007-002 هذا آ«كتاب أنزل إليكآ» خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم آ«فلا يكن في صدرك حرجآ» ضيق آ«منهآ» أن تبلغه مخافة أن تكذب آ«لتنذرآ» متعلق بأنزل أي للإنذار آ«به وذكرىآ» تذكرة آ«للمؤمنينآ» به.
007-004 آ«وكمآ» خبرية مفعول آ«من قريةآ» أريد أهلها آ«أهلكناهاآ» أردنا إهلاكها آ«فجاءها بأسناآ» عذابا آ«بياتاآ» ليلا آ«أو هم قائلونآ» نائمون بالظهيرة والقيلولة استراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم أي مرة جاءها ليلا ومرَّة جاءها نهارا.
007-008 آ«والوزنآ» للأعمال أو لصحائفها بميزان له لسان وكتفان كما ورد في حديث كائن آ«يومئذآ» أي يوم السؤال المذكور وهو يوم القيامة آ«الحقآ» العدل صفة الوزن آ«فمن ثقلت موازينهآ» بالحسنات آ«فأولئك هم المفلحونآ» الفائزون.
007-010 آ«ولقد مكَّناكمآ» يا بني آدم آ«في الأرض وجعلنا لكم فيها معايشآ» بالياء أسبابا تعيشون بها جمع معيشة آ«قليلا ماآ» لتأكيد القلة آ«تشكرونآ» على ذلك.
007-011 آ«ولقد خلقناكمآ» أي أباكم آدم آ«ثم صوَّرناكمآ» أي صورناه وأنتم في ظهره آ«ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدمآ» سجود تحية بالانحناء آ«فسجدوا إلا إبليسآ» أبا الجن كان بين الملائكة آ«لم يكن من الساجدينآ».
007-017 آ«ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهمآ» أي من كل جهة فأمنعهم عن سلوكه قال ابن عباس ولا يستطيع أن يأتي من فوقهم لئلا يحول بين العبد وبين
007-018 آ«قال اخرج منها مذءوماآ» بالهمزة معيبا أو ممقوتا آ«مدحوراآ» مبعدا عن الرحمة آ«لمن تبعك منهمآ» من الناس واللام للابتداء أو موطئة للقسم وهو آ«لأملأنَّ جهنم منكم أجمعينآ» أي منك بذريتك ومن الناس وفيه تغليب الحاضر على الغائب وفي الجملة معنى جزاء من الشرطية أي من تبعك أعذبه.
007-019 آ«وآ» قال آ«يا آدم اسكن أنتآ» تأكيد للضمير في اسكن ليعطف عليه آ«وزوجكآ» حواء بالمد آ«الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرةآ» بالأكل منها وهي الحنطة آ«فتكونا من الظالمينآ».
007-020 آ«فوسوس لهما الشيطانآ» إبليس آ«ليبديآ» يظهر آ«لهما ما ووريآ» فوعل من الموارة آ«عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربُّكما عن هذه الشجرة إلاآ» كراهة آ«أن تكونا مَلَكَيْنِآ» وقرئ بكسر اللام آ«أو تكونا من الخالدينآ» أي وذلك لازم عن الأكل منها في آية أخرى (هل أدلك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى).
007-022 آ«فدلاهماآ» حطهما عن منزلتهما آ«بغرورآ» منه آ«فلما ذاقا الشجرةآ» أي أكلا منها آ«بدت لهما سوآتهماآ» أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منها سوأة لأن
007-024 آ«قال اهبطواآ» أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما آ«بعضكمآ» بعض الذرية آ«لبعض عدوٌآ» من ظلم بعضهم بعضا آ«ولكم في الأرضآ» مستقرآ» أي مكان استقرار آ«ومتاعآ» تمتع آ«إلى حينآ» تنقضي فيه آجالكم.
007-026 آ«يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساآ» أي خلقناه لكم آ«يواريآ» يستر آ«سوآتكم وريشاآ» وهو ما يتحمل به من الثياب آ«ولباس التقوىآ» العمل الصالح والسمت الحسن بالنصب عطف على لباسا والرفع مبتدأ خبره جملة آ«ذلك خيرٌ ذلك من آيات اللهآ» دلائل قدرته آ«لعلهم يذَّكرونآ» فيؤمنون فيه التفات عن الخطاب.
007-027 آ«يا بني آدم لا يفتننَّكمآ» يضلكم آ«الشيطانآ» أي لا تتبعوه فتفتنوا آ«كما أخرج أبويكمآ» بفتنته آ«من الجنة ينزعآ» حال آ«عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنهآ» أي الشيطان
007-028 آ«وإذا فعلوا فاحشةآ» كالشرك وطوافهم بالبيت عراة قائلين لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فنهوا عنها آ«قالوا وجدنا عليها آباءناآ» فاقتدينا بهم آ«والله أمرنا بهاآ» أيضا آ«قلآ» لهم آ«إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمونآ» أنه قاله، استفهام إنكار.
007-029 آ«قل أمر ربي بالقسطآ» بالعدل آ«وأقيمواآ» معطوف على معنى بالقسط أي قال أقسطوا وأقيموا أو قبله فاقبلوا مقدرا آ«وجوهكمآ» لله آ«عند كل مسجدآ» أي أخلصوا له سجودكم آ«وادعوهآ» اعبدوه آ«مخلصين له الدينآ» من الشرك آ«كما بدأكمآ» خلقكم ولم تكونوا شيئا آ«تعودونآ» أي يعيدكم أحياء يوم القيامة.
007-033 آ«قل إنما حرَّم ربي الفواحشآ» الكبائر كالزنا آ«ما ظهر منها وما بطنآ» أي جهرها وسرها آ«والإثمآ» المعصية آ«والبغيآ» على الناس آ«بغير الحقآ» وهو الظلم آ«وأن تشركوا بالله ما لم ينزل بهآ» بإشراكه آ«سلطاناآ» حجة آ«وأن تقولوا على الله ما لا تعلمونآ» من تحريم ما لم يحرم وغيره.
007-035 آ«يابني آدم إمَّاآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة آ«يأتينكم رسل منكم يقصُّون عليكم آياتي فمن اتقىآ» الشرك آ«وأصلحآ» عمله آ«فلا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ» في الآخرة.
007-037 آ«فمنآ» أي لا أحد آ«أظلم ممن افترى على الله كذباآ» بنسبة الشريك والولد إليه آ«أو كذَّب بآياتهآ» القرآن آ«أولئك ينالهمآ» يصيبهم آ«نصيبهمآ» حظهم آ«من الكتابآ» مما كتب لهم في
007-038 آ«قالآ» تعالى لهم يوم القيامة آ«ادخلوا فيآ» جملة آ«أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النارآ» متعلق بادخلوا آ«كلما دخلت أُمةآ» النار آ«لعنت أختهاآ» التي قبلها لضلالها بها آ«حتى إذا ادَّاركواآ» تلاحقوا آ«فيها جميعا قالت أخراهمآ» وهم الأتباع آ«لأولاهمآ» أي لأجلائهم وهم المتبوعون آ«ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفاآ» مضعفا آ«من النار قالآ» تعالى آ«لكلآ» منكم ومنهم آ«ضعفآ» عذاب مضعف آ«ولكن لا يعلمونآ» بالياء والتاء ما لكل فريق.
007-040 آ«إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبرواآ» تكبروا آ«عنهاآ» فلم يؤمنوا بها آ«لا تفتَّح لهم أبواب السماءآ» إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت فيهبط بها إلى سجين بخلاف المؤمن فتفتح له ويصعد بروحه إلى السماء السابعة كما ورد في حديث
007-042 آ«والذين آمنوا وعملوا الصالحاتآ» مبتدأ وقوله آ«لا نكلّف نفسا إلا وسعهاآ» طاقتها من العمل اعتراض بينه وبين خبره وهو آ«أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدونآ».
007-043 آ«ونزعنا ما في صدورهم من غلآ» حقد كان بينهم في الدنيا آ«تجري من تحتهمآ» تحت قصورهم آ«الأنهار وقالواآ» عند الاستقرار في منازلهم آ«الحمد لله الذي هدانا لهذاآ» العمل الذي هذا جزاؤه آ«وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللهآ» حذف جواب لولا لدلالة ما قبله عليه آ«لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أنآ» مخففة أي أنه أو مفسرة في المواضع الخمسة آ«تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملونآ».
007-044 آ«ونادى أصحابُ الجنة أصحاب النارآ» تقريرا أو تبكيتا آ«أن قد وجدنا ما وعدنا ربناآ» من الثواب آ«حقا فهل وجدتم ما وعدآ» كم آ«ربكُمآ» من العذاب آ«حقا؟ قالوا نعمْ فأذَّن مؤذَّنآ» نادى منادٍ آ«بينهمآ» بين الفريقين أسمعهم آ«أن لعنة الله على
007-046 (وبينهما) أي أصحاب الجنة والنار (حجاب) حاجز قيل هو سور الأعراف (وعلى الأعراف) وهو سور الجنة (رجال) استوت حسناتهم وسيئاتهم كما في الحديث (يعرفون كلا) من أهل الجنة والنار (بسيماهم) بعلامتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها للكافرين لرؤيتهم لهم إذ موضعهم عال (ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم) قال تعالى (لم يدخلوها) أي أصحاب الأعراف الجنة (وهم يطمعون) في دخولها قال الحسن: لم يطمعهم إلا لكرامة يريدها بهم وروى الحاكم عن حذيفة قال "" بينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم "".
007-048 آ«ونادى أصحاب الأعراف رجالاآ» من أصحاب النار آ«يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكمآ» من النار آ«جمعكمآ» المال أو كثرتكم آ«وما كنتم تستكبرونآ» أي واستكباركم عن الإيمان، ويقولون لهم مشيرين إلى ضعفاء المسلمين.
007-051 آ«الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهمآ» نتركهم في النار آ«كما نسوا لقاء يومهم هذاآ» بتركهم العمل له آ«وما كانوا بآياتنا يجحدونآ» أي وكما جحدوا.
007-052 آ«ولقد جئناهمآ» أي أهل مكة آ«بكتابآ» قرآن آ«فصَّلناهآ» بيَّناه بالأخبار والوعد والوعيد آ«على علمآ» حال أي عالمين بما فصَّل فيه آ«هدىآ» حال من الهاء آ«ورحمة لقوم يؤمنونآ» به.
007-053 آ«هل ينظرونآ» ما ينتظرون آ«إلا تأويلهآ» عاقبة ما فيه آ«يوم يأتي تأويلهآ» هو يوم القيامة آ«يقول الذين نسوه من قبلآ» تركوا الإيمان به آ«قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أوآ» هل آ«نُردآ» إلى الدنيا آ«فنعمل غير الذي كنا نعملآ» نوحِّد الله ونترك الشرك، فيقال لهم: لا، قال تعالى: آ«قد خسروا أنفسهمآ» إذ صاروا إلى الهلاك آ«وضلّآ» ذهب آ«عنهم ما كانوا يفترونآ» من دعوى الشريك.
007-056 آ«ولا تُفسدوا في الأرضآ» بالشرك والمعاصي آ«بعد إصلاحهاآ» ببعث الرسل آ«وادعوه خوفاآ» من عقابه آ«وطمعاآ» في رحمته آ«إن رحمة الله قريب من المحسنينآ» المطيعين وتذكير قريب المخبر به عن رحمة لإضافتها إلى الله.
007-057 آ«وهو الذي يرسل الرياح نُشُرا بين يدي رحمتهآ» أي متفرقة قدام المطر، وفي قراءة سكون الشين تخفيفا، وفي أخرى بسكونها وفتح النون مصدرا، وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون: أي مبشرا ومفرد الأولى نشور كرسول والأخيرة بشير آ«حتى إذا
007-058 آ«والبلد الطيبآ» العذب التراب آ«يخرج نباتهآ» حسنا آ«بإذن ربهآ» هذا مثل للمؤمن يسمع الموعظة فينتفع بها آ«والذي خبثآ» ترابه آ«لا يخرجآ» نباته آ«إلا نكداآ» عسرا بمشقة وهذا مثل للكافر آ«كذلكآ» كما بينا ما ذكر آ«نُصرِّفآ» نبين آ«الآيات لقوم يشكرونآ» الله يؤمنون.
007-059 آ«لقدآ» جواب قسم محذوف آ«أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غَيْرُِهُآ» بالجر صفة لإله والرفع بدل من محله آ«إني أخاف عليكمآ» إن عبدتم غيره آ«عذاب يوم عظيمآ» هو يوم القيامة.
007-069 آ«أو عجبتم أن جاءكم ذِكْرٌ من ربكم علىآ» لسان آ«رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاءآ» في الأرض آ«من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطةآ» قوة وَطَوْلا وكان طويلهم مائة ذراع وقصيرهم ستين آ«فاذكروا آلاء اللهآ» نعمه آ«لعلكم تفلحونآ» تفوزون.
007-072 آ«فأنجيناهآ» أي هودا آ«والذين معهآ» من المؤمنين آ«برحمة منا وقطعنا دابرآ» القوم آ«الذين كذبوا بآياتناآ» أي استأصلناكم آ«وما كانوا مؤمنينآ» عطف على كذبوا.
007-073 آ«وآ» أرسلنا آ«إلى ثمودآ» بترك الصرف مرادا به القبيلة آ«أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بيَّنةآ» معجزة آ«من ربكمآ» على صدقي آ«هذه ناقة الله لكم آيةآ» حال عاملها معنى الإشارة وكانوا سألوه أن يخرجها لهم صخرة عينوها آ«فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوءآ» بعقر أو ضرب آ«فيأخذكم عذاب أليمآ».
007-074 آ«واذكروا إذ جعلكم خلفاءآ» في الأرض آ«من بعد عاد وبوَّأكمآ» أسكنكم آ«في الأرض تتَّخذون من سهولها قصوراآ» تسكنونها في الصيف آ«وتنحتون الجبال بيوتاآ» تسكنونها في الشتاء ونصبه على الحال المقدرة آ«فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدينآ».
007-077 وكانت الناقة لها يوم في الماء ولهم يوم فملوا ذلك آ«فعقروا الناقةآ» عقرها قدار بأمرهم بأن قتلها بالسيف آ«وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدناآ» به من العذاب على قتلها آ«إن كنت من المرسلينآ».
007-081 آ«أئِنَّكُمآ» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال الألف بينهما وفي قراءة إنَّكُمْ آ«لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفونآ» متجاوزون الحلال إلى الحرام.
007-085 آ«وآ» أرسلنا آ«إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينةآ» معجزة آ«من ربكمآ» على صدقي آ«فأوفواآ» أتموا آ«الكيل والميزان ولا تبخسواآ» تنقصوا آ«الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرضآ» بالكفر والمعاصي آ«بعد إصلاحهاآ» ببعث الرسل آ«ذلكمآ» المذكور آ«خير لكم إن كنتم مؤمنينآ» مريدي الإيمان فبادروا إليه.
007-086 آ«ولا تقعدوا بكل صراطآ» طريق آ«تُوعدونآ» تخوفون الناس بأخذ ثيابهم أو المكس منهم آ«وتصدونآ» تصرفون آ«عن سبيل اللهآ» دينه آ«من آمن بهآ» بتوعدكم إياه بالقتل آ«وتبغونهاآ» تطلبون الطريق آ«عوجاآ» معوجة آ«واذكروا إذ كنتم قليلا فكثَّركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدينآ» قبلكم بتكذيب رسلهم أي آخر أمرهم من الهلاك.
007-087 آ«وإن كان طائفةٌ منكم آمنوا بالذي أُرسلت به وطائفة لم يؤمنواآ» به آ«فاصبرواآ» انتظروا آ«حتى يحكم الله بينناآ» وبينكم بإنجاء المحق وإهلاك المبطل آ«وهو خير الحاكمينآ» أعدلهم.
007-089 آ«قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملَّتكم بعد إذ نجَّانا الله منها وما يكونآ» ينبغي آ«لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربُّناآ» ذلك فيخذلنا آ«وسع ربُّنا كلَّ شيء علماآ» أي وسع علمه كل شيء ومنه حالي وحالكم آ«على الله توكلنا ربنا افتحآ» احكم آ«بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحينآ» الحاكمين.
007-095 آ«ثم بدَّلناآ» أعطيناهم آ«مكان السيئةآ» العذاب آ«الحسنةآ» الغنى والصحة آ«حتى عفواآ» كثروا آ«وقالواآ» كفرا للنعمة آ«قد مس آباءنا الضرَّاء والسرَّاءآ» كما مسنا وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من الله فكونوا على ما أنتم عليه قال تعالى: آ«فأخذناهمآ» بالعذاب آ«بغتةآ» فجأة آ«وهم لا يشعرونآ» بوقت مجيئه قبله.
007-101 آ«تلك القرىآ» التي مرَّ ذكرها آ«نقصُّ عليكآ» يا محمد آ«من أنبائهاآ» أخبار أهلها آ«ولقد جاءتهم رسلهم بالبيناتآ» المعجزات الظاهرات آ«فما كانوا ليؤمنواآ» عند مجيئهم آ«بما كذبواآ» كفروا به آ«من قبلآ» قبل مجيئهم بل استمروا على الكفر آ«كذلكآ» الطبع آ«يطبع الله على قلوب الكافرينآ».
007-122 آ«رب موسى وهارونآ» لعلمهم بأن ما شهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر.
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ
007-123 آ«قال فرعون أآمنتمآ» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا آ«بهآ» بموسى آ«قبل أن آذنآ» آ«لكم إنَّ هذاآ» الذي صنعتموه آ«لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمونآ» ما ينالكم مني.
007-131 آ«فإذا جاءتهم الحسنةآ» الخصب والغنى آ«قالوا لنا هذهآ» أي نستحقها ولم يشكروا عليها آ«وإن تصبهم سيئةآ» جدب وبلاء آ«يَطَّيَّرواآ» يتشاءموا آ«بموسى ومن معهآ» من المؤمنين آ«ألا إنما طائرهمآ» شؤمهم آ«عند اللهآ» يأتيهم به آ«ولكن أكثرهم لا يعلمونآ» أنَّ ما يصيبهم من عنده.
007-133 آ«فأرسلنا عليهم الطُّوفانآ» وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام آ«والجرادآ» فأكل زرعهم وثمارهم، كذلك آ«والقمَّلآ» السوس أو نوع من القراد، فتتبع ما تركه الجراد آ«والضفادعآ» فملأت بيوتهم وطعامهم آ«والدمآ» في مياههم آ«آياتِ مفصَّلاتِآ» مبينات آ«فاستكبرواآ» عن الإيمان بها آ«وكانوا قوما مجرمينآ».
007-134 آ«ولما وقع عليهم الرجزآ» العذاب آ«قالوا يا موسى ادع لنا ربَّك بما عهد عندكآ» من كشف العذاب عنا إن آمنا آ«لئنآ» لام قسم آ«كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلنَّ معك بني إسرائيلآ».
007-137 آ«وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفونآ» بالاستعباد، وهم بنو إسرائيل آ«مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيهاآ» بالماء والشجر، صفة للأرض وهي الشام آ«وتمت كلمة ربَّك الحسنىآ» وهي قوله تعالى (ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض) إلخ آ«على بني إسرائيل بما صبرواآ» على
007-138 آ«وجاوزناآ» عبرنا آ«ببني إسرائيل البحر فأتواآ» فمروا آ«على قوم يعكُِفونآ» بضم الكاف وكسرها آ«على أصنام لهمآ» على عبادتها آ«قالوا يا موسى لنا اجعل إلهاآ» صنما نعبده آ«كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلونآ» حيث قابلتم نعمة الله عليكم بما قلتموه.
007-142 آ«وواعدناآ» بألف ودونها آ«موسى ثلاثين ليلةآ» نكلمه عند انتهائها بأن يصومها، وهي ذو القعدة فصامها فلما تمَّت أنكر خلوف فمه فاستاك فأمره الله بعشرة أخرى ليكلمه بخلوف فمه كما قال تعالى: آ«وأتممناها بعشرآ» من ذي
007-143 آ«ولما جاء موسى لميقاتناآ» أي للوقت الذي وعدناه بالكلام فيه آ«وكلَّمه ربُّهآ» بلا واسطة كلاما سمعه من كل جهة آ«قال رب أرنيآ» نفسك آ«أنظر إليك قال لن ترانيآ» أي لا تقدر على رؤيتي، والتعبير به دون لن أرى يفيد إمكان رؤيته تعالى آ«ولكن انظر إلى الجبلآ» الذي هو أقوى منك آ«فإن استقرآ» ثبت آ«مكانه فسوف ترانيآ» أي تثبيت لرؤيتي وإلا فلا طاقة لك آ«فلما تجلَّى ربُّهآ» أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم آ«للجبل جعله دكاآ» بالقصر والمد، أي مدكوكا مستويا بالأرض آ«وخرَّ موسى صَعقاآ» مغشيا عليه لهول ما رأى آ«فلما أفاق قال سبحانكآ» تنزيها لك آ«تبت إليكآ» من سؤال ما لم أؤمر به آ«وأنا أوَّلُ المؤمنينآ» في زماني.
007-144 آ«قالآ» تعالى له آ«يا موسى إني اصطفيتكآ» اخترتك آ«على الناسآ» أهل زمانك آ«برسالاتيآ» بالجمع والإفراد آ«وبكلاميآ» أي تكليمي إياك آ«فخذ ما آتيتكآ» من الفضل آ«وكن من الشاكرينآ» لأنعمي.
007-145 آ«وكتبا له في الألواحآ» أي ألواح التوراة وكانت من سدر الجنة أو زبرجد أو زمرد سبعة أو عشرة آ«من كل شيءآ» يحتاج إليه في الدين آ«موعظة وتفصيلاآ» تبينا آ«لكل شيءآ» بدل من الجار والمجرور قبله آ«فخذهاآ» قبله قلنا مقدرا آ«بقوةآ» بجد واجتهاد آ«وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقينآ» فرعون وأتباعه وهي مصر لتعتبروا بهم.
007-146 آ«سأصرف عن آياتيآ» دلائل قدرتي من المصنوعات وغيرها آ«الذين يتكبرون في الأرض بغير الحقآ» بأن أخذلهم فلا يتكبرون فيها آ«وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيلآ» طريق آ«الرُّشدآ» الهدى الذي جاء من عند الله آ«لا يتخذوه سبيلاآ» يسلكوه آ«وإن يروا سبيل الغيآ» الضلال آ«يتخذوه سبيلا ذلكآ» الصرف آ«بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلينآ» تقدم مثله.
007-147 آ«والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرةآ» البعث وغيره آ«حبطتآ» بطَلَت آ«أعمالهمآ» ما عملوه في الدنيا من خير كصلة رحم وصدقة فلا ثواب لهم لعدم شرطه آ«هلآ» ما آ«يُجزون إلاآ» جزاء آ«ما كانوا يعملونآ» من التكذيب والمعاصي.
007-149 آ«ولما سُقط في أيديهمآ» أي ندموا على عبادته آ«ورأوْاآ» علموا آ«أنهم قد ضلواآ» بها وذلك بعد رجوع موسى آ«وقالوا لئن لم يرحْمنا ربنا ويغفرْ لناآ» بالياء والتاء فيهما آ«لنكونن من الخاسرينآ».
007-152 آ«إن الذين اتخذوا العجلآ» إلها آ«سينالهم غضبآ» عذاب آ«من ربِّهم وذلَّة في الحياة الدنياآ» فعذبوا بالأمر بقتل أنفسهم وضربت عليهم الذلة إلى يوم القيامة آ«وكذلكآ» كما جزيناهم آ«نجزي المفترينآ» على الله بالإشراك وغيره.
007-154 آ«ولمَّا سكتآ» سكن آ«عن موسى الغضب أخذ الألواحآ» التي ألقاها آ«وفي نسخَتهاآ» أي ما نسخ فيها، أي كتب آ«هدىّآ» من الضلالة آ«ورحمهٌ للذين هم لربِّهم يرهبونآ» يخافون، وأدخل اللام على المفعول لتقدمه.
007-155 آ«واختار موسى قومهآ» أي من قومه آ«سبعين رجلاآ» ممن لم يعبدوا العجل بأمره تعالى آ«لميقاتناآ» أي للوقت الذي وعدناه بإتيانهم فيه ليعتذروا من عبادة أصحابهم العجل فخرج بهم آ«فلما أخذتهم الرجفةآ» الزلزلة الشديدة، قال ابن عباس: لأنهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل، قال: وهم غير الذين سألوا الرؤية وأخذتهم الصاعقة آ«قالآ» موسى آ«ربِّ لو شئت أهلكتهم من قبلآ» أي قبل خروجي بهم ليعاين بنو إسرائيل ذلك ولا
007-156 آ«واكتبآ» وأجب آ«لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرةآ» حسنة آ«إنَّا هُدْناآ» تبنا آ«إليك قالآ» تعالى: آ«عذابي أصيب به من أشاءآ» تعذيبه آ«ورحمتي وسعتآ» عمَّت آ«كلَّ شيءآ» في الدنيا آ«فسأكتبهاآ» في الآخرة آ«للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتتا يؤمنونآ».
007-157 آ«الذين يتبعون الرسول النبي الأميآ» محمدا صلى الله عليه وسلم آ«الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيلآ» باسمه وصفته آ«يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيباتآ» مما حُرم في شرعهم آ«ويحرم عليهم الخبائثآ» من الميتة ونحوها آ«ويضع عنهم إصرَهُمآ» ثقلهم آ«والأغلالآ» الشدائد آ«التي كانت عليهمآ» كقتل النفس من التوبة وقطع أثر النجاسة. آ«فالذين آمنوا بهآ» منهم آ«وعَزَّروهآ» ووقروه آ«ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معهآ» أي القرآن آ«أولئك هم المفلحونآ».
007-160 آ«وقَطَّعناهمآ» فّرَّقنا بني إسرائيل آ«اثنتي عشرةآ» حال آ«أسباطاآ» بدل منه، أي قبائل آ«أمماآ» بدل مما قبله آ«وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومهآ» في التيه آ«أن اضرب بعصاك الحجرآ» فضربه آ«فانبجستآ» انفجرت آ«منه اثنتا عشرة عيناآ» بعدد الأسباط آ«قد علم كل أُناسآ» سبط منهم آ«مشربهم وظللنا عليهم الغمامآ» في التيه من حر الشمس آ«وأنزلنا عليهم المن والسلوىآ» هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا لهم آ«كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمونآ».
007-161 آ«وآ» اذكر آ«إذ قيل لهم اسكنوا هذه القريةآ» بيت المقدس آ«وكلوا منها حيث شئتم وقولواآ» أمرنا آ«حطَّةٌ وادخلوا البابآ» أي باب القرية آ«سجَّداآ» سجود انحناء آ«نغفرآ» بالنون والتاء مبينا للمفعول آ«لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنينآ» بالطاعة ثوابا.
007-163 آ«واسألهمآ» يا محمد توبيخا آ«عن القرية التي كانت حاضرة البحرآ» مجاورة بحر القلزم وهي أيلة ما وقع بأهلها آ«إذ يعدونآ» يعتدون آ«في السبتآ» بصيد السمك المأمورين بتركه فيه آ«إذآ» ظرف ليعدون آ«تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شُرَّعاآ» ظاهرة على الماء آ«ويوم لا يسبتونآ» لا يعظمون السبت أي سائر الأيام آ«لا تأتيهمآ» ابتلاء من الله آ«كذلك نبلوهمآ» بما كانوا يفسقونآ» ولما صادوا السمك افترقت القرية أثلاثا، ثلث صادوا معهم وثلث نهوهم، وثلث أمسكوا عن الصيد والنهي.
007-164 آ«وإذآ» عطف على إذ قبله آ«قالت أمَّة منهمآ» لم تصد ولم تنهَ لمن نهى آ«لم تعظون قوما الله مُهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالواآ» موعظتنا آ«معذرةآ» نعتذر بها آ«إلى ربِّكمآ» لئلا ننسب إلى تقصير في ترك النهي آ«ولعلَّهم يتقونآ» الصيد.
007-165 آ«فما نسواآ» تركوا آ«ما ذكِّرواآ» وعظوا آ«بهآ» فلم يرجعوا آ«أنجينا الذين ينهوْن عن السوء وأخذنا الذين ظلمواآ» بالاعتداء آ«بعذابٍ بَئيسآ» شديد آ«بما كانوا يفسقونآ».
007-167 آ«وإذ تأذَّنآ» أعلم آ«ربُّك ليبعثنَّ عليهمآ» أي اليهود آ«إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذابآ» بالذل وأخذ الجزية، فبعث عليهم سليمان وبعده بختنصر فقتلهم وسباهم وضرب عليهم الجزية فكانوا يؤدونها إلى المجوس إلى أن بعث نبينا صلى الله عليه وسلم فضربها عليهم آ«إن ربك لسريع العقابآ» لمن عصاه آ«وإنه لغفورآ» لأهل طاعته آ«رحيمآ» بهم.
007-169 آ«فخلف من بعدهم خَلْفٌ ورثوا الكتابآ» التوراة عن آبائهم آ«يأخذون عرض هذا الأدنىآ» أي حطام هذا الشيء الدنيء أي الدنيا من حلال وحرام آ«ويقولون سيغفر لناآ» ما عملناه لنا آ«و إن يأتهم عرض مثله يأخذوهآ» الجملة حال، أي يرجون المغفرة وهم عائدون إلى ما فعلوه مصرون عليه، وليس في التوراة وعد المغفرة مع الإصرار آ«ألم
007-170 آ«والذين يمسِّكونآ» بالتشديد والتخفيف آ«بالكتابآ» منهم آ«وأقاموا الصلاةآ» كعبد الله بن سلام وأصحابه آ«إنا لا نضيع أجر المصلحينآ» الجملة خبر الذين، وفيه وضع الظاهر موضع المضمر أي أجرهم.
007-171 آ«وآ» آ«إذ نتقنا الجبلآ» رفعناه من أصله آ«فوقهم كأنه ظُلَّةٌ وظنواآ» أيقنوا آ«أنه واقع بهمآ» ساقط عليهم بوعد الله إياهم بوقوعه إن لم يقبلوا أحكام التوراة ن وكانوا أبَوْها لثقلها فقلبوا وقلنا لهم آ«خذوا ما آتيناكم بقوةآ» بجد واجتهاد آ«واذكروا ما فيهآ» بالعمل به آ«لعلكم تتقونآ».
007-172 آ«وآ» اذكر آ«إذآ» حين آ«أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهمآ» بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار آ«ذرِّيّاتهمآ» بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم نسلا بعد نسل كنحو ما يتوالدون كالذّر بنعمان يوم عرفة ونصب لهم دلائل على ربوبيته وركب فيهم عقلا آ«وأشْهدهم على أنفسهمآ» قال آ«ألست
007-173 آ«أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبلآ» أي قبلنا آ«وكنا ذريَّة من بعدهمآ» فاقتدينا بهم آ«أفتهلكناآ» تعذبنا آ«بما فعل المبطلونآ» من آبائنا بتأسيس الشرك، المعنى لا يمكنهم الاحتجاج بذلك مع إشهادهم على أنفسهم بالتوحيد، والتذكير به على لسان صاحب المعجزة قائم مقام ذكره في النفوس.
007-175 آ«واتلآ» يا محمد آ«عليهمآ» أي اليهود آ«نبأآ» خبر آ«الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منهاآ» خرج بكفره كما تخرج الحية من جلدها، وهو بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل، سُئل أن يدعو على موسى وأُهدي إليه شيء، فدعا فانقلب عليه اندلع لسانه على صدره آ«فأتبعه الشيطانآ» فأدركه فصار قرينه آ«فكان من الغاوينآ».
007-176 آ«ولو شئنا لرفعناهآ» إلى منازل العلماء آ«بهاآ» بأن نوقفه للعمل آ«ولكنه أخلدآ» سكن آ«إلى الأرضآ» أي الدنيا ومال إليها آ«واتَّبع هواهآ» في دعائه إليها فوضعناه آ«فمثلهآ» صفته آ«كمثل الكلب إن
007-179 آ«ولقد ذَرأْناآ» خلقنا آ«لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بهاآ» الحق آ«ولهم أعين لا يبصرون بهاآ» دلائل قدرة الله بصر اعتبار آ«ولهم آذان لا يسمعون بهاآ» الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ آ«أولئك كالأنعامآ» في عدم الفقه والبصر والاستماع آ«بل هم أضلآ» من الأنعام لأنها تطلب منافعها وتهرب من مضارها وهؤلاء يقدمون على النار معاندة آ«أولئك هم الغافلونآ».
007-185 آ«أو لم ينظروا في ملكوتآ» ملك آ«السماوات والأرض وآ» في آ«ما خلق الله من شيءآ» بيان لما، فيستدلوا به على قدرة صانعه ووحدانيته آ«وآ» في آ«أنآ» أي أنه آ«عسى أن يكون قد اقتربآ» قرب آ«أجلهمآ» فيموتوا كفارا فيصيروا إلى النار فيبادروا إلى الإيمان آ«فبأي حديث بعدهآ» أي القرآن آ«يؤمنونآ».
007-187 آ«يسألونكآ» أي أهل مكة آ«عن الساعةآ» القيامة آ«أيَّانآ» متى آ«مُرساها قلآ» لهم آ«إنَّما علمهاآ» متى تكون آ«عند ربي لا يُجلّيهاآ» يظهرها آ«لوقتهاآ» اللام بمعنى في آ«إلا هو ثقُلتآ» عظمت آ«في السماوات والأرضآ» على أهلها لهولها آ«لا تأتيكم إلا بغتةآ» فجأة آ«يسألونك كأنك حَفيٌآ» مبالغ في السؤال آ«عنهاآ» حتى علمتها آ«قل إنما علمها عند اللهآ» تأكيد آ«ولكن أكثر الناس لا يعلمونآ» أن علمها عنده تعالى.
007-188 آ«قل لا أملك لنفسي نفعاآ» أجلبه آ«ولا ضراآ» أدفعه آ«إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيبآ» ما غاب عني آ«لاستكثرت من الخير وما مسَّني السوءآ» من فقر وغيره لاحترازي عنه باجتناب المضار آ«إنآ» ما آ«أنا إلا نذيرآ» بالنار للكافرين آ«وبشيرآ» بالجنة آ«لقوم يؤمنونآ».
007-189 آ«هوآ» أي الله آ«الذي خلقكم من نفس واحدةآ» أي آدم آ«وجعلآ» خلق آ«منها زوجهاآ» حواء آ«ليسكن إليهاآ» ويألفها آ«فلما تغشَّاهاآ» جامعها آ«حملت حملا خفيفاآ» هو النطفة آ«فمرت بهآ» ذهبت وجاءت لخفته آ«فلما أثقلتآ» بكبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون بهيمة آ«دعوا الله ربَّهما لئن آتيتناآ» ولدا آ«صالحاآ» سويا آ«لنكونن من الشاكرينآ» لك عليه.
007-193 آ«وإن تدعوهمآ» أي الأصنام آ«إلى الهدى لا يتبعوكمآ» بالتخفيف والتشديد آ«سواء عليكم أدعوتموهمآ» إليه آ«أم أنتم صامتونآ» عن دعائهم لا يتبعوه لعدم سماعهم.
007-194 آ«إن الذين تدعونآ» تعبدون آ«من دون الله عبادٌآ» مملوكة آ«أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكمآ» دعاءكم آ«إن كنتم صادقينآ» في أنها آلهة، ثم بين غاية عجزهم وفضل عابديهم عليهم فقال.
007-200 آ«وإماآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة آ«ينزغنَّك من الشيطان نَزْغٌآ» أي إن يصرفك عما أمرت به صارف آ«فاستعذ باللهآ» جواب الشرط وجواب الأمر محذوف، أي يدفعه عنك آ«إنه سميعآ» للقول آ«عليمآ» بالفعل.
007-201 آ«إن الذين اتقوا إذا مسَّهمآ» أصابهم آ«طيفٌآ» وفي قراءة طائف أي شيء ألَّم بهم آ«من الشيطان تذكَّرواآ» عقاب الله وثوابه آ«فإذا هم مبصرونآ» الحق من غيره فيرجعون.
007-203 آ«وإذا لم تأتهمآ» أي أهل مكة آ«بآيةآ» مما اقترحوا آ«قالوا لولاآ» هلا آ«اجتبيتهاآ» أنشأتها من قبل نفسك آ«قلآ» لهم آ«إنَّما أتَّبع ما يوحى إلي من ربيآ» وليس لي أن آتي من عند نفسي بشيء آ«هذاآ» القرآن آ«بصائرآ» حجج آ«من ربِّكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنونآ».
007-204 آ«وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتواآ» عن الكلام آ«لعلكم ترحمونآ» نزلت في ترك الكلام في الخطبة وعبَّر عنها بالقرآن لاشتمالها عليه، وقيل في قراءة القرآن مطلقا.
007-205 آ«واذكر ربَّك في نفسكآ» أي سرا آ«تضرُّعاآ» تدللا آ«وخيفةآ» خوفا منه آ«وآ» فوق السر آ«دون الجهر من القولآ» أي قصدا بينهما آ«بالغدو والآصالآ» أوائل النهار وأواخره آ«ولا تكن من الغافلينآ» عن ذكر الله.
007-206 آ«إن الذين عند ربكآ» أي الملائكة آ«لا يستكبرونآ» يتكبَّرون آ«عن عبادته ويسبِّحونهآ» ينزهوِّنه عما لا يليق به آ«وله يسجدونآ» أي يخصونه بالخضوع والعبادة فكونوا مثلهم.