Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

4) Sūrat An-Nisā'

Printed format

4) سُورَة النِسَاء

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
004-001 آ«يا أيها الناسآ» أي أهل مكة آ«اتقوا ربكمآ» أي عقابه بأن تطيعوه آ«الذي خلقكم من نفس واحدةآ» آدم آ«وخلق منها زوجهاآ» حواء بالمد من ضلع من أضلاعه اليسرى آ«وبثآ» فرق ونشر آ«منهماآ» من آدم وحواء آ«رجالا كثيرا ونساءآ» كثيرة آ«واتقوا الله الذي تَسّاءلونآ» فيه إدغام التاء في الأصل في السين، وفي قراءة بالتخفيف بحذفها أي تتساءلون آ«بهآ» فيما بينكم حيث يقول بعضكم لبعض أسألك بالله وأنشدك بالله آ«وآ» اتقوا يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ ‌‍رَبَّكُمُ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ نَفْسٍ‌ ‌وَ‌احِدَةٍ‌ ‌وَ‍خَ‍‍لَ‍‍قَ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ‌زَ‌وْجَهَا‌ ‌وَبَثَّ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ ‌رِجَالا‌‌ ً‌ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَنِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ًۚ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌الَّذِي تَس‍‍َ‍ا‌ءَل‍‍ُ‍ونَ بِ‍‍هِ ‌وَ‌الأَ‌رْح‍‍َ‍امَ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَلَيْكُمْ ‌‍رَقِ‍‍يباً
004-002 ونزل في يتيم طلب من وليه ماله فمنعه: آ«وآتوا اليتامىآ» الصغار الذين لا أب لهم آ«أموالهمآ» إذا بلغوا آ«ولا تتبدلوا الخبيثآ» الحرام آ«بالطيبآ» الحلال أي تأخذوه بدله كما تفعلون من أخذ الجيد من مال اليتيم وجعل الرديء من مالكم مكانه آ«ولا تأكلوا أموالهمآ» مضمومة آ«إلى أموالكم إنهآ» أي أكلها آ«كان حوباآ» ذنبا آ«كبيراآ» عظيما ولما نزلت تحرجوا من ولاية اليتامى وكان فيهم من تحته العشر أو الثمان من الأزواج فلا يعدل بينهن فنزل. وَ‌آتُو‌ا‌الْيَتَامَ‍‍ى‌ ‌أَمْوَ‌الَهُمْ ۖ ‌وَلاَ‌ تَتَبَدَّلُو‌ا‌الْ‍‍خَ‍‍ب‍‍ِ‍ي‍‍ثَ بِ‍ال‍‍طَّ‍‍يِّبِ ۖ ‌وَلاَ‌ تَأْكُلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَمْوَ‌الَهُمْ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَمْوَ‌الِكُمْ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ ك‍‍َ‍انَ حُوبا‌‌ ً‌ كَبِي‍‍ر‌اً
004-003 آ«وإن خفتم أآ» ن آ«لا تُقسطواآ» تعدلوا آ«في اليتامىآ» فتحرجتم من أمرهم فخافوا أيضا أن لا تعدلوا بين النساء إذا نكحتموهن آ«فانكحواآ» تزوجوا آ«ماآ» بمعنى من آ«طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباعآ» أي اثنتين وثلاثا وأربعا ولا تزيدوا على ذلك آ«فإن خفتم أآ» ن آ«لا تعدلواآ» فيهن بالنفقة والقسم؟ آ«فواحدةّآ» انكحوها آ«أوآ» اقتصروا على آ«ما ملكت أيمانكمآ» من الإماء إذ ليس لهن من الحقوق ما للزوجات آ«ذلكآ» أي نكاح الأربع فقط أو الواحدة أو التسرَّي آ«أدنىآ» وَ‌إِ‌نْ خِ‍‍فْتُمْ ‌أَلاَّ‌ تُ‍‍قْ‍‍سِ‍‍طُ‍‍و‌ا‌ فِي ‌الْيَتَامَى‌ فَا‌ن‍‍كِحُو‌ا‌ مَا‌ طَ‍‍ابَ لَكُمْ مِنَ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ مَثْنَى‌ ‌وَثُلاَثَ ‌وَ‌رُب‍‍َ‍اعَ ۖ فَإِ‌نْ خِ‍‍فْتُمْ ‌أَلاَّ‌ تَعْدِلُو‌ا‌ فَوَ‌احِدَةً ‌أَ‌وْ‌ مَا‌ مَلَكَتْ ‌أَيْمَانُكُمْ ۚ ‌ذَلِكَ ‌أَ‌دْنَ‍‍ى‌ ‌أَلاَّ‌ تَعُولُو‌ا
004-004 آ«وآتواآ» أعطوا آ«النساء صدقاتهنآ» جمع صدقة مهورهن آ«نِحلةآ» مصدر عطية عن طيب نفس آ«فإن طبن لكم عن شيء منه نفساآ» تمييز محول عن الفاعل، أي طابت أنفسهن لكم عن شيء من الصداق فوهبنه لكم آ«فكلوه هنيئاآ» طيبا آ«مريئاآ» محمود العاقبة لا ضرر فيه عليكم في الآخرة نزلت ردا على كره ذلك. وَ‌آتُو‌ا‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ صَ‍‍دُ‍قَ‍‍اتِهِ‍‍نَّ نِحْلَة‌ ًۚ فَإِ‌نْ طِ‍‍بْ‍‍نَ لَكُمْ عَ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ نَفْسا‌‌ ً‌ فَكُل‍‍ُ‍وهُ هَن‍‍ِ‍ي‍‍ئا‌ ً‌ مَ‍‍رِي‍‍ئاً
004-005 آ«ولا تؤتواآ» أيها الأولياء آ«السفهاءآ» المبذِّرين من الرجال والنساء والصبيان آ«أموالكمآ» أي أموالهم التي في أيديكم آ«التي جعل الله لكم قياماآ» مصدر قام أي تقوم بمعاشكم وصلاح أولادكم فيضعوها في غير وجهها وفي قراءة قيَما جمع قيمة ما تقوم به الأمتعة آ«وارزقوهم فيهاآ» أي اطعموهم منها آ«واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفاآ» عدوهم عدة جميلة بإعطائهم أموالهم إذا رشدوا. وَلاَ‌ تُؤْتُو‌ا‌ال‍‍سُّفَه‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌أَمْوَ‌الَكُمُ ‌الَّتِي جَعَلَ ‌اللَّ‍‍هُ لَكُمْ قِ‍‍يَاما‌ ً‌ ‌وَ‌ا‌رْ‌زُ‍قُ‍‍وهُمْ فِيهَا‌ ‌وَ‌اكْسُوهُمْ ‌وَ‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ لَهُمْ قَ‍‍وْلا‌ ً‌ مَعْرُ‌وفاً
004-006 آ«وابتلواآ» اختبروا آ«اليتامىآ» قبل البلوغ في دينهم وتصرفهم في أحوالهم آ«حتى إذا بلغوا النكاحآ» أي صاروا أهلا له بالاحتلام أو السن وهو استكمال خمس عشرة سنة عند الشافعي آ«فإن آنستمآ» أبصرتم آ«منهم رشداآ» صلاحا في دينهم ومالهم آ«فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوهاآ» أيها الأولياء آ«إسرافاآ» بغير حق حال آ«وبداراآ» أي مبادرين إلى إنفاقها مخافة آ«أن يكبرواآ» رشداء وَ‌ابْ‍‍تَلُو‌ا‌الْيَتَامَى‌ حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ بَلَ‍‍غُ‍‍و‌ا‌ال‍‍نِّ‍‍ك‍‍َ‍احَ فَإِ‌نْ ‌آنَسْتُمْ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌رُشْد‌ا‌‌ ً‌ فَا‌دْفَعُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَيْهِمْ ‌أَمْوَ‌الَهُمْ ۖ ‌وَلاَ‌ تَأْكُلُوهَ‍‍ا‌ ‌إِسْ‍رَ‌افا‌ ً‌ ‌وَبِدَ‌ا‌ر‌اً‌ ‌أَ‌نْ يَكْبَرُ‌و‌اۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ غَ‍‍نِيّا‌‌ ً‌ فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ فَ‍‍قِ‍‍ي‍‍ر‌ا‌‌ ً‌ فَلْيَأْكُلْ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۚ فَإِ‌ذَ‌ا‌ ‌دَفَعْتُمْ ‌إِلَيْهِمْ ‌أَمْوَ‌الَهُمْ فَأَشْهِدُ‌و‌ا‌ عَلَيْهِمْ ۚ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ حَسِيباً
004-007 ونزل ردا لما كان عليه في الجاهلية من عدم توريث النساء والصغار: آ«للرجالآ» الأولاد والأقرباء آ«نصيبآ» حظٌ آ«مما ترك الوالدان والأقربونآ» المتوفون آ«وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قلَّ منهآ» أي المال آ«أو كثرآ» جعله الله آ«نصيبا مفروضاآ» مقطوعا بتسليمه إليهم. لِ‍‍ل‍‍رِّج‍‍َ‍الِ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍بٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكَ ‌الْوَ‌الِد‍َ‍‌انِ ‌وَ‌الأَ‍قْ‍‍‍رَب‍‍ُ‍ونَ ‌وَلِل‍‍نِّ‍‍س‍‍َ‍ا‌ءِ‌ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍بٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكَ ‌الْوَ‌الِد‍َ‍‌انِ ‌وَ‌الأَ‍قْ‍‍‍رَب‍‍ُ‍ونَ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ قَ‍‍لَّ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌أَ‌وْ‌ كَثُ‍رَۚ نَ‍‍صِ‍‍يبا‌ ً‌ مَفْرُ‌وض‍‍اً
004-008 آ«وإذا حضر القسمةآ» للميراث آ«أولوا القربىآ» ذوو القرابة ممن لا يرث آ«واليتامى والمساكين فارزقوهم منهآ» شيئا قبل القسمة آ«وقولواآ» أيها الأولياء آ«لهمآ» إذا كان الورثة صغارا آ«قولا معروفاآ» جميلا بأن تعتذروا إليهم أنكم لا تملكونه وأنه للصغار وهذا قيل إنه منسوخ وقيل لا ولكن تهاون الناس في تركه وعليه فهو ندب وعن ابن عباس واجب. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ حَ‍‍ضَ‍رَ‌الْ‍‍قِ‍‍سْمَةَ ‌أ‍ُ‍‌وْلُو‌ا‌الْ‍‍قُ‍‍رْبَى‌ ‌وَ‌الْيَتَامَى‌ ‌وَ‌الْمَسَاك‍‍ِ‍ي‍‍نُ فَا‌رْ‌زُ‍قُ‍‍وهُمْ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌وَ‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ لَهُمْ قَ‍‍وْلا‌ ً‌ مَعْرُ‌وفاً
004-009 آ«ولْيخشآ» أي ليخف على اليتامى آ«الذين لو تركواآ» أي قاربوا أن يتركوا آ«من وَلْيَ‍‍خْ‍‍شَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لَوْ‌ تَ‍رَكُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍لْفِهِمْ ‌ذُ‌رِّيَّة‌ ًضِ‍‍عَافاً‌ خَ‍‍افُو‌ا‌ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَلْيَ‍‍قُ‍‍ولُو‌اقَ‍‍وْلا‌‌ ً‌ سَدِيد‌اً
004-010 آ«إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماآ» بغير حق آ«إنما يأكلون في بطونهمآ» أي ملأها آ«ناراآ» لأنه يؤول إليها آ«وَسَيَصْلَوْنَآ» بالبناء للفاعل والمفعول يدخلون آ«سعيراآ» نارا شديدة يحترقون فيها. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَأْكُل‍‍ُ‍ونَ ‌أَمْو‍َ‍‌الَ ‌الْيَتَامَى‌ ظُ‍‍لْما‌‌ ً‌ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ يَأْكُل‍‍ُ‍ونَ فِي بُ‍‍طُ‍‍ونِهِمْ نَا‌ر‌ا‌ ًۖ ‌وَسَيَ‍‍صْ‍‍لَ‍‍وْنَ سَعِي‍‍ر‌اً
004-011 آ«يوصيكمآ» يأمركم آ«الله فيآ» شأن آ«أولادكمآ» بما يذكر آ«للذكرآ» منهم آ«مثل حظآ» نصيب آ«الأنثيينآ» إذا اجتمعنا معه فله نصف المال ولهما النصف فإن كان معه واحدة فلها الثلث وله الثلثان وإن انفرد جاز المال آ«فإن كنَّآ» أي الأولاد آ«نساءًآ» فقط آ«فوق اثنتين فلهن ثلثا ما تركآ» الميت وكذا الاثنتان لأنه للأختين بقوله آ«فلهما الثلثان مما تركآ» فهما أولى به ولأن البنت تستحق الثلث مع الذكر فمع الأنثى أولى (وفوق) قيل صلة وقيل لدفع توهم زيادة النصيب بزيادة العدد لما فهم استحقاق البنتين الثلثين من جعل الثلث للواحدة مع الذكر آ«وإن كانتآ» المولودة آ«واحدةآ» وفي قراءة بالرفع فكان تامة آ«فلها يُوصِ‍‍يكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ فِ‍‍ي ‌أَ‌وْلاَ‌دِكُمْ ۖ لِلذَّكَ‍‍ر‍ِ‍‌ مِثْلُ حَ‍‍ظِّ ‌الأُ‌ن‍‍ثَيَ‍‍يْ‍‍نِ ۚ فَإِ‌نْ كُ‍‍نَّ نِس‍‍َ‍ا‌ء‌‌ ً‌ فَ‍‍وْ‍قَ ‌اثْنَتَ‍‍يْ‍‍نِ فَلَهُ‍‍نَّ ثُلُثَا‌ مَا‌ تَ‍رَكَ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ كَانَتْ ‌وَ‌احِدَة‌ ً‌ فَلَهَا‌ ‌ال‍‍نِّ‍‍‍‍صْ‍‍فُ ۚ ‌وَلِأَبَوَيْ‍‍هِ لِكُلِّ ‌وَ‌احِد‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ ‌ال‍‍سُّدُسُ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكَ ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ لَ‍‍هُ ‌وَلَد‌‌ٌۚ فَإِ‌نْ لَمْ يَكُ‍‌‍نْ لَ‍‍هُ ‌وَلَد‌ٌ‌ ‌وَ‌وَ‌رِثَهُ~ُ ‌أَبَو‍َ‍‌اهُ فَلِأَمِّ‍‍هِ ‌ال‍‍ثُّلُثُ ۚ فَإِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ لَهُ~ُ ‌إِخْ‍‍وَة‌‍ٌ‌ فَلِأَمِّ‍‍هِ ‌ال‍‍سُّدُسُ ۚ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌وَ‍صِ‍‍يَّةٍ‌ يُوصِ‍‍ي بِهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌دَيْ‍‍ن‌‍ٍۗ ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُكُمْ ‌وَ‌أَبْ‍‍ن‍‍َ‍ا‌ؤُكُمْ لاَ‌ تَ‍‍دْ‌ر‍ُ‍‌ونَ ‌أَيُّهُمْ ‌أَ‍قْ‍‍‍رَبُ لَكُمْ نَفْعا‌‌ ًۚ فَ‍‍رِي‍‍ضَ‍‍ة ً‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَلِيماً‌ حَكِيماً
004-012 آ«ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولدآ» منكم أو من غيركم آ«فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دينآ» وَلَكُمْ نِ‍‍صْ‍‍فُ مَا‌ تَ‍رَكَ ‌أَ‌زْ‌وَ‌اجُكُمْ ‌إِ‌نْ لَمْ يَكُ‍‌‍نْ لَهُ‍‍نَّ ‌وَلَد‌‌ٌۚ فَإِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ لَهُ‍‍نَّ ‌وَلَد‌‌ٌ‌ فَلَكُمُ ‌ال‍‍رُّبُعُ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكْنَ ۚ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌وَ‍صِ‍‍يَّةٍ‌ يُوصِ‍‍ي‍‍نَ بِهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌دَيْ‍‍نٍۚ ‌وَلَهُ‍‍نَّ ‌ال‍‍رُّبُعُ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكْتُمْ ‌إِ‌نْ لَمْ يَكُ‍‌‍نْ لَكُمْ ‌وَلَد‌‌ٌۚ فَإِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ لَكُمْ ‌وَلَد‌‌ٌ‌ فَلَهُ‍‍نَّ ‌ال‍‍ثُّمُنُ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكْتُمْ ۚ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌وَ‍صِ‍‍يَّة‌‍ٍ‌ تُوصُ‍‍ونَ بِهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌دَيْ‍‍نٍۗ ‌وَ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ ‌‍رَجُلٌ‌ يُو‌‍رَثُ كَلاَلَةً ‌أَ‌وْ‌ ‌امْ‍رَ‌أَةٌ‌ ‌وَلَهُ~ُ ‌أَ‍خٌ ‌أَ‌وْ‌ ‌أُ‍خْ‍‍ت‌‍ٌ‌ فَلِكُلِّ ‌وَ‌احِد‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ ‌ال‍‍سُّدُسُ ۚ فَإِ‌نْ كَانُ‍‍و‌ا‌ ‌أَكْثَ‍رَ‌ مِ‍‌‍نْ ‌ذَلِكَ فَهُمْ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ءُ‌ فِي ‌ال‍‍ثُّلُثِ ۚ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌وَ‍صِ‍‍يَّةٍ‌ يُوصَ‍‍ى‌ بِهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌دَيْ‍‍نٍ غَ‍‍يْ‍رَ‌ مُ‍‍ضَ‍‍ا‌رّ‌ٍۚ ‌وَ‍صِ‍‍يَّة ً‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ عَل‍‍ِ‍ي‍‍مٌ حَلِيمٌ
004-013 آ«تلكآ» الأحكام المذكورة من أمر اليتامى وما بعده آ«حدود اللهآ» شرائعه التي حدَّها لعباده ليعملوا بها ولا يتعدوها آ«ومن يطع الله ورسولهآ» فيما حكم به آ«يدخلهآ» بالياء والنون التفاتا آ«جنات تجري من تحتها تِلْكَ حُد‍ُ‍‌و‌دُ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍طِ‍‍عِ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌‍رَسُولَ‍‍هُ يُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لْهُ جَ‍‍نّ‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهَا‌ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ خَ‍‍الِد‍ِ‍ي‍‍نَ فِيهَا‌ ۚ ‌وَ‌ذَلِكَ ‌الْفَ‍‍وْ‌زُ‌ ‌الْعَ‍‍ظِ‍‍يمُ
004-014 آ«ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخلهآ» بالوجهين آ«نارا خالدا فيها ولهآ» فيها آ«عذاب مهينآ» ذو إهانة روعي في الضمائر في الآيتين لفظ من وفي خالدين معناها. وَمَ‍‌‍نْ يَعْ‍‍صِ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌‍رَسُولَ‍‍هُ ‌وَيَتَعَدَّ‌ حُدُ‌و‌دَهُ يُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لْهُ نَا‌ر‌اً‌ خَ‍‍الِد‌ا‌‌ ً‌ فِيهَا‌ ‌وَلَ‍‍هُ عَذ‍َ‍‌ابٌ‌ مُهِينٌ
004-015 (واللاتي يأتين الفاحشة) الزنا (من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم) أي من رجالكم المسلمين (فإن شهدوا) عليهن بها (فأمسكوهن) احبسوهن (في البيوت) وامنعوهن من مخالطة الناس (حتى يتوفاهن الموت) أي ملائكته (أو) إلى أن (يجعل الله لهن سبيلا) طريقا إلى الخروج منها أمروا بذلك أول الإسلام ثم جعل لهن سبيلا بجلد البكر مائة وتغريبها عاما ورجم المحصنة، وفي الحديث لما بين الحد قال "" خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا "" رواه مسلم. وَ‌اللاَّتِي يَأْت‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌الْفَاحِشَةَ مِ‍‌‍نْ نِس‍‍َ‍ائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُ‌و‌ا‌ عَلَيْهِ‍‍نَّ ‌أَ‌رْبَعَة ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ۖ فَإِ‌نْ شَهِدُ‌و‌ا‌ فَأَمْسِكُوهُ‍‍نَّ فِي ‌الْبُي‍‍ُ‍وتِ حَتَّى‌ يَتَوَفَّاهُ‍‍نَّ ‌الْمَ‍‍وْتُ ‌أَ‌وْ‌ يَ‍‍جْ‍‍عَلَ ‌اللَّ‍‍هُ لَهُ‍‍نَّ سَبِيلاً
004-016 آ«وَاًلَّلذّانِآ» بتخفيف النون وتشديدها آ«يأتيانهاآ» أي الفاحشة الزنا أو اللواط آ«منكمآ» أي الرجال آ«فآذوهماآ» بالسب والضرب بالنعال آ«فإن تاباآ» منها آ«وأصلحاآ» العمل آ«فأعرضوا عنهماآ» ولا تؤذوهما آ«إن الله كان توَّاباآ» على من تاب آ«رحيماآ» به وهذا منسوخ بالحد إن أريد بها الزنا وكذا إن أريد بها اللواط عن الشافعي لكن المفعول به لا يرجم عنده وإن كان محصنا بل يجلد ويغرب وإرادةُ اللواط وَ‌اللَّذ‍َ‍‌انِ يَأْتِيَانِهَا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ فَآ‌ذُ‌وهُمَا‌ ۖ فَإِ‌نْ تَابَا‌ ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍لَحَا‌ فَأَعْ‍‍رِ‍‍ضُ‍‍و‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمَ‍‍اۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ تَوَّ‌ابا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-017 آ«إنما التوبة على اللهآ» أي التي كتب على نفسه قبولها بفضله آ«للذين يعملون السوءآ» المعصية آ«بجهالةآ» حال أي جاهلين إذا عصوا ربهم آ«ثم يتوبون منآ» زمن آ«قريبآ» قبل أن يغرغروا آ«فأولئك يتوب الله عليهمآ» يقبل توبتهم آ«وكان الله عليماآ» بخلقه آ«حكيماآ» في صنعه بهم. إِنَّ‍‍مَا‌ ‌ال‍‍تَّوبَةُ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَعْمَل‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءَ‌ بِجَهَالَة‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ يَتُوب‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍ب‌‍ٍ‌ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ يَت‍‍ُ‍وبُ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْهِمْ ۗ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلِيماً‌ حَكِيماً
004-018 آ«وليست التوبة للذين يعملون السيئاتآ» الذنوب آ«حتى إذا حضر أحدهم الموتُآ» وأخذ في النزع آ«قالآ» عند مشاهدة ما هو فيه آ«إنِّي تبت الآنآ» فلا ينفعه ذلك ولا يقبل منه آ«ولا الذين يموتون وهم كفارآ» إذا تابوا في الآخرة عند معاينة العذاب لا تقبل منهم آ«أولئك أعتدناآ» أعددنا آ«لهم عذابا أليماآ» مؤلما. وَلَيْسَتِ ‌ال‍‍تَّوبَةُ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَعْمَل‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍سَّيِّئ‍‍َ‍اتِ حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ حَ‍‍ضَ‍رَ‌ ‌أَحَدَهُمُ ‌الْمَ‍‍وْتُ قَ‍‍الَ ‌إِنِّ‍‍ي تُ‍‍بْ‍‍تُ ‌الآنَ ‌وَلاَ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَمُوت‍‍ُ‍ونَ ‌وَهُمْ كُفّ‍‍َ‍ا‌رٌ‌ ۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَعْتَ‍‍دْنَا‌ لَهُمْ عَذَ‌اباً‌ ‌أَلِيماً
004-019 آ«يا أيُّها الذين آمنوا لا يحلُّ لكم أن ترثوا النساءآ» أي ذاتهن آ«كرهاآ» بالفتح والضم لغتان أي مكرهيهن على ذلك كانوا في الجاهلية يرثون نساء أقربائهم فإن شاءوا تزوجوهن بلا صداق أو زوَّجوهن وأخذوا صداقهن أو عضلوهن حتى يفتدين بما ورثنه أو يمتن فيرثوهن فنُهوا عن ذلك آ«ولاآ» أن آ«تعضلوهنآ» أي يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ لاَ‌ يَحِلُّ لَكُمْ ‌أَ‌نْ تَ‍‍رِثُو‌ا‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ كَرْها‌ ًۖ ‌وَلاَ‌ تَعْ‍‍ضُ‍‍لُوهُ‍‍نَّ لِتَذْهَبُو‌ا‌ بِبَعْ‍‍ضِ مَ‍‍ا‌ ‌آتَيْتُمُوهُ‍‍نَّ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَأْت‍‍ِ‍ي‍‍نَ بِفَاحِشَةٍ‌ مُبَيِّنَةٍۚ ‌وَعَاشِرُ‌وهُ‍‍نَّ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۚ فَإِ‌نْ كَ‍‍رِهْتُمُوهُ‍‍نَّ فَعَسَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ تَكْ‍رَهُو‌ا‌ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ً‌ ‌وَيَ‍‍جْ‍‍عَلَ ‌اللَّ‍‍هُ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ خَ‍‍يْر‌ا‌‌ ً‌ كَثِي‍‍ر‌اً
004-020 آ«وإن أردتم استبدال زوج مكان زوجآ» أي أخذها بدلها بأن طلقتموها آ«وآ» قد آ«آتيتم إحداهنآ» أي الزوجات آ«قنطاراآ» مالا كثيرا صداقا آ«فلا تأخذوا منه شيئا أتأخُذُونهُ بهتاناآ» ظلما آ«وإثما مبيناآ» بينا ونصبهما على الحال، والاستفهامُ للتوبيخ وللإنكار في قوله. وَ‌إِ‌نْ ‌أَ‌‍رَ‌دْتُمُ ‌اسْتِ‍‍بْ‍‍د‍َ‍‌الَ ‌زَ‌وْجٍ‌ مَك‍‍َ‍انَ ‌زَ‌وْجٍ‌ ‌وَ‌آتَيْتُمْ ‌إِحْدَ‌اهُ‍‍نَّ قِ‍‍‌‍ن‍‍طَ‍‍ا‌ر‌ا‌‌ ً‌ فَلاَ‌ تَأْ‍خُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ شَ‍‍يْ‍‍ئاً‌ ۚ ‌أَتَأْ‍خُ‍‍ذُ‌ونَ‍‍هُ بُهْتَانا‌ ً‌ ‌وَ‌إِثْما‌ ً‌ مُبِيناً
004-021 آ«وكيف تأخذونهآ» أي بأي وجه آ«وقد أفضىآ» وصل آ«بعضكم إلى بعضآ» بالجماع المقرر للمهر آ«وأخذن منكم ميثاقاآ» عهدا آ«غليظاآ» شديدا وهو ما أمر الله به من إمساكهن بمعروف أو تسريحهن بإحسان. وَكَ‍‍يْ‍‍فَ تَأْ‍خُ‍‍ذُ‌ونَ‍‍هُ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَفْ‍‍ضَ‍‍ى‌ بَعْ‍‍ضُ‍‍كُمْ ‌إِلَى‌ بَعْ‍‍ضٍ‌ ‌وَ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ مِيثَاق‍‍اً‌ غَ‍‍لِي‍‍ظ‍‍اً
004-022 آ«ولا تنكحوا ماآ» بمعنى من آ«نكح آباؤكم من النساء إلاآ» لكن آ«ما قد سلفآ» من فعلكم ذلك فانه معفوّ عنه آ«إنهآ» أي نكاحهن آ«كان فاحشةآ» قبيحا آ«ومقتاآ» سببا للمقت من الله وهو أشد البغض وَلاَ‌ تَ‍‌‍ن‍‍كِحُو‌ا‌ مَا‌ نَكَحَ ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُكُمْ مِنَ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ قَ‍‍دْ‌ سَلَفَ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ ك‍‍َ‍انَ فَاحِشَة ً‌ ‌وَمَ‍‍قْ‍‍تا‌ ً‌ ‌وَس‍‍َ‍ا‌ءَ‌ سَبِيلاً
004-023 (حرمت عليكم أمهاتكم) أن تنكحوهن وشملت الجدات من قبل الأب أو الأم (وبناتكم) وشملت بنات الأولاد وإن سفلن (وأخواتكم) من جهة الأب أو الأم (وعماتكم) أي أخوات آبائكم وأجدادكم (وخالاتكم) أي أخوات أمهاتكم وجداتكم (وبنات الأخ وبنات الأخت) ويدخل فيهن أولادهم (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم) قبل استكمال الحولين خمس رضعات كما بينه الحديث (وأخواتكم من الرضاعة) ويلحق بذلك بالسنة البنات منها وهن من أرضعتهم موطوأته والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت منها لحديث: "" يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب "" رواه البخاري ومسلم (وأمهات نسائكم وربائبكم) جمع ربيبة وهي بنت الزوجة من غيره (اللاتي في حجوركم) تربونهن. صفة موافقة للغالب فلا مفهوم لها (من نسائكم اللاتي دخلتم بهن) أي جامعتموهن (فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم) في نكاح بناتهن إذا فارقتموهن (وحلائل) أزواج (أبنائكم الذين من أصلابكم) بخلاف من تبنيتموهم فلكم نكاح حلائلهم (وأن تجمعوا بين الأختين) من نسب أو رضاع بالنكاح ويلحق بهما بالسنة الجمع بينها وبين عمتها أو خالتها ويجوز نكاح كل واحدة على الانفراد وملكهما معا ويطأ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ ‌أُمَّ‍‍هَاتُكُمْ ‌وَبَنَاتُكُمْ ‌وَ‌أَ‍خَ‍‍وَ‌اتُكُمْ ‌وَعَ‍‍مَّ‍‍اتُكُمْ ‌وَ‍خَ‍‍الاَتُكُمْ ‌وَبَن‍‍َ‍اتُ ‌الأَ‍خِ ‌وَبَن‍‍َ‍اتُ ‌الأُ‍خْ‍‍تِ ‌وَ‌أُمَّ‍‍هَاتُكُمُ ‌ال‍‍لاَّتِ‍‍ي ‌أَ‌رْ‍ضَ‍‍عْنَكُمْ ‌وَ‌أَ‍خَ‍‍وَ‌اتُكُمْ مِنَ ‌ال‍رَّ‍ضَ‍‍اعَةِ ‌وَ‌أُمَّ‍‍ه‍‍َ‍اتُ نِس‍‍َ‍ائِكُمْ ‌وَ‌‍رَب‍‍َ‍ائِبُكُمُ ‌ال‍‍لاَّتِي فِي حُجُو‌رِكُمْ مِ‍‌‍نْ نِس‍‍َ‍ائِكُمُ ‌ال‍‍لاَّتِي ‌دَ‍خَ‍‍لْتُمْ بِهِ‍‍نَّ فَإِ‌نْ لَمْ تَكُونُو‌ا‌ ‌دَ‍خَ‍‍لْتُمْ بِهِ‍‍نَّ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْكُمْ ‌وَحَلاَئِلُ ‌أَبْ‍‍ن‍‍َ‍ائِكُمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‍صْ‍‍لاَبِكُمْ ‌وَ‌أَ‌نْ تَ‍‍جْ‍‍مَعُو‌ا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌الأُ‍خْ‍‍تَ‍‍يْ‍‍نِ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ قَ‍‍دْ‌ سَلَفَ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ غَ‍‍فُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-024 آ«وآ» حرمت عليكم آ«المحصَناتآ» أي ذوات الأزواج آ«من النساءآ» أن تنكحوهن قبل مفارقة أزواجهن حرائر مسلمات كن أو لا آ«إلا ما ملكت أيمانكمآ» من الإماء بالسبي فلكم وطؤهن وإن كان لهن أزواج في دار الحرب بعد الاستبراء آ«كتاب اللهآ» نصب على المصدر أي كتب ذلك آ«عليكم وَأحلَّآ» بالبناء للفاعل والمفعول آ«لكم ما وراء ذلكمآ» أي سوى ما حرم عليكم من النساء آ«أن تبتغواآ» تطلبوا النساء آ«بأموالكمآ» بصداق أو ثمن آ«محصنينآ» متزوجين آ«غير مسافحينآ» زانين آ«فماآ» فمن آ«استمتعتمآ» تمتعتم آ«به منهنآ» ممن تزوجتم بالوطء آ«فآتوهن أجورهنآ» مهورهن التي فرضتم لهن آ«فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتمآ» أنتم وهن آ«به من بعد الفريضةآ» من حطها أو بعضها أو زيادة عليها آ«إن الله كان عليماآ» بخلقه آ«حكيماآ» فيما دبره لهم. وَ‌الْمُحْ‍‍صَ‍‍ن‍‍َ‍اتُ مِنَ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ مَلَكَتْ ‌أَيْمَانُكُمْ ۖ كِت‍‍َ‍ابَ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَيْكُمْ ۚ ‌وَ‌أُحِلَّ لَكُمْ مَا‌ ‌وَ‌ر‍َ‍‌ا‌ءَ‌ ‌ذَلِكُمْ ‌أَ‌نْ تَ‍‍بْ‍‍تَ‍‍غُ‍‍و‌ا‌ بِأَمْوَ‌الِكُمْ مُحْ‍‍صِ‍‍ن‍‍ِ‍ي‍‍نَ غَ‍‍يْ‍رَ‌ مُسَافِح‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ فَمَا‌ ‌اسْتَمْتَعْتُمْ بِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ‍‍نَّ فَآتُوهُ‍‍نَّ ‌أُجُو‌‍رَهُ‍‍نَّ فَ‍‍رِي‍‍ضَ‍‍ة ًۚ ‌وَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْكُمْ فِيمَا‌ تَ‍رَ‌اضَ‍‍يْتُمْ بِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌الْفَ‍‍رِي‍‍ضَ‍‍ةِ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَلِيماً‌ حَكِيماً
004-025 (ومن لم يستطع منكم طولا) أي غنى لـ (أن ينكح المحصنات) الحرائر (المؤمنات) هو جري على الغالب فلا مفهوم له (فمن ما ملكت أيمانكم) ينكح (من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم) فاكتفوا بظاهره وَمَ‍‌‍نْ لَمْ يَسْتَ‍‍طِ‍‍عْ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ طَ‍‍وْلاً‌ ‌أَ‌نْ يَ‍‌‍ن‍‍كِحَ ‌الْمُحْ‍‍صَ‍‍ن‍‍َ‍اتِ ‌الْمُؤْمِن‍‍َ‍اتِ فَمِ‍‌‍نْ مَا‌ مَلَكَتْ ‌أَيْمَانُكُمْ مِ‍‌‍نْ فَتَيَاتِكُمُ ‌الْمُؤْمِن‍‍َ‍اتِ ۚ ‌وَ‌اللَّهُ ‌أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ ۚ بَعْ‍‍ضُ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْ‍‍ضٍۚ فَا‌ن‍‍كِحُوهُ‍‍نَّ بِإِ‌ذْنِ ‌أَهْلِهِ‍‍نَّ ‌وَ‌آتُوهُ‍‍نَّ ‌أُجُو‌‍رَهُ‍‍نَّ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ مُحْ‍‍صَ‍‍ن‍‍َ‍اتٍ غَ‍‍يْ‍رَ‌ مُسَافِح‍‍َ‍اتٍ‌ ‌وَلاَ‌ مُتَّ‍‍خِ‍‍ذ‍َ‍‌اتِ ‌أَ‍خْ‍‍د‍َ‍‌ان‌‍ٍۚ فَإِ‌ذَ‌ا‌ ‌أُحْ‍‍صِ‍‍نَّ فَإِ‌نْ ‌أَتَ‍‍يْ‍‍نَ بِفَاحِشَة‌‍ٍ‌ فَعَلَيْهِ‍‍نَّ نِ‍‍صْ‍‍فُ مَا‌ عَلَى‌ ‌الْمُحْ‍‍صَ‍‍ن‍‍َ‍اتِ مِنَ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ ۚ ‌ذَلِكَ لِمَ‍‌‍نْ خَ‍‍شِيَ ‌الْعَنَتَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ۚ ‌وَ‌أَ‌نْ تَ‍‍صْ‍‍بِرُ‌و‌اخَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لَكُمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
004-026 آ«يريد الله يُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌اللَّ‍‍هُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ‌وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكُمْ ‌وَيَت‍‍ُ‍وبَ عَلَيْكُمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ عَل‍‍ِ‍ي‍‍مٌ حَكِيمٌ
004-027 آ«والله يريد أن يتوب عليكمآ» كرره ليبنى عليه آ«ويريد الذين يتبعون الشهواتآ» اليهود والنصارى أو المجوس أو الزناة آ«أن تميلوا ميلا عظيماآ» تعدلوا عن الحق بارتكاب ما حُرم عليكم فتكونوا مثلهم. وَ‌اللَّ‍‍هُ يُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌أَ‌نْ يَت‍‍ُ‍وبَ عَلَيْكُمْ ‌وَيُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَّبِع‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍شَّهَو‍َ‍‌اتِ ‌أَ‌نْ تَمِيلُو‌ا‌ مَيْلاً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-028 آ«يريد الله أن يخفف عنكمآ» يسهل عليكم أحكام الشرع آ«وخلق الإنسان ضعيفاآ» لا يصبر عن النساء والشهوات. يُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَ‌نْ يُ‍‍خَ‍‍فِّفَ عَ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ۚ ‌وَ‍خُ‍‍لِ‍‍قَ ‌الإِ‌ن‍‍س‍‍َ‍انُ ضَ‍‍عِيفاً
004-029 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطلآ» بالحرام في الشرع كالربا والغصب آ«إلاآ» لكن آ«أن تكونآ» تقع آ«تجارةآ» وفي قراءة بالنصب أن تكون الأموال أموال تجارة صادرة آ«عن تراضى منكمآ» وطيب نفس فلكم أن تأكلوها آ«ولا تقتلوا أنفسكمآ» بارتكاب ما يؤدي إلى هلاكها أيّا كان في الدنيا أو الآخرة بقرينة آ«إن الله كان بكم رحيماآ» في منعه لكم من ذلك. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ لاَ‌ تَأْكُلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَمْوَ‌الَكُمْ بَيْنَكُمْ بِ‍الْبَاطِ‍‍لِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ تَك‍‍ُ‍ونَ تِجَا‌‍رَةً عَ‍‌‍نْ تَ‍رَ‍‌اضٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ۚ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍تُلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ بِكُمْ ‌‍رَحِيماً
004-030 آ«ومن يفعل ذلكآ» أي ما نُهي عنه آ«عُدواناآ» تجاوزا للحلال حال آ«وظلماآ» تأكيد آ«فسوف نصليهآ» ندخله آ«ناراآ» يحترق فيها آ«وكان ذلك على الله يسيراآ» هيِّنا. وَمَ‍‌‍نْ يَفْعَلْ ‌ذَلِكَ عُ‍‍دْ‌وَ‌انا‌ ً‌ ‌وَ‍ظُ‍‍لْما‌‌ ً‌ فَسَ‍‍وْفَ نُ‍‍صْ‍‍ل‍‍ِ‍ي‍‍هِ نَا‌ر‌ا‌ ًۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌ذَلِكَ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ يَسِي‍‍ر‌اً
004-031 آ«إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنهآ» وهي ما ورد عليها وعيد كالقتال والزنا والسرقة وعن ابن عباس هي إلى السبعمائة أقرب آ«نكفِّر عنكم سيِّئاتكمآ» الصغائر بالطاعات آ«وندخلكم مُدخلاآ» بضم الميم وفتحها أي إدخالا أو موضعا آ«كريماآ» هو الجنة. إِ‌نْ تَ‍‍جْ‍‍تَنِبُو‌ا‌ كَب‍‍َ‍ائِ‍‍ر‍َ‍‌ مَا‌ تُ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍وْنَ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ نُكَفِّ‍‍رْ‌ عَ‍‌‍نْ‍‍كُمْ سَيِّئ‍‍َ‍‍اتِكُمْ ‌وَنُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لْكُمْ مُ‍‍دْ‍‍خَ‍‍لا‌‌ ً‌ كَ‍‍رِيماً
004-032 آ«ولا تتمنَّوا ما فضَّل الله به بعضكم على بعضآ» من جهة الدنيا أو الدين لئلا يؤدى إلى التحاسد والتباغض آ«للرجال نصيبآ» ثواب آ«مما اكتسبواآ» بسبب ما عملوا من الجهاد وغيره آ«وللنساء نصيب مما اكتسبنآ» من طاعة أزواجهن وحفظ فروجهن نزلت لما قالت أم سلمة: ليتنا كنا رجالا فجاهدنا وكان لنا مثل أجر الرجال آ«واسألواآ» بهمزة ودونها آ«الله من فضلهآ» ما احتجتم إليه يعطكم آ«إن الله كان بكل شيء عليماآ» ومنه محل الفضل وسؤالكم. وَلاَ‌ تَتَمَ‍‍نَّ‍‍وْ‌ا‌ مَا‌ فَ‍‍ضَّ‍‍لَ ‌اللَّ‍‍هُ بِ‍‍هِ بَعْ‍‍ضَ‍‍كُمْ عَلَى‌ بَعْ‍‍ض‍‍ٍۚ لِ‍‍ل‍‍رِّج‍‍َ‍الِ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍بٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌اكْتَسَبُو‌اۖ ‌وَلِل‍‍نِّ‍‍س‍‍َ‍ا‌ءِ‌ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍بٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌اكْتَسَ‍‍بْ‍‍نَ ۚ ‌وَ‌اسْأَلُو‌ا‌اللَّ‍‍هَ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِهِ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ بِكُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ عَلِيماً
004-033 آ«ولكلٌآ» عن الرجال والنساء آ«جعلنا مواليآ» عصبة يعطون آ«مما ترك الوالدان والأقربونآ» لهم من المال آ«والذين عاقدتآ» بألف ودونها آ«أيمانكمآ» جمع يمين بمعنى القسم أو اليد أي الخلفاء الذين عاهدتموهم في الجاهلية على النصرة والإرث آ«فآتوهمآ» الآن آ«نصيبهمآ» حظوظهم من الميراث وهو السدس آ«إن الله على كل شيء شهيداآ» مطلعا ومنه حالكم وهذا منسوخ بقوله (وأولوا الأرحام بعضهم أول ببعض). وَلِكُلّ‌‍ٍ‌ جَعَلْنَا‌ مَوَ‌الِيَ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكَ ‌الْوَ‌الِد‍َ‍‌انِ ‌وَ‌الأَ‍قْ‍‍‍رَب‍‍ُ‍ونَ ۚ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ عَ‍‍قَ‍‍دَتْ ‌أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَ‍‍صِ‍‍يبَهُمْ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍ‌ شَهِيد‌اً
004-034 آ«الرِّجال قوَّامونآ» مسلطون آ«على النساءآ» يؤدبونهن ويأخذون على أيديهن آ«بما فضَّل الله بعضهم على بعضآ» أي بتفضيله لهم عليهن بالعلم والعقل والولاية وغير ذلك آ«وبما أنفقواآ» عليهن آ«من أموالهم فالصالحاتآ» منهن آ«قانتاتآ» مطيعات لأزواجهن آ«حافظات للغيبآ» أي لفروجهن وغيرها في غيبة أزواجهن آ«بما حفظآ» لهن آ«اللهُآ» حيث أوصى عليهن الأزواج آ«والَّتي تخافون نشوزهنآ» عصيانهن لكم بأن ظهرت أمارته آ«فعظوهنآ» فخوِّفوهن الله آ«واهجروهن في المضاجعآ» اعتزلوا إلى فراش آخر إن أظهرن النشوز آ«واضربوهنآ» ضربا غير مبرح إن لم يرجعن بالهجران آ«فإن أطعنكمآ» فيما يراد منهن آ«فلا تبغواآ» تطلبوا آ«عليهن سبيلاآ» طريقا إلى ضربهن ظلما آ«إن الله كان عليا كبيراآ» فاحذروه أن يعاقبكم إن ظلمتموهن. ال‍‍رِّج‍‍َ‍الُ قَ‍‍وَّ‌ام‍‍ُ‍ونَ عَلَى‌ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ بِمَا‌ فَ‍‍ضَّ‍‍لَ ‌اللَّ‍‍هُ بَعْ‍‍ضَ‍‍هُمْ عَلَى‌ بَعْ‍‍ضٍ‌ ‌وَبِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فَ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَمْوَ‌الِهِمْ ۚ فَال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتُ قَ‍‍انِت‍‍َ‍اتٌ حَافِ‍‍ظَ‍‍ات ٌ‌ لِلْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بِ بِمَا‌ حَفِ‍‍ظَ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ ‌وَ‌ال‍‍لاَّتِي تَ‍‍خَ‍‍اف‍‍ُ‍ونَ نُشُو‌زَهُ‍‍نَّ فَعِ‍‍ظُ‍‍وهُ‍‍نَّ ‌وَ‌اهْجُرُ‌وهُ‍‍نَّ فِي ‌الْمَ‍‍ضَ‍‍اجِعِ ‌وَ‌اضْ‍‍رِبُوهُ‍‍نَّ ۖ فَإِ‌نْ ‌أَ‍طَ‍‍عْنَكُمْ فَلاَ‌ تَ‍‍بْ‍‍‍‍غُ‍‍و‌ا‌ عَلَيْهِ‍‍نَّ سَبِيلا‌‌ ًۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَلِيّا‌‌ ً‌ كَبِي‍‍ر‌اً
004-035 آ«وإن خفتمآ» علمتم آ«شقاقآ» خلاف آ«بينهماآ» بين الزوجين والإضافة للاتساع أي شقاقا بينهما آ«فابعثواآ» إليهما برضاهما آ«حكماآ» رجلا عدلا آ«من أهلهآ» أقاربه آ«وحكما من أهلهاآ» ويوكل الزوج حكمه في طلاق وقبول عوض عليه وتوكل هي حكمها في الاختلاع فيجتهدان ويأمران الظالم بالرجوع أو يُفَرِّقَان إن رأياه، قال تعالى: آ«إن يريداآ» أي الحكمان آ«إصلاحا يوفِّق الله بينهماآ» بين وَ‌إِ‌نْ خِ‍‍فْتُمْ شِ‍‍قَ‍‍اقَ بَيْنِهِمَا‌ فَابْ‍‍عَثُو‌ا‌ حَكَما‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِ‍‍هِ ‌وَحَكَما‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِهَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ يُ‍‍رِيدَ‌ا‌ ‌إِصْ‍‍لاَحا‌ ً‌ يُوَفِّ‍‍قِ ‌اللَّ‍‍هُ بَيْنَهُمَ‍‍اۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَلِيماً‌ خَ‍‍بِي‍‍ر‌اً
004-036 آ«واعبدوا اللهآ» وحِّدوه آ«ولا تُشركوا به شيئا وآ» أحسنوا آ«بالوالدين إحساناآ» برّا ولين جانب آ«وبذي القربىآ» القرابة آ«واليتامى والمساكين والجار ذي القربىآ» القريب منك في الجوار أو النسب آ«والجار الجُنُبآ» البعيد عنك في الجوار أو النسب آ«والصاحب بالجنبآ» الرفيق في سفر أو صناعة وقيل الزوجة آ«وابن السبيلآ» المنقطع في سفره آ«وما ملكت أيمانكمآ» من الأرقاء آ«إن الله لا يحب من كان مختالاآ» متكبرا آ«فخوراآ» على الناس بما أوتي. وَ‌اعْبُدُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَلاَ‌ تُشْ‍‍رِكُو‌ا‌ بِ‍‍هِ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ًۖ ‌وَبِالْوَ‌الِدَيْ‍‍نِ ‌إِحْسَانا‌ ً‌ ‌وَبِذِي ‌الْ‍‍قُ‍‍رْبَى‌ ‌وَ‌الْيَتَامَى‌ ‌وَ‌الْمَسَاك‍‍ِ‍ي‍‍نِ ‌وَ‌الْج‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌ذِي ‌الْ‍‍قُ‍‍رْبَى‌ ‌وَ‌الْج‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌الْجُنُبِ ‌وَ‌ال‍‍صَّ‍‍احِبِ بِ‍الْجَ‍‌‍نْ‍‍بِ ‌وَ‌ابْ‍‍نِ ‌ال‍‍سَّب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌وَمَا‌ مَلَكَتْ ‌أَيْمَانُكُمْ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يُحِبُّ مَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ مُ‍‍خْ‍‍تَالا‌‌ ً‌ فَ‍‍خُ‍‍و‌ر‌اً
004-037 آ«الذينآ» مبتدأ آ«يبخلونآ» بما يجب عليهم آ«ويأمرون الناس بالبخلآ» به آ«ويكتمون ما آتاهم الله من فضلهآ» من العلم والمال وهم اليهود وخبر المبتدأ لهم وعيد شديد آ«وأعتدنا للكافرينآ» بذلك وبغيره آ«عذابا مهيناآ» ذا إهانة. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍بْ‍‍‍‍خَ‍‍ل‍‍ُ‍ونَ ‌وَيَأْمُر‍ُ‍‌ونَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ بِ‍الْبُ‍‍خْ‍‍لِ ‌وَيَكْتُم‍‍ُ‍ونَ مَ‍‍ا‌ ‌آتَاهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِ‍‍هِ ۗ ‌وَ‌أَعْتَ‍‍دْنَا‌ لِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ عَذَ‌ابا‌ ً‌ مُهِيناً
004-038 آ«والذينآ» عطف على الذين قبله آ«ينفقون أموالهم رئاء الناسآ» مرائين لهم آ«ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخرآ» كالمنافقين وأهل مكة آ«ومن يكن الشيطان له قريناآ» صاحبا يعمل بأمره كهؤلاء آ«فساءآ» بئس آ«قريناآ» هو. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ ‌أَمْوَ‌الَهُمْ ‌رِئ‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَلاَ‌ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ بِ‍الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ۗ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَكُنِ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ لَ‍‍هُ قَ‍‍رِينا‌‌ ً‌ فَس‍‍َ‍ا‌ءَ‌ قَ‍‍رِيناً
004-039 آ«وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم اللهآ» أي وَمَا‌ذَ‌ا‌ عَلَيْهِمْ لَوْ‌ ‌آمَنُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍فَ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قَ‍‍هُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ بِهِمْ عَلِيماً
004-040 آ«إن الله لا يظلمآ» أحدا آ«مثقالآ» وزن آ«ذرَّةآ» أصغر نملة بأن ينقصها من حسناته أو يزيدها في سيئاته آ«وإن تكآ» الذرة آ«حسنةآ» من مؤمن وفي قراءة بالرفع فكان تامة آ«يضاعفهاآ» من عشر إلى أكثر من سبعمائة وفي قراءة يضعفها بالتشديد آ«ويؤت من لدنهآ» من عنده مع المضاعفة آ«أجرا عظيماآ» لا يقدِّره أحد. إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يَ‍‍ظْ‍‍لِمُ مِثْ‍‍قَ‍‍الَ ‌ذَ‌‍رَّةٍۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تَكُ حَسَنَة ً‌ يُ‍‍ضَ‍‍اعِفْهَا‌ ‌وَيُؤْتِ مِ‍‌‍نْ لَدُ‌نْ‍‍هُ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-041 آ«فكيفآ» حال الكفـار آ«إذا جئنا من كل أمة بشهيدآ» يشهد عليها بعملها وهو نبيها آ«وجئنا بكآ» يا محمد آ«على هؤلاء شهيداآ». فَكَ‍‍يْ‍‍فَ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ جِئْنَا‌ مِ‍‌‍نْ كُلِّ ‌أُمَّ‍‍ة ٍ‌ بِشَه‍‍ِ‍ي‍‍د‌ٍ‌ ‌وَجِئْنَا‌ بِكَ عَلَى‌ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ شَهِيد‌اً
004-042 آ«يومئذآ» يوم المجيء آ«يود الذين كفروا وعصوا الرَّسول لوآ» أي أن آ«تُسَوَّىآ» بالبناء للمفعول والفاعل مع حذف إحدى التاءين في الأصل ومع إدغامها في السين أي تتسوى آ«بهم الأرضآ» بأن يكونوا ترابا مثلها لعظم هوله كما في آية أخرى (ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا) آ«ولا يكتمون الله حديثاآ» عما عملوه وفي وقت آخر يكتمونه ويقولون (والله ربِّنا ما كنا مشركين). يَوْمَئِذ‌ٍ‌ يَوَ‌دُّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌وَعَ‍‍صَ‍‍وُ‌ا‌ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولَ لَوْ‌ تُسَوَّ‌ى‌ بِهِمُ ‌الأَ‌رْ‍ضُ ‌وَلاَ‌ يَكْتُم‍‍ُ‍ونَ ‌اللَّ‍‍هَ حَدِيثاً
004-043 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاةآ» أي لا تصلوا آ«وأنتم سكارىآ» من الشراب لأن سبب نزولها صلاة جماعة في حال سكر يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ لاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍رَبُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ سُكَا‌‍رَ‌ى‌ حَتَّى‌ تَعْلَمُو‌ا‌ مَا‌ تَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ ‌وَلاَ‌ جُنُبا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ عَابِ‍‍رِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لٍ حَتَّى‌ تَ‍‍غْ‍‍تَسِلُو‌اۚ ‌وَ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مَرْ‍ضَ‍‍ى‌ ‌أَ‌وْ‌ عَلَى‌ سَفَرٍ‌ ‌أَ‌وْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌أَحَد‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ مِنَ ‌الْ‍‍غَ‍‍ائِ‍‍طِ ‌أَ‌وْ‌ لاَمَسْتُمُ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ فَلَمْ تَجِدُ‌و‌ا‌ م‍‍َ‍ا‌ء‌‌ ً‌ فَتَيَ‍‍مَّ‍‍مُو‌اصَ‍‍عِيد‌ا‌‌ ًطَ‍‍يِّبا‌‌ ً‌ فَامْسَحُو‌ا‌ بِوُجُوهِكُمْ ‌وَ‌أَيْدِيكُمْ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَفُوّ‌اً‌ غَ‍‍فُو‌ر‌اً
004-044 آ«ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباآ» حظا آ«من الكتابآ» وهم اليهود آ«يشترون الضلالةآ» بالهدى آ«ويريدون أن تضلوا السبيلآ» تخطئوا الطريق الحق لتكونوا مثلهم. أَلَمْ تَ‍رَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌ نَ‍‍صِ‍‍يبا‌ ً‌ مِنَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ يَشْتَر‍ُ‍‌ونَ ‌ال‍‍ضَّ‍‍لاَلَةَ ‌وَيُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ تَ‍‍ضِ‍‍لُّو‌ا‌ال‍‍سَّبِيلَ
004-045 آ«والله أعلم وَ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَعْلَمُ بِأَعْد‍َ‍‌ائِكُمْ ۚ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَلِيّا‌ ً‌ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-046 آ«من الذين هادواآ» قوم آ«يحِّرفونآ» يغيرون آ«الكلمآ» الذي أنزل الله في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم آ«عن مواضعهآ» التي وضع عليها آ«ويقولونآ» للنبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم بشيء آ«سمعناآ» قولك آ«وعصيناآ» أمرك آ«واسمع غير مُسمعآ» حال بمعنى الدعاء أي لا سمعت آ«وآ» يقولون له آ«راعناآ» وقد نهى عن خطابه وهي كلمة سب بلغتهم آ«ليٌاآ» تحريفا آ«بألسنتهم وطعناآ» قدحا آ«في الدينآ» الإسلام آ«ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعناآ» بذل وعصينا آ«واسمعآ» فقط آ«وانظرناآ» انظر إلينا بدل راعنا آ«لكان خيرا لهمآ» مما قالوه آ«وأقومآ» أعدل منه آ«ولكن لعنهم اللهآ» أبعدهم عن رحمته آ«بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاآ» منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه. مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هَا‌دُ‌و‌ا‌ يُحَرِّف‍‍ُ‍ونَ ‌الْكَلِمَ عَ‍‌‍نْ مَوَ‌اضِ‍‍عِ‍‍هِ ‌وَيَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ سَمِعْنَا‌ ‌وَعَ‍‍صَ‍‍يْنَا‌ ‌وَ‌اسْمَعْ غَ‍‍يْ‍رَ‌ مُسْمَعٍ‌ ‌وَ‌‍رَ‌اعِنَا‌ لَيّا‌ ً‌ بِأَلْسِنَتِهِمْ ‌وَ‍طَ‍‍عْنا‌‌ ً‌ فِي ‌ال‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍نِ ۚ ‌وَلَوْ‌ ‌أَنَّ‍‍هُمْ قَ‍‍الُو‌ا‌ سَمِعْنَا‌ ‌وَ‌أَ‍طَ‍‍عْنَا‌ ‌وَ‌اسْمَعْ ‌وَ‌ان‍‍ظُ‍‍رْنَا‌ لَك‍‍َ‍انَ خَ‍‍يْر‌ا‌ ً‌ لَهُمْ ‌وَ‌أَ‍قْ‍‍وَمَ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ لَعَنَهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ بِكُفْ‍‍رِهِمْ فَلاَ‌ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلاً
004-047 آ«يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزّلناآ» من القرآن آ«مصدّقا لما معكمآ» من التوراة آ«من قبل أن نطمس وجوهاآ» نمحو ما فيها من العين والأنف والحاجب آ«فنردها على أدبارهاآ» فنجعلها كالأقفاء لوحا واحدا آ«أو نلعنهمآ» نمسخهم قردة آ«كما لعنَّاآ» مسخنا آ«أصحاب السبتآ» منهم آ«وكان أمر اللهآ» قضاؤه آ«مفعولاآ» يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌آمِنُو‌ا‌ بِمَا‌ نَزَّلْنَا‌ مُ‍‍صَ‍‍دِّ‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ لِمَا‌ مَعَكُمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ ‌أَ‌نْ نَ‍‍طْ‍‍مِسَ ‌وُجُوها‌‌ ً‌ فَنَرُ‌دَّهَا‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌دْبَا‌رِهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ نَلْعَنَهُمْ كَمَا‌ لَعَ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابَ ‌ال‍‍سَّ‍‍بْ‍‍تِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌أَمْرُ‌ ‌اللَّ‍‍هِ مَفْعُولاً
004-048 آ«إن الله لا يغفر أن يُشركآ» أي الإشراك آ«به ويغفر ما دونآ» سوى آ«ذلكآ» من الذنوب آ«لمن يشاءآ» المغفرة له بأن يدخله الجنة بلا عذاب ومن شاء عذّبه من المؤمنين بذنوبه ثم يدخله الجنة آ«ومن يشرك بالله فقد افترى إثماآ» ذنبا آ«عظيماآ» كبيرا. إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍ُ‍‌ ‌أَ‌نْ يُشْ‍رَكَ بِ‍‍هِ ‌وَيَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍ُ‍‌ مَا‌ ‌د‍ُ‍‌ونَ ‌ذَلِكَ لِمَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُشْ‍‍رِكْ بِ‍اللَّ‍‍هِ فَ‍‍قَ‍‍دِ‌ ‌افْتَ‍رَ‌ى‌ ‌إِثْماً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-049 آ«ألم تر إلى الذين يزكُون أنفسهمآ» وهم اليهود حيث قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه أي ليس الأمر بتزكيتهم أنفسهم آ«بل الله يزكّيآ» يطهر آ«من يشاءآ» بالإيمان آ«ولا يُظلمونآ» ينقصون من أعمالهم آ«فتيلاآ» قدر قشرة النواة. أَلَمْ تَ‍رَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُزَكّ‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ۚ بَلِ ‌اللَّ‍‍هُ يُزَكِّي مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَلاَ‌ يُ‍‍ظْ‍‍لَم‍‍ُ‍ونَ فَتِيلاً
004-050 آ«اُنظرآ» متعجبا آ«كيف يفترون على الله الكذبآ» بذلك آ«وكفى به إثما مبيناآ» بيِّنا. ‍ان‍‍ظُ‍‍رْ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ يَفْتَر‍ُ‍‌ونَ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌الْكَذِبَ ۖ ‌وَكَفَى‌ بِهِ ‌إِثْما‌ ً‌ مُبِيناً
004-051 ونزل في كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر وحرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم آ«ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوتآ» صنمان لقريش آ«ويقولون للذين كفرواآ» أبي سفيان وأصاحبه حين قالوا لهم: نحن أهدى سبيلا ونحن ولاة البيت نسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني ونفعل... أم محمد وقد خالف أَلَمْ تَ‍رَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌ نَ‍‍صِ‍‍يبا‌ ً‌ مِنَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍الْجِ‍‍بْ‍‍تِ ‌وَ‌ال‍‍طَّ‍‍اغُ‍‍وتِ ‌وَيَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ ‌أَهْدَ‌ى‌ مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ سَبِيلاً
004-052 آ«أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعنـآ» ـه آ«الله فلن تجد له نصيراآ» مانعا من عذابه. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لَعَنَهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَلْعَنِ ‌اللَّ‍‍هُ فَلَ‍‌‍نْ تَجِدَ‌ لَ‍‍هُ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-053 آ«أمآ» بل آ«لهم نصيب من الملكآ» أي ليس لهم شيء منه ولو كان آ«فإذا لا يؤتون الناس نقيراآ» أي شيئا تافها قدر النقرة في ظهر النواة لفرط بخلهم. أَمْ لَهُمْ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍بٌ‌ مِنَ ‌الْمُلْكِ فَإِ‌ذ‌ا‌ ً‌ لاَ‌ يُؤْت‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ نَ‍‍قِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-054 آ«أمآ» بل آ«يحسدون الناسآ» أي النبي صلى الله عليه وسلم آ«على ما آتاهم الله من فضلهآ» من النبوة وكثرة النساء، أي يتمنون زواله عنه ويقولون لو كان نبيا لاشتغل عن النساء آ«فقد آتينا آل إبراهيمآ» جده كموسى وداود وسليمان آ«الكتاب والحكمةآ» والنبوة آ«وآتيناهم ملكا عظيماآ» فكان لداود تسع وتسعون امرأة ولسليمان ألف ما بين حُرَّةِ وسرية. أَمْ يَحْسُد‍ُ‍‌ونَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ عَلَى‌ مَ‍‍ا‌ ‌آتَاهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِ‍‍هِ ۖ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌آتَيْنَ‍‍ا‌ ‌آلَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌وَ‌الْحِكْمَةَ ‌وَ‌آتَيْنَاهُمْ مُلْكاً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-055 آ«فمنهم من آمن بهآ» بمحمد صلى الله عليه وسلم آ«ومنهم من صدَّآ» أعرض آ«عنهآ» فلم يؤمن آ«وكفي بجهنم سعيراآ» عذابا لمن لا يؤمن. فَمِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَ‍‌‍نْ ‌آمَنَ بِ‍‍هِ ‌وَمِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَ‍‌‍نْ صَ‍‍دَّ‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ ۚ ‌وَكَفَى‌ بِجَهَ‍‍نَّ‍‍مَ سَعِي‍‍ر‌اً
004-056 آ«إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهمآ» ندخلهم آ«ناراآ» يحترقون فيها آ«كلما نضجتآ» احترقت آ«جلودهم بدَّلناهم جلودا غيرهاآ» بأن تعاد إلى حالها الأول غير محترقة آ«ليذوقوا العذابآ» ليقاسوا شدته آ«إن الله كان عزيزاآ» لا يعجزه شيء آ«حكيماآ» في خلقه. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ سَ‍‍وْفَ نُ‍‍صْ‍‍لِيهِمْ نَا‌ر‌ا‌‌ ً‌ كُلَّمَا‌ نَ‍‍ضِ‍‍جَتْ جُلُو‌دُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُو‌د‌اً‌ غَ‍‍يْ‍رَهَا‌ لِيَذُ‌وقُ‍‍و‌ا‌الْعَذ‍َ‍‌ابَ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَزِيز‌اً‌ حَكِيماً
004-057 آ«والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرةآ» من الحيض وكل قذر آ«وندخلهم ظلا ظليلاآ» دائما لا تنسخه شمس وهو ظل الجنة وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ سَنُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لُهُمْ جَ‍‍نّ‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهَا‌ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ خَ‍‍الِد‍ِ‍ي‍‍نَ فِيهَ‍‍ا‌ ‌أَبَد‌ا‌ ًۖ لَهُمْ فِيهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌زْ‌و‍َ‍‌اجٌ‌ مُ‍‍طَ‍‍هَّ‍رَةٌۖ ‌وَنُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لُهُمْ ظِ‍‍لاَّ‌ ظَ‍‍لِيلاً
004-058 آ«إن الله يأمركم أن تؤدوا الأماناتآ» أي ما اؤتمن عليه من الحقوق آ«إلى أهلهاآ» نزلت لما أخذ عليّ رضي الله عنه مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة الحجبي سادنها قسرا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح ومنعه وقال لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برده إليه وقال هاك خالدة تالدة فعجب من ذلك فقرأ له عليُّ الآية، فأسلم وأعطاه عند موته لأخيه شيبة فبقي في ولده والآيةُ وإن وردت على سبب خاص فعمومها معتبر بقرينة الجمع آ«وإذا حكمتم بين الناسآ» يأمركم آ«أن تحكموا بالعدل إن الله نعمَّاآ» فيه إدغام ميم نعم في ما النكرة الموصولة أي نعم شيئا آ«يعظكم بهآ» تأدية الأمانة والحكم بالعدل آ«إن الله كان سميعاآ» لما يقال آ«بصيراآ» بما يفعل. إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَأْمُرُكُمْ ‌أَ‌نْ تُؤَ‌دُّ‌و‌ا‌الأَمَان‍‍َ‍اتِ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَهْلِهَا‌ ‌وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ حَكَمْتُمْ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌أَ‌نْ تَحْكُمُو‌ا‌ بِ‍الْعَ‍‍دْلِ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ نِعِ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَعِ‍‍ظُ‍‍كُمْ بِهِ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ سَمِيعا‌ ً‌ بَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-059 آ«يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأوليآ» وأصحاب آ«الأمرآ» أي الولاة آ«منكمآ» إذا أمروكم بطاعة الله ورسوله آ«فإن تنازعتمآ» اختلفتم آ«في شيء فردوه إلى اللهآ» أي يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‍طِ‍‍يعُو‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌أَ‍طِ‍‍يعُو‌ا‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولَ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وْلِي ‌الأَمْ‍‍ر‍ِ‍‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ۖ فَإِ‌نْ تَنَا‌زَعْتُمْ فِي شَ‍‍يْء‌‌ٍ‌ فَرُ‌دّ‍ُ‍‌وهُ ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولِ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ۚ ‌ذَلِكَ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ ‌وَ‌أَحْسَنُ تَأْ‌وِيلاً
004-060 ونزل لما اختصم يهودي ومنافق فدعا المنافق إلى كعب بن الأشرف ليحكم بينهما ودعا اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتياه فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وأتيا عمر فذكر اليهودي ذلك فقال للمنافق أكذلك فقال نعم فقتله آ«ألم ترَ إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أُنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوتآ» الكثير الطغيان وهو كعب بن الأشرف آ«وقد أمروا أن يكفروا بهآ» ولا يوالوه آ«ويريد الشيطان أن يضلَّهم ضلالا بعيداآ» عن الحق. أَلَمْ تَ‍رَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَزْعُم‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ‍‍هُمْ ‌آمَنُو‌ا‌ بِمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكَ يُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ يَتَحَاكَمُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍طَّ‍‍اغُ‍‍وتِ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أُمِرُ‌و‌ا‌ ‌أَ‌نْ يَكْفُرُ‌و‌ا‌ بِ‍‍هِ ‌وَيُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ ‌أَ‌نْ يُ‍‍ضِ‍‍لَّهُمْ ضَ‍‍لاَلا‌ ً‌ بَعِيد‌اً
004-061 آ«وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل اللهآ» في القرآن من الحكم آ«وإلى الرسولآ» ليحكم بينكم آ«رأيت المنافقين يصدونآ» يُعرضون آ«عنكآ» إلى غيرك آ«صدوداآ». وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمْ تَعَالَوْ‌ا‌ ‌إِلَى‌ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌وَ‌إِلَى‌ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولِ ‌‍رَ‌أَيْ‍‍تَ ‌الْمُنَافِ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ يَ‍‍صُ‍‍دّ‍ُ‍‌ونَ عَ‍‌‍نْ‍‍كَ صُ‍‍دُ‌و‌د‌اً
004-062 آ«فكيفآ» يصنعون آ«إذا أصابتهم مصيبةآ» عقوبة آ«بما قدّمت أيديهمآ» من الكفر والمعاصي أي أيقدرون على الإعراض والفرار منها؟ لا آ«ثم جَاءُوكآ» معطوف على يصدون آ«يحلفون بالله إنآ» ما آ«أردناآ» بالمحاكمة إلى غيرك آ«إلا إحساناآ» صلحا آ«وتوفيقاآ» تأليفا بين فَكَ‍‍يْ‍‍فَ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‍صَ‍‍ابَتْهُمْ مُ‍‍صِ‍‍يبَة‌‍ٌ‌ بِمَا‌ قَ‍‍دَّمَتْ ‌أَيْدِيهِمْ ثُ‍‍مَّ ج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌وكَ يَحْلِف‍‍ُ‍ونَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌إِ‌نْ ‌أَ‌‍رَ‌دْنَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌إِحْسَانا‌ ً‌ ‌وَتَوْفِي‍‍ق‍‍اً
004-063 آ«أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهمآ» من النفاق وكذبهم في عذرهم آ«فأعرض عنهمآ» بالصفح آ«وعِظهمآ» خوِّفهم الله آ«وقل لهم فيآ» شأن آ«أنفسهم قولا بليغاآ» مؤثرا فيهم أي أزجرهم ليرجعوا عن كفرهم. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَعْلَمُ ‌اللَّ‍‍هُ مَا‌ فِي قُ‍‍لُوبِهِمْ فَأَعْ‍‍رِ‍‍ضْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌وَعِ‍‍ظْ‍‍هُمْ ‌وَ‍قُ‍‍لْ لَهُمْ فِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ قَ‍‍وْلا‌ ً‌ بَلِي‍‍غ‍‍اً
004-064 آ«وما أرسلنا من رسول إلا ليُطاعآ» فيما يأمر به ويحكم آ«بإذن اللهآ» بأمره لا ليعصى ويخالف آ«ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهمآ» بتحاكمهم إلى الطاغوت آ«جاءُوكآ» تائبين آ«فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولآ» فيه التفات عن الخطاب تفخيما لشأنه آ«لوجدوا الله توَاباآ» عليهم آ«رحيماآ» بهم. وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌رْسَلْنَا‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَس‍‍ُ‍ول‌‍ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ لِيُ‍‍طَ‍‍اعَ بِإِ‌ذْنِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَلَوْ‌ ‌أَنَّ‍‍هُمْ ‌إِ‌ذْ‌ ظَ‍‍لَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌وكَ فَاسْتَ‍‍غْ‍‍فَرُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌اسْتَ‍‍غْ‍‍فَ‍رَ‌ لَهُمُ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولُ لَوَجَدُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ تَوَّ‌ابا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-065 آ«فلا وربِّكآ» لا زائدة آ«لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شجرآ» اختلط آ«بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاآ» ضيقا أو شكٌا آ«مما قضيتآ» به آ«ويسلِّمواآ» ينقادوا لحكمك آ«تسليماآ» من غير معارضة. فَلاَ‌ ‌وَ‌‍رَبِّكَ لاَ‌ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ حَتَّى‌ يُحَكِّم‍‍ُ‍وكَ فِيمَا‌ شَجَ‍رَ‌ بَيْنَهُمْ ثُ‍‍مَّ لاَ‌ يَجِدُ‌و‌ا‌ فِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ حَ‍رَجا‌ ً‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ قَ‍‍ضَ‍‍يْ‍‍تَ ‌وَيُسَلِّمُو‌ا‌ تَسْلِيماً
004-066 آ«ولو أنا كتبنا عليهم أنآ» مفسرة آ«اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركمآ» كما كتبنا على بني إسرائيل آ«ما فعلوهآ» أي المكتوب عليهم آ«إلا قليلآ» بالرفع على البدل والنصب على الاستثناء آ«منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعَظون بهآ» من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم آ«لكان خيرا لهم وأشد تثبيتاآ» تحقيقا لإيمانهم. وَلَوْ‌ ‌أَنَّ‍‍ا‌ كَتَ‍‍بْ‍‍نَا‌ عَلَيْهِمْ ‌أَنِ ‌ا‍قْ‍‍تُلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ ‌أَ‌وْ‌ ‌اخْ‍‍رُجُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌دِيَا‌رِكُمْ مَا‌ فَعَل‍‍ُ‍وهُ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍ل‍‍ِ‍ي‍‍لٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۖ ‌وَلَوْ‌ ‌أَنَّ‍‍هُمْ فَعَلُو‌ا‌ مَا‌ يُوعَ‍‍ظُ‍‍ونَ بِ‍‍هِ لَك‍‍َ‍انَ خَ‍‍يْر‌ا‌ ً‌ لَهُمْ ‌وَ‌أَشَدَّ‌ تَثْبِيتاً
004-067 آ«وإذاآ» أي لو ثبتوا وَ‌إِ‌ذ‌ا‌ ً‌ لَآتَيْنَاهُمْ مِ‍‌‍نْ لَدُنَّ‍‍ا‌ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-068 آ«ولهديناهم صراطا مستقيماآ» قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم كيف نراك في الجنة وأنت في الدرجات العلى ونحن أسفل منك فنزل. وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِ‍رَ‌اط‍‍ا‌ ً‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يماً
004-069 آ«ومن يطع الله والرسولآ» فيما أمر به آ«فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقينآ» أفاضل أصحاب الأنبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق آ«والشهداءآ» القتلى في سبيل الله آ«والصالحينآ» غير من ذكر آ«وحسُن أولئك رفيقاآ» رفقاء في الجنة بأن يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم وإن كان مقرهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم. وَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍طِ‍‍عِ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولَ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ مَعَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَ‌نْ‍‍عَمَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْهِمْ مِنَ ‌ال‍‍نَّ‍‍بِيّ‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌ال‍‍صِّ‍‍دِّي‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ ‌وَ‌ال‍‍شُّهَد‍َ‍‌ا‌ءِ‌ ‌وَ‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ ‌وَحَسُنَ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌‍رَفِي‍‍ق‍‍اً
004-070 آ«ذلكآ» أي كونهم مع ذكر مبتدأ خبره آ«الفضل من اللهآ» تفضل به عليهم لا أنهم نالوه بطاعتهم آ«وكفى بالله عليماآ» بثواب الآخرة أي فثقوا بما أخبركم به (ولا ينبئك مثل خبير). ذَلِكَ ‌الْفَ‍‍ضْ‍‍لُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ عَلِيماً
004-071 آ«يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركمآ» من عدوكم أي احترزوا منه وتيقظوا له آ«فانفرواآ» انهضوا إلى قتاله آ«ثُبَاتٍآ» متفرقين سرية بعد أخرى آ«أو انفروا جميعاآ» مجتمعين. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌اخُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ حِذْ‌‍رَكُمْ فَا‌ن‍‍فِرُ‌و‌ا‌ ثُب‍‍َ‍اتٍ ‌أَ‌وْ‌ ‌ان‍‍فِرُ‌و‌ا‌ جَمِيعاً
004-072 آ«وإنَّ منكم لمن ليبطئنَّآ» ليتأخرن عن القتال كعبد الله بن أبيّ المنافق وأصحابه وجعله منهم من حيث الظاهر واللام في الفعل للقسم آ«فإن أصابتكم مصيبةآ» كقتل وَ‌إِنَّ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ لَمَ‍‌‍نْ لَيُبَ‍‍طِّ‍‍ئَ‍‍نَّ فَإِ‌نْ ‌أَ‍صَ‍‍ابَتْكُمْ مُ‍‍صِ‍‍يبَة‌‍ٌقَ‍‍الَ قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‌نْ‍‍عَمَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيَّ ‌إِ‌ذْ‌ لَمْ ‌أَكُ‍‌‍نْ مَعَهُمْ شَهِيد‌اً
004-073 آ«ولئنآ» لام قسم آ«أصابكم فضل من اللهآ» كفتح وغنيمة آ«لَيَقُولَنَّآ» نادما آ«كأنآ» مخففة واسمها محذوف أي كأنه آ«لم يكنآ» بالياء والتاء آ«بينكم وبينه مودةآ» معرفة وصداقة وهذا راجع إلى قوله (قد أنعم الله علىَّ)، اعترض به بين القول ومقوله وهو آ«ياآ» للتنبيه آ«ليتني كنت معهم فأفوزَ فوزا عظيماآ» آخذ حظا وافرا من الغنيمة قال تعالى. وَلَئِ‍‌‍نْ ‌أَ‍صَ‍‍ابَكُمْ فَ‍‍ضْ‍‍لٌ‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ لَيَ‍‍قُ‍‍ولَ‍‍نَّ كَأَ‌نْ لَمْ تَكُ‍‌‍نْ بَيْنَكُمْ ‌وَبَيْنَ‍‍هُ مَوَ‌دَّةٌ‌ يَالَيْتَنِي كُ‍‌‍ن‍‍تُ مَعَهُمْ فَأَف‍‍ُ‍و‌زَ‌ فَوْ‌ز‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-074 آ«فليقاتل في سبيل اللهآ» لإعلاء دينه آ«الذين يشرونآ» يبيعون آ«الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيُقتلآ» يستشهد آ«أو يَغلبآ» يظفر بعدوه آ«فسوف نؤتيه أجرا عظيماآ» ثوابا جزيلا. فَلْيُ‍‍قَ‍‍اتِلْ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَشْر‍ُ‍‌ونَ ‌الْحَي‍‍َ‍اةَ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍قَ‍‍اتِلْ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ فَيُ‍‍قْ‍‍تَلْ ‌أَ‌وْ‌ يَ‍‍غْ‍‍لِ‍‍بْ فَسَ‍‍وْفَ نُؤْت‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-075 آ«وما لكم لا تقاتلونآ» إستفهام توبيخ، أي لا مانع لكم من القتال آ«في سبيل الله وآ» في تخليص آ«المستضعفين من الرجال والنساء والولدانآ» الذين حبسهم الكفار عن الهجرة وآذوهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت أنا وأمي منهم آ«الذين يقولونآ» داعين يا آ«ربنا أخرجنا من هذه القريةآ» مكة آ«الظالم أهلُهاآ» بالكفر آ«واجعل لنا من لدنكآ» من عندك آ«وليّاًآ» يتولى أمورنا آ«واجعل لنا من لدنك نصيراآ» يمنعنا منهم وقد استجاب الله دعاءهم فيَسَّر لبعضهم الخروج وبقي وَمَا‌ لَكُمْ لاَ‌ تُ‍‍قَ‍‍اتِل‍‍ُ‍ونَ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْمُسْتَ‍‍ضْ‍‍عَف‍‍ِ‍ي‍‍نَ مِنَ ‌ال‍‍رِّج‍‍َ‍الِ ‌وَ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ‌وَ‌الْوِلْد‍َ‍‌انِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ ‌‍رَبَّنَ‍‍ا‌ ‌أَ‍خْ‍‍رِجْ‍‍نَا‌ مِ‍‌‍نْ هَذِهِ ‌الْ‍‍قَ‍‍رْيَةِ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِ ‌أَهْلُهَا‌ ‌وَ‌اجْ‍‍عَ‍‍ل لَنَا‌ مِ‍‌‍نْ لَدُ‌نْ‍‍كَ ‌وَلِيّا‌ ً‌ ‌وَ‌اجْ‍‍عَ‍‍ل لَنَا‌ مِ‍‌‍نْ لَدُ‌نْ‍‍كَ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-076 آ«الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوتآ» الشيطان آ«فقاتلوا أولياء الشيطانآ» أنصار دينه تغلبوهم لقوتكم بالله آ«إن كيد الشيطانآ» بالمؤمنين آ«كان ضعيفاآ» واهيا لا يقاوم كيد الله بالكافرين الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ يُ‍‍قَ‍‍اتِل‍‍ُ‍ونَ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ يُ‍‍قَ‍‍اتِل‍‍ُ‍ونَ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌ال‍‍طَّ‍‍اغُ‍‍وتِ فَ‍‍قَ‍‍اتِلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انِ ۖ ‌إِنَّ كَ‍‍يْ‍‍دَ‌ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انِ ك‍‍َ‍انَ ضَ‍‍عِيفاً
004-077 آ«ألم تر إلى الذين قيل لهم كفُّوا أيديكمآ» عن قتال الكفار لما طلبوه بمكة لأذى الكفار لهم وهم جماعة من الصحابة آ«وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كُتبآ» فرض آ«عليهم القتال إذا فريق منهم يخشونآ» يخافون آ«الناسآ» الكفار، أي عذابهم بالقتل آ«كَخَشْيَتـآ» ـهم عذاب آ«الله أو أشدَّ خشيةآ» من خشيتهم له ونصب أشد على الحال وجواب لما دل عليه إذا وما بعدها أي فاجأتهم الخشية آ«وقالواآ» جزعا من الموت آ«ربَنا لم كتبت علينا القتال لولاآ» هلاّ آ«أخَّرتنا إلى أجل قريب قلآ» لهم آ«متاعُ الدنياآ» ما يتمتع به فيها أو الاستمتاع بها آ«قليلآ» آيل إلى الفناء آ«والآخرةآ» أي الجنة آ«خير لمن اتقىآ» عقاب الله بترك معصيته آ«ولا تُظلمونآ» بالتاء والياء تنقصون من أعمالكم آ«فتيلاآ» قدر قشرة النواة فجاهدوا. أَلَمْ تَ‍رَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمْ كُفُّ‍‍و‌ا‌ ‌أَيْدِيَكُمْ ‌وَ‌أَ‍قِ‍‍يمُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَ‌آتُو‌ا‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ‌الْ‍‍قِ‍‍ت‍‍َ‍الُ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ فَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍قٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ يَ‍‍خْ‍‍شَ‍‍وْنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ كَ‍‍خَ‍‍شْيَةِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَ‌وْ‌ ‌أَشَدَّ‌ خَ‍‍شْيَة ًۚ ‌وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ ‌‍رَبَّنَا‌ لِمَ كَتَ‍‍بْ‍‍تَ عَلَيْنَا‌ ‌الْ‍‍قِ‍‍ت‍‍َ‍الَ لَوْلاَ‌ ‌أَ‍خَّ‍‍رْتَنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَجَل‌‍ٍقَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍ب‌‍ٍۗ قُ‍‍لْ مَت‍‍َ‍اعُ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ قَ‍‍ل‍‍ِ‍ي‍‍لٌ‌ ‌وَ‌الآ‍‍خِ‍رَةُ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لِمَنِ ‌اتَّ‍‍قَ‍‍ى‌ ‌وَلاَ‌ تُ‍‍ظْ‍‍لَم‍‍ُ‍ونَ فَتِيلاً
004-078 آ«أينما تكونوا يدرككُّم الموت ولو أَيْنَمَا‌ تَكُونُو‌ا‌ يُ‍‍دْ‌رِكُّمُ ‌الْمَ‍‍وْتُ ‌وَلَوْ‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ فِي بُر‍ُ‍‌وجٍ‌ مُشَيَّدَةٍۗ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍صِ‍‍بْ‍‍هُمْ حَسَنَةٌ‌ يَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ هَذِهِ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍صِ‍‍بْ‍‍هُمْ سَيِّئَةٌ‌ يَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ هَذِهِ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِكَ ۚ قُ‍‍لْ كُلٌّ‌ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ فَم‍‍َ‍الِ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ لاَ‌ يَكَا‌د‍ُ‍‌ونَ يَفْ‍‍قَ‍‍ه‍‍ُ‍ونَ حَدِيثاً
004-079 (ما أصابك) أيها الإنسان (من حسنة) خير (فمن الله) أتتك فضلا منه (وما أصابك من سيئة) بليَّة (فمن نفسك) أتتك حيث ارتكبت ما يستوجبها من الذنوب (وأرسلناك) يا محمد (للناس رسولا) حال مؤكدة (وكفى بالله شهيدا) على رسالتك. مَ‍‍ا‌ ‌أَ‍صَ‍‍ابَكَ مِ‍‌‍نْ حَسَنَة‌‍ٍ‌ فَمِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‍صَ‍‍ابَكَ مِ‍‌‍نْ سَيِّئَة‌‍ٍ‌ فَمِ‍‌‍نْ نَفْسِكَ ۚ ‌وَ‌أَ‌رْسَلْن‍‍َ‍اكَ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌‍رَسُولا‌ ًۚ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ شَهِيد‌اً
004-080 آ«من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى أعرض عن طاعتك فلا يهمنَّك آ«فما أرسلناك عليهم حفيظاآ» حافظا لأعمالهم بل نذيرا وإلينا أمرهم فنجازيهم وهذا قبل الأمر بالقتال. مَ‍‌‍نْ يُ‍‍طِ‍‍عِ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولَ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‍طَ‍‍اعَ ‌اللَّ‍‍هَ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ تَوَلَّى‌ فَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌رْسَلْن‍‍َ‍اكَ عَلَيْهِمْ حَفِي‍‍ظ‍‍اً
004-081 آ«ويقولونآ» أي المنافقون إذا جاءوك أمرنا آ«طاعةٌآ» لك آ«فإذا برزواآ» خرجوا آ«من عندك بيَّت طائفة منهمآ» بإدغام التاء في الطاء وتركه أي أضمرت آ«غير الذي تقولآ» لك في حضورك من الطاعة أي وَيَ‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ طَ‍‍اعَة‌‍ٌ‌ فَإِ‌ذَ‌ا‌ بَ‍رَ‌زُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِكَ بَيَّتَ طَ‍‍ائِفَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ غَ‍‍يْ‍رَ‌الَّذِي تَ‍‍قُ‍‍ولُ ۖ ‌وَ‌اللَّهُ يَكْتُبُ مَا‌ يُبَيِّت‍‍ُ‍ونَ ۖ فَأَعْ‍‍رِ‍‍ضْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌وَتَوَكَّلْ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَكِيلاً
004-082 آ«أفلا يتدبرونآ» يتأملون آ«القرآنآ» وما فيه من المعاني البديعة آ«ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراآ» تناقضا في معانيه وتباينا في نظمه. أَفَلاَ‌ يَتَدَبَّر‍ُ‍‌ونَ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنَ ۚ ‌وَلَوْ‌ ك‍‍َ‍انَ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِ‌ غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌اللَّ‍‍هِ لَوَجَدُ‌و‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌اخْ‍‍تِلاَفا‌‌ ً‌ كَثِي‍‍ر‌اً
004-083 آ«وإذا جاءهم أمرآ» عن سرايا النبي صلى الله عليه وسلم ما حصل لهم آ«من الأمنآ» بالنصر آ«أو الخوفآ» الهزيمة آ«أذاعوا بهآ» أفشَوه نزل في جماعة من المنافقين أو في ضعفاء المؤمنين كانوا يفعلون ذلك فتضعف قلوب المؤمنين ويتأذى النبي آ«ولو ردوهآ» أي الخبر آ«إلى الرسول وإلى أُولي الأمر منهمآ» أي الرأي من أكابر الصحابة أي لو سكتوا عنه حتى يخبروا به آ«لعَلِمَهآ» هل هو مما ينبغي أن يذاع أو لا آ«الذين يستنبطونهآ» يتبعونه ويطلبون علمه وهم المذيعون آ«منهمآ» من الرسول وأولي الأمر آ«ولولا فضل الله عليكمآ» بالإسلام آ«ورحمتهآ» لكم بالقرآن آ«لاتبعتم الشيطانآ» فيما يأمركم به من الفواحش آ«إلا قليلاآ». وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ ‌أَمْر‌ٌ‌ مِنَ ‌الأَمْنِ ‌أَ‌وِ‌ ‌الْ‍‍خَ‍‍وْفِ ‌أَ‌ذَ‌اعُو‌ا‌ بِ‍‍هِ ۖ ‌وَلَوْ‌ ‌‍رَ‌دّ‍ُ‍‌وهُ ‌إِلَى‌ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولِ ‌وَ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أ‍ُ‍‌وْلِي ‌الأَمْ‍‍ر‍ِ‍‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ لَعَلِمَهُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَسْتَ‍‌‍نْ‍‍بِ‍‍طُ‍‍ونَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۗ ‌وَلَوْلاَ‌ فَ‍‍ضْ‍‍لُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَيْكُمْ ‌وَ‌‍رَحْمَتُ‍‍هُ لاَتَّبَعْتُمُ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انَ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلاً
004-084 (فقاتل) يا محمد (في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) فلا تهتم بتخلفهم عنك المعنى قاتل ولو وحدك فإنك موعود بالنصر (وحرض المؤمنين) حثهم فَ‍قَ‍‍اتِلْ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ لاَ‌ تُكَلَّفُ ‌إِلاَّ‌ نَفْسَكَ ۚ ‌وَحَرِّ‍‍ضِ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۖ عَسَى‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَ‌نْ يَكُفَّ بَأْسَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌اۚ ‌وَ‌اللَّهُ ‌أَشَدُّ‌ بَأْسا‌ ً‌ ‌وَ‌أَشَدُّ‌ تَ‍‌‍ن‍‍كِيلاً
004-085 آ«من يشفعآ» بين الناس آ«شفاعة حسنةآ» موافقة للشرع آ«يكن له نصيبآ» من الأجر آ«منهاآ» بسببها آ«ومن يشفع شفاعة سيئةآ» مخالفة له آ«يكن له كفلآ» نصيب من الوزر آ«منهاآ» بسببها آ«وكان الله على كل شيء مقيتاآ» مقتدرا فيجازي كلَّ أحد بما عمل. مَ‍‌‍نْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَة ً‌ يَكُ‍‌‍نْ لَ‍‍هُ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍بٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَشْفَعْ شَفَاعَة‌ ً‌ سَيِّئَة ً‌ يَكُ‍‌‍نْ لَ‍‍هُ كِفْلٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ۗ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ مُ‍‍قِ‍‍يتاً
004-086 آ«وإذا حُيِّيتم بتحيةآ» كأن قيل لكم سلام عليكم آ«فحيُّواآ» المحيِّي آ«بأحسن منهاآ» بأن تقولوا له عليك السلام ورحمة الله وبركاته آ«أوردُّوهاآ» بأن تقولوا له كما قال أي الواجب أحدهما والأول أفضل آ«إن الله كان على كل شيء حسيباآ» محاسبا فيجازي عليه ومنه ردُّ السلام وخصّت السنة الكافر والمبتدع والفاسق والمسلِّم على قاضي الحاجة ومن في الحمام والآكل فلا يجب الرد عليهم بل يكره في غير الأخير ويقال للكافر وعليك. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّة‌‍ٍ‌ فَحَيُّو‌ا‌ بِأَحْسَنَ مِ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌رُ‌دُّ‌وهَ‍‍اۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ حَسِيباً
004-087 آ«الله لا إله إلا هوآ» والله آ«ليجمعنكمآ» من قبوركم آ«إلىآ» في آ«يوم اللَّهُ لاَ‌ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ۚ لَيَ‍‍جْ‍‍مَعَ‍‍نَّ‍‍كُمْ ‌إِلَى‌ يَ‍‍وْمِ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ لاَ‌ ‌‍رَيْ‍‍بَ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۗ ‌وَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍صْ‍‍دَ‍قُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ حَدِيثاً
004-088 ولما رجع ناس من أُحد اختلف الناس فيهم، فقال فريق اقتلهم، وقال فريق: لا، فنزل: آ«فما لكمآ» ما شأنكم صرتم آ«في المنافقين فئتينآ» آ«والله أركسهمآ» ردهم آ«بما كسبواآ» من الكفر والمعاصي آ«أتريدون أن تهدوا من أضلًـآ» ـه آ«اللهآ» أي تعدوهم من جملة المهتدين، والاستفهام في الموضعين للإنكار آ«ومن يضللـآ» ـه آ«اللهُ فلن تجد له سبيلاآ» طريقا إلى الهدى. فَمَا‌ لَكُمْ فِي ‌الْمُنَافِ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ فِئَتَ‍‍يْ‍‍نِ ‌وَ‌اللَّهُ ‌أَ‌رْكَسَهُمْ بِمَا‌ كَسَبُ‍‍و‌اۚ ‌أَتُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ تَهْدُ‌و‌ا‌ مَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ضَ‍‍لَّ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍ضْ‍‍لِلِ ‌اللَّ‍‍هُ فَلَ‍‌‍نْ تَجِدَ‌ لَ‍‍هُ سَبِيلاً
004-089 آ«ودُّواآ» تمنوا آ«لو تكفرون كما كفروا فتكونونآ» أنتم وهم آ«سواءآ» في الكفر آ«فلا تتخذوا منهم أولياءآ» توالونهم وإن أظهروا الإيمان آ«حتى يهاجروا في سبيل اللهآ» هجرة صحيحة تحقق إيمانهم آ«فإن تَوَلَّوْاآ» وأقاموا على ما هم عليه آ«فخذوهمآ» بالأسر آ«واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم ولياآ» توالونه آ«ولا نصيراآ» تنتصرون به على عدوكم. وَ‌دُّ‌و‌ا‌ لَوْ‌ تَكْفُر‍ُ‍‌ونَ كَمَا‌ كَفَرُ‌و‌ا‌ فَتَكُون‍‍ُ‍ونَ سَو‍َ‍‌ا‌ء‌‌ ًۖ فَلاَ‌ تَتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ حَتَّى‌ يُهَاجِرُ‌و‌ا‌ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ فَإِ‌نْ تَوَلَّوْ‌ا‌ فَ‍‍خُ‍‍ذُ‌وهُمْ ‌وَ‌ا‍قْ‍‍تُلُوهُمْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ ‌وَجَ‍‍دْتُمُوهُمْ ۖ ‌وَلاَ‌ تَتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌وَلِيّا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-090 آ«إلا الذين يصلونآ» يلجئون آ«إلى قوم بينكم وبينهم ميثاقآ» عهد بالأمان لهم ولمن وصل إليهم كما عاهد النبي صلى الله عليه وسلم هلال بن عويمر الأسلمي آ«أوآ» الذين آ«جاَءُوكمآ» وقد آ«حَصِرَتْآ» ضاقت آ«صدورهمآ» عن آ«أن يقاتلوكمآ» مع قومهم آ«أو يقاتلوا قومهمآ» معكم أي ممسكين عن قتالكم وقتالهم إِلاَّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍صِ‍‍ل‍‍ُ‍ونَ ‌إِلَى‌ قَ‍‍وْم ٍ‌ بَيْنَكُمْ ‌وَبَيْنَهُمْ مِيث‍‍َ‍اقٌ ‌أَ‌وْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌وكُمْ حَ‍‍صِ‍رَتْ صُ‍‍دُ‌و‌رُهُمْ ‌أَ‌نْ يُ‍‍قَ‍‍اتِلُوكُمْ ‌أَ‌وْ‌ يُ‍‍قَ‍‍اتِلُو‌اقَ‍‍وْمَهُمْ ۚ ‌وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ لَسَلَّ‍‍طَ‍‍هُمْ عَلَيْكُمْ فَلَ‍‍قَ‍‍اتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ ‌اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُ‍‍قَ‍‍اتِلُوكُمْ ‌وَ‌أَلْ‍‍قَ‍‍وْ‌ا‌ ‌إِلَيْكُمُ ‌ال‍‍سَّلَمَ فَمَا‌ جَعَلَ ‌اللَّ‍‍هُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً
004-091 آ«ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكمآ» بإظهار الإيمان عندكم آ«ويأمنوا قومهمآ» بالكفر إذا رجعوا إليهم وهم أسد وغطفان آ«كلما رُدُّوا إلى الفتنةآ» دعوا إلى الشرك آ«أركسوا فيهاآ» وقعوا أشد وقوع آ«فإن لم يعتزلوكمآ» بترك قتالكم آ«وآ» لم آ«يلقوا إليكم السَّلم وآ» لم آ«يكفوا أيديهمآ» عنكم آ«فخذوهمآ» بالأسر آ«واقتلوهم حيث ثقفتموهمآ» وجدتموهم آ«وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبيناآ» برهانا بينا ظاهرً على قتلهم وسبيهم لغدرهم. سَتَجِد‍ُ‍‌ونَ ‌آ‍‍خَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ يَأْمَنُوكُمْ ‌وَيَأْمَنُو‌اقَ‍‍وْمَهُمْ كُلَّ مَا‌ ‌رُ‌دُّ‌و‌ا‌ ‌إِلَى‌ ‌الْفِتْنَةِ ‌أُ‌رْكِسُو‌ا‌ فِيهَا‌ ۚ فَإِ‌نْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ ‌وَيُلْ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَيْكُمُ ‌ال‍‍سَّلَمَ ‌وَيَكُفُّ‍‍و‌ا‌ ‌أَيْدِيَهُمْ فَ‍‍خُ‍‍ذُ‌وهُمْ ‌وَ‌ا‍قْ‍‍تُلُوهُمْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ ثَ‍‍قِ‍‍فْتُمُوهُمْ ۚ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وْلَئِكُمْ جَعَلْنَا‌ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْ‍‍طَ‍‍انا‌ ً‌ مُبِيناً
004-092 آ«وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناآ» أي ما ينبغي أن يصدر منه قتل له آ«إلا خطئاآ» مخطئا في قتله من غير قصد آ«ومن قتل مؤمنا خطأآ» بأن قصد رمي غيره كصيد أو شجرة فأصابه أو ضربه بما لا يقتل غالبا آ«فتحريرآ» عتق آ«رقبةآ» نسمة آ«مؤمنةآ» عليه آ«ودية مسلمةآ» مؤداة آ«إلى أهلهآ» أي ورثة المقتول آ«إلا أن يصَّدقواآ» يتصدقوا عليه بها بأن وَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ لِمُؤْمِنٍ ‌أَ‌نْ يَ‍‍قْ‍‍تُلَ مُؤْمِنا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ خَ‍‍طَ‍‍أ‌ ًۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ قَ‍‍تَلَ مُؤْمِناً‌ خَ‍‍طَ‍‍أ‌‌ ً‌ فَتَحْ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍رُ‌ ‌‍رَقَ‍‍بَةٍ‌ مُؤْمِنَةٍ‌ ‌وَ‌دِيَةٌ‌ مُسَلَّمَة‌‍ٌ‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَهْلِهِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَ‍‍صَّ‍‍دَّ‍‍قُ‍‍و‌اۚ فَإِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمٍ عَدُ‌وّ‌ٍ‌ لَكُمْ ‌وَهُوَ‌ مُؤْمِن‌‍ٌ‌ فَتَحْ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍رُ‌ ‌‍رَقَ‍‍بَةٍ‌ مُؤْمِنَةٍۖ ‌وَ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْم ٍ‌ بَيْنَكُمْ ‌وَبَيْنَهُمْ مِيث‍‍َ‍اق‌‍ٌ‌ فَدِيَةٌ‌ مُسَلَّمَة‌‍ٌ‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَهْلِ‍‍هِ ‌وَتَحْ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍رُ‌ ‌‍رَقَ‍‍بَةٍ‌ مُؤْمِنَة‌‍ٍۖ فَمَ‍‌‍نْ لَمْ يَجِ‍‍دْ‌ فَ‍‍صِ‍‍ي‍‍َ‍امُ شَهْ‍رَيْ‍‍نِ مُتَتَابِعَ‍‍يْ‍‍نِ تَوْبَة ً‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلِيماً‌ حَكِيماً
004-093 آ«ومن يقتل مؤمنا متعمِّداآ» بأن يقصد قتله بما يقتل غالبا عالما بإيمانه آ«فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنهآ» أبعده من رحمته آ«وأعد له عذابا عظيماآ» في النار وهذا مؤوَّل بمن يستحله وَمَ‍‌‍نْ يَ‍‍قْ‍‍تُلْ مُؤْمِنا‌ ً‌ مُتَعَ‍‍مِّ‍‍د‌ا‌‌ ً‌ فَجَز‍َ‍‌ا‌ؤُهُ جَهَ‍‍نَّ‍‍مُ خَ‍‍الِد‌ا‌‌ ً‌ فِيهَا‌ ‌وَ‍‍غَ‍‍ضِ‍‍بَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌وَلَعَنَ‍‍هُ ‌وَ‌أَعَدَّ‌ لَ‍‍هُ عَذَ‌اباً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-094 ونزل لما مر نفر من الصحابة برجل من بني سليم وهو يسوق غنما فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا إلا تقية فقتلوه واستاقوا غنمه آ«يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتمآ» سافرتم للجهاد آ«في سبيل الله فتبينواآ» وفي قراءة فتثبتوا في الموضعين آ«ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلامآ» بألف أو دونها أي التحية أو الانقياد بكلمة الشهادة التي هي أمارة على الإسلام آ«لست مؤمناآ» وإنما قلت هذا تقيه لنفسك ومالك فقتلوه آ«تبتغونآ» تطلبون لذلك آ«عرَضَ الحياة الدنياآ» متاعها من الغنيمة آ«فعند الله مغانم كثيرةآ» تغنيكم عن قتل مثله لماله آ«كذلك كنتم من قبلآ» تعصم دماؤكم وأموالكم بمجرد قولكم الشهادة آ«فمنَّ الله عليكمآ» بالاشتهار وبالإيمان يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُ‍‍و‌ا‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ضَ‍رَبْ‍‍تُمْ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ فَتَبَيَّنُو‌ا‌ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ لِمَ‍‌‍نْ ‌أَلْ‍‍قَ‍‍ى‌ ‌إِلَيْكُمُ ‌ال‍‍سَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنا‌‌ ً‌ تَ‍‍بْ‍‍تَ‍‍غُ‍‍ونَ عَ‍رَضَ ‌الْحَي‍‍َ‍اةِ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ فَعِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ مَ‍‍غَ‍‍انِمُ كَثِي‍رَة‌‍ٌۚ كَذَلِكَ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ فَمَ‍‍نَّ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُ‍‍و‌اۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ خَ‍‍بِي‍‍ر‌اً
004-095 آ«لا يستوي القاعدون من المؤمنينآ» عن الجهاد آ«غير أولي الضررآ» بالرفع صفة والنصب استثناء من زمانة أو عمى ونحوه آ«والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضَّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدينآ» لضرر آ«درجةآ» فضيلة لاستوائهما في النية وزيادة المجاهدين بالمباشرة آ«وكلاٌآ» من الفريقين آ«وعد الله الحسنىآ» الجنة آ«وفضَّل الله المجاهدين على القاعدينآ» لغير ضرر آ«أجرا عظيماآ» ويبدل منه. لاَ‌ يَسْتَوِي ‌الْ‍‍قَ‍‍اعِد‍ُ‍‌ونَ مِنَ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ غَ‍‍يْ‍‍رُ‌ ‌أ‍ُ‍‌وْلِي ‌ال‍‍ضَّ‍رَ‌ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌الْمُجَاهِد‍ُ‍‌ونَ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ بِأَمْوَ‌الِهِمْ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ ۚ فَ‍‍ضَّ‍‍لَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْمُجَاهِد‍ِ‍ي‍‍نَ بِأَمْوَ‌الِهِمْ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ عَلَى‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍اعِد‍ِ‍ي‍‍نَ ‌دَ‌‍رَجَة ًۚ ‌وَكُلاّ‌ ً‌ ‌وَعَدَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْحُسْنَى‌ ۚ ‌وَفَ‍‍ضَّ‍‍لَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْمُجَاهِد‍ِ‍ي‍‍نَ عَلَى‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍اعِد‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-096 آ«درجات منهآ» منازل بعضها فوق بعض من الكرامة آ«ومغفرة ورحمةآ» منصوبان بفعلهما المقدر آ«وكان الله غفوراآ» لأوليائه آ«رحيماآ» بأهل طاعته. ونزل في جماعة أسلموا ولم يهاجروا فقتلوا يوم بدر مع الكفار. دَ‌‍رَج‍‍َ‍اتٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌وَمَ‍‍غْ‍‍فِ‍رَة ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة ًۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ غَ‍‍فُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-097 آ«إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهمآ» بالمقام مع الكفار وترك الهجرة آ«قالواآ» لهم موبخين آ«فيم كنتمآ» أي في شيء كنتم في أمر دينكم آ«قالواآ» معتذرين آ«كنا مستضعَفينآ» عاجزين عن إقامة الدين آ«في الأرضآ» أرض مكة آ«قالواآ» لهم توبيخا آ«ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيهاآ» من أرض الكفر إلى بلد آخر كما فعل إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ تَوَفَّاهُمُ ‌الْمَلاَئِكَةُ ظَ‍‍الِمِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ قَ‍‍الُو‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍مَ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ ۖ قَ‍‍الُو‌ا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ مُسْتَ‍‍ضْ‍‍عَف‍‍ِ‍ي‍‍نَ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَلَمْ تَكُ‍‌‍نْ ‌أَ‌رْ‍ضُ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌اسِعَة‌ ً‌ فَتُهَاجِرُ‌و‌ا‌ فِيهَا‌ ۚ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ مَأْ‌وَ‌اهُمْ جَهَ‍‍نَّ‍‍مُ ۖ ‌وَس‍‍َ‍ا‌ءَتْ مَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-098 آ«إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدانآ» الذين آ«لا يستطيعون حيلةآ» لا قوة لهم على الهجرة ولا نفقة آ«ولا يهتدون سبيلاآ» طريقا إلى أرض الهجرة. إِلاَّ‌ ‌الْمُسْتَ‍‍ضْ‍‍عَف‍‍ِ‍ي‍‍نَ مِنَ ‌ال‍‍رِّج‍‍َ‍الِ ‌وَ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ‌وَ‌الْوِلْد‍َ‍‌انِ لاَ‌ يَسْتَ‍‍طِ‍‍يع‍‍ُ‍ونَ حِيلَة ً‌ ‌وَلاَ‌ يَهْتَد‍ُ‍‌ونَ سَبِيلاً
004-099 آ«فأولئك عسى اللهُ أن يعفو عنهم وكان الله عفوَّا غفوراآ». فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ عَسَى‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَ‌نْ يَعْفُوَ‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَفُوّ‌اً‌ غَ‍‍فُو‌ر‌اً
004-100 آ«ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماآ» مهاجرا آ«كثيرا وسعةآ» في الرزق آ«ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموتآ» في الطريق كما وقع لجندع بن ضمرة الليثي آ«فقد وقعآ» ثبت آ«أجره على الله وكان الله غفورا رحيماآ». وَمَ‍‌‍نْ يُهَاجِ‍‍رْ‌ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ يَجِ‍‍دْ‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ مُ‍رَ‌اغَ‍‍ما‌‌ ً‌ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَسَعَة ًۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَ‍‍خْ‍‍رُجْ مِ‍‌‍نْ بَيْتِ‍‍هِ مُهَاجِ‍‍ر‌ا‌‌ ً‌ ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌‍رَسُولِ‍‍هِ ثُ‍‍مَّ يُ‍‍دْ‌رِكْهُ ‌الْمَ‍‍وْتُ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌وَ‍قَ‍‍عَ ‌أَجْ‍‍رُهُ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ غَ‍‍فُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-101 آ«وإذا ضربتمآ» سافرتم آ«في الأرض فليس عليكم جُناحآ» في آ«أن تَقصروا من الصلاةآ» بأن تردُّوها من أربع إلى اثنتين آ«إن خفتم أن يفتنكمآ» أي ينالكم بمكروه آ«الذين كفرواآ» بيان للواقع إذ ذاك فلا مفهوم له وبينت السنة أن المراد بالسفر الطويل وهو أربع برد وهي مرحلتان ويؤخذ من قوله تعالى: (فليس عيكم جُناح) أنه رخصة لا واجب وعليه الشافعي آ«إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبيناآ» بيّني العداوة. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ضَ‍رَبْ‍‍تُمْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ فَلَ‍‍يْ‍‍سَ عَلَيْكُمْ جُن‍‍َ‍احٌ ‌أَ‌نْ تَ‍‍قْ‍‍‍‍صُ‍‍رُ‌و‌ا‌ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةِ ‌إِ‌نْ خِ‍‍فْتُمْ ‌أَ‌نْ يَفْتِنَكُمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌اۚ ‌إِنَّ ‌الْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ كَانُو‌ا‌ لَكُمْ عَدُ‌وّ‌ا‌ ً‌ مُبِيناً
004-102 آ«وإذا كنتآ» يا محمد حاضرا آ«فيهمآ» وأنتم تخافون العدو آ«فأقمت لهم الصلاةآ» وهذا جري على عادة القرآن في الخطاب آ«فلتقم طائفة منهم وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تَ فِيهِمْ فَأَ‍قَ‍‍مْتَ لَهُمُ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ فَلْتَ‍‍قُ‍‍مْ طَ‍‍ائِفَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَعَكَ ‌وَلْيَأْ‍خُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ ‌أَسْلِحَتَهُمْ فَإِ‌ذَ‌ا‌ سَجَدُ‌و‌ا‌ فَلْيَكُونُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌وَ‌ر‍َ‍‌ائِكُمْ ‌وَلْتَأْتِ طَ‍‍ائِفَةٌ ‌أُ‍خْ‍رَ‌ى‌ لَمْ يُ‍‍صَ‍‍لُّو‌ا‌ فَلْيُ‍‍صَ‍‍لُّو‌ا‌ مَعَكَ ‌وَلْيَأْ‍خُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ حِذْ‌‍رَهُمْ ‌وَ‌أَسْلِحَتَهُمْ ۗ ‌وَ‌دَّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ لَوْ‌ تَ‍‍غْ‍‍فُل‍‍ُ‍ونَ عَ‍‌‍نْ ‌أَسْلِحَتِكُمْ ‌وَ‌أَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيل‍‍ُ‍ونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَة ً‌ ‌وَ‌احِدَة ًۚ ‌وَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْكُمْ ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ بِكُمْ ‌أَ‌ذ‌ى‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ مَ‍‍طَ‍‍رٍ‌ ‌أَ‌وْ‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مَرْ‍ضَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ تَ‍‍ضَ‍‍عُ‍‍و‌ا‌ ‌أَسْلِحَتَكُمْ ۖ ‌وَ‍خُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ حِذْ‌‍رَكُمْ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ‌أَعَدَّ‌ لِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ عَذَ‌ابا‌ ً‌ مُهِيناً
004-103 آ«فإذا قضيتم الصلاةآ» فرغتم منها آ«فاذكروا اللهآ» بالتهليل والتسبيح آ«قياما وقعودا وعلى جنوبكمآ» مضطجعين أي في كل حال آ«فإذا اطمأننتمآ» أمنتم آ«فأقيموا الصلاةآ» أدُّوها بحقوقها آ«إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباآ» مكتوبا مفروضا آ«موْقوتاآ» أي مقدرا وقتها فلا تؤخر عنه، فَإِ‌ذَ‌ا‌ قَ‍‍ضَ‍‍يْتُمُ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ فَا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ قِ‍‍يَاما‌ ً‌ ‌وَ‍قُ‍‍عُو‌د‌ا‌ ً‌ ‌وَعَلَى‌ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِ‌ذَ‌ا‌ ‌ا‍طْ‍‍مَأْنَ‍‌‍ن‍‍تُمْ فَأَ‍قِ‍‍يمُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ۚ ‌إِنَّ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ كَانَتْ عَلَى‌ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ كِتَابا‌ ً‌ مَوْ‍قُ‍‍وتاً
004-104 آ«ولا تهنواآ» تضعفوا آ«في ابتغاءآ» طلب آ«القومآ» الكفار لتقاتلوهم آ«إن تكونوا تألمونآ» تجدون ألم الجراح آ«فإنهم يألمون كما تألمونآ» أي مثلكم ولا يجبنون على قتالكم آ«وترجونآ» أنتم آ«من اللهآ» من النصر والثواب عليه آ«مالا يرجونآ» هم فأنتم تزيدون عليهم بذلك فينبغي أن تكونوا أرغب منهم فيه آ«وكان الله عليماآ» بكل شيء آ«حكيماآ» في صنعه. وَلاَ‌ تَهِنُو‌ا‌ فِي ‌ابْ‍‍تِ‍‍غَ‍‍ا‌ءِ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ۖ ‌إِ‌نْ تَكُونُو‌ا‌ تَأْلَم‍‍ُ‍ونَ فَإِنَّ‍‍هُمْ يَأْلَم‍‍ُ‍ونَ كَمَا‌ تَأْلَم‍‍ُ‍ونَ ۖ ‌وَتَرْج‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ يَرْج‍‍ُ‍ونَ ۗ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلِيماً‌ حَكِيماً
004-105 وسرق طعمة بن ابيرق درعا وخبأها عند يهودي فوجدت عنده فرماه طعمة بها وحلف أنه ما سرقها فسأل قومه النبي صلى الله عليه وسلم أن يجادل عنه ويبرئه فنزل آ«إنا أنزلنا إليك الكتابآ» القرآن آ«بالحقآ» متعلق بأنزل آ«لتحكم بين الناس بما أراكآ» أعلمك آ«اللهآ» فيه آ«ولا تكن للخائنينآ» كطعمة آ«خصيماآ» مخاصما عنهم. إِنَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ لِتَحْكُمَ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ بِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌رَ‍‌اكَ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ ‌وَلاَ‌ تَكُ‍‌‍نْ لِلْ‍‍خَ‍‍ائِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ خَ‍‍صِ‍‍يماً
004-106 آ«واستغفر اللهآ» مما هممت به آ«إن الله كان غفورا رحيماآ». وَ‌اسْتَ‍‍غْ‍‍فِرِ‌ ‌اللَّ‍‍هَ ۖ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ غَ‍‍فُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-107 آ«ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهمآ» يخونونها بالمعاصي لأن وبال خيانتهم عليهم آ«إن الله لا يحب من كان خواناآ» كثير الخيانة آ«أثيماآ» أي يعاقبه. وَلاَ‌ تُجَا‌دِلْ عَنِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍خْ‍‍تَان‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يُحِبُّ مَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ خَ‍‍وَّ‌اناً‌ ‌أَثِيماً
004-108 آ«يستخفونآ» أي طعمة وقومه حياءً آ«من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهمآ» بعلمه آ«إذ يَسْتَ‍‍خْ‍‍ف‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَلاَ‌ يَسْتَ‍‍خْ‍‍ف‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَهُوَ‌ مَعَهُمْ ‌إِ‌ذْ‌ يُبَيِّت‍‍ُ‍ونَ مَا‌ لاَ‌ يَرْ‍ضَ‍‍ى‌ مِنَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْلِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ بِمَا‌ يَعْمَل‍‍ُ‍ونَ مُحِي‍‍ط‍‍اً
004-109 آ«ها أنتمآ» يا آ«هؤلاءآ» خطاب لقوم طعمة آ«جادلتمآ» خاصمتم آ«عنهمآ» أي عن طعمة وذويه وقرئ عنه آ«في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامةآ» إذ عذبهم آ«أم من يكون عليهم وكيلاآ» يتولى أمرهم ويذبُّ عنهم أي لا أحد يفعل ذلك. ه‍‍َ‍ا‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ جَا‌دَلْتُمْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ فِي ‌الْحَي‍‍َ‍اةِ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ فَمَ‍‌‍نْ يُجَا‌دِلُ ‌اللَّ‍‍هَ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ يَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ ‌أَمْ مَ‍‌‍نْ يَك‍‍ُ‍ونُ عَلَيْهِمْ ‌وَكِيلاً
004-110 آ«ومن يعمل سوءاآ» ذنبا يسوء به غيره كرمي طعمة اليهودي آ«أو يظلم نفسهآ» يعمل ذنبا قاصرا عليه آ«ثم يستغفر اللهآ» منه أي يتب آ«يجد الله غفوراآ» له آ«رحيماآ» به. وَمَ‍‌‍نْ يَعْمَلْ س‍‍ُ‍و‌ء‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ يَ‍‍ظْ‍‍لِمْ نَفْسَ‍‍هُ ثُ‍‍مَّ يَسْتَ‍‍غْ‍‍فِرِ‌ ‌اللَّ‍‍هَ يَجِدِ‌ ‌اللَّ‍‍هَ غَ‍‍فُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-111 آ«ومن يكسب إثماآ» ذنبا آ«فإنما يكسبه على نفسهآ» لأن وباله عليها ولا يضر غيره آ«وكان الله عليما حكيماآ» في صنعه. وَمَ‍‌‍نْ يَكْسِ‍‍بْ ‌إِثْما‌‌ ً‌ فَإِنَّ‍‍مَا‌ يَكْسِبُ‍‍هُ عَلَى‌ نَفْسِ‍‍هِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلِيماً‌ حَكِيماً
004-112 آ«ومن يكسب خطيئةآ» ذنبا صغيرا آ«أو إثماآ» ذنبا كبيرا آ«ثم يرم به بريئاآ» منه آ«فقد احتملآ» تحمل آ«بهتاناآ» برميه آ«وإثما مبيناآ» بينا بكسبه. وَمَ‍‌‍نْ يَكْسِ‍‍بْ خَ‍‍ط‍‍ِ‍ي‍‍ئَةً ‌أَ‌وْ‌ ‌إِثْما‌‌ ً‌ ثُ‍‍مَّ يَرْمِ بِ‍‍هِ بَ‍‍رِي‍‍ئا‌‌ ً‌ فَ‍‍قَ‍‍دِ‌ ‌احْتَمَلَ بُهْتَانا‌ ً‌ ‌وَ‌إِثْما‌ ً‌ مُبِيناً
004-113 آ«ولولا فضل الله عليكآ» يا محمد آ«ورحمتهآ» بالعصمة آ«لهمَّتآ» أضمرت آ«طائفة منهمآ» من قوم طعمة آ«أن يضلوكآ» عن القضاء بالحق بتلبيسهم عليك آ«وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك منآ» زائدة آ«شيءآ» لأن وبال إضلالهم عليهم آ«وأنزل الله عليك الكتابآ» القرآن آ«والحكمةآ» ما وَلَوْلاَ‌ فَ‍‍ضْ‍‍لُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌وَ‌‍رَحْمَتُ‍‍هُ لَهَ‍‍مَّ‍‍تْ طَ‍‍ائِفَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌أَ‌نْ يُ‍‍ضِ‍‍لّ‍‍ُ‍وكَ ‌وَمَا‌ يُ‍‍ضِ‍‍لّ‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ۖ ‌وَمَا‌ يَ‍‍ضُ‍‍رُّ‌ونَكَ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌ٍۚ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌وَ‌الْحِكْمَةَ ‌وَعَلَّمَكَ مَا‌ لَمْ تَكُ‍‌‍نْ تَعْلَمُ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ فَ‍‍ضْ‍‍لُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-114 آ«لا خير في كثير من نجواهمآ» أي الناس أي يتناجون فيه ويتحدثون آ«إلاآ» نجوى آ«من أمر بصدقة أو معروفآ» عمل بر آ«أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلكآ» المذكور آ«ابتغاءآ» طلب آ«مرضات اللهآ» لا غيره من أمور الدنيا آ«فسوف نؤتيهآ» بالنون والياء أي الله آ«أجرا عظيماآ». لاَ‌ خَ‍‍يْ‍رَ‌ فِي كَث‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ نَ‍‍جْ‍‍وَ‌اهُمْ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ ‌أَمَ‍رَ‌ بِ‍‍صَ‍‍دَ‍قَ‍‍ةٍ ‌أَ‌وْ‌ مَعْر‍ُ‍‌وفٍ ‌أَ‌وْ‌ ‌إِصْ‍‍لاَح ٍ‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَفْعَلْ ‌ذَلِكَ ‌ابْ‍‍تِ‍‍غَ‍‍ا‌ءَ‌ مَرْ‍ضَ‍‍اةِ ‌اللَّ‍‍هِ فَسَ‍‍وْفَ نُؤْت‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-115 آ«ومن يُشاققآ» يخالف آ«الرسولآ» فيما جاء به من الحق آ«من بعد ما تبين له الهدىآ» ظهر له الحق بالمعجزات آ«ويتَّبعآ» طريقا آ«غير سبيل المؤمنينآ» أي طريقهم الذي هم عليه من الدين بأن يكفر آ«نولِّه ما تولَّىآ» نجعله واليا لما تولاه من الضلال بأن نخلي بينه وبينه في الدنيا آ«ونصلهآ» ندخله في الآخرة آ«جهنمآ» فيحترق فيها آ«وساءت مصيراآ» مرجعا هي. وَمَ‍‌‍نْ يُشَاقِ‍‍قِ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ تَبَيَّنَ لَهُ ‌الْهُدَ‌ى‌ ‌وَيَتَّبِعْ غَ‍‍يْ‍رَ‌ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ نُوَلِّ‍‍هِ مَا‌ تَوَلَّى‌ ‌وَنُ‍‍صْ‍‍لِ‍‍هِ جَهَ‍‍نَّ‍‍مَ ۖ ‌وَس‍‍َ‍ا‌ءَتْ مَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-116 آ«إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيداآ» عن الحق. إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍ُ‍‌ ‌أَ‌نْ يُشْ‍رَكَ بِ‍‍هِ ‌وَيَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍ُ‍‌ مَا‌ ‌د‍ُ‍‌ونَ ‌ذَلِكَ لِمَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُشْ‍‍رِكْ بِ‍اللَّ‍‍هِ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ضَ‍‍لَّ ضَ‍‍لاَلا‌ ً‌ بَعِيد‌اً
004-117 آ«إنآ» ما آ«يدعونآ» يعبد المشركون آ«من دونهآ» أي الله، أي غيره آ«إلا إناثاآ» أصناما مؤنثة كاللات والعزى ومناة آ«وإنآ» ما آ«يدعونآ» يعبدون بعبادتها آ«إلا شيطانا مريداآ» خارجا عن الطاعة لطاعتهم له فيها وهو إبليس. إِ‌نْ يَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ ‌دُ‌ونِهِ ‌إِلاَّ‌ ‌إِنَاثا‌ ً‌ ‌وَ‌إِ‌نْ يَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ شَيْ‍‍طَ‍‍انا‌ ً‌ مَ‍‍رِيد‌اً
004-118 آ«لعنه اللهآ» لَعَنَهُ ‌اللَّ‍‍هُ ۘ ‌وَ‍قَ‍‍الَ لَأَتَّ‍‍خِ‍‍ذَنَّ مِ‍‌‍نْ عِبَا‌دِكَ نَ‍‍صِ‍‍يبا‌ ً‌ مَفْرُ‌وض‍‍اً
004-119 آ«ولأضلنهمآ» عن الحق بالوسوسة آ«ولأمنينهمآ» ألقي في قلوبهم طول الحياة وأن لا بعث ولا حساب آ«ولآمرنهم فليبتِّكُنَّآ» يقطعن آ«آذان الأنعامآ» وقد فعل ذلك بالبحائر آ«ولآمرنهم فليغيرن خلق اللهآ» دينه بالكفر وإحلال ما حرم الله وتحريم ما أحل آ«ومن يتخذ الشيطان ولياآ» يتولاه يطيعه آ«من دون اللهآ» أي غيره آ«فقد خسر خسرانا مبيناآ» بينا لمصيره إلى النار المؤبدة عليه. وَلَأُ‍ضِ‍‍لَّ‍‍نَّ‍‍هُمْ ‌وَلَأُمَ‍‍نِّ‍‍يَ‍‍نَّ‍‍هُمْ ‌وَلَآمُ‍رَنَّ‍‍هُمْ فَلَيُبَتِّكُ‍‍نَّ ‌آ‌ذ‍َ‍‌انَ ‌الأَنعَام ‌وَلَآمُ‍رَنَّ‍‍هُمْ فَلَيُ‍‍غَ‍‍يِّرُنَّ خَ‍‍لْ‍‍قَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَتَّ‍‍خِ‍‍ذِ‌ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انَ ‌وَلِيّا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ خَ‍‍سِ‍‍ر‍َ‍‌ خُ‍‍سْ‍رَ‌انا‌ ً‌ مُبِيناً
004-120 آ«يعدهمآ» طول العمر آ«ويمنيهمآ» نيل الآمال في الدنيا وألا بعث ولا جزاء آ«وما يعدهم الشيطانآ» بذلك آ«إلا غروراآ» باطلا. يَعِدُهُمْ ‌وَيُمَ‍‍نِّ‍‍يهِمْ ۖ ‌وَمَا‌ يَعِدُهُمُ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ ‌إِلاَّ‌ غُ‍‍رُ‌و‌ر‌اً
004-121 آ«أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاآ» معدلا. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ مَأْ‌وَ‌اهُمْ جَهَ‍‍نَّ‍‍مُ ‌وَلاَ‌ يَجِد‍ُ‍‌ونَ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ مَحِي‍‍ص‍‍اً
004-122 آ«والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقاآ» أي وعدهم الله ذلك وحقه حقا آ«ومنآ» أي لا أحد آ«أصدق من الله قيلاآ» أي قولا. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ سَنُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لُهُمْ جَ‍‍نّ‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهَا‌ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ خَ‍‍الِد‍ِ‍ي‍‍نَ فِيهَ‍‍ا‌ ‌أَبَد‌ا‌ ًۖ ‌وَعْدَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ حَ‍‍قّ‍‍ا‌ ًۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍صْ‍‍دَ‍قُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ قِ‍‍يلاً
004-123 ونزل لما افتخر المسلمون وأهل الكتاب آ«ليسآ» الأمر منوطا آ«بأمانيكم ولا أماني أهل الكتابآ» بل بالعمل الصالح آ«من يعمل سوءًا يُجز بهآ» إما في الآخرة أو في الدنيا بالبلاء والمحن كما ورد في الحديث لَ‍‍يْ‍‍سَ بِأَمَانِيِّكُمْ ‌وَلاَ‌ ‌أَمَانِيِّ ‌أَهْلِ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ۗ مَ‍‌‍نْ يَعْمَلْ س‍‍ُ‍و‌ء‌ا‌ ً‌ يُ‍‍جْ‍‍زَ‌ بِ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ يَجِ‍‍دْ‌ لَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلِيّا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-124 آ«ومن يعملآ» شيئا آ«من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلونآ» بالبناء للمفعول والفاعل آ«الجنة ولا يظلمون نقيراآ» قدر نقرة النواة. وَمَ‍‌‍نْ يَعْمَلْ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ مِ‍‌‍نْ ‌ذَكَرٍ‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌أُ‌ن‍‍ثَى‌ ‌وَهُوَ‌ مُؤْمِن‌‍ٌ‌ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ يَ‍‍دْ‍‍خُ‍‍ل‍‍ُ‍ونَ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةَ ‌وَلاَ‌ يُ‍‍ظْ‍‍لَم‍‍ُ‍ونَ نَ‍‍قِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-125 آ«ومنآ» أي لا أحد آ«أحسن دينا ممن أسلم وجههآ» أي انقاد وأخلص عمله آ«لله وهو محسنآ» موحد آ«واتبع ملة إبراهيمآ» الموافقة لملة الإسلام آ«حنيفاآ» حال أي مائلا عن الأديان كلها إلى الدين القيم آ«واتخذ الله إبراهيم خليلاآ» صفيا خالص المحبة له. وَمَ‍‌‍نْ ‌أَحْسَنُ ‌دِينا‌ ً‌ مِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ ‌أَسْلَمَ ‌وَجْ‍‍هَ‍‍هُ لِلَّهِ ‌وَهُوَ‌ مُحْسِنٌ‌ ‌وَ‌اتَّبَعَ مِلَّةَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ حَنِيفا‌ ًۗ ‌وَ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ خَ‍‍لِيلاً
004-126 آ«ولله ما في السماوات وما في الأرضآ» ملكا وخلقا وعبيدا آ«وكان الله بكل شيء محيطاآ» علما وقدرة أي لم يزل متصفا بذلك. وَلِلَّهِ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ بِكُلِّ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ مُحِي‍‍ط‍‍اً
004-127 آ«ويستفتونكآ» يطلبون منك الفتوي آ«فيآ» شأن آ«النساءآ» وميراثهن آ«قلآ» لهم آ«الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتابآ» القرآن من آية الميراث ويفتيكم أيضا آ«في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتبآ» فرض آ«لهنآ» من الميراث آ«وترغبونآ» أيها الأولياء عن آ«أن تنكحوهنآ» لدمامتهن وتعضلوهن أن يتزوجن طمعا في ميراثهن أي يفتيكم أن لا تفعلوا ذلك آ«وآ» في آ«المستضعفينآ» الصغار آ«ومن الولدانآ» أن تعطوهم حقوقهم آ«وآ» يأمركم آ«أن تقوموا لليتامى بالقسطآ» بالعدل في الميراث وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ۖ قُ‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هُ يُفْتِيكُمْ فِيهِ‍‍نَّ ‌وَمَا‌ يُتْلَى‌ عَلَيْكُمْ فِي ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ فِي يَتَامَى‌ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ‌ال‍‍لاَّتِي لاَ‌ تُؤْتُونَهُ‍‍نَّ مَا‌ كُتِبَ لَهُ‍‍نَّ ‌وَتَرْ‍غَ‍‍ب‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌نْ تَ‍‌‍ن‍‍كِحُوهُ‍‍نَّ ‌وَ‌الْمُسْتَ‍‍ضْ‍‍عَف‍‍ِ‍ي‍‍نَ مِنَ ‌الْوِلْد‍َ‍‌انِ ‌وَ‌أَ‌نْ تَ‍‍قُ‍‍ومُو‌ا‌ لِلْيَتَامَى‌ بِ‍الْ‍‍قِ‍‍سْ‍‍طِ ۚ ‌وَمَا‌ تَفْعَلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٍ‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ بِ‍‍هِ عَلِيماً
004-128 آ«وإن امرأةآ» مرفوع بفعل يفسره آ«خافتآ» توقعت آ«من بعلهاآ» زوجها آ«نشوزاآ» ترفعا عليها بترك مضاجتعها والتقصير في نفقتها لبغضها وطموح عينه إلى أجمل منها آ«أو إعراضاآ» عنها بوجهه آ«فلا جُناح عليهما أن يَصَّالَحَاآ» فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد وفي قراءة يصلحا من أصلح آ«بينهما صلحاآ» في القسم والنفقة بأن تترك له شيئا طلبا لبقاء الصحبة فإن رضيت بذلك والإ فعلى الزوج أن يوفيها حقها أو يفارقها آ«والصلح خيرآ» من الفرقة والنشوز والإعراض قال تعالى في بيان ما جبل عليه الإنسان آ«وأحضرت الأنفس الشحآ» شدة البخل أي جبلت عليه فكأنها حاضرته لا تغيب عنه، المعنى أن المرأة لا تكاد تسمح بنصيبها من زوجها والرجل لا يكاد يسمح عليها بنفسه إذا أحب غيرها آ«وإن تحسنواآ» عشرة النساء آ«وتتقواآ» الجور عليهن آ«فإن الله كان بما تعملون خبيراآ» فيجازيكم به. وَ‌إِنِ ‌امْ‍رَ‌أَةٌ خَ‍‍افَتْ مِ‍‌‍نْ بَعْلِهَا‌ نُشُو‌ز‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌إِعْ‍رَ‌اض‍‍ا‌‌ ً‌ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْهِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ يُ‍‍صْ‍‍لِحَا‌ بَيْنَهُمَا‌ صُ‍‍لْحا‌ ًۚ ‌وَ‌ال‍‍صُّ‍‍لْحُ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌۗ ‌وَ‌أُحْ‍‍ضِ‍رَتِ ‌الأَ‌ن‍‍فُسُ ‌ال‍‍شُّحَّ ۚ ‌وَ‌إِ‌نْ تُحْسِنُو‌ا‌ ‌وَتَتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ خَ‍‍بِي‍‍ر‌اً
004-129 آ«ولن تستطيعوا أن تعدلواآ» تسووا آ«بين النساءآ» في المحبة آ«ولو حرصتمآ» على ذلك آ«فلا تميلوا كل الميلآ» إلى التي تحبونها في القسم والنفقة آ«فتذروهاآ» أي تتركوا الممال عنها آ«كالمعلَّقةآ» التي لا هي أيم ولا هي ذات بعل آ«وإن وَلَ‍‌‍نْ تَسْتَ‍‍طِ‍‍يعُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌نْ تَعْدِلُو‌ا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ‌وَلَوْ‌ حَ‍رَصْ‍‍تُمْ ۖ فَلاَ‌ تَمِيلُو‌ا‌ كُلَّ ‌الْمَ‍‍يْ‍‍لِ فَتَذَ‌رُ‌وهَا‌ كَالْمُعَلَّ‍‍قَ‍‍ةِ ۚ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍صْ‍‍لِحُو‌ا‌ ‌وَتَتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ غَ‍‍فُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-130 آ«وإن يتفرقاآ» أي الزوجان بالطلاق آ«يُغن الله كلاآ» عن صاحبه آ«من سعتهآ» أي فضله بأن يرزقها زوجا غيره ويرزقه غيرها آ«وكان الله واسعاآ» لخلقه في الفضل آ«حكيماآ» فيما دبره لهم. وَ‌إِ‌نْ يَتَفَ‍رَّ‍قَ‍‍ا‌ يُ‍‍غْ‍‍نِ ‌اللَّ‍‍هُ كُلاَّ‌ مِ‍‌‍نْ سَعَتِ‍‍هِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌وَ‌اسِعاً‌ حَكِيماً
004-131 آ«ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتابآ» بمعني الكتب آ«من قبلكمآ» أي اليهود والنصارى آ«وإياكمآ» يا أهل القرآن آ«أنآ» أي بأن آ«اتقوا اللهآ» خافوا عقابه بأن تطيعوه آ«وآ» قلنا لهم ولكم آ«إن تكفرواآ» بما وُصيتم به آ«فإن لله ما في السماوات وما في الأرضآ» خلقا وملكا وعبيدا فلا يضره كفركم آ«وكان الله غنياآ» عن خلقه وعبادتهم آ«حميداآ» محمودا في صنعه بهم. وَلِلَّهِ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۗ ‌وَلَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌وَ‍صَّ‍‍يْنَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌الْكِت‍‍َ‍ابَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكُمْ ‌وَ‌إِيَّاكُمْ ‌أَنِ ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ۚ ‌وَ‌إِ‌نْ تَكْفُرُ‌و‌ا‌ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ غَ‍‍نِيّاً‌ حَمِيد‌اً
004-132 آ«ولله ما في السماوات وما في الأرضآ» كرره تأكيدا لتقرير موجب التقوى آ«وكفى بالله وكيلاآ» شهيدا بأن ما فيهما له. وَلِلَّهِ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَكِيلاً
004-133 آ«إن يشأ يذهبكمآ» يا آ«أيها الناس ويأت بآخرينآ» بدلكم آ«وكان الله على ذلك قديراآ». إِ‌نْ يَشَأْ‌ يُذْهِ‍‍بْ‍‍كُمْ ‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ ‌وَيَأْتِ بِآ‍‍خَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ ‌ذَلِكَ قَ‍‍دِي‍‍ر‌اً
004-134 آ«من كان يريدآ» بعمله آ«ثواب الدنياآ» آ«فعند الله ثواب الدنيا والاخرةآ» لمن أراده لا عند غيره فلم يطلب أحدكم الأخس وهلا طلب الأعلى بإخلاصه له حيث كان مطلبه لا يوجد إلا مَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ يُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ثَو‍َ‍‌ابَ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ فَعِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ثَو‍َ‍‌ابُ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ سَمِيعا‌ ً‌ بَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-135 آ«يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامينآ» قائمين آ«بالقسطآ» بالعدل آ«شهداءآ» بالحق آ«لله ولوآ» كانت الشهادة آ«على أنفسكمآ» فاشهدوا عليها بأن تقروا بالحق ولا تكتموه آ«أوآ» على آ«الوالدين والأقربين إن يكنآ» المشهود عليه آ«غنيّا أو فقيرا فالله أولى بهماآ» منكم وأعلم بمصالحهما آ«فلا تتَّبعوا الهوىآ» في شهادتكم بأن تحابوا الغني لرضاه أو الفقير رحمةّ له لـ آ«أنآ» لا آ«تعدلواآ» تميلوا عن الحق آ«وإن تلوواآ» تحرفوا الشهادة وفي قراءة بحذف الواو الأولى تخفيفا آ«أو تعرضواآ» عن أدائها آ«فإن الله كان بما تعملون خبيراآ» فيجازيكم به. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ كُونُو‌اقَ‍‍وَّ‌ام‍‍ِ‍ي‍‍نَ بِ‍الْ‍‍قِ‍‍سْ‍‍طِ شُهَد‍َ‍‌ا‌ءَ‌ لِلَّهِ ‌وَلَوْ‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسِكُمْ ‌أَ‌وِ‌ ‌الْوَ‌الِدَيْ‍‍نِ ‌وَ‌الأَ‍قْ‍‍‍رَب‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ ‌إِ‌نْ يَكُ‍‌‍نْ غَ‍‍نِيّاً‌ ‌أَ‌وْ‌ فَ‍‍قِ‍‍ي‍‍ر‌ا‌‌ ً‌ فَاللَّهُ ‌أَ‌وْلَى‌ بِهِمَا‌ ۖ فَلاَ‌ تَتَّبِعُو‌ا‌الْهَوَ‌ى‌ ‌أَ‌نْ تَعْدِلُو‌اۚ ‌وَ‌إِ‌نْ تَلْوُ‌و‌ا‌ ‌أَ‌وْ‌ تُعْ‍‍رِ‍‍ضُ‍‍و‌ا‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ خَ‍‍بِي‍‍ر‌اً
004-136 آ«يا أيها الذين آمَنوا آمِنواآ» داوموا على الإيمان آ«بالله ورسوله والكتاب الذي نزَّل على رسولهآ» محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن آ«والكتاب الذي أنزل من قبلآ» على الرسل بمعنى الكتب، وفي قراءة بالبناء للفاعل في الفعلين آ«ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيداآ» عن الحق. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُ‍‍و‌ا‌ ‌آمِنُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌‍رَسُولِ‍‍هِ ‌وَ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌الَّذِي نَزَّلَ عَلَى‌ ‌‍رَسُولِ‍‍هِ ‌وَ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌الَّذِي ‌أَ‌ن‍‍زَلَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَكْفُرْ‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَمَلاَئِكَتِ‍‍هِ ‌وَكُتُبِ‍‍هِ ‌وَ‌رُسُلِ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ضَ‍‍لَّ ضَ‍‍لاَلا‌ ً‌ بَعِيد‌اً
004-137 آ«إن الذين آمنواآ» بموسى وهم اليهود آ«ثم كفرواآ» بعبادتهم العجل آ«ثم آمنواآ» بعده آ«ثم كفرواآ» بعيسي آ«ثم ازدادوا كفراآ» بمحمد آ«لم يكن الله ليغفر لهمآ» ما أقاموا عليه آ«ولا إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ثُ‍‍مَّ كَفَرُ‌و‌ا‌ ثُ‍‍مَّ ‌آمَنُو‌ا‌ ثُ‍‍مَّ كَفَرُ‌و‌ا‌ ثُ‍‍مَّ ‌ا‌زْ‌دَ‌ا‌دُ‌و‌ا‌ كُفْر‌ا‌ ً‌ لَمْ يَكُنِ ‌اللَّ‍‍هُ لِيَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍َ‍‌ لَهُمْ ‌وَلاَ‌ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً
004-138 آ«بشِّرآ» أخبر يا محمد آ«المنافقين بأن لهم عذابا أليماًآ» مؤلما هو عذاب النار. بَشِّرِ‌ ‌الْمُنَافِ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَ‌اباً‌ ‌أَلِيماً
004-139 آ«الذينآ» بدل أو نعت للمنافقين آ«يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنينآ» لما يتوهمون فيهم من القوة آ«أيبتغونآ» يطلبون آ«عندهم العزةآ» استفهام إنكار أي لا يجدونها عندهم آ«فإن العزة لله جميعاآ» في الدنيا والآخرة ولا ينالها إلا أولياؤه. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَّ‍‍خِ‍‍ذ‍ُ‍‌ونَ ‌الْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ ‌أَيَ‍‍بْ‍‍تَ‍‍غُ‍‍ونَ عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُمُ ‌الْعِزَّةَ فَإِنَّ ‌الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً
004-140 آ«وقد نزَّلآ» بالبناء للفاعل والمفعول آ«عليكم في الكتابآ» القرآن في سورة الأنعام آ«أنآ» مخففة واسمها محذوف، أي أنه آ«إذا سمعتم آيات اللهآ» القرآن آ«يُكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهمآ» أي الكافرين والمستهزئين آ«حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاآ» إن قعدتم معهم آ«مثلهمآ» في الإثم آ«إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاآ» كما اجتمعوا في الدنيا على الكفر والاستهزاء. وَ‍قَ‍‍دْ‌ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌أَ‌نْ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ سَمِعْتُمْ ‌آي‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ يُكْفَرُ‌ بِهَا‌ ‌وَيُسْتَهْزَ‌أُ‌ بِهَا‌ فَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍عُدُ‌و‌ا‌ مَعَهُمْ حَتَّى‌ يَ‍‍خُ‍‍وضُ‍‍و‌ا‌ فِي حَد‍ِ‍ي‍‍ثٍ غَ‍‍يْ‍‍رِهِ ۚ ‌إِنَّ‍‍كُمْ ‌إِ‌ذ‌ا‌ ً‌ مِثْلُهُمْ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ جَامِعُ ‌الْمُنَافِ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ ‌وَ‌الْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ فِي جَهَ‍‍نَّ‍‍مَ جَمِيعاً
004-141 آ«الذينآ» بدل من الذين قبله آ«يتربصونآ» ينتظرون آ«بكمآ» الدوائر آ«فإن كان لكم فتحآ» ظفر وغنيمة آ«من الله قالواآ» لكم آ«ألم نكن معكمآ» في الدين والجهاد فأعطونا من الغنيمة آ«وإن كان للكافرين نصيبآ» من الظفر عليكم آ«قالواآ» لهم آ«ألم نستحوذآ» نستول آ«عليكمآ» ونقدر على أخذكم وقتلكم فأبقينا عليكم آ«وآ» ألم الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَ‍رَبَّ‍‍صُ‍‍ونَ بِكُمْ فَإِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ لَكُمْ فَتْحٌ‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَلَمْ نَكُ‍‌‍نْ مَعَكُمْ ‌وَ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ لِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ب‌‍ٌقَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَلَمْ نَسْتَحْوِ‌ذْ‌ عَلَيْكُمْ ‌وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ ۗ ‌وَلَ‍‌‍نْ يَ‍‍جْ‍‍عَلَ ‌اللَّ‍‍هُ لِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ عَلَى‌ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ سَبِيلاً
004-142 آ«إن المنافقين يخادعون اللهآ» بإظهارهم خلاف ما أبطنوا من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية آ«وهو خادعهمآ» مجازيهم على خداعهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة آ«وإذا قاموا إلى الصلاةآ» مع المؤمنين آ«قاموا كسالىآ» متثاقلين آ«يراءون الناسآ» بصلاتهم آ«ولا يذكرون اللهآ» يصلون آ«إلا قليلاآ» رياء. إِنَّ ‌الْمُنَافِ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ يُ‍‍خَ‍‍ا‌دِع‍‍ُ‍ونَ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَهُوَ‌ خَ‍‍ا‌دِعُهُمْ ‌وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قَ‍‍امُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةِ قَ‍‍امُو‌ا‌ كُسَالَى‌ يُر‍َ‍‌ا‌ء‍ُ‍‌ونَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ ‌وَلاَ‌ يَذْكُر‍ُ‍‌ونَ ‌اللَّ‍‍هَ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلاً
004-143 آ«مذبذبينآ» مترددين آ«بين ذلكآ» الكفر والإيمان آ«لاآ» منسوبين آ«إلى هؤلاءآ» أي الكفار آ«ولا إلى هؤلاءآ» أي المؤمنين آ«ومن يضللـآ» ـه آ«الله فلن تجد له سبيلاآ» طريقا إلى الهدى. مُذَبْ‍‍ذَب‍‍ِ‍ي‍‍نَ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ذَلِكَ لاَ‌ ‌إِلَى‌ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ ‌وَلاَ‌ ‌إِلَى‌ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍ضْ‍‍لِلِ ‌اللَّ‍‍هُ فَلَ‍‌‍نْ تَجِدَ‌ لَ‍‍هُ سَبِيلاً
004-144 آ«يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكمآ» بموالاتهم آ«سلطانا مبيناآ» برهانا بينا على نفاقكم. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ لاَ‌ تَتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌و‌ا‌الْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ ‌أَتُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ تَ‍‍جْ‍‍عَلُو‌الِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْ‍‍طَ‍‍انا‌ ً‌ مُبِيناً
004-145 آ«إن المنافقين في الدركآ» المكان آ«الأسفل من النارآ» وهو قعرها آ«ولن تجد لهم نصيراآ» مانعا من العذاب. إِنَّ ‌الْمُنَافِ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ فِي ‌ال‍‍دَّ‌رْكِ ‌الأَسْفَلِ مِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌وَلَ‍‌‍نْ تَجِدَ‌ لَهُمْ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-146 آ«إلا الذين تابواآ» من النفاق إِلاَّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ تَابُو‌ا‌ ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍لَحُو‌ا‌ ‌وَ‌اعْتَ‍‍صَ‍‍مُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌أَ‍خْ‍‍لَ‍‍صُ‍‍و‌ا‌ ‌دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ مَعَ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۖ ‌وَسَ‍‍وْفَ يُؤْتِ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-147 آ«ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتمآ» نعمه آ«وآمنتمآ» به والاستفهام بمعنى النفي أي لا يعذبكم آ«وكان الله شاكراآ» لأعمال المؤمنين بالإثابة آ«عليماآ» بخلقه. مَا‌ يَفْعَلُ ‌اللَّ‍‍هُ بِعَذَ‌ابِكُمْ ‌إِ‌نْ شَكَرْتُمْ ‌وَ‌آمَ‍‌‍نْ‍‍تُمْ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ شَاكِ‍‍ر‌اً‌ عَلِيماً
004-148 آ«لا يحب الله الجهر بالسوء من القولآ» من أحد أي يعاقبه عليه آ«إلا من ظُلمآ» فلا يؤاخذه بالجهر به بأن يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه آ«وكان الله سميعاآ» لما يقال آ«عليماآ» بما يفعل. لاَ‌ يُحِبُّ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْجَهْ‍رَ‌ بِ‍ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءِ‌ مِنَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْلِ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ ظُ‍‍لِمَ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ سَمِيعاً‌ عَلِيماً
004-149 آ«إن تبدواآ» تظهروا آ«خيراآ» من أعمال البر آ«أو تخفوهآ» تعملوه سرا آ«أو تعفوا عن سوءآ» ظلم آ«فإن الله كان عفّوا قديراآ». إِ‌نْ تُ‍‍بْ‍‍دُ‌و‌اخَ‍‍يْر‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ تُ‍‍خْ‍‍ف‍‍ُ‍وهُ ‌أَ‌وْ‌ تَعْفُو‌ا‌ عَ‍‌‍نْ س‍‍ُ‍و‌ء‌‌ٍ‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ك‍‍َ‍انَ عَفُوّ‌ا‌‌ ًقَ‍‍دِي‍‍ر‌اً
004-150 آ«إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسلهآ» بأن يؤمنوا به دونهم آ«ويقولن نؤمن ببعضآ» من الرسل آ«ونكفر ببعضآ» منهم آ«ويريدون أن يتخذوا بين ذلكآ» الكفر والإيمان آ«سبيلاآ» طريقا يذهبون إليه. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَكْفُر‍ُ‍‌ونَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌رُسُلِ‍‍هِ ‌وَيُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ يُفَرِّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌رُسُلِ‍‍هِ ‌وَيَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ نُؤْمِنُ بِبَعْ‍‍ضٍ‌ ‌وَنَكْفُرُ‌ بِبَعْ‍‍ضٍ‌ ‌وَيُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ يَتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌و‌ا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ذَلِكَ سَبِيلاً
004-151 آ«أولئك هم الكافرون حقاآ» مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله آ«وأعتدنا للكافرين عذابا مهيناآ» ذا إهانة وهو عذاب النار. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْكَافِر‍ُ‍‌ونَ حَ‍‍قّ‍‍ا‌ ًۚ ‌وَ‌أَعْتَ‍‍دْنَا‌ لِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ عَذَ‌ابا‌ ً‌ مُهِيناً
004-152 آ«والذين آمنوا بالله ورسلهآ» كلهم آ«ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌رُسُلِ‍‍هِ ‌وَلَمْ يُفَرِّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌أَحَد‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ سَ‍‍وْفَ يُؤْتِيهِمْ ‌أُجُو‌‍رَهُمْ ۗ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ غَ‍‍فُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
004-153 آ«يسألكآ» يا محمد آ«أهل الكتابآ» اليهود آ«أن تنزِّل عليهم كتابا من السماءآ» جملة كما أنزل على موسى تعنتا فإن استكبرت ذلك آ«فقد سألواآ» أي آباؤهم آ«موسى أكبرآ» أعظم آ«من ذلك فقالوا أرنا الله جهرةآ» عيانا آ«فأخذتهم الصاعقةآ» الموت عقابا لهم آ«بظلمهمآ» حيث تعتنوا في السؤال آ«ثم اتخذوا العجلآ» إلها آ«من بعد ما جاءتهم البيناتآ» المعجزات على وحدانية الله آ«فعفونا عن ذلكآ» ولم نستأصلهم آ«وآتينا موسى سلطانا مبيناآ» تسلطا بينا ظاهرا عليهم حيث أمرهم بقتل أنفسهم توبة فأطاعوه. يَسْأَلُكَ ‌أَهْلُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌أَ‌نْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابا‌ ً‌ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ۚ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ سَأَلُو‌ا‌ مُوسَ‍‍ى‌ ‌أَكْبَ‍رَ‌ مِ‍‌‍نْ ‌ذَلِكَ فَ‍‍قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌رِنَا‌ ‌اللَّ‍‍هَ جَهْ‍رَة‌ ً‌ فَأَ‍خَ‍‍ذَتْهُمُ ‌ال‍‍صَّ‍‍اعِ‍‍قَ‍‍ةُ بِ‍‍ظُ‍‍لْمِهِمْ ۚ ثُ‍‍مَّ ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذُ‌و‌ا‌الْعِ‍‍جْ‍‍لَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمُ ‌الْبَيِّن‍‍َ‍اتُ فَعَفَوْنَا‌ عَ‍‌‍نْ ‌ذَلِكَ ۚ ‌وَ‌آتَيْنَا‌ مُوسَى‌ سُلْ‍‍طَ‍‍انا‌ ً‌ مُبِيناً
004-154 آ«ورفعنا فوقهم الطورآ» الجبل آ«بميثاقهمآ» بسبب أخذ الميثاق عليهم ليخافوا فقبلوه آ«وقلنا لهمآ» وهو مُظلِّ عليهم آ«ادخلوا البابآ» باب القرية آ«سجداآ» سجود انحناء آ«وقلنا لهم لا تعدواآ» وفي قراءة بفتح العين وتشديد الدال وفيه إدغام التاء في الأصل في الدال أي لا تعدوا آ«في السبتآ» باصطياد الحيتان فيه آ«وأخذنا منهم ميثاقا غليظاآ» على ذلك فنقضوه. وَ‌‍رَفَعْنَا‌ فَوْ‍قَ‍‍هُمُ ‌ال‍‍طُّ‍‍و‌‍رَ‌ بِمِيثَاقِ‍‍هِمْ ‌وَ‍قُ‍‍لْنَا‌ لَهُمْ ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌الْب‍‍َ‍ابَ سُجَّد‌ا‌ ً‌ ‌وَ‍قُ‍‍لْنَا‌ لَهُمُ لاَ‌ تَعْدُ‌و‌ا‌ فِي ‌ال‍‍سَّ‍‍بْ‍‍تِ ‌وَ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مِيثَاق‍‍اً‌ غَ‍‍لِي‍‍ظ‍‍اً
004-155 آ«فبما نقضهمآ» ما زائدة والباء للسببية متعلقة بمحذوف، أي لعناهم بسبب نقضهم آ«ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء فَبِمَا‌ نَ‍‍قْ‍‍‍‍ضِ‍‍هِمْ مِيثَاقَ‍‍هُمْ ‌وَكُفْ‍‍رِهِمْ بِآي‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‍قَ‍‍تْلِهِمُ ‌الأَ‌نْ‍‍بِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ حَ‍‍قٍّ‌ ‌وَ‍قَ‍‍وْلِهِمْ قُ‍‍لُوبُنَا‌ غُ‍‍لْف‌‍ٌۚ بَلْ طَ‍‍بَعَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْهَا‌ بِكُفْ‍‍رِهِمْ فَلاَ‌ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلاً
004-156 آ«وبكفرهمآ» ثانيا بعيسى وكرر الباء للفصل بينه وبين ما عطف عليه آ«وقولهم على مريم بهتانا عظيماآ» حيث رموها بالزنا. وَبِكُفْ‍‍رِهِمْ ‌وَ‍قَ‍‍وْلِهِمْ عَلَى‌ مَرْيَمَ بُهْتَاناً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-157 آ«وقولهمآ» مفتخرين آ«إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول اللهآ» في زعمهم، أي بمجموع ذلك عذبناهم قال تعالى تكذيبا لهم في قتله آ«وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهمآ» المقتول والمصلوب وهو صاحبهم بعيسى، أي ألقى الله عليه شبهه فظنوه إياه آ«وإن الذين اختلفوا فيهآ» أي في عيسى آ«لفي شك منهآ» من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به، وقال آخرون: بل هو هو آ«ما لهم بهآ» بقتله آ«من علم إلا اتباع الظنآ» استثناء منقطع، أي لكن يتبعون فيه الظن الذي تخيلوه آ«وما قتلوه يقيناآ» حال مؤكدة تنفي القتل. وَ‍قَ‍‍وْلِهِمْ ‌إِنَّ‍‍ا‌ قَ‍‍تَلْنَا‌ ‌الْمَس‍‍ِ‍ي‍‍حَ عِيسَى‌ ‌ابْ‍‍نَ مَرْيَمَ ‌‍رَس‍‍ُ‍ولَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَمَا‌ قَ‍‍تَل‍‍ُ‍وهُ ‌وَمَا‌ صَ‍‍لَب‍‍ُ‍وهُ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ ‌وَ‌إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اخْ‍‍تَلَفُو‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ لَفِي شَكٍّ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ۚ مَا‌ لَهُمْ بِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ عِلْم‌‍ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌اتِّب‍‍َ‍اعَ ‌ال‍‍ظَّ‍‍نِّ ۚ ‌وَمَا‌ قَ‍‍تَل‍‍ُ‍وهُ يَ‍‍قِ‍‍يناً
004-158 آ«بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاآ» في ملكه آ«حكيماآ» في صنعه. بَلْ ‌‍رَفَعَهُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَزِيز‌اً‌ حَكِيماً
004-159 آ«وإنْآ» ما آ«من أهل الكتابآ» أحَد آ«إلا ليؤمنن بهآ» بعيسى آ«قبل موتهآ» أي الكتابي حين يعاين ملائكة الموت فلا ينفعه إيمانه أو قبل موت عيسى وَ‌إِ‌نْ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌إِلاَّ‌ لَيُؤْمِنَ‍‍نَّ بِ‍‍هِ قَ‍‍بْ‍‍لَ مَوْتِ‍‍هِ ۖ ‌وَيَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ يَك‍‍ُ‍ونُ عَلَيْهِمْ شَهِيد‌اً
004-160 آ«فبظلمآ» أي فبسبب ظلم آ«من الذين هادواآ» هم اليهود آ«حرمنا عليهم طيبات أحلت لهمآ» من التي في قوله تعالى: (حرمنا كل ذي ظفر) الآية آ«وبصدهمآ» الناس آ«عن سبيل اللهآ» دينه صدا آ«كثيراآ». فَبِظُ‍‍لْمٍ‌ مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هَا‌دُ‌و‌ا‌ حَ‍رَّمْنَا‌ عَلَيْهِمْ طَ‍‍يِّب‍‍َ‍اتٍ ‌أُحِلَّتْ لَهُمْ ‌وَبِ‍‍صَ‍‍دِّهِمْ عَ‍‌‍نْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ كَثِي‍‍ر‌اً
004-161 آ«وأخذهم الربا وقد نُهوا عنهآ» في التوراة آ«وأكلهم أموال الناس بالباطلآ» بالرشا في الحكم آ«وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليماآ» مؤلما. وَ‌أَ‍خْ‍‍ذِهِمُ ‌ال‍‍رِّبَا‌ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ نُهُو‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌وَ‌أَكْلِهِمْ ‌أَمْو‍َ‍‌الَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ بِ‍الْبَاطِ‍‍لِ ۚ ‌وَ‌أَعْتَ‍‍دْنَا‌ لِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ عَذَ‌اباً‌ ‌أَلِيماً
004-162 آ«لكن الراسخونآ» الثابتون آ«في العلم منهمآ» كعبد الله بن سلام آ«والمؤمنونآ» المهاجرون والأنصار آ«يؤمنون بما أنزل إليك وما انزل من قبلكآ» من الكتب آ«والمقيمين الصلاةآ» نصب على المدح وقرئ بالرفع آ«والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهمآ» بالنون والياء آ«أجرا عظيماآ» هو الجنة. لَكِنِ ‌ال‍رَّ‌اسِ‍‍خُ‍‍ونَ فِي ‌الْعِلْمِ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌وَ‌الْمُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكَ ۚ ‌وَ‌الْمُ‍‍قِ‍‍يم‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ۚ ‌وَ‌الْمُؤْت‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ ‌وَ‌الْمُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ سَنُؤْتِيهِمْ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
004-163 آ«إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وآ» كما آ«أوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاقآ» ابنيه آ«ويعقوبآ» ابن إسحاق آ«والأسباطآ» أولاده آ«وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتيناآ» أباه آ«داود زَبوراآ» بالفتح اسم للكتاب المؤتى والضم مصدر بمعنى مزبورا أي مكتوبا. إِنَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْحَيْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ كَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْحَيْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ ن‍‍ُ‍وحٍ‌ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍بِيّ‍‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِ ۚ ‌وَ‌أَ‌وْحَيْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌وَ‌إِسْمَاع‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌وَ‌إِسْح‍‍َ‍اقَ ‌وَيَعْ‍‍قُ‍‍وبَ ‌وَ‌الأَسْب‍‍َ‍اطِ ‌وَعِيسَى‌ ‌وَ‌أَيّ‍‍ُ‍وبَ ‌وَيُونُس ‌وَهَا‌ر‍ُ‍‌ونَ ‌وَسُلَيْم‍‍َ‍انَ ۚ ‌وَ‌آتَيْنَا‌ ‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دَ‌ ‌زَبُو‌ر‌اً
004-164 آ«وآ» أرسلنا آ«رسلا قد قصصناهم عليك وَ‌رُسُلا‌‌ ًقَ‍‍دْ‌ قَ‍‍صَ‍‍صْ‍‍نَاهُمْ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ‌وَ‌رُسُلا‌ ً‌ لَمْ نَ‍‍قْ‍‍‍‍صُ‍‍صْ‍‍هُمْ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ ۚ ‌وَكَلَّمَ ‌اللَّ‍‍هُ مُوسَى‌ تَكْلِيماً
004-165 آ«رسلاآ» بدل من رسلا قبله آ«مبشرينآ» بالثواب من آمن آ«ومنذرينآ» بالعقاب من كفر أرسلناهم آ«لئلا يكون للناس على الله حجةآ» تقال آ«بعدآ» إرسال آ«الرسلآ» إليهم فيقولوا: ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين فبعثناهم لقطع عذرهم آ«وكان الله عزيزاآ» في ملكْه آ«حكيماآ» في صنعه. رُسُلا‌ ً‌ مُبَشِّ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَمُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌ر‍ِ‍ي‍‍نَ لِألاَّ‌ يَك‍‍ُ‍ونَ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ حُجَّة‌‍ٌ‌ بَعْدَ‌ ‌ال‍‍رُّسُلِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَزِيز‌اً‌ حَكِيماً
004-166 ونزل لما سئل اليهود عن نبوته صلى الله عليه وسلم فأنكروه آ«لكن الله يشهدآ» يبين نبوتك آ«بما أنزل إليكآ» من القرآن المعجز آ«أنزلهآ» ملتبسا آ«بعلمهآ» أي عالما به أو فيه علمه آ«والملائكة يشهدونآ» لك أيضا آ«وكفى بالله شهيداآ» على ذلك. لَكِنِ ‌اللَّ‍‍هُ يَشْهَدُ‌ بِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ۖ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ‍‍هُ بِعِلْمِ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌الْمَلاَئِكَةُ يَشْهَد‍ُ‍‌ونَ ۚ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ شَهِيد‌اً
004-167 آ«إن الذين كفرواآ» بالله آ«وصدواآ» الناس آ«عن سبيل اللهآ» دين الإسلام بكتمهم نعت محمد صلى الله عليه وسلم وهم اليهود آ«قد ضلوا ضلالا بعيداآ» عن الحق. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌وَ‍صَ‍‍دُّ‌و‌ا‌ عَ‍‌‍نْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ قَ‍‍دْ‌ ضَ‍‍لُّو‌اضَ‍‍لاَلا‌ ً‌ بَعِيد‌اً
004-168 آ«إن الذين كفرواآ» بالله آ«وظلمواآ» نبيه بكتمان نعته آ«لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاآ» من الطرق. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌وَ‍ظَ‍‍لَمُو‌ا‌ لَمْ يَكُنِ ‌اللَّ‍‍هُ لِيَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍َ‍‌ لَهُمْ ‌وَلاَ‌ لِيَهْدِيَهُمْ طَ‍‍رِي‍‍ق‍‍اً
004-169 آ«إلا طريق جهنمآ» أي الطريق المؤدي إليها آ«خالدينآ» مقدرين إِلاَّ‌ طَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍قَ جَهَ‍‍نَّ‍‍مَ خَ‍‍الِد‍ِ‍ي‍‍نَ فِيهَ‍‍ا‌ ‌أَبَد‌ا‌ ًۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌ذَلِكَ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ يَسِي‍‍ر‌اً
004-170 آ«يا أيها الناسآ» أي أهل مكة آ«قد جاءكم الرسولآ» محمد صلى الله عليه وسلم آ«بالحق من ربكم فآمنواآ» به واقصدوا آ«خيرا لكمآ» مما أنتم فيه آ«وإن تكفرواآ» به آ«فإن لله ما في السماوات والأرضآ» ملكا وخلقا وعبيدا فلا يضره كفركم آ«وكان الله عليماآ» بخلقه آ«حكيماآ» في صنعه بهم. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكُمُ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولُ بِ‍الْحَ‍‍قِّ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ فَآمِنُو‌اخَ‍‍يْر‌ا‌ ً‌ لَكُمْ ۚ ‌وَ‌إِ‌نْ تَكْفُرُ‌و‌ا‌ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلِيماً‌ حَكِيماً
004-171 آ«يا أهل الكتابآ» الإنجيل آ«لا تغلواآ» تتجاوزوا الحد آ«في دينكم ولا تقولوا على الله إلاآ» القول آ«الحقآ» من تنزيهه عن الشريك والولد آ«إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاهاآ» أرسلها الله آ«إلى مريم وروحآ» أي ذو روح آ«منهآ» أضيف إليه تعالى تشريفا له وليس كما زعمتم ابن الله أو إلها معه أو ثالث ثلاثة لأن ذا الروح مركب والإله منزه عن التركيب وعن نسبة المركب إليه آ«فآمنوا بالله ورسله ولا تقولواآ» الآلهة آ«ثلاثةآ» الله وعيسى وأمه آ«انتهواآ» عن ذلك وأتوا آ«خيرا لكمآ» منه وهو التوحيد آ«إنما الله إله واحد سبحانهآ» تنزيها له عن آ«أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرضآ» خلقا وملكا وعبيدا، والملكية تنافي النبوة آ«وكفى بالله وكيلاآ» شهيدا على ذلك. يَ‍‍ا‌ ‌أَهْلَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ لاَ‌ تَ‍‍غْ‍‍لُو‌ا‌ فِي ‌دِينِكُمْ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌الْحَ‍‍قَّ ۚ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ ‌الْمَس‍‍ِ‍ي‍‍حُ عِيسَى‌ ‌ابْ‍‍نُ مَرْيَمَ ‌‍رَس‍‍ُ‍ولُ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَكَلِمَتُهُ~ُ ‌أَلْ‍‍قَ‍‍اهَ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ مَرْيَمَ ‌وَ‌ر‍ُ‍‌وحٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ۖ فَآمِنُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌رُسُلِ‍‍هِ ۖ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ ثَلاَثَة‌‍ٌۚ ‌ان‍‍تَهُو‌اخَ‍‍يْر‌ا‌ ً‌ لَكُمْ ۚ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ ‌اللَّهُ ‌إِلَهٌ‌ ‌وَ‌احِد‌‌ٌۖ سُ‍‍بْ‍‍حَانَهُ~ُ ‌أَ‌نْ يَك‍‍ُ‍ونَ لَ‍‍هُ ‌وَلَد‌ٌۘ لَ‍‍هُ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۗ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَكِيلاً
004-172 آ«لن يستنكفآ» يتكبر ويأنف آ«المسيحآ» لَ‍‌‍نْ يَسْتَ‍‌‍ن‍‍كِفَ ‌الْمَس‍‍ِ‍ي‍‍حُ ‌أَ‌نْ يَك‍‍ُ‍ونَ عَ‍‍بْ‍‍د‌ا‌ ًلِلَّهِ ‌وَلاَ‌ ‌الْمَلاَئِكَةُ ‌الْمُ‍‍قَ‍رَّب‍‍ُ‍ونَ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَسْتَ‍‌‍ن‍‍كِفْ عَ‍‌‍نْ عِبَا‌دَتِ‍‍هِ ‌وَيَسْتَكْبِ‍‍رْ‌ فَسَيَحْشُرُهُمْ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ جَمِيعاً
004-173 آ«فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهمآ» ثواب أعمالهم آ«ويزيدهم من فضلهآ» ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر آ«وأما الذين استنكفوا واستكبرواآ» عن عبادته آ«فيعذبهم عذابا أليماآ» مؤلما هو عذاب النار آ«ولا يجدون لهم من دون اللهآ» أي غيره آ«ولياآ» يدفعه عنهم آ«ولا نصيراآ» يمنعهم منه. فَأَمَّ‍‍ا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ فَيُوَفِّيهِمْ ‌أُجُو‌‍رَهُمْ ‌وَيَزِيدُهُمْ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌أَمَّ‍‍ا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اسْتَ‍‌‍ن‍‍كَفُو‌ا‌ ‌وَ‌اسْتَكْبَرُ‌و‌ا‌ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَ‌اباً‌ ‌أَلِيما‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ يَجِد‍ُ‍‌ونَ لَهُمْ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلِيّا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
004-174 آ«يا أيها الناس قد جاءكم برهانآ» حجة آ«من ربكمآ» عليكم وهو النبي صلى الله عليه وسلم آ«وأنزلنا إليكم نورت مبيناآ» بينا وهو القرآن. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ بُرْه‍‍َ‍انٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَيْكُمْ نُو‌ر‌ا‌ ً‌ مُبِيناً
004-175 آ«فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاآ» طريقا آ«مستقيماآ» هو دين الإسلام. فَأَمَّ‍‍ا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌اعْتَ‍‍صَ‍‍مُو‌ا‌ بِ‍‍هِ فَسَيُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لُهُمْ فِي ‌‍رَحْمَةٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌وَفَ‍‍ضْ‍‍لٍ‌ ‌وَيَهْدِيهِمْ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ صِ‍رَ‌اط‍‍ا‌ ً‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يماً
004-176 آ«يستفتونكآ» في الكلالة آ«قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤآ» مرفوع بفعل يفسره آ«هلكآ» مات آ«ليس له ولدآ» أي ولا والد وهو الكلالة آ«وله أختٌآ» من أبوين أو أب آ«فلها نصف ما ترك يَسْتَفْتُونَكَ قُ‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هُ يُفْتِيكُمْ فِي ‌الْكَلاَلَةِ ۚ ‌إِنِ ‌امْرُ‌ؤٌ‌ هَلَكَ لَ‍‍يْ‍‍سَ لَ‍‍هُ ‌وَلَد‌ٌ‌ ‌وَلَهُ~ُ ‌أُ‍خْ‍‍ت‌‍ٌ‌ فَلَهَا‌ نِ‍‍صْ‍‍فُ مَا‌ تَ‍رَكَ ۚ ‌وَهُوَ‌ يَ‍‍رِثُهَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ لَمْ يَكُ‍‌‍نْ لَهَا‌ ‌وَلَد‌‌ٌۚ فَإِ‌نْ كَانَتَا‌ ‌اثْنَتَ‍‍يْ‍‍نِ فَلَهُمَا‌ ‌ال‍‍ثُّلُث‍‍َ‍انِ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكَ ۚ ‌وَ‌إِ‌نْ كَانُ‍‍و‌ا‌ ‌إِخْ‍‍وَة ً‌رِجَالا‌ ً‌ ‌وَنِس‍‍َ‍ا‌ء‌‌ ً‌ فَلِلذَّكَ‍‍ر‍ِ‍‌ مِثْلُ حَ‍‍ظِّ ‌الأُ‌ن‍‍ثَيَ‍‍يْ‍‍نِ ۗ يُبَيِّنُ ‌اللَّ‍‍هُ لَكُمْ ‌أَ‌نْ تَ‍‍ضِ‍‍لُّو‌اۗ ‌وَ‌اللَّهُ بِكُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ عَلِيمٌ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah