018-001 آ«الحمدآ» وهو الوصف بالجميل، ثابت آ«للهآ» تعالى وهل المراد الإعلام بذلك للإيمان به أو الثناء به أو هما؟ احتمالات، أفيدها الثالث آ«الذي أنزل على عبدهآ» محمد آ«الكتابآ» القرآن آ«ولم يجعل لهآ» أي فيه آ«عوجاآ» اختلافا أو تناقضا، والجملة حال من الكتاب.
018-002 آ«قيّماآ» مستقيما حال ثانية مؤكدة آ«لينذرآ» يخوف بالكتاب الكافرين آ«بأساآ» عذابا آ«شديدا من لدنهآ» من قبل الله آ«ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسناآ».
018-005 آ«ما لهم بهآ» بهذا القول آ«من علم ولا لآبائهمآ» من قبلهم القائلين له آ«كبرتآ» عظمت آ«كلمة تخرج من أفواههمآ» كلمة تمييز مفسر للضمير المبهم والمخصوص بالذم محذوف أي مقالتهم المذكورة آ«إنآ» ما آ«يقولونآ» في ذلك
018-006 آ«فلعلك باخعآ» مهلك آ«نفسك على آثارهمآ» بعدهم أي بعد توليهم عنك آ«إن لم يؤمنوا بهذا الحديثآ» القرآن آ«أسفاآ» غيظا وحزنا منك لحرصك على إيمانهم، ونصبه على المفعول له.
018-007 آ«إنا جعلنا ما على الأرضآ» من الحيوان والنبات والشجر والأنهار وغير ذلك آ«زينة لها لنبلوهمآ» لنختبر الناس ناظرين إلى ذلك آ«أيهم أحسن عملاًآ» فيه أي أزهد له.
018-009 آ«أم حسبتآ» أي ظننت آ«أن أصحاب الكهفآ» الغار في الجبل آ«والرقيمآ» اللوح المكتوب فيه أسماؤهم وأنسابهم وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن قصتهم آ«كانواآ» في قصتهم آ«منآ» جملة آ«آياتنا عجباآ» خبر كان وما قبله حال، أي كانوا عجبا دون باقي الآيات أو أعجبها ليس الأمر كذلك.
018-010 اذكر آ«إذ أوى الفتية إلى الكهفآ» جمع فتى وهو الشاب الكامل، خائفين على إيمانهم من قومهم الكفار آ«فقالوا ربنا آتنا من لدنكآ» من قبلك آ«رحمة وهيئآ» أصلح آ«لنا من أمرنا رشداآ» هداية.
018-014 آ«وربطنا على قلوبهمآ» قويناها على قول الحق آ«إذ قامواآ» بين يدي ملكهم وقد أمرهم بالسجود للأصنام آ«فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونهآ» أي غيره آ«إلها لقد قلنا إذا شططاآ» أي قولاً ذا شطط أي إفراط في الكفر إن دعونا إلها غير الله فرضا.
018-015 آ«هؤلاءآ» مبتدأ آ«قومناآ» عطف بيان آ«اتخذوا من دونه آلهة لولاآ» هلا آ«يأتون عليهمآ» على عبادتهم آ«بسلطان بينآ» بحجة ظاهرة آ«فمن أظلمآ» أي لا أحد أظلم آ«ممن افترى على الله كذباآ» بنسبة الشريك إليه تعالى قال بعض الفتية لبعض:
018-016 آ«وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاآ» بكسر الميم وفتح الفاء وبالعكس ما ترتفقون به من غداء وعشاء.
018-018 آ«وتحسبهمآ» لو رأيتهم آ«أيقاظاآ» أي منتبهين لأن أعينهم منفتحة، جمع يقظ بكسر القاف آ«وهم رقودآ» نيام جمع راقد آ«ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمالآ» لئلا تأكل الأرض لحومهم آ«وكلبهم باسط ذراعيهآ» يديه آ«بالوصيدآ» بفناء الكهف وكانوا إذا انقلبوا انقلب هو مثلهم في النوم واليقظة آ«لو اطلعت عليهم لولَّيت منهم فرارا ولملِّئتآ» بالتشديد والتخفيف آ«منهم رعْباآ» بسكون العين وضمها منعهم الله بالرعب من دخول أحد عليهم.
018-019 آ«وكذلكآ» كما فعلنا بهم ما ذكرنا آ«بعثناهمآ» أيقظناهم آ«ليتساءلوا بينهمآ» عن حالهم ومدة لبثهم آ«قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يومآ» لأنهم دخلوا الكهف عند طلوع الشمس وبُعثوا عند غروبها فظنوا أنه غروب يوم الدخول ثم آ«قالواآ» متوقفين في ذلك آ«ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بوَرقِكُمْآ» بسكون الراء وكسرها بفضتكم آ«هذه إلى المدينةآ» يقال إنها المسماة الآن طرسوس بفتح الراء آ«فلينظر أيها أزكى طعاماآ» أي أيّ أطعمة المدينة أحل آ«فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداًآ».
018-021 آ«وكذلكآ» كما بعثناهم آ«أعثرناآ» أطلعنا آ«عليهمآ» قومهم والمؤمنين آ«ليعلمواآ» أي قومهم آ«أن وعد اللهآ» بالبعث آ«حقآ» بطريق أن القادر على إنامتهم المدة الطويلة وإبقائهم على حالهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى آ«وأن الساعة لا ريبآ» لا شك آ«فيها إذآ» معمول لأعثرنا آ«يتنازعونآ» أي المؤمنون والكفار آ«بينهم أمرهمآ» أمر الفتية في البناء حولهم آ«فقالواآ» أي الكفار آ«ابنوا عليهمآ» أي حولهم آ«بنياناآ» يسترهم. آ«ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهمآ» أمر الفتية وهم المؤمنون آ«لنتخذن عليهمآ» حولهم آ«مسجداآ» يصلى فيه، وفعل ذلك على باب الكهف.
018-022 آ«سيقولونآ» أي المتنازعون في عدد الفتية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي يقول بعضهم هم آ«ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولونآ» أي بعضهم آ«خمسة سادسهم كلبهمآ» والقولان لنصارى نجران آ«رجما بالغيبآ» أي ظنا في الغيبة عنهم وهو راجع إلى القولين معا ونصبه على المفعول له أي لظنهم ذلك آ«ويقولونآ» أي المؤمنون آ«سبعة وثامنهم كلبهمآ» الجملة من المبتدأ وخبره صفة سبعة بزيادة الواو، وقيل تأكيد أو دلالة على لصوق الصفة بالموصوف ووصف
018-024 آ«إلا يشاء اللهآ» أي إلا ملتبسا بمشيئة الله تعالى بأن تقول إن شاء الله آ«واذكر ربكآ» أي مشيئته معلقا بها آ«إذا نسيتآ» ويكون ذكرها بعد النسيان كذكرها مع القول الحسن وغيره ما دام في المجلس آ«وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذاآ» من خبر أهل الكهف في الدلالة على نبوتي آ«رشداآ» هداية وقد فعل الله ذلك.
018-025 آ«ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةآ» بالتنوين آ«سنينآ» عطف بيان لثلاثمائة وهذه السنون الثلاثمائة عند أهل الكهف شمسية وتزيد القمرية عليها عند العرب تسع سنين وقد ذكرت في قوله آ«وازدادوا تسعاآ» أي تسع سنين فالثلاثمائة الشمسية: ثلاثمائة وتسع قمرية.
018-028 آ«واصبر نفسكآ» احبسها آ«مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدونآ» بعبادتهم آ«وجههآ» تعالى لا شيئا من أعراض الدنيا وهم الفقراء آ«ولا تعدُآ» تنصرف آ«عيناك عنهمآ» عبر بهما عن صاحبهما آ«تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرناآ» أي القرآن هو عيينة بن حصن وأصحابه آ«واتبعَ هواهآ» في الشرك آ«وكان أمره فرطاآ» إسرافا.
018-029 آ«وقلآ» له ولأصحابه هذا القرآن آ«الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرآ» تهديد لهم آ«إنا أعتدنا للظالمينآ» أي الكافرين آ«نارا أحاط بهم سرادقهاآ» ما أحاط بها آ«وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهلآ» كعكر الزيت آ«يشوي الوجوهآ» من حره إذا قرب إليها آ«بئس الشرابآ» هو آ«وساءتآ» أي النار آ«مرتفقاآ» تمييز منقول عن الفاعل أي قبح مرتفقها وهو مقابل
018-030 آ«إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاًآ» الجملة خبر إن الذين وفيها إقامة الظاهر مقام المضمر والمعنى أجرهم أي نثيبهم بما تضمنه.
018-031 (أولئك لهم جنات عدن) إقامة (تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور) قيل من زائدة وقيل للتبعيض، وهي جمع أسورة كأحمرة جمع سوار (من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس) ما رقَّ من الديباج (وإستبرق) ما غلظ منه وفي آية الرحمن "" بطائنها من إستبرق "" (متكئين فيها على الأرائك) جمع أريكة وهي السرير في الحجلة وهي بيت يزين بالثياب والستور للعروس (نعم الثواب) الجزاء الجنة (وحسنت مرتفقا).
018-032 آ«واضربآ» اجعل آ«لهمآ» للكفار مع المؤمنين آ«مثلاً رجلينآ» بدل وهو وما بعده تفسير للمثل آ«جعلنا لأحدهماآ» الكافر آ«جنتينآ» بستانين آ«من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعاآ» يقتات به.
018-038 آ«لكناآ» أصله لكن أنا نقلت حركة الهمزة إلى النون أو حذفت الهمزة ثم أدغمت النون في مثلها آ«هوآ» ضمير الشأن تفسره الجملة بعده والمعنى أنا أقول آ«الله ربي ولا أشرك بربي أحداآ».
018-039 (ولولا) هلا (إذ دخلت جنتك قلت) عند إعجابك بها هذا (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) وفي الحديث "" من أعطي خيرا من أهل أو مال فيقول عند ذلك ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم ير فيه مكروها "" (إن ترن أنا) ضمير فصل بين المفعولين (أقل منك مالاً وولدا).
018-044 آ«هنالكآ» أي يوم القيامة آ«الولايةآ» بفتح الواو النصرة وبكسرها الملك آ«لله الحقآ» بالرفع صفة الولاية وبالجر صفة الجلالة آ«هو خير ثواباآ» من ثواب غيره لو كان يثيب آ«وخير عقباآ» بضم القاف وسكونها عاقبة للمؤمنين ونصبهما على التمييز.
018-045 آ«واضربآ» صير آ«لهمآ» لقومك آ«مثل الحياة الدنياآ» مفعول أول آ«كماءآ» مفعول ثان آ«أنزلناه من السماء فاختلط بهآ» تكاثف بسبب نزول الماء آ«نبات الأرضآ» أو امتزج الماء بالنبات فَرَوِيَ
018-046 آ«المال والبنون زينة الحياة الدنياآ» يتجمل بها فيها آ«والباقيات الصالحاتآ» هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر زاد بعضهم ولا حول ولا قوة إلا بالله آ«خير عند ربك ثوابا وخير أملاًآ» أي ما يأمله الإنسان ويرجوه عند الله تعالى.
018-047 آ«وآ» اذكر آ«يوم تُسَيَّرُ الجبالُآ» نذهب بها عن وجه الأرض فتصير هباء منبثا وفي قراءة بالنون وكسر الياء ونصب الجبال آ«وترى الأرض بارزةآ» ظاهرة ليس عليها شيء من جبل ولا غيره آ«وحشرناهمآ» المؤمنين والكافرين آ«فلم نغادرآ» نترك آ«منهم أحداآ».
018-048 آ«وعرضوا على ربك صفاآ» حال أي مصطفين كل أمة صف ويقال لهم آ«لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرةآ» أي فرادى حفاة عراة غُرْلاً ويقال لمنكري البعث آ«بل زعمتم أآ» ن مخففة من الثقيلة أي أنه آ«لن نجعل لكم موعداآ» للبعث.
018-050 آ«وإذآ» منصوب باذكر آ«قلنا للملائكة اسجدوا لآدمآ» سجود انحناء لا وضع جبهة تحية له آ«فسجدوا إلا إبليس كان من الجنآ» قيل هم نوع من الملائكة فالاستثناء متصل وقيل هو منقطع وإبليس هو أبو الجن فله ذرية ذكرت معه بعد والملائكة لا ذرية لهم آ«ففسق عن أمر ربهآ» أي خرج عن طاعته بترك السجود آ«أفتتخذونه وذريتهآ» الخطاب لآدم وذريته والهاء في الموضعين لإبليس آ«أولياء من دونيآ» تطيعونهم آ«وهم لكم عدوآ» أي أعداء حال آ«بئس للظالمين بدلاًآ» إبليس وذريته في إطاعتهم بدل إطاعة الله.
018-051 آ«ما أشهدتهمآ» أي إبليس وذريته آ«خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهمآ» أي لم أحضر بعضهم خلق بعض آ«وما كنت متخذ المضلينآ» الشياطين آ«عضداآ» أعوانا في الخلق، فكيف تطيعونهم.
018-054 آ«ولقد صرفناآ» بينا آ«في هذا القرآن للناس من كل مثلآ» صفة لمحذوف، أي مثلاً من جنس كل مثل ليتعظوا آ«وكان الإنسانآ» أي الكفار آ«أكثر شيء جدلاًآ» خصومة في الباطل وهو تمييز منقول من اسم كان، المعنى: وكان جدل الإنسان أكثر شيء فيه.
018-055 آ«وما منع الناسآ» أي كفار مكة آ«أن يؤمنواآ» مفعول ثان آ«إذ جاءهم الهدىآ» القرآن آ«ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولينآ» فاعل أي سنتنا فيهم وهي الإهلاك المقدر عليهم آ«أو يأتيهم العذاب قبلاًآ» مقابلة وعيناً، وهو القتل يوم بدر وفي قراءة بضمتين جمع قبيل أي أنواعا.
018-056 (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين) للمؤمنين (ومنذرين) مخوفين للكافرين (ويجادل الذين كفروا بالباطل) بقولهم: "" أبعث الله بشرا رسولاً "" ونحوه (ليدحضوا به) ليبطلوا بجدالهم (الحق) القرآن (واتخذوا آياتي) أي القرآن (وما أنذروا) به من
018-057 آ«ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداهآ» ما عمل من الكفر والمعاصي آ«إنا جعلنا على قلوبهم أكنَّةآ» أغطية آ«أن يفقهوهآ» أي من أن يفهموا القرآن أي فلا يفهمونه آ«وفي آذانهم وقراآ» ثقلاً فلا يسمعونه آ«وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاآ» أي بالجعل المذكور آ«أبداآ».
018-058 آ«وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهمآ» في الدنيا آ«بما كسبوا لعجل لهم العذابآ» فيها آ«بل لهم موعدآ» وهو يوم القيامة آ«لن يجدوا من دونه موئلاًآ» ملجأ.
018-060 آ«وآ» اذكر آ«إذ قال موسىآ» هو ابن عمران آ«لفتاهُآ» يوشع بن نون كان يتبعه ويخدمه ويأخذ عنه العلم آ«لا أبرحآ» لا أزال أسير آ«حتى أبلغ مجمع البحرينآ» ملتقى بحر الروم وبحر فارس مما يلي المشرق أي المكان الجامع لذلك آ«أو أمضي حقباآ» دهرا طويلاً في بلوغه إن بعد.
018-061 آ«فلما بلغا مجمع بينهماآ» بين البحرين آ«نسيا حوتهماآ» نسي يوشع حمله عند الرحيل ونسي موسى تذكيره آ«فاتخذآ» الحوت آ«سبيله في البحرآ» أي جعله بجعل الله آ«سرباآ» أي مثل السرب،
018-062 آ«فلما جاوزاآ» ذلك المكان بالسير إلى وقت الغداء من ثاني يوم آ«قالآ» موسى آ«لفتاهُ آتينا غداءناآ» هو ما يؤكل أول النهار آ«لقد لقينا من سفرنا هذا نصباآ» تعبا وحصوله بعد المجاوزة.
018-063 آ«قال أرأيتآ» أي تنبه آ«إذ أوينا إلى الصخرةآ» بذلك المكان آ«فإني نسيت الحوت وما أنسانيهُ إلا الشيطانآ» يبدل من الهاء آ«أن أذكرهآ» بدل اشتمال أي أنساني ذكره آ«واتخذآ» الحوت آ«سبيله في البحر عجباآ» مفعول ثان، أي يتعجب منه موسى وفتاه لما تقدم في بيانه.
018-064 آ«قالآ» موسى آ«ذلكآ» أي فقدنا الحوت آ«ماآ» أي الذي آ«كنا نبغآ» نطلبه فإنه علامة لنا على وجود من نطلبه آ«فارتداآ» رجعا آ«على آثارهماآ» يقصانها آ«قصصاآ» فأتيا الصخرة.
018-065 (فوجدا عبدا من عبادنا) هو الخضر (آتيناه رحمة من عندنا) نبوة في قول وولاية في آخر وعليه أكثر العلماء (وعلمناه من لدنا) من قبلنا (علما) مفعول ثان أي معلوما من المغيبات، روى البخاري حديث "" إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى
018-066 آ«قال له موسى هل أتَّبعك على أن تعلَّمن مما عُلمت رَشَداًآ» أي صواباً أرشد به وفي قراءة بضم الراء وسكون الشين وسأله ذلك لأن الزيارة في العلم مطلوبة.
018-068 (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) في الحديث السابق عقب هذه الآية "" يا موسى إني على علم من الله علمنيه لا تعلمه وأنت على علم من الله علمكه الله لا أعلمه، وقوله خبرا مصدر بمعنى لم تحط أي لم تخبر حقيقته.
018-070 آ«قال فإن اتبعتني فلا تسألنيآ» وفي قراءة بفتح اللام وتشديد النون آ«عن شيءآ» تنكره مني في علمك واصبر آ«حتى أحدث لك منه ذكراآ» أي أذكره لك بعلته، فقبل موسى شرطه رعاية لأدب المتعلم مع العالم.
018-071 آ«فانطلقاآ» يمشيان على البحر آ«حتى إذا ركبا في السفينةآ» التي مرت بهما آ«خرقهاآ» الخضر بأن اقتلع لوحا أو لوحين منها من جهة البحر بفأس لما بلغت اللجج آ«قالآ» له موسى آ«اخرقتها لتغرق أهلهاآ» وفي قراءة بفتح التحتانية والراء ورفع أهلها آ«لقد جئت شيئا إمراآ» أي عظيما منكرا روي أن الماء لم يدخلها.
018-073 آ«قال لا تؤاخذني بما نسيتآ» أي غفلت عن التسليم لك وترك الانكار عليك آ«ولا ترهقنيآ» تكلفني آ«من أمري عسراآ» مشقة في صحبتي إياك أي عاملني فيها بالعفو واليسر.
018-074 آ«فانطلقاآ» بعد خروجهما من السفينة يمشيان آ«حتى إذا لقيا غلاماآ» لم يبلغ الحنث يلعب مع الصبيان أحسنهم وجها آ«فقتلهآ» الخضر بأن ذبحه بالسكين مضطجعا أو اقتلع رأسه بيده أو
018-076 ولهذا آ«قال إن سألتك عن شيء بعدهاآ» أي بعد هذه المرة آ«فلا تصاحبنيآ» لا تتركني أتبعك آ«قد بلغت من لدنيآ» بالتشديد والتخفيف من قبلي آ«عذراآ» في مفارقتك لي.
018-077 آ«فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قريةآ» هي أنطاكية آ«استطعما أهلهاآ» طلبا منهم الطعام بضيافة آ«فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراآ» ارتفاعه مائة ذراع آ«يريد أن ينقضَّآ» أي يقرب أن يسقط لميلانه آ«فأقامهآ» الخضر بيده آ«قالآ» له موسى آ«لو شئت لاتخذتآ» وفي قراءة لتخذت آ«عليه أجراآ» جُعْلاً حيث لم يضيفونا مع حاجتنا إلى الطعام.
018-078 آ«قالآ» له الخضر آ«هذا فراقآ» أي وقت فراق آ«بيني وبينكآ» فيه إضافة بين إلى غير متعدد سوغها تكريره بالعطف بالواو آ«سأُنبئكآ» قبل فراقي لك آ«بتأويل ما لم تستطع عليه صبراآ».
018-080 آ«وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفراآ» فإنه كما في حديث مسلم طبع كافرا ولو عاش لأرهقهما ذلك لمحبتهما له يتبعانه في ذلك.
018-081 آ«فأردنا أن يبدِّلهماآ» بالتشديد والتخفيف آ«ربهما خيرا منه زكاةآ» أي صلاحا وتقى آ«وأقربآ» منه آ«رحْماآ» بسكون الحاء وضمها رحمة وهي البرّ بوالديه فأبدلهما تعالى جارية تزوجت نبيا فولدت نبيا فهدى الله تعالى به أمة.
018-082 آ«وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزآ» مال مدفون من ذهب وفضة آ«لهما وكان أبوهما صالحاآ» فحفظا بصلاحه في أنفسهما ومالهما آ«فأراد ربك أن يبلغا أشدهماآ» أي إيناس رشدهما آ«ويستخرجا كنزهما رحمة من ربكآ» مفعول له عامله أراد آ«وما فعلتهآ» أي ما ذكر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار آ«عن أمريآ» أي اختباري بل بأمر إلهام من الله آ«ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراآ» يقال اسطاع واستطاع بمعنى أطاق، ففي هذا وما قبله جمع بين اللغتين ونوعت العبارة في: فأردت،
018-086 آ«حتى إذا بلغ مغرب الشمسآ» موضع غروبها آ«وجدها تغرب في عين حمئةآ» ذات حمأة وهي الطين الأسود وغروبها في العين في رأي وإلا فهي أعظم من الدنيا آ«ووجد عندهاآ» أي العين آ«قوماآ» كافرين آ«قلنا يا ذا القرنينآ» بإلهام آ«إما أن تُعذّبآ» القوم بالقتل آ«وإما أن تتخذ فيهم حُسناآ» بالأسر.
018-088 آ«وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنىآ» أي الجنة والإضافة للبيان وفي قراءة بنصب جزاء وتنوينه قال الفراء: ونصبه على التفسير أي لجهة النسبة آ«وسنقول له من أمرنا يُسراآ» أي نأمره بما سهل عليه.
018-093 آ«حتى إذا بلغ بين السدينآ» بفتح السين وضمها هنا وبعدهما جبلان بمنقطع بلاد الترك، سد الإسكندر ما بينهما كما سيأتي آ«وجد من دونهماآ» أي أمامهما آ«قوما لا يكادون يفقهون قولاًآ» أي لا يفهمونه إلا بعد بطء، وفي قراءة بضم الياء وكسر القاف.
018-094 آ«قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوجآ» بالهمز وتركه: هما اسمان أعجميان لقبيلتين فلم ينصرفا آ«مفسدون في الأرضآ» بالنهب والبغي عند خروجهم إلينا آ«فهل نجعل لك خرجاآ» جعلاً من المال وفي قراءة خراجا آ«على أن تجعل بيننا وبينهم سداًآ» حاجزا فلا يصلون إلينا.
018-095 آ«قال ما مكَّنيآ» وفي قراءة بنونين من غير إدغام آ«فيه ربآ» من المال وغيره آ«خيرآ» من خرجكم الذي تجعلونه لي فلا حاجة بي إليه وأجعل لكم السد تبرعا آ«فأعينوني بقوةآ» لما أطلبه منكم آ«أجعل بينكم وبينهم رَدماآ» حاجزا حصينا.
018-098 آ«قالآ» ذو القرنين آ«هذاآ» أي السد، أي الإقدار عليه آ«رحمة من ربيآ» نعمة لأنه مانع من خروجهم آ«فإذا جاء وعد ربيآ» بخروجهم القريب من البعث آ«جعله دكاءآ» مدكوكا مبسوطا آ«وكان وعد ربيآ» بخروجهم وغيره آ«حقاآ» كائنا قال تعالى:
018-099 آ«وتركنا بعضهم يومئذآ» يوم خروجهم آ«يموج في بعضآ» يختلط به لكثرتهم آ«ونفخ في الصورآ» أي القرن للبعث آ«فجمعناهمآ» أي الخلائق في مكان واحد يوم القيامة آ«جمعاآ».
018-102 آ«أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عباديآ» أي ملائكتي وعيسى وعزيرا آ«من دوني أولياءآ» أربابا مفعول ثان ليتخذوا والمفعول الثاني لحسب محذوف المعنى أظنوا أن الاتخاذ المذكور لا يغضبني ولا أعاقبهم عليه كلا آ«إنا أعتدنا جهنم للكافرينآ» هؤلاء وغيرهم آ«نُزلاًآ» أي هي معدة لهم كالمنزل المعد للضيف.
018-105 آ«أولئك الذين كفروا بآيات ربهمآ» بدلائل توحيده من القرآن وغيره آ«ولقائهآ» أي وبالبعث والحساب والثواب والعقاب آ«فحبطت أعمالهمآ» بطلت آ«فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناآ» أي لا نجعل لهم قدرا.
018-109 آ«قل لو كان البحرآ» أي ماؤه آ«مداداآ» هو ما يكتب به آ«لكلمات ربيآ» الدالة على حكمه وعجائبه بأن تكتب به آ«لنفد البحرآ» في كتابتها آ«قبل أن تنفدآ» بالتاء والياء: تفرغ آ«كلمات ربي ولو جئنا بمثلهآ» أي البحر آ«مَدَداآ» زيادة فيه لنفد، ولم تفرغ هي، ونصبه على التمييز.
018-110 آ«قل إنما أنا بشرآ» آدمي آ«مثلكم يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحدآ» أن المكفوفة بما باقية على مصدريتها والمعنى: يوحى إليَّ وحدانية الإله آ«فمن كان يرجوآ» يأمل آ«لقاء ربهآ» بالبعث والجزاء آ«فليعمل عملاً صالحا ولا يشرك بعبادة ربهآ» أي فيها بأن يرائي آ«أحداآ».