Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

7) Sūrat Al-'A`rāf

Printed format

7) سُورَة الأَعرَاف

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
007-001 آ«المصآ» الله أعلم بمراده بذلك. أَلِف-لَام-مِيم-‍‍صَ‍‍ا‌د
007-002 هذا آ«كتاب أنزل إليكآ» خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم آ«فلا يكن في صدرك حرجآ» ضيق آ«منهآ» أن تبلغه مخافة أن تكذب آ«لتنذرآ» متعلق بأنزل أي للإنذار آ«به وذكرىآ» تذكرة آ«للمؤمنينآ» به. كِت‍‍َ‍ابٌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ فَلاَ‌ يَكُ‍‌‍نْ فِي صَ‍‍دْ‌رِكَ حَ‍رَجٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ لِتُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌ر‍َ‍‌ بِ‍‍هِ ‌وَ‌ذِكْ‍رَ‌ى‌ لِلْمُؤْمِنِينَ
007-003 قل لهم آ«أتبعوا ما أنزل إليكم من ربكمآ» أي القرآن آ«ولا تتبعواآ» تتخذوا اتَّبِعُو‌ا‌ مَ‍‍ا‌ ‌أُ‌نْ‍‍زِلَ ‌إِلَيْكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ‌وَلاَ‌ تَتَّبِعُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌دُ‌ونِهِ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ۗ قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مَا‌ تَذَكَّرُ‌ونَ
007-004 آ«وكمآ» خبرية مفعول آ«من قريةآ» أريد أهلها آ«أهلكناهاآ» أردنا إهلاكها آ«فجاءها بأسناآ» عذابا آ«بياتاآ» ليلا آ«أو هم قائلونآ» نائمون بالظهيرة والقيلولة استراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم أي مرة جاءها ليلا ومرَّة جاءها نهارا. وَكَمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍رْيَةٍ ‌أَهْلَكْنَاهَا‌ فَج‍‍َ‍ا‌ءَهَا‌ بَأْسُنَا‌ بَيَاتاً‌ ‌أَ‌وْ‌ هُمْ قَ‍‍ائِلُونَ
007-005 آ«فما كان دعواهمآ» قولهم آ«إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمينآ». فَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ ‌دَعْوَ‌اهُمْ ‌إِ‌ذْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ بَأْسُنَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ ظَ‍‍الِمِينَ
007-006 آ«فلنسألن الذين أرسل إليهمآ» أي الأمم عن إجابتهم الرسل وعملهم آ«ولنسألن المرسلينآ» عن الإبلاغ. فَلَنَسْأَلَ‍‍نَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أُ‌رْسِلَ ‌إِلَيْهِمْ ‌وَلَنَسْأَلَ‍‍نَّ ‌الْمُرْسَلِينَ
007-007 آ«فلنقصَّن عليهم بعلمآ» لنخبرنهم عن علم بما فعلوه آ«وما كنا غائبينآ» عن إبلاغ الرسل والأمم الخالية فيما عملوا. فَلَنَ‍‍قُ‍‍صَّ‍‍نَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍۖ ‌وَمَا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ غَ‍‍ائِبِينَ
007-008 آ«والوزنآ» للأعمال أو لصحائفها بميزان له لسان وكتفان كما ورد في حديث كائن آ«يومئذآ» أي يوم السؤال المذكور وهو يوم القيامة آ«الحقآ» العدل صفة الوزن آ«فمن ثقلت موازينهآ» بالحسنات آ«فأولئك هم المفلحونآ» الفائزون. وَ‌الْوَ‌زْنُ يَوْمَئِذ‌‌ٍ‌الْحَ‍‍قُّ ۚ فَمَ‍‌‍نْ ثَ‍‍قُ‍‍لَتْ مَوَ‌ا‌زِينُ‍‍هُ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْمُفْلِحُونَ
007-009 آ«ومن خفّت موازينهآ» بالسيئات آ«فأولئك الذين خسروا أنفسهمآ» بتصييرها إلى النار آ«بما كانوا بآياتنا يظلمونآ» يجحدون. وَمَ‍‌‍نْ خَ‍‍فَّتْ مَوَ‌ا‌زِينُ‍‍هُ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ خَ‍‍سِرُ‌و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ يَ‍‍ظْ‍‍لِمُونَ
007-010 آ«ولقد مكَّناكمآ» يا بني آدم آ«في الأرض وجعلنا لكم فيها معايشآ» بالياء أسبابا تعيشون بها جمع معيشة آ«قليلا ماآ» لتأكيد القلة آ«تشكرونآ» على ذلك. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ مَكَّ‍‍نَّ‍‍اكُمْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَجَعَلْنَا‌ لَكُمْ فِيهَا‌ مَعَايِشَ ۗ قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مَا‌ تَشْكُرُ‌ونَ
007-011 آ«ولقد خلقناكمآ» أي أباكم آدم آ«ثم صوَّرناكمآ» أي صورناه وأنتم في ظهره آ«ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدمآ» سجود تحية بالانحناء آ«فسجدوا إلا إبليسآ» أبا الجن كان بين الملائكة آ«لم يكن من الساجدينآ». وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍نَاكُمْ ثُ‍‍مَّ صَ‍‍وَّ‌رْنَاكُمْ ثُ‍‍مَّ قُ‍‍لْنَا‌ لِلْمَلاَئِكَةِ ‌اسْجُدُ‌و‌ا‌ لِأ‌دَمَ فَسَجَدُ‌و‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌إِبْ‍‍ل‍‍ِ‍ي‍‍سَ لَمْ يَكُ‍‌‍نْ مِنَ ‌ال‍‍سَّاجِدِينَ
007-012 آ«قالآ» تعالى آ«ما منعك أنآ» آ«لاآ» زائدة آ«تسجد إذآ» حين آ«أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طينآ». قَ‍‍الَ مَا‌ مَنَعَكَ ‌أَلاَّ‌ تَسْجُدَ‌ ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَمَرْتُكَ ۖ قَ‍‍الَ ‌أَنَا‌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍تَنِي مِ‍‌‍نْ ن‍‍َ‍ا‌ر‌ٍ‌ ‌وَ‍خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍تَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ طِ‍‍ينٍ
007-013 آ«قال فاهبط منهاآ» أي من الجنة وقيل من السماوات آ«فما يكونآ» ينبغي آ«لك أن تتكبَّر فيها فاخرجآ» منها آ«إنَّك من الصاغرينآ» الذليلين. قَ‍‍الَ فَاهْبِ‍‍ط‍ْ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ فَمَا‌ يَك‍‍ُ‍ونُ لَكَ ‌أَ‌نْ تَتَكَبَّ‍رَ‌ فِيهَا‌ فَاخْ‍‍رُجْ ‌إِنَّ‍‍كَ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍اغِ‍‍رِينَ
007-014 آ«قال أنظرنيآ» أخرى آ«إلى يوم يُبعثونآ» أي الناس. قَ‍‍الَ ‌أَ‌ن‍‍ظِ‍‍رْنِ‍‍ي ‌إِلَى‌ يَ‍‍وْمِ يُ‍‍بْ‍‍عَثُونَ
007-015 آ«قال إنك من المنظرينآ» وفي آية أخرى آ«إلى يوم الوقت المعلومآ» أي يوم النفخة الأولى. قَ‍‍الَ ‌إِنَّ‍‍كَ مِنَ ‌الْمُ‍‌‍ن‍‍ظَ‍‍رِينَ
007-016 آ«قال فبما أغويتنيآ» أي بإغوائك لي والياء للقسم وجوابه آ«لأقعدن لهمآ» أي لبني آدم آ«صراطك المستقيمآ» أي على الطريق الموصل إليك. قَ‍‍الَ فَبِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‍‍غْ‍‍وَيْتَنِي لَأَ‍قْ‍‍عُدَنَّ لَهُمْ صِ‍رَ‌اطَ‍‍كَ ‌الْمُسْتَ‍‍قِ‍‍يمَ
007-017 آ«ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهمآ» أي من كل جهة فأمنعهم عن سلوكه قال ابن عباس ولا يستطيع أن يأتي من فوقهم لئلا يحول بين العبد وبين ثُ‍‍مَّ لَآتِيَ‍‍نَّ‍‍هُمْ مِ‍‌‍نْ بَ‍‍يْ‍‍نِ ‌أَيْدِيهِمْ ‌وَمِ‍‌‍نْ خَ‍‍لْفِهِمْ ‌وَعَ‍‌‍نْ ‌أَيْمَانِهِمْ ‌وَعَ‍‌‍نْ شَم‍‍َ‍ائِلِهِمْ ۖ ‌وَلاَ‌ تَجِدُ‌ ‌أَكْثَ‍رَهُمْ شَاكِ‍‍رِينَ
007-018 آ«قال اخرج منها مذءوماآ» بالهمزة معيبا أو ممقوتا آ«مدحوراآ» مبعدا عن الرحمة آ«لمن تبعك منهمآ» من الناس واللام للابتداء أو موطئة للقسم وهو آ«لأملأنَّ جهنم منكم أجمعينآ» أي منك بذريتك ومن الناس وفيه تغليب الحاضر على الغائب وفي الجملة معنى جزاء من الشرطية أي من تبعك أعذبه. قَ‍‍الَ ‌اخْ‍‍رُجْ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ مَذْ‌ء‍ُ‍‌وما‌ ً‌ مَ‍‍دْحُو‌ر‌ا‌ ًۖ لَمَ‍‌‍نْ تَبِعَكَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَ‍‍نَّ‍‍مَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ‌أَجْ‍‍مَعِينَ
007-019 آ«وآ» قال آ«يا آدم اسكن أنتآ» تأكيد للضمير في اسكن ليعطف عليه آ«وزوجكآ» حواء بالمد آ«الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرةآ» بالأكل منها وهي الحنطة آ«فتكونا من الظالمينآ». وَيَا‌آ‌دَمُ ‌اسْكُ‍‌‍نْ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌وَ‌زَ‌وْجُكَ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةَ فَكُلاَ‌ مِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ شِئْتُمَا‌ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍رَبَا‌ هَذِهِ ‌ال‍‍شَّجَ‍رَةَ فَتَكُونَا‌ مِنَ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
007-020 آ«فوسوس لهما الشيطانآ» إبليس آ«ليبديآ» يظهر آ«لهما ما ووريآ» فوعل من الموارة آ«عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربُّكما عن هذه الشجرة إلاآ» كراهة آ«أن تكونا مَلَكَيْنِآ» وقرئ بكسر اللام آ«أو تكونا من الخالدينآ» أي وذلك لازم عن الأكل منها في آية أخرى (هل أدلك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى). فَوَسْوَسَ لَهُمَا‌ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ لِيُ‍‍بْ‍‍دِيَ لَهُمَا‌ مَا‌ ‌وُ‌و‌رِيَ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ مِ‍‌‍نْ سَوْ‌آتِهِمَا‌ ‌وَ‍قَ‍‍الَ مَا‌ نَهَاكُمَا‌ ‌‍رَبُّكُمَا‌ عَ‍‌‍نْ هَذِهِ ‌ال‍‍شَّجَ‍رَةِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ تَكُونَا‌ مَلَكَ‍‍يْ‍‍نِ ‌أَ‌وْ‌ تَكُونَا‌ مِنَ ‌الْ‍‍خَ‍‍الِدِينَ
007-021 آ«وقاسمهماآ» أي أقسم لهما بالله آ«إني لكما لمن الناصحينآ» في ذلك. وَ‍قَ‍‍اسَمَهُمَ‍‍ا‌ ‌إِنِّ‍‍ي لَكُمَا‌ لَمِنَ ‌ال‍‍نَّ‍‍اصِ‍‍حِينَ
007-022 آ«فدلاهماآ» حطهما عن منزلتهما آ«بغرورآ» منه آ«فلما ذاقا الشجرةآ» أي أكلا منها آ«بدت لهما سوآتهماآ» أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منها سوأة لأن فَدَلاَّهُمَا‌ بِ‍‍غُ‍‍ر‍ُ‍‌و‌ر‌‌ٍۚ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌ذَ‌اقَ‍‍ا‌ ‌ال‍‍شَّجَ‍رَةَ بَدَتْ لَهُمَا‌ سَوْ‌آتُهُمَا‌ ‌وَ‍طَ‍‍فِ‍‍قَ‍‍ا‌ يَ‍‍خْ‍‍صِ‍‍ف‍‍َ‍انِ عَلَيْهِمَا‌ مِ‍‌‍نْ ‌وَ‌‍رَقِ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ ۖ ‌وَنَا‌دَ‌اهُمَا‌ ‌‍رَبُّهُمَ‍‍ا‌ ‌أَلَمْ ‌أَ‌نْ‍‍هَكُمَا‌ عَ‍‌‍نْ تِلْكُمَا‌ ‌ال‍‍شَّجَ‍رَةِ ‌وَ‌أَ‍قُ‍‍لْ لَكُمَ‍‍ا‌ ‌إِنَّ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انَ لَكُمَا‌ عَدُ‌وّ‌ٌ‌ مُبِينٌ
007-023 آ«قالا ربَّنا ظلمنا أنفسناآ» بمعصيتنا آ«وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرينآ». قَ‍‍الاَ‌ ‌‍رَبَّنَا‌ ظَ‍‍لَمْنَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَنَا‌ ‌وَ‌إِ‌نْ لَمْ تَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَنَا‌ ‌وَتَرْحَمْنَا‌ لَنَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌الْ‍‍خَ‍‍اسِ‍‍رِينَ
007-024 آ«قال اهبطواآ» أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما آ«بعضكمآ» بعض الذرية آ«لبعض عدوٌآ» من ظلم بعضهم بعضا آ«ولكم في الأرضآ» مستقرآ» أي مكان استقرار آ«ومتاعآ» تمتع آ«إلى حينآ» تنقضي فيه آجالكم. قَ‍‍الَ ‌اهْبِ‍‍طُ‍‍و‌ا‌ بَعْ‍‍ضُ‍‍كُمْ لِبَعْ‍‍ضٍ عَدُ‌وّ‌ٌۖ ‌وَلَكُمْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ مُسْتَ‍‍قَ‍‍رّ‌ٌ‌ ‌وَمَت‍‍َ‍اع‌‍ٌ‌ ‌إِلَى‌ حِينٍ
007-025 آ«قال فيهاآ» أي الأرض آ«تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجونآ» بالبعث، وبالباء للفاعل والمفعول. قَ‍‍الَ فِيهَا‌ تَحْيَ‍‍وْنَ ‌وَفِيهَا‌ تَمُوت‍‍ُ‍ونَ ‌وَمِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ تُ‍‍خْ‍رَجُونَ
007-026 آ«يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساآ» أي خلقناه لكم آ«يواريآ» يستر آ«سوآتكم وريشاآ» وهو ما يتحمل به من الثياب آ«ولباس التقوىآ» العمل الصالح والسمت الحسن بالنصب عطف على لباسا والرفع مبتدأ خبره جملة آ«ذلك خيرٌ ذلك من آيات اللهآ» دلائل قدرته آ«لعلهم يذَّكرونآ» فيؤمنون فيه التفات عن الخطاب. يَابَنِ‍‍ي ‌آ‌دَمَ قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَا‌ عَلَيْكُمْ لِبَاسا‌ ً‌ يُوَ‌ا‌رِي سَ‍‍وْ‌ء‌آتِكُمْ ‌وَ‌رِيشا‌ ً‌ ‌وَلِب‍‍َ‍اسُ ۖ ‌ال‍‍تَّ‍‍قْ‍‍وَ‌ى‌ ‌ذَلِكَ خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٌ‌ ‌ذَلِكَ ۚ مِ‍‌‍نْ ‌آي‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُ‌ونَ
007-027 آ«يا بني آدم لا يفتننَّكمآ» يضلكم آ«الشيطانآ» أي لا تتبعوه فتفتنوا آ«كما أخرج أبويكمآ» بفتنته آ«من الجنة ينزعآ» حال آ«عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنهآ» أي الشيطان يَابَنِ‍‍ي ‌آ‌دَمَ لاَ‌ يَفْتِنَ‍‍نَّ‍‍كُمُ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ كَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‍خْ‍رَجَ ‌أَبَوَيْكُمْ مِنَ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ يَ‍‌‍ن‍‍زِعُ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ لِبَاسَهُمَا‌ لِيُ‍‍رِيَهُمَا‌ سَ‍‍وْ‌ء‌آتِهِمَ‍‍ا‌ ‌إِنَّ‍‍هُ ۗ يَ‍رَ‌اكُمْ هُوَ‌ ‌وَ‍قَ‍‍بِيلُ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ لاَ‌ تَ‍رَ‌وْنَهُمْ ‌إِنَّ‍‍ا‌ ۗ جَعَلْنَا‌ ‌ال‍‍شَّيَاطِ‍‍ي‍‍نَ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يُؤْمِنُونَ
007-028 آ«وإذا فعلوا فاحشةآ» كالشرك وطوافهم بالبيت عراة قائلين لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فنهوا عنها آ«قالوا وجدنا عليها آباءناآ» فاقتدينا بهم آ«والله أمرنا بهاآ» أيضا آ«قلآ» لهم آ«إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمونآ» أنه قاله، استفهام إنكار. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ فَعَلُو‌ا‌ فَاحِشَة‌ ًقَ‍‍الُو‌ا‌ ‌وَجَ‍‍دْنَا‌ عَلَيْهَ‍‍ا‌ ‌آب‍‍َ‍ا‌ءَنَا‌ ‌وَ‌اللَّهُ ‌أَمَ‍رَنَا‌ بِهَا‌ ۗ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يَأْمُرُ‌ بِ‍الْفَحْش‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ۖ ‌أَتَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
007-029 آ«قل أمر ربي بالقسطآ» بالعدل آ«وأقيمواآ» معطوف على معنى بالقسط أي قال أقسطوا وأقيموا أو قبله فاقبلوا مقدرا آ«وجوهكمآ» لله آ«عند كل مسجدآ» أي أخلصوا له سجودكم آ«وادعوهآ» اعبدوه آ«مخلصين له الدينآ» من الشرك آ«كما بدأكمآ» خلقكم ولم تكونوا شيئا آ«تعودونآ» أي يعيدكم أحياء يوم القيامة. قُ‍‍لْ ‌أَمَ‍رَ‌ ‌‍رَبِّي بِ‍الْ‍‍قِ‍‍سْ‍‍طِ ۖ ‌وَ‌أَ‍قِ‍‍يمُو‌ا‌ ‌وُجُوهَكُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ كُلِّ مَسْجِد‌ٍ‌ ‌وَ‌ا‌دْع‍‍ُ‍وهُ مُ‍‍خْ‍‍لِ‍‍صِ‍‍ي‍‍نَ لَهُ ‌ال‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ كَمَا‌ بَدَ‌أَكُمْ تَعُو‌دُ‌ونَ
007-030 آ«فريقاآ» منكم آ«هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون اللهآ» أي غيره آ«ويحسبون أنهم مهتدونآ». فَ‍‍رِي‍‍ق‍‍اً‌ هَدَ‌ى‌ ‌وَفَ‍‍رِي‍‍ق‍‍اً‌ حَ‍‍قَّ عَلَيْهِمُ ‌ال‍‍ضَّ‍‍لاَلَةُ ۗ ‌إِنَّ‍‍هُمُ ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذُ‌و‌ا‌ال‍‍شَّيَاطِ‍‍ي‍‍نَ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَيَحْسَب‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ‍‍هُمْ مُهْتَدُ‌ونَ
007-031 آ«يا بني آدم خذوا زينتكمآ» ما يستر عورتكم آ«عند كل مسجدآ» عند الصلاة والطواف آ«وكلوا واشربواآ» ما شئتم آ«ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفينآ». يَابَنِ‍‍ي ‌آ‌دَمَ خُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ ‌زِينَتَكُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ كُلِّ مَسْجِد‌ٍ‌ ‌وَكُلُو‌ا‌ ‌وَ‌اشْ‍رَبُو‌ا‌ ‌وَلاَ‌ تُسْ‍‍رِفُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍هُ ۚ لاَ‌ يُحِبُّ ‌الْمُسْ‍‍رِفِينَ
007-032 آ«قلآ» إنكارا عليهم آ«من حرَّم زينة الله التي أخرج لعبادهآ» من اللباس آ«والطيباتآ» قُ‍‍لْ مَ‍‌‍نْ حَ‍رَّمَ ‌زِينَةَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌الَّتِ‍‍ي ‌أَ‍خْ‍رَجَ لِعِبَا‌دِهِ ‌وَ‌ال‍‍طَّ‍‍يِّب‍‍َ‍اتِ مِنَ ‌ال‍‍رِّ‌زْ‍قِ ۚ قُ‍‍لْ هِيَ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ فِي ‌الْحَي‍‍َ‍اةِ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ خَ‍‍الِ‍‍صَ‍‍ة ً‌ يَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ ۗ كَذَلِكَ نُفَ‍‍صِّ‍‍لُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْلَمُونَ
007-033 آ«قل إنما حرَّم ربي الفواحشآ» الكبائر كالزنا آ«ما ظهر منها وما بطنآ» أي جهرها وسرها آ«والإثمآ» المعصية آ«والبغيآ» على الناس آ«بغير الحقآ» وهو الظلم آ«وأن تشركوا بالله ما لم ينزل بهآ» بإشراكه آ«سلطاناآ» حجة آ«وأن تقولوا على الله ما لا تعلمونآ» من تحريم ما لم يحرم وغيره. قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ حَ‍رَّمَ ‌‍رَبِّيَ ‌الْفَوَ‌احِشَ مَا‌ ظَ‍‍هَ‍رَ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ‌وَمَا‌ بَ‍‍طَ‍‍نَ ‌وَ‌الإِثْمَ ‌وَ‌الْبَ‍‍غْ‍‍يَ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌الْحَ‍‍قِّ ‌وَ‌أَ‌نْ تُشْ‍‍رِكُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ مَا‌ لَمْ يُنَزِّلْ بِ‍‍هِ سُلْ‍‍طَ‍‍انا‌ ً‌ ‌وَ‌أَ‌نْ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
007-034 آ«ولكل أمَّة أجلآ» مدة آ«فإذا جاء أجلهم لا يستأخرونآ» عنه آ«ساعة ولا يستقدمونآ» عليه. وَلِكُلِّ ‌أُمَّ‍‍ةٍ ‌أَجَل‌‍ٌۖ فَإِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌أَجَلُهُمْ لاَ‌ يَسْتَأْ‍خِ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ سَاعَة ًۖ ‌وَلاَ‌ يَسْتَ‍‍قْ‍‍دِمُونَ
007-035 آ«يابني آدم إمَّاآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة آ«يأتينكم رسل منكم يقصُّون عليكم آياتي فمن اتقىآ» الشرك آ«وأصلحآ» عمله آ«فلا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ» في الآخرة. يَابَنِ‍‍ي ‌آ‌دَمَ ‌إِمَّ‍‍ا‌ يَأْتِيَ‍‍نَّ‍‍كُمْ ‌رُسُلٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ يَ‍‍قُ‍‍صُّ‍‍ونَ عَلَيْكُمْ ‌آيَاتِي فَمَنِ ۙ ‌اتَّ‍‍قَ‍‍ى‌ ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍لَحَ فَلاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يَحْزَنُونَ
007-036 آ«والذين كذبوا بآياتنا واستكبرواآ» تكبروا آ«عنهاآ» فلم يؤمنوا بها آ«أولئك أصحاب النار هم فيها خالدونآ». وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ‌وَ‌اسْتَكْبَرُ‌و‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ هُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
007-037 آ«فمنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن افترى على الله كذباآ» بنسبة الشريك والولد إليه آ«أو كذَّب بآياتهآ» القرآن آ«أولئك ينالهمآ» يصيبهم آ«نصيبهمآ» حظهم آ«من الكتابآ» مما كتب لهم في فَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ظْ‍‍لَمُ مِ‍‍مَّ‍‍نِ ‌افْتَ‍رَ‌ى‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ كَذِباً‌ ‌أَ‌وْ‌ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ يَنَالُهُمْ نَ‍‍صِ‍‍يبُهُمْ مِنَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ۖ حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمْ ‌رُسُلُنَا‌ يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَيْ‍‍نَ مَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ قَ‍‍الُو‌اضَ‍‍لُّو‌ا‌ عَ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌وَشَهِدُ‌و‌ا‌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ‍‍فُسِهِمْ ‌أَنَّ‍‍هُمْ كَانُو‌ا‌ كَافِ‍‍رِينَ
007-038 آ«قالآ» تعالى لهم يوم القيامة آ«ادخلوا فيآ» جملة آ«أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النارآ» متعلق بادخلوا آ«كلما دخلت أُمةآ» النار آ«لعنت أختهاآ» التي قبلها لضلالها بها آ«حتى إذا ادَّاركواآ» تلاحقوا آ«فيها جميعا قالت أخراهمآ» وهم الأتباع آ«لأولاهمآ» أي لأجلائهم وهم المتبوعون آ«ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفاآ» مضعفا آ«من النار قالآ» تعالى آ«لكلآ» منكم ومنهم آ«ضعفآ» عذاب مضعف آ«ولكن لا يعلمونآ» بالياء والتاء ما لكل فريق. قَ‍‍الَ ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌ فِ‍‍ي ‌أُمَم‌‍ٍقَ‍‍دْ‌ خَ‍‍لَتْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكُمْ مِنَ ‌الْجِ‍‍نِّ ‌وَ‌الإِ‌ن‍‍سِ فِي ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ كُلَّمَا‌ ‌دَ‍خَ‍‍لَتْ ‌أُمَّ‍‍ة ٌ‌ لَعَنَتْ ‌أُ‍خْ‍‍تَهَا‌ ۖ حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌ا‌دَّ‌ا‌‍رَكُو‌ا‌ فِيهَا‌ جَمِيعا‌‌ ًقَ‍‍الَتْ ‌أُ‍خْ‍رَ‌اهُمْ لِأ‌ولاَهُمْ ‌‍رَبَّنَا‌ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ ‌أَ‍ضَ‍‍لُّونَا‌ فَآتِهِمْ عَذَ‌ابا‌‌ ًضِ‍‍عْفا‌ ً‌ مِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ قَ‍‍الَ لِكُلّ‌‍ٍضِ‍‍عْفٌ‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
007-039 آ«وقالت أُولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلآ» لأنكم لم تكفروا بسببنا فنحن وأنتم سواء قال تعالى لهم آ«فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبونآ». وَ‍قَ‍‍الَتْ ‌أ‍ُ‍‌ولاَهُمْ لِأخْ‍رَ‌اهُمْ فَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ لَكُمْ عَلَيْنَا‌ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍ل‌‍ٍ‌ فَذُ‌وقُ‍‍و‌ا‌الْعَذ‍َ‍‌ابَ بِمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَكْسِبُونَ
007-040 آ«إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبرواآ» تكبروا آ«عنهاآ» فلم يؤمنوا بها آ«لا تفتَّح لهم أبواب السماءآ» إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت فيهبط بها إلى سجين بخلاف المؤمن فتفتح له ويصعد بروحه إلى السماء السابعة كما ورد في حديث إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ‌وَ‌اسْتَكْبَرُ‌و‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ لاَ‌ تُفَتَّحُ لَهُمْ ‌أَبْ‍‍و‍َ‍‌ابُ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَلاَ‌ يَ‍‍دْ‍‍خُ‍‍ل‍‍ُ‍ونَ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةَ حَتَّى‌ يَلِجَ ‌الْجَمَلُ فِي سَ‍‍مِّ ‌الْ‍‍خِ‍‍ي‍‍َ‍اطِ ۚ ‌وَكَذَلِكَ نَ‍‍جْ‍‍زِي ‌الْمُ‍‍جْ‍‍رِمِينَ
007-041 آ«لهم من جهنم مهادآ» فراش آ«ومن فوقهم غواشٍآ» أغطية من النار جمع غاشية وتنوينه عوض من الياء المحذوفة آ«وكذلك نجزي الظالمينآ». لَهُمْ مِ‍‌‍نْ جَهَ‍‍نَّ‍‍مَ مِه‍‍َ‍ا‌د‌ٌ‌ ‌وَمِ‍‌‍نْ فَوْ‍قِ‍‍هِمْ غَ‍‍و‍َ‍‌اشٍۚ ‌وَكَذَلِكَ نَ‍‍جْ‍‍زِي ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
007-042 آ«والذين آمنوا وعملوا الصالحاتآ» مبتدأ وقوله آ«لا نكلّف نفسا إلا وسعهاآ» طاقتها من العمل اعتراض بينه وبين خبره وهو آ«أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدونآ». وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ لاَ‌ نُكَلِّفُ نَفْسا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ ‌وُسْعَهَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ ۖ هُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
007-043 آ«ونزعنا ما في صدورهم من غلآ» حقد كان بينهم في الدنيا آ«تجري من تحتهمآ» تحت قصورهم آ«الأنهار وقالواآ» عند الاستقرار في منازلهم آ«الحمد لله الذي هدانا لهذاآ» العمل الذي هذا جزاؤه آ«وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللهآ» حذف جواب لولا لدلالة ما قبله عليه آ«لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أنآ» مخففة أي أنه أو مفسرة في المواضع الخمسة آ«تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملونآ». وَنَزَعْنَا‌ مَا‌ فِي صُ‍‍دُ‌و‌رِهِمْ مِ‍‌‍نْ غِ‍‍لّ‌‍ٍ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهِمُ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ ۖ ‌وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌الْحَمْدُ‌ لِلَّهِ ‌الَّذِي هَدَ‌انَا‌ لِهَذَ‌ا‌ ‌وَمَا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ‌ ‌أَ‌نْ هَدَ‌انَا‌ ‌اللَّهُ ۖ لَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْ ‌رُسُلُ ‌‍رَبِّنَا‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۖ ‌وَنُو‌دُ‌و‌ا‌ ‌أَ‌نْ تِلْكُمُ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةُ ‌أ‍ُ‍‌و‌رِثْتُمُوهَا‌ بِمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَعْمَلُونَ
007-044 آ«ونادى أصحابُ الجنة أصحاب النارآ» تقريرا أو تبكيتا آ«أن قد وجدنا ما وعدنا ربناآ» من الثواب آ«حقا فهل وجدتم ما وعدآ» كم آ«ربكُمآ» من العذاب آ«حقا؟ قالوا نعمْ فأذَّن مؤذَّنآ» نادى منادٍ آ«بينهمآ» بين الفريقين أسمعهم آ«أن لعنة الله على وَنَا‌دَ‌ى‌ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌أَ‌نْ قَ‍‍دْ‌ ‌وَجَ‍‍دْنَا‌ مَا‌ ‌وَعَدَنَا‌ ‌‍رَبُّنَا‌ حَ‍‍قّ‍‍ا‌‌ ً‌ فَهَلْ ‌وَجَ‍‍دْتُمْ مَا‌ ‌وَعَدَ‌ ‌‍رَبُّكُمْ حَ‍‍قّ‍‍ا‌‌ ًۖ قَ‍‍الُو‌ا‌ نَعَمْ ۚ فَأَ‌ذَّنَ مُؤَ‌ذِّن‌‍ٌ‌ بَيْنَهُمْ ‌أَ‌نْ لَعْنَةُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَى‌ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
007-045 آ«الذين يصدونآ» الناس آ«عن سبيل اللهآ» دينه آ«ويبغونهاآ» أي يطلبون السبيل آ«عوجاآ» معوجة آ«وهم بالآخرة كافرونآ». الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍صُ‍‍دّ‍ُ‍‌ونَ عَ‍‌‍نْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَيَ‍‍بْ‍‍‍‍غُ‍‍ونَهَا‌ عِوَجا‌ ً‌ ‌وَهُمْ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ كَافِرُ‌ونَ
007-046 (وبينهما) أي أصحاب الجنة والنار (حجاب) حاجز قيل هو سور الأعراف (وعلى الأعراف) وهو سور الجنة (رجال) استوت حسناتهم وسيئاتهم كما في الحديث (يعرفون كلا) من أهل الجنة والنار (بسيماهم) بعلامتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها للكافرين لرؤيتهم لهم إذ موضعهم عال (ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم) قال تعالى (لم يدخلوها) أي أصحاب الأعراف الجنة (وهم يطمعون) في دخولها قال الحسن: لم يطمعهم إلا لكرامة يريدها بهم وروى الحاكم عن حذيفة قال "" بينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم "". وَبَيْنَهُمَا‌ حِج‍‍َ‍ابٌۚ ‌وَعَلَى‌ ‌الأَعرَ‍‌افِ ‌رِج‍‍َ‍الٌ‌ يَعْ‍‍رِف‍‍ُ‍ونَ كُلاّ‌ ً‌ بِسِيمَاهُمْ ۚ ‌وَنَا‌دَ‌وْ‌ا‌ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابَ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ ‌أَ‌نْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَ‍‍دْ‍‍خُ‍‍لُوهَا‌ ‌وَهُمْ يَ‍‍طْ‍‍مَعُونَ
007-047 آ«وإذا صرفت أبصارهمآ» أي أصحاب الأعراف آ«تلقاءآ» جهة آ«أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلناآ» في النار آ«مع القوم الظالمينآ». وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ صُ‍‍رِفَتْ ‌أَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌رُهُمْ تِلْ‍‍قَ‍‍ا‌ءَ‌ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابِ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ قَ‍‍الُو‌ا‌ ‌‍رَبَّنَا‌ لاَ‌ تَ‍‍جْ‍‍عَلْنَا‌ مَعَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
007-048 آ«ونادى أصحاب الأعراف رجالاآ» من أصحاب النار آ«يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكمآ» من النار آ«جمعكمآ» المال أو كثرتكم آ«وما كنتم تستكبرونآ» أي واستكباركم عن الإيمان، ويقولون لهم مشيرين إلى ضعفاء المسلمين. وَنَا‌دَ‌ى‌ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌الأَعرَ‍‌افِ ‌رِجَالا‌ ً‌ يَعْ‍‍رِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَ‍‍الُو‌ا‌ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‍‍غْ‍‍نَى‌ عَ‍‌‍نْ‍‍كُمْ جَمْعُكُمْ ‌وَمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَسْتَكْبِرُ‌ونَ
007-049 آ«أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمةآ» أَه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَ‍قْ‍‍سَمْتُمْ لاَ‌ يَنَالُهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ بِ‍رَحْمَة‌‍ٍۚ ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةَ لاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْكُمْ ‌وَلاَ‌ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَحْزَنُونَ
007-050 آ«ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم اللهآ» من الطعام آ«قالوا إن الله حرَّمهماآ» منعهما آ«على الكافرينآ». وَنَا‌دَ‌ى‌ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابَ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ ‌أَ‌نْ ‌أَفِي‍‍ضُ‍‍و‌ا‌ عَلَيْنَا‌ مِنَ ‌الْم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌أَ‌وْ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قَ‍‍كُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ حَ‍رَّمَهُمَا‌ عَلَى‌ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
007-051 آ«الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهمآ» نتركهم في النار آ«كما نسوا لقاء يومهم هذاآ» بتركهم العمل له آ«وما كانوا بآياتنا يجحدونآ» أي وكما جحدوا. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذُ‌و‌ا‌ ‌دِينَهُمْ لَهْو‌ا‌ ً‌ ‌وَلَعِبا‌ ً‌ ‌وَ‍‍غَ‍رَّتْهُمُ ‌الْحَي‍‍َ‍اةُ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ۚ فَالْيَ‍‍وْمَ نَ‍‌‍ن‍‍سَاهُمْ كَمَا‌ نَسُو‌ا‌ لِ‍‍قَ‍‍ا‌ءَ‌ يَوْمِهِمْ هَذَ‌ا‌ ‌وَمَا‌ كَانُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ يَ‍‍جْ‍‍حَدُ‌ونَ
007-052 آ«ولقد جئناهمآ» أي أهل مكة آ«بكتابآ» قرآن آ«فصَّلناهآ» بيَّناه بالأخبار والوعد والوعيد آ«على علمآ» حال أي عالمين بما فصَّل فيه آ«هدىآ» حال من الهاء آ«ورحمة لقوم يؤمنونآ» به. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ جِئْنَاهُمْ بِكِت‍‍َ‍اب‌‍ٍ‌ فَ‍‍صَّ‍‍لْن‍‍َ‍اهُ عَلَى‌ عِلْمٍ هُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة ً‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يُؤْمِنُونَ
007-053 آ«هل ينظرونآ» ما ينتظرون آ«إلا تأويلهآ» عاقبة ما فيه آ«يوم يأتي تأويلهآ» هو يوم القيامة آ«يقول الذين نسوه من قبلآ» تركوا الإيمان به آ«قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أوآ» هل آ«نُردآ» إلى الدنيا آ«فنعمل غير الذي كنا نعملآ» نوحِّد الله ونترك الشرك، فيقال لهم: لا، قال تعالى: آ«قد خسروا أنفسهمآ» إذ صاروا إلى الهلاك آ«وضلّآ» ذهب آ«عنهم ما كانوا يفترونآ» من دعوى الشريك. هَلْ يَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ ‌إِلاَّ‌ تَأْ‌وِيلَ‍‍هُ ۚ يَ‍‍وْمَ يَأْتِي تَأْ‌وِيلُ‍‍هُ يَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ نَس‍‍ُ‍وهُ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْ ‌رُسُلُ ‌‍رَبِّنَا‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ فَهَلْ لَنَا‌ مِ‍‌‍نْ شُفَع‍‍َ‍ا‌ءَ‌ فَيَشْفَعُو‌ا‌ لَنَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ نُ‍رَ‌دُّ‌ فَنَعْمَلَ غَ‍‍يْ‍رَ‌الَّذِي كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ نَعْمَلُ ۚ قَ‍‍دْ‌ خَ‍‍سِرُ‌و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ‌وَ‍ضَ‍‍لَّ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَفْتَرُ‌ونَ
007-054 آ«إن ربكم الله إِنَّ ‌‍رَبَّكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضَ فِي سِتَّةِ ‌أَيّ‍‍َ‍ام‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ ‌اسْتَوَ‌ى‌ عَلَى‌ ‌الْعَرْشِ يُ‍‍غْ‍‍شِي ‌ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لَ ‌ال‍‍نَّ‍‍ه‍‍َ‍ا‌‍رَ‌ يَ‍‍طْ‍‍لُبُ‍‍هُ حَثِيثا‌ ً‌ ‌وَ‌ال‍‍شَّمْسَ ‌وَ‌الْ‍‍قَ‍‍مَ‍رَ‌ ‌وَ‌ال‍‍نُّ‍‍ج‍‍ُ‍ومَ مُسَ‍‍خَّ‍رَ‍‌ات ٍ‌ بِأَمْ‍‍رِهِ ۗ ‌أَلاَ‌ لَهُ ‌الْ‍‍خَ‍‍لْ‍‍قُ ‌وَ‌الأَمْرُ‌ ۗ تَبَا‌‍رَكَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌‍رَبُّ ‌الْعَالَمِينَ
007-055 آ«ادعوا ربَّكم تضرُّعاآ» حال تذللا آ«وخُفيةآ» سرا آ«إنه لا يحب المعتدينآ» في الدعاء بالتشدق ورفع الصوت. ‍ا‌دْعُو‌ا‌ ‌‍رَبَّكُمْ تَ‍‍ضَ‍‍رُّعا‌ ً‌ ‌وَ‍خُ‍‍فْيَة‌ ًۚ ‌إِنَّ‍‍هُ لاَ‌ يُحِبُّ ‌الْمُعْتَدِينَ
007-056 آ«ولا تُفسدوا في الأرضآ» بالشرك والمعاصي آ«بعد إصلاحهاآ» ببعث الرسل آ«وادعوه خوفاآ» من عقابه آ«وطمعاآ» في رحمته آ«إن رحمة الله قريب من المحسنينآ» المطيعين وتذكير قريب المخبر به عن رحمة لإضافتها إلى الله. وَلاَ‌ تُفْسِدُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ بَعْدَ‌ ‌إِصْ‍‍لاَحِهَا‌ ‌وَ‌ا‌دْع‍‍ُ‍وهُ خَ‍‍وْفا‌ ً‌ ‌وَ‍طَ‍‍مَعا‌‌ ًۚ ‌إِنَّ ‌‍رَحْمَتَ ‌اللَّ‍‍هِ قَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍بٌ‌ مِنَ ‌الْمُحْسِنِينَ
007-057 آ«وهو الذي يرسل الرياح نُشُرا بين يدي رحمتهآ» أي متفرقة قدام المطر، وفي قراءة سكون الشين تخفيفا، وفي أخرى بسكونها وفتح النون مصدرا، وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون: أي مبشرا ومفرد الأولى نشور كرسول والأخيرة بشير آ«حتى إذا وَهُوَ‌ ‌الَّذِي يُرْسِلُ ‌ال‍‍رِّي‍‍َ‍احَ بُشْر‌ا‌ ً‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ يَدَيْ ‌‍رَحْمَتِ‍‍هِ ۖ حَتَّ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‍قَ‍‍لَّتْ سَحَابا‌‌ ً‌ ثِ‍‍قَ‍‍الا‌‌ ً‌ سُ‍‍قْ‍‍ن‍‍َ‍اهُ لِبَلَد‌ٍ‌ مَيِّت‌‍ٍ‌ فَأَ‌ن‍‍زَلْنَا‌ بِهِ ‌الْم‍‍َ‍ا‌ءَ‌ فَأَ‍خْ‍رَجْ‍‍نَا‌ بِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ كُلِّ ‌ال‍‍ثَّمَ‍رَ‍‌اتِ ۚ كَذَلِكَ نُ‍‍خْ‍‍رِجُ ‌الْمَوْتَى‌ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ
007-058 آ«والبلد الطيبآ» العذب التراب آ«يخرج نباتهآ» حسنا آ«بإذن ربهآ» هذا مثل للمؤمن يسمع الموعظة فينتفع بها آ«والذي خبثآ» ترابه آ«لا يخرجآ» نباته آ«إلا نكداآ» عسرا بمشقة وهذا مثل للكافر آ«كذلكآ» كما بينا ما ذكر آ«نُصرِّفآ» نبين آ«الآيات لقوم يشكرونآ» الله يؤمنون. وَ‌الْبَلَدُ‌ ‌ال‍‍طَّ‍‍يِّبُ يَ‍‍خْ‍‍رُجُ نَبَاتُ‍‍هُ بِإِ‌ذْنِ ‌‍رَبِّ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌الَّذِي خَ‍‍بُثَ لاَ‌ يَ‍‍خْ‍‍رُجُ ‌إِلاَّ‌ نَكِد‌ا‌‌ ًۚ كَذَلِكَ نُ‍‍صَ‍‍رِّفُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَشْكُرُ‌ونَ
007-059 آ«لقدآ» جواب قسم محذوف آ«أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غَيْرُِهُآ» بالجر صفة لإله والرفع بدل من محله آ«إني أخاف عليكمآ» إن عبدتم غيره آ«عذاب يوم عظيمآ» هو يوم القيامة. لَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‌رْسَلْنَا‌ نُوحا‌‌ ً‌ ‌إِلَى‌ قَ‍‍وْمِ‍‍هِ فَ‍‍قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ ‌اعْبُدُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ مَا‌ لَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌إِلَهٍ غَ‍‍يْرُهُ~ُ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَ‍خَ‍‍افُ عَلَيْكُمْ عَذ‍َ‍‌ابَ يَ‍‍وْمٍ عَ‍‍ظِ‍‍يمٍ
007-060 آ«قال الملأآ» الأشراف آ«من قومه إنا لنراك في ضلالٍ مبينآ» بيَّن. قَ‍‍الَ ‌الْمَلَأُ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمِهِ ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَنَ‍رَ‍‌اكَ فِي ضَ‍‍لاَلٍ‌ مُبِينٍ
007-061 آ«قال يا قوم ليس بي ضلالةآ» هي أعم من الضلال فنفيها أبلغ من نفيه آ«ولكني رسول من رب العالمينآ». قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ لَ‍‍يْ‍‍سَ بِي ضَ‍‍لاَلَةٌ‌ ‌وَلَكِ‍‍نِّ‍‍ي ‌‍رَس‍‍ُ‍ولٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
007-062 آ«أبلِّغُكمآ» بالتخفيف والتشديد آ«رسالات ربَّي وأنصحآ» أريد الخبر آ«لكم وأعلم من الله ما لا تعلمونآ». أُبَلِّ‍‍غُ‍‍كُمْ ‌رِسَالاَتِ ‌‍رَبِّي ‌وَ‌أَ‌ن‍‍صَ‍‍حُ لَكُمْ ‌وَ‌أَعْلَمُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
007-063 آ«أآ» كذبتم آ«وعجبتم أن جاءكم ذكرآ» موعظة آ«من ربكم أَ‌وَعَجِ‍‍بْ‍‍تُمْ ‌أَ‌نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ‌ذِكْر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ عَلَى‌ ‌‍رَجُلٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ لِيُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌‍رَكُمْ ‌وَلِتَتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ ‌وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
007-064 آ«فكذَّبوه فأنجيناه والذين معهآ» من الغرق آ«في الفلكآ» السفينة آ«وأغرقنا الذين كذَّبوا بآياتناآ» بالطوفان آ«إنهم كانوا قوما عَمينآ» عن الحق. فَكَذَّب‍‍ُ‍وهُ فَأَ‌ن‍‍جَيْن‍‍َ‍اهُ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مَعَ‍‍هُ فِي ‌الْفُلْكِ ‌وَ‌أَ‍‍غْ‍رَ‍قْ‍‍نَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَ‍‍اۚ ‌إِنَّ‍‍هُمْ كَانُو‌اقَ‍‍وْماً‌ عَمِينَ
007-065 آ«وآ» أرسلنا آ«إلى عادآ» الأولى آ«أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا اللهآ» وحِّدوه آ«ما لكم من إله غيرُه أفلا تتقونآ» تخافونه فتؤمنون. وَ‌إِلَى‌ ع‍‍َ‍ا‌دٍ‌ ‌أَ‍خَ‍‍اهُمْ هُو‌د‌ا‌‌ ًۗ قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ ‌اعْبُدُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ مَا‌ لَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌إِلَهٍ غَ‍‍يْرُهُ ‌أَفَلاَ‌ ۚ تَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
007-066 آ«قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهةآ» جهالة آ«وإنا لنظنُّك من الكاذبينآ» في رسالتك. قَ‍‍الَ ‌الْمَلَأُ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمِهِ ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَنَ‍رَ‍‌اكَ فِي سَفَاهَةٍ‌ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ لَنَ‍‍ظُ‍‍نُّ‍‍كَ مِنَ ‌الْكَا‌ذِبِينَ
007-067 آ«قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من ربِّ العالمينآ». قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ لَ‍‍يْ‍‍سَ بِي سَفَاهَةٌ‌ ‌وَلَكِ‍‍نِّ‍‍ي ‌‍رَس‍‍ُ‍ولٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
007-068 آ«أبلَّغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمينآ» مأمون على الرسالة. أُبَلِّ‍‍غُ‍‍كُمْ ‌رِسَالاَتِ ‌‍رَبِّي ‌وَ‌أَنَا‌ لَكُمْ نَاصِ‍‍حٌ ‌أَمِينٌ
007-069 آ«أو عجبتم أن جاءكم ذِكْرٌ من ربكم علىآ» لسان آ«رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاءآ» في الأرض آ«من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطةآ» قوة وَطَوْلا وكان طويلهم مائة ذراع وقصيرهم ستين آ«فاذكروا آلاء اللهآ» نعمه آ«لعلكم تفلحونآ» تفوزون. أَ‌وَعَجِ‍‍بْ‍‍تُمْ ‌أَ‌نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ‌ذِكْر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ عَلَى‌ ‌‍رَجُلٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ لِيُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌‍رَكُمْ ۚ ‌وَ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ ‌إِ‌ذْ‌ جَعَلَكُمْ خُ‍‍لَف‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ قَ‍‍وْمِ ن‍‍ُ‍وحٍ‌ ‌وَ‌زَ‌ا‌دَكُمْ فِي ‌الْ‍‍خَ‍‍لْ‍‍قِ بَسْ‍‍طَ‍‍ة‌ ًۖ فَا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ ‌آلاَ‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
007-070 آ«قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذرآ» نترك آ«ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدناآ» به من العذاب آ«إن كنت من الصادقينآ» في قولك. قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَجِئْتَنَا‌ لِنَعْبُدَ‌ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَحْدَهُ ‌وَنَذَ‌‍رَ‌ مَا‌ ك‍‍َ‍انَ يَعْبُدُ‌ ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُنَا‌ ۖ فَأْتِنَا‌ بِمَا‌ تَعِدُنَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تَ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
007-071 آ«قال قد وقعآ» وجب آ«عليكم من ربَّكم رجسآ» عذاب آ«وغضب قَ‍‍الَ قَ‍‍دْ‌ ‌وَ‍قَ‍‍عَ عَلَيْكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ‌رِجْ‍‍سٌ‌ ‌وَ‍‍غَ‍‍ضَ‍‍بٌ ۖ ‌أَتُجَا‌دِلُونَنِي فِ‍‍ي ‌أَسْم‍‍َ‍ا‌ء‌‌ٍ‌ سَ‍‍مَّ‍‍يْتُمُوهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ‌وَ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُكُمْ مَا‌ نَزَّلَ ‌اللَّ‍‍هُ بِهَا‌ مِ‍‌‍نْ سُلْ‍‍طَ‍‍ان‌‍ٍۚ فَا‌ن‍‍تَ‍‍ظِ‍‍رُ‌و‌ا‌ ‌إِنِّ‍‍ي مَعَكُمْ مِنَ ‌الْمُ‍‌‍ن‍‍تَ‍‍ظِ‍‍رِينَ
007-072 آ«فأنجيناهآ» أي هودا آ«والذين معهآ» من المؤمنين آ«برحمة منا وقطعنا دابرآ» القوم آ«الذين كذبوا بآياتناآ» أي استأصلناكم آ«وما كانوا مؤمنينآ» عطف على كذبوا. فَأَ‌ن‍‍جَيْن‍‍َ‍اهُ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مَعَ‍‍هُ بِ‍رَحْمَةٍ‌ مِ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌وَ‍قَ‍‍طَ‍‍عْنَا‌ ‌دَ‌ابِ‍‍ر‍َ‍‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ۖ ‌وَمَا‌ كَانُو‌ا‌ مُؤْمِنِينَ
007-073 آ«وآ» أرسلنا آ«إلى ثمودآ» بترك الصرف مرادا به القبيلة آ«أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بيَّنةآ» معجزة آ«من ربكمآ» على صدقي آ«هذه ناقة الله لكم آيةآ» حال عاملها معنى الإشارة وكانوا سألوه أن يخرجها لهم صخرة عينوها آ«فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوءآ» بعقر أو ضرب آ«فيأخذكم عذاب أليمآ». وَ‌إِلَى‌ ثَم‍‍ُ‍و‌دَ‌ ‌أَ‍خَ‍‍اهُمْ صَ‍‍الِحا‌‌ ًۗ قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ ‌اعْبُدُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ مَا‌ لَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌إِلَهٍ غَ‍‍يْرُهُ قَ‍‍دْ‌ ۖ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ هَذِهِ ۖ نَاقَ‍‍ةُ ‌اللَّ‍‍هِ لَكُمْ ‌آيَة‌ ً‌ فَذَ‌رُ‌وهَا‌ ۖ تَأْكُلْ فِ‍‍ي ‌أَ‌رْ‍ضِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ ۖ تَمَسُّوهَا‌ بِس‍‍ُ‍و‌ء‌‌ٍ‌ فَيَأْ‍خُ‍‍ذَكُمْ عَذ‍َ‍‌ابٌ ‌أَلِيمٌ
007-074 آ«واذكروا إذ جعلكم خلفاءآ» في الأرض آ«من بعد عاد وبوَّأكمآ» أسكنكم آ«في الأرض تتَّخذون من سهولها قصوراآ» تسكنونها في الصيف آ«وتنحتون الجبال بيوتاآ» تسكنونها في الشتاء ونصبه على الحال المقدرة آ«فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدينآ». وَ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ ‌إِ‌ذْ‌ جَعَلَكُمْ خُ‍‍لَف‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ع‍‍َ‍ا‌د‌ٍ‌ ‌وَبَوَّ‌أَكُمْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ تَتَّ‍‍خِ‍‍ذ‍ُ‍‌ونَ مِ‍‌‍نْ سُهُولِهَا‌ قُ‍‍صُ‍‍و‌ر‌ا‌ ً‌ ‌وَتَ‍‌‍نْ‍‍حِت‍‍ُ‍ونَ ‌الْجِب‍‍َ‍الَ بُيُوتا‌‌ ًۖ فَا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ ‌آلاَ‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ تَعْثَوْ‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ مُفْسِدِينَ
007-075 آ«قال الملأ الذين استكبروا من قومهآ» تكبروا عن الإيمان به آ«للذين استُضعفوا لمن آمن قَ‍‍الَ ‌الْمَلَأُ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اسْتَكْبَرُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمِ‍‍هِ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اسْتُ‍‍ضْ‍‍عِفُو‌ا‌ لِمَ‍‌‍نْ ‌آمَنَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌أَتَعْلَم‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ صَ‍‍الِحا‌ ً‌ مُرْسَلٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّ‍‍هِ ۚ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ بِمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌رْسِلَ بِ‍‍هِ مُؤْمِنُونَ
007-076 آ«قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرونآ». قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اسْتَكْبَرُ‌و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ بِ‍الَّذِي ‌آمَ‍‌‍ن‍‍تُمْ بِ‍‍هِ كَافِرُ‌ونَ
007-077 وكانت الناقة لها يوم في الماء ولهم يوم فملوا ذلك آ«فعقروا الناقةآ» عقرها قدار بأمرهم بأن قتلها بالسيف آ«وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدناآ» به من العذاب على قتلها آ«إن كنت من المرسلينآ». فَعَ‍قَ‍‍رُ‌و‌ا‌ال‍‍نَّ‍‍اقَ‍‍ةَ ‌وَعَتَوْ‌ا‌ عَ‍‌‍نْ ‌أَمْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌‍رَبِّهِمْ ‌وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ يَاصَ‍‍الِحُ ‌ائْتِنَا‌ بِمَا‌ تَعِدُنَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تَ مِنَ ‌الْمُرْسَلِينَ
007-078 آ«فأخذتهم الرجفةآ» الزلزلة الشديدة من الأرض والصيحة من السماء آ«فأصبحوا في دارهم جاثمينآ» باركين على الركب ميِّتين. فَأَ‍خَ‍‍ذَتْهُمُ ‌ال‍رَّجْ‍‍فَةُ فَأَ‍صْ‍‍بَحُو‌ا‌ فِي ‌دَ‌ا‌رِهِمْ جَاثِمِينَ
007-079 آ«فتولىآ» أعرض صالح آ«عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحينآ». فَتَوَلَّى‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌وَ‍قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ لَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَبْ‍‍لَ‍‍غْ‍‍تُكُمْ ‌رِسَالَةَ ‌‍رَبِّي ‌وَنَ‍‍صَ‍‍حْتُ لَكُمْ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ لاَ‌ تُحِبّ‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍نَّ‍‍اصِ‍‍حِينَ
007-080 آ«وآ» اذكر آ«لوطاآ» ويبدل منه آ«إذا قال لقومه أتأتون الفاحشةآ» أي أدبار الرجال آ«ما سبقكم بها من أحد من العالمينآ» الإنس والجن. وَلُوط‍‍ا‌‌ ً‌ ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ لِ‍‍قَ‍‍وْمِهِ ‌أَتَأْت‍‍ُ‍ونَ ‌الْفَاحِشَةَ مَا‌ سَبَ‍‍قَ‍‍كُمْ بِهَا‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَحَد‌ٍ‌ مِنَ ‌الْعَالَمِينَ
007-081 آ«أئِنَّكُمآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال الألف بينهما وفي قراءة إنَّكُمْ آ«لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفونآ» متجاوزون الحلال إلى الحرام. إِنَّ‍‍كُمْ لَتَأْت‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍رِّج‍‍َ‍الَ شَهْوَة ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ۚ بَلْ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ قَ‍‍وْمٌ‌ مُسْ‍‍رِفُونَ
007-082 آ«وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهمآ» أي لوطا وأتباعه آ«من قريتكم إنهم أناس يتطهرونآ» من أدبار الرجال. وَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ جَو‍َ‍‌ابَ قَ‍‍وْمِهِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‍خْ‍‍رِجُوهُمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍رْيَتِكُمْ ۖ ‌إِنَّ‍‍هُمْ ‌أُن‍‍َ‍اسٌ‌ يَتَ‍‍طَ‍‍هَّرُ‌ون
007-083 آ«فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرينآ» الباقين في العذاب. فَأَ‌ن‍‍جَيْن‍‍َ‍اهُ ‌وَ‌أَهْلَهُ~ُ ‌إِلاَّ‌ ‌امْ‍رَ‌أَتَ‍‍هُ كَانَتْ مِنَ ‌الْ‍‍غَ‍‍ابِ‍‍رِينَ
007-084 آ«وأمطرنا عليهم مطراآ» هو حجارة السجيل فأهلكتهم آ«فانظر كيف كان عاقبة المجرمينآ». وَ‌أَمْ‍‍طَ‍‍رْنَا‌ عَلَيْهِمْ مَ‍‍طَ‍‍ر‌ا‌‌ ًۖ فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الْمُ‍‍جْ‍‍رِمِينَ
007-085 آ«وآ» أرسلنا آ«إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينةآ» معجزة آ«من ربكمآ» على صدقي آ«فأوفواآ» أتموا آ«الكيل والميزان ولا تبخسواآ» تنقصوا آ«الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرضآ» بالكفر والمعاصي آ«بعد إصلاحهاآ» ببعث الرسل آ«ذلكمآ» المذكور آ«خير لكم إن كنتم مؤمنينآ» مريدي الإيمان فبادروا إليه. وَ‌إِلَى‌ مَ‍‍دْيَنَ ‌أَ‍خَ‍‍اهُمْ شُعَيْبا‌‌ ًۗ قَ‍‍الَ يَاقَ‍‍وْمِ ‌اعْبُدُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ مَا‌ لَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌إِلَهٍ غَ‍‍يْرُهُ قَ‍‍دْ‌ ۖ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ فَأَ‌وْفُو‌اۖ ‌الْكَ‍‍يْ‍‍لَ ‌وَ‌الْمِيز‍َ‍‌انَ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍بْ‍‍‍‍خَ‍‍سُو‌ا‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ ‌أَشْي‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ ‌وَلاَ‌ تُفْسِدُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ بَعْدَ‌ ‌إِصْ‍‍لاَحِهَا‌ ‌ذَلِكُمْ ۚ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لَكُمْ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مُؤْمِنِينَ
007-086 آ«ولا تقعدوا بكل صراطآ» طريق آ«تُوعدونآ» تخوفون الناس بأخذ ثيابهم أو المكس منهم آ«وتصدونآ» تصرفون آ«عن سبيل اللهآ» دينه آ«من آمن بهآ» بتوعدكم إياه بالقتل آ«وتبغونهاآ» تطلبون الطريق آ«عوجاآ» معوجة آ«واذكروا إذ كنتم قليلا فكثَّركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدينآ» قبلكم بتكذيب رسلهم أي آخر أمرهم من الهلاك. وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍عُدُ‌و‌ا‌ بِكُلِّ صِ‍رَ‍‌اط‌‍‌‍ٍ‌ تُوعِد‍ُ‍‌ونَ ‌وَتَ‍‍صُ‍‍دّ‍ُ‍‌ونَ عَ‍‌‍نْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ مَ‍‌‍نْ ‌آمَنَ بِ‍‍هِ ‌وَتَ‍‍بْ‍‍‍‍غُ‍‍ونَهَا‌ عِوَجا‌ ًۚ ‌وَ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ ‌إِ‌ذْ‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ قَ‍‍لِيلا‌‌ ً‌ فَكَثَّ‍رَكُمْ ۖ ‌وَ‌ان‍‍ظُ‍‍رُ‌و‌ا‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الْمُفْسِدِينَ
007-087 آ«وإن كان طائفةٌ منكم آمنوا بالذي أُرسلت به وطائفة لم يؤمنواآ» به آ«فاصبرواآ» انتظروا آ«حتى يحكم الله بينناآ» وبينكم بإنجاء المحق وإهلاك المبطل آ«وهو خير الحاكمينآ» أعدلهم. وَ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ طَ‍‍ائِفَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ‌آمَنُو‌ا‌ بِ‍الَّذِي ‌أُ‌رْسِلْتُ بِ‍‍هِ ‌وَ‍طَ‍‍ائِفَة ٌ‌ لَمْ يُؤْمِنُو‌ا‌ فَاصْ‍‍بِرُ‌و‌ا‌ حَتَّى‌ يَحْكُمَ ‌اللَّ‍‍هُ بَيْنَنَا‌ ۚ ‌وَهُوَ‌ خَ‍‍يْ‍‍رُ‌ ‌الْحَاكِمِينَ
007-088 آ«قال الملأ الذين استكبروا من قومهآ» عن الإيمان آ«لنخرجنك يا شعيب قَ‍‍الَ ‌الْمَلَأُ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اسْتَكْبَرُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمِ‍‍هِ لَنُ‍‍خْ‍‍رِجَ‍‍نَّ‍‍كَ يَا‌ شُعَ‍‍يْ‍‍بُ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ مَعَكَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍رْيَتِنَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ لَتَعُو‌دُنَّ فِي مِلَّتِنَا‌ ۚ قَ‍‍الَ ‌أَ‌وَلَوْ‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ كَا‌رِهِينَ
007-089 آ«قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملَّتكم بعد إذ نجَّانا الله منها وما يكونآ» ينبغي آ«لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربُّناآ» ذلك فيخذلنا آ«وسع ربُّنا كلَّ شيء علماآ» أي وسع علمه كل شيء ومنه حالي وحالكم آ«على الله توكلنا ربنا افتحآ» احكم آ«بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحينآ» الحاكمين. قَ‍‍دِ‌ ‌افْتَ‍رَيْنَا‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ كَذِبا‌‌ ً‌ ‌إِ‌نْ عُ‍‍دْنَا‌ فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ‌ ‌إِ‌ذْ‌ نَجَّانَا‌ ‌اللَّهُ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ۚ ‌وَمَا‌ يَك‍‍ُ‍ونُ لَنَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ نَع‍‍ُ‍و‌دَ‌ فِيهَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌‍رَبُّنَا‌ ۚ ‌وَسِعَ ‌‍رَبُّنَا‌ كُلَّ شَ‍‍يْءٍ‌ عِلْماً‌ ۚ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ تَوَكَّلْنَا‌ ۚ ‌‍رَبَّنَا‌ ‌افْتَحْ بَيْنَنَا‌ ‌وَبَ‍‍يْ‍‍نَ قَ‍‍وْمِنَا‌ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تَ خَ‍‍يْ‍‍رُ‌ ‌الْفَاتِحِينَ
007-090 آ«وقال الملأ الذين كفروا من قومهآ» أي قال بعضهم لبعض آ«لئنآ» لام قسم آ«اتبعتم شعيبا إنكم إذًا الخاسرونآ». وَ‍قَ‍‍الَ ‌الْمَلَأُ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمِ‍‍هِ لَئِنِ ‌اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبا‌‌ ً‌ ‌إِنَّ‍‍كُمْ ‌إِ‌ذ‌ا‌ ً‌ لَ‍‍خَ‍‍اسِرُ‌ونَ
007-091 آ«فأخذتهم الرجفةآ» الزلزلة الشديدة آ«فأصبحوا في دارهم جاثمينآ» باركين على الركب ميِّتين. فَأَ‍خَ‍‍ذَتْهُمُ ‌ال‍رَّجْ‍‍فَةُ فَأَ‍صْ‍‍بَحُو‌ا‌ فِي ‌دَ‌ا‌رِهِمْ جَاثِمِينَ
007-092 آ«الذين كذَّبوا شعيباآ» مبتدأ خبره آ«كأنآ» مخففة واسمها محذوف أي كأنهم آ«لم يَغنواآ» يقيموا آ«فيهاآ» في ديارهم آ«الذين كذَّبوا شعيبا كانوا هم الخاسرينآ» التأكيد بإعادة الموصول وغيره للرد عليهم في قولهم السابق. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ شُعَيْبا‌‌ ً‌ كَأَ‌نْ لَمْ يَ‍‍غْ‍‍نَوْ‌ا‌ فِيهَا‌ ۚ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ شُعَيْبا‌‌ ً‌ كَانُو‌ا‌ هُمُ ‌الْ‍‍خَ‍‍اسِ‍‍رِينَ
007-093 آ«فتولىآ» أعرض آ«عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكمآ» فلم تؤمنوا آ«فكيف آسىآ» أحزن آ«على قوم فَتَوَلَّى‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌وَ‍قَ‍‍الَ يَا‌ قَ‍‍وْمِ لَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَبْ‍‍لَ‍‍غْ‍‍تُكُمْ ‌رِسَالاَتِ ‌‍رَبِّي ‌وَنَ‍‍صَ‍‍حْتُ لَكُمْ ۖ فَكَ‍‍يْ‍‍فَ ‌آسَى‌ عَلَى‌ قَ‍‍وْم‌‍ٍ‌ كَافِ‍‍رِينَ
007-094 آ«وما أرسلنا في قرية من نبيآ» فكذبوا آ«إلا أخذناآ» عاقبنا آ«أهلها بالبأساءآ» شدة الفقر آ«والضرَّاءآ» المرض آ«لعلهم يضَّرَّعونآ» يتذللون فيؤمنون. وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌رْسَلْنَا‌ فِي قَ‍‍رْيَةٍ‌ مِ‍‌‍نْ نَبِيّ‌‍ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَ‍‍ا‌ ‌أَهْلَهَا‌ بِ‍الْبَأْس‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَ‌ال‍‍ضَّ‍‍رّ‍َ‍‌ا‌ءِ‌ لَعَلَّهُمْ يَ‍‍ضَّ‍رَّعُونَ
007-095 آ«ثم بدَّلناآ» أعطيناهم آ«مكان السيئةآ» العذاب آ«الحسنةآ» الغنى والصحة آ«حتى عفواآ» كثروا آ«وقالواآ» كفرا للنعمة آ«قد مس آباءنا الضرَّاء والسرَّاءآ» كما مسنا وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من الله فكونوا على ما أنتم عليه قال تعالى: آ«فأخذناهمآ» بالعذاب آ«بغتةآ» فجأة آ«وهم لا يشعرونآ» بوقت مجيئه قبله. ثُ‍‍مَّ بَدَّلْنَا‌ مَك‍‍َ‍انَ ‌ال‍‍سَّيِّئَةِ ‌الْحَسَنَةَ حَتَّى‌ عَفَو‌ا‌ ‌وَ‍قَ‍‍الُو‌اقَ‍‍دْ‌ مَسَّ ‌آب‍‍َ‍ا‌ءَنَا‌ ‌ال‍‍ضَّ‍‍رّ‍َ‍‌ا‌ءُ‌ ‌وَ‌ال‍‍سَّرّ‍َ‍‌ا‌ءُ‌ فَأَ‍خَ‍‍ذْنَاهُمْ بَ‍‍غْ‍‍تَة ً‌ ‌وَهُمْ لاَ‌ يَشْعُرُ‌ونَ
007-096 آ«ولو أنَّ أهل القرىآ» المكذَّبين آ«آمنواآ» بالله ورسلهم آ«واتقواآ» الكفر والمعاصي آ«لفتحناآ» بالتخفيف والتشديد آ«عليهم بركات من السماءآ» بالمطر آ«والأرضآ» بالنبات آ«ولكن كذَّبواآ» الرسل آ«فأخذناهمآ» عاقبناهم آ«بما كانوا يكسبونآ». وَلَوْ‌ ‌أَنَّ ‌أَهْلَ ‌الْ‍‍قُ‍رَ‌ى‌ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَ‌اتَّ‍‍قَ‍‍وْ‌ا‌ لَفَتَحْنَا‌ عَلَيْهِمْ بَ‍رَك‍‍َ‍اتٍ‌ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ كَذَّبُو‌ا‌ فَأَ‍خَ‍‍ذْنَاهُمْ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَكْسِبُونَ
007-097 آ«أفأمن أهل القرىآ» المكذِّبون آ«أن يأتيهم بأسناآ» عذابنا آ«بياتاآ» ليلا آ«وهم نائمونآ» غافلون عنه. أَفَأَمِنَ ‌أَهْلُ ‌الْ‍‍قُ‍رَ‌ى‌ ‌أَ‌نْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا‌ بَيَاتا‌ ً‌ ‌وَهُمْ ن‍‍َ‍ائِمُونَ
007-098 آ«أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحىآ» نهارا آ«وهم يلعبونآ». أَ‌وَ‌ ‌أَمِنَ ‌أَهْلُ ‌الْ‍‍قُ‍رَ‌ى‌ ‌أَ‌نْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا‌ ضُ‍‍حى‌ ً‌ ‌وَهُمْ يَلْعَبُونَ
007-099 آ«أفأمنوا مكر اللهآ» استدراجه إياهم بالنعمة وأخذهم بغتة آ«فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرونآ». أَفَأَمِنُو‌ا‌ مَكْ‍رَ‌اللَّ‍‍هِ ۚ فَلاَ‌ يَأْمَنُ مَكْ‍رَ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمُ ‌الْ‍‍خَ‍‍اسِرُ‌ونَ
007-100 آ«أو لم يهدآ» يتبيَّن آ«للذين يرثون الأرضآ» بالسكنى آ«من بعدآ» أَ‌وَلَمْ يَهْدِ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍رِث‍‍ُ‍ونَ ‌الأَ‌رْ‍ضَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌أَهْلِهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ لَوْ‌ نَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌أَ‍صَ‍‍بْ‍‍نَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ۚ ‌وَنَ‍‍طْ‍‍بَعُ عَلَى‌ قُ‍‍لُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ‌ يَسْمَعُونَ
007-101 آ«تلك القرىآ» التي مرَّ ذكرها آ«نقصُّ عليكآ» يا محمد آ«من أنبائهاآ» أخبار أهلها آ«ولقد جاءتهم رسلهم بالبيناتآ» المعجزات الظاهرات آ«فما كانوا ليؤمنواآ» عند مجيئهم آ«بما كذبواآ» كفروا به آ«من قبلآ» قبل مجيئهم بل استمروا على الكفر آ«كذلكآ» الطبع آ«يطبع الله على قلوب الكافرينآ». تِلْكَ ‌الْ‍‍قُ‍رَ‌ى‌ نَ‍‍قُ‍‍صُّ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‌نْ‍‍ب‍‍َ‍ائِهَا‌ ۚ ‌وَلَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمْ ‌رُسُلُهُمْ بِ‍الْبَيِّن‍‍َ‍اتِ فَمَا‌ كَانُو‌ا‌ لِيُؤْمِنُو‌ا‌ بِمَا‌ كَذَّبُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۚ كَذَلِكَ يَ‍‍طْ‍‍بَعُ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ قُ‍‍ل‍‍ُ‍وبِ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
007-102 آ«وما وجدنا لأكثرهمآ» أي الناس آ«من عهدآ» أي وفاء بعهدهم يوم أخذ الميثاق آ«وإنآ» مخففة آ«وجدنا أكثرهم لفاسقينآ». وَمَا‌ ‌وَجَ‍‍دْنَا‌ لِأكْثَ‍‍رِهِمْ مِ‍‌‍نْ عَهْد‌ٍۖ ‌وَ‌إِ‌نْ ‌وَجَ‍‍دْنَ‍‍ا‌ ‌أَكْثَ‍رَهُمْ لَفَاسِ‍‍قِ‍‍ينَ
007-103 آ«ثم بعثنا من بعدهمآ» أي الرسل المذكورين آ«موسى بآياتناآ» التسع آ«إلى فرعون وملئِهِآ» قومه آ«فظلمواآ» كفروا آ«بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدينآ» بالكفر من إهلاكهم. ثُ‍‍مَّ بَعَثْنَا‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِمْ مُوسَى‌ بِآيَاتِنَ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ ‌وَمَلَئِ‍‍هِ فَ‍‍ظَ‍‍لَمُو‌ا‌ بِهَا‌ ۖ فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ ك‍‍َ‍انَ عَاقِ‍‍بَةُ ‌الْمُفْسِدِينَ
007-104 آ«وقال موسى يا فرعون إني رسول من ربِّ العالمينآ» إليك فكذبه فقال أنا. وَ‍قَ‍‍الَ مُوسَى‌ يَا‌ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنُ ‌إِنِّ‍‍ي ‌‍رَس‍‍ُ‍ولٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
007-105 آ«حقيقآ» جدير آ«على أنآ» أي بأن آ«لا أقول على الله إلا الحقآ» وفي قراءة بتشديد الياء فحقيق مبتدأ خبره حَ‍قِ‍‍ي‍‍قٌ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ لاَ‌ ‌أَ‍قُ‍‍ولَ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌الْحَ‍‍قَّ ۚ قَ‍‍دْ‌ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ فَأَ‌رْسِلْ مَعِي بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍‍يلَ
007-106 آ«قالآ» فرعون له آ«إن كنت جئت بآيةآ» على دعواك آ«فأت بها إن كنت من الصادقينآ» فيها. قَ‍‍الَ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تَ جِئْتَ بِآيَة‌‍ٍ‌ فَأْتِ بِهَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تَ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
007-107 آ«فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبينآ» حية عظيمة. فَأَلْ‍‍قَ‍‍ى‌ عَ‍‍صَ‍‍اهُ فَإِ‌ذَ‌ا‌ هِيَ ثُعْب‍‍َ‍انٌ‌ مُبِينٌ
007-108 آ«ونزع يدهآ» أخرجها من جيبه آ«فإذا هي بيضاءآ» ذات شعاع آ«للناظرينآ» خلاف ما كانت عليه من الأدمة. وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِ‌ذَ‌ا‌ هِيَ بَيْ‍‍ضَ‍‍ا‌ءُ‌ لِل‍‍نَّ‍‍اظِ‍‍رِينَ
007-109 آ«قال الملأ من قوم فرعون إنَّ هذا لساحر عليمآ» فائق في علم السحر. وفي الشعراء أنه من قول فرعون نفسه فكأنهم قالوه معه على سبيل التشاور. قَ‍‍الَ ‌الْمَلَأُ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمِ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ ‌إِنَّ هَذَ‌ا‌ لَسَاحِرٌ‌ عَلِيمٌ
007-110 آ«يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرونآ». يُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌أَ‌نْ يُ‍‍خْ‍‍رِجَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‌رْ‍ضِ‍‍كُمْ ۖ فَمَا‌ذَ‌ا‌ تَأْمُرُ‌ونَ
007-111 آ«قالوا أرجه وأخاهآ» أخِّرْ أمرهما آ«وأرسل في المدائن حاشرينآ» جامعين. قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌رْجِ‍‍هِ ‌وَ‌أَ‍خَ‍‍اهُ ‌وَ‌أَ‌رْسِلْ فِي ‌الْمَد‍َ‍‌ائِنِ حَاشِ‍‍رِينَ
007-112 آ«يأتوك بكل ساحرآ» وفي قراءة سحَّار آ«عليمآ» بفضل موسى في علم السحر فجمعوا. يَأْت‍‍ُ‍وكَ بِكُلِّ سَاحِ‍‍ر‍ٍ‍‌ عَلِيمٍ
007-113 آ«وجاء السحرة فرعون قالوا أئِنَّآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين آ«لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبينآ». وَج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌ال‍‍سَّحَ‍رَةُ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ لَنَا‌ لَأَجْ‍‍ر‌ا‌‌ ً‌ ‌إِ‌نْ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ نَحْنُ ‌الْ‍‍غَ‍‍الِبِينَ
007-114 آ«قال نعم وإنكم لمن المقربينآ». قَ‍‍الَ نَعَمْ ‌وَ‌إِنَّ‍‍كُمْ لَمِنَ ‌الْمُ‍‍قَ‍رَّبِينَ
007-115 آ«قالوا يا موسى إما أن تُلقيآ» عصاك آ«وإما أن نكون نحن الملقينآ» ما معنا. قَ‍‍الُو‌ا‌ يَا‌ مُوسَ‍‍ى‌ ‌إِمَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ تُلْ‍‍قِ‍‍يَ ‌وَ‌إِمَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ نَك‍‍ُ‍ونَ نَحْنُ ‌الْمُلْ‍‍قِ‍‍ينَ
007-116 آ«قال ألقواآ» أمر للإذن بتقديم إلقائهم توصلا به إلى إظهار الحق آ«فلما ألقواآ» حبالهم وعصيهم آ«سحروا قَ‍‍الَ ‌أَلْ‍‍قُ‍‍و‌اۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَلْ‍‍قَ‍‍وْ‌ا‌ سَحَرُ‌و‌ا‌ ‌أَعْيُنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَ‌اسْتَرْهَبُوهُمْ ‌وَج‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ بِسِحْرٍ‌ عَ‍‍ظِ‍‍يمٍ
007-117 آ«وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقفآ» بحذف إحدى التاءين في الأصل تبتلع آ«ما يأفكونآ» يقلبون بتمويههم. وَ‌أَ‌وْحَيْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ مُوسَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ ‌أَلْ‍‍قِ عَ‍‍صَ‍‍اكَ ۖ فَإِ‌ذَ‌ا‌ هِيَ تَلْ‍‍قَ‍‍فُ مَا‌ يَأْفِكُونَ
007-118 آ«فوقع الحقآ» ثبت وظهر آ«وبطل ما كانوا يعملونآ» من السحر. فَوَ‍قَ‍‍عَ ‌الْحَ‍‍قُّ ‌وَبَ‍‍طَ‍‍لَ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
007-119 آ«فغُلبواآ» أي فرعون وقومه آ«هنالك وانقلبوا صاغرينآ» صاروا ذليلين. فَ‍‍غُ‍‍لِبُو‌ا‌ هُنَالِكَ ‌وَ‌ان‍‍قَ‍‍لَبُو‌اصَ‍‍اغِ‍‍رِينَ
007-120 آ«وأُلقي السحرة ساجدينآ». وَ‌أُلْ‍‍قِ‍‍يَ ‌ال‍‍سَّحَ‍رَةُ سَاجِدِينَ
007-121 آ«قالوا آمنا برب العالمينآ». قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌آمَ‍‍نَّ‍‍ا‌ بِ‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
007-122 آ«رب موسى وهارونآ» لعلمهم بأن ما شهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر. رَبِّ مُوسَى‌ ‌وَهَا‌رُ‌ونَ
007-123 آ«قال فرعون أآمنتمآ» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا آ«بهآ» بموسى آ«قبل أن آذنآ» آ«لكم إنَّ هذاآ» الذي صنعتموه آ«لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمونآ» ما ينالكم مني. قَ‍‍الَ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنُ ‌آمَ‍‌‍ن‍‍تُمْ بِ‍‍هِ قَ‍‍بْ‍‍لَ ‌أَ‌نْ ‌آ‌ذَنَ لَكُمْ ۖ ‌إِنَّ هَذَ‌ا‌ لَمَكْر‌ٌ‌ مَكَرْتُم‍‍ُ‍وهُ فِي ‌الْمَدِينَةِ لِتُ‍‍خْ‍‍رِجُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍ا‌ ‌أَهْلَهَا‌ ۖ فَسَ‍‍وْفَ تَعْلَمُونَ
007-124 آ«لأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلافآ» أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى آ«ثم لأصلِّبنَّكم أجمعينآ». لَأُ‍قَ‍‍طِّ‍‍عَ‍‍نَّ ‌أَيْدِيَكُمْ ‌وَ‌أَ‌رْجُلَكُمْ مِ‍‌‍نْ خِ‍‍لاَف‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ لَأُ‍صَ‍‍لِّبَ‍‍نَّ‍‍كُمْ ‌أَجْ‍‍مَعِينَ
007-125 آ«قالوا إنا إلى ربِّناآ» بعد موتنا بأي وجه كان آ«منقلبونآ» راجعون في الآخرة. قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ ‌‍رَبِّنَا‌ مُ‍‌‍ن‍‍قَ‍‍لِبُونَ
007-126 آ«وما تنقمآ» تنكر آ«منا إلا أن آمنَّا بآيات ربِّنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبراآ» عند فعل ما توعدنا به لئلا نرجع كفارا آ«وتوفنا مسلمينآ». وَمَا‌ تَ‍‌‍ن‍‍قِ‍‍مُ مِ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ ‌آمَ‍‍نَّ‍‍ا‌ بِآي‍‍َ‍اتِ ‌‍رَبِّنَا‌ لَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْنَا‌ ۚ ‌‍رَبَّنَ‍‍ا‌ ‌أَفْ‍‍رِ‍‍غْ عَلَيْنَا‌ صَ‍‍بْ‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَتَوَفَّنَا‌ مُسْلِمِينَ
007-127 آ«وقال الملأ من قوم وَ‍قَ‍‍الَ ‌الْمَلَأُ‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمِ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ ‌أَتَذَ‌رُ‌ مُوسَى‌ ‌وَ‍قَ‍‍وْمَ‍‍هُ لِيُفْسِدُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَيَذَ‌‍رَكَ ‌وَ‌آلِهَتَكَ ۚ قَ‍‍الَ سَنُ‍‍قَ‍‍تِّلُ ‌أَبْ‍‍ن‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ ‌وَنَسْتَحْيِي نِس‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ فَوْ‍قَ‍‍هُمْ قَ‍‍اهِرُ‌ونَ
007-128 آ«قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبرواآ» على أذاهم آ«إنَّ الأرض لله يورثهاآ» يعطيها آ«من يشاء من عباده والعاقبةآ» المحمودة آ«للمتقينآ» الله. قَ‍‍الَ مُوسَى‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمِهِ ‌اسْتَعِينُو‌ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌اصْ‍‍بِرُ‌و‌اۖ ‌إِنَّ ‌الأَ‌رْ‍ضَ لِلَّهِ يُو‌رِثُهَا‌ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ مِ‍‌‍نْ عِبَا‌دِهِ ۖ ‌وَ‌الْعَاقِ‍‍بَةُ لِلْمُتَّ‍‍قِ‍‍ينَ
007-129 آ«قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربُّكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملونآ» فيها. قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أ‍ُ‍‌و‌ذِينَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ ‌أَ‌نْ تَأْتِيَنَا‌ ‌وَمِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ جِئْتَنَا‌ ۚ قَ‍‍الَ عَسَى‌ ‌‍رَبُّكُمْ ‌أَ‌نْ يُهْلِكَ عَدُ‌وَّكُمْ ‌وَيَسْتَ‍‍خْ‍‍لِفَكُمْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ فَيَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍رَ‌ كَ‍‍يْ‍‍فَ تَعْمَلُونَ
007-130 آ«ولقد أخذنا آل فرعون بالسِّنينآ» بالقحط آ«ونقص من الثمرات لعلهم يذكرونآ» يتعظون فيؤمنون. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَ‍‍ا‌ ‌آلَ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ بِ‍ال‍‍سِّن‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَنَ‍‍قْ‍‍‍‍صٍ‌ مِنَ ‌ال‍‍ثَّمَ‍رَ‍‌اتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُ‌ونَ
007-131 آ«فإذا جاءتهم الحسنةآ» الخصب والغنى آ«قالوا لنا هذهآ» أي نستحقها ولم يشكروا عليها آ«وإن تصبهم سيئةآ» جدب وبلاء آ«يَطَّيَّرواآ» يتشاءموا آ«بموسى ومن معهآ» من المؤمنين آ«ألا إنما طائرهمآ» شؤمهم آ«عند اللهآ» يأتيهم به آ«ولكن أكثرهم لا يعلمونآ» أنَّ ما يصيبهم من عنده. فَإِ‌ذَ‌ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمُ ‌الْحَسَنَةُ قَ‍‍الُو‌ا‌ لَنَا‌ هَذِهِ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍صِ‍‍بْ‍‍هُمْ سَيِّئَةٌ‌ يَ‍‍طَّ‍‍يَّرُ‌و‌ا‌ بِمُوسَى‌ ‌وَمَ‍‌‍نْ مَعَهُ~ُ ۗ ‌أَلاَ‌ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ طَ‍‍ائِرُهُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَهُمْ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
007-132 آ«وقالواآ» لموسى آ«مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ مَهْمَا‌ تَأْتِنَا‌ بِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌آيَة‍ٍ‌ لِتَسْحَ‍رَنَا‌ بِهَا‌ فَمَا‌ نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ
007-133 آ«فأرسلنا عليهم الطُّوفانآ» وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام آ«والجرادآ» فأكل زرعهم وثمارهم، كذلك آ«والقمَّلآ» السوس أو نوع من القراد، فتتبع ما تركه الجراد آ«والضفادعآ» فملأت بيوتهم وطعامهم آ«والدمآ» في مياههم آ«آياتِ مفصَّلاتِآ» مبينات آ«فاستكبرواآ» عن الإيمان بها آ«وكانوا قوما مجرمينآ». فَأَ‌رْسَلْنَا‌ عَلَيْهِمُ ‌ال‍‍طُّ‍‍وف‍‍َ‍انَ ‌وَ‌الْجَ‍رَ‍‌ا‌دَ‌ ‌وَ‌الْ‍‍قُ‍‍مَّ‍‍لَ ‌وَ‌ال‍‍ضَّ‍‍فَا‌دِعَ ‌وَ‌ال‍‍دَّمَ ‌آي‍‍َ‍اتٍ‌ مُفَ‍‍صَّ‍‍لاَت‌‍ٍ‌ فَاسْتَكْبَرُ‌و‌ا‌ ‌وَكَانُو‌اقَ‍‍وْما‌ ً‌ مُ‍‍جْ‍‍رِمِينَ
007-134 آ«ولما وقع عليهم الرجزآ» العذاب آ«قالوا يا موسى ادع لنا ربَّك بما عهد عندكآ» من كشف العذاب عنا إن آمنا آ«لئنآ» لام قسم آ«كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلنَّ معك بني إسرائيلآ». وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌وَ‍قَ‍‍عَ عَلَيْهِمُ ‌ال‍‍رِّجْ‍‍زُ‌ قَ‍‍الُو‌ا‌ يَا‌ مُوسَى‌ ‌ا‌دْعُ لَنَا‌ ‌‍رَبَّكَ بِمَا‌ عَهِدَ‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَكَ ۖ لَئِ‍‌‍نْ كَشَفْتَ عَ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌ال‍‍رِّجْ‍‍زَ‌ لَنُؤْمِنَ‍‍نَّ لَكَ ‌وَلَنُرْسِلَ‍‍نَّ مَعَكَ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍‍يلَ
007-135 آ«فلمًّا كشفناآ» بدعاء موسى آ«عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثونآ» ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم. فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَشَفْنَا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمُ ‌ال‍‍رِّجْ‍‍زَ‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَجَلٍ هُمْ بَالِ‍‍غُ‍‍وهُ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ هُمْ يَ‍‌‍ن‍‍كُثُونَ
007-136 آ«فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليمِّآ» البحر الملح آ«بأنهمآ» بسبب أنهم آ«كذَّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلينآ» لا يتدبرونها. فَا‌ن‍‍تَ‍‍قَ‍‍مْنَا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ فَأَ‍‍غْ‍رَ‍قْ‍‍نَاهُمْ فِي ‌الْيَ‍‍مِّ بِأَنَّ‍‍هُمْ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ‌وَكَانُو‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ غَ‍‍افِلِينَ
007-137 آ«وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفونآ» بالاستعباد، وهم بنو إسرائيل آ«مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيهاآ» بالماء والشجر، صفة للأرض وهي الشام آ«وتمت كلمة ربَّك الحسنىآ» وهي قوله تعالى (ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض) إلخ آ«على بني إسرائيل بما صبرواآ» على وَ‌أَ‌وْ‌‍رَثْنَا‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَانُو‌ا‌ يُسْتَ‍‍ضْ‍‍عَف‍‍ُ‍ونَ مَشَا‌رِ‍‍قَ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَمَ‍‍غَ‍‍ا‌رِبَهَا‌ ‌الَّتِي بَا‌‍رَكْنَا‌ فِيهَا‌ ۖ ‌وَتَ‍‍مَّ‍‍تْ كَلِمَةُ ‌‍رَبِّكَ ‌الْحُسْنَى‌ عَلَى‌ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ بِمَا‌ صَ‍‍بَرُ‌و‌اۖ ‌وَ‌دَمَّ‍‍رْنَا‌ مَا‌ ك‍‍َ‍انَ يَ‍‍صْ‍‍نَعُ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنُ ‌وَ‍قَ‍‍وْمُ‍‍هُ ‌وَمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْ‍‍رِشُونَ
007-138 آ«وجاوزناآ» عبرنا آ«ببني إسرائيل البحر فأتواآ» فمروا آ«على قوم يعكُِفونآ» بضم الكاف وكسرها آ«على أصنام لهمآ» على عبادتها آ«قالوا يا موسى لنا اجعل إلهاآ» صنما نعبده آ«كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلونآ» حيث قابلتم نعمة الله عليكم بما قلتموه. وَجَا‌وَ‌زْنَا‌ بِبَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌الْبَحْ‍رَ‌ فَأَتَوْ‌ا‌ عَلَى‌ قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْكُف‍‍ُ‍ونَ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‍صْ‍‍ن‍‍َ‍ام‍ٍ‌ لَهُمْ ۚ قَ‍‍الُو‌ا‌ يَامُوسَى‌ ‌اجْ‍‍عَ‍‍ل لَنَ‍‍ا‌ ‌إِلَها‌‌ ً‌ كَمَا‌ لَهُمْ ‌آلِهَة‌‍ٌقَ‍‍الَ ۚ ‌إِنَّ‍‍كُمْ قَ‍‍وْم‌‍ٌ‌ تَ‍‍جْ‍‍هَلُونَ
007-139 آ«إن هؤلاء مُتَبَّرٌآ» هالك آ«ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملونآ». إِنَّ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ مُتَبَّر‌ٌ‌ مَا‌ هُمْ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌وَبَاطِ‍‍لٌ‌ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
007-140 آ«قال أغير الله أبغيكم إلهاآ» معبودا وأصله أبغي لكم آ«وهو فضَّلكم على العالمينآ» في زمانكم بما ذكره في قوله. قَ‍‍الَ ‌أَ‍‍غَ‍‍يْ‍رَ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَبْ‍‍‍‍غِ‍‍يكُمْ ‌إِلَها‌ ً‌ ‌وَهُوَ‌ فَ‍‍ضَّ‍‍لَكُمْ عَلَى‌ ‌الْعَالَمِينَ
007-141 آ«وآ» اذكروا آ«إذ أنجيناكمآ» وفي قراءة أنجاكم آ«من آل فرعون يسومونكمآ» يكلفونكم ويذيقونكم آ«سوء العذابآ» أشده وهو آ«يقتلون أبناءكم ويستحيونآ» يستَبْقون آ«نساءكم وفي ذلكمآ» الإنجاء أو العذاب آ«بلاءآ» إنعام أو ابتلاء آ«من ربِّكم عظيمآ» أفلا تتعظون فتنتهوا عما قلتم. وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَ‌ن‍‍جَيْنَاكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌آلِ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ يَسُومُونَكُمْ س‍‍ُ‍و‌ءَ‌ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ ۖ يُ‍‍قَ‍‍تِّل‍‍ُ‍ونَ ‌أَبْ‍‍ن‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ‌وَيَسْتَحْي‍‍ُ‍ونَ نِس‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ۚ ‌وَفِي ‌ذَلِكُمْ بَلاَ‌ء‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ عَ‍‍ظِ‍‍يمٌ
007-142 آ«وواعدناآ» بألف ودونها آ«موسى ثلاثين ليلةآ» نكلمه عند انتهائها بأن يصومها، وهي ذو القعدة فصامها فلما تمَّت أنكر خلوف فمه فاستاك فأمره الله بعشرة أخرى ليكلمه بخلوف فمه كما قال تعالى: آ«وأتممناها بعشرآ» من ذي وَ‌وَ‌اعَ‍‍دْنَا‌ مُوسَى‌ ثَلاَث‍‍ِ‍ي‍‍نَ لَيْلَة ً‌ ‌وَ‌أَتْمَمْنَاهَا‌ بِعَشْر‌‌ٍ‌ فَتَ‍‍مَّ مِي‍‍قَ‍‍اتُ ‌‍رَبِّهِ ‌أَ‌رْبَع‍‍ِ‍ي‍‍نَ لَيْلَة ًۚ ‌وَ‍قَ‍‍الَ مُوسَى‌ لِأخِ‍‍ي‍‍هِ هَا‌ر‍ُ‍‌ونَ ‌اخْ‍‍لُفْنِي فِي قَ‍‍وْمِي ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍لِحْ ‌وَلاَ‌ تَتَّبِعْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌الْمُفْسِدِينَ
007-143 آ«ولما جاء موسى لميقاتناآ» أي للوقت الذي وعدناه بالكلام فيه آ«وكلَّمه ربُّهآ» بلا واسطة كلاما سمعه من كل جهة آ«قال رب أرنيآ» نفسك آ«أنظر إليك قال لن ترانيآ» أي لا تقدر على رؤيتي، والتعبير به دون لن أرى يفيد إمكان رؤيته تعالى آ«ولكن انظر إلى الجبلآ» الذي هو أقوى منك آ«فإن استقرآ» ثبت آ«مكانه فسوف ترانيآ» أي تثبيت لرؤيتي وإلا فلا طاقة لك آ«فلما تجلَّى ربُّهآ» أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم آ«للجبل جعله دكاآ» بالقصر والمد، أي مدكوكا مستويا بالأرض آ«وخرَّ موسى صَعقاآ» مغشيا عليه لهول ما رأى آ«فلما أفاق قال سبحانكآ» تنزيها لك آ«تبت إليكآ» من سؤال ما لم أؤمر به آ«وأنا أوَّلُ المؤمنينآ» في زماني. وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مُوسَى‌ لِمِي‍‍قَ‍‍اتِنَا‌ ‌وَكَلَّمَ‍‍هُ ‌‍رَبُّ‍‍هُ قَ‍‍الَ ‌‍رَبِّ ‌أَ‌رِنِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ۚ قَ‍‍الَ لَ‍‌‍نْ تَ‍رَ‌انِي ‌وَلَكِنِ ‌ان‍‍ظُ‍‍رْ‌ ‌إِلَى‌ ‌الْجَبَلِ فَإِنِ ‌اسْتَ‍‍قَ‍رَّ‌ مَكَانَ‍‍هُ فَسَ‍‍وْفَ تَ‍رَ‌انِي ۚ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَجَلَّى‌ ‌‍رَبُّ‍‍هُ لِلْجَبَلِ جَعَلَ‍‍هُ ‌دَكّا‌ ً‌ ‌وَ‍خَ‍رَّ‌ مُوسَى‌ صَ‍‍عِ‍‍ق‍‍ا‌‌ ًۚ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَف‍‍َ‍اقَ قَ‍‍الَ سُ‍‍بْ‍‍حَانَكَ تُ‍‍بْ‍‍تُ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌وَ‌أَنَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وَّلُ ‌الْمُؤْمِنِينَ
007-144 آ«قالآ» تعالى له آ«يا موسى إني اصطفيتكآ» اخترتك آ«على الناسآ» أهل زمانك آ«برسالاتيآ» بالجمع والإفراد آ«وبكلاميآ» أي تكليمي إياك آ«فخذ ما آتيتكآ» من الفضل آ«وكن من الشاكرينآ» لأنعمي. قَ‍‍الَ يَامُوسَ‍‍ى‌ ‌إِنِّ‍‍ي ‌اصْ‍‍طَ‍‍فَيْتُكَ عَلَى‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ بِ‍‍رِسَالاَتِي ‌وَبِكَلاَمِي فَ‍‍خُ‍‍ذْ‌ مَ‍‍ا‌ ‌آتَيْتُكَ ‌وَكُ‍‌‍نْ مِنَ ‌ال‍‍شَّاكِ‍‍رِينَ
007-145 آ«وكتبا له في الألواحآ» أي ألواح التوراة وكانت من سدر الجنة أو زبرجد أو زمرد سبعة أو عشرة آ«من كل شيءآ» يحتاج إليه في الدين آ«موعظة وتفصيلاآ» تبينا آ«لكل شيءآ» بدل من الجار والمجرور قبله آ«فخذهاآ» قبله قلنا مقدرا آ«بقوةآ» بجد واجتهاد آ«وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقينآ» فرعون وأتباعه وهي مصر لتعتبروا بهم. وَكَتَ‍‍بْ‍‍نَا‌ لَ‍‍هُ فِي ‌الأَلْو‍َ‍‌احِ مِ‍‌‍نْ كُلِّ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ مَوْعِ‍‍ظَ‍‍ة ً‌ ‌وَتَفْ‍‍صِ‍‍يلا‌ ً‌ لِكُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍ‌ فَ‍‍خُ‍‍ذْهَا‌ بِ‍‍قُ‍‍وَّةٍ‌ ‌وَ‌أْمُرْ‌ قَ‍‍وْمَكَ يَأْ‍خُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ بِأَحْسَنِهَا‌ ۚ سَأُ‌رِيكُمْ ‌د‍َ‍‌ا‌‍رَ‌الْفَاسِ‍‍قِ‍‍ينَ
007-146 آ«سأصرف عن آياتيآ» دلائل قدرتي من المصنوعات وغيرها آ«الذين يتكبرون في الأرض بغير الحقآ» بأن أخذلهم فلا يتكبرون فيها آ«وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيلآ» طريق آ«الرُّشدآ» الهدى الذي جاء من عند الله آ«لا يتخذوه سبيلاآ» يسلكوه آ«وإن يروا سبيل الغيآ» الضلال آ«يتخذوه سبيلا ذلكآ» الصرف آ«بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلينآ» تقدم مثله. سَأَ‍صْ‍‍رِفُ عَ‍‌‍نْ ‌آيَاتِيَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَكَبَّر‍ُ‍‌ونَ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌الْحَ‍‍قِّ ‌وَ‌إِ‌نْ يَ‍رَ‌وْ‌ا‌ كُلَّ ‌آيَة‍ٍ‌ لاَ‌ يُؤْمِنُو‌ا‌ بِهَا‌ ‌وَ‌إِ‌نْ يَ‍رَ‌وْ‌ا‌ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌ال‍‍رُّشْدِ‌ لاَ‌ يَتَّ‍‍خِ‍‍ذ‍ُ‍‌وهُ سَبِيلا‌ ً‌ ‌وَ‌إِ‌نْ يَ‍رَ‌وْ‌ا‌ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌ال‍‍غَ‍‍يِّ يَتَّ‍‍خِ‍‍ذ‍ُ‍‌وهُ سَبِيلا‌‌ ًۚ ‌ذَلِكَ بِأَنَّ‍‍هُمْ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ‌وَكَانُو‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ غَ‍‍افِلِينَ
007-147 آ«والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرةآ» البعث وغيره آ«حبطتآ» بطَلَت آ«أعمالهمآ» ما عملوه في الدنيا من خير كصلة رحم وصدقة فلا ثواب لهم لعدم شرطه آ«هلآ» ما آ«يُجزون إلاآ» جزاء آ«ما كانوا يعملونآ» من التكذيب والمعاصي. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ‌وَلِ‍‍قَ‍‍ا‌ءِ‌ ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ حَبِ‍‍طَ‍‍تْ ‌أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُ‍‍جْ‍‍زَ‌وْنَ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
007-148 آ«واتخذ قوم موسى من بعدهآ» أي بعد ذهابه إلى المناجاة آ«من حُليِّهمآ» الذي استعاروه من قوم فرعون بعلَّة عرس فبقي عندهم آ«عجلاآ» صاغه لهم منه وَ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذَ‌ قَ‍‍وْمُ مُوسَى‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِ مِ‍‌‍نْ حُلِيِّهِمْ عِ‍‍جْ‍‍لا‌‌ ً‌ جَسَد‌ا‌ ً‌ لَ‍‍هُ خُ‍‍و‍َ‍‌ا‌رٌ‌ ۚ ‌أَلَمْ يَ‍رَ‌وْ‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍هُ لاَ‌ يُكَلِّمُهُمْ ‌وَلاَ‌ يَهْدِيهِمْ سَبِيلا‌‌ ًۘ ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذ‍ُ‍‌وهُ ‌وَكَانُو‌اظَ‍‍الِمِينَ
007-149 آ«ولما سُقط في أيديهمآ» أي ندموا على عبادته آ«ورأوْاآ» علموا آ«أنهم قد ضلواآ» بها وذلك بعد رجوع موسى آ«وقالوا لئن لم يرحْمنا ربنا ويغفرْ لناآ» بالياء والتاء فيهما آ«لنكونن من الخاسرينآ». وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ سُ‍‍قِ‍‍طَ فِ‍‍ي ‌أَيْدِيهِمْ ‌وَ‌‍رَ‌أَ‌وْ‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍هُمْ قَ‍‍دْ‌ ضَ‍‍لُّو‌اقَ‍‍الُو‌ا‌ لَئِ‍‌‍نْ لَمْ يَرْحَمْنَا‌ ‌‍رَبُّنَا‌ ‌وَيَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَنَا‌ لَنَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌الْ‍‍خَ‍‍اسِ‍‍رِينَ
007-150 آ«ولما رجع موسى إلى قومه غضبانآ» من جهتهم آ«أسفاآ» شديد الحزن آ«قالآ» آ«بئسماآ» أي بئس خلافة آ«خلفتمونيآ» ها آ«من بعديآ» خلافتكم هذه حيث أشركتم آ«أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواحآ» ألواح التوراة غضبا لربه فتكسرت آ«وأخذ برأس أخيهآ» أي شعره بيمينه ولحيته بشماله آ«يجره إليهآ» غضبا آ«قالآ» يا آ«ابْنَ أُمِّآ» بكسر الميم وفتحها، أراد أمي وذكرها أعطف لقبله آ«إن القوم استضعفوني وكادواآ» قاربوا آ«يقتلونني فلا تُشْمتآ» تُفرح آ«بي الأعداءآ» بإهانتك إياي آ«ولا تجعلني مع القوم الظالمينآ» بعبادة العجل في المؤاخذة. وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَجَعَ مُوسَ‍‍ى‌ ‌إِلَى‌ قَ‍‍وْمِ‍‍هِ غَ‍‍ضْ‍‍ب‍‍َ‍انَ ‌أَسِفا‌‌ ًقَ‍‍الَ بِئْسَمَا‌ خَ‍‍لَفْتُمُونِي مِ‍‌‍نْ بَعْدِي ۖ ‌أَعَجِلْتُمْ ‌أَمْ‍رَ‌ ‌‍رَبِّكُمْ ۖ ‌وَ‌أَلْ‍‍قَ‍‍ى‌ ‌الأَلْو‍َ‍‌احَ ‌وَ‌أَ‍خَ‍‍ذَ‌ بِ‍رَ‌أْسِ ‌أَ‍خِ‍‍ي‍‍هِ يَجُرُّهُ~ُ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ قَ‍‍الَ ‌ابْ‍‍نَ ‌أُمّ‍َ ‌إِنَّ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمَ ‌اسْتَ‍‍ضْ‍‍عَفُونِي ‌وَكَا‌دُ‌و‌ا‌ يَ‍‍قْ‍‍تُلُونَنِي فَلاَ‌ تُشْمِتْ بِيَ ‌الأَعْد‍َ‍‌ا‌ءَ‌ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍جْ‍‍عَلْنِي مَعَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
007-151 آ«قال رب اغفر ليآ» ما صنعت بأخي آ«ولأخيآ» أشركه في الدعاء قَ‍‍الَ ‌‍رَبِّ ‌اغْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لِي ‌وَلِأَ‍خِ‍‍ي ‌وَ‌أَ‌دْ‍‍خِ‍‍لْنَا‌ فِي ‌‍رَحْمَتِكَ ۖ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌أَ‌رْحَمُ ‌ال‍رَّ‌احِمِينَ
007-152 آ«إن الذين اتخذوا العجلآ» إلها آ«سينالهم غضبآ» عذاب آ«من ربِّهم وذلَّة في الحياة الدنياآ» فعذبوا بالأمر بقتل أنفسهم وضربت عليهم الذلة إلى يوم القيامة آ«وكذلكآ» كما جزيناهم آ«نجزي المفترينآ» على الله بالإشراك وغيره. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذُ‌و‌ا‌الْعِ‍‍جْ‍‍لَ سَيَنَالُهُمْ غَ‍‍ضَ‍‍بٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّهِمْ ‌وَ‌ذِلَّة‌‍ٌ‌ فِي ‌الْحَي‍‍َ‍اةِ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ۚ ‌وَكَذَلِكَ نَ‍‍جْ‍‍زِي ‌الْمُفْتَ‍‍رِينَ
007-153 آ«والذين عملوا السيَّئات ثم تابواآ» رجعوا عنها آ«من بعدها وآمنواآ» بالله آ«إن ربَّك من بعدهاآ» أي التوبة آ«لغفورآ» لهم آ«رحيمآ» بهم. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ عَمِلُو‌ا‌ال‍‍سَّيِّئ‍‍َ‍اتِ ثُ‍‍مَّ تَابُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهَا‌ ‌وَ‌آمَنُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهَا‌ لَ‍‍غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
007-154 آ«ولمَّا سكتآ» سكن آ«عن موسى الغضب أخذ الألواحآ» التي ألقاها آ«وفي نسخَتهاآ» أي ما نسخ فيها، أي كتب آ«هدىّآ» من الضلالة آ«ورحمهٌ للذين هم لربِّهم يرهبونآ» يخافون، وأدخل اللام على المفعول لتقدمه. وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ سَكَتَ عَ‍‌‍نْ مُوسَى‌ ‌الْ‍‍غَ‍‍ضَ‍‍بُ ‌أَ‍خَ‍‍ذَ‌ ‌الأَلْو‍َ‍‌احَ ۖ ‌وَفِي نُسْ‍‍خَ‍‍تِهَا‌ هُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة ٌ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هُمْ لِ‍رَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ
007-155 آ«واختار موسى قومهآ» أي من قومه آ«سبعين رجلاآ» ممن لم يعبدوا العجل بأمره تعالى آ«لميقاتناآ» أي للوقت الذي وعدناه بإتيانهم فيه ليعتذروا من عبادة أصحابهم العجل فخرج بهم آ«فلما أخذتهم الرجفةآ» الزلزلة الشديدة، قال ابن عباس: لأنهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل، قال: وهم غير الذين سألوا الرؤية وأخذتهم الصاعقة آ«قالآ» موسى آ«ربِّ لو شئت أهلكتهم من قبلآ» أي قبل خروجي بهم ليعاين بنو إسرائيل ذلك ولا وَ‌اخْ‍‍ت‍‍َ‍ا‌‍رَ‌ مُوسَى‌ قَ‍‍وْمَ‍‍هُ سَ‍‍بْ‍‍ع‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌‍رَجُلا‌ ً‌ لِمِي‍‍قَ‍‍اتِنَا‌ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذَتْهُمُ ‌ال‍رَّجْ‍‍فَةُ قَ‍‍الَ ‌‍رَبِّ لَوْ‌ شِئْتَ ‌أَهْلَكْتَهُمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ‌وَ‌إِيّ‍‍َ‍ايَ ۖ ‌أَتُهْلِكُنَا‌ بِمَا‌ فَعَلَ ‌ال‍‍سُّفَه‍‍َ‍ا‌ءُ‌ مِ‍‍نَّ‍‍اۖ ‌إِ‌نْ هِيَ ‌إِلاَّ‌ فِتْنَتُكَ تُ‍‍ضِ‍‍لُّ بِهَا‌ مَ‍‌‍نْ تَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَتَهْدِي مَ‍‌‍نْ تَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۖ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌وَلِيُّنَا‌ فَاغْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَنَا‌ ‌وَ‌ا‌رْحَمْنَا‌ ۖ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تَ خَ‍‍يْ‍‍رُ‌ ‌الْ‍‍غَ‍‍افِ‍‍رِينَ
007-156 آ«واكتبآ» وأجب آ«لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرةآ» حسنة آ«إنَّا هُدْناآ» تبنا آ«إليك قالآ» تعالى: آ«عذابي أصيب به من أشاءآ» تعذيبه آ«ورحمتي وسعتآ» عمَّت آ«كلَّ شيءآ» في الدنيا آ«فسأكتبهاآ» في الآخرة آ«للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتتا يؤمنونآ». وَ‌اكْتُ‍‍بْ لَنَا‌ فِي هَذِهِ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ حَسَنَة ً‌ ‌وَفِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ ‌إِنَّ‍‍ا‌ هُ‍‍دْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ۚ قَ‍‍الَ عَذَ‌ابِ‍‍ي ‌أُ‍صِ‍‍ي‍‍بُ بِ‍‍هِ مَ‍‌‍نْ ‌أَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۖ ‌وَ‌‍رَحْمَتِي ‌وَسِعَتْ كُلَّ شَ‍‍يْء‌‌ٍۚ فَسَأَكْتُبُهَا‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ ‌وَيُؤْت‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هُمْ بِآيَاتِنَا‌ يُؤْمِنُونَ
007-157 آ«الذين يتبعون الرسول النبي الأميآ» محمدا صلى الله عليه وسلم آ«الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيلآ» باسمه وصفته آ«يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيباتآ» مما حُرم في شرعهم آ«ويحرم عليهم الخبائثآ» من الميتة ونحوها آ«ويضع عنهم إصرَهُمآ» ثقلهم آ«والأغلالآ» الشدائد آ«التي كانت عليهمآ» كقتل النفس من التوبة وقطع أثر النجاسة. آ«فالذين آمنوا بهآ» منهم آ«وعَزَّروهآ» ووقروه آ«ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معهآ» أي القرآن آ«أولئك هم المفلحونآ». الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَّبِع‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولَ ‌ال‍‍نَّ‍‍بِيَّ ‌الأُمِّ‍‍يَّ ‌الَّذِي يَجِدُ‌ونَ‍‍هُ مَكْتُوباً‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُمْ فِي ‌ال‍‍تَّوْ‌رَ‍‌اةِ ‌وَ‌الإِ‌ن‍‍ج‍‍ِ‍ي‍‍لِ يَأْمُرُهُمْ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ‌وَيَ‍‌‍نْ‍‍هَاهُمْ عَنِ ‌الْمُ‍‌‍ن‍‍كَ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَيُحِلُّ لَهُمُ ‌ال‍‍طَّ‍‍يِّب‍‍َ‍اتِ ‌وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ‌الْ‍‍خَ‍‍ب‍‍َ‍ائِثَ ‌وَيَ‍‍ضَ‍‍عُ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌إِصْ‍رَهُمْ ‌وَ‌الأَ‍‍غْ‍‍لاَلَ ‌الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ بِ‍‍هِ ‌وَعَزَّ‌ر‍ُ‍‌وهُ ‌وَنَ‍‍صَ‍‍ر‍ُ‍‌وهُ ‌وَ‌اتَّبَعُو‌ا‌ال‍‍نّ‍‍ُ‍و‌‍رَ‌الَّذِي ‌أُ‌ن‍‍زِلَ مَعَهُ~ُ ۙ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْمُفْلِحُونَ
007-158 آ«قلآ» خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم آ«يا قُ‍‍لْ ي‍‍َ‍ا‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ ‌إِنِّ‍‍ي ‌‍رَس‍‍ُ‍ولُ ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِلَيْكُمْ جَمِيعا‌‌ ً‌الَّذِي لَ‍‍هُ مُلْكُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ لاَ‌ ۖ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ يُحْيِي ‌وَيُم‍‍ِ‍ي‍‍تُ فَآمِنُو‌اۖ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌‍رَسُولِهِ ‌ال‍‍نَّ‍‍بِيِّ ‌الأُمِّ‍‍يِّ ‌الَّذِي يُؤْمِنُ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَكَلِمَاتِ‍‍هِ ‌وَ‌اتَّبِع‍‍ُ‍وهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُ‌ونَ
007-159 آ«ومن قوم موسى أمَّةٌآ» جماعة آ«يهدونآ» الناس آ«بالحق وبه يعدلونآ» في الحكم. وَمِ‍‌‍نْ قَ‍‍وْمِ مُوسَ‍‍ى‌ ‌أُمَّ‍‍ةٌ‌ يَهْد‍ُ‍‌ونَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ‌وَبِ‍‍هِ يَعْدِلُونَ
007-160 آ«وقَطَّعناهمآ» فّرَّقنا بني إسرائيل آ«اثنتي عشرةآ» حال آ«أسباطاآ» بدل منه، أي قبائل آ«أمماآ» بدل مما قبله آ«وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومهآ» في التيه آ«أن اضرب بعصاك الحجرآ» فضربه آ«فانبجستآ» انفجرت آ«منه اثنتا عشرة عيناآ» بعدد الأسباط آ«قد علم كل أُناسآ» سبط منهم آ«مشربهم وظللنا عليهم الغمامآ» في التيه من حر الشمس آ«وأنزلنا عليهم المن والسلوىآ» هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا لهم آ«كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمونآ». وَ‍قَ‍طَّ‍‍عْنَاهُمُ ‌اثْنَتَيْ عَشْ‍رَةَ ‌أَسْبَاط‍‍اً‌ ‌أُمَما‌ ًۚ ‌وَ‌أَ‌وْحَيْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ مُوسَ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذْ‌ ‌اسْتَسْ‍‍قَ‍‍اهُ قَ‍‍وْمُهُ~ُ ‌أَنِ ‌اضْ‍‍رِب بِعَ‍‍صَ‍‍اكَ ‌الْحَجَ‍رَۖ فَا‌نْ‍‍بَجَسَتْ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌اثْنَتَا‌ عَشْ‍رَةَ عَيْنا‌‌ ًۖ قَ‍‍دْ‌ عَلِمَ كُلُّ ‌أُن‍‍َ‍اسٍ‌ مَشْ‍رَبَهُمْ ۚ ‌وَ‍ظَ‍‍لَّلْنَا‌ عَلَيْهِمُ ‌الْ‍‍غَ‍‍م‍‍َ‍امَ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَا‌ عَلَيْهِمُ ‌الْمَ‍‍نَّ ‌وَ‌ال‍‍سَّلْوَ‌ى‌ ۖ كُلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ طَ‍‍يِّب‍‍َ‍اتِ مَا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قْ‍‍نَاكُمْ ۚ ‌وَمَا‌ ظَ‍‍لَمُونَا‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ كَانُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ يَ‍‍ظْ‍‍لِمُونَ
007-161 آ«وآ» اذكر آ«إذ قيل لهم اسكنوا هذه القريةآ» بيت المقدس آ«وكلوا منها حيث شئتم وقولواآ» أمرنا آ«حطَّةٌ وادخلوا البابآ» أي باب القرية آ«سجَّداآ» سجود انحناء آ«نغفرآ» بالنون والتاء مبينا للمفعول آ«لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنينآ» بالطاعة ثوابا. وَ‌إِ‌ذْ‌ قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمُ ‌اسْكُنُو‌ا‌ هَذِهِ ‌الْ‍‍قَ‍‍رْيَةَ ‌وَكُلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ حَ‍‍يْ‍‍ثُ شِئْتُمْ ‌وَ‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ حِ‍‍طَّ‍‍ةٌ‌ ‌وَ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌الْب‍‍َ‍ابَ سُجَّد‌ا‌ ً‌ نَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَكُمْ خَ‍‍ط‍‍ِ‍ي‍‍ئ‍‍َ‍‍اتِكُمْ ۚ سَنَز‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌الْمُحْسِنِينَ
007-162 آ«فبدَّل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي فَبَدَّلَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ قَ‍‍وْلاً‌ غَ‍‍يْ‍رَ‌الَّذِي قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمْ فَأَ‌رْسَلْنَا‌ عَلَيْهِمْ ‌رِجْ‍‍ز‌ا‌ ً‌ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَ‍‍ظْ‍‍لِمُونَ
007-163 آ«واسألهمآ» يا محمد توبيخا آ«عن القرية التي كانت حاضرة البحرآ» مجاورة بحر القلزم وهي أيلة ما وقع بأهلها آ«إذ يعدونآ» يعتدون آ«في السبتآ» بصيد السمك المأمورين بتركه فيه آ«إذآ» ظرف ليعدون آ«تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شُرَّعاآ» ظاهرة على الماء آ«ويوم لا يسبتونآ» لا يعظمون السبت أي سائر الأيام آ«لا تأتيهمآ» ابتلاء من الله آ«كذلك نبلوهمآ» بما كانوا يفسقونآ» ولما صادوا السمك افترقت القرية أثلاثا، ثلث صادوا معهم وثلث نهوهم، وثلث أمسكوا عن الصيد والنهي. وَ‌اسْأَلْهُمْ عَنِ ‌الْ‍‍قَ‍‍رْيَةِ ‌الَّتِي كَانَتْ حَاضِ‍رَةَ ‌الْبَحْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌إِ‌ذْ‌ يَعْد‍ُ‍‌ونَ فِي ‌ال‍‍سَّ‍‍بْ‍‍تِ ‌إِ‌ذْ‌ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَ‍‍وْمَ سَ‍‍بْ‍‍تِهِمْ شُ‍رَّعا‌ ً‌ ‌وَيَ‍‍وْمَ لاَ‌ يَسْبِت‍‍ُ‍ونَ ۙ لاَ‌ تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَلِكَ نَ‍‍بْ‍‍لُوهُمْ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَفْسُ‍‍قُ‍‍ونَ
007-164 آ«وإذآ» عطف على إذ قبله آ«قالت أمَّة منهمآ» لم تصد ولم تنهَ لمن نهى آ«لم تعظون قوما الله مُهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالواآ» موعظتنا آ«معذرةآ» نعتذر بها آ«إلى ربِّكمآ» لئلا ننسب إلى تقصير في ترك النهي آ«ولعلَّهم يتقونآ» الصيد. وَ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَتْ ‌أُمَّ‍‍ةٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ لِمَ تَعِ‍‍ظُ‍‍ونَ قَ‍‍وْما‌‌ ًۙ ‌اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ ‌أَ‌وْ‌ مُعَذِّبُهُمْ عَذَ‌ابا‌‌ ً‌ شَدِيد‌ا‌‌ ًۖ قَ‍‍الُو‌ا‌ مَعْذِ‌‍رَة‌ ً‌ ‌إِلَى‌ ‌‍رَبِّكُمْ ‌وَلَعَلَّهُمْ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
007-165 آ«فما نسواآ» تركوا آ«ما ذكِّرواآ» وعظوا آ«بهآ» فلم يرجعوا آ«أنجينا الذين ينهوْن عن السوء وأخذنا الذين ظلمواآ» بالاعتداء آ«بعذابٍ بَئيسآ» شديد آ«بما كانوا يفسقونآ». فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ نَسُو‌ا‌ مَا‌ ‌ذُكِّرُ‌و‌ا‌ بِهِ ‌أَ‌نْ‍‍جَيْنَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍وْنَ عَنِ ‌ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءِ‌ ‌وَ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُو‌ا‌ بِعَذ‍َ‍‌اب ٍ‌ بَئ‍‍ِ‍ي‍‍س ٍ‌ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَفْسُ‍‍قُ‍‍ونَ
007-166 آ«فلما عَتَواآ» تكبروا آ«عنآ» ترك آ«ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ عَتَوْ‌ا‌ عَ‍‌‍نْ مَا‌ نُهُو‌ا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍هُ قُ‍‍لْنَا‌ لَهُمْ كُونُو‌اقِ‍رَ‌دَةً خَ‍‍اسِئ‍‍ِ‍‍ينَ
007-167 آ«وإذ تأذَّنآ» أعلم آ«ربُّك ليبعثنَّ عليهمآ» أي اليهود آ«إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذابآ» بالذل وأخذ الجزية، فبعث عليهم سليمان وبعده بختنصر فقتلهم وسباهم وضرب عليهم الجزية فكانوا يؤدونها إلى المجوس إلى أن بعث نبينا صلى الله عليه وسلم فضربها عليهم آ«إن ربك لسريع العقابآ» لمن عصاه آ«وإنه لغفورآ» لأهل طاعته آ«رحيمآ» بهم. وَ‌إِ‌ذْ‌ تَأَ‌ذَّنَ ‌‍رَبُّكَ لَيَ‍‍بْ‍‍عَثَ‍‍نَّ عَلَيْهِمْ ‌إِلَى‌ يَ‍‍وْمِ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ مَ‍‌‍نْ يَسُومُهُمْ س‍‍ُ‍و‌ءَ‌ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ ۗ ‌إِنَّ ‌‍رَبَّكَ لَسَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍عُ ‌الْعِ‍‍قَ‍‍ابِ ۖ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُ لَ‍‍غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
007-168 آ«وقطَّعناهمآ» فرَّقناهم آ«في الأرض أُمماآ» فرقا آ«منهم الصالحون ومنهمآ» ناس آ«دون ذلكآ» الكفار والفاسقون آ«وبلوناهم بالحسناتآ» بالنعم آ«والسيئاتآ» النقم آ«لعلهم يرجعونآ» عن فسقهم. وَ‍قَ‍طَّ‍‍عْنَاهُمْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌أُمَما‌ ًۖ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمُ ‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍ُ‍ونَ ‌وَمِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌د‍ُ‍‌ونَ ‌ذَلِكَ ۖ ‌وَبَلَوْنَاهُمْ بِ‍الْحَسَن‍‍َ‍اتِ ‌وَ‌ال‍‍سَّيِّئ‍‍َ‍اتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
007-169 آ«فخلف من بعدهم خَلْفٌ ورثوا الكتابآ» التوراة عن آبائهم آ«يأخذون عرض هذا الأدنىآ» أي حطام هذا الشيء الدنيء أي الدنيا من حلال وحرام آ«ويقولون سيغفر لناآ» ما عملناه لنا آ«و إن يأتهم عرض مثله يأخذوهآ» الجملة حال، أي يرجون المغفرة وهم عائدون إلى ما فعلوه مصرون عليه، وليس في التوراة وعد المغفرة مع الإصرار آ«ألم فَ‍خَ‍‍لَفَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِمْ خَ‍‍لْفٌ‌ ‌وَ‌رِثُو‌ا‌الْكِت‍‍َ‍ابَ يَأْ‍خُ‍‍ذ‍ُ‍‌ونَ عَ‍رَضَ هَذَ‌ا‌ ‌الأَ‌دْنَى‌ ‌وَيَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ سَيُ‍‍غْ‍‍فَرُ‌ لَنَا‌ ‌وَ‌إِ‌نْ يَأْتِهِمْ عَ‍رَضٌ‌ مِثْلُ‍‍هُ يَأْ‍خُ‍‍ذ‍ُ‍‌وهُ ۚ ‌أَلَمْ يُؤْ‍‍خَ‍‍ذْ‌ عَلَيْهِمْ مِيث‍‍َ‍اقُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌أَ‌نْ لاَ‌ يَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌الْحَ‍‍قَّ ‌وَ‌دَ‌‍رَسُو‌ا‌ مَا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۗ ‌وَ‌ال‍‍دّ‍َ‍‌ا‌رُ‌ ‌الآ‍‍خِ‍رَةُ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ ۗ ‌أَفَلاَ‌ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
007-170 آ«والذين يمسِّكونآ» بالتشديد والتخفيف آ«بالكتابآ» منهم آ«وأقاموا الصلاةآ» كعبد الله بن سلام وأصحابه آ«إنا لا نضيع أجر المصلحينآ» الجملة خبر الذين، وفيه وضع الظاهر موضع المضمر أي أجرهم. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُمَسِّك‍‍ُ‍ونَ بِ‍الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌وَ‌أَ‍قَ‍‍امُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌إِنَّ‍‍ا‌ لاَ‌ نُ‍‍ضِ‍‍ي‍‍عُ ‌أَجْ‍‍‍رَ‌الْمُ‍‍صْ‍‍لِحِينَ
007-171 آ«وآ» آ«إذ نتقنا الجبلآ» رفعناه من أصله آ«فوقهم كأنه ظُلَّةٌ وظنواآ» أيقنوا آ«أنه واقع بهمآ» ساقط عليهم بوعد الله إياهم بوقوعه إن لم يقبلوا أحكام التوراة ن وكانوا أبَوْها لثقلها فقلبوا وقلنا لهم آ«خذوا ما آتيناكم بقوةآ» بجد واجتهاد آ«واذكروا ما فيهآ» بالعمل به آ«لعلكم تتقونآ». وَ‌إِ‌ذْ‌ نَتَ‍‍قْ‍‍نَا‌ ‌الْجَبَلَ فَوْ‍قَ‍‍هُمْ كَأَنَّ‍‍هُ ظُ‍‍لَّةٌ‌ ‌وَ‍ظَ‍‍نُّ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍هُ ‌وَ‌اقِ‍‍ع‌‍ٌ‌ بِهِمْ خُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ مَ‍‍ا‌ ‌آتَيْنَاكُمْ بِ‍‍قُ‍‍وَّةٍ‌ ‌وَ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ مَا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ لَعَلَّكُمْ تَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
007-172 آ«وآ» اذكر آ«إذآ» حين آ«أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهمآ» بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار آ«ذرِّيّاتهمآ» بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم نسلا بعد نسل كنحو ما يتوالدون كالذّر بنعمان يوم عرفة ونصب لهم دلائل على ربوبيته وركب فيهم عقلا آ«وأشْهدهم على أنفسهمآ» قال آ«ألست وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذَ‌ ‌‍رَبُّكَ مِ‍‌‍نْ بَنِ‍‍ي ‌آ‌دَمَ مِ‍‌‍نْ ظُ‍‍هُو‌رِهِمْ ‌ذُ‌رِّيَّتَهُمْ ‌وَ‌أَشْهَدَهُمْ عَلَ‍‍ى‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ ‌أَلَسْتُ بِ‍رَبِّكُمْ ۖ قَ‍‍الُو‌ا‌ بَلَى‌ ۛ شَهِ‍‍دْنَ‍‍اۛ ‌أَ‌نْ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ يَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ ‌إِنَّ‍‍ا‌ كُ‍‍نَّ‍‍ا‌ عَ‍‌‍نْ هَذَ‌ا‌ غَ‍‍افِلِينَ
007-173 آ«أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبلآ» أي قبلنا آ«وكنا ذريَّة من بعدهمآ» فاقتدينا بهم آ«أفتهلكناآ» تعذبنا آ«بما فعل المبطلونآ» من آبائنا بتأسيس الشرك، المعنى لا يمكنهم الاحتجاج بذلك مع إشهادهم على أنفسهم بالتوحيد، والتذكير به على لسان صاحب المعجزة قائم مقام ذكره في النفوس. أَ‌وْ‌ تَ‍‍قُ‍‍ولُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أَشْ‍رَكَ ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُنَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ‌وَكُ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌ذُ‌رِّيَّة ً‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِمْ ۖ ‌أَفَتُهْلِكُنَا‌ بِمَا‌ فَعَلَ ‌الْمُ‍‍بْ‍‍‍‍طِ‍‍لُونَ
007-174 آ«وكذلك نفصِّل الآياتآ» نبيّنها مثل ما بينا الميثاق ليتدبروها آ«ولعلهم يرجعونآ» عن كفرهم. وَكَذَلِكَ نُفَ‍‍صِّ‍‍لُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ ‌وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
007-175 آ«واتلآ» يا محمد آ«عليهمآ» أي اليهود آ«نبأآ» خبر آ«الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منهاآ» خرج بكفره كما تخرج الحية من جلدها، وهو بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل، سُئل أن يدعو على موسى وأُهدي إليه شيء، فدعا فانقلب عليه اندلع لسانه على صدره آ«فأتبعه الشيطانآ» فأدركه فصار قرينه آ«فكان من الغاوينآ». وَ‌اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ‌ ‌الَّذِي ‌آتَيْن‍‍َ‍اهُ ‌آيَاتِنَا‌ فَا‌ن‍‍سَلَ‍‍خَ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ فَأَتْبَعَهُ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ فَك‍‍َ‍انَ مِنَ ‌الْ‍‍غَ‍‍ا‌وِينَ
007-176 آ«ولو شئنا لرفعناهآ» إلى منازل العلماء آ«بهاآ» بأن نوقفه للعمل آ«ولكنه أخلدآ» سكن آ«إلى الأرضآ» أي الدنيا ومال إليها آ«واتَّبع هواهآ» في دعائه إليها فوضعناه آ«فمثلهآ» صفته آ«كمثل الكلب إن وَلَوْ‌ شِئْنَا‌ لَ‍رَفَعْن‍‍َ‍اهُ بِهَا‌ ‌وَلَكِ‍‍نَّ‍‍هُ~ُ ‌أَ‍خْ‍‍لَدَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَ‌اتَّبَعَ هَو‍َ‍‌اهُ ۚ فَمَثَلُ‍‍هُ كَمَثَلِ ‌الْكَلْبِ ‌إِ‌نْ تَحْمِلْ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ يَلْهَثْ ‌أَ‌وْ‌ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ‌ذَلِكَ مَثَلُ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ۚ فَا‍قْ‍‍‍‍صُ‍‍صِ ‌الْ‍‍قَ‍‍صَ‍‍صَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُ‌ونَ
007-177 آ«ساءآ» بئس آ«مثلا القومآ» أي مثل القوم آ«الذين كذَّبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمونآ» بالتكذيب. س‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مَثَلا‌‌ ً‌الْ‍‍قَ‍‍وْمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ كَانُو‌ا‌ يَ‍‍ظْ‍‍لِمُونَ
007-178 آ«من يهَدِ الله فهو المهتدي ومن يُضْللْ فأولئك هم الخاسرونآ». مَ‍‌‍نْ يَهْدِ‌ ‌اللَّ‍‍هُ فَهُوَ‌ ‌الْمُهْتَدِي ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُ‍‍ضْ‍‍لِلْ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْ‍‍خَ‍‍اسِرُ‌ونَ
007-179 آ«ولقد ذَرأْناآ» خلقنا آ«لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بهاآ» الحق آ«ولهم أعين لا يبصرون بهاآ» دلائل قدرة الله بصر اعتبار آ«ولهم آذان لا يسمعون بهاآ» الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ آ«أولئك كالأنعامآ» في عدم الفقه والبصر والاستماع آ«بل هم أضلآ» من الأنعام لأنها تطلب منافعها وتهرب من مضارها وهؤلاء يقدمون على النار معاندة آ«أولئك هم الغافلونآ». وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌ذَ‌‍رَ‌أْنَا‌ لِجَهَ‍‍نَّ‍‍مَ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ً‌ مِنَ ‌الْجِ‍‍نِّ ‌وَ‌الإِ‌ن‍‍سِ ۖ لَهُمْ قُ‍‍ل‍‍ُ‍وب ٌ‌ لاَ‌ يَفْ‍‍قَ‍‍ه‍‍ُ‍ونَ بِهَا‌ ‌وَلَهُمْ ‌أَعْيُن ٌ‌ لاَ‌ يُ‍‍بْ‍‍‍‍صِ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ بِهَا‌ ‌وَلَهُمْ ‌آ‌ذ‍َ‍‌ان ٌ‌ لاَ‌ يَسْمَع‍‍ُ‍ونَ بِهَ‍‍اۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ كَالأَنع‍‍َ‍امِ بَلْ هُمْ ‌أَ‍ضَ‍‍لُّ ۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْ‍‍غَ‍‍افِلُونَ
007-180 آ«ولله الأسماء الحسنىآ» التسعة والتسعون الوارد بها الحديث، والحسنى مؤنث الأحسن آ«فادعوهآ» سموه آ«بها وذرواآ» وَلِلَّهِ ‌الأَسْم‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌الْحُسْنَى‌ فَا‌دْع‍‍ُ‍وهُ بِهَا‌ ۖ ‌وَ‌ذَ‌رُ‌و‌ا‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُلْحِد‍ُ‍‌ونَ فِ‍‍ي ‌أَسْم‍‍َ‍ائِ‍‍هِ ۚ سَيُ‍‍جْ‍‍زَ‌وْنَ مَا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
007-181 آ«وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يَعدِلونآ» هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما في حديث. وَمِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ خَ‍‍لَ‍‍قْ‍‍نَ‍‍ا‌ ‌أُمَّ‍‍ةٌ‌ يَهْد‍ُ‍‌ونَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ‌وَبِ‍‍هِ يَعْدِلُونَ
007-182 آ«والذين كذبوا بآياتناآ» القرآن من أهل مكة آ«سنستدرجهمآ» نأخذهم قليلا قليلا آ«من حيث لا يعلمونآ». وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَا‌ سَنَسْتَ‍‍دْ‌رِجُهُمْ مِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
007-183 آ«وأُملي لهمآ» أمهلهم آ«إن كيدي متينٌآ» شديد لا يطاق. وَ‌أُمْلِي لَهُمْ ۚ ‌إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
007-184 آ«أو لم يتفكرواآ» فيعلموا آ«ما بصاحبهمآ» محمد صلى الله عليه وسلم آ«من جِنَّةآ» جنون آ«إنآ» ما آ«هو إلا نذير مبينآ» بيَّن الإنذار. أَ‌وَلَمْ يَتَفَكَّرُ‌و‌اۗ مَا‌ بِ‍‍صَ‍‍احِبِهِمْ مِ‍‌‍نْ جِ‍‍نَّ‍‍ة‌‍ٍۚ ‌إِ‌نْ هُوَ‌ ‌إِلاَّ‌ نَذ‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌ‌ مُبِينٌ
007-185 آ«أو لم ينظروا في ملكوتآ» ملك آ«السماوات والأرض وآ» في آ«ما خلق الله من شيءآ» بيان لما، فيستدلوا به على قدرة صانعه ووحدانيته آ«وآ» في آ«أنآ» أي أنه آ«عسى أن يكون قد اقتربآ» قرب آ«أجلهمآ» فيموتوا كفارا فيصيروا إلى النار فيبادروا إلى الإيمان آ«فبأي حديث بعدهآ» أي القرآن آ«يؤمنونآ». أَ‌وَلَمْ يَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍رُ‌و‌ا‌ فِي مَلَك‍‍ُ‍وتِ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَمَا‌ خَ‍‍لَ‍‍قَ ‌اللَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَ‌أَ‌نْ عَسَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ يَك‍‍ُ‍ونَ قَ‍‍دِ‌ ‌ا‍قْ‍‍تَ‍رَبَ ‌أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَد‍ِ‍ي‍‍ث ٍ‌ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
007-186 آ«من يضلل الله فلا هادي له ويذرهمآ» بالياء والنون مع الرفع استئنافا، والجزم عطفا على محل ما بعد الفاء آ«في طغيانهم يعمهونآ» يترددون تحيُّرا. مَ‍‌‍نْ يُ‍‍ضْ‍‍لِلِ ‌اللَّ‍‍هُ فَلاَ‌ هَا‌دِيَ لَ‍‍هُ ۚ ‌وَيَذَ‌رُهُمْ فِي طُ‍‍غْ‍‍يَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
007-187 آ«يسألونكآ» أي أهل مكة آ«عن الساعةآ» القيامة آ«أيَّانآ» متى آ«مُرساها قلآ» لهم آ«إنَّما علمهاآ» متى تكون آ«عند ربي لا يُجلّيهاآ» يظهرها آ«لوقتهاآ» اللام بمعنى في آ«إلا هو ثقُلتآ» عظمت آ«في السماوات والأرضآ» على أهلها لهولها آ«لا تأتيكم إلا بغتةآ» فجأة آ«يسألونك كأنك حَفيٌآ» مبالغ في السؤال آ«عنهاآ» حتى علمتها آ«قل إنما علمها عند اللهآ» تأكيد آ«ولكن أكثر الناس لا يعلمونآ» أن علمها عنده تعالى. يَسْأَلُونَكَ عَنِ ‌ال‍‍سَّاعَةِ ‌أَيّ‍‍َ‍انَ مُرْسَاهَا‌ ۖ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ عِلْمُهَا‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّي ۖ لاَ‌ يُجَلِّيهَا‌ لِوَ‍قْ‍‍تِهَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ۚ ثَ‍‍قُ‍‍لَتْ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ لاَ‌ تَأْتِيكُمْ ‌إِلاَّ‌ بَ‍‍غْ‍‍تَة ًۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّ‍‍كَ حَفِيٌّ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ۖ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ عِلْمُهَا‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
007-188 آ«قل لا أملك لنفسي نفعاآ» أجلبه آ«ولا ضراآ» أدفعه آ«إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيبآ» ما غاب عني آ«لاستكثرت من الخير وما مسَّني السوءآ» من فقر وغيره لاحترازي عنه باجتناب المضار آ«إنآ» ما آ«أنا إلا نذيرآ» بالنار للكافرين آ«وبشيرآ» بالجنة آ«لقوم يؤمنونآ». قُ‍‍لْ لاَ‌ ‌أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ ضَ‍‍رّ‌ا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ ‌وَلَوْ‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُ ‌أَعْلَمُ ‌الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ‌الْ‍‍خَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَمَا‌ مَسَّنِيَ ‌ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءُ‌ ۚ ‌إِ‌نْ ‌أَنَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ نَذ‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌ‌ ‌وَبَش‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يُؤْمِنُونَ
007-189 آ«هوآ» أي الله آ«الذي خلقكم من نفس واحدةآ» أي آدم آ«وجعلآ» خلق آ«منها زوجهاآ» حواء آ«ليسكن إليهاآ» ويألفها آ«فلما تغشَّاهاآ» جامعها آ«حملت حملا خفيفاآ» هو النطفة آ«فمرت بهآ» ذهبت وجاءت لخفته آ«فلما أثقلتآ» بكبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون بهيمة آ«دعوا الله ربَّهما لئن آتيتناآ» ولدا آ«صالحاآ» سويا آ«لنكونن من الشاكرينآ» لك عليه. هُوَ‌ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ نَفْسٍ‌ ‌وَ‌احِدَةٍ‌ ‌وَجَعَلَ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ‌زَ‌وْجَهَا‌ لِيَسْكُنَ ‌إِلَيْهَا‌ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍‍غَ‍‍شَّاهَا‌ حَمَلَتْ حَمْلاً‌ خَ‍‍فِيفا‌‌ ً‌ فَمَ‍رَّتْ بِ‍‍هِ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَثْ‍‍قَ‍‍لَتْ ‌دَعَوَ‌ا‌ ‌اللَّ‍‍هَ ‌‍رَبَّهُمَا‌ لَئِ‍‌‍نْ ‌آتَيْتَنَا‌ صَ‍‍الِحا‌ ً‌ لَنَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌ال‍‍شَّاكِ‍‍رِينَ
007-190 آ«فلمَّا آتاهماآ» ولدا آ«صالحا جعلا له شركاءآ» وفي قراءة بكسر فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌آتَاهُمَا‌ صَ‍‍الِحا‌‌ ً‌ جَعَلاَ‌ لَ‍‍هُ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ءَ‌ فِيمَ‍‍ا‌ ‌آتَاهُمَا‌ ۚ فَتَعَالَى‌ ‌اللَّ‍‍هُ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يُشْ‍‍رِكُونَ
007-191 آ«أيشركونآ» به في العبادة آ«ما لا يخلق شيئا وهم يُخلقونآ». أَيُشْ‍‍رِك‍‍ُ‍ونَ مَا‌ لاَ‌ يَ‍‍خْ‍‍لُ‍‍قُ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ً‌ ‌وَهُمْ يُ‍‍خْ‍‍لَ‍‍قُ‍‍ونَ
007-192 آ«ولا يستطيعون لهمآ» أي لعابديهم آ«نصرا ولا أنفسهم يَنْصرونآ» بمنعها ممن أراد بهم سوءا من كسر أو غيره، والاستفهام للتوبيخ. وَلاَ‌ يَسْتَ‍‍طِ‍‍يع‍‍ُ‍ونَ لَهُمْ نَ‍‍صْ‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ يَ‍‌‍ن‍‍صُ‍‍رُ‌ونَ
007-193 آ«وإن تدعوهمآ» أي الأصنام آ«إلى الهدى لا يتبعوكمآ» بالتخفيف والتشديد آ«سواء عليكم أدعوتموهمآ» إليه آ«أم أنتم صامتونآ» عن دعائهم لا يتبعوه لعدم سماعهم. وَ‌إِ‌نْ تَ‍‍دْعُوهُمْ ‌إِلَى‌ ‌الْهُدَ‌ى‌ لاَ‌ يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَو‍َ‍‌ا‌ءٌ‌ عَلَيْكُمْ ‌أَ‌دَعَوْتُمُوهُمْ ‌أَمْ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ صَ‍‍امِتُونَ
007-194 آ«إن الذين تدعونآ» تعبدون آ«من دون الله عبادٌآ» مملوكة آ«أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكمآ» دعاءكم آ«إن كنتم صادقينآ» في أنها آلهة، ثم بين غاية عجزهم وفضل عابديهم عليهم فقال. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ تَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ عِب‍‍َ‍ا‌دٌ‌ ‌أَمْثَالُكُمْ ۖ فَا‌دْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُو‌ا‌ لَكُمْ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
007-195 آ«ألهم أرجل يمشون بها أمآ» بل أ آ«لهم أيدآ» جمع يد آ«يبطشون أَلَهُمْ ‌أَ‌رْجُلٌ‌ يَمْش‍‍ُ‍ونَ بِهَ‍‍اۖ ‌أَمْ لَهُمْ ‌أَيْ‍‍د‌ٍ‌ يَ‍‍بْ‍‍‍‍طِ‍‍ش‍‍ُ‍ونَ بِهَ‍‍اۖ ‌أَمْ لَهُمْ ‌أَعْيُنٌ‌ يُ‍‍بْ‍‍‍‍صِ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ بِهَ‍‍اۖ ‌أَمْ لَهُمْ ‌آ‌ذ‍َ‍‌انٌ‌ يَسْمَع‍‍ُ‍ونَ بِهَا‌ ۗ قُ‍‍لِ ‌ا‌دْعُو‌ا‌ شُ‍رَك‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ثُ‍‍مَّ كِيد‍ُ‍‌ونِ فَلاَ‌ تُ‍‌‍ن‍‍ظِ‍‍رُ‌ونِ
007-196 آ«إن وليي اللهآ» متولي أموري آ«الذي نزَّل الكتابآ» القرآن آ«وهو يتولى الصالحينآ» بحفظه. إِنَّ ‌وَلِيِّيَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الَّذِي نَزَّلَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ۖ ‌وَهُوَ‌ يَتَوَلَّى‌ ‌ال‍‍صَّ‍‍الِحِينَ
007-197 آ«والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرونآ» فكيف أبالي بهم. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ تَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ ‌دُ‌ونِ‍‍هِ لاَ‌ يَسْتَ‍‍طِ‍‍يع‍‍ُ‍ونَ نَ‍‍صْ‍رَكُمْ ‌وَلاَ‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ يَ‍‌‍ن‍‍صُ‍‍رُ‌ونَ
007-198 آ«وإن تدعوهمآ» أي الأصنام آ«إلى الهدى لا يسمعوا وتراهمآ» أي الأصنام يا محمد آ«ينظرون إليكآ» أي يقابلونك كالناظر آ«وهم لا يبصرونآ». وَ‌إِ‌نْ تَ‍‍دْعُوهُمْ ‌إِلَى‌ ‌الْهُدَ‌ى‌ لاَ‌ يَسْمَعُو‌اۖ ‌وَتَ‍رَ‌اهُمْ يَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌وَهُمْ لاَ‌ يُ‍‍بْ‍‍‍‍صِ‍‍رُ‌ونَ
007-199 آ«خذ العفوآ» اليسر من أخلاق الناس ولا تبحث عنها آ«وأمر بالعرفآ» بالمعروف آ«وأعرض عن الجاهلينآ» فلا تقابلهم بسفههم. خُ‍‍ذِ‌ ‌الْعَفْوَ‌ ‌وَ‌أْمُرْ‌ بِ‍الْعُرْفِ ‌وَ‌أَعْ‍‍رِ‍‍ضْ عَنِ ‌الْجَاهِلِينَ
007-200 آ«وإماآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة آ«ينزغنَّك من الشيطان نَزْغٌآ» أي إن يصرفك عما أمرت به صارف آ«فاستعذ باللهآ» جواب الشرط وجواب الأمر محذوف، أي يدفعه عنك آ«إنه سميعآ» للقول آ«عليمآ» بالفعل. وَ‌إِمَّ‍‍ا‌ يَ‍‌‍ن‍‍زَ‍‍غَ‍‍نَّ‍‍كَ مِنَ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انِ نَزْ‍غ‌‍ٌ‌ فَاسْتَعِذْ‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ سَم‍‍ِ‍ي‍‍عٌ عَلِيمٌ
007-201 آ«إن الذين اتقوا إذا مسَّهمآ» أصابهم آ«طيفٌآ» وفي قراءة طائف أي شيء ألَّم بهم آ«من الشيطان تذكَّرواآ» عقاب الله وثوابه آ«فإذا هم مبصرونآ» الحق من غيره فيرجعون. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتَّ‍‍قَ‍‍وْ‌ا‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ مَسَّهُمْ طَ‍‍ائِفٌ‌ مِنَ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انِ تَذَكَّرُ‌و‌ا‌ فَإِ‌ذَ‌ا‌ هُمْ مُ‍‍بْ‍‍‍‍صِ‍‍رُ‌ونَ
007-202 آ«وإخوانهمآ» أي وَ‌إِخْ‍‍وَ‌انُهُمْ يَمُدُّ‌ونَهُمْ فِي ‌ال‍‍غَ‍‍يِّ ثُ‍‍مَّ لاَ‌ يُ‍‍قْ‍‍‍‍صِ‍‍رُ‌ونَ
007-203 آ«وإذا لم تأتهمآ» أي أهل مكة آ«بآيةآ» مما اقترحوا آ«قالوا لولاآ» هلا آ«اجتبيتهاآ» أنشأتها من قبل نفسك آ«قلآ» لهم آ«إنَّما أتَّبع ما يوحى إلي من ربيآ» وليس لي أن آتي من عند نفسي بشيء آ«هذاآ» القرآن آ«بصائرآ» حجج آ«من ربِّكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنونآ». وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَة‌‍ٍقَ‍‍الُو‌ا‌ لَوْلاَ‌ ‌اجْ‍‍تَبَيْتَهَا‌ ۚ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌أَتَّبِعُ مَا‌ يُوحَ‍‍ى‌ ‌إِلَيَّ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّي ۚ هَذَ‌ا‌ بَ‍‍صَ‍‍ائِ‍‍ر‍ُ‍‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ‌وَهُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَ‌‍رَحْمَة ٌ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يُؤْمِنُونَ
007-204 آ«وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتواآ» عن الكلام آ«لعلكم ترحمونآ» نزلت في ترك الكلام في الخطبة وعبَّر عنها بالقرآن لاشتمالها عليه، وقيل في قراءة القرآن مطلقا. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قُ‍‍رِئَ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنُ فَاسْتَمِعُو‌ا‌ لَ‍‍هُ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍صِ‍‍تُو‌ا‌ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
007-205 آ«واذكر ربَّك في نفسكآ» أي سرا آ«تضرُّعاآ» تدللا آ«وخيفةآ» خوفا منه آ«وآ» فوق السر آ«دون الجهر من القولآ» أي قصدا بينهما آ«بالغدو والآصالآ» أوائل النهار وأواخره آ«ولا تكن من الغافلينآ» عن ذكر الله. وَ‌ا‌ذْكُرْ‌ ‌‍رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَ‍‍ضَ‍‍رُّعا‌ ً‌ ‌وَ‍خِ‍‍يفَة ً‌ ‌وَ‌د‍ُ‍‌ونَ ‌الْجَهْ‍‍ر‍ِ‍‌ مِنَ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْلِ بِ‍الْ‍‍غُ‍‍دُ‌وِّ‌ ‌وَ‌الآ‍‍صَ‍‍الِ ‌وَلاَ‌ تَكُ‍‌‍نْ مِنَ ‌الْ‍‍غَ‍‍افِلِينَ
007-206 آ«إن الذين عند ربكآ» أي الملائكة آ«لا يستكبرونآ» يتكبَّرون آ«عن عبادته ويسبِّحونهآ» ينزهوِّنه عما لا يليق به آ«وله يسجدونآ» أي يخصونه بالخضوع والعبادة فكونوا مثلهم. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّكَ لاَ‌ يَسْتَكْبِر‍ُ‍‌ونَ عَ‍‌‍نْ عِبَا‌دَتِ‍‍هِ ‌وَيُسَبِّحُونَ‍‍هُ ‌وَلَ‍‍هُ يَسْجُدُ‌ونَ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah