005-001 آ«يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقودآ» العهود المؤكدة التي بينكم وبين الله والناس آ«أحلت لكم بهيمة الأنعامآ» الإبل والبقر والغنم أكلاً بعد الذبح آ«إلا ما يتلى عليكمآ» تحريمه في (حُرمت عليكم الميتة) الآية فالاستثناء منقطع ويجوز أن يكون متصلا والتحريم لما عرض من الموت ونحوه آ«غيرَ محلي الصيد وأنتم حرمآ» أي محرمون ونصب غير على الحال من ضمير لكم آ«إن الله يحكم ما يريدآ» من التحليل وغيره لا اعترض عليه.
005-003 آ«حرِّمت عليكم الميتةآ» أي أكلها آ«والدمآ» أي المسفوح كما في الأنعام آ«ولحم الخنزير وما أهل لغير الله بهآ» بأن ذُبح على اسم غيره آ«والمنخنقةآ» الميتة خنقا آ«والموقوذةآ» المقتولة ضربا آ«والمترديةآ» الساقطة من علو إلى أسفل فماتت آ«والنطيحةآ» المقتولة بنطح أخرى لها آ«وما أكل السبعآ» منه آ«إلا ما ذكيتمآ» أي أدركتم
005-004 آ«يسئلونكآ» يا محمد آ«ماذا أُحل لهمآ» من الطعام آ«قل أحل لكم الطيَّباتآ» المستلذات آ«وآ» صيد آ«ما علَّمتم من الجوارحآ» الكواسب من الكلاب والسباع والطير آ«مكلِّبينآ» حال من كلَّبت الكلب
005-005 آ«اليوم أحل لكم الطيباتآ» المستلذات آ«وطعام الذين أوتوا الكتابآ» أي ذبائح اليهود والنصارى آ«حلٌآ» حلال آ«لكم وطعامكمآ» إياهم آ«حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصناتآ» الحرائر آ«من الذين أوتوا الكتاب من قبلكمآ» حل لكم أن تنكحوهن آ«إذا آتيتموهنَّ أجورهنَّآ» مهورهنَّ آ«محصنينآ» متزوجين آ«غير مسافحينآ» معلنين بالزنا بهن آ«ولا متخذي أخدانآ» منهن تسرون بالزنا بهن آ«ومن يكفر بالإيمانآ» أي يرتد آ«فقد حبط عملهآ» الصالح قبل ذلك فلا يعتد به ولا يثاب عليه آ«وهو في الآخرة من الخاسرينآ» إذا مات عليه.
005-007 آ«واذكروا نعمة الله عليكمآ» بالإسلام آ«وميثاقهآ» عهده آ«الذي واثقكم بهآ» عاهدكم عليه آ«إذ قلتمآ» للنبي صلي الله عليه وسلم حين بايعتموه آ«سمعنا وأطعناآ» في كل ما تأمر به وتنهى مما نحب ونكره آ«واتقوا اللهآ» في ميثاقه أن تنقضوه آ«إن الله عليم بذات الصدورآ» بما في القلوب فبغيره أولى.
005-008 آ«يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامينآ» قائمين آ«للهآ» بحقوقه آ«شهداء بالقسطآ» بالعدل آ«ولا يجرمنكمآ» يحملنكم آ«شنَآنآ» بغض آ«قومآ» أي الكفار آ«على ألاَّ تعدلواآ» فتنالوا منهم لعدواتهم آ«إعدلواآ» في العدو والولي آ«هوآ» أي العدل آ«أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملونآ» فيجازيكم به.
005-011 آ«يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هَمَّ قومآ» هم قريش آ«أن يبسطواآ» يمدوا آ«إليكم أيديهمآ» ليفتكوا بكم آ«فكفَّ أيديهم عنكمآ» وعصمكم مما أرادوا بكم آ«واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنونآ».
005-013 آ«فبما نقضهمآ» ما زائدة آ«ميثاقهم لعناهمآ» أبعدناهم عن رحمتنا آ«وجعلنا قلوبهم قاسيةآ» لا تلين لقبول الإيمان آ«يحرِّفون الكلمآ» الذي في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم وغيره آ«عن مواضعهآ» التي وضعه الله عليها أي يبدلونه آ«ونسواآ» تركوا آ«حظّاًآ» نصيبا آ«مما ذكرواآ» أمروا آ«بهآ» في التوراة من اتباع محمد آ«ولا تزالآ» خطاب للنبي صلى الله علي وسلم آ«تطَّلعآ» تظهر آ«على خائنةآ» أي خيانة آ«منهمآ» بنقض العهد وغيره آ«إلا قليلا منهمآ» ممن أسلم آ«فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنينآ» وهذا منسوخ بآيه السيف.
005-015 آ«يا أهل الكتابآ» اليهود والنصارى آ«قد جاءكم رسولناآ» محمد آ«يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفونآ» تكتمون آ«من الكتابآ» التوراة والإنجيل كآية الرجم وصفته آ«ويعفو عن كثيرآ» من ذلك فلا يبينه إذا لم يكن فيه مصلحة إلا افتضاحكم آ«قد جاءكم من الله نورٌآ» هو النبي صلى الله عليه وسلم آ«وكتابٌآ» قرآن آ«مبينآ» بين ظاهر.
005-016 آ«يهدي بهآ» أي بالكتاب آ«الله من اتبع رضوانهآ» بأن آمن آ«سبل السلامآ» طرق السلامة آ«ويخرجهم من الظلماتآ» الكفر آ«إلى النورآ» الإيمان آ«بإذنهآ» بإرادته آ«ويهديهم إلى صراط مستقيمآ» دين الإسلام.
005-017 آ«لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسح ابن مريمآ» حيث جعلوه إلَها وهم اليعقوبية فرقة من النصارى آ«قل فمن يملكآ» أي يدفع آ«منآ» عذاب آ«الله شيئا إن أراد أن يُهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاآ» أي لا أحد يملك ذلك ولو كان
005-018 آ«وقالت اليهود والنصارىآ» أي كل منهما آ«نحن أبناء اللهآ» أي كأبنائه في القرب والمنزلة وهو كأبينا في الرحمة والشفقة آ«وأحباؤه قلآ» لهم يا محمد آ«فلم يعذبكم بذنوبكمآ» إن صدقتم في ذلك ولا يعذب الأب ولده ولا الحبيب حبيبه وقد عذبكم فأنتم كاذبون آ«بل أنتم بشر ممنآ» من جملة من آ«خلقآ» من البشر لكم ما لهم وعليكم ما عليهم آ«يغفر لمن يشاءآ» المغفرة له آ«ويعذب من يشاءآ» تعذيبه لا اعتراض عليه آ«ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصيرآ» المرجع.
005-019 آ«يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولناآ» محمد آ«يبين لكمآ» شرائع الدين آ«على فترةآ» انقطاع آ«من الرسلآ» إذ لم يكن بينه وبين عيسى رسول ومدة ذلك خمسمائة وتسع وستون سنة لـ آ«أنآ» لا آ«تقولواآ» إذا عذبتم آ«ما جاءنا منآ» زائدة آ«بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذيرآ» فلا عذر لكم إذاً آ«والله على كل شيء قديرآ» ومنه تعذيبكم إن لم تتبعوه.
005-020 آ«وآ» اذكر آ«إذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكمآ» أي منكم آ«أنبياء وجعلكم ملوكاآ» أصحاب خدم وحشم آ«وآتاكم ما لم يؤت أحدا من
005-021 آ«يا قوم ادخلوا الأرض المقدَّسةآ» المطهرة آ«التي كتب الله لكمآ» أمركم بدخولها وهي الشام آ«ولا ترتدُّوا على أدباركمآ» تنهزموا خوف العدو آ«فتنقلبوا خاسرينآ» في سعيكم.
005-023 آ«قالآ» لهم آ«رجلان من الذين يخافونآ» مخالفة أمر الله وهما يوشع وكالب من النقباء الذين بعثهم موسى في كشف أحوال الجبابرة آ«أنعم الله عليهماآ» بالعصمة فكتما ما اطَّلعا عليه من حالهم إلا عن موسى بخلاف بقية النقباء فأفشوه فجبنوا آ«ادخلوا عليهم البابآ» باب القرية ولا تخشوهم فإنهم أجساد بلا قلوب آ«فإذا دخلتموه فإنكم غالبونآ» قالا ذلك تيقناً بنصر الله وإنجاز وعده آ«وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنينآ».
005-027 آ«واتلآ» يا محمد آ«عليهمآ» على قومك آ«نبأآ» خبر آ«ابنيْ آدمآ» هابيل وقابيل آ«بالحقآ» متعلق بأُتل آ«إذ قرَّبا قرباناآ» إلى الله وهو كبش لهابيل وزرع لقابيل آ«فتُقبل من أحدهماآ» وهو هابيل بأن نزلت نار من السماء فأكلت قربانه آ«ولم يُتقبل من الآخرآ» وهو قابيل فغضب وأضمر الحسد في نفسه إلى أن حج آدم آ«قالآ» له آ«لأقتلنكآ» قال: لَم قال لتقبل قربانك
005-029 آ«إني أريد أن تبوءآ» ترجع آ«بإثميآ» بإثم قتلي آ«وإثمكآ» الذي ارتكبته من قبل آ«فتكون من أصحاب النارآ» ولا أريد أن أبوء بإثمك إذا قتلتك فأكون منهم، قال تعالى: آ«وذلك جزاء الظالمينآ».
005-030 آ«فطوَّعتآ» زينت آ«له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبحآ» فصار آ«من الخاسرينآ» بقتله ولم يدرِ ما يصنع به لأنه أول ميت على وجه الأرض من بني آدم فحمله على ظهره.
005-031 آ«فبعث الله غرابا يبحث في الأرضآ» ينبش التراب بمنقاره وبرجليه ويثيره على غراب ميت حتى واراه آ«ليريه كيف يواريآ» يستر آ«سوأةآ» جيفة آ«أخيه قال يا ويلتى أعجزتآ» عن آ«أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمينآ» على حمله وحفر له وواره.
005-032 آ«من أجل ذلكآ» الذي فعله قابيل آ«كتبنا على بني إسرائيل أنهآ» أي الشأن آ«من قتل نفسا بغير نفسآ» قتلها آ«أوآ» بغير آ«فسادآ» أتاه آ«في الأرضآ» من كفر أو زنا أو قطع طريق أو نحوه آ«فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياهاآ» بأن امتنع عن قتلها آ«فكأنما أحيا الناس جميعاآ» قال ابن عباس: من حيث انتهاك
005-033 ونزل في العرنيين لما قدموا المدينة وهم مرضى فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلى الإبل ويشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل آ«إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسولهآ» بمحاربة المسلمين آ«ويسعون في الأرض فساداآ» بقطع الطريق آ«أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافآ» أي أيديهم اليمنى واليسرى آ«أو يُنفوا من الأرضآ» أو لترتيب الأحوال فالقتل لمن قتل فقط والصلب لمن قتل وأخذ المال والقطع لمن أخذ المال ولم يقتل والنفي لمن أخاف فقط قاله ابن عباس وعليه الشافعي وأصح قوليه أن الصلب ثلاثا بعد القتل وقيل قبله قليلا ويلحق بالنفي ما أشبهه في التنكيل من الحبس وغيره آ«ذلكآ» الجزاء المذكور آ«لهم خزيآ» ذل آ«في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيمآ» هو عذاب النار.
005-035 آ«يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهآ» خافوا عقابه بأن تطيعوه آ«وابتغواآ» اطلبوا آ«إليه الوسيلةآ» ما يقربكم إليه من طاعته آ«وجاهدوا في سبيلهآ» لإعلاء دينه آ«لعلكم تفلحونآ» تفوزون.
005-038 آ«والسارق والسارقةآ» أل فيهما موصولة مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو آ«فاقطعوا أيديهماآ» أي يمين كل منهما من الكوع وبينت السنة أن يقطع فيه ربع دينار فصاعدا وأنه إذا عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم ثم اليد اليسرى ثم الرجل اليمنى وبعد ذلك يعزر آ«جزاءآ» نصب على المصدر آ«بما كسبا نكالاآ» عقوبة لهما آ«من الله والله عزيزآ» غالب على
005-039 آ«فمن تاب من بعد ظلمهآ» رجع عن السرقة آ«وأصلحآ» عمله آ«فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيمآ» في التعبير بهذا ما تقدم فلا يسقط بتوبته حق الآدمي من القطع ورد المال نعم بيَّنت السنة أنه إن عفا عنه قبل الرفع إلى الإمام سقط القطع وعليه الشافعي.
005-040 آ«ألم تعلمآ» الإستفهام فيه للتقرير آ«أن الله له ملك السماوات والأرض يعذَّب من يشاءآ» تعذيبه آ«ويغفر لمن يشاءآ» المغفرة له آ«والله على كل شيء قديرآ» ومنه التعذيب والمغفرة.
005-041 آ«يا أيها الرسول لا يَحزنكآ» صنع آ«الذين يسارعون في الكفرآ» يقعون فيه بسرعة أي يظهرونه إذا وجدوا فرصة آ«منآ» للبيان آ«الذين قالوا آمنا بأفوههمآ» بألسنتهم متعلق بقالوا آ«ولم تؤمن قلوبهمآ» وهم المنافقون آ«ومن الذين هادواآ» قوم آ«سماعون للكذبآ» الذي افترته أحبارهم سماع قبول آ«سماعونآ» منك آ«لقومآ» لأجل قوم آ«آخرينآ» من اليهود آ«لم يأتوكآ» وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما فبعثوا قريظة ليسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكمهما آ«يحرفون الكلمآ» الذي في التوراة كآية الرجم آ«من بعد مواضعهآ» التي وضعه الله عليها أي يبدِّلونه آ«يقولونآ» لمن أرسلوهم آ«إن أُوتيتم هذاآ» الحكم المحرف أي
005-042 هم آ«سماعون للكذب أكالون للسُّحُتآ» بضم الحاء وسكونها أي الحرام كالرشا آ«فإن جاؤكآ» لتحكم بينهم آ«فاحكم بينهم أو أعرض عنهمآ» هذا التخيير منسوخ بقوله تعالى (وأن احكم بينهم) الآية فيجب الحكم بينهم إذا ترافعوا إلينا وهو أصح قولي الشافعي فلو ترافعوا إلينا مع مسلم وجب إجماعا آ«وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمتآ» بينهم آ«فاحكم بينهم بالقسطآ» بالعدل آ«إن الله يحب المقسطينآ» العادلين في الحكم أي يثيبهم.
005-043 آ«وكيف يحكِّمونك وعندهم التوراة فيها حكم اللهآ» بالرجم استفهام تعجب أي لم يقصدوا بذلك معرفة الحق بل ما هو أهون عليهم آ«ثم يتولَّونآ» يعرضون عن حكمك بالرجم الموافق لكتابهم آ«من بعد ذلكآ» التحكيم آ«وما أولئك بالمؤمنينآ».
005-045 آ«وكتبناآ» فرضنا آ«عليهم فيهاآ» أي التوراة آ«أن النفسآ» تقتل آ«بالنفسآ» إذا قتلتها آ«والعينآ» تُفقأ آ«بالعين والأنفآ» يجُدع آ«بالأنف والأذنآ» تُقطع آ«بالأذن والسنَّآ» تقلع آ«بالسنِّآ» وفي قراءة بالرفع في الأربعة آ«والجروحآ» بالوجهين آ«قصاصآ» أي فيها إذا كاليد والرجل ونحو ذلك وما لا يمكن فيه الحكومة وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مقرر في شرعنا آ«فمن تصدق بهآ» أي القصاص بأن مكن عن نفسه آ«فهو كفارة لهآ» لما أتاه آ«ومن لم يحكم بما أنزل اللهآ» في القصاص وغيره آ«فأولئك هم الظالمونآ».
005-047 آ«وآ» قلنا آ«لْيَحْكُمْ أهل الإنجيل بما أنزل الله فيهآ» من الأحكام وفي قراءة بنصب يحكم وكسر لامه عطفا على معمول آتيناه آ«ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقونآ».
005-048 آ«وأنزلنا إليكآ» يا محمد آ«الكتابآ» القرآن آ«بالحقآ»: متعلق بأنزلنا آ«مصدِّقا لما بين يديهآ» قبله آ«من الكتاب ومهيمناآ» شاهدا آ«عليهآ» والكتاب بمعنى الكتب آ«فاحكم بينهمآ» بين أهل الكتاب إذا ترافعوا إليك آ«بما أنزل اللهآ» إليك آ«ولا تتبع أهواءهمآ» عادلا آ«عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكمآ» أيها الأمم آ«شرعةآ» شريعة آ«ومنهاجاآ» طريقاً واضحاً في الدين يمشون عليه آ«ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدةآ» على شريعة واحدة آ«ولكنآ» فرقكم فرقاً آ«ليبلوكمآ» ليختبركم آ«فيما آتاكمآ» من الشرائع المختلفة لينظر المطيع منكم والعاصي آ«فاستبقوا الخيراتآ» سارعوا إليها آ«إلى الله مرجعكم جميعاآ» بالبعث آ«فينبئكم بما كنتم فيه تختلفونآ» من أمر الدين ويجزي كلا منكم بعمله.
005-050 آ«أفحكم الجاهلية يبغونآ» بالياء والتاء يطلبون من المداهنة والميل إذا تولَّوا إستفهام إنكاري آ«ومنآ» أي لا أحد آ«أحسن من الله حُكما لقومآ» عند قوم آ«يوقنونآ» به خصوا بالذكر لأنهم الذين يتدبرون.
005-051 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياءآ» توالونهم وتوادونهم آ«بعضهم أولياء بعضآ» لا تحادهم في الكفر آ«ومن يتولَّهم منكم فإنه منهمآ» من جملتهم آ«إن الله لا يهدى القوم الظالمينآ» بموالاتهم الكفار.
005-052 آ«فترى الذين في قلوبهم مرضآ» ضعف اعتقاد كعبد الله بن أبي المنافق آ«يسارعون فيهمآ» في موالاتهم آ«يقولونآ» معتذرين عنها آ«نخشى أن تصيبنا دائرةآ» يدور بها الدهر علينا من جدب أو غلبة ولا يتم أمر محمد فلا يميرونا قال تعالى: آ«فعسى الله أن يأتي بالفتحآ» بالنصر لنبيه بإظهار دينه آ«أو أمر من عندهآ» بهتك ستر المنافقين وافتضاحهم آ«فيصبحوا على ما أسرُّوا في أنفسهمآ» من الشك وموالاة
005-053 آ«ويقولُآ» بالرفع استئنافا بواو ودونها وبالنصب عطفا على يأتي آ«الذين آمنواآ» لبعضهم إذا هتك سترهم تعجبا آ«أهؤلاء الذين أقسموا بالله جَهد أيمانهمآ» غاية اجتهادهم فيها آ«إنهم لمعكمآ» في الدين قال تعالى: آ«حبطتآ» بطلت آ«أعمالهمآ» الصالحة آ«فأصبحواآ» صاروا آ«خاسرينآ» الدنيا بالفضيحة والآخرة بالعقاب.
005-054 (يا أيها الذين آمنوا من يرتد) بالفك والإدغام يرجع (منكم عن دينه) إلى الكفر إخبار بما علم الله وقوعه وقد ارتد جماعة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم (فسوف يأتي الله) بدلهم (بقوم يحبهم ويحبونه) قال صلى الله عليه وسلم: "" هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى الأشعري "" رواه الحاكم في صحيحه (أذلة) عاطفين (على المؤمنين أعزة) أشداء (على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) فيه كما يخاف المنافقون لوم الكفار (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع) كثير الفضل (عليم) بمن هو أهله، ونزل لما قال ابن سلام يا رسول الله إن قومنا هجرونا.
005-058 آ«وآ» الذين آ«إذا ناديتمآ» دعوتم آ«إلى الصلاةآ» بالأذان آ«اتخذوهاآ» أي الصلاة آ«هزوا ولعباآ» بأن يستهزئوا بها ويتضاحكوا آ«ذلكآ» الاتخاذ آ«بأنهمآ» أي بسبب أنهم آ«قوم لا يعقلونآ».
005-059 ونزل لما قال اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم بمن تؤمن من الرسل فقال: (بالله وما أنزل إلينا) الآية فلما ذكر عيسى قالوا لا نعلم دينا شرا من دينكم آ«قل يا أهل الكتاب هل تنقمونآ» تنكرون آ«منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبلآ» إلى الأنبياء آ«وأن أكثركم فاسقونآ» عطف على أن آمنا- المعنى ما تنكرون إلا إيماننا ومخالفتكم في عدم قبوله المعبر عنه بالفعل اللازم عنه وليس هذا مما ينكر.
005-061 آ«وإذا جاءُوكمآ» أي مُنَافِقُو اليهود آ«قالوا آمنا وقد دخلواآ» إليكم متلبسين آ«بالكفر وهم قد خرجواآ» من عندكم متلبسين آ«بهآ» ولم يؤمنوا آ«والله أعلم بما كانوا يكتمونـآ» ـه من النفاق.
005-062 آ«وترى كثيرا منهمآ» أي اليهود آ«يسارعونآ» يقعون سريعا آ«في الإثمآ» الكذب آ«والعدوانآ» الظلم آ«وأكلهم السُّحُتآ» الحرام كالرشا آ«لبئس ما كانوا يعملونـآ» ـهُ عملهم هذا.
005-064 آ«وقالت اليهودآ» لما ضيق عليهم بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا أكثر الناس مالا آ«يد الله مغلولةآ» مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كنوا به عن
005-066 آ«ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيلآ» بالعمل بما فيهما ومنه الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم آ«وما أنزل إليهمآ» من الكتب آ«من ربِّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهمآ» بأن يوسع عليهم الرزق ويفيض من كل جهة آ«منهم أمَّةآ» جماعة آ«مقتصدةآ» تعمل به وهم من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن
005-067 (يا أيها الرسول بلغ) جميع (ما أنزل إليك من ربك) ولا تكتم شيئا منه خوفا أن تنال بمكروه (وإن لم تفعل) أي لم تبلغ جميع ما أنزل إليك (فما بلغت رسالته) بالإفراد والجمع لأن كتمان بعضها ككتمان كلها (والله يعصمك من الناس) أن يقتلوك وكان صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فقال: "" انصرفوا فقد عصمني الله "" رواه الحاكم (إن الله لا يهدي القوم الكافرين).
005-068 آ«قل يا أهل الكتاب لستم على شيءآ» من الدين معتد به آ«حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكمآ» بأن تعملوا بما فيه ومنه الإيمان بي آ«وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربكآ» من القرآن آ«طغيانا وكفراآ» لكفرهم به آ«فلا تأسآ» تحزن آ«على القوم الكافرينآ» إن لم يؤمنوا بك أي لا تهتم بهم.
005-069 آ«إن الذين آمنوا والذين هادواآ» هم اليهود مبتدأ آ«والصابئونآ» فرقة منهم آ«والنصارىآ» ويبدل من المبتدأ آ«من آمنآ» منهم آ«بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ» في الآخرة خبر المبتدأ ودال على خبر إن.
005-071 آ«وحسِبواآ» ظنوا آ«أآ» ن آ«لا تكونُآ» بالرفع فأن مخففة والنصب فهي ناصبة أي تقع آ«فتنةآ» عذاب بهم على تكذيب الرسل وقتلهم آ«فعمواآ» عن الحق فلم يبصروه آ«وصمّواآ» عن استماعه آ«ثم تاب الله عليهمآ» لما تابوا آ«ثم عموا وصمُّواآ» ثانيا آ«كثير منهمآ» بدل من الضمير آ«والله بصير بما يعملونآ» فيجازيهم به.
005-072 آ«لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريمآ» سبق مثله آ«وقالآ» لهم آ«المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكمآ» فإني عبد ولست بإله آ«إنه من يشرك باللهآ» في العبادة غيره آ«فقد حرَّم الله عليه الجنةآ» منعه أن يدخلها آ«ومأواه النار وما للظالمين منآ» زائدة آ«أنصارآ» يمنعونهم من عذاب الله.
005-073 آ«لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالثآ» آلهة آ«ثلاثةآ» أي أحدها والآخران عيس وأمه وهم فرقة من النصارى آ«وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولونآ» من التثليث ويوحدوا آ«ليمسنَّ الذين كفرواآ» أي ثبتوا على الكفر آ«منهم عذاب أليمآ» مؤلم وهو النار.
005-075 آ«ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلتآ» مضت آ«من قبله الرسلآ» فهو يَمضي مثلهم وليس بإله كما زعموا وإلا لما مضى آ«وأُمُّه صدَيقةآ» مبالغة في الصدق آ«كانا يأكلان الطعامآ» كغيرهما من الناس ومن كان كذلك لا يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ منه من البول والغائط آ«أنظرآ» متعجبا آ«كيف نبين لهم الآياتآ» على وحدانيتنا آ«ثم أنظر أنَّىآ» كيف آ«يُؤفكونآ» يصرفون عن الحق مع قيام البرهان.
005-077 آ«قل يا أهل الكتابآ» اليهود والنصارى آ«لا تغلواآ» لا تجاوزوا الحد آ«في دينكمآ» غلوّا آ«غير الحقآ» بأن تضعوا عيسى أو ترفعوه فوق حقه آ«ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبلآ» بغلوهم وهم أسلافُهم آ«وأضلوا كثيراآ» من الناس آ«وضلُّوا عن سواء السبيلآ» عن طريق الحق والسواء في الأصل الوسط.
005-078 آ«لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوودآ» بأن دعا عليهم فمسخوا قردة وهم أصحاب إيلة آ«وعيسى ابن مريمآ» بأن دعا عليهم فمسخوا خنازير وهم أصحاب المائدة آ«ذلكآ»
005-080 آ«ترىآ» يا محمد آ«كثيرا منهم يتولَّون الذين كفرواآ» من أهل مكة بغضا لك آ«لبئس ما قدَّمت لهم أنفسهمآ» من العمل لمعادهم الموجب لهم آ«أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدونآ».
005-082 آ«لتجدنَّآ» يا محمد آ«أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركواآ» من أهل مكة لتضاعف كفرهم وجهلهم وانهماكهم في اتباع الهوى آ«ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى ذلكآ» أي قرب مودتهم للمؤمنين آ«بأنآ» بسبب أن آ«منهم قسيسينآ» علماء آ«ورهباناآ» عبادا آ«وأنهم لا يستكبرونآ» عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ سورة يس فبكوا وأسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى.
005-084 آ«وآ» قالوا في جواب من عيرهم بالإسلام من اليهود آ«ما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحقآ» القرآن أي لا مانع لنا من الإيمان مع وجود مقتضيه آ«ونطمعآ» عطف على نؤمن آ«أن يدخلنا ربُّنا مع القوم الصالحينآ» المؤمنين الجنة قال تعالى.
005-087 ونزل لما همَّ قوم من الصحابة أن يلازموا الصوم والقيام ولا يقربوا النساء والطيب ولا يأكلوا اللحم ولا يناموا على الفراش آ«يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدواآ» تتجاوزوا أمر الله آ«إن الله لا يحب المعتدينآ».
005-089 آ«لا يؤاخذكم الله باللغوآ» الكائن آ«في أيمانكمآ» هو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف كقول الإنسان: لا والله، وبلى والله آ«ولكن يؤاخذكم بما عَقّدتُمُآ» بالتخفيف والتشديد وفي قراءة عاقدتم آ«الأيمانآ» عليه بأن حلفتم
005-090 آ«يا أيها الذين آمنوا إنما الخمرآ» المسكر الذي يخامر العقل آ«والميسرآ» القمار آ«والأنصابآ» الأصنام آ«والأزلامآ» قداح الاستقسام آ«رجسآ» خبيث مستقذر آ«من عمل الشيطانآ» الذي يزيّنه آ«فاجتنبوهآ» أي الرجس المعبر به عن هذه الأشياء أن تفعلوه آ«لعلكم تفلحونآ».
005-093 آ«ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعمواآ» أكلوا من الخمر والميسر قبل التحريم آ«إذا ما اتقواآ» المحرمات آ«وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنواآ» ثبتوا على التقوى والإيمان آ«ثم اتقوا وأحسنواآ» العمل آ«والله يحب المحسنينآ» بمعني أنه يثيبهم.
005-094 آ«يا أيها الذين آمنوا لَيبلونَّكمآ» ليختبرنكم آ«الله بشيءآ» يرسله لكم آ«من الصيد تنالهآ» أي الصغار منه آ«أيديكم ورماحكمآ» الكبار منه، وكان ذلك بالحديبية وهم مُحرمون فكانت الوحش والطير تغشاهم في حالهم آ«ليعلم اللهآ» علم ظهور آ«من يخافه بالغيبآ» حال أي غائبا لم يره فيجتنب الصيد آ«فمن اعتدى بعد ذلكآ» النهي عنه فاصطاده آ«فله عذاب أليمآ».
005-095 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حُرُمآ» محرمون بحج أو عمرة آ«ومن قتله منكم متعمِّدا فجزاءٌآ» بالتنوين ورفع ما بعده أي فعليه جزاء هو آ«مثلُ ما قتل من النعمآ» أي
005-097 آ«جعل الله الكعبة البيت الحرامآ» المحرم آ«قياما للناسآ» يقوم به أمر دينهم بالحج إليه ودنياهم بأمن داخله وعدم التعرض له وجبي ثمرات كل شيء إليه، وفي قراءة قيما بلا ألف مصدر قام غير معل آ«والشهر الحرامآ» بمعنى الأشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب قياما لهم بأمنهم من القتال فيها آ«والهدي والقلائدآ» قياما لهم بأمن صاحبهما من التعرض له آ«ذلكآ» الجعل المذكور آ«لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليمآ» فإن جعله ذلك لجلب المصالح لكم ودفع المضار عنكم قبل وقوعها دليل على علمه بما هو في الوجود وما هو كائن.
005-101 ونزل لما أكثروا سؤاله صلىالله عليه وسلم آ«يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَآ» تظهر آ«لكم تسؤكمآ» لما فيها من المشقة آ«وإن تسألوا عنها حين ينزَّل القرآنآ» في زمن النبي صلىالله عليه وسلم آ«تُبدَ لكمآ» المعنى إذا سألتم عن أشياء في زمنه ينزل القرآن بإبدائها ومتى أبداها ساءتكم فلا تسألوا عنها قد آ«عفا الله عنهاآ» من مسألتكم فلا تعودوا آ«والله غفور رحيمآ».
005-103 آ«ما جعلآ» شرع آ«الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حامآ» كما كان أهل الجاهلية يفعلونه، روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتم فلا يحمل عليها شيء، والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل
005-104 آ«وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسولآ» أي إلى حكمه من تحليل ما حرمتم آ«قالوا حسبناآ» كافينا آ«ما وجدنا عليه آباءناآ» من الدين والشريعة قال تعالى: آ«أآ» حسبهم ذلك آ«ولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدونآ» إلى الحق والاستفهام للإنكار.
005-105 (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) أي احفظوها وقوموا بصلاحها (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قيل المراد لا يضركم من ضل من أهل الكتاب وقيل المراد غيرهم لحديث أبي ثعلبة الخشني: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "" إئتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك "" رواه الحاكم وغيره (إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون) فيجازيكم به.
005-107 آ«فإن عُثرآ» اطُّلع بعد حلفهما آ«على أنهما استحقا إثماآ» أي فعلا ما يوجبه من خيانة أو كذب في الشهادة بأن وجد عندهما مثلا ما اتُّهما به وادعيا أنهما ابتاعاه من الميت أو وصى لهما به آ«فآخران يقومان مقامهماآ» في توجيه اليمين عليهما آ«من الذين استحق عليهمآ» الوصية وهم الورثة ويبدل من آخران آ«الأوليانآ» بالميت أي الأقربان إليه وفي قراءة الأَوَّلينَ جمع أوَّل صفة أو بدل من الذين آ«فيقسمان باللهآ» على خيانة الشاهدين ويقولان
005-108 آ«ذلكآ» الحكم المذكور من رد اليمين على الورثة آ«أدنىآ» أقرب إلى آ«أن يأتواآ» أي الشهود أو الأوصياء آ«بالشهادة على وجههاآ» الذي تحملوها عليه من غير تحريف ولا خيانة آ«أوآ» أقرب إلى أن آ«يخافوا أن تُرد أيمان بعد أيْمانهمآ» على الورثة المدعين فيحلفون على خيانتهم وكذبهم فيفتضحون ويغرمون فلا يكذبوا آ«واتقوا اللهآ» بترك الخيانة والكذب آ«واسمعواآ» ما تؤمرون به سماع قبول آ«والله لا يهدي القوم الفاسقينآ» الخارجين عن طاعته إلى سبيل الخير.
005-109 اذكر آ«يوم يجمع الله الرسلآ» هو يوم القيامة آ«فيقولآ» لهم توبيخا لقومهم آ«ماذاآ» أي الذي آ«أُجبتمآ» به حين دعوتم إلى التوحيد آ«قالوا لا علم لناآ» بذلك آ«إنك أنت علام الغيوبآ» ما غاب عن العباد وذهب عنهم علمه لشدة هول يوم القيامة وفزعهم ثم يشهدون على أممهم لما يسكنون.
005-110 اذكر آ«إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتكآ» بشكرها آ«إذ أيَّدتكآ» قويتك آ«بروح القدسآ» جبريل آ«تكلِّم الناسآ» حال من الكاف في أيدتك آ«في المهدآ» أي طفلا آ«وكهلاآ» يفيد نزوله قبل الساعة لأنه رفع قبل الكهولة كما سبق آل عمران آ«وإذ علَّمتك الكتاب والحكمة
005-112 اذكر آ«إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيعآ» أي يفعل آ«ربكآ» وفي قراءة بالفوقانية ونصب ما بعده أي تقدر أن تسأله آ«أن ينزل علينا مائدة من السماء قالآ» لهم عيسى آ«اتقوا اللهآ» في اقتراح الآيات آ«إن كنتم مؤمنينآ».
005-113 آ«قالوا نريدآ» سؤالها من أجل آ«أن نأكل منها وتطمئنَّآ» تسكن آ«قلوبناآ» بزيادة اليقين آ«ونعلمآ» نزداد علما آ«أنآ» مخففه أي أنك آ«قد صدقتناآ» في ادعاء النبوة آ«ونكون عليها من الشاهدينآ».
005-115 آ«قال اللهآ» مستجيب له آ«إني منزِّلهاآ» بالتخفيف والتشديد آ«عليكم فمن يكفر بعدآ» أي بعد نزولها آ«منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمينآ» فنزلت الملائكة بها من السماء عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات فأكلوا منها حتى شبعوا قاله ابن عباس وفي حديث أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما فأمروا أن لا يخونوا ولا يدَّخروا لغد فخافوا وادخروا فمسخوا قردة وخنازير.
005-116 آ«وآ» اذكر آ«إذ قالآ» أي يقول آ«اللهآ» لعيسى في القيامة توبيخا لقومه آ«يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وَأُمِّي إلهين من دون الله قالآ» عيسى وقد أرعد آ«سبحانكآ» تنزيها لك عما لا يليق بك من الشريك وغيره آ«ما يكونآ» ما ينبغي آ«لي أن أقول ما ليس لي بحقآ» خبر ليس، ولي للتبيين آ«إن كنت قلته فقد علمته تعلم ماآ» أخفيه آ«في نفس ولا أعلم ما في نفسكآ» أي ما تخفيه من معلوماتك آ«إنك أنت علام الغيوبآ».
005-117 آ«ما قلتُ لهم إلا ما أمرتني بهآ» وهو آ«أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنتُ عليهم شهيداآ» رقيبا أمنعهم مما يقولون آ«ما دمت فيهم فلما توفيتنيآ» قبضتني بالرفع
005-118 آ«إن تعذبهمآ» أي من أقام على الكفر فيهم آ«فإنهم عبادكآ» وأنت مالكهم تتصرف فيهم كيف شئت لا اعتراض عليك آ«وإن تغفر لهمآ» أي لمن آمن منهم آ«فإنك أنت العزيزآ» الغالب على أمره آ«الحكيمآ» في صنعه.
005-119 آ«قال الله هذاآ» أي يوم القيامة آ«يوم ينفع الصادقينآ» في الدنيا كعيسى آ«صدقهمآ» لأنه يوم الجزاء آ«لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهمآ» بطاعته آ«ورضوا عنهآ» بثوابه آ«ذلك الفوز العظيمآ» ولا ينفع الكاذبين في الدنيا صدقهم فيه كالكفار لما يؤمنون عند رؤية العذاب.
005-120 آ«لله ملك السماوات والأرضآ» خزائن المطر والنبات والرزق وغيرها آ«وما فيهنآ» أتى بما تغليبا لغير العاقل آ«وهو على كل شيء قديرآ» ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب وخص العقلُ ذاته فليس عليها بقادر.