَ‍‍الَتْ ‌‍رَبِّ ‌إِنِّ‍‍ي ظَ‍‍لَمْتُ نَفْسِي ‌وَ‌أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْم‍‍َ‍انَ لِلَّهِ ‌‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
027-045 آ«ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهمآ» من القبيلة آ«صالحاً أنآ» أي بأن آ«اعبدا اللهآ» وحدوه آ«فإذا هم فريقان يختصمونآ» في الدين فريق مؤمنون من حين إرساله إليهم وفريق كافرون. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‌رْسَلْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ ثَم‍‍ُ‍و‌دَ‌ ‌أَ‍خَ‍‍اهُمْ صَ‍‍الِحاً‌ ‌أَنِ ‌اعْبُدُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ فَإِ‌ذَ‌ا‌ هُمْ فَ‍‍رِي‍‍قَ‍‍انِ يَ‍‍خْ‍‍تَ‍‍صِ‍‍مُونَ
027-046 آ«قالآ» للمكذبين آ«ياقوم لمَ تستعجلون بالسيئة قبل الحسنةآ» أي بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم إن كان ما أتيتنا به حقاً فأتنا بالعذاب آ«لولاآ» هلا آ«تستغفرون اللهآ» من الشرك آ«لعلكم ترحمونآ» فلا تعذبون. قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ لِمَ تَسْتَعْجِل‍‍ُ‍ونَ بِ‍ال‍‍سَّيِّئَةِ قَ‍‍بْ‍‍لَ ‌الْحَسَنَةِ لَوْلاَ‌ ۖ تَسْتَ‍‍غْ‍‍فِر‍ُ‍‌ونَ ‌اللَّ‍‍هَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
027-047 آ«قالوا اطّيرناآ» أصله تطيرنا أدغمت التاء في الطاء واجتلبت همزة الوصل أي تشاءمنا آ«بك وبمن معكآ» قَ‍‍الُو‌ا‌اطَّ‍‍يَّرْنَا‌ بِكَ ‌وَبِمَ‍‌‍نْ مَعَكَ ۚ قَ‍‍الَ طَ‍‍ائِرُكُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ بَلْ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ قَ‍‍وْم‌‍ٌ‌ تُفْتَنُونَ
027-048 آ«وكان في المدينةآ» مدينة ثمود آ«تسعة رهطآ» أي رجال آ«يفسدون في الأرضآ» بالمعاصي منها قرضهم الدنانير والدراهم آ«ولا يصلحونآ» بالطاعة. وَك‍‍َ‍انَ فِي ‌الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ ‌‍رَهْ‍‍طٍ‌ يُفْسِد‍ُ‍‌ونَ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَلاَ‌ يُ‍‍صْ‍‍لِحُونَ
027-049 آ«قالواآ» أي قال بعضهم لبعض آ«تقاسمواآ» أي احلفوا آ«بالله لنبيتنهآ» بالنون والتاء وضم التاء الثانية آ«وأهلهآ» أي من آمن به أي نقتلهم ليلاً آ«ثم لنقولنآ» بالنون والتاء وضم اللام الثانية آ«لوليهآ» لولي دمه آ«ما شهدناآ» حضرنا آ«مهلك أهلهآ» بضم الميم وفتحها أي إهلاكهم أو هلاكهم فلا ندري من قتلهم آ«وإنا لصادقونآ». قَ‍‍الُو‌ا‌ تَ‍‍قَ‍‍اسَمُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ لَنُبَيِّتَ‍‍نَّ‍‍هُ ‌وَ‌أَهْلَ‍‍هُ ثُ‍‍مَّ لَنَ‍‍قُ‍‍ولَ‍‍نَّ لِوَلِيِّ‍‍هِ مَا‌ شَهِ‍‍دْنَا‌ مَهْلِكَ ‌أَهْلِ‍‍هِ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَ‍‍صَ‍‍ا‌دِقُ‍‍ونَ
027-050 آ«ومكرواآ» في ذلك آ«مكراً ومكرنا مكراًآ» أي جازيناهم بتعجيل عقوبتهم آ«وهم لا يشعرونآ». وَمَكَرُ‌و‌ا‌ مَكْر‌ا‌ ً‌ ‌وَمَكَرْنَا‌ مَكْر‌ا‌ ً‌ ‌وَهُمْ لاَ‌ يَشْعُرُ‌ونَ
027-051 آ«فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمرناهمآ» أهلكناهم آ«وقومهم أجمعينآ» بصيحة جبريل أو برمي الملائكة بحجارة يرونها ولا يرونهم. فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ مَكْ‍‍رِهِمْ ‌أَنَّ‍‍ا‌ ‌دَمَّ‍‍رْنَاهُمْ ‌وَ‍قَ‍‍وْمَهُمْ ‌أَجْ‍‍مَعِينَ
027-052 آ«فتلك بيوتهم خاويةآ» أي خالية ونصبه على الحال والعامل معنى الإشارة آ«بما ظلمواآ» بظلمهم أي كفرهم آ«إن في ذلك لآيةآ» لعبرة آ«لقوم يعلمونآ» قدرتنا فيتعظون. فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَ‍‍ا‌وِيَة ً‌ بِمَا‌ ظَ‍‍لَمُ‍‍و‌اۗ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكَ لَآيَة ً‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْلَمُونَ
027-053 آ«وأنجينا الذين آمنواآ» بصالح وهم أربعة آلاف آ«وكانوا يتقونآ» الشرك. وَ‌أَ‌ن‍‍جَيْنَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَكَانُو‌ا‌ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
027-054 آ«ولوطاًآ» وَلُوط‍‍ا‌‌ ً‌ ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ لِ‍‍قَ‍‍وْمِهِ ‌أَتَأْت‍‍ُ‍ونَ ‌الْفَاحِشَةَ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تُ‍‍بْ‍‍‍‍صِ‍‍رُ‌ونَ
027-055 آ«أإنكمآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين آ«لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلونآ» عاقبة فعلكم. أَئِ‍‍نَّ‍‍كُمْ لَتَأْت‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍رِّج‍‍َ‍الَ شَهْوَة ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ۚ بَلْ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ قَ‍‍وْم‌‍ٌ‌ تَ‍‍جْ‍‍هَلُونَ
027-056 آ«فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوطآ» أهل آ«من قريتكم إنهم أناس يتطهرونآ» من أدبار الرجال. فَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ جَو‍َ‍‌ابَ قَ‍‍وْمِهِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‍خْ‍‍رِجُ‍‍و‌ا‌ ‌آلَ ل‍‍ُ‍و‍طٍ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍رْيَتِكُمْ ۖ ‌إِنَّ‍‍هُمْ ‌أُن‍‍َ‍اسٌ‌ يَتَ‍‍طَ‍‍هَّرُ‌ونَ
027-057 آ«فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناهاآ» جعلناها بتقديرنا آ«من الغابرينآ» الباقين في العذاب. فَأَ‌ن‍‍جَيْن‍‍َ‍اهُ ‌وَ‌أَهْلَهُ~ُ ‌إِلاَّ‌ ‌امْ‍رَ‌أَتَ‍‍هُ قَ‍‍دَّ‌رْنَاهَا‌ مِنَ ‌الْ‍‍غَ‍‍ابِ‍‍رِينَ
027-058 آ«وأمطرنا عليهم مطراًآ» حجارة السجيل فأهلكتهم آ«فساءآ» بئس آ«مطر المنذرينآ» بالعذاب مطرهم. وَ‌أَمْ‍‍طَ‍‍رْنَا‌ عَلَيْهِمْ مَ‍‍طَ‍‍ر‌ا‌‌ ًۖ فَس‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مَ‍‍طَ‍‍رُ‌ ‌الْمُ‍‌‍ن‍‍ذَ‌رِينَ
027-059 آ«قلآ» يا محمد آ«الحمد للهآ» على هلاك الكفار من الأمم الخالية آ«وسلام على عباده الذين اصطفىآ» هم آ«آللهآ» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهليها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه آ«خيرآ» لمن يعبده آ«أمّا تشركونآ» بالتاء والياء أي أهل مكة به الآلهة خير لعابديها. قُ‍‍لِ ‌الْحَمْدُ‌ لِلَّهِ ‌وَسَلاَمٌ عَلَى‌ عِبَا‌دِهِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اصْ‍‍طَ‍‍فَ‍‍ىۗ ‌آ‌اللَّهُ خَ‍‍يْ‍‍رٌ‌ ‌أَمَّ‍‍ا‌ يُشْ‍‍رِكُونَ
027-060 آ«أمَّن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتناآ» فيه التفتات من الغيبة إلى التكلم آ«به حدائقآ» جمع حديقة وهو البستان المحوط آ«ذات بهجةِآ» حُسن آ«ما كان لكم أن أَمَّ‍‍‌‍نْ خَ‍‍لَ‍‍قَ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضَ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍زَلَ لَكُمْ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ م‍‍َ‍ا‌ء‌‌ ً‌ فَأَ‌نْ‍‍بَتْنَا‌ بِ‍‍هِ حَد‍َ‍‌ائِ‍‍قَ ‌ذ‍َ‍‌اتَ بَهْجَةٍ‌ مَا‌ ك‍‍َ‍انَ لَكُمْ ‌أَ‌نْ تُ‍‌‍نْ‍‍بِتُو‌ا‌ شَجَ‍رَهَ‍‍اۗ ‌أَ‌ءِلَهٌ‌ مَعَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ بَلْ هُمْ قَ‍‍وْمٌ‌ يَعْدِلُونَ
027-061 آ«أمَّن جعل الأرض قراراًآ» لا تميد بأهلها آ«وجعل خلالهاآ» فيما بينها آ«أنهاراً وجعل لها رواسيآ» جبالاً أثبت بها الأرض آ«وجعل بين البحرين حاجزاًآ» بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر آ«أإلهٌ مع الله بل أكثرهم لا يعلمونآ» توحيده. أَمَّ‍‍‌‍نْ جَعَلَ ‌الأَ‌رْ‍ضَ قَ‍رَ‌ا‌ر‌ا‌ ً‌ ‌وَجَعَلَ خِ‍‍لاَلَهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍هَا‌ر‌ا‌ ً‌ ‌وَجَعَلَ لَهَا‌ ‌‍رَ‌وَ‌اسِيَ ‌وَجَعَلَ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌الْبَحْ‍رَيْ‍‍نِ حَاجِز‌اً‌ ۗ ‌أَ‌ءِلَهٌ‌ مَعَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ بَلْ ‌أَكْثَرُهُمْ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
027-062 آ«أَمَّن يجيب المضطرآ» المكروب الذي مسه الضر آ«إذا دعاه ويكشف السوءآ» عنه وعن غيره آ«ويجعلكم خلفاء الأرضآ» الإضافة بمعنى في، أي يخلف كل قرن القرن الذي قبله: آ«أَإِله مع الله قليلاً ما تذكَّرونآ» تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل. أَمَّ‍‍‌‍نْ يُج‍‍ِ‍ي‍‍بُ ‌الْمُ‍‍ض‍‍طَ‍رَّ‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌دَع‍‍َ‍اهُ ‌وَيَكْشِفُ ‌ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءَ‌ ‌وَيَ‍‍جْ‍‍عَلُكُمْ خُ‍‍لَف‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۗ ‌أَ‌ءِلَهٌ‌ مَعَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مَا‌ تَذَكَّرُ‌ونَ
027-063 آ«أمَّن يهديكمآ» يرشدكم إلى مقاصدكم آ«في ظلمات البر والبحرآ» بالنجوم ليلاً وبعلامات الأرض نهاراً آ«ومن يرسل الرياح بُشراً بين يديْ رحمتهآ» قدام المطر آ«أَإِله مع الله تعالى الله عما يشركونآ» به غيره. أَمَّ‍‍‌‍نْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ ‌الْبَرِّ‌ ‌وَ‌الْبَحْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُرْسِلُ ‌ال‍‍رِّي‍‍َ‍احَ بُشْر‌ا‌ ً‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ يَدَيْ ‌‍رَحْمَتِهِ ۗ ‌أَ‌ءِلَهٌ‌ مَعَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ تَعَالَى‌ ‌اللَّ‍‍هُ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يُشْ‍‍رِكُونَ
027-064 آ«أمَّن يبدأ الخلقآ» في الأرحام من نطفة آ«ثم يعيدهآ» بعد الموت وإن لم تعترفوا بالإعادة لقيام البراهين أَمَّ‍‍‌‍نْ يَ‍‍بْ‍‍دَ‌أُ‌ ‌الْ‍‍خَ‍‍لْ‍‍قَ ثُ‍‍مَّ يُعِيدُهُ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَرْ‌زُ‍قُ‍‍كُمْ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۗ ‌أَ‌ءِلَهٌ‌ مَعَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ قُ‍‍لْ هَاتُو‌ا‌ بُرْهَانَكُمْ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
027-065 آ«قل لا يعلم من في السماوات والأرضآ» من الملائكة والناس آ«الغيبآ» أي ما غاب عنهم آ«إلاآ» لكن آ«اللهآ» يعلمه آ«وما يشعرونآ» أي كفار مكة كغيرهم آ«أيانآ» وقت آ«يبعثونآ». قُ‍‍لْ لاَ‌ يَعْلَمُ مَ‍‌‍نْ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بَ ‌إِلاَّ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ ‌وَمَا‌ يَشْعُر‍ُ‍‌ونَ ‌أَيّ‍‍َ‍انَ يُ‍‍بْ‍‍عَثُونَ
027-066 آ«بلآ» بمعنى هل آ«أدركآ» وزن أكرم، وفي قراءة أخرى ادّارَكَ بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت التاء دالاً وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتلاحق آ«علمهم في الآخرةآ» أي بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس الأمر كذلك آ«بل هم في شك منها بل هم منها عمونآ» من عمى القلب وهو أبلغ مما قبله والأصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها. بَلْ ‌ا‌دَّ‌ا‌‍رَكَ عِلْمُهُمْ فِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ۖ بَلْ هُمْ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ عَمُونَ
027-067 آ«وقال الذين كفرواآ» أيضاً في إنكار البعث آ«أئذا كنا تراباً وآباؤنا أئنا لمخرجونآ» من القبور. وَ‍قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌أَئِذَ‌ا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ تُ‍رَ‌ابا‌ ً‌ ‌وَ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُنَ‍‍ا‌ ‌أَئِ‍‍نَّ‍‍ا‌ لَمُ‍‍خْ‍رَجُونَ
027-068 آ«لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إنآ» ما آ«هذا إلا أساطير الأولينآ» جمع أسطورة بالضم أي ما سطر من الكذب. لَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌وُعِ‍‍دْنَا‌ هَذَ‌ا‌ نَحْنُ ‌وَ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُنَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ‌إِ‌نْ هَذَ‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَسَاطِ‍‍ي‍‍رُ‌ ‌الأَ‌وَّلِينَ
027-069 آ«قل سيروا في الأرض فانظروا كيف قُ‍‍لْ سِيرُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رُ‌و‌ا‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الْمُ‍‍جْ‍‍رِمِينَ
027-070 آ«ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرونآ» تسلية للنبي * أي لا تهتم بمكرهم عليك فإنا ناصروك عليهم. وَلاَ‌ تَحْزَ‌نْ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ تَكُ‍‌‍نْ فِي ضَ‍‍يْ‍‍قٍ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَمْكُرُ‌ونَ
027-071 آ«ويقولون متى هذا الوعدآ» بالعذاب آ«إن كنتم صادقينآ» فيه. وَيَ‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ مَتَى‌ هَذَ‌ا‌ ‌الْوَعْدُ‌ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
027-072 آ«قل عسى أن يكون رَدِفَآ» قرب آ«لكم بعض الذي تستعجلونآ» فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتيهم بعد الموت. قُ‍‍لْ عَسَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ يَك‍‍ُ‍ونَ ‌‍رَ‌دِفَ لَكُمْ بَعْ‍‍ضُ ‌الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ
027-073 آ«وإن ربك لذو فضل على الناسآ» ومنه تأخير العذاب عن الكفار آ«ولكن أكثرهم لا يشكرونآ» فالكفار لا يشكرون تأخير العذاب لإنكارهم وقوعه. وَ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ لَذُ‌و‌ فَ‍‍ضْ‍‍لٍ عَلَى‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَهُمْ لاَ‌ يَشْكُرُ‌ونَ
027-074 آ«وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهمآ» تخفيه آ«وما يعلنونآ» بألسنتهم. وَ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا‌ تُكِ‍‍نُّ صُ‍‍دُ‌و‌رُهُمْ ‌وَمَا‌ يُعْلِنُونَ
027-075 آ«وما من غائبة في السماء والأرضآ» الهاء للمبالغة: أي شيء في غاية الخفاء على الناس آ«إلا في كتاب مبينآ» بَيِّن هو اللوح المحفوظ ومكنون علمه تعالى ومنه تعذيب الكفار. وَمَا‌ مِ‍‌‍نْ غَ‍‍ائِبَة‌‍ٍ‌ فِي ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌إِلاَّ‌ فِي كِت‍‍َ‍ابٍ‌ مُبِينٍ
027-076 آ«إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيلآ» الموجودين في زمان نبينا آ«أكثر الذي هم فيه يختلفونآ» أي ببيان ما ذكر على وجهه الرافع للاختلاف بينهم لو أخذوا به وأسلموا. إِنَّ هَذَ‌ا‌ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنَ يَ‍‍قُ‍‍صُّ عَلَى‌ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌أَكْثَ‍رَ‌الَّذِي هُمْ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ يَ‍‍خْ‍‍تَلِفُونَ
027-077 آ«وإنه لهدىآ» من الضلالة آ«ورحمة للمؤمنينآ» من العذاب. وَ‌إِنَّ‍‍هُ لَهُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة ٌ‌ لِلْمُؤْمِنِينَ
027-078 آ«إن ربك يقضي بينهمآ» كغيرهم يوم القيامة آ«بحكمهآ» أي عدله آ«وهو العزيزآ» الغالب آ«العليمآ» بما إِنَّ ‌‍رَبَّكَ يَ‍‍قْ‍‍‍‍ضِ‍‍ي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِ‍‍هِ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌الْعَلِيمُ
027-079 آ«فتوكل على اللهآ» ثق به آ«إنك على الحق المبينآ» الدين البيِّن فالعاقبة لك بالنصر على الكفار ثم ضرب أمثالاً لهم بالموتى والصم والعمي فقال: فَتَوَكَّلْ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌إِنَّ‍‍كَ عَلَى‌ ‌الْحَ‍‍قِّ ‌الْمُبِينِ
027-080 آ«إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذاآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء آ«ولوا مدبرينآ». إِنَّ‍‍كَ لاَ‌ تُسْمِعُ ‌الْمَوْتَى‌ ‌وَلاَ‌ تُسْمِعُ ‌ال‍‍صُّ‍‍مَّ ‌ال‍‍دُّع‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌وَلَّوْ‌ا‌ مُ‍‍دْبِ‍‍رِينَ
027-081 آ«وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إنآ» ما آ«تسمعآ» سماع إفهام وقبول آ«إلا من يؤمن بآياتناآ» القرآن آ«فهم مسلمونآ» مخلصون بتوحيد الله. وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تَ بِهَا‌دِي ‌الْعُمْيِ عَ‍‌‍نْ ضَ‍‍لاَلَتِهِمْ ۖ ‌إِ‌نْ تُسْمِعُ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا‌ فَهُمْ مُسْلِمُونَ
027-082 آ«وإذا وقع القول عليهمآ» حق العذاب أن ينزل بهم في جملة الكفار آ«أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهمآ» أي تكلم الموجودين حين خروجها بالعربية تقول لهم من جملة كلامها عنا آ«إن الناسآ» كفار مكة وعلى قراءة فتح همزة إن تقدر الباء بعد تكلمهم آ«كانوا بآياتنا لا يوقنونآ» لا يؤمنون بالقرآن المشتمل على البعث والحساب والعقاب، وبخروجها ينقطع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولا يؤمن كافر كما أوْحى الله إلى نوح [أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن]. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌وَ‍قَ‍‍عَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْلُ عَلَيْهِمْ ‌أَ‍خْ‍رَجْ‍‍نَا‌ لَهُمْ ‌د‍َ‍‌ابَّة ً‌ مِنَ ‌الأَ‌رْ‍ضِ تُكَلِّمُهُمْ ‌أَنَّ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ كَانُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ لاَ‌ يُوقِ‍‍نُونَ
027-083 آ«وآ» اذكر آ«يوم نحشر من كل أمة فوجاًآ» جماعة آ«ممن يكذب بآياتناآ» وهم رؤساؤهم المتبعون آ«فهم يوزعونآ» أي يجمعون برد وَيَ‍‍وْمَ نَحْشُرُ‌ مِ‍‌‍نْ كُلِّ ‌أُمَّ‍‍ة‌‍ٍ‌ فَوْجا‌ ً‌ مِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا‌ فَهُمْ يُو‌زَعُونَ
027-084 آ«حتى إذا جاءُواآ» مكان الحساب آ«قالآ» تعالى لهم آ«أكذبتمآ» أنبيائي آ«بآياتي ولم تحيطواآ» من جهة تكذيبكم آ«بها علماً أماآ» فيه إدغام ما الاستفهامية آ«ذاآ» موصول أي ما الذي آ«كنتم تعملونآ» مما أمرتم به. حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ قَ‍‍الَ ‌أَكَذَّبْ‍‍تُمْ بِآيَاتِي ‌وَلَمْ تُحِي‍‍طُ‍‍و‌ا‌ بِهَا‌ عِلْماً‌ ‌أَمَّ‍‍ا‌ذَ‌ا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَعْمَلُونَ
027-085 آ«ووقع القولآ» حق العذاب آ«عليهم بما ظلمواآ» أي أشركوا آ«فهم لا ينطقونآ» إذ لا حجة لهم. وَ‌وَ‍قَ‍‍عَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا‌ ظَ‍‍لَمُو‌ا‌ فَهُمْ لاَ‌ يَ‍‌‍ن‍‍طِ‍‍قُ‍‍ونَ
027-086 آ«ألم يروا أنا جعلناآ» خلقنا آ«الليل ليسكنوا فيهآ» كغيرهم آ«والنهار مبصراًآ» بمعنى يبصر فيه ليتصرفوا فيه آ«إن في ذلك لآياتآ» دلالات على قدرته تعالى آ«لقوم يؤمنونآ» خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكافرين. أَلَمْ يَ‍رَ‌وْ‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍ا‌ جَعَلْنَا‌ ‌ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لَ لِيَسْكُنُو‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍ه‍‍َ‍ا‌‍رَ‌ مُ‍‍بْ‍‍‍‍صِ‍‍ر‌ا‌‌ ًۚ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكَ لَآي‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يُؤْمِنُونَ
027-087 آ«ويوم ينفخ في الصورآ» القرن النفخة الأولى من إسرافيل آ«ففزع من في السماوات ومن في الأرضآ» خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق، والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه آ«إلا من شاء اللهآ» أي جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون آ«وكلآ» تنوينه عوض عن المضاف إليه، أي وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة آ«أتوهآ» بصيغة الفعل واسم الفاعل آ«داخرينآ» صاغرين والتعبير في الإتيان بالماضي لتحقق وقوعه. وَيَ‍‍وْمَ يُ‍‌‍ن‍‍فَ‍‍خُ فِي ‌ال‍‍صُّ‍‍و‌ر‍ِ‍‌ فَفَزِعَ مَ‍‌‍نْ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَ‍‌‍نْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ ‌وَكُلٌّ ‌أَتَ‍‍وْهُ ‌دَ‌اخِ‍‍رِينَ
027-088 آ«وترى الجبالآ» تبصرها وقت النفخة وَتَ‍رَ‌ى‌ ‌الْجِب‍‍َ‍الَ تَحْسَبُهَا‌ جَامِدَة ً‌ ‌وَهِيَ تَمُرُّ‌ مَ‍رَّ‌ال‍‍سَّح‍‍َ‍ابِ ۚ صُ‍‍‌‍نْ‍‍عَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌الَّذِي ‌أَتْ‍‍قَ‍‍نَ كُلَّ شَ‍‍يْء‌‌ٍۚ ‌إِنَّ‍‍هُ خَ‍‍ب‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌ‌ بِمَا‌ تَفْعَلُونَ
027-089 آ«من جاء بالحسنةآ» أي لا إله إلا الله يوم القيامة آ«فله خيرآ» ثواب آ«منهاآ» أي بسببها وليس للتفضيل إذ لا فعل خير منها وفي آية أخرى "عشر أمثالها" آ«وهمآ» الجاءون بها آ«من فزع يومئذآ» بالإضافة وكسر الميم وفتحها وفزع منوناً وفتح الميم آ«آمنونآ». مَ‍‌‍نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِ‍الْحَسَنَةِ فَلَ‍‍هُ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ‌وَهُمْ مِ‍‌‍نْ فَزَعٍ‌ يَوْمَئِذ‌‌ٍ‌ ‌آمِنُونَ
027-090 آ«ومن جاء بالسيئةآ» أي الشرك آ«فكبت وجوههم في النارآ» بأن وليتها، وذكرت الوجوه لأنها موضع الشرف من الحواس فغيرها من باب أولى ويقال لهم تبكيتاً آ«هلآ» ما آ«تجزون إلاآ» جزاء آ«ما كنتم تعملونآ» من الشرك والمعاصي قل لهم: وَمَ‍‌‍نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِ‍ال‍‍سَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ ‌وُجُوهُهُمْ فِي ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ هَلْ تُ‍‍جْ‍‍زَ‌وْنَ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَعْمَلُونَ
027-091 آ«إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدةآ» أي مكة آ«الذي حرمهاآ» جعلها حرماً آمناً لا يسفك فيها دم إنسان ولا يظلم فيها أحد ولا يصاد صيدها ولا يختلى خلاها، وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع إِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أُمِ‍‍رْتُ ‌أَ‌نْ ‌أَعْبُدَ‌ ‌‍رَبَّ هَذِهِ ‌الْبَلْدَةِ ‌الَّذِي حَ‍رَّمَهَا‌ ‌وَلَ‍‍هُ كُلُّ شَ‍‍يْء‌ٍۖ ‌وَ‌أُمِ‍‍رْتُ ‌أَ‌نْ ‌أَك‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌الْمُسْلِمِينَ
027-092 آ«وأن أتلوَ القرآنآ» عليكم تلاوة الدعوة إلى الإيمان آ«فمن اهتدىآ» له آ«فإنما يهتدي لنفسهآ» أي لأجلها فإن ثواب اهتدائه له آ«ومن ضلآ» عن الإيمان وأخطأ طريق الهدى آ«فقلآ» له آ«إنما أنا من المنذرينآ» المخوفين فليس عليَّ إلا التبليغ وهذا قبل الأمر بالقتال. وَ‌أَ‌نْ ‌أَتْلُوَ‌ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنَ ۖ فَمَنِ ‌اهْتَدَ‌ى‌ فَإِنَّ‍‍مَا‌ يَهْتَدِي لِنَفْسِ‍‍هِ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ ضَ‍‍لَّ فَ‍‍قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أَنَا‌ مِنَ ‌الْمُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌رِينَ
027-093 آ«وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونهاآ» فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار آ«وما ربك بغافل عما يعملونآ» بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم. وَ‍قُ‍‍لِ ‌الْحَمْدُ‌ لِلَّهِ سَيُ‍‍رِيكُمْ ‌آيَاتِ‍‍هِ فَتَعْ‍‍رِفُونَهَا‌ ۚ ‌وَمَا‌ ‌‍رَبُّكَ بِ‍‍غَ‍‍افِلٍ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَعْمَلُونَ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah