025-001 آ«تباركآ» تعالى آ«الذي نزَّل الفرقانآ» القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل آ«على عبدهآ» محمد آ«ليكون للعالمينآ» الإنس والجن دون الملائكة آ«نذيراآ» مخوّفا من عذاب الله.
025-003 آ«واتخذواآ» أي الكفار آ«من دونهآ» أي الله أي غيره آ«آلهةآ» هي الأصنام آ«لا يَخلقون شيئاً وهم يُخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراآ» أي دفعه آ«ولا نفعاآ» أي جره آ«ولا يملكون موتا ولا حياةًآ» أي إماتة لأحد وإحياء لأحد آ«ولا
025-004 آ«وقال الذين كفروا إن هذاآ» أي ما القرآن آ«إلا إفكآ» كذب آ«افتراهآ» محمد آ«وأعانه عليه قوم آخرونآ» وهم من أهل الكتاب، قال تعالى: آ«فقد جاءُوا ظلما وزوراآ» كفرا وكذبا: أي بهما.
025-005 آ«وقالواآ» أيضا هو آ«أساطير والأولينآ» أكاذيبهم: جمع أسطورة بالضم آ«اكتتبهاآ» انتسخها من ذلك القوم بغيره آ«فهي تملىآ» تقرأ آ«عليهآ» ليحفظها آ«بكرة وأصيلاًآ» غدوة وعشيا قال تعالى ردا عليهم.
025-008 آ«أو يُلقى إليه كنزآ» من السماء ينفقه، ولا يحتاج إلى المشي في الأسواق لطلب المعاش آ«أو تكون له جنةآ» بستان آ«يأكل منهاآ» أي من ثمارها فيكتفي بها وفي قراءة نأكل بالنون: أي نحن فيكون له مزية علينا بها آ«وقال الظالمونآ» أي الكافرون للمؤمنين آ«إنآ» ما آ«تتبعون إلا رجلا مسحوراآ» مخدوعا مغلوبا على عقله، قال تعالى.
025-010 آ«تباركآ» تكاثر خير آ«الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلكآ» الذي قالوه من الكنز والبستان آ«جناتٍ تجري من تحتها الأنهارآ» أي في الدنيا لأنه شاء أن يعطيه إياها في الآخرة آ«ويجعلْآ» بالجزم آ«لك قصوراآ» أيضا، وفي قراءة بالرفع استئنافا.
025-013 آ«وإذا أُلقوا منها مكانا ضيقاآ» بالتشديد والتخفيف بأن يضيق عليهم ومنها حال من مكانا لأنه في الأصل صفة له آ«مقُرَّنينآ» مصفدين قد قرنت: أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال والتشديدُ للتكثير آ«دعوا هنالك ثبوراآ» هلاكا فيقال لهم.
025-017 آ«ويوم نحشرهمآ» بالنون والتحتانية آ«وما يعبدون من دون اللهآ» أي غيره من الملائكة وعيسى وعزير والجن آ«فيقولآ» تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتا للحجة على العابدين: آ«أأنتمآ» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين الُسهَلة والأخرى وتركه آ«أضْللْتم عبادي هؤلاءآ» أوقعتموهم في الضلال بأمركم إياهم بعبادتكم آ«أم هم ضلوا السبيلآ» طريق الحق بأنفسهم.
025-018 آ«قالوا سبحانكآ» تنزيها لك عما لا يليق بك آ«ما كان ينبغيآ» يستقيم آ«لنا أن نتخذ من دونكآ» أي غيرك آ«من أولياءآ» مفعول أول ومن زائدة لتأكيد النفي وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا؟ آ«ولكن متعتهم وآباءهمآ» من قبلهم بإطالة العمر وسعة الرزق آ«حتى نسوا الذكرآ» تركوا الموعظة والإيمان بالقرآن آ«وكانوا قوما بوراآ» هلكى، قال تعالى.
025-019 آ«فقد كذبوكمآ» أي كذب المعبودون العابدين آ«بما تقولونآ» بالفوقانية أنهم آلهة آ«فما يستطيعونآ» بالتحتانية والفوقانية: أي لا هم ولا أنتم آ«صرفاآ» دفعا للعذاب عنكم آ«ولا نصراآ» منعا لكم منه آ«ومن يظلمآ» يشرك آ«منكم نُذقْه
025-020 آ«وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواقآ» فأنت مثلهم في ذلك، وقد قيل لهم مثل ما قيل لك آ«وجلنا بعضكم لبعض فتنةآ» بلية ابتلى الغني بالفقير والصحيح بالمريض، والشريف بالوضيع يقول الثاني في كلّ: ما لي لا أكون كالأول في كلّ: آ«أتصبرونآ» على ما تسمعون ممن ابتليتم بهم استفهام بمعنى الأمر: أي اصبروا آ«وكان ربك بصيراآ» بمن يصبر وبمن يجزع.
025-021 آ«وقال الذين لا يرجون لقاءناآ» لا يخافون البعث آ«لولاآ» هلا آ«أنزل علينا الملائكةآ» فكانوا رسلا إلينا آ«أو نرى ربناآ» فنخبر بأن محمدا رسوله قال تعالى: آ«لقد استكبرواآ» تكبروا آ«فيآ» شأن آ«أنفسهم وعتوْاآ» طغوا آ«عُتُوَّا كبيراآ» بطلبهم رؤية الله تعالى في الدنيا، وعتوا بالواو على أصله بخلاف عتى بالإبدال في مريم.
025-022 آ«يوم يرون الملائكةآ» في جملة الخلائق هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا آ«لا بشرى يومئذٍ للمجرمينآ» أي الكافرين بخلاف المؤمنين فلهم البشرى بالجنة آ«ويقولون حِجرا محجوراآ» على عادتهم في الدنيا إذا نزلت بهم شدة: أي عوذا معاذا يستعيذون من الملائكة، قال تعالى.
025-024 آ«أصحاب الجنة يومئذآ» يوم القيامة آ«خيرٌ مستقراآ» من الكافرين في الدنيا آ«وأحسن مقيلاآ» منهم: أي موضع قائلة فيها، وهي الاستراحة نصف النهار في الحر، وأخذ من ذلك انقضاء الحساب في نصف نهار كما ورد في حديث.
025-025 آ«ويوم تشقق السماءآ» أي كل سماء آ«بالغمامآ» أي معه وهو غيم أبيض آ«ونزّل الملائكةآ» من كل سماء آ«تنزيلاآ» هو يوم القيامة ونصبه باذكر مقدرا وفي قراءة بتشديد شين تشقق بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها، وفي أخرى: ننزل بنونين الثانية ساكنة وضم اللام ونصب الملائكة.
025-027 آ«ويوم يعضُّ الظالمآ» المشرك: عقبة بن أبي معيط كان نطق بالشهادتين ثم رجع إرضاءً لأبيّ بن خلف آ«على يديهآ» ندما وتحسرا في يوم القيامة آ«يقول ياآ» للتنبيه آ«ليتني اتخذت مع الرسولآ» محمد آ«سبيلاآ» طريقا إلى الهدى.
025-029 آ«لقد أضلني عن الذكرآ» أي القرآن آ«بعد إذ جاءنيآ» بأن ردَّني عن الإيمان به، قال تعالى: آ«وكان الشيطان للإنسانآ» الكافر آ«خذولاآ» بأن يتركه ويتبرأ منه عند البلاء.
025-031 آ«وكذلكآ» كما جعلنا لك عدوّا من مشركي قومك آ«جعلنا لكل نبيآ» قبلك آ«عدوا من المجرمينآ» المشركين فاصبر كما صبروا آ«وكفى بربك هادياآ» لك آ«ونصيراآ» ناصرا لك على أعدائك.
025-032 آ«وقال الذين كفروا لولاآ» هلا آ«نزل عليه القرآن جملة واحدةآ» كالتوراة والإنجيل والزَّبور، قال تعالى: نزلناه، آ«كذلكآ» متفرّقا آ«لنثبَّت به فؤادكآ» نقوي قلبك آ«ورتلناه ترتيلاآ» أي أتينا به شيئا بعد شيء بتمهل وتؤدة لتيسر فهمه وحفظه.
025-037 آ«وآ» اذكر آ«قوم نوح لما كذبوا الرسلآ» بتكذيبهم نوحا لطول لبثه فيهم فكأنه رسل، أو لأن تكذيبه تكذيب لباقي الرسل لاشتراكهم في المجيء بالتوحيد آ«أغرقناهمآ» جواب لما آ«وجعلناهم للناسآ» بعدهم آ«آيةآ» عبرة آ«وأعتدناآ» في الآخرة آ«للظالمينآ» الكافرين آ«عذابا أليماآ» مؤلما سوى ما يحل بهم في الدنيا.
025-038 آ«وآ» اذكر آ«عاداآ» يوم هود آ«وثمودآ» قوم صالح آ«وأصحاب الرَّسَّآ» اسم بئر، ونبيهم قيل شعيب وقيل غيره كانوا قعودا حولها فانهارت بهم وبمنازلهم آ«وقروناآ» أقواما آ«بين ذلك كثيراآ» أي بين عاد وأصحاب الرَّسَّ.
025-040 آ«ولقد أتواآ» أي مرَّ كفار مكة آ«على القرية التي أمطرت مطر السوءآ» مصدر ساء أي بالحجارة وهي عظمى قرى قوم لوط فأهلك الله أهلها لفعلهم الفاحشة آ«أفلم يكونوا يرونَهاآ» في سفرهم إلى الشام فيعتبرون، والاستفهام للتقرير آ«بل كانوا
025-042 آ«إنآ» مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه آ«كاد ليضلناآ» يصرفنا آ«عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليهاآ» لصرفنا عنها، قال تعالى: آ«وسوف يعلمون حين يرون العذابآ» عينانا في الآخرة آ«من أضلُّ سبيلاآ» أخطأ طريقا، أهم أم المؤمنون.
025-043 آ«أرأيتآ» أخبرني آ«من اتخذ إلههُ هواهآ» أي مُهويه قدَّم المفعول الثاني لأنه أهمّ وجملة من اتخذ مفعول أول لرأيت والثاني آ«أفأنت تكون عليه وكيلاآ» حافظا تحفظه عن ابتاع هواه لا.
025-044 آ«أم تحسب أن أكثرهم يسمعونآ» سماع تفهم آ«أو يعقلونآ» ما تقول لهم آ«إنآ» ما آ«هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاآ» أخطأ طريقا منها لأنها تنقاد لمن يتعهدها، وهم لا يطيعون مولاهم المنعم عليهم.
025-045 آ«ألم تَرَآ» تنظر آ«إلىآ» فعل آ«ربّك كيف مدَّ الظلآ» من وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس آ«ولو شاءآ» ربك آ«لجعله ساكناآ» مقيما لا يزول بطلوع الشمس آ«ثم جعلنا الشمس عليهآ» أي الظل آ«دليلاآ» فلولا الشمس ما عرف الظل.
025-047 آ«وهو الذي جعل لكم الليل لباساآ» ساترا كاللباس آ«والنوم سُباتاآ» راحة للأبدان بقطع الأعمال آ«وجعل النهار نشوراآ» منشورا فيه لابتغاء الرزق وغيره.
025-048 آ«وهو الذي أرسل الرياحآ» وفي قراءة الريح آ«نُشرا بين يديْ رحمتهآ» متفرقة قدام المطر، وفي قراءة بسكون الشين تخفيفا، وفي أخرى بسكونها ونون مفتوحة مصدر، وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون: أي مبشرات ومفرد الأولى نشور كرسول والأخيرة بشير آ«وأنزلنا من السماء ماءً طهوراآ» مطهرا.
025-049 آ«لنحيي به بلدة ميتاآ» بالتخفيف يستوي فيه المذكور والمؤنث ذكّره باعتبار المكان آ«ونسقيهآ» أي الماء آ«مما خلقنا أنعاماآ» إبلا وبقرا وغنما آ«وأناسيَّ كثيراآ» جمع إنسان وأصله أناسين فأبدلت النون ياء وأدغمت فيها الياء أو جمع انسي.
025-050 آ«ولقد صرفناهآ» أي الماء آ«بينهم ليذَّكرواآ» أصله يتذكروا أدغمت التاء في الذال وفي قراءة ليذْكُروا بسكون الذال وضم الكاف أي نعمة الله به آ«فأبى أكثر الناس إلا كفوراآ» جحودا للنعمة حيث قالوا: مطرنا بنوء كذا.
025-054 آ«وهو الذي خلق من الماء بشراآ» من المني إنسانا آ«فجعله نسباآ» ذا نسب آ«وصهراآ» ذا صهر بأن يتزوج ذكرا كان أو أنثي طلبا للتناسل آ«وكان ربُّك قديراآ» قادرا على ما يشاء.
025-055 آ«ويعبدونآ» أي الكفار آ«من دون الله ما لا ينفعهمآ» بعبادته آ«ولا يضرهمآ» بتركها وهو الأصنام آ«وكان الكافر على ربه ظهيراآ» معينا للشيطان بطاعته.
025-057 آ«قل ما أسألكم عليهآ» أي على تبليغ ما أرسلت به آ«من أجر إلاآ» لكن آ«من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاآ» طريقا بإنفاق ماله في مرضاته تعالى فلا أمنعه من ذلك.
025-060 آ«وإذا قيل لهمآ» لكفار مكة آ«اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرناآ» بالفوقانية والتحتانية والآمر محمد ولا نعرفه صلى الله علية وسلم لا آ«وزادهمآ» هذا القول لهم آ«نفوراآ» عن الإيمان قال تعالى.
025-061 آ«تباركآ» تعاظم آ«الذي جعل في السماء بروجاآ» اثني عشر: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد، والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة المريخ وله الحمل والعقرب، والزهرة ولها الثور والميزان، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله السرطان والشمس ولها الأسد، والمشتري وله القوس والحوت، وزحل وله الجدي والدلو آ«وجَعَلَآ» آ«فيهاآ» أيضا آ«سراجاآ» هو الشمس آ«وقمرا منيراآ» وفي قراءة سُرُجا بالجمع: أي نيرات، وخصّ القمر منها بالذكر لنوع فضيلة.
025-063 آ«وعباد الرحمنآ» مبتدأ وما بعده صفات له إلى أولئك يجزون غير المعترض فيه آ«الذي يمشون على الأرض هوْناآ» أي بسكينة وتواضع آ«وإذا خاطبهم الجاهلونآ» بما يكرهونه آ«قالوا سلاماآ» أي قولا يَسلمون فيه من الإثم.
025-068 آ«والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم اللهآ» قتلها آ«إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلكآ» أي واحدا من الثلاثة آ«يلق أثاماآ» أي عقوبة.
025-075 آ«أولئك يجزوْن الغرفةآ» الدرجة العليا في الجنة آ«بما صبرواآ» على طاعة الله آ«ويُلقَّونآ» بالتشديد والتخفيف مع فتح الياء آ«فيهاآ» في الغرفة آ«تحية وسلاماآ» من الملائكة.
025-077 آ«قلآ» يا محمد لأهل مكة آ«ماآ» نافية آ«يعبأآ» يكترث آ«بكم ربي لولا دعاؤكمآ» إياه في الشدائد فيكشفها آ«فقدآ» أي فكيف يعبأ بكم وقد آ«كذبتمآ» الرسول