Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

48) Sūrat Al-Fatĥ

Printed format

48) سُورَة الفَتح

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
048-001 إنا فتحنا لك -أيها الرسول- فتحًا مبينًا، يظهر الله فيه دينك، وينصرك على عدوك، وهو هدنة "الحديبية" التي أمن الناس بسببها بعضهم بعضًا، فاتسعت دائرة الدعوة لدين الله، وتمكن من يريد الوقوف على حقيقة الإسلام مِن معرفته، فدخل الناس تلك المدة في دين الله أفواجًا؛ ولذلك سمَّاه الله فتحًا مبينًا، أي ظاهرًا جليًّا. إِنَّ‍‍ا‌ فَتَحْنَا‌ لَكَ فَتْحا‌ ً‌ مُبِيناً
048-002 فتحنا لك ذلك الفتح، ويسَّرناه لك؛ ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؛ بسبب ما حصل من هذا الفتح من الطاعات الكثيرة وبما تحملته من المشقات، ويتم نعمته عليك بإظهار دينك ونصرك علىأعدائك، ويرشدك طريقًا مستقيمًا من الدين لا عوج فيه، وينصرك الله نصرًا قويًّا لا يَضْعُف فيه الإسلام. لِيَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍َ‍‌ لَكَ ‌اللَّ‍‍هُ مَا‌ تَ‍‍قَ‍‍دَّمَ مِ‍‌‍نْ ‌ذَ‌نْ‍‍بِكَ ‌وَمَا‌ تَأَ‍خَّ‍رَ‌ ‌وَيُتِ‍‍مَّ نِعْمَتَ‍‍هُ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌وَيَهْدِيَكَ صِ‍رَ‌اط‍‍ا‌ ً‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يماً
048-003 فتحنا لك ذلك الفتح، ويسَّرناه لك؛ ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؛ بسبب ما حصل من هذا الفتح من الطاعات الكثيرة وبما تحملته من المشقات، ويتم نعمته عليك بإظهار دينك ونصرك على أعدائك، ويرشدك طريقًا مستقيمًا من الدين لا عوج فيه، وينصرك الله نصرًا قويًّا لا يَضْعُف فيه الإسلام. وَيَ‍‌‍نْ‍‍‍‍صُ‍رَكَ ‌اللَّ‍‍هُ نَ‍‍صْ‍‍ر‌اً‌ عَزِيز‌اً
048-004 هو الله الذي أنزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين بالله ورسوله يوم "الحديبية" فسكنت، ورسخ اليقين فيها؛ ليزدادوا تصديقًا لله واتباعًا لرسوله مع تصديقهم واتباعهم. ولله سبحانه وتعالى جنود السموات والأرض ينصر بهم عباده المؤمنين. وكان الله عليمًا بمصالح خلقه، حكيمًا في تدبيره وصنعه. هُوَ‌ ‌الَّذِي ‌أَ‌نْ‍‍زَلَ ‌ال‍‍سَّكِينَةَ فِي قُ‍‍ل‍‍ُ‍وبِ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ لِيَزْ‌دَ‌ا‌دُ‌و‌ا‌ ‌إِيمَانا‌ ً‌ مَعَ ‌إِيمَانِهِمْ ۗ ‌وَلِلَّهِ جُن‍‍ُ‍و‌دُ‌ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلِيماً‌ حَكِيماً
048-005 ليدخل الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري مِن تحت أشجارها وقصورها الأنهار، ماكثين فيها أبدًا، ويمحو عنهم سيِّئ ما عملوا، فلا يعاقبهم عليه، وكان ذلك الجزاء عند الله نجاة من كل غم، وظَفَرًا بكل مطلوب. لِيُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لَ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌الْمُؤْمِن‍‍َ‍اتِ جَ‍‍نّ‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهَا‌ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ خَ‍‍الِد‍ِ‍ي‍‍نَ فِيهَا‌ ‌وَيُكَفِّ‍‍ر‍َ‍‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ سَيِّئ‍‍َ‍‍اتِهِمْ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌ذَلِكَ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ فَوْ‌ز‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
048-006 ويعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الذين يظنون ظنًا سيئًا بالله أنه لن ينصر نبيه والمؤمنين معه على أعدائهم،ولن يُظهر دينه، فعلى هؤلاء تدور دائرة العذاب وكل ما يسوءهم، وغضب الله عليهم، وطردهم من رحمته، وأعدَّ لهم نار جهنم، وساءت منزلا يصيرون إليه. وَيُعَذِّبَ ‌الْمُنَافِ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ ‌وَ‌الْمُنَافِ‍‍قَ‍‍اتِ ‌وَ‌الْمُشْ‍‍رِك‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌الْمُشْ‍‍رِك‍‍َ‍اتِ ‌ال‍‍ظَّ‍‍انّ‍‍ِ‍ي‍‍نَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ظَ‍‍نَّ ‌ال‍‍سَّ‍‍وْ‌ءِ‌ ۚ عَلَيْهِمْ ‌د‍َ‍‌ائِ‍رَةُ ‌ال‍‍سَّ‍‍وْ‌ءِ‌ ۖ ‌وَ‍‍غَ‍‍ضِ‍‍بَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْهِمْ ‌وَلَعَنَهُمْ ‌وَ‌أَعَدَّ‌ لَهُمْ جَهَ‍‍نَّ‍‍مَ ۖ ‌وَس‍‍َ‍ا‌ءَتْ مَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
048-007 ولله سبحانه وتعالى جنود السموات والأرض يؤيد بهم عباده المؤمنين. وكان الله عزيزًا على خلقه، حكيمًا في تدبير أمورهم. وَلِلَّهِ جُن‍‍ُ‍و‌دُ‌ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَزِيز‌اً‌ حَكِيماً
048-008 إنا أرسلناك -أيها الرسول- شاهدًا على أمتك بالبلاغ، مبينًا لهم ما أرسلناك به إليهم، ومبشرًا لمن أطاعك بالجنة، ونذيرًا لمن عصاك بالعقاب العاجل والآجل؛ لتؤمنوا بالله ورسوله، وتنصروا الله بنصر دينه، وتعظموه، وتسبحوه أول النهار وآخره. إِنَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌رْسَلْن‍‍َ‍اكَ شَاهِد‌ا‌ ً‌ ‌وَمُبَشِّ‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَنَذِي‍‍ر‌اً
048-009 إنا أرسلناك -أيها الرسول- شاهدًا على أمتك بالبلاغ، مبينًا لهم ما أرسلناك به إليهم، ومبشرًا لمن أطاعك بالجنة، ونذيرًا لمن عصاك بالعقاب العاجل والآجل؛ لتؤمنوا بالله ورسوله، وتنصروا الله بنصر دينه، وتعظموه، وتسبحوه أول النهار وآخره. لِتُؤْمِنُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌‍رَسُولِ‍‍هِ ‌وَتُعَزِّ‌ر‍ُ‍‌وهُ ‌وَتُوَ‍قِّ‍‍ر‍ُ‍‌وهُ ‌وَتُسَبِّح‍‍ُ‍وهُ بُكْ‍رَة ً‌ ‌وَ‌أَ‍صِ‍‍يلاً
048-010 إن الذين يبايعونك -أيها النبي- بـ "الحديبية" على القتال إنما يبايعون الله، ويعقدون العقد معه ابتغاء جنته ورضوانه، يد الله فوق أيديهم، فهو معهم يسمع أقوالهم، ويرى مكانهم، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم، فمن نقض بيعته فإنما يعود وبال ذلك على نفسه، ومن أوفى بما عاهد اللهعليه من الصبر عند لقاء العدو في سبيل الله ونصرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فسيعطيه الله ثوابًا جزيلا وهو الجنة. وفي الآية إثبات صفة اليد لله تعالى بما يليق به سبحانه، دون تشبيه ولا تكييف. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُبَايِعُونَكَ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ يُبَايِع‍‍ُ‍ونَ ‌اللَّ‍‍هَ يَدُ‌ ‌اللَّ‍‍هِ فَ‍‍وْ‍قَ ‌أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَ‍‌‍نْ نَكَثَ فَإِنَّ‍‍مَا‌ يَ‍‌‍نْ‍‍كُثُ عَلَى‌ نَفْسِ‍‍هِ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‌وْفَى‌ بِمَا‌ عَاهَدَ‌ عَلَ‍‍يْ‍‍هُ ‌اللَّ‍‍هَ فَسَيُؤْت‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
048-011 سيقول لك -أيها النبي- الذين تخلَّفوا من الأعراب عن الخروج معك إلى "مكة" إذا عاتبتهم: شغلتنا أموالنا وأهلونا، فاسأل ربك أن يغفر لنا تخلُّفنا، يقولون ذلك بألسنتهم، ولا حقيقة له في قلوبهم، قل لهم: فمن يملك لكم من الله شيئًا إن أراد بكم شرًا أو خيرًا؟ ليس الأمر كما ظن هؤلاء المنافقون أن الله لا يعلم ما انطوت عليه بواطنهم من النفاق، بل إنه سبحانه كان بما يعملون خبيرًا، لا يخفى عليه شيء من أعمال خلقه. سَيَ‍قُ‍‍ولُ لَكَ ‌الْمُ‍‍خَ‍‍لَّف‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌الأَعْ‍رَ‍‌ابِ شَ‍‍غَ‍‍لَتْنَ‍‍ا‌ ‌أَمْوَ‌الُنَا‌ ‌وَ‌أَهْلُونَا‌ فَاسْتَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَنَا‌ ۚ يَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا‌ لَ‍‍يْ‍‍سَ فِي قُ‍‍لُوبِهِمْ ۚ قُ‍‍لْ فَمَ‍‌‍نْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌‌ ً‌ ‌إِ‌نْ ‌أَ‌رَ‍‌ا‌دَ‌ بِكُمْ ضَ‍‍رّ‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌أَ‌رَ‍‌ا‌دَ‌ بِكُمْ نَفْعا‌ ًۚ بَلْ ك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ خَ‍‍بِي‍‍ر‌اً
048-012 وليس الأمر كما زعمتم من انشغالكم بالأموال والأهل، بل إنكم ظننتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه سيَهْلكون، ولا يَرْجعون إليكم أبدًا، وحسَّن الشيطان ذلك في قلوبكم، وظننتم ظنًا سيئًا أن الله لن ينصر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه على أعدائهم، وكنتم قومًا هَلْكى لا خير فيكم. بَلْ ظَ‍‍نَ‍‌‍نْ‍‍تُمْ ‌أَ‌نْ لَ‍‌‍نْ يَ‍‌‍نْ‍‍‍‍قَ‍‍لِبَ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولُ ‌وَ‌الْمُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَهْلِيهِمْ ‌أَبَد‌ا‌ ً‌ ‌وَ‌زُيِّنَ ‌ذَلِكَ فِي قُ‍‍لُوبِكُمْ ‌وَ‍ظَ‍‍نَ‍‌‍نْ‍‍تُمْ ظَ‍‍نَّ ‌ال‍‍سَّ‍‍وْ‌ءِ‌ ‌وَكُ‍‌‍نْ‍‍تُمْ قَ‍‍وْما‌ ً‌ بُو‌ر‌اً
048-013 ومن لم يصدِّق بالله وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ويعمل بشرعه، فإنه كافر مستحقللعقاب، فإنا أعددنا للكافرين عذاب السعير في النار. وَمَ‍‌‍نْ لَمْ يُؤْمِ‍‌‍نْ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌‍رَسُولِ‍‍هِ فَإِنَّ‍‍ا‌ ‌أَعْتَ‍‍دْنَا‌ لِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ سَعِي‍‍ر‌اً
048-014 ولله ملك السموات والأرض وما فيهما، يتجاوز برحمته عمن يشاء فيستر ذنبه، ويعذِّب بعدله من يشاء. وكان الله سبحانه وتعالى غفورًا لمن تاب إليه، رحيمًا به. وَلِلَّهِ مُلْكُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ يَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍ُ‍‌ لِمَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَيُعَذِّبُ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ غَ‍‍فُو‌ر‌ا‌ ً‌ ‌‍رَحِيماً
048-015 سيقول المخلَّفون، إذا انطلقت -أيها النبي- أنت وأصحابك إلى غنائم "خيبر" التي وعدكم الله بها، اتركونا نذهب معكم إلى "خيبر"، يريدون أن يغيِّروا بذلك وعد الله لكم. قل لهم: لن تخرجوا معنا إلى "خيبر"؛ لأن الله تعالى قال لنا من قبل رجوعنا إلى "المدينة": إن غنائم "خيبر" هي لمن شهد "الحديبية" معنا، فسيقولون: ليس الأمر كما تقولون، إن الله لم يأمركم بهذا، إنكم تمنعوننا من الخروج معكم حسدًا منكم؛ لئلا نصيب معكم الغنيمة، وليس الأمر كما زعموا، بل كانوا لا يفقهون عن الله ما لهم وما عليهم من أمر الدين إلا يسيرًا. سَيَ‍قُ‍‍ولُ ‌الْمُ‍‍خَ‍‍لَّف‍‍ُ‍ونَ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌ان‍‍طَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍تُمْ ‌إِلَى‌ مَ‍‍غَ‍‍انِمَ لِتَأْ‍خُ‍‍ذُ‌وهَا‌ ‌ذَ‌رُ‌ونَا‌ نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ يُبَدِّلُو‌ا‌ كَلاَمَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ قُ‍‍لْ لَ‍‌‍نْ تَتَّبِعُونَا‌ كَذَلِكُمْ قَ‍‍الَ ‌اللَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۖ فَسَيَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ بَلْ تَحْسُدُ‌ونَنَا‌ ۚ بَلْ كَانُو‌ا‌ لاَ‌ يَفْ‍‍قَ‍‍ه‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلاً
048-016 قل للذين تخلَّفوا من الأعراب (وهم البدو) عن القتال: ستُدْعون إلى قتال قوم أصحاب بأس شديد في القتال، تقاتلونهم أو يسلمون من غير قتال، فإن تطيعوا الله فيما دعاكم إليه مِن قتال هؤلاء القوم يؤتكم الجنة، وإن تعصوه كما فعلتم حين تخلفتم عن السير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى"مكة"، يعذبكم عذابًا موجعًا. قُ‍‍لْ لِلْمُ‍‍خَ‍‍لَّف‍‍ِ‍ي‍‍نَ مِنَ ‌الأَعْ‍رَ‍‌ابِ سَتُ‍‍دْعَ‍‍وْنَ ‌إِلَى‌ قَ‍‍وْمٍ ‌أ‍ُ‍‌وْلِي بَأْس‌‍ٍ‌ شَد‍ِ‍ي‍‍د‌‌ٍ‌ تُ‍‍قَ‍‍اتِلُونَهُمْ ‌أَ‌وْ‌ يُسْلِم‍‍ُ‍ونَ ۖ فَإِ‌نْ تُ‍‍طِ‍‍يعُو‌ا‌ يُؤْتِكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ حَسَنا‌ ًۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تَتَوَلَّوْ‌ا‌ كَمَا‌ تَوَلَّيْتُمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ يُعَذِّبْ‍‍كُمْ عَذَ‌اباً‌ ‌أَلِيماً
048-017 ليس على الأعمى منكم- أيها الناس- إثم، ولا على الأعرج إثم، ولا على المريض إثم، في أن يتخلَّفوا عن الجهاد مع المؤمنين؛ لعدم استطاعتهم. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري مِن تحت أشجارها وقصورها الأنهار، ومن يعص الله ورسوله، فيتخلَّف عن الجهاد مع المؤمنين، يعذبه عذابًا مؤلمًا موجعًا. لَ‍‍يْ‍‍سَ عَلَى‌ ‌الأَعْمَى‌ حَ‍رَجٌ‌ ‌وَلاَ‌ عَلَى‌ ‌الأَعْ‍رَجِ حَ‍رَجٌ‌ ‌وَلاَ‌ عَلَى‌ ‌الْمَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍ضِ حَ‍رَجٌۗ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍طِ‍‍عِ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌‍رَسُولَ‍‍هُ يُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لْهُ جَ‍‍نّ‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهَا‌ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْ‍‍هُ عَذَ‌اباً‌ ‌أَلِيماً
048-018 لقد رضي الله عن المؤمنين حين بايعوك -أيها النبي- تحت الشجرة (وهذه هي بيعة الرضوان في "الحديبية") فعلم الله ما في قلوب هؤلاء المؤمنين من الإيمان والصدق والوفاء، فأنزل الله الطمأنينة عليهم وثبَّت قلوبهم، وعوَّضهم عمَّا فاتهم بصلح "الحديبية" فتحًا قريبًا، وهو فتح "خيبر"، ومغانم كثيرة تأخذونها من أموال يهود "خيبر". وكان الله عزيزًا في انتقامه من أعدائه، حكيمًا في تدبير أمور خلقه. لَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌‍رَضِ‍‍يَ ‌اللَّ‍‍هُ عَنِ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌إِ‌ذْ‌ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ‌ال‍‍شَّجَ‍رَةِ فَعَلِمَ مَا‌ فِي قُ‍‍لُوبِهِمْ فَأَ‌نْ‍‍زَلَ ‌ال‍‍سَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ‌وَ‌أَثَابَهُمْ فَتْحا‌‌ ًقَ‍‍رِيباً
048-019 لقد رضي الله عن المؤمنين حين بايعوك -أيها النبي- تحت الشجرة (وهذه هي بيعة الرضوان في "الحديبية") فعلم الله ما في قلوب هؤلاء المؤمنين من الإيمان والصدق والوفاء، فأنزل الله الطمأنينة عليهم وثبَّت قلوبهم، وعوَّضهم عمَّا فاتهم بصلح "الحديبية" فتحًا قريبًا، وهو فتح "خيبر"، ومغانم كثيرة تأخذونهامن أموال يهود "خيبر". وكان الله عزيزًا في انتقامه من أعدائه، حكيمًا في تدبير أمور خلقه. وَمَ‍‍غَ‍‍انِمَ كَثِي‍رَة ً‌ يَأْ‍خُ‍‍ذُ‌ونَهَا‌ ۗ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَزِيز‌اً‌ حَكِيماً
048-020 وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها في أوقاتها التي قدَّرها الله لكم فعجَّل لكم غنائم "خيبر"، وكفَّ أيدي الناس عنكم، فلم ينلكم سوء مما كان أعداؤكم أضمروه لكم من المحاربة والقتال، ومن أن ينالوا ممن تركتموهم وراءكم في "المدينة"، ولتكون هزيمتهم وسلامتكم وغنيمتكم علامة تعتبرون بها، وتستدلون على أن الله حافظكم وناصركم، ويرشدكم طريقا مستقيما لا اعوجاج فيه. وقد وعدكم الله غنيمة أخرى لم تقدروا عليها، الله سبحانه وتعالى قادر عليها، وهي تحت تدبيره وملكه، وقد وعدكموها، ولا بد مِن وقوع ما وعد به. وكان الله على كل شيء قديرًا لا يعجزه شيء. ولو قاتلكم كفار قريش بـ "مكة" لانهزموا عنكم وولوكم ظهورهم، كما يفعل المنهزم في القتال، ثم لا يجدون لهم من دون الله وليًا يواليهم على حربكم، ولا نصيرًا يعينهم على قتالكم. وَعَدَكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ مَ‍‍غَ‍‍انِمَ كَثِي‍رَة‌ ً‌ تَأْ‍خُ‍‍ذُ‌ونَهَا‌ فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ ‌وَكَفَّ ‌أَيْدِيَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ عَ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ‌وَلِتَك‍‍ُ‍ونَ ‌آيَة ً‌ لِلْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَيَهْدِيَكُمْ صِ‍رَ‌اط‍‍ا‌ ً‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يماً
048-021 وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها في أوقاتها التي قدَّرها الله لكم فعجَّل لكم غنائم "خيبر"، وكفَّ أيدي الناس عنكم، فلم ينلكم سوء مما كان أعداؤكم أضمروه لكم من المحاربة والقتال، ومن أن ينالوا ممن تركتموهموراءكم في "المدينة"، ولتكون هزيمتهم وسلامتكم وغنيمتكم علامة تعتبرون بها، وتستدلون على أن الله حافظكم وناصركم، ويرشدكم طريقا مستقيما لا اعوجاج فيه. وقد وعدكم الله غنيمة أخرى لم تقدروا عليها، الله سبحانه وتعالى قادر عليها، وهي تحت تدبيره وملكه، وقد وعدكموها، ولا بد مِن وقوع ما وعد به. وكان الله على كل شيء قديرًا لا يعجزه شيء. ولو قاتلكم كفار قريش بـ "مكة" لانهزموا عنكم وولوكم ظهورهم، كما يفعل المنهزم في القتال، ثم لا يجدون لهم من دون الله وليًا يواليهم على حربكم، ولا نصيرًا يعينهم على قتالكم. وَ‌أُ‍خْ‍رَ‌ى‌ لَمْ تَ‍‍قْ‍‍دِ‌رُ‌و‌ا‌ عَلَيْهَا‌ قَ‍‍دْ‌ ‌أَح‍‍َ‍اطَ ‌اللَّ‍‍هُ بِهَا‌ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِي‍‍ر‌اً
048-022 وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها في أوقاتها التي قدَّرها الله لكم فعجَّل لكم غنائم "خيبر"، وكفَّ أيدي الناس عنكم، فلم ينلكم سوء مما كان أعداؤكم أضمروه لكم من المحاربة والقتال، ومن أن ينالوا ممن تركتموهم وراءكم في "المدينة"، ولتكون هزيمتهم وسلامتكم وغنيمتكم علامة تعتبرون بها، وتستدلون على أن الله حافظكم وناصركم، ويرشدكم طريقا مستقيما لا اعوجاج فيه. وقد وعدكم الله غنيمة أخرى لم تقدروا عليها، الله سبحانه وتعالى قادر عليها، وهي تحت تدبيره وملكه، وقد وعدكموها، ولا بد مِن وقوع ما وعد به. وكان اللهعلى كل شيء قديرًا لا يعجزه شيء. ولو قاتلكم كفار قريش بـ "مكة" لانهزموا عنكم وولوكم ظهورهم، كما يفعل المنهزم في القتال، ثم لا يجدون لهم من دون الله وليًا يواليهم على حربكم، ولا نصيرًا يعينهم على قتالكم. وَلَوْ‌ قَ‍‍اتَلَكُمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ لَوَلَّوْ‌ا‌ ‌الأَ‌دْب‍‍َ‍ا‌‍رَ‌ ثُ‍‍مَّ لاَ‌ يَجِد‍ُ‍‌ونَ ‌وَلِيّا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
048-023 سنة الله التي سنَّها في خلقه من قبل بنصر جنده وهزيمة أعدائه، ولن تجد -أيها النبي- لسنة الله تغييرًا. سُ‍‍نَّ‍‍ةَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌الَّتِي قَ‍‍دْ‌ خَ‍‍لَتْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۖ ‌وَلَ‍‌‍نْ تَجِدَ‌ لِسُ‍‍نَّ‍‍ةِ ‌اللَّ‍‍هِ تَ‍‍بْ‍‍دِيلاً
048-024 وهو الذي كفَّ أيدي المشركين عنكم، وأيديكم عنهم ببطن "مكة" من بعد ما قَدَرْتم عليهم، فصاروا تحت سلطانكم (وهؤلاء المشركون هم الذين خرجوا على عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ"الحديبية"، فأمسكهم المسلمون ثم تركوهم ولم يقتلوهم، وكانوا نحو ثمانين رجلا) وكان الله بأعمالكم بصيرًا، لا تخفى عليه خافية. وَهُوَ‌ ‌الَّذِي كَفَّ ‌أَيْدِيَهُمْ عَ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ‌وَ‌أَيْدِيَكُمْ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ بِبَ‍‍طْ‍‍نِ مَكَّةَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌أَ‌نْ ‌أَ‍ظْ‍‍فَ‍رَكُمْ عَلَيْهِمْ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ بَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌اً
048-025 كفار قريش هم الذين جحدوا توحيد الله، وصدُّوكم يوم "الحديبية" عن دخول المسجد الحرام، ومنعوا الهدي، وحبسوه أن يبلغ محل نحره، وهو الحرم. ولولا رجال مؤمنون مستضعفون ونساء مؤمنات بين أظهر هؤلاء الكافرين بـ "مكة"، يكتمون إيمانهم خيفة على أنفسهم لم تعرفوهم؛ خشية أن تطؤوهم بجيشكم فتقتلوهم، فيصيبكم بذلك القتل إثم وعيب وغرامة بغير علم، لكنَّا سلَّطناكم عليهم؛ ليدخل الله في رحمته من يشاءفيَمُنَّ عليهم بالإيمان بعد الكفر، لو تميَّز هؤلاء المؤمنون والمؤمنات عن مشركي "مكة" وخرجوا من بينهم، لعذَّبنا الذين كفروا وكذَّبوا منهم عذابًا مؤلمًا موجعًا. هُمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌وَ‍صَ‍‍دُّ‌وكُمْ عَنِ ‌الْمَسْجِدِ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ ‌وَ‌الْهَ‍‍دْيَ مَعْكُوفاً‌ ‌أَ‌نْ يَ‍‍بْ‍‍لُ‍‍غَ مَحِلَّ‍‍هُ ۚ ‌وَلَوْلاَ‌ ‌رِج‍‍َ‍الٌ‌ مُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ ‌وَنِس‍‍َ‍ا‌ء‌ٌ‌ مُؤْمِن‍‍َ‍ات ٌ‌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ ‌أَ‌نْ تَ‍‍طَ‍‍ئ‍‍ُ‍‍وهُمْ فَتُ‍‍صِ‍‍يبَكُمْ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَعَ‍رَّة‌‍ٌ‌ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ عِلْم‍ٍۖ لِيُ‍‍دْ‍‍خِ‍‍لَ ‌اللَّ‍‍هُ فِي ‌‍رَحْمَتِ‍‍هِ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ لَوْ‌ تَزَيَّلُو‌ا‌ لَعَذَّبْ‍‍نَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ عَذَ‌اباً‌ ‌أَلِيماً
048-026 إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الأنَفَة أنَفَة الجاهلية؛ لئلا يقروا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك امتناعهم أن يكتبوا في صلح "الحديبية"بسم الله الرحمن الرحيم" وأبوا أن يكتبوا "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله"، فأنزل الله الطمأنينة على رسوله وعلى المؤمنين معه، وألزمهم قول "لا إله إلا الله" التي هي رأس كل تقوى، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه أحق بكلمة التقوى من المشركين، وكانوا كذلك أهل هذه الكلمة دون المشركين. وكان الله بكل شيء عليمًا لا يخفى عليه شيء. إِ‌ذْ‌ جَعَلَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ فِي قُ‍‍لُوبِهِمُ ‌الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ‌الْجَاهِلِيَّةِ فَأَ‌نْ‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ سَكِينَتَ‍‍هُ عَلَى‌ ‌‍رَسُولِ‍‍هِ ‌وَعَلَى‌ ‌الْمُؤْمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ‌ال‍‍تَّ‍‍قْ‍‍وَ‌ى‌ ‌وَكَانُ‍‍و‌ا‌ ‌أَحَ‍‍قَّ بِهَا‌ ‌وَ‌أَهْلَهَا‌ ۚ ‌وَك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ بِكُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ عَلِيماً
048-027 لقد صدق الله رسوله محمدًا رؤياه التي أراها إياه بالحق أنه يدخل هو وأصحابه بيت الله الحرام آمنين، لا تخافون أهل الشرك، محلِّقين رؤوسكم ومقصِّرين، فعلم الله من الخير والمصلحة (في صرفكم عن "مكة" عامكم ذلك ودخولكم إليها فيما بعد) ما لم تعلموا أنتم، فجعل مِن دون دخولكم "مكة" الذي وعدتم به، فتحًا قريبًا، وهو هدنة "الحديبية" وفتح "خيبر". لَ‍قَ‍‍دْ‌ صَ‍‍دَ‍قَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌‍رَسُولَهُ ‌ال‍‍رُّ‌ؤْيَا‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۖ لَتَ‍‍دْ‍‍خُ‍‍لُ‍‍نَّ ‌الْمَسْجِدَ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امَ ‌إِ‌نْ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌آمِن‍‍ِ‍ي‍‍نَ مُحَلِّ‍‍قِ‍‍ي‍‍نَ ‌رُ‌ء‍ُ‍‌وسَكُمْ ‌وَمُ‍‍قَ‍‍صِّ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ تَ‍‍خَ‍‍اف‍‍ُ‍ونَ ۖ فَعَلِمَ مَا‌ لَمْ تَعْلَمُو‌ا‌ فَجَعَلَ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌ذَلِكَ فَتْحا‌‌ ًقَ‍‍رِيباً
048-028 هو الذي أرسلرسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، بالبيان الواضح ودين الإسلام؛ ليُعْليه على الملل كلها، وحسبك -أيها الرسول- بالله شاهدًا على أنه ناصرك ومظهر دينك على كل دين. هُوَ‌ ‌الَّذِي ‌أَ‌رْسَلَ ‌‍رَسُولَ‍‍هُ بِ‍الْهُدَ‌ى‌ ‌وَ‌د‍ِ‍ي‍‍نِ ‌الْحَ‍‍قِّ لِيُ‍‍ظْ‍‍هِ‍رَهُ عَلَى‌ ‌ال‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍نِ كُلِّ‍‍هِ ۚ ‌وَكَفَى‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ شَهِيد‌اً
048-029 محمد رسول الله، والذين معه على دينه أشداء على الكفار، رحماء فيما بينهم، تراهم ركعًا سُجَّدًا لله في صلاتهم، يرجون ربهم أن يتفضل عليهم، فيدخلهم الجنة، ويرضى عنهم، علامة طاعتهم لله ظاهرة في وجوههم من أثر السجود والعبادة، هذه صفتهم في التوراة. وصفتهم في الإنجيل كصفة زرع أخرج ساقه وفرعه، ثم تكاثرت فروعه بعد ذلك، وشدت الزرع، فقوي واستوى قائمًا على سيقانه جميلا منظره، يعجب الزُّرَّاع؛ ليَغِيظ بهؤلاء المؤمنين في كثرتهم وجمال منظرهم الكفار. وفي هذا دليل على كفر من أبغض الصحابة -رضي الله عنهم-؛ لأن من غاظه الله بالصحابة، فقد وُجد في حقه موجِب ذاك، وهو الكفر. وعد الله الذين آمنوا منهم بالله ورسوله وعملوا ما أمرهم الله به، واجتنبوا ما نهاهم عنه، مغفرة لذنوبهم، وثوابًا جزيلا لا ينقطع، وهو الجنة. (ووعد الله حق مصدَّق لا يُخْلَف، وكل من اقتفى أثر الصحابة رضي الله عنهم فهو في حكمهم في استحقاق المغفرة والأجر العظيم، ولهم الفضل والسبقوالكمال الذي لا يلحقهم فيه أحد من هذه الأمة، رضي الله عنهم وأرضاهم). مُحَ‍‍مَّ‍‍د‌ٌ‌ ‌‍رَس‍‍ُ‍ولُ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مَعَهُ~ُ ‌أَشِدّ‍َ‍‌ا‌ءُ‌ عَلَى‌ ‌الْكُفّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌رُحَم‍‍َ‍ا‌ءُ‌ بَيْنَهُمْ ۖ تَ‍رَ‌اهُمْ ‌رُكَّعا‌‌ ً‌ سُجَّد‌ا‌ ً‌ يَ‍‍بْ‍‍تَ‍‍غُ‍‍ونَ فَ‍‍ضْ‍‍لا‌ ً‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌رِ‍‍ضْ‍‍وَ‌انا‌‌ ًۖ سِيمَاهُمْ فِي ‌وُجُوهِهِمْ مِ‍‌‍نْ ‌أَثَ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌ال‍‍سُّج‍‍ُ‍و‌دِ‌ ۚ ‌ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ‌ال‍‍تَّوْ‌رَ‍‌اةِ ۚ ‌وَمَثَلُهُمْ فِي ‌الإِ‌ن‍‍ج‍‍ِ‍ي‍‍لِ كَزَ‌رْعٍ ‌أَ‍خْ‍رَجَ شَ‍‍طْ‍‍أَهُ فَآ‌زَ‌‍رَهُ فَاسْتَ‍‍غْ‍‍لَ‍‍ظَ فَاسْتَوَ‌ى‌ عَلَى‌ سُوقِ‍‍هِ يُعْجِبُ ‌ال‍‍زُّ‌رّ‍َ‍‌اعَ لِيَ‍‍غِ‍‍ي‍‍ظَ بِهِمُ ‌الْكُفّ‍‍َ‍ا‌‍رَۗ ‌وَعَدَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَ‍‍غْ‍‍فِ‍رَة ً‌ ‌وَ‌أَجْ‍‍ر‌اً‌ عَ‍‍ظِ‍‍يماً
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah