Roman Script    Reciting key words            Previous Sūrah    Quraan Index    Home  

2) Sūrat Al-Baqarah

Printed format

2) سُورَة البَقَرَه

Toggle thick letters. Most people make the mistake of thickening thin letters in the words that have other (highlighted) thick letter Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
002-001 آ«المآ» الله أعلم بمراده بذلك. أَلِف-لَام-مِيم
002-002 آ«ذلكآ» أي هذا آ«الكتابآ» الذي يقرؤه محمد آ«لا ريبآ» لا شك آ«فيهآ» أنه من عند الله وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والإشارة به للتعظيم آ«هدىًآ» خبر ثان أي هاد آ«للمتقينآ» الصائرين إلى التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار. ذَلِكَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابُ لاَ‌ ‌‍رَيْ‍‍بَ ۛ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۛ هُ‍‍د‌ى‌ ً‌ لِلْمُتَّ‍‍قِ‍‍ينَ
002-003 آ«الذين يؤمنونآ» يصدِّقون آ«بالغيبآ» بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار آ«ويقيمون الصلاةآ» أي يأتون بها بحقوقها آ«ومما رزقناهمآ» أعطيناهم آ«ينفقونآ» في طاعة الله. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍الْ‍‍غَ‍‍يْ‍‍بِ ‌وَيُ‍‍قِ‍‍يم‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَمِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قْ‍‍نَاهُمْ يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ
002-004 آ«والذين يؤمنون بما أنزل إليكآ» أي القراَن آ«وما أنزل من قبلكآ» أي التوراة والإنجيل وغيرهما آ«وبالآخرة هم يوقنونآ» يعلمون. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌نْ‍‍زِلَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌نْ‍‍زِلَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكَ ‌وَبِالآ‍‍خِ‍رَةِ هُمْ يُوقِ‍‍نُونَ
002-005 آ«أولئكآ» الموصوفون بما ذكر آ«على هدىّ من ربِّهم وأولئك هم المفلحونآ» الفائزون بالجنة الناجون من النار. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ عَلَى‌ هُ‍‍د‌ى‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّهِمْ ۖ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْمُفْلِحُونَ
002-006 آ«إن الذين كفرواآ» كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما آ«سواء عليهم أأنذرتهمآ» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه آ«أم إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ سَو‍َ‍‌ا‌ءٌ‌ عَلَيْهِمْ ‌أَ‌ ‌أَ‌ن‍‍ذَ‌رْتَهُمْ ‌أَمْ لَمْ تُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌ر‍ْ‍هُمْ لاَ‌ يُؤْمِنُونَ
002-007 آ«ختم الله على قلوبهمآ» طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير آ«وعلى سمعهمآ» أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق آ«وعلى أبصارهم غشاوةآ» غطاء فلا يبصرون الحق آ«ولهم عذاب عظيمآ» قوي دائم. خَ‍‍تَمَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَى‌ قُ‍‍لُوبِهِمْ ‌وَعَلَى‌ سَمْعِهِمْ ۖ ‌وَعَلَ‍‍ى‌ ‌أَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌رِهِمْ غِ‍‍شَا‌وَةٌۖ ‌وَلَهُمْ عَذ‍َ‍‌ابٌ عَ‍‍ظِ‍‍يمٌ
002-008 ونزل في المنافقين: آ«ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخرآ» أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام آ«وما هم بمؤمنينآ» روعي فيه معنى من، وفي ضمير يقول لفظها. وَمِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ مَ‍‌‍نْ يَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌آمَ‍‍نَّ‍‍ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَبِالْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ‌وَمَا‌ هُمْ بِمُؤْمِنِينَ
002-009 آ«يخادعون الله والذين آمنواآ» بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية آ«وما يخدعون إلا أنفسهمآ» لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة آ«وما يشعرونآ» يعلمون أن خداعهم لأنفسهم، والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين، وفي قراءة وما يخدعون. يُ‍خَ‍‍ا‌دِع‍‍ُ‍ونَ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَمَا‌ يَ‍‍خْ‍‍دَع‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاّ‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ‌وَمَا‌ يَشْعُرُ‌ونَ
002-010 آ«في قلوبهم مرضآ» شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها آ«فزادهم الله مرضاًآ» بما أنزله من القرآن لكفرهم به آ«ولهم عذاب أليمآ» مؤلم آ«بما كانوا يُكذّبوِنآ» بالتشديد أي: نبي الله، وبالتخفيف أي قولهم آمنا. فِي قُ‍‍لُوبِهِمْ مَ‍رَض‌‍ٌ‌ فَزَ‌ا‌دَهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ مَ‍رَض‍‍ا‌ ًۖ ‌وَلَهُمْ عَذ‍َ‍‌ابٌ ‌أَل‍‍ِ‍ي‍‍م‌‍ٌ‌ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَكْذِبُونَ
002-011 آ«وإذا قيل لهمآ» أي لهؤلاء آ«لا تفسدوا في وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمْ لاَ‌ تُفْسِدُ‌و‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ نَحْنُ مُ‍‍صْ‍‍لِحُونَ
002-012 آ«ألاآ» للتنبيه آ«إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرونآ» بذلك. أَلاَ‌ ‌إِنَّ‍‍هُمْ هُمُ ‌الْمُفْسِد‍ُ‍‌ونَ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ لاَ‌ يَشْعُرُ‌ونَ
002-013 آ«وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناسآ» أصحاب النبي آ«قالوا أنؤمن كما آمن السفهاءآ» الجهال أي لا نفعل كفعلهم. قال تعالى ردا َعليهم: آ«ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمونآ» ذلك. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمْ ‌آمِنُو‌ا‌ كَمَ‍‍ا‌ ‌آمَنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنُؤْمِنُ كَمَ‍‍ا‌ ‌آمَنَ ‌ال‍‍سُّفَه‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۗ ‌أَلاَ‌ ‌إِنَّ‍‍هُمْ هُمُ ‌ال‍‍سُّفَه‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
002-014 آ«وإذا لقواآ» أصله لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء لالتقائها ساكنة مع الواو آ«الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلواآ» منهم ورجعوا آ«إلى شياطينهمآ» رؤسائهم آ«قالوا إنا معكمآ» في الدين آ«إِنَّما نحن مستهزئونآ» بهم بإظهار الإيمان. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ لَ‍‍قُ‍‍و‌ا‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌اقَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌آمَ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ خَ‍‍لَوْ‌ا‌ ‌إِلَى‌ شَيَاطِ‍‍ينِهِمْ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ مَعَكُمْ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ نَحْنُ مُسْتَهْزِئ‍‍ُ‍‍ونَ
002-015 آ«الله يستهزئ بهمآ» يجازيهم باستهزائهم آ«ويمدهمآ» يُمهلهم آ«في طغيانهمآ» بتجاوزهم الحد بالكفر آ«يعمهونآ» يترددون تحيراً حال. اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ‌وَيَمُدُّهُمْ فِي طُ‍‍غْ‍‍يَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
002-016 آ«أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدىآ» أي استبدلوها به آ«فما ربحت تجارتهمآ» أي ما ربحوا فيها بل خسروا لمصيرهم إلي النار المؤبدة عليهم آ«وما كانوا مهتدينآ» فيما فعلوا. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اشْتَ‍رَ‌وُ‌ا‌ ‌ال‍‍ضَّ‍‍لاَلَةَ بِ‍الْهُدَ‌ى‌ فَمَا‌ ‌‍رَبِحَتْ تِجَا‌‍رَتُهُمْ ‌وَمَا‌ كَانُو‌ا‌ مُهْتَدِينَ
002-017 آ«مثلهمآ» صفتهم في نفاقهم آ«كمثل الذي استوقدآ» أوقد آ«ناراًآ» في ظلمة آ«فلما أضاءتآ» أنارت آ«ما حولهآ» فأبصر واستدفأ وأمن مما يخافه آ«ذهب الله بنورهمآ» أطفأه مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ‌الَّذِي ‌اسْتَوْ‍قَ‍‍دَ‌ نَا‌ر‌ا‌‌ ً‌ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَ‍ضَ‍‍ا‌ءَتْ مَا‌ حَوْلَ‍‍هُ ‌ذَهَبَ ‌اللَّ‍‍هُ بِنُو‌رِهِمْ ‌وَتَ‍رَكَهُمْ فِي ظُ‍‍لُم‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لاَ‌ يُ‍‍بْ‍‍‍‍صِ‍‍رُ‌ونَ
002-018 هم آ«صمٌّآ» عن الحق فلا يسمعونه سماع قبول آ«بكمآ» خرس عن الخير فلا يقولونه آ«عميٌآ» عن طريق الهدى فلا يرونه آ«فهم لا يرجعونآ» عن الضلالة. صُ‍‍مّ‌‍‌‍ٌ‌ بُكْمٌ عُمْي‌‍ٌ‌ فَهُمْ لاَ‌ يَرْجِعُونَ
002-019 آ«أوآ» مثلهم آ«كصيِّبآ» أي كأصحاب مطر وأصله صيوب من صاب يصوب أي ينزل آ«من السماءآ» السحاب آ«فيهآ» أي السحاب آ«ظلماتآ» متكاثفة آ«ورعدآ» هو الملك الموكَّل به وقيل صوته آ«وبرقآ» لمعان صوته الذي يزجره به آ«يجعلونآ» أي أصحاب الصيِّب آ«أصابعهمآ» أي أناملها آ«في آذانهم منآ» أجل آ«الصواعقآ» شدة صوت الرعد لئلا يسمعوها آ«حذرآ» خوف آ«الموتآ» من سماعها. كذلك هؤلاء: إذا نزل القرآن وفيه ذكر الكفر المشبه بالظلمات والوعيد عليه المشبه بالرعد والحجج البينة المشبهة بالبرق، يسدون آذانهم لئلا يسمعوه فيميلوا إلى الإيمان وترك دينهم وهو عندهم موت آ«والله محيط بالكافرينآ» علماً وقدرة فلا يفوتونه. أَ‌وْ‌ كَ‍‍صَ‍‍يِّبٍ‌ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ظُ‍‍لُم‍‍َ‍اتٌ‌ ‌وَ‌‍رَعْد‌ٌ‌ ‌وَبَرْ‍قٌ‌ يَ‍‍جْ‍‍عَل‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‍صَ‍‍ابِعَهُمْ فِ‍‍ي ‌آ‌ذَ‌انِهِمْ مِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍وَ‌اعِ‍‍قِ حَذَ‌‍رَ‌الْمَ‍‍وْتِ ۚ ‌وَ‌اللَّهُ مُح‍‍ِ‍ي‍‍ط‍‍‌‍ٌ‌ بِ‍الْكَافِ‍‍رِينَ
002-020 آ«يكادآ» يقرب آ«البرق يخطف أبصارهمآ» بأخذها بسرعة آ«كلما أضاء لهم مشوا فيهآ» أي في ضوئه آ«وإذا أظلم عليهم قامواآ» وقفوا، تمثيل لإزعاج ما في القرآن يَك‍‍َ‍ا‌دُ‌ ‌الْبَرْ‍قُ يَ‍‍خْ‍‍طَ‍‍فُ ‌أَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌‍رَهُمْ ۖ كُلَّمَ‍‍ا‌ ‌أَ‍ضَ‍‍ا‌ءَ‌ لَهُمْ مَشَوْ‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‍ظْ‍‍لَمَ عَلَيْهِمْ قَ‍‍امُو‌اۚ ‌وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ ‌وَ‌أَبْ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌رِهِمْ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
002-021 آ«يا أيُّها الناسآ» أي أهل مكة آ«اعبدواآ» وحِّدوا آ«ربَّكم الذي خلقكمآ» أنشأكم ولم تكونوا شيئاً آ«وآ» خلق آ«الذين من قبلكم لعلكم تتقونآ» بعبادته عقابَه، ولعل: في الأصل للترجي، وفي كلامه تعالى للتحقيق. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ ‌اعْبُدُ‌و‌ا‌ ‌‍رَبَّكُمُ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ‍‍كُمْ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
002-022 آ«الذي جعلآ» خلق آ«لكم الأرض فراشاآ» حال بساطا يفترش لا غاية في الصلابة أو الليونة فلا يمكن الاستقرار عليها آ«والسماء بناءًآ» سقفاً آ«وأنزل من السماء ماءً فأخرج به منآ» أنواع آ«الثمرات رزقاً لكمآ» تأكلونه وتعلفون دوابكم آ«فلا تجعلوا لله أنداداًآ» شركاء في العبادة آ«وأنتم تعلمونآ» أنه الخالق ولا تخلقون، ولا يكون إلهاً إلا من يخلق. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ‌الأَ‌رْ‍ضَ فِ‍رَ‌اشا‌ ً‌ ‌وَ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءَ‌ بِن‍‍َ‍ا‌ء‌ ً‌ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍زَلَ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ م‍‍َ‍ا‌ء‌‌ ً‌ فَأَ‍خْ‍رَجَ بِ‍‍هِ مِنَ ‌ال‍‍ثَّمَ‍رَ‍‌اتِ ‌رِ‌زْ‍ق‍‍ا‌ ً‌ لَكُمْ ۖ فَلاَ‌ تَ‍‍جْ‍‍عَلُو‌الِلَّهِ ‌أَ‌ن‍‍دَ‌ا‌د‌ا‌ ً‌ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَعْلَمُونَ
002-023 آ«وإن كنتم في ريبآ» شك آ«مما نزلنا على عبدناآ» محمد من القرآن أنه من عند الله آ«فأتوا بسورة من مثلهآ» أي المنزل ومن للبيان أي هي مثله في البلاغة وحسن النظم والإخبار عن الغيب. والسورة قطعة لها أول وآخر أقلها ثلاث آيات آ«وادعوا شهداءكم" آلهتكم التي تعبدونهاآ» من دون اللهآ» أي غيره وَ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ فِي ‌‍رَيْ‍‍بٍ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ نَزَّلْنَا‌ عَلَى‌ عَ‍‍بْ‍‍دِنَا‌ فَأْتُو‌ا‌ بِسُو‌‍رَةٍ‌ مِ‍‌‍نْ مِثْلِ‍‍هِ ‌وَ‌ا‌دْعُو‌ا‌ شُهَد‍َ‍‌ا‌ءَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
002-024 آ«فإن لم تفعلواآ» ما ذكر لعجزكم آ«ولن تفعلواآ» ذلك أبداً لظهور إعجازه- اعتراض آ«فاتقواآ» بالإيمان بالله وانه ليس من كلام البشر آ«النارَ التي وقودها الناسآ» الكفار آ«والحجارةآ» كأصنامهم منها، يعني أنها مفرطة الحرارة تتقد بما ذكر، لا كنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه آ«أعدَّتآ» هُيئت آ«للكافرينآ» يعذَّبون بها، جملة مستأنفة أو حال لازمة. فَإِ‌نْ لَمْ تَفْعَلُو‌ا‌ ‌وَلَ‍‌‍نْ تَفْعَلُو‌ا‌ فَاتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌‍رَ‌الَّتِي ‌وَ‍قُ‍‍و‌دُهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ ‌وَ‌الْحِجَا‌‍رَةُ ۖ ‌أُعِدَّتْ لِلْكَافِ‍‍رِينَ
002-025 آ«وَبَشِّرآ» أخبر آ«الذين آمنواآ» صَّدقوا بالله آ«وعملوا الصالحاتآ» من الفروض والنوافل آ«أنآ» أي بأن آ«لهم جناتِآ» حدائق ذات أشجار ومساكن آ«تجري من تحتهاآ» أي تحت أشجارها وقصورها آ«الأنهارآ» أي المياه فيها، والنهر الموضع الذي يجري فيه الماء لأن الماء ينهره أي يحفره وإسناد الجري إليه مجاز آ«كلما رزقوا منهاآ» أطعموا من تلك الجنات. آ«من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذيآ» أي مثل ما آ«رزقنا من قبلآ» أي قبله في الجنة لتشابه ثمارها بقرينة آ«وأُتوا بهآ» أي جيئوا بالرزق آ«متشابهاًآ» يشبه بعضه بعضا لونا ويختلف طعما آ«ولهم فيها أزواجآ» من الحور وغيرها آ«مطهَّرةآ» من الحيض وكل قذر آ«وهم فيها وَبَشِّرِ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ ‌أَنَّ لَهُمْ جَ‍‍نّ‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهَا‌ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ ۖ كُلَّمَا‌ ‌رُ‌زِقُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ مِ‍‌‍نْ ثَمَ‍رَة‍ٍ‌رِ‌زْ‍ق‍‍ا‌‌ ًۙ قَ‍‍الُو‌ا‌ هَذَ‌ا‌ ‌الَّذِي ‌رُ‌زِ‍قْ‍‍نَا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۖ ‌وَ‌أُتُو‌ا‌ بِ‍‍هِ مُتَشَابِها‌ ًۖ ‌وَلَهُمْ فِيهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌زْ‌و‍َ‍‌اجٌ‌ مُ‍‍طَ‍‍هَّ‍رَةٌۖ ‌وَهُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
002-026 آ«إن الله لا يستحيي أن يضربآ» يجعل آ«مثلاآ» مفعول أول آ«ماآ» نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان أيَّ مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني آ«بعوضةآ» مفرد البعوض وهو صغار البق آ«فما فوقهاآ» أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم آ«فأما الذين آمنوا فيعلمون أنهآ» أي المثل آ«الحقآ» الثابت الواقع موقعه آ«من ربِّهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاًآ» تمييز أي بهذا المثل، وما استفهام إنكار مبتدأ، وذا بمعنى الذي بصلته خبره أي: أيّ فائدة فيه قال الله تعالى في جوابهم آ«يضل بهآ» أي بهذا المثل آ«كثيراًآ» عن الحق لكفرهم به آ«ويهدي به كثيراًآ» من المؤمنين لتصديقهم به آ«وما يضل به إلا الفاسقينآ» الخارجين عن طاعته. إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يَسْتَحْيِ‍‍ي ‌أَ‌نْ يَ‍‍ضْ‍‍رِبَ مَثَلا‌ ً‌ مَا‌ بَعُوضَ‍‍ة‌ ً‌ فَمَا‌ فَوْ‍قَ‍‍هَا‌ ۚ فَأَمَّ‍‍ا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ فَيَعْلَم‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ‍‍هُ ‌الْحَ‍‍قُّ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّهِمْ ۖ ‌وَ‌أَمَّ‍‍ا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ فَيَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ مَا‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‌رَ‍‌ا‌دَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ بِهَذَ‌ا‌ مَثَلا‌ ًۘ يُ‍‍ضِ‍‍لُّ بِ‍‍هِ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَيَهْدِي بِ‍‍هِ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ًۚ ‌وَمَا‌ يُ‍‍ضِ‍‍لُّ بِهِ ‌إِلاَّ‌ ‌الْفَاسِ‍‍قِ‍‍ينَ
002-027 آ«الذينآ» نعت آ«ينقضون عهد اللهآ» ما عهده إليهم في الكتب من الإيمان بمحمد * آ«من بعد ميثاقهآ» توكيده عليهم آ«ويقطعون ما أمر الله به أن يوُصلآ» من الإيمان بالنبي الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‌‍ن‍‍قُ‍‍ضُ‍‍ونَ عَهْدَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مِيثَاقِ‍‍هِ ‌وَيَ‍‍قْ‍‍‍‍طَ‍‍ع‍‍ُ‍ونَ مَ‍‍ا‌ ‌أَمَ‍رَ‌اللَّ‍‍هُ بِهِ ‌أَ‌نْ يُوصَ‍‍لَ ‌وَيُفْسِد‍ُ‍‌ونَ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْ‍‍خَ‍‍اسِرُ‌ونَ
002-028 آ«كيف تكفرونآ» يا أهل مكة آ«بالله وآ» قد آ«كنتم أمواتاًآ» نطفاً في الأصلاب آ«فأحياكمآ» في الأرحام والدنيا بنفخ الروح فيكم، والاستفهام للتعجيب من كفرهم مع قيام البرهان أو للتوبيْخ آ«ثم يميتكمآ» عند انتهاء آجالكم آ«ثم يحييكمآ» بالبعث آ«ثم إليه ترجعونآ» تردون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم. وقال دليلا على البعث لما أنكروه. كَ‍‍يْ‍‍فَ تَكْفُر‍ُ‍‌ونَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَكُ‍‌‍ن‍‍تُمْ ‌أَمْوَ‌اتا‌‌ ً‌ فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُ‍‍مَّ يُمِيتُكُمْ ثُ‍‍مَّ يُحْيِيكُمْ ثُ‍‍مَّ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ تُرْجَعُونَ
002-029 آ«هو الذي خلق لكم ما في الأرضآ» أي الأرض وما فيها آ«جميعاًآ» لتنتفعوا به وتعتبروا آ«ثم استوىآ» بعد خلق الأرض أي قصد آ«إلى السماء فسواهنآ» الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه: أي صيَّرها كما في آية أخرى (فقضاهن) آ«سبع سماوات وهو بكل شيء عليمآ» مجملا ومفصلا أفلا تعتبرون أن القادر على خلق ذلك ابتداءً وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم. هُوَ‌ ‌الَّذِي خَ‍‍لَ‍‍قَ لَكُمْ مَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ جَمِيعا‌‌ ً‌ ثُ‍‍مَّ ‌اسْتَوَ‌ى‌ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ فَسَوَّ‌اهُ‍‍نَّ سَ‍‍بْ‍‍عَ سَمَا‌و‍َ‍‌اتٍۚ ‌وَهُوَ‌ بِكُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ عَلِيمٌ
002-030 آ«وآ» اذكر يا محمد آ«إذ قال ربُّك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفةآ» يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم آ«قالوا أتجعل فيها من يفسد فيهاآ» بالمعاصي آ«ويسفك الدماءآ» يريقها بالقتل كما فعل بنو وَ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ ‌‍رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ‌إِنِّ‍‍ي جَاعِل‌‍ٌ‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ خَ‍‍لِيفَة‌ ًۖ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَتَ‍‍جْ‍‍عَلُ فِيهَا‌ مَ‍‌‍نْ يُفْسِدُ‌ فِيهَا‌ ‌وَيَسْفِكُ ‌ال‍‍دِّم‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ‌وَنُ‍‍قَ‍‍دِّسُ لَكَ ۖ قَ‍‍الَ ‌إِنِّ‍‍ي‍ ‌أَعْلَمُ مَا‌ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
002-031 آ«وعلَّم آدم الأسماءآ» أي أسماء المسميات آ«كلهاآ» بأن ألقى في قلبه علمها آ«ثم عرضهمآ» أي المسميات وفيه تغليب العقلاء آ«على الملائكة فقالآ» لهم تبكيتاً آ«أنبئونيآ» أخبروني آ«بأسماء هؤلاءآ» المسميات آ«إن كنتم صادقينآ» في أني لا أخلق أعلم منكم أو أنكم أحق بالخلافة، وجواب الشرط دل عليه ما قبله. وَعَلَّمَ ‌آ‌دَمَ ‌الأَسْم‍‍َ‍ا‌ءَ‌ كُلَّهَا‌ ثُ‍‍مَّ عَ‍رَضَ‍‍هُمْ عَلَى‌ ‌الْمَلاَئِكَةِ فَ‍‍قَ‍‍الَ ‌أَ‌نْ‍‍بِئ‍‍ُ‍‍ونِي بِأَسْم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
002-032 آ«قالوا سبحانكآ» تنزيهاً لك عن الاعتراض عليك آ«لا علم لنا إلا ما علمَّتناآ» إياه آ«إنَّك أنتآ» تأكيد للكاف آ«العليم الحكيمآ» الذي لا يخرج شيء عن قَ‍‍الُو‌ا‌ سُ‍‍بْ‍‍حَانَكَ لاَ‌ عِلْمَ لَنَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ مَا‌ عَلَّمْتَنَ‍‍اۖ ‌إِنَّ‍‍كَ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌الْعَل‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌الْحَكِيمُ
002-033 آ«قالآ» تعالى آ«يا آدم أنبئهمآ» أي الملائكة آ«بأسمائهمآ» المسميات فسمى كل شيء باسمه وذكر حكمته التي خلق لها آ«فلما أنبأهم بأسمائهم قالآ» تعالى لهم موبخاً آ«ألم أقل لكم إنَّي أعلم غيب السماوات والأرضآ» ما غاب فيهما آ«وأعلم ما تبدونآ» ما تظهرون من قولكم أتجعل فيها الخ آ«وما كنتم تكتمونآ» تسرون من قولكم لن يخلق الله أكرم عليه منا ولا أعلم. قَ‍‍الَ يَ‍‍ا‌ ‌آ‌دَمُ ‌أَ‌نْ‍‍بِئْهُمْ بِأَسْم‍‍َ‍ائِهِمْ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍بَأَهُمْ بِأَسْم‍‍َ‍ائِهِمْ قَ‍‍الَ ‌أَلَمْ ‌أَ‍قُ‍‍لْ لَكُمْ ‌إِنِّ‍‍ي ‌أَعْلَمُ غَ‍‍يْ‍‍بَ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَ‌أَعْلَمُ مَا‌ تُ‍‍بْ‍‍د‍ُ‍‌ونَ ‌وَمَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَكْتُمُونَ
002-034 آ«وآ» اذكر آ«إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدمآ» سجود تحية بالانحناء آ«فسجدوا إلا إبليسآ» هو أبو الجن كان بين الملائكة آ«أبىآ» امتنع من السجود آ«واستكبرآ» تكبَّر عنه وقال: أنا خير منه آ«وكان من الكافرينآ» في علم الله. وَ‌إِ‌ذْ‌ قُ‍‍لْنَا‌ لِلْمَلاَئِكَةِ ‌اسْجُدُ‌و‌ا‌ لِأ‌دَمَ فَسَجَدُ‌و‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌إِبْ‍‍ل‍‍ِ‍ي‍‍سَ ‌أَبَى‌ ‌وَ‌اسْتَكْبَ‍رَ‌ ‌وَك‍‍َ‍انَ مِنَ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
002-035 آ«وقلنا يا آدم اسكن أنتآ» تأكيد للضمير المستتر ليعطف عليه آ«وزوجكآ» حواء بالمد وكان خلقها من ضلعه الأيسر آ«الجنة وكلا منهاآ» أكلاً آ«رغداًآ» واسعا لاحجر فيه آ«حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرةآ» بالأكل منها وهى الحنطة أو الكرم أو غيرهما آ«فتكوناآ» فتصيرا آ«من الظالمينآ» العاصين. وَ‍قُ‍‍لْنَا‌ يَ‍‍ا‌ ‌آ‌دَمُ ‌اسْكُ‍‌‍نْ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌وَ‌زَ‌وْجُكَ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةَ ‌وَكُلاَ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ ‌‍رَغَ‍‍د‌اً‌ حَ‍‍يْ‍‍ثُ شِئْتُمَا‌ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍رَبَا‌ هَذِهِ ‌ال‍‍شَّجَ‍رَةَ فَتَكُونَا‌ مِنَ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
002-036 آ«فأزلَّهما الشيطانآ» إبليس أذهبهما، وفي قراءة ـ فأزالهما ـ نحَّاهما آ«عنهاآ» أي الجنة بأن قال لهما: هل أدلُّكما على شجرة الخلد وقاسمهما بالله إنه لهما لمن الناصحين فأكلا منها فَأَ‌زَلَّهُمَا‌ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ عَ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ فَأَ‍خْ‍رَجَهُمَا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَانَا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۖ ‌وَ‍قُ‍‍لْنَا‌ ‌اهْبِ‍‍طُ‍‍و‌ا‌ بَعْ‍‍ضُ‍‍كُمْ لِبَعْ‍‍ضٍ عَدُ‌وّ‌ٌۖ ‌وَلَكُمْ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ مُسْتَ‍‍قَ‍‍رّ‌ٌ‌ ‌وَمَت‍‍َ‍اع‌‍ٌ‌ ‌إِلَى‌ حِينٍ
002-037 آ«فتلقى آدمُ من ربِّه كلماتٍآ» ألهمه إياها وفي قراءة بنصب آدم ورفع كلمات، أي جاءه وهى (ربَّنا ظلمنا أنفسا) الآية فدعا بها آ«فتاب عليهآ» قبل توبته آ«إنه هو التوابآ» على عباده آ«الرحيمآ» بهم. فَتَلَ‍‍قَّ‍‍ى‌ ‌آ‌دَمُ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّ‍‍هِ كَلِم‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ فَت‍‍َ‍ابَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ هُوَ‌ ‌ال‍‍تَّوّ‍َ‍‌ابُ ‌ال‍رَّحِيمُ
002-038 آ«قلنا اهبطوا منهاآ» من الجنة آ«جميعاًآ» كرره ليعطف عليه آ«فإماآ» فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة آ«يأتينكم مني هدىًآ» كتاب ورسول آ«فمن تبع هدايآ» فآمن بي وعمل بطاعتي آ«فلا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ» في الآخرة بأن يدخلوا الجنة. قُ‍‍لْنَا‌ ‌اهْبِ‍‍طُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ جَمِيعا‌‌ ًۖ فَإِمَّ‍‍ا‌ يَأْتِيَ‍‍نَّ‍‍كُمْ مِ‍‍نِّ‍‍ي هُ‍‍د‌ى‌‌ ً‌ فَمَ‍‌‍نْ تَبِعَ هُد‍َ‍‌ايَ فَلاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يَحْزَنُونَ
002-039 آ«والذين كفروا وكذبوا بآياتناآ» كتبنا آ«أولئك أصحاب النار هم فيها خالدونآ» ماكثون أبداً لا يفنون ولا يخرجون. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌وَكَذَّبُو‌ا‌ بِآيَاتِنَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ هُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
002-040 آ«يا بنى إسرائيلآ» أولاد يعقوب آ«اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكمآ» أي على آبائكم من الإنجاء من فرعون وفلق البحر وتظليل الغمام وغير ذلك بأن تشكروها بطاعتي آ«وأوفوا بعهديآ» الذي عهدته إليكم من الإيمان بمحمد آ«أوف بعهدكمآ» الذي عهدت إليكم يَا‌ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ نِعْمَتِيَ ‌الَّتِ‍‍ي ‌أَ‌نْ‍‍عَمْتُ عَلَيْكُمْ ‌وَ‌أَ‌وْفُو‌ا‌ بِعَهْدِي ‌أ‍ُ‍‌وفِ بِعَهْدِكُمْ ‌وَ‌إِيّ‍‍َ‍ايَ فَا‌رْهَبُونِ
002-041 آ«وآمنوا بما أنزلتآ» من القرآن آ«مصدِّقاً لما معكمآ» من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوة آ«ولا تكونوا أوَّل كافر بهآ» من أهل الكتاب لأنَّ خلفكم تبع لكم فإثمهم عليكم آ«ولا تشترواآ» تستبدلوا آ«بآياتيآ» التي في كتابكم من نعت محمد آ«ثمناً قليلاآ» عوضاً يسيرا من الدنيا أي لا تكتموها خوف فوات ما تأخذونه من سفلتكم آ«وإياي فاتقونآ» خافون في ذلك دون غيري. وَ‌آمِنُو‌ا‌ بِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْتُ مُ‍‍صَ‍‍دِّ‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ لِمَا‌ مَعَكُمْ ‌وَلاَ‌ تَكُونُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌وَّلَ كَافِ‍‍ر‌ٍ‌ بِ‍‍هِ ۖ ‌وَلاَ‌ تَشْتَرُ‌و‌ا‌ بِآيَاتِي ثَمَنا‌‌ ًقَ‍‍لِيلا‌ ً‌ ‌وَ‌إِيّ‍‍َ‍ايَ فَاتَّ‍‍قُ‍‍ونِ
002-042 آ«ولا تلبسواآ» تخلطوا آ«الحقآ» الذي أنزلت عليكم آ«بالباطلآ» الذي تفترونه آ«وآ» لا آ«تكتموا الحقآ» نعت محمد آ«وأنتم تعلمونآ» أنه حق. وَلاَ‌ تَلْبِسُو‌ا‌الْحَ‍‍قَّ بِ‍الْبَاطِ‍‍لِ ‌وَتَكْتُمُو‌ا‌الْحَ‍‍قَّ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَعْلَمُونَ
002-043 آ«وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعينآ» صلوا مع المصلين محمد وأصحابه، ونزل في علمائهم وكانوا يقولون لأقربائهم المسلمين اثبتوا على دين محمد فإنه الحق. وَ‌أَ‍قِ‍‍يمُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَ‌آتُو‌ا‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ ‌وَ‌ا‌رْكَعُو‌ا‌ مَعَ ‌ال‍رَّ‌اكِعِينَ
002-044 آ«أتأمرون الناس بالبرآ» بالإيمان بمحمد آ«وتنسون أنفسكمآ» تتركونها فلا تأمرونها به آ«وأنتم تتلون الكتابآ» التوراة وفيها الوعيد على مخالفة القول العمل آ«أفلا تعقلونآ» سوء فعلكم فترجعون، فجملة النسيان محل الاستفهام الإنكاري. أَتَأْمُر‍ُ‍‌ونَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ بِ‍الْبِ‍‍ر‍ّ‍ِ‌ ‌وَتَ‍‌‍ن‍‍سَ‍‍وْنَ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَتْل‍‍ُ‍ونَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ۚ ‌أَفَلاَ‌ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
002-045 آ«واستعينواآ» اطلبوا المعونة على أموركم آ«بالصبرآ» الحبس للنفس على وَ‌اسْتَعِينُو‌ا‌ بِ‍ال‍‍صَّ‍‍بْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةِ ۚ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هَا‌ لَكَبِي‍رَة‌‍ٌ‌ ‌إِلاَّ‌ عَلَى‌ ‌الْ‍‍خَ‍‍اشِعِينَ
002-046 آ«الَّذين يظنونآ» يوقنون آ«أنهم ملاقو ربِّهمآ» بالبعث آ«وأنهم إليه راجعونآ» في الآخرة فيجازيهم. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍ظُ‍‍نّ‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ‍‍هُمْ مُلاَ‍قُ‍‍و‌ ‌‍رَبِّهِمْ ‌وَ‌أَنَّ‍‍هُمْ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌‍رَ‌اجِعُونَ
002-047 آ«يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكمآ» بالشكر عليها بطاعتي آ«وأني فضَّلتكمآ» أي آباءكم آ«على العالمينآ» عالمي زمانهم. يَا‌ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ نِعْمَتِيَ ‌الَّتِ‍‍ي ‌أَ‌نْ‍‍عَمْتُ عَلَيْكُمْ ‌وَ‌أَنِّ‍‍ي فَ‍‍ضَّ‍‍لْتُكُمْ عَلَى‌ ‌الْعَالَمِينَ
002-048 آ«واتقواآ» خافوا آ«يوما لا تجزيآ» فيه آ«نفس عن نفسٍ شيئاًآ» وهو يوم القيامة آ«ولا تُقبلآ» بالتاء والياء آ«منها شفاعةآ» أي ليس لها شفاعة فتقبل (فما لنا من شافعين) آ«ولا يؤخذ منها عدلآ» فداء آ«ولا هم ينصرونآ» يمنعون من عذاب الله. وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ يَوْما‌ ً‌ لاَ‌ تَ‍‍جْ‍‍زِي نَفْسٌ عَ‍‌‍نْ نَفْس‌‍ٍ‌ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ يُ‍‍قْ‍‍بَلُ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ شَفَاعَةٌ‌ ‌وَلاَ‌ يُؤْ‍‍خَ‍‍ذُ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ عَ‍‍دْلٌ‌ ‌وَلاَ‌ هُمْ يُ‍‌‍ن‍‍صَ‍‍رُ‌ونَ
002-049 آ«وآ» اذكروا آ«إذ نجيناكمآ» أي آباءكم، والخطاب به وبما بعده للموجودين في زمن نبينا بما أنعم الله على آبائهم تذكيراً لهم بنعمة الله تعالى ليؤمنوا آ«من آل فرعون يسومونكمآ» يذيقونكم آ«سوء العذابآ» أشده والجملة حال من ضمير نجيناكم آ«يُذبّحونآ» وَ‌إِ‌ذْ‌ نَجَّيْنَاكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌آلِ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ يَسُومُونَكُمْ س‍‍ُ‍و‌ءَ‌ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ يُذَبِّح‍‍ُ‍ونَ ‌أَبْ‍‍ن‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ‌وَيَسْتَحْي‍‍ُ‍ونَ نِس‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ۚ ‌وَفِي ‌ذَلِكُمْ بَلاَ‌ء‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ عَ‍‍ظِ‍‍يمٌ
002-050 آ«وآ» اذكروا آ«إذا فرقناآ» فلقنا آ«بكمآ» بسببكم آ«البحرآ» حتى دخلتموه هاربين من عدوكم آ«فأنجيناكمآ» من الغرق آ«وأغرقنا آل فرعونآ» قومه معه آ«وأنتم تنظرونآ» إلى انطباق البحر عليهم وَ‌إِ‌ذْ‌ فَ‍رَ‍قْ‍‍نَا‌ بِكُمُ ‌الْبَحْ‍رَ‌ فَأَ‌نْ‍‍جَيْنَاكُمْ ‌وَ‌أَ‍‍غْ‍رَ‍قْ‍‍نَ‍‍ا‌ ‌آلَ فِ‍‍رْعَ‍‍وْنَ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍رُ‌ونَ
002-051 آ«وإذا واعدناآ» بألف ودونها آ«موسى أربعين ليلةآ» نعطيه عند انقضائها التوراة لتعلموا بها آ«ثم اتخذتم العجلآ» الذي صاغه لكم السامري إلهاً آ«من بعدهآ» أي بعد ذهابه إلى ميعادنا آ«وأنتم ظالمونآ» باتخاذه لوضعكم العبادة في غير محلها. وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌وَ‌اعَ‍‍دْنَا‌ مُوسَ‍‍ى‌ ‌أَ‌رْبَع‍‍ِ‍ي‍‍نَ لَيْلَة‌ ً‌ ثُ‍‍مَّ ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذْتُمُ ‌الْعِ‍‍جْ‍‍لَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ظَ‍‍الِمُونَ
002-052 آ«ثم عفونا عنكمآ» محونا ذنوبكم آ«من بعد ذلكآ» الاتخاذ آ«لعلّكم تشكرونآ» نعمتنا عليكم ثُ‍‍مَّ عَفَوْنَا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ
002-053 آ«وإذ آتينا موسى الكتابآ» التوراة آ«والفرقانآ» عطف تفسير، أي الفارق بين الحق والباطل والحلال والحرام آ«لعلكم تهتدونآ» به من الضلال. وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌آتَيْنَا‌ مُوسَى‌ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌وَ‌الْفُرْ‍قَ‍‍انَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُ‌ونَ
002-054 آ«وإذ قال موسى لقومهآ» الذين عبدوا العجل آ«يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجلآ» إلهاً آ«فتوبوا إلى بارئكمآ» خالقكم من عبادته آ«فاقتلوا أنفسكمآ» أي ليقتل البريءُ منكم المجرم آ«ذلكمآ» القتل وَ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ مُوسَى‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمِ‍‍هِ يَا‌ قَ‍‍وْمِ ‌إِنَّ‍‍كُمْ ظَ‍‍لَمْتُمْ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ بِ‍‍اتِّ‍‍خَ‍‍ا‌ذِكُمُ ‌الْعِ‍‍جْ‍‍لَ فَتُوبُ‍‍و‌ا‌ ‌إِلَى‌ بَا‌رِئِكُمْ فَا‍قْ‍‍تُلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ ‌ذَلِكُمْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لَكُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ بَا‌رِئِكُمْ فَت‍‍َ‍ابَ عَلَيْكُمْ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ هُوَ‌ ‌ال‍‍تَّوّ‍َ‍‌ابُ ‌ال‍رَّحِيمُ
002-055 آ«وإذ قلتمآ» وقد خرجتم مع موسى لتعتذروا إلى الله من عبادة العجل وسمعتم كلامه آ«يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةآ» عيانا آ«فأخذتكم الصاعقةآ» الصيحة فمتم آ«وأنتم تنظرونآ» ما حل بكم. وَ‌إِ‌ذْ‌ قُ‍‍لْتُمْ يَا‌ مُوسَى‌ لَ‍‌‍نْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى‌ نَ‍رَ‌ى‌ ‌اللَّ‍‍هَ جَهْ‍رَة‌ ً‌ فَأَ‍خَ‍‍ذَتْكُمُ ‌ال‍‍صَّ‍‍اعِ‍‍قَ‍‍ةُ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍رُ‌ونَ
002-056 آ«ثم بعثناكمآ» أحييناكم آ«من بعد موتكم لعلكم تشكرونآ» نعمتنا بذلك. ثُ‍‍مَّ بَعَثْنَاكُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ
002-057 آ«وظلَّلنا عليكم الغمامآ» سترناكم بالسحاب الرقيق من حر الشمس في التيه آ«وأنزلنا عليكمآ» فيه آ«المن والسلوىآ» هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر، وقلنا: آ«كلوا من طيبات ما رزقناكمآ» ولا تدَّخروا، فكفروا النعمة وادخروا فقطع عنهم آ«وما ظلموناآ» بذلك آ«ولكن كانوا أنفسهم يظلمونآ» لأن وباله عليهم. وَ‍ظَ‍‍لَّلْنَا‌ عَلَيْكُمُ ‌الْ‍‍غَ‍‍م‍‍َ‍امَ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَا‌ عَلَيْكُمُ ‌الْمَ‍‍نَّ ‌وَ‌ال‍‍سَّلْوَ‌ى‌ ۖ كُلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ طَ‍‍يِّب‍‍َ‍اتِ مَا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قْ‍‍نَاكُمْ ۖ ‌وَمَا‌ ظَ‍‍لَمُونَا‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ كَانُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ يَ‍‍ظْ‍‍لِمُونَ
002-058 آ«وإذ قلناآ» لهم بعد خروجهم من التيه آ«ادخلوا هذه القريةآ» بيت المقدس أو أريحا آ«فكلوا منها حيث شئتم رغداآ» واسعا لاَ حَجْرَ فيه آ«وادخلوا البابآ» أي بابها آ«سجداًآ» منحنين آ«وقولواآ» مسألتنا آ«حطةآ» أي أن تحط عنا خطايانا آ«نغفرآ» وفي قراءة بالياء والتاء مبنياً للمفعول فيهما آ«لكم خطاياكم وسنزيد وَ‌إِ‌ذْ‌ قُ‍‍لْنَا‌ ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌ هَذِهِ ‌الْ‍‍قَ‍‍رْيَةَ فَكُلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ حَ‍‍يْ‍‍ثُ شِئْتُمْ ‌‍رَغَ‍‍د‌ا‌ ً‌ ‌وَ‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌الْب‍‍َ‍ابَ سُجَّد‌ا‌ ً‌ ‌وَ‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ حِ‍‍طَّ‍‍ةٌ‌ نَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَكُمْ خَ‍‍طَ‍‍ايَاكُمْ ۚ ‌وَسَنَز‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌الْمُحْسِنِينَ
002-059 آ«فبدل الذين ظلمواآ» منهم آ«قولا غير الذي قيل لهمآ» فقالوا: حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على أستاههم آ«فأنزلنا على الذين ظلمواآ» فيه وضع الظاهر موضع المضمر مبالغة في تقبيح شأنهم آ«رجزاًآ» عذاباً طاعوناً آ«من السماء بما كانوا يفسقونآ» بسب فسقهم أي خروجهم عن الطاعة فهلك منهم في ساعة سبعون ألفاً أو أقل. فَبَدَّلَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُو‌اقَ‍‍وْلاً‌ غَ‍‍يْ‍رَ‌الَّذِي قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمْ فَأَ‌ن‍‍زَلْنَا‌ عَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُو‌ا‌رِجْ‍‍ز‌ا‌ ً‌ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ بِمَا‌ كَانُو‌ا‌ يَفْسُ‍‍قُ‍‍ونَ
002-060 آ«وآ» اذكر آ«إذ استسقى موسىآ» أي طلب السقيا آ«لقومهآ» وقد عطشوا في التيه آ«فقلنا اضرب بعصاك الحجرآ» وهو الذي فر بثوبه خفيف مربع كرأس الرجل رخام أو كذان فضربه آ«فانفجرتآ» انشقت وسالت آ«منه اثنتا عشرة عيناًآ» بعدد الأسباط آ«قد علم كل أناسآ» سبط منهم آ«مشربهمآ» موضع شربهم فلا يشركهم فيه غيرهم وقلنا لهم آ«كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدينآ» حال مؤكدة لعاملها من عثى بكسر المثلثة أفسد. وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌اسْتَسْ‍‍قَ‍‍ى‌ مُوسَى‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمِ‍‍هِ فَ‍‍قُ‍‍لْنَا‌ ‌اضْ‍‍رِبْ بِعَ‍‍صَ‍‍اكَ ‌الْحَجَ‍رَۖ فَا‌ن‍‍فَجَ‍رَتْ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌اثْنَتَا‌ عَشْ‍رَةَ عَيْنا‌‌ ًۖ قَ‍‍دْ‌ عَلِمَ كُلُّ ‌أُن‍‍َ‍اسٍ‌ مَشْ‍رَبَهُمْ ۖ كُلُو‌ا‌ ‌وَ‌اشْ‍رَبُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌رِ‌زْ‍قِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ تَعْثَوْ‌ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ مُفْسِدِينَ
002-061 آ«وإذا قلتم يا موسى لن نصبر على طعامآ» أي نوع منه آ«واحدآ» وهو المن والسلوى آ«فادع لنا ربَّك يُخرج لناآ» شيئاً آ«مما تنبت الأرض منآ» للبيان آ«بقلها وقثائها وفومهاآ» حنطتها آ«وعدسها وبصلها قالآ» لهم موسى آ«أتستبدلون الذي هو أدنىآ» أخس آ«بالذي هو خيرآ» أشرف أي أتأخذونه بدله، والهمزة للإنكار فأبوا أن وَ‌إِ‌ذِ‌ قُ‍‍لْتُمْ يَا‌ مُوسَى‌ لَ‍‌‍نْ نَ‍‍صْ‍‍بِ‍‍ر‍َ‍‌ عَلَى‌ طَ‍‍ع‍‍َ‍امٍ‌ ‌وَ‌احِد‌‌ٍ‌ فَا‌دْعُ لَنَا‌ ‌‍رَبَّكَ يُ‍‍خْ‍‍رِجْ لَنَا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تُ‍‌‍نْ‍‍بِتُ ‌الأَ‌رْ‍ضُ مِ‍‌‍نْ بَ‍‍قْ‍‍لِهَا‌ ‌وَ‍قِ‍‍ثّ‍‍َ‍ائِهَا‌ ‌وَفُومِهَا‌ ‌وَعَدَسِهَا‌ ‌وَبَ‍‍صَ‍‍لِهَا‌ ۖ قَ‍‍الَ ‌أَتَسْتَ‍‍بْ‍‍دِل‍‍ُ‍ونَ ‌الَّذِي هُوَ‌ ‌أَ‌دْنَى‌ بِ‍الَّذِي هُوَ‌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٌۚ ‌اهْبِ‍‍طُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‍صْ‍‍ر‌ا‌‌ ً‌ فَإِنَّ لَكُمْ مَا‌ سَأَلْتُمْ ۗ ‌وَ‍ضُ‍‍رِبَتْ عَلَيْهِمُ ‌ال‍‍ذِّلَّةُ ‌وَ‌الْمَسْكَنَةُ ‌وَب‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ بِ‍‍غَ‍‍ضَ‍‍بٍ‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌ذَلِكَ بِأَنَّ‍‍هُمْ كَانُو‌ا‌ يَكْفُر‍ُ‍‌ونَ بِآي‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَيَ‍‍قْ‍‍تُل‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍نَّ‍‍بِيّ‍‍ِ‍ي‍‍نَ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌الْحَ‍‍قِّ ۗ ‌ذَلِكَ بِمَا‌ عَ‍‍صَ‍‍وْ‌ا‌ ‌وَكَانُو‌ا‌ يَعْتَدُ‌ونَ
002-062 آ«إن الذين آمنواآ» بالأنبياء من قبل آ«والذين هادواآ» هم اليهود آ«والنصارى والصابئينآ» طائفة من اليهود أو النصارى آ«من آمنآ» منهم آ«بالله واليوم الآخرآ» في زمن نبينا آ«وعمل صالحاًآ» بشريعته آ«فلهم أجرهمآ» أي ثواب أعمالهم آ«عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ» رُوعي في ضمير آمن وعمل لفظ من وفيما بعده معناها. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هَا‌دُ‌و‌ا‌ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌‍رَ‌ى‌ ‌وَ‌ال‍‍صَّ‍‍ابِئ‍‍ِ‍ي‍‍نَ مَ‍‌‍نْ ‌آمَنَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ‌وَعَمِلَ صَ‍‍الِحا‌‌ ً‌ فَلَهُمْ ‌أَجْ‍‍رُهُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّهِمْ ‌وَلاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يَحْزَنُونَ
002-063 آ«وآ» اذكر آ«إذ أخذنا ميثاقكمآ» عهدكم بالعمل بما في التوراة آ«وآ» قد آ«رفعنا فوقكم الطورآ» الجبل اقتلعناه من أصله عليكم لما أبيتم قبولها وقلنا آ«خذوا ما آتيناكم بقوةآ» بجد واجتهاد آ«واذكروا ما فيهآ» بالعمل به آ«لعلكم تتقونآ» النار أو المعاصي. وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَا‌ مِيثَاقَ‍‍كُمْ ‌وَ‌‍رَفَعْنَا‌ فَوْ‍قَ‍‍كُمُ ‌ال‍‍طُّ‍‍و‌‍رَخُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ مَ‍‍ا‌ ‌آتَيْنَاكُمْ بِ‍‍قُ‍‍وَّةٍ‌ ‌وَ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ مَا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ لَعَلَّكُمْ تَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
002-064 آ«ثم توليتمآ» أعرضتم آ«من بعد ذلكآ» الميثاق عن الطاعة آ«فلولا فضل الله عليكم ورحمتهآ» لكم بالتوبة أو تأخير العذاب آ«لكنتم من الخاسرينآ» الهالكين. ثُ‍‍مَّ تَوَلَّيْتُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌ذَلِكَ ۖ فَلَوْلاَ‌ فَ‍‍ضْ‍‍لُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَيْكُمْ ‌وَ‌‍رَحْمَتُ‍‍هُ لَكُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مِنَ ‌الْ‍‍خَ‍‍اسِ‍‍رِينَ
002-065 آ«ولقدآ» لام قسم آ«علمتمآ» عرفتم آ«الذين اعتدواآ» تجاوزوا الحد آ«منكم في السبتآ» بصيد السمك وقد نهيناهم عنه وهم أهل آيلة آ«فقلنا لهم كونوا قردة خاسئينآ» مبعدين فكانوا وهلكوا بعد ثلاثة أيام. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ عَلِمْتُمُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اعْتَدَ‌وْ‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ فِي ‌ال‍‍سَّ‍‍بْ‍‍تِ فَ‍‍قُ‍‍لْنَا‌ لَهُمْ كُونُو‌اقِ‍رَ‌دَةً خَ‍‍اسِئ‍‍ِ‍‍ينَ
002-066 آ«فجعلناهاآ» أي تلك العقوبة آ«نكالاًآ» عبرة مانعة من ارتكاب مثل ما عملوا آ«لما بين يديها وما خلفهاآ» أي للأمم التي في زمانها وبعدها آ«وموعظة للمتقينآ» الله وخصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بخلاف غيرهم. فَجَعَلْنَاهَا‌ نَكَالا‌ ً‌ لِمَا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ يَدَيْهَا‌ ‌وَمَا‌ خَ‍‍لْفَهَا‌ ‌وَمَوْعِ‍‍ظَ‍‍ة ً‌ لِلْمُتَّ‍‍قِ‍‍ينَ
002-067 آ«وآ» اذكر آ«إذ قال موسى لقومهآ» وقد قُتل لهم قتيل لا يُدرى قاتله وسألوه أن يدعو الله أن يبينه لهم فدعاه آ«إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواًآ» مهزوءاً بنا حيث تجيبنا بمثل ذلك آ«قال أعوذآ» أمتنع آ«بالله أن أكون من الجاهلينآ» المستهزئين. وَ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ مُوسَى‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمِهِ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَأْمُرُكُمْ ‌أَ‌نْ تَذْبَحُو‌ا‌ بَ‍‍قَ‍رَة‌ ًۖ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَتَتَّ‍‍خِ‍‍ذُنَا‌ هُز‍ُ‍‌و‌ا‌‌ ًۖ قَ‍‍الَ ‌أَع‍‍ُ‍و‌ذُ‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌أَ‌نْ ‌أَك‍‍ُ‍ونَ مِنَ ‌الْجَاهِلِين
002-068 فلما علموا أنه عزم آ«قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هيآ» أي ما سنها آ«قالآ» موسى آ«إنهآ» أي الله آ«يقول إنها بقرة لا فارضٌآ» مسنة آ«ولا بكرٌآ» صغيرة آ«عوانٌآ» نصف آ«بين ذلكآ» المذكور من السنين آ«فافعلوا ما تؤمرونآ» به من ذبحها. قَ‍‍الُو‌ا‌ا‌دْعُ لَنَا‌ ‌‍رَبَّكَ يُبَيِّ‍‌‍نْ لَنَا‌ مَا‌ هِيَ ۚ قَ‍‍الَ ‌إِنَّ‍‍هُ يَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌إِنَّ‍‍هَا‌ بَ‍‍قَ‍رَة ٌ‌ لاَ‌ فَا‌رِ‍‍ضٌ‌ ‌وَلاَ‌ بِكْرٌ‌ عَو‍َ‍‌ان‌‍ٌ‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ذَلِكَ ۖ فَافْعَلُو‌ا‌ مَا‌ تُؤْمَرُ‌ونَ
002-069 آ«قالوا قَ‍‍الُو‌ا‌ا‌دْعُ لَنَا‌ ‌‍رَبَّكَ يُبَيِّ‍‌‍نْ لَنَا‌ مَا‌ لَوْنُهَا‌ ۚ قَ‍‍الَ ‌إِنَّ‍‍هُ يَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌إِنَّ‍‍هَا‌ بَ‍‍قَ‍رَة‌‍ٌصَ‍‍فْر‍َ‍‌ا‌ءُ‌ فَاقِ‍‍ع ٌ‌ لَوْنُهَا‌ تَسُرُّ‌ ‌ال‍‍نَّ‍‍اظِ‍‍رِينَ
002-070 آ«قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هيآ» أسائمة أم عاملة آ«إن البقرآ» أي جنسه المنعوت بما ذكر آ«تشابه عليناآ» لكثرته فلم نهتد إلى المقصودة آ«وإنا إن شاء الله لمهتدونآ» إليها وفي الحديث (لو لم يستثنوا لما بينت لهم لآخر الأبد). قَ‍‍الُو‌ا‌ا‌دْعُ لَنَا‌ ‌‍رَبَّكَ يُبَيِّ‍‌‍نْ لَنَا‌ مَا‌ هِيَ ‌إِنَّ ‌الْبَ‍‍قَ‍رَ‌ تَشَابَهَ عَلَيْنَا‌ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ لَمُهْتَدُ‌ونَ
002-071 آ«قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلولآ» غير مذللة بالعمل آ«تثير الأرضآ» تقلبها للزراعة والجملة صفة ذلول داخلة في النهي آ«ولا تسقي الحرثآ» الأرض المهيأة للزراعة آ«مسلمةآ» من العيوب وآثار العمل آ«لا شيةآ» لون آ«فيهاآ» غير لونها آ«قالوا الآن جئت بالحقآ» نطقت بالبيان التام فطلبوها فوجدوها عند الفتى البار بأمه فاشتروها بملء مسكها ذهبا آ«فذبحوها وما كادوا يفعلونآ» لغلاء ثمنها وفي الحديث: (لو ذبحوا أي بقرة كانت لأجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم). قَ‍‍الَ ‌إِنَّ‍‍هُ يَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌إِنَّ‍‍هَا‌ بَ‍‍قَ‍رَة ٌ‌ لاَ‌ ‌ذَل‍‍ُ‍ول‌‍ٌ‌ تُث‍‍ِ‍ي‍‍رُ‌ ‌الأَ‌رْ‍ضَ ‌وَلاَ‌ تَسْ‍‍قِ‍‍ي ‌الْحَرْثَ مُسَلَّمَة ٌ‌ لاَ‌ شِيَةَ فِيهَا‌ ۚ قَ‍‍الُو‌ا‌الآنَ جِئْتَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۚ فَذَبَحُوهَا‌ ‌وَمَا‌ كَا‌دُ‌و‌ا‌ يَفْعَلُونَ
002-072 آ«وإذا قتلتم نفساً فأدّارأتمآ» فيه إدغام التاء في الأصل في الدال أي تخاصمتم وتدافعتم آ«فيها والله مخرجآ» مظهر آ«ما كنتم تكتمونآ» من أمرها وهذا اعتراض وهو أول القصة. وَ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍تَلْتُمْ نَفْسا‌‌ ً‌ فَا‌دَّ‌ا‌‍رَ‌أْتُمْ فِيهَا‌ ۖ ‌وَ‌اللَّهُ مُ‍‍خْ‍‍رِجٌ‌ مَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَكْتُمُونَ
002-073 آ«فقلنا اضربوهآ» أي القتيل آ«ببعضهاآ» فضرب بلسانها فَ‍قُ‍‍لْنَا‌ ‌اضْ‍‍رِب‍‍ُ‍وهُ بِبَعْ‍‍ضِ‍‍هَا‌ ۚ كَذَلِكَ يُحْيِي ‌اللَّهُ ‌الْمَوْتَى‌ ‌وَيُ‍‍رِيكُمْ ‌آيَاتِ‍‍هِ لَعَلَّكُمْ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
002-074 آ«ثم قست قلوبكمآ» أيها اليهود صلبت عن قبول الحق آ«من بعد ذلكآ» المذكور من إحياء القتيل وما قبله من الآيات آ«فهي كالحجارةآ» في القسوة آ«أو أشد قسوةآ» منها آ«وإن من الحجارة لما يتفجَّر منه الأنهار وإن منها لما يشققآ» فيه إدغام التاء في الأصل في الشين آ«فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبطآ» ينزل من علو إلى أسفل آ«من خشية اللهآ» وقلوبكم لا تتأثر ولا تلين ولا تخشع آ«وما الله بغافل عما تعلمونآ» وإنما يؤخركم لوقتكم وفي قراءة بالتحتانية وفيه التفات عن الخطاب. ثُ‍‍مَّ قَ‍‍سَتْ قُ‍‍لُوبُكُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَا‌‍رَةِ ‌أَ‌وْ‌ ‌أَشَدُّ‌ قَ‍‍سْوَة ًۚ ‌وَ‌إِنَّ مِنَ ‌الْحِجَا‌‍رَةِ لَمَا‌ يَتَفَجَّرُ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ ۚ ‌وَ‌إِنَّ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ لَمَا‌ يَشَّ‍‍قَّ‍‍قُ فَيَ‍‍خْ‍‍رُجُ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌الْم‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ ‌وَ‌إِنَّ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ لَمَا‌ يَهْبِ‍‍طُ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍شْيَةِ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌وَمَا‌ ‌اللَّهُ بِ‍‍غَ‍‍افِلٍ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَعْمَلُونَ
002-075 آ«أفتطعمونآ» أيها المؤمنون آ«أن يؤمنوا لكمآ» أي اليهود لكم. آ«وقد كان فريقآ» طائفة آ«منهمآ» أحبارهم آ«يسمعون كلام اللهآ» في التوراة آ«ثم يحرّفونهآ» يغيرونه آ«من بعد ما عقلوهآ» فهموه آ«وهم يعلمونآ» أنهم مفترون والهمزة للإنكار أي لا تطمعوا فلهم سابقة بالكفر. أَفَتَ‍‍طْ‍‍مَع‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌نْ يُؤْمِنُو‌ا‌ لَكُمْ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ ك‍‍َ‍انَ فَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍قٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ يَسْمَع‍‍ُ‍ونَ كَلاَمَ ‌اللَّ‍‍هِ ثُ‍‍مَّ يُحَرِّفُونَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ عَ‍‍قَ‍‍ل‍‍ُ‍وهُ ‌وَهُمْ يَعْلَمُونَ
002-076 آ«وإذا لقواآ» أي منافقوا اليهود آ«الذين آمنوا قالوا آمناآ» وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ لَ‍‍قُ‍‍و‌ا‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌اقَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌آمَ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ خَ‍‍لاَ‌ بَعْ‍‍ضُ‍‍هُمْ ‌إِلَى‌ بَعْ‍‍ضٍقَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا‌ فَتَحَ ‌اللَّ‍‍هُ عَلَيْكُمْ لِيُح‍‍َ‍اجُّوكُمْ بِ‍‍هِ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّكُمْ ۚ ‌أَفَلاَ‌ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
002-077 قال تعالى آ«أو لا يعلمونآ» الاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف آ«أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنونآ» ما يخفون وما يظهرون من ذلك وغيره فيرعَوُوا عن ذلك. أَ‌وَلاَ‌ يَعْلَم‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَعْلَمُ مَا‌ يُسِ‍‍ر‍ّ‍‍ُ‍‌ونَ ‌وَمَا‌ يُعْلِنُونَ
002-078 آ«ومنهمآ» أي اليهود آ«أميونآ» عوام آ«لا يعلمون الكتابآ» التوراة آ«إلاآ» لكن آ«أمانيَّآ» أكاذيب تلقَّوْها من رؤسائهم فاعتمدوها آ«وإنآ» ما آ«همآ» في جحد نبوة النبي وغيره مما يختلقونه آ«‌إلا يظنونآ» ظناً ولا علم لهم. وَمِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌أُمِّ‍‍يّ‍‍ُ‍ونَ لاَ‌ يَعْلَم‍‍ُ‍ونَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌إِلاَّ‌ ‌أَمَانِيَّ ‌وَ‌إِ‌نْ هُمْ ‌إِلاَّ‌ يَ‍‍ظُ‍‍نُّ‍‍ونَ
002-079 آ«فويلآ» شدة عذاب آ«للذين يكتبون الكتاب بأيديهمآ» أي مختلقاً من عندهم آ«ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاآ» من الدنيا وهم اليهود غيَّروا صفة النبي في التوراة وآية الرجم وغيرها وكتبوها على خلاف ما أنزل آ«فويل لهم مما كتبت أيديهمآ» من المختلق آ«وويل لهم مما يكسبونآ» من فَوَيْ‍‍ل ٌ‌ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَكْتُب‍‍ُ‍ونَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُ‍‍مَّ يَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ هَذَ‌ا‌ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ لِيَشْتَرُ‌و‌ا‌ بِ‍‍هِ ثَمَنا‌‌ ًقَ‍‍لِيلا‌‌ ًۖ فَوَيْ‍‍ل ٌ‌ لَهُمْ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَتَبَتْ ‌أَيْدِيهِمْ ‌وَ‌وَيْ‍‍ل ٌ‌ لَهُمْ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَكْسِبُونَ
002-080 آ«وقالواآ» لما وعدهم النبيُّ النار آ«لن تمسَّناآ» تصيبنا آ«النار إلا أياماً معدودةآ» قليلة أربعين يوماً مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول آ«قلآ» لهم يا محمد آ«أتخذتمآ» حذفت منه همزة الوصل استغناءً بهمزة الاستفهام آ«عند الله عهداًآ» ميثاقاً منه بذلك آ«فلن يُخلف الله عهدهآ» به؟ لا آ«أمآ» بل آ«تقولون على الله ما لا تعلمونآ». وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ لَ‍‌‍نْ تَمَسَّنَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌رُ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَيَّاما‌ ً‌ مَعْدُ‌و‌دَة‌ ًۚ قُ‍‍لْ ‌أ‍َ‍‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذْتُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ عَهْد‌ا‌‌ ً‌ فَلَ‍‌‍نْ يُ‍‍خْ‍‍لِفَ ‌اللَّ‍‍هُ عَهْدَهُ~ُ ۖ ‌أَمْ تَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
002-081 آ«بلىآ» تمسكم وتخلدون فيها آ«من كسب سيئةآ» شركاً آ«وأحاطت به خطيئتهآ» بالإفراد والجمع أي استولت عليه وأحدقت به من كل جانب بأن مات مشركاً آ«فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدونآ» روعي فيه معنى من. بَلَى‌ مَ‍‌‍نْ كَسَبَ سَيِّئَة ً‌ ‌وَ‌أَحَاطَ‍‍تْ بِ‍‍هِ خَ‍‍ط‍‍ِ‍ي‍‍ئَتُ‍‍هُ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ هُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
002-082 آ«والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدونآ». وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ ۖ هُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
002-083 آ«وآ» اذكر آ«إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيلآ» في التوراة وقلنا آ«لا تعبدونآ» بالتاء والياء آ«إلا اللهآ» خبر بمعنى النهي، وقرئ: لا تعبدوا آ«وآ» أحسنوا آ«بالوالدين إحساناًآ» براً آ«وذي القربىآ» القرابة عطف على الوالدين آ«واليتامى والمساكين وقولوا للناسآ» قولا آ«حسناًآ» من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في شأن محمد والرفق بهم، وفي قراءة بضم الحاء وسكون السين مصدر وصف به مبالغة آ«وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاةآ» فقبلتم ذلك آ«ثم وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَا‌ مِيث‍‍َ‍اقَ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ لاَ‌ تَعْبُد‍ُ‍‌ونَ ‌إِلاَّ‌ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَبِالْوَ‌الِدَيْ‍‍نِ ‌إِحْسَانا‌ ً‌ ‌وَ‌ذِي ‌الْ‍‍قُ‍‍رْبَى‌ ‌وَ‌الْيَتَامَى‌ ‌وَ‌الْمَسَاك‍‍ِ‍ي‍‍نِ ‌وَ‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ حُسْنا‌ ً‌ ‌وَ‌أَ‍قِ‍‍يمُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَ‌آتُو‌ا‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ ثُ‍‍مَّ تَوَلَّيْتُمْ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ مُعْ‍‍رِ‍‍ضُ‍‍ونَ
002-084 آ«وإذ أخذنا ميثاقكمآ» وقلنا آ«لا تسفكون دماءكمآ» تريقونها بقتل بعضكم بعضاً آ«ولا تخرجون أنفسكم من دياركمآ» لا يخرج بعضكم بعضا من داره آ«ثم أقررتمآ» قبلتم ذلك الميثاق آ«وأنتم تشهدونآ» على أنفسكم. وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَا‌ مِيثَاقَ‍‍كُمْ لاَ‌ تَسْفِك‍‍ُ‍ونَ ‌دِم‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ‌وَلاَ‌ تُ‍‍خْ‍‍رِج‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌دِيَا‌رِكُمْ ثُ‍‍مَّ ‌أَ‍قْ‍‍‍رَ‌رْتُمْ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَشْهَدُ‌ونَ
002-085 آ«ثم أنتمآ» يا آ«هؤلاء تقتلون أنفسكمآ» بقتل بعضكم بعضا آ«وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تَظَّاهَرُونَآ» فيه إدغام التاء في الأصل في الظاء، وفي قراءة بالتخفيف على حذفها تتعاونون آ«عليهم بالإثمآ» بالمعصية آ«والعدوانآ» الظلم آ«وإن يأتوكم أسارىآ» وفي قراءة أسرى آ«تَفْدُوهُمْآ» وفي قراءة آ«تُفَادُوهُمْآ» تنقذوهم من الأسر بالمال أو غيره وهو مما عهد إليهم آ«وهوآ» أي الشأن آ«محرَّم عليكم إخراجهمآ» متصل بقوله وتخرجون والجملة بينهما اعتراض: أي كما حرم ترك الفداء، وكانت قريظةُ حالفوا الأوسَ، والنضيرُ الخزرجَ فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه ويخرب ديارهم ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم، وكانوا إذا سئلوا لم تقاتلونهم وتفدونهم؟ قالوا أمرنا بالفداء فيقال فَلِمَ تقاتلونهم؟ فيقولون حياء أن تستذل حلفاؤنا. قال تعالى: آ«أفتؤمنون ببعض ثُ‍‍مَّ ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ه‍‍َ‍ا‌ؤُلاَ‌ء‌ تَ‍‍قْ‍‍تُل‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ ‌وَتُ‍‍خْ‍‍رِج‍‍ُ‍ونَ فَ‍‍رِي‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ ‌دِيَا‌رِهِمْ تَ‍‍ظَ‍‍اهَر‍ُ‍‌ونَ عَلَيْهِمْ بِ‍الإِثْمِ ‌وَ‌الْعُ‍‍دْ‌و‍َ‍‌انِ ‌وَ‌إِ‌نْ يَأْتُوكُمْ ‌أُسَا‌‍رَ‌ى‌ تُفَا‌دُ‌وهُمْ ‌وَهُوَ‌ مُحَ‍رَّمٌ عَلَيْكُمْ ‌إِخْ‍رَ‌اجُهُمْ ۚ ‌أَ‌ فَتُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِبَعْ‍‍ضِ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌وَتَكْفُر‍ُ‍‌ونَ ۚ بِبَعْ‍‍ضٍ‌ فَمَا‌ جَز‍َ‍‌ا‌ءُ‌ مَ‍‌‍نْ يَفْعَلُ ‌ذَلِكَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ‌إِلاَّ‌ خِ‍‍زْي‌‍ٌ‌ فِي ‌الْحَي‍‍َ‍اةِ ۖ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَيَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ يُ‍رَ‌دّ‍ُ‍‌ونَ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَشَدِّ‌ ۗ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ ‌وَمَا‌ ‌اللَّهُ بِ‍‍غَ‍‍افِلٍ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَعْمَلُونَ
002-086 آ«أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرةآ» بأن آثروها عليها آ«فلا يخفَّف عنهم العذاب ولا هم يُنصرونآ» يمنعون منه. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اشْتَ‍رَ‌وُ‌ا‌ ‌الْحَي‍‍َ‍اةَ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ بِ‍الآ‍‍خِ‍رَةِ ۖ فَلاَ‌ يُ‍‍خَ‍‍فَّفُ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمُ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابُ ‌وَلاَ‌ هُمْ يُ‍‌‍ن‍‍صَ‍‍رُ‌ونَ
002-087 آ«ولقد آتينا موسى الكتابآ» التوراة آ«وقفيَّنا من بعده بالرسلآ» أي اتبعناهم رسولا في إثر رسول آ«وآتينا عيسى ابن مريم البيناتآ» المعجزات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص آ«وأيدناهآ» قويناه آ«بروح القدسآ» من إضافة الموصوف إلى الصفة أي الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار فلم تستقيموا آ«أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوىآ» تحب آ«أنفسُكمآ» من الحق آ«استكبرتمآ» تكبرتم عن إتباعه جواب كلما وهو محل الاستفهام، والمراد به التوبيخ آ«ففريقاآ» منهم آ«كذبتمآ» كعيسى آ«وفريقاً تقتلونآ» المضارع لحكاية الحال الماضية: أي قتلتم كزكريا ويحيى. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌آتَيْنَا‌ مُوسَى‌ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌وَ‍قَ‍‍فَّيْنَا‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِ بِ‍ال‍‍رُّسُلِ ۖ ‌وَ‌آتَيْنَا‌ عِيسَى‌ ‌ابْ‍‍نَ مَرْيَمَ ‌الْبَيِّن‍‍َ‍اتِ ‌وَ‌أَيَّ‍‍دْن‍‍َ‍اهُ بِر‍ُ‍‌وحِ ‌الْ‍‍قُ‍‍دُسِ ۗ ‌أَفَكُلَّمَا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ‌‍رَس‍‍ُ‍ول‌‍ٌ‌ بِمَا‌ لاَ‌ تَهْوَ‌ى‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسُكُمْ ‌اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَ‍‍رِي‍‍ق‍‍ا‌‌ ً‌ كَذَّبْ‍‍تُمْ ‌وَفَ‍‍رِي‍‍ق‍‍ا‌‌ ً‌ تَ‍‍قْ‍‍تُلُون
002-088 آ«وقالواآ» للنبي استهزاء آ«قلوبنا غُلْفٌآ» جمع أغلف أي مغشاة بأغطية فلا تعي ما تقول قال تعالى: آ«بلآ» وَ‍قَ‍‍الُو‌اقُ‍‍لُوبُنَا‌ غُ‍‍لْف‌‍ٌۚ بَلْ لَعَنَهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ بِكُفْ‍‍رِهِمْ فَ‍‍قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مَا‌ يُؤْمِنُونَ
002-089 آ«ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهمآ» من التوراة: هو القرآن آ«وكانوا من قبلآ» قبل مجيئه آ«يستفتحونآ» يستنصرون آ«على الذين كفرواآ» يقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث آخر الزمان آ«فلما جاءهم ما عرفواآ» من الحق وهو بعثة النبي آ«كفروا بهآ» جحداً وخوفاً على الرياسة وجوابُ لما الأولى دل عليه جواب الثانية آ«فلعنة الله على الكافرينآ». وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ كِت‍‍َ‍ابٌ‌ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ مُ‍‍صَ‍‍دِّ‍‍ق‍ ٌ‌ لِمَا‌ مَعَهُمْ ‌وَكَانُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ يَسْتَفْتِح‍‍ُ‍ونَ عَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ مَا‌ عَ‍رَفُو‌ا‌ كَفَرُ‌و‌ا‌ بِ‍‍هِ ۚ فَلَعْنَةُ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَى‌ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
002-090 آ«بئسما اشترواآ» باعوا آ«به أنفسهمآ» أي حظها من الثواب، وما: نكرة بمعنى شيئاً تمييز لفاعل بئس والمخصوص بالذم آ«أن يكفرواآ» أي كفرهم آ«بما أنزل اللهآ» من القرآن آ«بغياًآ» مفعول له ليكفروا: أي حسداً على آ«أن ينزل اللهآ» بالتخفيف والتشديد آ«من فضلهآ» الوحي آ«على من يشاءآ» للرسالة آ«من عباده فباءواآ» رجعوا آ«بغضبآ» من الله بكفرهم بما أنزل والتنكيرُ للتعظيم آ«على غضبآ» استحقوه من قبل بتضييع التوراة والكفر بعيسى آ«وللكافرين عذاب مُهينآ» ذو إهانة. بِئْسَ مَا‌ ‌اشْتَ‍رَ‌وْ‌ا‌ بِهِ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ‌أَ‌نْ يَكْفُرُ‌و‌ا‌ بِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ بَ‍‍غْ‍‍ياً‌ ‌أَ‌نْ يُنَزِّلَ ‌اللَّ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ فَ‍‍ضْ‍‍لِه عَلَى‌ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ مِ‍‌‍نْ ۖ عِبَا‌دِهِ فَب‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ بِ‍‍غَ‍‍ضَ‍‍بٍ عَلَى‌ ۚ غَ‍‍ضَ‍‍بٍ‌ ‌وَلِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ عَذ‍َ‍‌ابٌ‌ مُهِينٌ
002-091 آ«وإذا قيل لهم آمِنوا بما أنزل اللهآ» القرآن وغيره آ«قالوا نؤمن بما أنزل عليناآ» وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمْ ‌آمِنُو‌ا‌ بِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ قَ‍‍الُو‌ا‌ نُؤْمِنُ بِمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ عَلَيْنَا‌ ‌وَيَكْفُر‍ُ‍‌ونَ بِمَا‌ ‌وَ‌ر‍َ‍‌ا‌ءَهُ ‌وَهُوَ‌ ‌الْحَ‍‍قُّ مُ‍‍صَ‍‍دِّ‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ لِمَا‌ مَعَهُمْ ۗ قُ‍‍لْ فَلِمَ تَ‍‍قْ‍‍تُل‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌نْ‍‍بِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مُؤْمِنِينَ
002-092 آ«ولقد جاءكم موسى بالبيناتآ» بالمعجزات كالعصا واليد وفلق البحر آ«ثم اتخذتم العجلآ» إلَهاً آ«من بعدهآ» من بعد ذهابه إلى الميقات، آ«وأنتم ظالمونآ» باتخاذه. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ مُوسَى‌ بِ‍الْبَيِّن‍‍َ‍اتِ ثُ‍‍مَّ ‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذْتُمُ ‌الْعِ‍‍جْ‍‍لَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ظَ‍‍الِمُونَ
002-093 آ«وإذ أخذنا ميثاقكمآ» على العمل بما في التوراة آ«وآ» قد آ«رفعنا فوقكم الطورآ» الجبل حين امتنعتم من قبولها ليسقط عليكم وقلنا آ«خذوا ما آتيناكم بقوةآ» بجد واجتهاد آ«واسمعواآ» ما تؤمرون به سماع قبول آ«قالوا سمعناآ» قولك آ«وعصيناآ» أمرك آ«وأشربوا في قلوبهم العجلآ» أي خالط حبه قلوبهم كما يخالط الشراب آ«بكفرهم، قلآ» لهم آ«بئسماآ» شيئا آ«يأمركم به إيمانكمآ» بالتوراة عبادة العجل آ«إن كنتم مؤمنينآ» بها كما زعمتم. المعنى لستم بمؤمنين لأن الإيمان لا يأمر بعبادة العجل، والمراد آباؤهم: أي فكذلك أنتم لستم بمؤمنين بالتوراة وقد كذَّبتم محمداً والإيمان بها لا يأمر بتكذيبه. وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌أَ‍خَ‍‍ذْنَا‌ مِيثَاقَ‍‍كُمْ ‌وَ‌‍رَفَعْنَا‌ فَوْ‍قَ‍‍كُمُ ‌ال‍‍طُّ‍‍و‌‍رَخُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ مَ‍‍ا‌ ‌آتَيْنَاكُمْ بِ‍‍قُ‍‍وَّةٍ‌ ‌وَ‌اسْمَعُو‌اۖ قَ‍‍الُو‌ا‌ سَمِعْنَا‌ ‌وَعَ‍‍صَ‍‍يْنَا‌ ‌وَ‌أُشْ‍‍رِبُو‌ا‌ فِي قُ‍‍لُوبِهِمُ ‌الْعِ‍‍جْ‍‍لَ بِكُفْ‍‍رِهِمْ ۚ قُ‍‍لْ بِئْسَمَا‌ يَأْمُرُكُمْ بِهِ ‌إِيمَانُكُمْ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مُؤْمِنِينَ
002-094 آ«قلآ» لهم آ«إن قُ‍‍لْ ‌إِ‌نْ كَانَتْ لَكُمُ ‌ال‍‍دّ‍َ‍‌ا‌رُ‌ ‌الآ‍‍خِ‍رَةُ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ خَ‍‍الِ‍‍صَ‍‍ة ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ فَتَمَ‍‍نَّ‍‍وْ‌ا‌ ‌الْمَ‍‍وْتَ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِقِ‍‍ينَ
002-095 آ«ولن يتمنَّوه أبداً بما قدمت أيديهمآ» من كفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم آ«والله عليم بالظالمينآ» الكافرين فيجازيهم. وَلَ‍‌‍نْ يَتَمَ‍‍نَّ‍‍وْهُ ‌أَبَد‌ا‌ ً‌ بِمَا‌ قَ‍‍دَّمَتْ ‌أَيْدِيهِمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ عَل‍‍ِ‍ي‍‍م‌‍ٌ‌ بِ‍ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
002-096 آ«ولتجدنهمآ» لام قسم آ«أحرص الناس على حياة وآ» أحرص آ«من الذين أشركواآ» المنكرين للبعث عليها لعلمهم بأن مصيرهم النار دون المشركين لإنكارهم له آ«يودُّآ» يتمنى آ«أحدهم لو يعمر ألف سنةآ» لو مصدرية بمعنى أن وهي بصلتها في تأويل مصدر مفعول يود آ«وما هوآ» أي أحدهم آ«بمزحزحهآ» مبعده آ«من العذابآ» النار آ«أن يعمَّرآ» فاعل مزحزحه أي تعميره آ«والله بصير بما يعملونآ» بالياء والتاء فيجازيهم وسأل ابن صوريا النبي أو عمر عمن يأتي بالوحي من الملائكة فقال جبريل فقال هو عدونا يأتي بالعذاب ولو كان ميكائيل لآمنا لأنه يأتي بالخصب والسلم فنزل: وَلَتَجِدَنَّ‍‍هُمْ ‌أَحْ‍رَصَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ عَلَى‌ حَي‍‍َ‍اةٍ‌ ‌وَمِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَشْ‍رَكُو‌اۚ يَوَ‌دُّ‌ ‌أَحَدُهُمْ لَوْ‌ يُعَ‍‍مَّ‍‍رُ‌ ‌أَلْفَ سَنَةٍ‌ ‌وَمَا‌ هُوَ‌ بِمُزَحْزِحِ‍‍هِ مِنَ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابِ ‌أَ‌نْ يُعَ‍‍مَّ‍‍‍رَۗ ‌وَ‌اللَّهُ بَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‌ٌ‌ بِمَا‌ يَعْمَلُونَ
002-097 آ«قلآ» لهم آ«من كان عدوّاً لجبريلآ» فليمت غيظاً آ«فإنه نزَّلهآ» أي القرآن آ«على قلبك بإذنآ» بأمر آ«الله مصدقاً لما بين يديهآ» قلبه من الكتب قُ‍‍لْ مَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ عَدُ‌وّ‌ا‌ ً‌ لِجِ‍‍بْ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍لَ فَإِنَّ‍‍هُ نَزَّلَ‍‍هُ عَلَى‌ قَ‍‍لْبِكَ بِإِ‌ذْنِ ‌اللَّ‍‍هِ مُ‍‍صَ‍‍دِّ‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ لِمَا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ يَدَيْ‍‍هِ ‌وَهُ‍‍د‌ى‌ ً‌ ‌وَبُشْ‍رَ‌ى‌ لِلْمُؤْمِنِينَ
002-098 آ«من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريلآ» بكسر الجيم وفتحها بلا همز وبه بياء ودونها آ«وميكالآ» عطف على الملائكة من عطف الخاص على العام وفي قراءة ميكائيل بهمزة وياء وفي أخرى بلا ياء آ«فإن الله عدوٌ للكافرينآ» وأوقعه موقع لهم بياناً لحالهم. مَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ عَدُ‌وّ‌ا‌ ًلِلَّهِ ‌وَمَلاَئِكَتِ‍‍هِ ‌وَ‌رُسُلِ‍‍هِ ‌وَجِ‍‍بْ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍لَ ‌وَمِيك‍‍َ‍الَ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَدُ‌وّ‌ٌ‌ لِلْكَافِ‍‍رِينَ
002-099 آ«ولقد أنزلنا إليكآ» يا محمد آ«آيات بيناتآ» أي واضحات حال، رد لقول ابن صوريا للنبي ما جئتنا بشيء آ«وما يكفر بها إلا الفاسقونآ» كفروا بها. وَلَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌آي‍‍َ‍ات ٍ‌ بَيِّن‍‍َ‍اتٍۖ ‌وَمَا‌ يَكْفُرُ‌ بِهَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ ‌الْفَاسِ‍‍قُ‍‍ونَ
002-100 آ«أو كلما عاهدواآ» الله آ«عهداًآ» على الإيمان بالنبي إن خرج، أو النبيَّ أن لا يعاونوا عليه المشركين آ«نبذهآ» طرحه آ«فريق منهمآ» بنقضه، جواب كلما وهو محل الاستفهام الإنكاري آ«بلآ» للانتقال آ«أكثرهم لا يؤمنونآ». أَ‌وَكُلَّمَا‌ عَاهَدُ‌و‌ا‌ عَهْد‌ا‌ ً‌ نَبَذَهُ فَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍قٌ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۚ بَلْ ‌أَكْثَرُهُمْ لاَ‌ يُؤْمِنُونَ
002-101 آ«ولما جاءهم رسول من عند اللهآ» محمد آ«مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب اللهآ» أي التوراة آ«وراء ظهورهمآ» أي لم يعملوا بما فيها من الإيمان بالرسول وغيره آ«كأنهم لا يعلمونآ» ما فيها من أنه نبي حق أو أنها كتاب الله. وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ ‌‍رَس‍‍ُ‍ولٌ‌ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ مُ‍‍صَ‍‍دِّ‍‍ق‍ ٌ‌ لِمَا‌ مَعَهُمْ نَبَذَ‌ فَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍قٌ‌ مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌الْكِت‍‍َ‍ابَ كِت‍‍َ‍ابَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌ر‍َ‍‌ا‌ءَ‌ ظُ‍‍هُو‌رِهِمْ كَأَنَّ‍‍هُمْ لاَ‌ يَعْلَمُونَ
002-102 آ«واتبعواآ» عطف على نبذ آ«ما تتلواآ» أي تلت آ«الشياطين علىآ» عهد آ«ملك سليمانآ» من السحر وكانت دفنته تحت كرسيه لما نزع ملكه أو كانت تسترق السمع وَ‌اتَّبَعُو‌ا‌ مَا‌ تَتْلُو‌ ‌ال‍‍شَّيَاطِ‍‍ي‍‍نُ عَلَى‌ مُلْكِ سُلَيْم‍‍َ‍انَ ۖ ‌وَمَا‌ كَفَ‍رَ‌ سُلَيْم‍‍َ‍انُ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌ال‍‍شَّيَاطِ‍‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ يُعَلِّم‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ ‌ال‍‍سِّحْ‍رَ‌ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ عَلَى‌ ‌الْمَلَكَ‍‍يْ‍‍نِ بِبَابِلَ هَا‌ر‍ُ‍‌وتَ ‌وَمَا‌ر‍ُ‍‌وتَ ۚ ‌وَمَا‌ يُعَلِّم‍‍َ‍انِ مِ‍‌‍نْ ‌أَحَدٍ‌ حَتَّى‌ يَ‍‍قُ‍‍ولاَ‌ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ نَحْنُ فِتْنَة‌‍ٌ‌ فَلاَ‌ تَكْفُرْ‌ ۖ فَيَتَعَلَّم‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ مَا‌ يُفَرِّ‍‍قُ‍‍ونَ بِ‍‍هِ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌الْمَرْ‌ءِ‌ ‌وَ‌زَ‌وْجِ‍‍هِ ۚ ‌وَمَا‌ هُمْ بِ‍‍ضَ‍‍ا‌رّ‍ِ‍ي‍‍نَ بِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌أَحَد‌‌ٍ‌ ‌إِلاَّ‌ بِإِ‌ذْنِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَيَتَعَلَّم‍‍ُ‍ونَ مَا‌ يَ‍‍ضُ‍‍رُّهُمْ ‌وَلاَ‌ يَ‍‌‍ن‍‍فَعُهُمْ ۚ ‌وَلَ‍‍قَ‍‍دْ‌ عَلِمُو‌ا‌ لَمَنِ ‌اشْتَ‍رَ‍‌اهُ مَا‌ لَ‍‍هُ فِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍لاَ‍قٍۚ ‌وَلَبِئْسَ مَا‌ شَ‍رَ‌وْ‌ا‌ بِهِ ‌أَ‌ن‍‍فُسَهُمْ ۚ لَوْ‌ كَانُو‌ا‌ يَعْلَمُونَ
002-103 آ«ولو أنهمآ» أي اليهود آ«آمنواآ» بالنبي والقرآن آ«واتقواآ» عقاب الله بترك معاصيه كالسحر، وجوابُ لو محذوف: أي لأثيبوا دل عليه آ«لمثوبةآ» ثواب وهو مبتدأ واللام فيه للقسم آ«من عند الله خيرآ» خبره مما شروا به أنفسهم آ«لو كانوا يعلمونآ» أنه خير لما آثروه عليه. وَلَوْ‌ ‌أَنَّ‍‍هُمْ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَ‌اتَّ‍‍قَ‍‍وْ‌ا‌ لَمَثُوبَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌۖ لَوْ‌ كَانُو‌ا‌ يَعْلَمُونَ
002-104 آ«يا أيها الذين أمنوا لا تقولواآ» للنبي آ«راعناآ» أمر من المراعاة وكانوا يقولون له ذلك وهي بلغة اليهود سب من الرعونة فسُرُّوا بذلك وخاطبوا بها النبي فنُهى المؤمنون عنها آ«وقولواآ» بدلها آ«انظرناآ» أي انظر إلينا آ«واسمعواآ» ما تؤمرون به سماع قبول آ«وللكافرين عذاب أليمآ» مؤلم هو النار. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ لاَ‌ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ ‌‍رَ‌اعِنَا‌ ‌وَ‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ان‍‍ظُ‍‍رْنَا‌ ‌وَ‌اسْمَعُو‌اۗ ‌وَلِلْكَافِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ عَذ‍َ‍‌ابٌ ‌أَلِيمٌ
002-105 آ«ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركينآ» من العرب عطف على أهل الكتاب ومن مَا‌ يَوَ‌دُّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌وَلاَ‌ ‌الْمُشْ‍‍رِك‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أَ‌نْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ يَ‍‍خْ‍‍تَ‍‍صُّ بِ‍رَحْمَتِ‍‍هِ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ ‌وَ‌اللَّهُ ‌ذُ‌و‌ ‌الْفَ‍‍ضْ‍‍لِ ‌الْعَ‍‍ظِ‍‍يمِ
002-106 ولما طعن الكفار في النسخ وقالوا إن محمداً يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غداً نزل: آ«ماآ» شرطية آ«ننسخ من أيةآ» أي ننزل حكمها: إما مع لفظها أو لا وفي قراءة بضم النون من أنسخ: أي نأمرك أو جبريل بنسخها آ«أو ننسهاآ» نؤخرها، فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي قراءة بلا همز من النسيان أي ننسها، أي نمحها من قلبك وجواب الشرط آ«نأت بخير منهاآ» أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر آ«أو مثلهاآ» في التكليف والثواب آ«ألم تعلم أن الله على كل شئ قديرآ» ومنه النسخ والتبديل، والاستفهام للتقرير. مَا‌ نَ‍‌‍ن‍‍سَ‍‍خْ مِ‍‌‍نْ ‌آيَةٍ ‌أَ‌وْ‌ نُ‍‌‍ن‍‍سِهَا‌ نَأْتِ بِ‍‍خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ مِثْلِهَ‍‍اۗ ‌أَلَمْ تَعْلَمْ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
002-107 آ«ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرضآ» يفعل ما يشاء آ«وما لكم من دون اللهآ» أي غيره آ«منآ» زائدة آ«وليٌآ» يحفظكم آ«ولا نصيرآ» يمنع عنكم عذابه إن أتاكم، ونزل لما سأله أهل مكة أن يوسعها ويجعل الصفا ذهباً. أَلَمْ تَعْلَمْ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لَ‍‍هُ مُلْكُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۗ ‌وَمَا‌ لَكُمْ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌وَلِيٍّ‌ ‌وَلاَ‌ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‍ٍ‍
002-108 آ«أمآ» بل آ«تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسىآ» أي سأله قومه آ«من قبلآ» من قولهم: أرنا الله جهرة وغير ذلك آ«ومن يتبدل الكفر بالإيمانآ» أي يأخذ بدله بترك النظر في أَمْ تُ‍‍رِيد‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌نْ تَسْأَلُو‌ا‌ ‌‍رَسُولَكُمْ كَمَا‌ سُئِلَ مُوسَى‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لُ ۗ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَتَبَدَّلِ ‌الْكُفْ‍رَ‌ بِ‍الإِيم‍‍َ‍انِ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ضَ‍‍لَّ سَو‍َ‍‌ا‌ءَ‌ ‌ال‍‍سَّبِيلِ
002-109 آ«ودَّ كثير من أهل الكتاب لوآ» مصدرية آ«يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسداآ» مفعول له كائنا آ«من عند أنفسهمآ» أي حملتهم عليه أنفسهم الخبيثة آ«من بعد ما تبين لهمآ» في التوراة آ«الحقآ» في شأن النبي آ«فاعفواآ» عنهم أي اتركوهم آ«واصفحواآ» أعرضوا فلا تجازوهم آ«حتى يأتي الله بأمرهآ» فيهم من القتال آ«إن الله على كل شئ قديرآ». وَ‌دَّ‌ كَث‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَهْلِ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ لَوْ‌ يَرُ‌دُّ‌ونَكُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ ‌إِيمَانِكُمْ كُفَّا‌ر‌اً‌ حَسَد‌ا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ عِ‍‌‍نْ‍‍دِ‌ ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ تَبَيَّنَ لَهُمُ ‌الْحَ‍‍قُّ ۖ فَاعْفُو‌ا‌ ‌وَ‌اصْ‍‍فَحُو‌ا‌ حَتَّى‌ يَأْتِيَ ‌اللَّ‍‍هُ بِأَمْ‍‍رِهِ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
002-110 آ«وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خيرآ» طاعة كصلة وصدقة آ«تجدوهآ» أي ثوابه آ«عند الله إن الله بما تعملون بصيرآ» فيجازيكم به. وَ‌أَ‍قِ‍‍يمُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَ‌آتُو‌ا‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ ۚ ‌وَمَا‌ تُ‍‍قَ‍‍دِّمُو‌ا‌ لِأ‌ن‍‍فُسِكُمْ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٍ‌ تَجِد‍ُ‍‌وهُ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ بَ‍‍صِ‍‍يرٌ
002-111 آ«وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداًآ» جمع هائد آ«أو نصارىآ» قال ذلك يهود المدينة ونصارى نجران لما تناظروا بين يدي النبي أي قال اليهود لن يدخلها إلا اليهود وقال النصارى لن يدخلها إلا النصارى آ«تلكآ» القولة آ«أمانيهمآ» شهواتهم الباطلة آ«قلآ» لهم آ«هاتوا برهانكمآ» حجتكم على ذلك آ«إن كنتم صادقينآ» فيه. وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ لَ‍‌‍نْ يَ‍‍دْ‍‍خُ‍‍لَ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةَ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ هُو‌د‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ نَ‍‍صَ‍‍ا‌‍رَ‌ى‌ ۗ تِلْكَ ‌أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُ‍‍لْ هَاتُو‌ا‌ بُرْهَانَكُمْ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ صَ‍‍ا‌دِ‍ق‍‍ِ‍‍ين
002-112 آ«بلىآ» يدخل الجنة غيرهم آ«من أسلم وجهه للهآ» أي انقاد لأمره. وخص الوجه لأنه أشرف الأعضاء فغيره أولى آ«وهو محسنآ» موحد آ«فله أجره عند ربِّهآ» أي ثواب عمله الجنة بَلَى‌ مَ‍‌‍نْ ‌أَسْلَمَ ‌وَجْ‍‍هَ‍‍هُ لِلَّهِ ‌وَهُوَ‌ مُحْسِن‌‍ٌ‌ فَلَهُ~ُ ‌أَجْ‍‍رُهُ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يَحْزَنُونَ
002-113 آ«وقالت اليهود ليست النصارى على شئآ» معتد به وكفرت بعيسى آ«وقالت النصارى ليست اليهود على شئآ» معتد به وكفرت بموسى آ«وهمآ» أي الفريقان آ«يتلون الكتابآ» المنزل عليهم، وفي كتاب اليهود تصديق عيسى، وفي كتاب النصارى تصديق موسى والجملة حال آ«كذلكآ» كما قال هؤلاء آ«قال الذين لا يعلمونآ» أي المشركون من العرب وغيرهم آ«مثل قولهمآ» بيان لمعنى ذلك: أي قالوا لكل ذي دين ليسوا على شئ آ«فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفونآ» من أمر الدين فيدخل المحقُّ الجنة والمبطل النار. وَ‍قَ‍‍الَتِ ‌الْيَه‍‍ُ‍و‌دُ‌ لَيْسَتِ ‌ال‍‍نَّ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌‍رَ‌ى‌ عَلَى‌ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَ‍قَ‍‍الَتِ ‌ال‍‍نَّ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌‍رَ‌ى‌ لَيْسَتِ ‌الْيَه‍‍ُ‍و‌دُ‌ عَلَى‌ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ ‌وَهُمْ يَتْل‍‍ُ‍ونَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ۗ كَذَلِكَ قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يَعْلَم‍‍ُ‍ونَ مِثْلَ قَ‍‍وْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ فِيمَا‌ كَانُو‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ يَ‍‍خْ‍‍تَلِفُونَ
002-114 آ«ومن أظلمآ» أي لا أحد أظلم آ«ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمهآ» بالصلاة والتسبيح آ«وسعى في خرابهاآ» بالهدم أو التعطيل، نزلت إخباراً عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشركين لما صدوا النبي عام الحديبية عن البيت آ«أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفينآ» خبر بمعنى الأمر أي أخيفوهم بالجهاد فلا يدخلها أحد آمناً. آ«لهم في الدنيا خزيآ» هوان بالقتل والسبي والجزية آ«ولهم في الآخرة عذاب عظيمآ» هو النار. وَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ظْ‍‍لَمُ مِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ مَنَعَ مَسَاجِدَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَ‌نْ يُذْكَ‍رَ‌ فِيهَا‌ ‌اسْمُ‍‍هُ ‌وَسَعَى‌ فِي خَ‍رَ‌ابِهَ‍‍اۚ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ مَا‌ ك‍‍َ‍انَ لَهُمْ ‌أَ‌نْ يَ‍‍د‍خُ‍‍لُوهَ‍‍ا‌ ‌إلا‌ خَ‍‍ائِف‍‍ِ‍ي‍‍نَ ۚ لَهُمْ فِي ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ خِ‍‍زْيٌ‌ ‌وَلَهُمْ فِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ عَذ‍َ‍‌ابٌ عَ‍‍ظِ‍‍يمٌ
002-115 ونزل لما طعن اليهود في نسخ القبلة أو في صلاة النافلة على الراحلة في السفر حيثما وَلِلَّهِ ‌الْمَشْ‍‍رِ‍‍قُ ‌وَ‌الْمَ‍‍غْ‍‍رِبُ ۚ فَأَيْنَمَا‌ تُوَلُّو‌ا‌ فَثَ‍‍مَّ ‌وَجْ‍‍هُ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌اسِعٌ عَلِيمٌ
002-116 آ«وقالواآ» بواو وبدونها اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله آ«اتخذ الله ولداًآ» قال تعالى آ«سبحانهآ» تنزيها له عنه آ«بل له ما في السماوات والأرضآ» ملكا وخلقا وعبيدا والملكية تنافي الولادة وعبر بما تغليبا لما لا يعقل آ«كل له قانتونآ» مطيعون كل بما يراد منه وفيه تغليب العاقل. وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌اتَّ‍‍خَ‍‍ذَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌وَلَد‌ا‌‌ ًۗ سُ‍‍بْ‍‍حَانَ‍‍هُ ۖ بَلْ لَ‍‍هُ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ كُلّ ٌ‌ لَ‍‍هُ قَ‍‍انِتُونَ
002-117 آ«بديع السماوات والأرضآ» موجدهم لا على مثال سبق آ«وإذا قضىآ» أراد آ«أمراآ» أي إيجاده آ«فإنما يقول له كن فيكونآ» أي فهو يكون وفى قراءة بالنصب جوابا للأمر. بَد‍ِ‍ي‍‍عُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ ‌وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قَ‍‍ضَ‍‍ى‌ ‌أَمْر‌ا‌‌ ً‌ فَإِنَّ‍‍مَا‌ يَ‍‍قُ‍‍ولُ لَ‍‍هُ كُ‍‌‍نْ فَيَكُونُ
002-118 آ«وقال الذين لا يعلمونآ» أي كفار مكة للنبي آ«لولاآ» هلا آ«يكلمنا اللهآ» بأنك رسوله آ«أو تأتينا آيةآ» مما اقترحناه على صدقك آ«كذلكآ» كما قال هؤلاء آ«قال الذين من قبلهمآ» من كفار الأمم الماضية لأنبيائهم آ«مثل قولهمآ» من التعنت وطلب الآيات آ«تشابهت قلوبهمآ» في الكفر والعناد، فيه تسلية للنبي آ«قد بينا الآيات لقوم يوقنونآ» يعلمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراحُ آية معها تعنُّت. وَ‍قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ لاَ‌ يَعْلَم‍‍ُ‍ونَ لَوْلاَ‌ يُكَلِّمُنَا‌ ‌اللَّهُ ‌أَ‌وْ‌ تَأْتِينَ‍‍ا‌ ‌آيَة‌‍ٌۗ كَذَلِكَ قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِهِمْ مِثْلَ قَ‍‍وْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُ‍‍لُوبُهُمْ ۗ قَ‍‍دْ‌ بَيَّ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يُوقِ‍‍نُونَ
002-119 آ«إنا أرسلناكآ» إِنَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌رْسَلْن‍‍َ‍اكَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ بَشِي‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَنَذِي‍‍ر‌ا‌ ًۖ ‌وَلاَ‌ تُسْأَلُ عَ‍‌‍نْ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابِ ‌الْجَحِيمِ
002-120 آ«ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملَّتهمآ» دينهم آ«قل إن هدى اللهآ» أي الإسلام آ«هو الهدىآ» وما عداه ضلال آ«ولئنآ» لام قسم آ«اتبعت أهواءهمآ» التي يدعونك إليها فرضاً آ«بعد الذي جاءك من العلمآ» الوحي من الله آ«مالك من الله من وليآ» يحفظك آ«ولا نصيرآ» يمنعك منه. وَلَ‍‌‍نْ تَرْ‍ضَ‍‍ى‌ عَ‍‌‍نْ‍‍كَ ‌الْيَه‍‍ُ‍و‌دُ‌ ‌وَلاَ‌ ‌ال‍‍نَّ‍‍‍‍صَ‍‍ا‌‍رَ‌ى‌ حَتَّى‌ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُ‍‍لْ ‌إِنَّ هُدَ‌ى‌ ‌اللَّ‍‍هِ هُوَ‌ ‌الْهُدَ‌ى‌ ۗ ‌وَلَئِنِ ‌اتَّبَعْتَ ‌أَهْو‍َ‍‌ا‌ءَهُمْ بَعْدَ‌ ‌الَّذِي ج‍‍َ‍ا‌ءَكَ مِنَ ‌الْعِلْمِ ۙ مَا‌ لَكَ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌وَلِيٍّ‌ ‌وَلاَ‌ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍ر‍ٍ‍
002-121 آ«الذين آتيناهم الكتابآ» مبتدأً آ«يتلونه حق تلاوتهآ» أي يقرؤونه كما أنزل والجملة حال وحق نصب على المصدر والخبر آ«أولئك يؤمنون بهآ» نزلت في جماعة قدموا من الحبشة وأسلموا آ«ومن يكفر بهآ» أي بالكتاب المؤتى بأن يحرفه آ«فأولئك هم الخاسرونآ» لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آتَيْنَاهُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ يَتْلُونَ‍‍هُ حَ‍‍قَّ تِلاَ‌وَتِهِ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ يُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ بِ‍‍هِ ۗ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَكْفُرْ‌ بِ‍‍هِ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْ‍‍خَ‍‍اسِرُ‌ونَ
002-122 آ«يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني فضَّلتكم على العالمينآ» تقدم مثله. يَا‌ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ نِعْمَتِيَ ‌الَّتِ‍‍ي ‌أَ‌نْ‍‍عَمْتُ عَلَيْكُمْ ‌وَ‌أَنِّ‍‍ي فَ‍‍ضَّ‍‍لْتُكُمْ عَلَى‌ ‌الْعَالَمِينَ
002-123 آ«واتقواآ» خافوا آ«يوما لا تجزيآ» تغني آ«نفس عن نفسآ» فيه آ«شيئا ولا يُقبل منها عدلآ» فداء آ«ولا تنفعها شفاعة ولا هم يُنصرونآ» يمنعون من عذاب الله. وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ يَوْما‌ ً‌ لاَ‌ تَ‍‍جْ‍‍زِي نَفْسٌ عَ‍‌‍نْ نَفْس‌‍ٍ‌ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ يُ‍‍قْ‍‍بَلُ مِ‍‌‍نْ‍‍هَا‌ عَ‍‍دْلٌ‌ ‌وَلاَ‌ تَ‍‌‍ن‍‍فَعُهَا‌ شَفَاعَةٌ‌ ‌وَلاَ‌ هُمْ يُ‍‌‍ن‍‍صَ‍‍رُ‌ونَ
002-124 آ«وآ» اذكر آ«إذا ابتلىآ» اختبر آ«إبراهيمآ» وفي وَ‌إِ‌ذْ‌ ‌ابْ‍‍تَلَ‍‍ى‌ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌‍رَبُّ‍‍هُ بِكَلِم‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ فَأَتَ‍‍مَّ‍‍هُ‍‍نَّ ۖ قَ‍‍الَ ‌إِنِّ‍‍ي جَاعِلُكَ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌إِمَاما‌‌ ًۖ قَ‍‍الَ ‌وَمِ‍‌‍نْ ‌ذُ‌رِّيَّتِي ۖ قَ‍‍الَ لاَ‌ يَن‍‍َ‍الُ عَهْدِي ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
002-125 آ«وإذ جعلنا البيتآ» الكعبة آ«مثابة للناسآ» مرجعا يثبون إليه من كل جانب آ«وأمناآ» مأمنا لهم من الظلم والإغارات الواقعة في غيره، كان الرجل يلقى قاتل أبيه فيه فلا يهيجه آ«واتخذواآ» أيها الناس آ«من مقام إبراهيمآ» هو الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت آ«مصلىآ» مكان صلاة بأن تصلوا خلفه ركعتي الطواف، وفي قراءة بفتح الخاء خبر آ«وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيلآ» أمرناهما آ«أنآ» أي بأن آ«طهِّرا بيتيآ» من الأوثان آ«للطائفين والعاكفينآ» المقيمين فيه آ«والركع السجودآ» جمع راكع وساجد المصلين. وَ‌إِ‌ذْ‌ جَعَلْنَا‌ ‌الْبَ‍‍يْ‍‍تَ مَثَابَة ً‌ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَ‌أَمْنا‌ ً‌ ‌وَ‌اتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ مَ‍‍قَ‍‍امِ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ مُ‍‍صَ‍‍لّى‌ ًۖ ‌وَعَهِ‍‍دْنَ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌وَ‌إِسْمَاع‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌أَ‌نْ طَ‍‍هِّ‍رَ‌ا‌ بَيْتِيَ لِل‍‍طَّ‍‍ائِف‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌الْعَاكِف‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌ال‍‍رُّكَّعِ ‌ال‍‍سُّجُو‌دِ
002-126 آ«وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذاآ» المكان آ«بلدا آمناآ» ذا أمن وقد أجاب الله دعاءه فجعله حرما لا يسفك فيه دم إنسان ولا يظلم فيه أحد ولا يصاد صيده ولا يختلي خلاه وَ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌‍رَبِّ ‌اجْ‍‍عَلْ هَذَ‌ا‌ بَلَد‌ا‌‌ ً‌ ‌آمِنا‌ ً‌ ‌وَ‌ا‌رْ‌زُ‍قْ ‌أَهْلَ‍‍هُ مِنَ ‌ال‍‍ثَّمَ‍رَ‍‌اتِ مَ‍‌‍نْ ‌آمَنَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ۖ قَ‍‍الَ ‌وَمَ‍‌‍نْ كَفَ‍رَ‌ فَأُمَتِّعُ‍‍هُ قَ‍‍لِيلا‌‌ ً‌ ثُ‍‍مَّ ‌أَ‍ضْ‍‍طَ‍‍رُّهُ~ُ ‌إِلَى‌ عَذ‍َ‍‌ابِ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ ‌وَبِئْسَ ‌الْمَ‍‍صِ‍‍يرُ
002-127 آ«وآ» اذكر آ«إذ يرفع إبراهيم القواعدآ» الأسس أو الجدر آ«من البيتآ» يبنيه متعلق بيرفع آ«وإسماعيلآ» عطف على إبراهيم يقولان آ«ربنا تقبل مناآ» بناءنا آ«إنك أنت السميعآ» للقول آ«العليمآ» بالفعل. وَ‌إِ‌ذْ‌ يَرْفَعُ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌الْ‍‍قَ‍‍وَ‌اعِدَ‌ مِنَ ‌الْبَ‍‍يْ‍‍تِ ‌وَ‌إِسْمَاع‍‍ِ‍ي‍‍لُ ‌‍رَبَّنَا‌ تَ‍‍قَ‍‍بَّلْ مِ‍‍نَّ‍‍اۖ ‌إِنَّ‍‍كَ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌ال‍‍سَّم‍‍ِ‍ي‍‍عُ ‌الْعَلِيمُ
002-128 آ«ربنا واجعلنا مسلمَيْنآ» منقادين آ«لك وآ» اجعل آ«من ذرِّيتناآ» أولادنا آ«أمةآ» جماعة آ«مسلمة لكآ» ومن للتبعيض وأتى به لتقدم قوله لا ينال عهدي الظالمين آ«وأرناآ» علِّمنا آ«مناسكناآ» شرائع عبادتنا أو حجنا آ«وتب علينا إنك أنت التواب الرحيمآ» سألاه التوبة مع عصمتهما تواضعا وتعليما لذريتهما. رَبَّنَا‌ ‌وَ‌اجْ‍‍عَلْنَا‌ مُسْلِمَ‍‍يْ‍‍نِ لَكَ ‌وَمِ‍‌‍نْ ‌ذُ‌رِّيَّتِنَ‍‍ا‌ ‌أُمَّ‍‍ة ً‌ مُسْلِمَة ً‌ لَكَ ‌وَ‌أَ‌رِنَا‌ مَنَاسِكَنَا‌ ‌وَتُ‍‍بْ عَلَيْنَ‍‍اۖ ‌إِنَّ‍‍كَ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌ال‍‍تَّوّ‍َ‍‌ابُ ‌ال‍رَّحِيمُ
002-129 آ«ربنا وابعث فيهمآ» أي أهل البيت آ«رسولا منهمآ» من أنفسهم وقد أجاب الله دعاءه بمحمد آ«يتلو عليهم آياتكآ» القرآن آ«ويعلمهم الكتابآ» القرآن آ«والحكمةآ» أي ما فيه من الأحكام رَبَّنَا‌ ‌وَ‌ابْ‍‍عَثْ فِيهِمْ ‌‍رَسُولا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ يَتْلُو‌ عَلَيْهِمْ ‌آيَاتِكَ ‌وَيُعَلِّمُهُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌وَ‌الْحِكْمَةَ ‌وَيُزَكِّيهِمْ ۚ ‌إِنَّ‍‍كَ ‌أَ‌نْ‍‍تَ ‌الْعَز‍ِ‍ي‍‍زُ‌ ‌الْحَكِيمُ
002-130 آ«ومنآ» أي لا آ«يرغب عن ملة إبراهيمآ» فيتركها آ«إلا من سفه نفسهآ» جهل أنها مخلوقة لله يجب عليها عبادته أو استخف بها وامتهنها آ«ولقد اصطفيناهآ» اخترناه آ«في الدنياآ» بالرسالة والخلة آ«وإنه في الآخرة لمن الصالحينآ» الذين لهم الدرجات العلى. وَمَ‍‌‍نْ يَرْ‍غَ‍‍بُ عَ‍‌‍نْ مِلَّةِ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌إِلاَّ‌ مَ‍‌‍نْ سَفِهَ نَفْسَ‍‍هُ ۚ ‌وَلَ‍‍قَ‍‍دِ‌ ‌اصْ‍‍طَ‍‍فَيْن‍‍َ‍اهُ فِي ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ۖ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُ فِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ لَمِنَ ‌ال‍‍صَّ‍‍الِحِينَ
002-131 واذكر آ«إذ قال له ربه أسلمْآ» انقد لله وأخلص له دينك آ«قال أسلمت لرب العالمينآ». إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ لَ‍‍هُ ‌‍رَبُّهُ~ُ ‌أَسْلِمْ ۖ قَ‍‍الَ ‌أَسْلَمْتُ لِ‍رَبِّ ‌الْعَالَمِينَ
002-132 آ«ووصَّىآ» وفي قراءة أوصى آ«بهاآ» بالملة آ«إبراهيم بنيه ويعقوبآ» بنيه قال: آ«يا بني إن الله اصطفى لكم الدينآ» دين الإسلام آ«فلا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمونآ» نهى عن ترك الإسلام وأمر بالثبات عليه إلى مصادفة الموت. وَ‌وَ‍صَّ‍‍ى‌ بِهَ‍‍ا‌ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مُ بَن‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌وَيَعْ‍‍قُ‍‍وبُ يَا‌ بَنِيَّ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ‌اصْ‍‍طَ‍‍فَى‌ لَكُمُ ‌ال‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍نَ فَلاَ‌ تَمُوتُ‍‍نَّ ‌إِلاَّ‌ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ مُسْلِمُونَ
002-133 ولما قال اليهود للنبي ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية نزل: آ«أم كنتم شهداءآ» حضورا آ«إذ حضر يعقوب الموتُ إذآ» بدل من إذ قبله آ«قال لبنيه ما تعبدون من بعديآ» بعد موتي آ«قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاقآ» جد إسماعيل من الآباء تغليب ولأن العم بمنزلة الأب آ«إلها واحداآ» بدل من إلهك آ«ونحن له مسلمونآ» وأم بمعنى همزة الإنكار أي لم تحضروه وقت موته فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به. أَمْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ شُهَد‍َ‍‌ا‌ءَ‌ ‌إِ‌ذْ‌ حَ‍‍ضَ‍رَ‌ يَعْ‍‍قُ‍‍وبَ ‌الْمَ‍‍وْتُ ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ لِبَن‍‍ِ‍ي‍‍هِ مَا‌ تَعْبُد‍ُ‍‌ونَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِي قَ‍‍الُو‌ا‌ نَعْبُدُ‌ ‌إِلَهَكَ ‌وَ‌إِلَهَ ‌آب‍‍َ‍ائِكَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌وَ‌إِسْمَاع‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌وَ‌إِسْح‍‍َ‍اقَ ‌إِلَها‌ ً‌ ‌وَ‌احِد‌ا‌ ً‌ ‌وَنَحْنُ لَ‍‍هُ مُسْلِمُونَ
002-134 آ«تلكآ» مبتدأ والإشارة إلى إبراهيم ويعقوب وبينهما وأُنِّث لتأنيث خبره آ«أمة قد خلتآ» سلفت آ«لها ما كسبتآ» من العمل أي جزاؤه استئناف آ«ولكمآ» الخطاب لليهود آ«ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعلمونآ» كما لا يسألون عن عملكم والجملة تأكيد لما قبلها. تِلْكَ ‌أُمَّ‍‍ة‌‍ٌقَ‍‍دْ‌ خَ‍‍لَتْ ۖ لَهَا‌ مَا‌ كَسَبَتْ ‌وَلَكُمْ مَا‌ كَسَ‍‍بْ‍‍تُمْ ۖ ‌وَلاَ‌ تُسْأَل‍‍ُ‍ونَ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
002-135 آ«وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدواآ» أو للتفضيل وقائل الأول يهود المدينة والثاني نصارى نجران آ«قلآ» لهم آ«بلآ» نتبع آ«ملة إبراهيم حنيفاآ» حال من إبراهيم مائلا عن الأديان كلها إلى الدين القيّم آ«وما كان من المشركينآ». وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ كُونُو‌ا‌ هُو‌د‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ نَ‍‍صَ‍‍ا‌‍رَ‌ى‌ تَهْتَدُ‌و‌اۗ قُ‍‍لْ بَلْ مِلَّةَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ حَنِيفا‌ ًۖ ‌وَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ مِنَ ‌الْمُشْ‍‍رِكِينَ
002-136 آ«قولواآ» خطاب للمؤمنين آ«آمنا بالله وما أنزل إليناآ» من القرآن آ«وما أنزل إلى إبراهيمآ» من الصحف العشر آ«وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباطآ» أولاده آ«وما أوتي موسىآ» من التوراة آ«وعيسىآ» من الإنجيل آ«وما أوتي النبيُّون من ربهمآ» من الكتب والآيات آ«لا نُفرِّق بين أحد منهمآ» فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كاليهود والنصارى آ«ونحن له مسلمونآ». قُ‍‍ولُ‍‍و‌ا‌ ‌آمَ‍‍نَّ‍‍ا‌ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ ‌إِلَيْنَا‌ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌وَ‌إِسْمَاع‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌وَ‌إِسْح‍‍َ‍اقَ ‌وَيَعْ‍‍قُ‍‍وبَ ‌وَ‌الأَسْب‍‍َ‍اطِ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وتِيَ مُوسَى‌ ‌وَعِيسَى‌ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وتِيَ ‌ال‍‍نَّ‍‍بِيّ‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّهِمْ لاَ‌ نُفَرِّ‍‍قُ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌أَحَد‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ‌وَنَحْنُ لَ‍‍هُ مُسْلِمُونَ
002-137 آ«فإن آمنواآ» أي اليهود والنصارى آ«بمثلآ» زائدة آ«ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولواآ» عن الإيمان به آ«فإنما هم في شقاقآ» خلاف معكم آ«فسيكفيكهم اللهآ» يا محمد شقاقهم آ«وهو السميعآ» لأقوالهم آ«العليمآ» بأحوالهم وقد كفاه إياهم بقتل فَإِ‌نْ ‌آمَنُو‌ا‌ بِمِثْلِ مَ‍‍ا‌ ‌آمَ‍‌‍ن‍‍تُمْ بِ‍‍هِ فَ‍‍قَ‍‍دِ‌ ‌اهْتَدَ‌و‌ا‌ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تَوَلَّوْ‌ا‌ فَإِنَّ‍‍مَا‌ هُمْ فِي شِ‍‍قَ‍‍اق‍ٍۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌ال‍‍سَّم‍‍ِ‍ي‍‍عُ ‌الْعَلِيمُ
002-138 آ«صِبْغَةَ اللهآ» مصدر مؤكد لآمنا ونصبه بفعل مقدر، أي صبغنا الله والمراد بها دينه الذي فطر الناس عليه لظهور أثره على صاحبه كالصبغ في الثوب آ«ومنآ» أي لا أحد آ«أحسن من الله صبغةآ» تمييز آ«ونحن له عابدونآ» قال اليهود للمسلمين نحن أهل الكتاب الأول وقبلتنا أقدم ولم تكن الأنبياء من العرب ولو كان محمد نبيا لكان منا فنزل. صِ‍‍بْ‍‍‍‍غَ‍‍ةَ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ ‌أَحْسَنُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ صِ‍‍بْ‍‍‍‍غَ‍‍ة ًۖ ‌وَنَحْنُ لَ‍‍هُ عَابِدُ‌ونَ
002-139 آ«قلآ» لهم آ«أتحاجونناآ» تخاصموننا آ«في اللهآ» أن اصطفى نبيا من العرب آ«وهو ربنا وربكمآ» فله أن يصطفي من عباده ما يشاء آ«ولنا أعمالناآ» نجازى بها آ«ولكم أعمالكمآ» تجازون بها فلا يبعد أن يكون في أعمالنا ما نستحق به الإكرام آ«ونحن له مخلصونآ» الدين والعمل دونكم فنحن أولى بالاصطفاء، والهمزة للإنكار والجمل الثلاث أحوال. قُ‍‍لْ ‌أَتُح‍‍َ‍اجُّونَنَا‌ فِي ‌اللَّهِ ‌وَهُوَ‌ ‌‍رَبُّنَا‌ ‌وَ‌‍رَبُّكُمْ ‌وَلَنَ‍‍ا‌ ‌أَعْمَالُنَا‌ ‌وَلَكُمْ ‌أَعْمَالُكُمْ ‌وَنَحْنُ لَ‍‍هُ مُ‍‍خْ‍‍لِ‍‍صُ‍‍ونَ
002-140 آ«أمآ» بل آ«تقولونآ» بالتاء والياء آ«إنَّ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قلآ» لهم آ«أأنتم أعلم أم اللهآ» أي الله أعلم وقد برأ منهما إبراهيم بقوله (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) والمذكورون معه تبع له آ«ومن أظم ممن كتمآ» أخفى عن الناس آ«شهادة عندهآ» كائنة آ«من اللهآ» أي لا أحد أظلم منه وهم اليهود كتموا شهادة أَمْ تَ‍‍قُ‍‍ول‍‍ُ‍ونَ ‌إِنَّ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ ‌وَ‌إِسْمَاع‍‍ِ‍ي‍‍لَ ‌وَ‌إِسْح‍‍َ‍اقَ ‌وَيَعْ‍‍قُ‍‍وبَ ‌وَ‌الأَسْب‍‍َ‍اطَ كَانُو‌ا‌ هُو‌د‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ نَ‍‍صَ‍‍ا‌‍رَ‌ى‌ ۗ قُ‍‍لْ ‌أَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ ‌أَعْلَمُ ‌أَمِ ‌اللَّ‍‍هُ ۗ ‌وَمَ‍‌‍نْ ‌أَ‍ظْ‍‍لَمُ مِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ كَتَمَ شَهَا‌دَةً عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌وَمَا‌ ‌اللَّهُ بِ‍‍غَ‍‍افِلٍ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَعْمَلُونَ
002-141 آ«تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملونآ» تقدم مثله. تِلْكَ ‌أُمَّ‍‍ة‌‍ٌقَ‍‍دْ‌ خَ‍‍لَتْ ۖ لَهَا‌ مَا‌ كَسَبَتْ ‌وَلَكُمْ مَا‌ كَسَ‍‍بْ‍‍تُمْ ۖ ‌وَلاَ‌ تُسْأَل‍‍ُ‍ونَ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَانُو‌ا‌ يَعْمَلُونَ
002-142 آ«سيقول السفهاءآ» الجهال آ«من الناسآ» اليهود والمشركين آ«ما ولاّهمآ» أي شيء، صرف النبي والمؤمنين آ«عن قبلتهم التي كانوا عليهاآ» على استقبالها في الصلاة وهي بيت المقدس، والإتيان بالسين الدالة على الاستقبال من الإخبار بالغيب آ«قل لله المشرق والمغربآ» أي الجهات كلها فيأمر بالتوجه إلى أي جهة شاء لا اعتراض عليه آ«يهدي من يشاءآ» هدايته آ«إلى صراطآ» طريق آ«مستقيمآ» دين الإسلام أي ومنهم أنتم دل على هذا. سَيَ‍قُ‍‍ولُ ‌ال‍‍سُّفَه‍‍َ‍ا‌ءُ‌ مِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ مَا‌ ‌وَلاَّهُمْ عَ‍‌‍نْ قِ‍‍بْ‍‍لَتِهِمُ ‌الَّتِي كَانُو‌ا‌ عَلَيْهَا‌ ۚ قُ‍‍لْ لِلَّهِ ‌الْمَشْ‍‍رِ‍‍قُ ‌وَ‌الْمَ‍‍غْ‍‍رِبُ ۚ يَهْدِي مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌إِلَى‌ صِ‍رَ‍‌اطٍ‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يمٍ
002-143 آ«وكذلكآ» كما هديناكم إليه آ«جعلناكمآ» يا أمة محمد آ«أمة وسطاآ» خيارا عدولا آ«لتكونوا شهداء على الناسآ» يوم القيامة أنَّ رسلهم بلَّغتهم آ«ويكون الرسول عليكم شهيداآ» أنه بلغكم آ«وما جعلناآ» صيرنا آ«القبلةآ» لك الآن الجهة آ«التي كنت عليهاآ» أولا وهي الكعبة وكان يصلى إليها فلما هاجر أمر باستقبال بيت المقدس تألُّفا لليهود فصلى إليه ستة أو سبعة عشر شهرا ثم حول آ«إلا لنعلمآ» علم ظهور آ«من يتبع الرسولآ» فيصدقه آ«ممن ينقلب على عقبيهآ» أي يرجع إلى الكفر شكا في الدين وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ ‌أُمَّ‍‍ة ً‌ ‌وَسَ‍‍ط‍‍ا‌ ً‌ لِتَكُونُو‌ا‌ شُهَد‍َ‍‌ا‌ءَ‌ عَلَى‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَيَك‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولُ عَلَيْكُمْ شَهِيد‌ا‌ ًۗ ‌وَمَا‌ جَعَلْنَا‌ ‌الْ‍‍قِ‍‍بْ‍‍لَةَ ‌الَّتِي كُ‍‌‍ن‍‍تَ عَلَيْهَ‍‍ا‌ ‌إِلاَّ‌ لِنَعْلَمَ مَ‍‌‍نْ يَتَّبِعُ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولَ مِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ يَ‍‌‍ن‍‍قَ‍‍لِبُ عَلَى‌ عَ‍‍قِ‍‍بَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ ‌وَ‌إِ‌نْ كَانَتْ لَكَبِي‍رَة‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ عَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هَدَ‌ى‌ ‌اللَّ‍‍هُ ۗ ‌وَمَا‌ ك‍‍َ‍انَ ‌اللَّ‍‍هُ لِيُ‍‍ضِ‍‍ي‍‍عَ ‌إِيمَانَكُمْ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ بِ‍ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لَ‍رَ‌ء‍ُ‍‌وف ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
002-144 آ«قدآ» للتحقيق آ«نرى تقلُّبآ» تصرف آ«وجهك فيآ» جهة آ«السماءآ» متطلعا إلى الوحي ومتشوقا للأمر باستقبال الكعبة وكان يود ذلك لأنها قبلة إبراهيم ولأنه دعى إلى إسلام العرب آ«فلنولينكآ» نحولنك آ«قبلة ترضاهاآ» تحبها آ«فولِّ وجهكآ» استقبل في الصلاة آ«شطرآ» نحو آ«المسجد الحرامآ» أي الكعبة آ«وحيثما كنتمآ» خطاب للأمة آ«فولُّوا وجوهكمآ» في الصلاة آ«شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنهآ» أي التولي إلى الكعبة آ«الحقآ» الثابت آ«من ربهمآ» لما في كتبهم من نعت النبي من أنه يتحول إليها آ«وما الله بغافل عما تعملونآ» بالتاء أيها المؤمنون من امتثال أمره وبالياء أي اليهود من إنكار أمر القبلة. قَ‍‍دْ‌ نَ‍رَ‌ى‌ تَ‍‍قَ‍‍لُّبَ ‌وَجْ‍‍هِكَ فِي ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ۖ فَلَنُوَلِّيَ‍‍نَّ‍‍كَ قِ‍‍بْ‍‍لَة‌ ً‌ تَرْ‍ضَ‍‍اهَا‌ ۚ فَوَلِّ ‌وَجْ‍‍هَكَ شَ‍‍طْ‍‍‍رَ‌الْمَسْجِدِ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ ۚ ‌وَحَ‍‍يْ‍‍ثُ مَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ فَوَلُّو‌ا‌ ‌وُجُوهَكُمْ شَ‍‍طْ‍‍‍رَهُ ۗ ‌وَ‌إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌الْكِت‍‍َ‍ابَ لَيَعْلَم‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ‍‍هُ ‌الْحَ‍‍قُّ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّهِمْ ۗ ‌وَمَا‌ ‌اللَّهُ بِ‍‍غَ‍‍افِلٍ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَعْمَلُونَ
002-145 آ«ولإنآ» لام قسم آ«أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آيةآ» وَلَئِ‍‌‍نْ ‌أَتَ‍‍يْ‍‍تَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وتُو‌ا‌الكِت‍‍َ‍ابَ بِكُلِّ ‌آيَةٍ‌ مَا‌ تَبِعُو‌اقِ‍‍بْ‍‍لَتَكَ ۚ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ‍‍تَ بِتَابِع‌‍ٍقِ‍‍بْ‍‍لَتَهُمْ ۚ ‌وَمَا‌ بَعْ‍‍ضُ‍‍هُمْ بِتَابِع‌‍ٍقِ‍‍بْ‍‍لَةَ بَعْ‍‍ضٍۚ ‌وَلَئِنِ ‌اتَّبَعْتَ ‌أَهْو‍َ‍‌ا‌ءَهُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَكَ مِنَ ‌الْعِلْمِ ۙ ‌إِنَّ‍‍كَ ‌إِ‌ذ‌ا‌ ً‌ لَمِنَ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
002-146 آ«الذين آتيناهم الكتاب يعرفونهآ» أي محمداً آ«كما يعرفون أبناءهمآ» بنعته في كتبهم قال ابن سلام: لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ومعرفتي لمحمد أشد آ«وإن فريقا منهم ليكتمون الحقآ» نعته آ«وهم يعلمونآ» هذا الذي أنت عليه. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آتَيْنَاهُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ يَعْ‍‍رِفُونَ‍‍هُ كَمَا‌ يَعْ‍‍رِف‍‍ُ‍ونَ ‌أَبْ‍‍ن‍‍َ‍ا‌ءَهُمْ ۖ ‌وَ‌إِنَّ فَ‍‍رِي‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ لَيَكْتُم‍‍ُ‍ونَ ‌الْحَ‍‍قَّ ‌وَهُمْ يَعْلَمُونَ
002-147 آ«الحقآ» كائنا آ«من ربك فلا تكوننَّ من الممترينآ» الشاكين فيه أي من هذا النوع فهو أبلغ من أن لا تمتر. الْحَ‍‍قُّ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكَ ۖ فَلاَ‌ تَكُونَ‍‍نَّ مِنَ ‌الْمُمْتَ‍‍رِينَ
002-148 آ«ولكلآ» من الأمم آ«وجهةآ» قبلة آ«هو موليهاآ» وجهه في صلاته وفي قراءة مُوَلاَّهَا آ«فاستبقوا الخيراتآ» بادروا إلى الطاعات وقبولها آ«أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاآ» يجعلكم يوم القيامة فيجازيكم بأعمالكم آ«إن الله على كل شيء قديرآ». وَلِكُلٍّ‌ ‌وِجْ‍‍هَةٌ هُوَ‌ مُوَلِّيهَا‌ ۖ فَاسْتَبِ‍‍قُ‍‍و‌ا‌الْ‍‍خَ‍‍يْ‍رَ‍‌اتِ ۚ ‌أَيْ‍‍نَ مَا‌ تَكُونُو‌ا‌ يَأْتِ بِكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ جَمِيعا‌‌ ًۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
002-149 آ«ومن حيث خرجتآ» لسفر آ«فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعلمونآ» بالياء والتاء تقدم مثله وكرره لبيان تساوي حكم السفر وَمِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ خَ‍رَجْ‍‍تَ فَوَلِّ ‌وَجْ‍‍هَكَ شَ‍‍طْ‍‍‍رَ‌الْمَسْجِدِ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ ۖ ‌وَ‌إِنَّ‍‍هُ لَلْحَ‍‍قُّ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكَ ۗ ‌وَمَا‌ ‌اللَّهُ بِ‍‍غَ‍‍افِلٍ عَ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَعْمَلُونَ
002-150 آ«ومن حيث خرجت فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرهآ» كرره للتأكيد آ«لئلا يكون للناسآ» اليهود أو المشركين آ«عليكم حجةآ» أي مجادلة في التولي إلى غيره أي لتنتفي مجادلتهم لكم من قول اليهود يجحد ديننا ويتبع قبلتنا وقول المشركين يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته آ«إلا الذين ظلموا منهمآ» بالعناد فإنهم يقولون ما تحول إليها إلا ميلا إلى دين آبائه والاستثناء متصل والمعنى: لا يكون لأحد عليكم كلام إلا كلام هؤلاء آ«فلا تخشوهمآ» تخافوا جدالهم في التولي إليها آ«واخشونيآ» بامتثال أمري آ«ولأتمآ» عطف علي لئلا يكون آ«نعمتي عليكمآ» بالهداية إلى معالم دينكم آ«ولعلكم تهتدونآ» إلى الحق. وَمِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ خَ‍رَجْ‍‍تَ فَوَلِّ ‌وَجْ‍‍هَكَ شَ‍‍طْ‍‍‍رَ‌الْمَسْجِدِ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ ۚ ‌وَحَ‍‍يْ‍‍ثُ مَا‌ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ فَوَلُّو‌ا‌ ‌وُجُوهَكُمْ شَ‍‍طْ‍‍‍رَهُ لِئَلاَّ‌ يَك‍‍ُ‍ونَ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ عَلَيْكُمْ حُجَّة‌‍ٌ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ فَلاَ‌ تَ‍‍خْ‍‍شَوْهُمْ ‌وَ‌اخْ‍‍شَوْنِي ‌وَلِأَتِ‍‍مَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ ‌وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُ‌ونَ
002-151 آ«كما أرسلناآ» متعلق بأتم أي إتماما كإتمامها بإرسالنا آ«فيكم رسولا منكمآ» محمد آ«يتلو عليكم آياتناآ» القرآن آ«ويزكيكمآ» يطهركم من الشرك آ«ويعلمكم الكتابآ» القرآن آ«والحكمةآ» ما فيه من الأحكام آ«ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمونآ». كَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌رْسَلْنَا‌ فِيكُمْ ‌‍رَسُولا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ يَتْلُو‌ عَلَيْكُمْ ‌آيَاتِنَا‌ ‌وَيُزَكِّيكُمْ ‌وَيُعَلِّمُكُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ ‌وَ‌الْحِكْمَةَ ‌وَيُعَلِّمُكُمْ مَا‌ لَمْ تَكُونُو‌ا‌ تَعْلَمُونَ
002-152 آ«فاذكرونيآ» بالصلاة والتسبيح ونحوه آ«أذكركمآ» قيل معناه أجازيكم وفي الحديث عن الله (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه) آ«واشكروا ليآ» نعمتي بالطاعة آ«ولا فَا‌ذْكُرُ‌ونِ‍‍ي ‌أَ‌ذْكُرْكُمْ ‌وَ‌اشْكُرُ‌و‌ا‌ لِي ‌وَلاَ‌ تَكْفُرُ‌ونِ
002-153 آ«يا أيها الذين آمنوا استعينواآ» على الآخرة آ«بالصبرآ» على الطاعة والبلاء آ«والصلاةآ» خصها بالذكر لتكررها وعظمها آ«إن الله مع الصابرينآ» بالعون. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌اسْتَعِينُو‌ا‌ بِ‍ال‍‍صَّ‍‍بْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةِ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ مَعَ ‌ال‍‍صَّ‍‍ابِ‍‍رِينَ
002-154 آ«ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل اللهآ» هم آ«أموات بلآ» هم آ«أحياءآ» أرواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت لحديث بذلك آ«ولكن لا تشعرونآ» تعلمون ما هم فيه. وَلاَ‌ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ لِمَ‍‌‍نْ يُ‍‍قْ‍‍تَلُ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَمْو‍َ‍‌ات‌‍ٌۚ بَلْ ‌أَحْي‍‍َ‍ا‌ء‌ٌ‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ لاَ‌ تَشْعُرُ‌ونَ
002-155 آ«ولنبلونكم بشيء من الخوفآ» للعدو آ«والجوعآ» القحط آ«ونقص من الأموالآ» بالهلاك آ«والأنفسآ» بالقتل والموت والأمراض آ«والثمراتآ» بالحوائج أي لنختبرنكم فننظر أتصبرون أم لا آ«وبشر الصابرينآ» على البلاء بالجنة. وَلَنَ‍‍بْ‍‍لُوَنَّ‍‍كُمْ بِشَ‍‍يْء‌ٍ‌ مِنَ ‌الْ‍‍خَ‍‍وْفِ ‌وَ‌الْج‍‍ُ‍وعِ ‌وَنَ‍‍قْ‍‍‍‍صٍ‌ مِنَ ‌الأَمْو‌الِ ‌وَ‌الأَ‌ن‍‍فُسِ ‌وَ‌ال‍‍ثَّمَ‍رَ‍‌اتِ ۗ ‌وَبَشِّرِ‌ ‌ال‍‍صَّ‍‍ابِ‍‍رِينَ
002-156 هم آ«الذين إذا أصابتهم مصيبةآ» بلاء آ«قالوا إنا للهآ» ملكا وعبيدا يفعل بنا ما يشاء آ«وإنا إليه راجعونآ» في الآخرة فيجازينا وفي الحديث (من استرجع عند المصيبة أجره الله فيها وأخلف الله عليه خيرا) وفيه أن مصباح النبي صلى الله عليه وسلم طفئ فاسترجع فقالت عائشة: إنما هذا مصباح فقال: (كل ما أساء المؤمن فهو مصيبة) رواه أبو داود في مراسيله. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَ‍صَ‍‍ابَتْهُمْ مُ‍‍صِ‍‍يبَة‌‍ٌقَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍ا‌ لِلَّهِ ‌وَ‌إِنَّ‍‍ا‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌‍رَ‌اجِعُونَ
002-157 آ«أولئك عليهم صلواتآ» مغفرة آ«من ربهم ورحمةآ» نعمة آ«وأولئك هم المهتدونآ» إلى الصواب. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ عَلَيْهِمْ صَ‍‍لَو‍َ‍‌اتٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّهِمْ ‌وَ‌‍رَحْمَةٌۖ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْمُهْتَدُ‌ونَ
002-158 (إن الصفا والمروة) جبلان بمكة (من شعائر الله) إِنَّ ‌ال‍‍صَّ‍‍فَا‌ ‌وَ‌الْمَرْ‌وَةَ مِ‍‌‍نْ شَع‍‍َ‍ائِرِ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ فَمَ‍‌‍نْ حَجَّ ‌الْبَ‍‍يْ‍‍تَ ‌أَ‌وْ‌ ‌اعْتَمَ‍رَ‌ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌أَ‌نْ يَ‍‍طَّ‍‍وَّفَ بِهِمَا‌ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ تَ‍‍طَ‍‍وَّعَ خَ‍‍يْر‌ا‌‌ ً‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ شَاكِرٌ‌ عَلِيمٌ
002-159 ونزل في اليهود: آ«إن الذين يكتمونآ» الناس آ«ما أنزلنا من البينات والهدىآ» كآية الرجم ونعت محمد آ«من بعد ما بيَّناه للناس في الكتابآ» التوراة آ«أولئك يلعنهم اللهآ» يبعدهم من رحمته آ«ويلعنهم اللاعنونآ» الملائكة والمؤمنون أو كل شيء بالدعاء عليهم باللعنة. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَكْتُم‍‍ُ‍ونَ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلْنَا‌ مِنَ ‌الْبَيِّن‍‍َ‍اتِ ‌وَ‌الْهُدَ‌ى‌ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ بَيَّ‍‍نّ‍‍َ‍اهُ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ فِي ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ۙ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ يَلْعَنُهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌وَيَلْعَنُهُمُ ‌ال‍‍لاَّعِنُونَ
002-160 آ«إلا الذين تابواآ» رجعوا عن ذلك آ«وأصلحواآ» عملهم آ«وبيَّنواآ» ما كتموا إِلاَّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ تَابُو‌ا‌ ‌وَ‌أَ‍صْ‍‍لَحُو‌ا‌ ‌وَبَيَّنُو‌ا‌ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَت‍‍ُ‍وبُ عَلَيْهِمْ ۚ ‌وَ‌أَنَا‌ ‌ال‍‍تَّوّ‍َ‍‌ابُ ‌ال‍رَّحِيمُ
002-161 آ«إن الذين كفروا وماتوا وهم كفارآ» حال آ«أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعينآ» أي هم مستحقون ذلك في الدنيا والآخرة. والناس قيل: عام. وقيل: المؤمنون. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌وَمَاتُو‌ا‌ ‌وَهُمْ كُفّ‍‍َ‍ا‌رٌ‌ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْمَلاَئِكَةِ ‌وَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌أَجْ‍‍مَعِينَ
002-162 آ«خالدين فيهاآ» أي اللعنة والنار المدلول بها عليها آ«لا يخفف عنهم العذابآ» طرفة عين آ«ولا هم ينظرونآ» يمهلون لتوبة أو معذرة. خَ‍‍الِد‍ِ‍ي‍‍نَ فِيهَا‌ ۖ لاَ‌ يُ‍‍خَ‍‍فَّفُ عَ‍‌‍نْ‍‍هُمُ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابُ ‌وَلاَ‌ هُمْ يُ‍‌‍ن‍‍ظَ‍‍رُ‌ونَ
002-163 ونزل لما قالوا صف لنا ربك: آ«وإلهكمآ» المستحق للعبادة منكم آ«إِلهٌ واحدآ» لا نظير له في ذاته ولا في صفاته آ«لا إلهَ إلا هوآ» هو آ«الرحمن الرحيمآ» وطلبوا آيه على ذلك فنزل. وَ‌إِلَهُكُمْ ‌إِلَهٌ‌ ‌وَ‌احِد‌ٌۖ لاَ‌ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ‌ال‍رَّحْمَنُ ‌ال‍رَّحِيمُ
002-164 إن في خلق السماوات والأرضآ» وما فيهما من العجائب آ«واختلاف الليل والنهارآ» بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان آ«والفلكآ» السفن آ«التي تجري في البحرآ» ولا ترسب موقرة آ«بما ينفع الناسآ» من التجارات والحمل آ«وما أنزل الله من السماء من ماءآ» مطر آ«فأحيا به الأرضآ» بالنبات آ«بعد موتهاآ» يبسها آ«وبثآ» فرق ونشربه آ«فيها من كل دابةآ» لأنهم ينمون بالخصب الكائن عنه آ«وتصريف الرياحآ» تقليبها جنوبا وشمالا حارة وباردة آ«والسحابآ» الغيم آ«المسخَّرآ» المذلَّل بأمر الله تعالى يسير إلى حيث شاء الله آ«بين السماء إِنَّ فِي خَ‍‍لْ‍‍قِ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ ‌وَ‌اخْ‍‍تِلاَفِ ‌ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لِ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍ه‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌الْفُلْكِ ‌الَّتِي تَ‍‍جْ‍‍رِي فِي ‌الْبَحْ‍‍ر‍ِ‍‌ بِمَا‌ يَ‍‌‍ن‍‍فَعُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ مِنَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ مِ‍‌‍نْ م‍‍َ‍ا‌ء‌‌ٍ‌ فَأَحْيَا‌ بِهِ ‌الأَ‌رْ‍ضَ بَعْدَ‌ مَوْتِهَا‌ ‌وَبَثَّ فِيهَا‌ مِ‍‌‍نْ كُلِّ ‌د‍َ‍‌ابَّةٍ‌ ‌وَتَ‍‍صْ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍فِ ‌ال‍‍رِّي‍‍َ‍احِ ‌وَ‌ال‍‍سَّح‍‍َ‍ابِ ‌الْمُسَ‍‍خَّ‍‍ر‍ِ‍‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ال‍‍سَّم‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضِ لَآي‍‍َ‍ات‍ٍ‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
002-165 آ«ومن الناس من يتخذ من دون اللهآ» أي غيره آ«أنداداآ» أصناما آ«يحبونهمآ» بالتعظيم والخضوع آ«كحب اللهآ» أي كحبهم له آ«والذين آمنوا أشد حبا للهآ» من حبهم للأنداد لأنهم لا يعدلون عنه بحال ما، والكفار يعدلون في الشدة إلى الله آ«ولو يرىآ» تبصر يا محمد آ«الذين ظلمواآ» باتخاذ الأنداد آ«إذ يرونآ» بالبناء للفاعل والمفعول به يبصرون آ«العذابآ» لرأيت أمرا عظيما وإذا بمعني إذا آ«أنآ» أي لأن آ«القوةآ» القدرة والغلبة آ«لله جميعاآ» حال آ«وأن الله شديد العذابآ» وفي قراءة ترى والفاعل ضمير السامع، وقيل الذين ظلموا وهي بمعني يعلم وأن وما بعدها سدت مسد المفعولين وجواب لو محذوف والمعنى لو علموا في الدنيا شدة عذاب الله وأن القدرة لله وحده وقت معاينتهم له وهو يوم القيامة لما اتخذوا من دونه أندادا. وَمِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ مَ‍‌‍نْ يَتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌ مِ‍‌‍نْ ‌د‍ُ‍‌ونِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أَ‌ن‍‍دَ‌ا‌د‌ا‌ ً‌ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُ‍‍و‌ا‌ ‌أَشَدُّ‌ حُبّا‌ ًلِلَّهِ ۗ ‌وَلَوْ‌ يَ‍رَ‌ى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ظَ‍‍لَمُ‍‍و‌ا‌ ‌إِ‌ذْ‌ يَ‍رَ‌وْنَ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابَ ‌أَنَّ ‌الْ‍‍قُ‍‍وَّةَ لِلَّهِ جَمِيعا‌ ً‌ ‌وَ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ شَد‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌الْعَذَ‌ابِ
002-166 آ«إذآ» بدل من إذ قبله آ«تبرَّأ الذين اتُبعواآ» أي الرؤساء آ«من الذين اتَّبعواآ» أي أنكروا إضلالهم آ«وآ» قد آ«رأوا العذاب وتقطعتآ» عطف تبرأ آ«بهمآ» عنهم آ«الأسبابآ» الوصل التي كانت بينهم في الدنيا من الأرحام والمودة. إِ‌ذْ‌ تَبَ‍رَّ‌أَ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتُّبِعُو‌ا‌ مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتَّبَعُو‌ا‌ ‌وَ‌‍رَ‌أَ‌وْ‌ا‌ ‌الْعَذ‍َ‍‌ابَ ‌وَتَ‍‍قَ‍‍طَّ‍‍عَتْ بِهِمُ ‌الأَسْ‍‍ب‍‍ابُ
002-167 آ«وقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرَّةآ» رجعة إلى وَ‍قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتَّبَعُو‌ا‌ لَوْ‌ ‌أَنَّ لَنَا‌ كَ‍رَّة‌ ً‌ فَنَتَبَ‍رَّ‌أَ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ كَمَا‌ تَبَ‍رَّ‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ مِ‍‍نَّ‍‍ا‌ ۗ كَذَلِكَ يُ‍‍رِيهِمُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَعْمَالَهُمْ حَسَ‍رَ‍‌اتٍ عَلَيْهِمْ ۖ ‌وَمَا‌ هُمْ بِ‍‍خَ‍‍ا‌رِج‍‍ِ‍ي‍‍نَ مِنَ ‌ال‍‍نَّ‍‍ا‌رِ
002-168 ونزل فيمن حرَّم السوائب ونحوها: آ«يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاآ» حال آ«طيباآ» صفة مؤكدة أي مستلذاً آ«ولا تتبعوا خطواتآ» طرق آ«الشيطانآ» أي تزيينه آ«إنه لكم عدو مبينآ» بَيِّنُ العداوة. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ كُلُو‌ا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ حَلالا‌‌ ًطَ‍‍يِّبا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ تَتَّبِعُو‌اخُ‍‍طُ‍‍و‍َ‍‌اتِ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انِ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ لَكُمْ عَدُ‌وّ‌ٌ‌ مُ‍‍بِ‍‍ين
002-169 آ«إنما يأمركم بالسوءآ» الإثم آ«والفحشاءآ» القبيح شرعا آ«وأن تقولوا على الله ما لا تعلمونآ» من تحريم ما لم يحرم وغيره. إِنَّ‍‍مَا‌ يَأْمُرُكُمْ بِ‍ال‍‍سّ‍‍ُ‍و‌ءِ‌ ‌وَ‌الْفَحْش‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَ‌أَ‌نْ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌ا‌ عَلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ مَا‌ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
002-170 آ«وإذا قيل لهمآ» أي الكفار آ«اتبعوا ما أنزل اللهآ» من التوحيد وتحليل الطيبات آ«قالواآ» لا آ«بل نتبع ما ألفيناآ» وجدنا آ«عليه آباءناآ» من عبادة الأصنام وتحريم السوائب والبحائر قال تعالى: آ«أآ» يتبعونهم آ«وَلو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاآ» من أمر الدين آ«ولا يهتدونآ» إلى الحق والهمزةُ للإنكار. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُمْ ‌اتَّبِعُو‌ا‌ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ قَ‍‍الُو‌ا‌ بَلْ نَتَّبِعُ مَ‍‍ا‌ ‌أَلْفَيْنَا‌ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌آب‍‍َ‍ا‌ءَنَ‍‍اۗ ‌أَ‌وَلَوْ‌ ك‍‍َ‍انَ ‌آب‍‍َ‍ا‌ؤُهُمْ لاَ‌ يَعْ‍‍قِ‍‍ل‍‍ُ‍ونَ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ يَهْتَدُ‌ونَ
002-171 آ«ومثلآ» صفة آ«الذين كفرواآ» ومن يدعوهم إلى الهدي آ«كمثل الذي ينعقآ» يصوت آ«بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءًآ» أي صوتا ولا يفهم معناه أي في سماع الموعظة وعدم تدبرها كالبهائم تسمع صوت راعيها ولا وَمَثَلُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ كَمَثَلِ ‌الَّذِي يَ‍‌‍نْ‍‍عِ‍‍قُ بِمَا‌ لاَ‌ يَسْمَعُ ‌إِلاَّ‌ ‌دُع‍‍َ‍ا‌ء‌ ً‌ ‌وَنِد‍َ‍‌ا‌ء‌‌ ًۚ صُ‍‍مّ‌‍‌‍ٌ‌ بُكْمٌ عُمْي‌‍ٌ‌ فَهُمْ لاَ‌ يَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
002-172 آ«يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيِّباتآ» حلالات آ«ما رزقناكم واشكروا للهآ» على ما أحل لكم آ«إن كنتم إياه تعبدونآ». يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ كُلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ طَ‍‍يِّب‍‍َ‍اتِ مَا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قْ‍‍نَاكُمْ ‌وَ‌اشْكُرُ‌و‌الِلَّهِ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ ‌إِيّ‍‍َ‍اهُ تَعْبُدُ‌ونَ
002-173 آ«إنما حرم عليكم الميتةآ» أي أكلها إذا الكلام فيه وكذا ما بعدها وهي ما لم يذك شرعا، وألحق بها بالسنة ما أبين من حيِّ وخُص منها السمك والجراد آ«والدمآ» أي المسفوح كما في الأنعام آ«ولحم الخنزيرآ» خص اللحم لأنه معظم المقصود وغيره تبع له آ«وما أهل به لغير اللهآ» أي ذبح على اسم غيره والإهلال رفع الصوت وكانوا يرفعونه عند الذبح لآلهتهم آ«فمن اضطرآ» أي ألجأته الضرورة إلى أكل شيء مما ذكر فأكله آ«غير باغآ» خارج على المسلمين آ«ولا عادآ» متعد عليهم بقطع الطريق آ«فلا إثم عليهآ» في أكله آ«إن الله غفورآ» لأوليائه آ«رحيمآ» بأهل طاعته حيث وسع لهم في ذلك وخرج الباغي والعادي ويلحق بهما كل عاص بسفره كالآبق والماكس فلا يحل لهم أكل شيء من ذلك ما لم يتوبوا وعليه الشافعي. إِنَّ‍‍مَا‌ حَ‍رَّمَ عَلَيْكُمُ ‌الْمَيْتَةَ ‌وَ‌ال‍‍دَّمَ ‌وَلَحْمَ ‌الْ‍‍خِ‍‍‌‍ن‍‍ز‍ِ‍ي‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أُهِلَّ بِ‍‍هِ لِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ فَمَنِ ‌اضْ‍‍طُ‍رَّغَ‍‍يْ‍رَ‌ ب‍‍َ‍اغٍ‌ ‌وَلاَ‌ ع‍‍َ‍ا‌د‌‌ٍ‌ فَلاَ‌ ‌إِثْمَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
002-174 آ«إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتابآ» المشتمل على نعت محمد صلى الله عليه وسلم وهم اليهود آ«ويشترون به ثمنا قليلاآ» من الدنيا يأخذونه بدله من سفلتهم فلا يظهرونه خوف فوته عليهم آ«أولئك ما إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَكْتُم‍‍ُ‍ونَ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ ‌اللَّ‍‍هُ مِنَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌وَيَشْتَر‍ُ‍‌ونَ بِ‍‍هِ ثَمَنا‌‌ ًقَ‍‍لِيلاً‌ ۙ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ مَا‌ يَأْكُل‍‍ُ‍ونَ فِي بُ‍‍طُ‍‍ونِهِمْ ‌إِلاَّ‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌‍رَ‌ ‌وَلاَ‌ يُكَلِّمُهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ يَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ ‌وَلاَ‌ يُزَكِّيهِمْ ‌وَلَهُمْ عَذ‍َ‍‌ابٌ ‌أَلِيمٌ
002-175 آ«أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدىآ» آخذوها بدله في الدنيا آ«والعذاب بالمغفرةآ» المعدة لهم في الآخرة لو لم يكتموا آ«فما أصبرهم على النارآ» أي ما أشد صبرهم وهو تعجب للمؤمنين من ارتكابهم موجباتها من غير مبالاة وإلا فأيُّ صبر لهم. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اشْتَ‍رَ‌وْ‌ا‌ ‌ال‍‍ضَّ‍‍لاَلَةَ بِ‍الْهُدَ‌ى‌ ‌وَ‌الْعَذ‍َ‍‌ابَ بِ‍الْمَ‍‍غْ‍‍فِ‍رَةِ ۚ فَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‍صْ‍‍بَ‍رَهُمْ عَلَى‌ ‌ال‍‍نَّ‍‍ا‌رِ
002-176 آ«ذلكآ» الذي ذكر من أكلهم النار وما بعده آ«بأنآ» بسبب أن آ«الله نزَّل الكتاب بالحقآ» متعلق بنزل فاختلفوا فيه حيث آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه بكتمه آ«وإن الذين اختلفوا في الكتابآ» بذلك وهم اليهود وقيل المشركون في القرآن حيث قال بعضهم شعر وبعضهم سحر وبعضهم كهانة آ«لفي شقاقآ» خلاف آ«بعيدآ» عن الحق. ذَلِكَ بِأَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ نَزَّلَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۗ ‌وَ‌إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اخْ‍‍تَلَفُو‌ا‌ فِي ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ لَفِي شِ‍‍قَ‍‍اق‍ ٍ‌ بَعِيدٍ
002-177 آ«ليس البر أن تولوا وجوهكمآ» في الصلاة آ«قبل المشرق والمغربآ» نزل ردا على اليهود والنصارى حيث زعموا ذلك آ«ولكن البرَّآ» أي ذا البر وقرئ بفتح الباء أي البار آ«من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتابآ» أي الكتب آ«والنبيين و آتى المال علىآ» مع آ«حبهآ» له آ«ذوي القربىآ» القرابة آ«واليتامى والمساكين وابن السبيلآ» المسافر آ«والسائلينآ» الطالبين لَ‍‍يْ‍‍سَ ‌الْبِ‍‍ر‍ّ‍َ‌ ‌أَ‌نْ تُوَلُّو‌ا‌ ‌وُجُوهَكُمْ قِ‍‍بَلَ ‌الْمَشْ‍‍رِ‍‍قِ ‌وَ‌الْمَ‍‍غْ‍‍رِبِ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌الْبِ‍‍ر‍ّ‍َ‌ مَ‍‌‍نْ ‌آمَنَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ‌وَ‌الْمَلاَئِكَةِ ‌وَ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍بِيّ‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌آتَى‌ ‌الْم‍‍َ‍الَ عَلَى‌ حُبِّ‍‍هِ ‌ذَ‌وِي ‌الْ‍‍قُ‍‍رْبَى‌ ‌وَ‌الْيَتَامَى‌ ‌وَ‌الْمَسَاك‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌ابْ‍‍نَ ‌ال‍‍سَّب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌وَ‌ال‍‍سّ‍‍َ‍ائِل‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَفِي ‌ال‍‍رِّ‍‍قَ‍‍ابِ ‌وَ‌أَ‍قَ‍‍امَ ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَ‌آتَى‌ ‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ ‌وَ‌الْمُوف‍‍ُ‍ونَ بِعَهْدِهِمْ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ عَاهَدُ‌و‌اۖ ‌وَ‌ال‍‍صَّ‍‍ابِ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ فِي ‌الْبَأْس‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ‌وَ‌ال‍‍ضَّ‍‍رّ‍َ‍‌ا‌ءِ‌ ‌وَح‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌الْبَأْسِ ۗ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ صَ‍‍دَ‍قُ‍‍و‌اۖ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌الْمُتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
002-178 آ«يا أيها الذين منوا كُتبآ» فرض آ«عليكم القصاصآ» المماثلة آ«في القتلىآ» وصفا وفعلا آ«الحرآ» ولا يقتل بالعبد آ«والعبد بالعبد والأنثى بالأنثىآ» وبيَّنت السنة أن الذكر يقتل بها وأنه تعتبر المماثلة في الدين فلا يقتل مسلم ولو عبدا بكافر ولو حرا آ«فمن عفي لهآ» من القاتلين آ«منآ» دم آ«أخيهآ» المقتول آ«شيءآ» بأن ترك القصاص منه، وتنكيرُ شيء يفيد سقوط القصاص بالعفو عن بعضه ومن بعض الورثة وفي ذكر أخيه تعطُّف داع إلى العفو وإيذان بأن القتل لا يقطع أخوة الإيمان ومن مبتدأ شرطية أو موصولة والخبر آ«فاتِّباعآ» أي فعل العافي إتباع للقاتل آ«بالمعروفآ» بأن يطالبه بالدية بلا عنف، وترتيب الإتباع على العفو يفيد أن الواجب أحدهما وهو أحد قولي الشافعي والثاني الواجب القصاص والدية بدل عنه فلو عفا ولم يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ‌الْ‍‍قِ‍‍صَ‍‍اصُ فِي ‌الْ‍‍قَ‍‍تْلَى‌ ۖ ‌الْحُرُّ‌ بِ‍الْحُرِّ‌ ‌وَ‌الْعَ‍‍بْ‍‍دُ‌ بِ‍الْعَ‍‍بْ‍‍دِ‌ ‌وَ‌الأُ‌ن‍‍ثَى‌ بِ‍الأُ‌ن‍‍ثَى‌ ۚ فَمَ‍‌‍نْ عُفِيَ لَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‍خِ‍‍ي‍‍هِ شَ‍‍يْء‌‌ٌ‌ فَاتِّب‍‍َ‍اع‌‍ٌ‌ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ‌وَ‌أَ‌د‍َ‍‌ا‌ء‌‌ٌ‌ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ بِإِحْس‍‍َ‍ان‌‍ٍۗ ‌ذَلِكَ تَ‍‍خْ‍‍ف‍‍ِ‍ي‍‍فٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ‌وَ‌‍رَحْمَة‌‍ٌۗ فَمَنِ ‌اعْتَدَ‌ى‌ بَعْدَ‌ ‌ذَلِكَ فَلَ‍‍هُ عَذ‍َ‍‌ابٌ ‌أَلِيمٌ
002-179 آ«ولكم في القصاص حياةآ» أي بقاء عظيم آ«يا أولي الألبابآ» ذوي العقول لأن القاتل إذا علم أنه يُقتل ارتدع فأحيا نفسه ومن أراد قتله فشرع آ«لعلكم تتقونآ» القتل مخافة القود. وَلَكُمْ فِي ‌الْ‍‍قِ‍‍صَ‍‍اصِ حَي‍‍َ‍اةٌ‌ يَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وْلِي ‌الأَلْب‍‍َ‍ابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
002-180 آ«كتبآ» فرض آ«عليكم إذا حضر أحدكم الموتآ» أي أسبابه آ«إن ترك خيراآ» مالا آ«الوصيةآ» مرفوع بكتب ومتعلق بإذا إن كانت ظرفية ودال على جوابها إن كانت شرطية وجواب إن أي فليوص آ«للوالدين والأقربين بالمعروفآ» بالعدل بأن لا يزيد على الثلث ولا يفضل الغني آ«حقاآ» مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله آ«على المتقينآ» الله وهذا منسوخ بآية الميراث وبحديث: (لا وصية لوارث رواه الترمذي). كُتِبَ عَلَيْكُمْ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ حَ‍‍ضَ‍رَ‌ ‌أَحَدَكُمُ ‌الْمَ‍‍وْتُ ‌إِ‌نْ تَ‍رَكَ خَ‍‍يْر‌ا‌‌ ً‌الْوَ‍صِ‍‍يَّةُ لِلْوَ‌الِدَيْ‍‍نِ ‌وَ‌الأَ‍قْ‍‍‍رَب‍‍ِ‍ي‍‍نَ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۖ حَ‍‍قّ‍‍اً‌ عَلَى‌ ‌الْمُتَّ‍‍قِ‍‍ينَ
002-181 آ«فمن بدَّلهآ» أي الإيصاء من شاهد ووصي آ«بعد ما سمعهآ» علمه آ«فإنما إثمهآ» أي فَمَ‍‌‍نْ بَدَّلَ‍‍هُ بَعْدَمَا‌ سَمِعَ‍‍هُ فَإِنَّ‍‍مَ‍‍ا‌ ‌إِثْمُ‍‍هُ عَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُبَدِّلُونَهُ~ُ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ سَم‍‍ِ‍ي‍‍عٌ عَلِيمٌ
002-182 آ«فمن خاف من موصآ» مخففا ومثقلا آ«جنفاآ» ميلا عن الحق خطأ آ«أو إثماآ» بأن تعمَّد ذلك بالزيادة على الثلث أو تخصيص غني مثلا آ«فأصلح بينهمآ» بين الموصي والموصى له بالأمر بالعدل آ«فلا إثم عليهآ» في ذلك آ«إن الله غفور رحيمآ». فَمَ‍‌‍نْ خَ‍‍افَ مِ‍‌‍نْ م‍‍ُ‍و‍ص‌‍‌‍ٍ‌ جَنَفاً‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌إِثْما‌‌ ً‌ فَأَ‍صْ‍‍لَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ‌ ‌إِثْمَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
002-183 آ«يا أيها الذين أمنوا كُتبآ» فرض آ«عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكمآ» من الأمم آ«لعلكم تتقونآ» المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ‌ال‍‍صِّ‍‍ي‍‍َ‍امُ كَمَا‌ كُتِبَ عَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
002-184 آ«أيَّاماآ» نصب بالصيام أو يصوموا مقدرا آ«معدوداتآ» أي قلائل أو مؤقتات بعدد معلوم وهي رمضان كما سيأتي وقلَّله تسهيلا على المكلفين آ«فمن كان منكمآ» حين شهوده آ«مريضا أو على سفرآ» أي مسافرا سفر القصر وأجهده الصوم في الحالين فأفطر آ«فعدَّةآ» فعليه عدة ما أفطر آ«من أيام أخرآ» يصومها بدله آ«وعلى الذينآ» لا آ«يطيقونهآ» لكبر أو مرض لا يرجى برؤه آ«فديةآ» هي آ«طعام مسكينآ» أي قدر ما يأكله في يومه وهو مدٌ من غالب قوت البلد لكل يوم، وفي قراءة بإضافة فدية وهي للبيان وقيل لا غير مقدرة وكانوا مخيرين في صدر الإسلام بين الصوم والفدية ثم نسخ أَيَّاما‌ ً‌ مَعْدُ‌و‌د‍َ‍‌ات‌‍ٍۚ فَمَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ مَ‍‍رِي‍‍ض‍‍اً‌ ‌أَ‌وْ‌ عَلَى‌ سَفَر‌‌ٍ‌ فَعِدَّةٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَيّ‍‍َ‍امٍ ‌أُ‍خَ‍رَۚ ‌وَعَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‍طِ‍‍ي‍‍قُ‍‍ونَ‍‍هُ فِ‍‍دْيَة‌‍ٌطَ‍‍ع‍‍َ‍امُ مِسْك‍‍ِ‍ي‍‍ن‌‍ٍۖ فَمَ‍‌‍نْ تَ‍‍طَ‍‍وَّعَ خَ‍‍يْر‌ا‌‌ ً‌ فَهُوَ‌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لَ‍‍هُ ۚ ‌وَ‌أَ‌نْ تَ‍‍صُ‍‍ومُو‌اخَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لَكُمْ ۖ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَعْلَمُونَ
002-185 تلك الأيام آ«شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآنآ» من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر منه آ«هدىآ» حال هاديا من الضلالة آ«للناس وبيناتآ» آيات واضحات آ«من الهدىآ» بما يهدي إلى الحق من الأحكام آ«وآ» من آ«الفرقانآ» مما يفرق بين الحق والباطل آ«فمن شهدآ» حضر آ«منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخرآ» تقدم مثله وكرر لئلا يتوهم نسخه بتعميم من شهد آ«يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسرآ» ولذا أباح لكم الفطر في المرض والسفر ولكون ذلك في معنى العلة أيضا للأمر بالصوم عطف عليه آ«ولتكملواآ» بالتخفيف والتشديد آ«العدةآ» أي عدة صوم رمضان آ«ولتكبروا اللهآ» عند إكمالها آ«على ما هداكمآ» أرشدكم لمعالم دينه آ«ولعلكم تشكرونآ» الله على ذلك. شَهْرُ‌ ‌‍رَمَ‍‍ضَ‍‍انَ ‌الَّذِي ‌أُ‌ن‍‍زِلَ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌الْ‍‍قُ‍‍رْ‌آنُ هُ‍‍د‌ى‌ ً‌ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَبَيِّن‍‍َ‍اتٍ‌ مِنَ ‌الْهُدَ‌ى‌ ‌وَ‌الْفُرْ‍قَ‍‍انِ ۚ فَمَ‍‌‍نْ شَهِدَ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمُ ‌ال‍‍شَّهْ‍رَ‌ فَلْيَ‍‍صُ‍‍مْهُ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ مَ‍‍رِي‍‍ض‍‍اً‌ ‌أَ‌وْ‌ عَلَى‌ سَفَر‌‌ٍ‌ فَعِدَّةٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَيّ‍‍َ‍امٍ ‌أُ‍خَ‍رَۗ يُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌اللَّ‍‍هُ بِكُمُ ‌الْيُسْ‍رَ‌ ‌وَلاَ‌ يُ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍دُ‌ بِكُمُ ‌الْعُسْ‍رَ‌ ‌وَلِتُكْمِلُو‌ا‌الْعِدَّةَ ‌وَلِتُكَبِّرُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ عَلَى‌ مَا‌ هَدَ‌اكُمْ ‌وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُ‌ونَ
002-186 وسأل جماعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أقريب ربُّنا وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ سَأَلَكَ عِبَا‌دِي عَ‍‍نِّ‍‍ي فَإِنِّ‍‍ي قَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍بٌ ۖ ‌أُج‍‍ِ‍ي‍‍بُ ‌دَعْوَةَ ‌ال‍‍دّ‍َ‍‌اعِ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌دَع‍‍َ‍انِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُو‌ا‌ لِي ‌وَلْيُؤْمِنُو‌ا‌ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُ‌ونَ
002-187 آ«أُحلَّ لكم ليلة الصيام الرفثآ» بمعنى الإفضاء آ«إلى نسائكمآ» بالجماع، نزل نسخا لما كان في صدر الإسلام على تحريمه وتحريم الأكل والشرب بعد العشاء آ«هن لباس لكم وأنتم لباس لهنآ» كناية عن تعانقهما أو احتياج كل منهما إلى صاحبه آ«علم الله أنكم كنتم تختانونآ» تخونون آ«أنفسكمآ» بالجماع ليلة الصيام وقع ذلك لعمر وغيره واعتذروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم آ«فتاب عليكمآ» قبل توبتكم آ«وعفا عنكم فالآنآ» إذ أحل لكم آ«باشروهنآ» جامعوهن آ«وابتغواآ» اطلبوا آ«ما كتب الله لكمآ» أي أباحه من الجماع أو قدره من الولد آ«وكلوا واشربواآ» الليل كله آ«حتى يتبيَّنآ» يظهر آ«لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجرآ» أي الصادق بيان للخيط الأبيض وبيان الأسود محذوف أي من الليل شبه ما يبدو من البياض وما يمتد معه من الغبش بخيطين أبيض وأسود في الامتداد آ«ثم أتُّموا الصيامآ» من الفجر آ«إلى الليلآ» أي إلى دخوله بغروب الشمس آ«ولا أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ‌ال‍‍صِّ‍‍ي‍‍َ‍امِ ‌ال‍رَّفَثُ ‌إِلَى‌ نِس‍‍َ‍ائِكُمْ ۚ هُ‍‍نَّ لِب‍‍َ‍اس ٌ‌ لَكُمْ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ لِب‍‍َ‍اس ٌ‌ لَهُ‍‍نَّ ۗ عَلِمَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَنَّ‍‍كُمْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَ‍‍خْ‍‍تَان‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌ن‍‍فُسَكُمْ فَت‍‍َ‍ابَ عَلَيْكُمْ ‌وَعَفَا‌ عَ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ۖ فَالآنَ بَاشِرُ‌وهُ‍‍نَّ ‌وَ‌ابْ‍‍تَ‍‍غُ‍‍و‌ا‌ مَا‌ كَتَبَ ‌اللَّ‍‍هُ لَكُمْ ۚ ‌وَكُلُو‌ا‌ ‌وَ‌اشْ‍رَبُو‌ا‌ حَتَّى‌ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ‌الْ‍‍خَ‍‍يْ‍‍طُ ‌الأَبْ‍‍يَ‍‍ضُ مِنَ ‌الْ‍‍خَ‍‍يْ‍‍طِ ‌الأَسْوَ‌دِ‌ مِنَ ‌الْفَ‍‍جْ‍‍ر‍ِ‍‌ ۖ ثُ‍‍مَّ ‌أَتِ‍‍مُّ‍‍و‌ا‌ال‍‍صِّ‍‍ي‍‍َ‍امَ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لِ ۚ ‌وَلاَ‌ تُبَاشِرُ‌وهُ‍‍نَّ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ عَاكِف‍‍ُ‍ونَ فِي ‌الْمَسَاجِدِ‌ ۗ تِلْكَ حُد‍ُ‍‌و‌دُ‌ ‌اللَّ‍‍هِ فَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍رَبُوهَا‌ ۗ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌آيَاتِ‍‍هِ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّ‍‍قُ‍‍ونَ
002-188 آ«ولا تأكلوا أموالكم بينكمآ» أي يأكل بعضكم مال بعض آ«بالباطلآ» الحرام شرعا كالسرقة والغصب آ«وآ» لا آ«تُدلواآ» تلقوا آ«بهاآ» أي بحكومتها أو بالأموال رشوة آ«إلى الحكام لتأكلواآ» بالتحاكم آ«فريقاآ» طائفة آ«من أموال الناسآ» متلبسين آ«بالإثم وأنتم تعلمونآ» أنكم مبطلون. وَلاَ‌ تَأْكُلُ‍‍و‌ا‌ ‌أَمْوَ‌الَكُمْ بَيْنَكُمْ بِ‍الْبَاطِ‍‍لِ ‌وَتُ‍‍دْلُو‌ا‌ بِهَ‍‍ا‌ ‌إِلَى‌ ‌الْحُكّ‍‍َ‍امِ لِتَأْكُلُو‌ا‌ فَ‍‍رِي‍‍ق‍‍ا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَمْو‍َ‍‌الِ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ بِ‍الإِثْمِ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ تَعْلَمُونَ
002-189 آ«يسألونكآ» يا محمد آ«عن الأهلةآ» جمع هلال لمَ تبدو دقيقة ثم تزيد حتى تمتلئ نورا ثم تعود كما بدت ولا تكون على حالة واحدة كالشمس آ«قلآ» لهم آ«هي مواقيتآ» جمع ميقات آ«للناسآ» يعلمون بها أوقات زرعهم ومتاجرهم وعُدد نسائهم وصيامهم وإفطارهم آ«والحجآ» عطف على الناس أي يعلم بها وقته فلو استمرت على حالة لم يعرف ذلك آ«وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورهاآ» في الإحرام كغيره بأن تنقبوا فيها نقبا تدخلون منه وتخرجون وتتركوا الباب وكانوا يَسْأَلُونَكَ عَنِ ‌الأَهِلَّةِ ۖ قُ‍‍لْ هِيَ مَوَ‌اقِ‍‍ي‍‍تُ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَ‌الْحَجِّ ۗ ‌وَلَ‍‍يْ‍‍سَ ‌الْبِ‍‍ر‍ّ‍ُ‌ بِأَ‌نْ تَأْتُو‌ا‌الْبُي‍‍ُ‍وتَ مِ‍‌‍نْ ظُ‍‍هُو‌رِهَا‌ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌الْبِ‍‍ر‍ّ‍َ‌ مَنِ ‌اتَّ‍‍قَ‍‍ى‌ ۗ ‌وَ‌أْتُو‌ا‌الْبُي‍‍ُ‍وتَ مِ‍‌‍نْ ‌أَبْ‍‍وَ‌ابِهَا‌ ۚ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
002-190 ولما صُدَّ محمد صلى الله عليه وسلم عن البيت عام الحديبية وصالح الكفار على أن يعود العام القابل ويُخلوا له مكة ثلاثة أيام وتجهز لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي قريش ويقاتلوهم وكره المسلمون قتالهم في الحرم والإحرام والشهر الحرام نزل آ«وقاتلوا في سبيل اللهآ» أي لإعلاء دينه آ«الذين يقاتلونكمآ» الكفار آ«ولا تعتدواآ» عليهم بالابتداء بالقتال آ«إن الله لا يحب المعتدينآ» المتجاوزين ما حد لهم وهذا منسوخ بآية براءة أو بقوله. وَ‍قَ‍‍اتِلُو‌ا‌ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‍قَ‍‍اتِلُونَكُمْ ‌وَلاَ‌ تَعْتَدُ‌و‌اۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لاَ‌ يُحِبُّ ‌الْمُعْتَدِينَ
002-191 آ«واقتلوهم حيث ثقفتموهمآ» وجدتموهم آ«وأخرجوهم من حيث أخرجوكمآ» أي من مكة وقد فعل بهم ذلك عام الفتح آ«والفتنةآ» الشرك منهم آ«أشدآ» أعظم آ«من القتلآ» لهم في الحرم أو الإحرام والذي استعظمتموه آ«ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرامآ» أي في الحرم آ«حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكمآ» فيه آ«فاقتلوهمآ» فيه، وفي قراءة بلا ألف في الأفعال الثلاثة آ«كذلكآ» القتل والإخراج آ«جزاء الكافرينآ». وَ‌ا‍قْ‍‍تُلُوهُمْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ ثَ‍‍قِ‍‍فْتُمُوهُمْ ‌وَ‌أَ‍خْ‍‍رِجُوهُمْ مِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ ‌أَ‍خْ‍رَجُوكُمْ ۚ ‌وَ‌الْفِتْنَةُ ‌أَشَدُّ‌ مِنَ ‌الْ‍‍قَ‍‍تْلِ ۚ ‌وَلاَ‌ تُ‍‍قَ‍‍اتِلُوهُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌الْمَسْجِدِ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ حَتَّى‌ يُ‍‍قَ‍‍اتِلُوكُمْ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۖ فَإِ‌نْ قَ‍‍اتَلُوكُمْ فَا‍قْ‍‍تُلُوهُمْ ۗ كَذَلِكَ جَز‍َ‍‌ا‌ءُ‌ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
002-192 آ«فإن انتهواآ» عن الكفر وأسلموا آ«فإن الله غفورآ» لهم آ«رحيمآ» بهم. فَإِنِ ‌ان‍‍تَهَوْ‌ا‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
002-193 آ«وقاتلوهم حتى لا تكونآ» توجد آ«فتنةآ» شرك آ«ويكون الدينآ» العبادة آ«للهآ» وحده لا يعبد سواه آ«فإن انتهواآ» عن الشرك فلا تعتدوا عليهم دل على هذا آ«فلا عدوانآ» اعتداء بقتل أو غيره آ«إلا على الظالمينآ» ومن انتهى فليس بظالم فلا عدوان عليه. وَ‍قَ‍‍اتِلُوهُمْ حَتَّى‌ لاَ‌ تَك‍‍ُ‍ونَ فِتْنَةٌ‌ ‌وَيَك‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍نُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ ‌ان‍‍تَهَوْ‌ا‌ فَلاَ‌ عُ‍‍دْ‌و‍َ‍‌انَ ‌إِلاَّ‌ عَلَى‌ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
002-194 آ«الشهر الحرامآ» المحرم مقابل آ«بالشهر الحرامآ» فكلما قاتلوكم فيه فاقتلوهم في مثله رد لاستعظام المسلمين ذلك آ«والحرماتآ» جمع حرمة ما يجب احترامه آ«قصاصآ» أي يقتص بمثلها إذا انتهكت آ«فمن اعتدى عليكمآ» بالقتال في الحرم أو الإحرام أو الشهر الحرام آ«فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكمآ» سمى مقابلته اعتداء لشبهها بالمقابل به في الصورة آ«واتقوا اللهآ» في الانتصار وترك الاعتداء آ«واعلموا أن الله مع المتقينآ» بالعون والنصر. ال‍‍شَّهْرُ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امُ بِ‍ال‍‍شَّهْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ ‌وَ‌الْحُرُم‍‍َ‍اتُ قِ‍‍صَ‍‍اص‌‍ٌۚ فَمَنِ ‌اعْتَدَ‌ى‌ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُ‌و‌ا‌ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ بِمِثْلِ مَا‌ ‌اعْتَدَ‌ى‌ عَلَيْكُمْ ۚ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ مَعَ ‌الْمُتَّ‍‍قِ‍‍ينَ
002-195 آ«وأنفقوا في سبيل اللهآ» طاعته بالجهاد وغيره آ«ولا تلقوا بأيديكمآ» أي أنفسكم والباء زائدة آ«إلى التهلكةآ» الهلاك بالإمساك عن النفقة في الجهاد أو تركه لأنه يقوي العدو عليكم آ«وأحسنواآ» بالنفقة وغيرها آ«إن الله يحب المحسنينآ» أي يثيبهم. وَ‌أَ‌ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَلاَ‌ تُلْ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ بِأَيْدِيكُمْ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍تَّهْلُكَةِ ۛ ‌وَ‌أَحْسِنُ‍‍و‌اۛ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يُحِبُّ ‌الْمُحْسِنِينَ
002-196 آ«وأتموا الحج والعمرة للهآ» أدُّوهما بحقوقهما آ«فإن أُحصرتمآ» مُنعتم عن إتمامها بعدوِّ آ«فما استيسرآ» تيسَّر آ«من الهديآ» عليكم وهو وَ‌أَتِ‍‍مُّ‍‍و‌ا‌الْحَجَّ ‌وَ‌الْعُمْ‍رَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِ‌نْ ‌أُحْ‍‍صِ‍‍رْتُمْ فَمَا‌ ‌اسْتَيْسَ‍رَ‌ مِنَ ‌الْهَ‍‍دْيِ ۖ ‌وَلاَ‌ تَحْلِ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ ‌رُ‌ء‍ُ‍‌وسَكُمْ حَتَّى‌ يَ‍‍بْ‍‍لُ‍‍غَ ‌الْهَ‍‍دْيُ مَحِلَّ‍‍هُ ۚ فَمَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ مَ‍‍رِي‍‍ض‍‍اً‌ ‌أَ‌وْ‌ بِهِ ‌أَ‌ذ‌ى‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَ‌أْسِ‍‍هِ فَفِ‍‍دْيَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ صِ‍‍ي‍‍َ‍امٍ ‌أَ‌وْ‌ صَ‍‍دَ‍قَ‍‍ةٍ ‌أَ‌وْ‌ نُسُك‌‍ٍۚ فَإِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَمِ‍‌‍ن‍‍تُمْ فَمَ‍‌‍نْ تَمَتَّعَ بِ‍الْعُمْ‍رَةِ ‌إِلَى‌ ‌الْحَجِّ فَمَا‌ ‌اسْتَيْسَ‍رَ‌ مِنَ ‌الْهَ‍‍دْيِ ۚ فَمَ‍‌‍نْ لَمْ يَجِ‍‍دْ‌ فَ‍‍صِ‍‍ي‍‍َ‍امُ ثَلاَثَةِ ‌أَيّ‍‍َ‍ام‌‍ٍ‌ فِي ‌الْحَجِّ ‌وَسَ‍‍بْ‍‍عَة‌‍ٍ‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ ‌‍رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَ‍رَة‌‍ٌ‌ كَامِلَة‌‍ٌۗ ‌ذَلِكَ لِمَ‍‌‍نْ لَمْ يَكُ‍‌‍نْ ‌أَهْلُ‍‍هُ حَاضِ‍‍رِي ‌الْمَسْجِدِ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ ۚ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ شَد‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌الْعِ‍‍قَ‍‍ابِ
002-197 آ«الحجآ» وقته آ«أشهر معلوماتآ» شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة وقيل كله آ«فمن فرضآ» على نفسه آ«فيهن الحجآ» بالإحرام به آ«فلا رفثآ» جماع فيه آ«ولا فسوقآ» معاص آ«ولا جدالَآ» خصام آ«في الحجآ» وفي قراءة بفتح الأولين والمراد في الثلاثة النهي آ«وما تفعلوا من خيرآ» كصدقة آ«يعلمه اللهآ» فيجازيكم به، ونزل في أهل اليمن وكانوا يحجون بلا زاد فيكون كلاًّ على الناس: آ«وتزودواآ» ما يبلغكم لسفركم آ«فإن خير الزاد التقوىآ» ما يُتَّقى به سؤال الناس وغيره آ«واتقون يا أولي الألبابآ» ذوي العقول. الْحَجُّ ‌أَشْهُر‌ٌ‌ مَعْلُوم‍‍َ‍ات‌‍ٌۚ فَمَ‍‌‍نْ فَ‍رَضَ فِيهِ‍‍نَّ ‌الْحَجَّ فَلاَ‌ ‌‍رَفَثَ ‌وَلاَ‌ فُس‍‍ُ‍و‍قَ ‌وَلاَ‌ جِد‍َ‍‌الَ فِي ‌الْحَجِّ ۗ ‌وَمَا‌ تَفْعَلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٍ‌ يَعْلَمْهُ ‌اللَّ‍‍هُ ۗ ‌وَتَزَ‌وَّ‌دُ‌و‌ا‌ فَإِنَّ خَ‍‍يْ‍رَ‌ال‍‍زّ‍َ‍‌ا‌دِ‌ ‌ال‍‍تَّ‍‍قْ‍‍وَ‌ى‌ ۚ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍ونِي يَ‍‍ا‌ ‌أ‍ُ‍‌وْلِي ‌الأَلْبَابِ
002-198 آ«ليس عليكم جناحآ» في آ«أن لَ‍‍يْ‍‍سَ عَلَيْكُمْ جُن‍‍َ‍احٌ ‌أَ‌نْ تَ‍‍بْ‍‍تَ‍‍غُ‍‍و‌ا‌ فَ‍‍ضْ‍‍لا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ۚ فَإِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَفَ‍‍ضْ‍‍تُمْ مِ‍‌‍نْ عَ‍رَف‍‍َ‍ات‌‍ٍ‌ فَا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌الْمَشْعَ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ ۖ ‌وَ‌ا‌ذْكُر‍ُ‍‌وهُ كَمَا‌ هَدَ‌اكُمْ ‌وَ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ‍‍هِ لَمِنَ ‌ال‍‍ضَّ‍‍الِّينَ
002-199 آ«ثم أفيضواآ» يا قريش آ«من حيث أفاض الناسآ» أي من عرفة بأن تقفوا بها معهم وكانوا يقفون بالمزدلفه ترفعا عن الوقوف معهم وثم للترتيب في الذكر آ«واستغفروا اللهآ» من ذنوبكم إن الله غفورآ» للمؤمنين آ«رحيمآ» بهم. ثُ‍‍مَّ ‌أَفِي‍‍ضُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ ‌أَف‍‍َ‍اضَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ ‌وَ‌اسْتَ‍‍غْ‍‍فِرُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
002-200 آ«فإذا قضيتمآ» أدَّيتم آ«مناسككمآ» عبادات حجكم بأن رميتم جمرة العقبة وطفتم واستقررتم بمنى آ«فاذكروا اللهآ» بالتكبير والثناء آ«كذكركم آباءكمآ» كما كنتم تذكرونهم عند فراغ حجكم بالمفاخرة آ«أو أشد ذكراآ» من ذكركم إياهم ونصب أشد على الحال من ذكر المنصوب باذكروا إذ لو تأخر عنه لكان صفة له آ«فمن الناس من يقول ربنا آتناآ» نصيبا آ«في الدنياآ» فيؤتاه فيها آ«وماله في الآخرة من خلاقآ» نصيب. فَإِ‌ذَ‌ا‌ قَ‍‍ضَ‍‍يْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ كَذِكْ‍‍رِكُمْ ‌آب‍‍َ‍ا‌ءَكُمْ ‌أَ‌وْ‌ ‌أَشَدَّ‌ ‌ذِكْر‌ا‌‌ ًۗ فَمِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ مَ‍‌‍نْ يَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌‍رَبَّنَ‍‍ا‌ ‌آتِنَا‌ فِي ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَمَا‌ لَ‍‍هُ فِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍لاَ‍قٍ
002-201 آ«ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنةآ» نعمة آ«وفي الآخرة حسنةآ» هي الجنة آ«وقنا عذاب النارآ» بعدم دخولها وهذا بيان لما كان عليه المشركون ولحال المؤمنين والقصد به الحث على طلب خير الدارين كما وعد بالثواب عليه بقوله. وَمِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَ‍‌‍نْ يَ‍‍قُ‍‍ولُ ‌‍رَبَّنَ‍‍ا‌ ‌آتِنَا‌ فِي ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ حَسَنَة ً‌ ‌وَفِي ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ حَسَنَة ً‌ ‌وَ‍قِ‍‍نَا‌ عَذ‍َ‍‌ابَ ‌ال‍‍نَّ‍‍ا‌رِ
002-202 آ«أولئك لهم نصيبآ» ثواب آ«مـآ» من أجل آ«ما كسبواآ» عملوا من الحج والدعاء آ«والله سريع الحسابآ» يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك. أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ لَهُمْ نَ‍‍صِ‍‍ي‍‍بٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَسَبُو‌اۚ ‌وَ‌اللَّهُ سَ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍عُ ‌الْحِسَابِ
002-203 آ«واذكروا اللهآ» بالتكبير عند رمي الجمرات آ«في أيام معدوداتآ» أي أيام التشريق الثلاثة آ«فمن تعجلآ» أي استعجل بالنفر من منى آ«في يومينآ» أي في ثاني أيام التشريق بعد رمي جماره آ«فلا إثم عليهآ» بالتعجيل آ«ومن تأخرآ» بها حتى بات ليلة الثالث ورمى جماره آ«فلا إثم عليهآ» بذلك أي هم مخيَّرون في ذلك ونفي الإثم آ«لمن اتقىآ» الله في حجه لأنه الحاج في الحقيقة آ«واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرونآ» في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم. وَ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ فِ‍‍ي ‌أَيّ‍‍َ‍امٍ‌ مَعْدُ‌و‌د‍َ‍‌ات‌‍ٍۚ فَمَ‍‌‍نْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَ‍‍يْ‍‍نِ فَلاَ‌ ‌إِثْمَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌وَمَ‍‌‍نْ تَأَ‍خَّ‍رَ‌ فَلاَ‌ ‌إِثْمَ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ۚ لِمَنِ ‌اتَّ‍‍قَ‍‍ى‌ ۗ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍كُمْ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ تُحْشَرُ‌ونَ
002-204 آ«ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنياآ» ولا يعجبك في الآخرة مخالفته لاعتقاده آ«ويُشهد الله على ما في قلبهآ» أنه موافق لقوله آ«وهو ألدُّ الخصامآ» شديد الخصومة لك ولأتباعك لعداوته لك وهو الأخنس بن شريق كان منافقاً وَمِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ مَ‍‌‍نْ يُعْجِبُكَ قَ‍‍وْلُ‍‍هُ فِي ‌الْحَي‍‍َ‍اةِ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَيُشْهِدُ‌ ‌اللَّ‍‍هَ عَلَى‌ مَا‌ فِي قَ‍‍لْبِ‍‍هِ ‌وَهُوَ‌ ‌أَلَدُّ‌ ‌الْ‍‍خِ‍‍صَ‍‍امِ
002-205 آ«وإذا تولىآ» انصرف عنك آ«سعىآ» مشى آ«في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسلآ» من جملة الفساد آ«والله لا يحب الفسادآ» أي لا يرضى به. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ تَوَلَّى‌ سَعَى‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ لِيُفْسِدَ‌ فِيهَا‌ ‌وَيُهْلِكَ ‌الْحَرْثَ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍سْلَ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ لاَ‌ يُحِبُّ ‌الْفَسَا‌دَ
002-206 آ«وإذا قيل له اتق اللهآ» في فعلك آ«أخذته العزةآ» حملته الأنفة والحمية على العمل آ«بالإثمآ» الذي أُمر باتقائه آ«فحسبهآ» كافيه آ«جهنم ولبئس المهادآ» الفراش هي. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ قِ‍‍ي‍‍لَ لَهُ ‌اتَّ‍‍قِ ‌اللَّ‍‍هَ ‌أَ‍خَ‍‍ذَتْهُ ‌الْعِزَّةُ بِ‍الإِثْمِ ۚ فَحَسْبُ‍‍هُ جَهَ‍‍نَّ‍‍مُ ۚ ‌وَلَبِئْسَ ‌الْمِهَا‌دُ
002-207 آ«ومن الناس من يشريآ» يبيع آ«نفسهآ» أي يبذلها في طاعة الله آ«ابتغاءآ» طلب آ«مرضات اللهآ» رضاه، وهو صهيب لما آذاه المشركون هاجر إلى المدينة وترك لهم ماله آ«والله رءووف بالعبادآ» حيث أرشدهم لما فيه رضاه. وَمِنَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ مَ‍‌‍نْ يَشْ‍‍رِي نَفْسَهُ ‌ابْ‍‍تِ‍‍غَ‍‍ا‌ءَ‌ مَرْ‍ضَ‍‍اةِ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ ‌‍رَ‌ء‍ُ‍‌وف‌‍ٌ‌ بِ‍الْعِبَا‌دِ
002-208 ونزل في عبد الله بن سلام وأصحابه لما عظموا السبت وكرهوا الإبل بعد الإسلام آ«يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السَّلمآ» بفتح السين وكسرها الإسلام آ«كافةآ» حال من السلم أي في جميع شرائعه آ«ولا تتبعوا خطواتآ» طرق آ«الشيطانآ» أي تزيينه بالتفريق آ«إنه لكم عدو مبينآ» بيِّن العداوة. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ا‌دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌ فِي ‌ال‍‍سِّلْمِ كَافَّة ً‌ ‌وَلاَ‌ تَتَّبِعُو‌اخُ‍‍طُ‍‍و‍َ‍‌اتِ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انِ ۚ ‌إِنَّ‍‍هُ لَكُمْ عَدُ‌وّ‌ٌ‌ مُبِينٌ
002-209 آ«فإن زللتمآ» ملتم عن الدخول في جميعه آ«من بعد ما جاءتكم البيناتآ» الحجج الظاهرة على فَإِ‌نْ ‌زَلَلْتُمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْكُمُ ‌الْبَيِّن‍‍َ‍اتُ فَاعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَز‍ِ‍ي‍‍زٌ‌ حَكِيمٌ
002-210 آ«هلآ» ما آ«ينظرونآ» ينتظر التاركون الدخول فيه آ«إلا أن يأتيهم اللهآ» أي أمره كقوله أو يأتي أمر ربك أي عذابه آ«في ظللآ» جمع ظلة آ«من الغمامآ» السحاب آ«والملائكةُ وقضي الأمرآ» تم أمر هلاكهم آ«وإلى الله ترجع الأمورآ» بالبناء للمفعول والفاعل في الآخرة فيجازي كلا بعمله. هَلْ يَ‍‌‍ن‍‍ظُ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَأْتِيَهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ فِي ظُ‍‍لَلٍ‌ مِنَ ‌الْ‍‍غَ‍‍م‍‍َ‍امِ ‌وَ‌الْمَلاَئِكَةُ ‌وَ‍قُ‍‍ضِ‍‍يَ ‌الأَمْرُ‌ ۚ ‌وَ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ تُرْجَعُ ‌الأُمُو‌رُ
002-211 آ«سلآ» يا محمد آ«بني إسرائيلآ» تبكيتا آ«كم آتيناهمآ» كم استفهامية معلقة سل عن المفعول الثاني وهي ثاني مفعول آتينا ومميزها آ«من آية بينةآ» ظاهرة كفلق البحر وإنزال المن والسلوى فبدَّلوها كفرا آ«ومن يبدِّل نعمه اللهآ» أي ما أنعم به عليه من الآيات لأنها سبب الهداية آ«من بعد ما جاءتهآ» كفرا آ«فإن الله شديد العقابآ» له. سَلْ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ كَمْ ‌آتَيْنَاهُمْ مِ‍‌‍نْ ‌آيَة ٍ‌ بَيِّنَةٍۗ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ‌اللَّ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ شَد‍ِ‍ي‍‍دُ‌ ‌الْعِ‍‍قَ‍‍ابِ
002-212 آ«زُيِّن للَّذين كفرواآ» من أهل مكة آ«الحياة الدنياآ» بالتمويه فأحبوها آ«وآ» هم آ«يسخرون من الذين آمنواآ» لفقرهم كبلال وعمَّار وصهيب أي يستهزءون بهم ويتعالوْن عليهم بالمال آ«والذين اتقواآ» الشرك وهم هؤلاء آ«فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حسابآ» أي رزقا واسعا في الآخرة أو الدنيا بأن يملك المسخور منهم أموال الساخرين ورقابهم. زُيِّنَ لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌الْحَي‍‍َ‍اةُ ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَيَسْ‍‍خَ‍‍ر‍ُ‍‌ونَ مِنَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌اۘ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌اتَّ‍‍قَ‍‍وْ‌ا‌ فَوْ‍قَ‍‍هُمْ يَ‍‍وْمَ ‌الْ‍‍قِ‍‍يَامَةِ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ يَرْ‌زُ‍قُ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ بِ‍‍غَ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ حِسَابٍ
002-213 آ«كان الناس أمة واحدةآ» ك‍‍َ‍انَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسُ ‌أُمَّ‍‍ة ً‌ ‌وَ‌احِدَة‌ ً‌ فَبَعَثَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌ال‍‍نَّ‍‍بِيّ‍‍ِ‍ي‍‍نَ مُبَشِّ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَمُ‍‌‍ن‍‍ذِ‌ر‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌أَ‌ن‍‍زَلَ مَعَهُمُ ‌الْكِت‍‍َ‍ابَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ لِيَحْكُمَ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ فِيمَا‌ ‌اخْ‍‍تَلَفُو‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۚ ‌وَمَا‌ ‌اخْ‍‍تَلَفَ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أ‍ُ‍‌وت‍‍ُ‍وهُ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمُ ‌الْبَيِّن‍‍َ‍اتُ بَ‍‍غْ‍‍يا‌ ً‌ بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَ‌ى‌ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ لِمَا‌ ‌اخْ‍‍تَلَفُو‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ مِنَ ‌الْحَ‍‍قِّ بِإِ‌ذْنِ‍‍هِ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ يَهْدِي مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌إِلَى‌ صِ‍رَ‍‌اطٍ‌ مُسْتَ‍‍قِ‍‍يمٍ
002-214 ونزل في جهد أصاب المسلمين آ«أمآ» بل أ آ«حسبتم أن تدخلوا الجنة ولَّماآ» لم آ«يأتكم مثلآ» شبه ما أتى آ«الذين خلوا من قبلكمآ» من المؤمنين من المحن فتصبروا كما صبروا آ«مسَّتهمآ» جملة مستأنفة مبينة ما قبلها آ«البأساءآ» شدة الفقر آ«والضراءآ» المرض آ«وزُلزلواآ» أزعجوا بأنواع البلاء آ«حتى يقولآ» بالنصب والرفع أي قال آ«الرسول والذين آمنوا معهآ» استبطاء للنصر لتناهي الشدة عليهم آ«متىآ» يأتي آ«نصر اللهآ» الذي وعدنا فأجيبوا من قِبَل الله آ«ألا إن نصر الله قريبآ» إتيانه. أَمْ حَسِ‍‍بْ‍‍تُمْ ‌أَ‌نْ تَ‍‍دْ‍‍خُ‍‍لُو‌ا‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةَ ‌وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَأْتِكُمْ مَثَلُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ خَ‍‍لَوْ‌ا‌ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ ‌الْبَأْس‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَ‌ال‍‍ضَّ‍‍رّ‍َ‍‌ا‌ءُ‌ ‌وَ‌زُلْزِلُو‌ا‌ حَتَّى‌ يَ‍‍قُ‍‍ولَ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولُ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ مَعَ‍‍هُ مَتَى‌ نَ‍‍صْ‍‍رُ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌أَلاَ‌ ‌إِنَّ نَ‍‍صْ‍رَ‌اللَّ‍‍هِ قَ‍‍رِيبٌ
002-215 آ«يسألونكآ» يا محمد آ«ماذا ينفقونآ» أي الذي ينفقونه والسائل عمرو بن الجموح وكان شيخاً ذا مال فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عما ينفق وعلى من ينفق آ«قلآ» لهم آ«ما أنفقتم من خيرآ» بيان لما شامل للقليل والكثير وفيه بيان المنفق الذي هو أحد شقي السؤال وأجاب عن المصرف الذي هو الشق الآخر بقوله: آ«فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيلآ» أي هم أولى به آ«وما تفعلوا من خيرآ» إنفاق أو غيره آ«فإن الله به عليمآ» فمجاز عليه. يَسْأَلُونَكَ مَا‌ذَ‌ا‌ يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ ۖ قُ‍‍لْ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فَ‍‍قْ‍‍تُمْ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٍ‌ فَلِلْوَ‌الِدَيْ‍‍نِ ‌وَ‌الأَ‍قْ‍‍‍رَب‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَ‌الْيَتَامَى‌ ‌وَ‌الْمَسَاك‍‍ِ‍ي‍‍نِ ‌وَ‌ابْ‍‍نِ ‌ال‍‍سَّب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ۗ ‌وَمَا‌ تَفْعَلُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٍ‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ بِ‍‍هِ عَلِيمٌ
002-216 آ«كُتِبآ» فرض آ«عليكم القتالآ» للكفار آ«وهو كُرْهٌآ» مكروه آ«لكمآ» طبعا لمشقته آ«وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكمآ» لميل النفس إلى الشهوات الموجبة لهلاكها ونفورها عن التكليفات الموجبة لسعادتها فلعل لكم في القتال وإن كرهتموه خيرا لأن فيه إما الظفر والغنيمة أو الشهادة والأجر وفي تركه وإن أحببتموه شرا لأن فيه الذل والفقر وحرمان الأجر آ«والله يعلمآ» ما هو خير لكم آ«وأنتم لا تعلمونآ» ذلك فبادروا إلى ما يأمركم به. كُتِبَ عَلَيْكُمُ ‌الْ‍‍قِ‍‍ت‍‍َ‍الُ ‌وَهُوَ‌ كُرْه ٌ‌ لَكُمْ ۖ ‌وَعَس‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ تَكْ‍رَهُو‌ا‌ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ً‌ ‌وَهُوَ‌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لَكُمْ ۖ ‌وَعَسَ‍‍ى‌ ‌أَ‌نْ تُحِبُّو‌ا‌ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌ ً‌ ‌وَهُوَ‌ شَرّ‌ٌ‌ لَكُمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ يَعْلَمُ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
002-217 وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم أول سراياه وعليها عبد الله بن جحش فقاتلوا المشركين وقتلوا ابن الحضرمي آخر يوم من جمادى الآخرة والتبس عليهم برجب يَسْأَلُونَكَ عَنِ ‌ال‍‍شَّهْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ قِ‍‍ت‍‍َ‍ال‌‍ٍ‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۖ قُ‍‍لْ قِ‍‍ت‍‍َ‍ال‌‍ٌ‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ كَب‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌۖ ‌وَ‍صَ‍‍دٌّ‌ عَ‍‌‍نْ سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَكُفْر‌ٌ‌ بِ‍‍هِ ‌وَ‌الْمَسْجِدِ‌ ‌الْحَ‍رَ‍‌امِ ‌وَ‌إِخْ‍رَ‍‌اجُ ‌أَهْلِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌أَكْبَرُ‌ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَ‌الْفِتْنَةُ ‌أَكْبَرُ‌ مِنَ ‌الْ‍‍قَ‍‍تْلِ ۗ ‌وَلاَ‌ يَزَ‌ال‍‍ُ‍ونَ يُ‍‍قَ‍‍اتِلُونَكُمْ حَتَّى‌ يَرُ‌دُّ‌وكُمْ عَ‍‌‍نْ ‌دِينِكُمْ ‌إِنِ ‌اسْتَ‍‍طَ‍‍اعُو‌اۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَرْتَدِ‌دْ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ عَ‍‌‍نْ ‌دِينِ‍‍هِ فَيَمُتْ ‌وَهُوَ‌ كَافِر‌‌ٌ‌ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ حَبِ‍‍طَ‍‍تْ ‌أَعْمَالُهُمْ فِي ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ ۖ ‌وَ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ هُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
002-218 ولما ظن السرية أنهم إن سلموا من الإثم فلا يحصل لهم أجر نزل آ«إن الذين آمنوا والذين هاجرواآ» فارقوا أوطانهم آ«وجاهدوا في سبيل اللهآ» لإعلاء دينه آ«أولئك يرجون رَحْمَتَ اللهآ» ثوابه آ«والله غفورآ» للمؤمنين آ«رحيمآ» بهم. إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ هَاجَرُ‌و‌ا‌ ‌وَجَاهَدُ‌و‌ا‌ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ يَرْج‍‍ُ‍ونَ ‌‍رَحْمَةَ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَ‌اللَّهُ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
002-219 آ«يسألونك عن الخمر والميسرآ» القمار ما يَسْأَلُونَكَ عَنِ ‌الْ‍‍خَ‍‍مْ‍‍ر‍ِ‍‌ ‌وَ‌الْمَيْسِرِ‌ ۖ قُ‍‍لْ فِيهِمَ‍‍ا‌ ‌إِثْم‌‍ٌ‌ كَب‍‍ِ‍ي‍‍ر‌ٌ‌ ‌وَمَنَافِعُ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَ‌إِثْمُهُمَ‍‍ا‌ ‌أَكْبَرُ‌ مِ‍‌‍نْ نَفْعِهِمَا‌ ۗ ‌وَيَسْأَلُونَكَ مَا‌ذَ‌ا‌ يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ قُ‍‍لِ ‌الْعَفْوَ‌ ۗ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ‌اللَّ‍‍هُ لَكُمُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُ‌ونَ
002-220 آ«فيآ» أمر آ«الدنيا والآخرةآ» فتأخذون بالأصلح لكم فيهما آ«ويسألونك عن اليتامىآ» وما يلقونه من الحرج في شأنهم فإن واكلوهم يأثموا وإن عزلوا ما لهم من أموالهم وصنعوا لهم طعاما وحدهم فحرج آ«قل إصلاح لهمآ» في أموالهم بتنميتها ومداخلتكم آ«خيرآ» من ترك ذلك آ«وإن تخالطوهمآ» أي تخلطوا نفقتكم بنفقتهم آ«فإخوانكمآ» أي فهم إخوانكم في الدين ومن شأن الأخ أن يخالط أخاه أي فلكم ذلك آ«والله يعلم المفسدآ» لأموالهم بمخالطته آ«من المصلحآ» بها فيجازي كلا منهما آ«ولو شاء الله لأعنتكمآ» لضيق عليكم بتحريم فِي ‌ال‍‍دُّ‌نْ‍‍يَا‌ ‌وَ‌الآ‍‍خِ‍رَةِ ۗ ‌وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ‌الْيَتَامَى‌ ۖ قُ‍‍لْ ‌إِصْ‍‍لاَح ٌ‌ لَهُمْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍خَ‍‍الِ‍‍طُ‍‍وهُمْ فَإِخْ‍‍وَ‌انُكُمْ ۚ ‌وَ‌اللَّهُ يَعْلَمُ ‌الْمُفْسِدَ‌ مِنَ ‌الْمُ‍‍صْ‍‍لِحِ ۚ ‌وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَز‍ِ‍ي‍‍زٌ‌ حَكِيمٌ
002-221 آ«ولا تنكحواآ» تتزوجوا أيها المسلمون آ«المشركاتآ» أي الكافرات آ«حتى يؤمنّ ولأمة مؤمنة خير من مشركةآ» حرة لأن سبب نزولها العيب على من تزوج أمة وترغيبه في نكاح حرة مشركة آ«ولو أعجبتكمآ» لجمالها ومالها وهذا مخصوص بغير الكتابيات بآية (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) آ«ولا تُنكحواآ» تُزوجوا آ«المشركينآ» أي الكفار المؤمنات آ«حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكمآ» لماله وجماله آ«أولئكآ» أي أهل الشرك آ«يدعون إلى النارآ» بدعائهم إلى العمل الموجب لها فلا تليق مناكحهم آ«والله يدعوآ» على لسان رسله آ«إلى الجنة والمغفرةآ» أي العمل الموجب لهما آ«بإذنهآ» بإرادته فتجب إجابته بتزويج أوليائه آ«ويبن آياته للناس لعلهم يتذكرونآ» يتعظون. وَلاَ‌ تَ‍‌‍ن‍‍كِحُو‌ا‌الْمُشْ‍‍رِك‍‍َ‍اتِ حَتَّى‌ يُؤْمِ‍‍نَّ ۚ ‌وَلَأَمَةٌ‌ مُؤْمِنَةٌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ مُشْ‍‍رِكَةٍ‌ ‌وَلَوْ‌ ‌أَعْجَبَتْكُمْ ۗ ‌وَلاَ‌ تُ‍‌‍ن‍‍كِحُو‌ا‌الْمُشْ‍‍رِك‍‍ِ‍ي‍‍نَ حَتَّى‌ يُؤْمِنُو‌اۚ ‌وَلَعَ‍‍بْ‍‍د‌ٌ‌ مُؤْمِنٌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ مُشْ‍‍رِكٍ‌ ‌وَلَوْ‌ ‌أَعْجَبَكُمْ ۗ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ يَ‍‍دْع‍‍ُ‍ونَ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ ‌وَ‌اللَّهُ يَ‍‍دْعُو‌ ‌إِلَى‌ ‌الْجَ‍‍نَّ‍‍ةِ ‌وَ‌الْمَ‍‍غْ‍‍فِ‍رَةِ بِإِ‌ذْنِ‍‍هِ ۖ ‌وَيُبَيِّنُ ‌آيَاتِ‍‍هِ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُ‌ونَ
002-222 آ«ويسألونك عن المحيضآ» أي الحيض أو مكانه ماذا يفعل بالنساء فيه آ«قل هو أذىآ» قذر أو محله آ«فاعتزلوا النساءآ» اتركوا وطأهن آ«في المحيضآ» أي وقته أو مكانه آ«ولا تقربوهنآ» بالجماع آ«حتى يَطْهُرنآ» بسكون الطاء وتشديدها والهاء وفيه إدغام التاء في الأصل في الطاء أي يغتسلن بعد انقطاعه آ«فإذا تطهرن فأتوهنآ» بالجماع آ«من حيث أمركم اللهآ» بتجنبه في وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ‌الْمَح‍‍ِ‍ي‍‍ضِ ۖ قُ‍‍لْ هُوَ‌ ‌أَ‌ذ‌ى‌‌ ً‌ فَاعْتَزِلُو‌ا‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ فِي ‌الْمَح‍‍ِ‍ي‍‍ضِ ۖ ‌وَلاَ‌ تَ‍‍قْ‍‍‍رَبُوهُ‍‍نَّ حَتَّى‌ يَ‍‍طْ‍‍هُرْنَ ۖ فَإِ‌ذَ‌ا‌ تَ‍‍طَ‍‍هَّرْنَ فَأْتُوهُ‍‍نَّ مِ‍‌‍نْ حَ‍‍يْ‍‍ثُ ‌أَمَ‍رَكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يُحِبُّ ‌ال‍‍تَّوَّ‌اب‍‍ِ‍ي‍‍نَ ‌وَيُحِبُّ ‌الْمُتَ‍‍طَ‍‍هِّ‍‍رِينَ
002-223 آ«نساؤكم حرث لكمآ» أي محل زرعكم الولد آ«فأتوا حرثكمآ» أي محله وهو القبل آ«أنَّىآ» كيف آ«شئتمآ» من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار، نزل ردا لقول اليهود: من أتى امرأته في قبلها أي من جهة دبرها جاء الولد أحول آ«وقدموا لأنفسكمآ» العمل الصالح كالتسمية عند الجماع آ«واتقوا اللهآ» في أمره ونهيه آ«واعلموا أنكم ملاقوهآ» بالبعث فيجازيكم بأعمالكم آ«وبشر المؤمنينآ» الذين اتقوه بالجنة. نِس‍‍َ‍ا‌ؤُكُمْ حَرْث ٌ‌ لَكُمْ فَأْتُو‌ا‌ حَرْثَكُمْ ‌أَنَّ‍‍ى‌ شِئْتُمْ ۖ ‌وَ‍قَ‍‍دِّمُو‌ا‌ لِأ‌ن‍‍فُسِكُمْ ۚ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍كُمْ مُلاَ‍قُ‍‍وهُ ۗ ‌وَبَشِّرِ‌ ‌الْمُؤْمِنِينَ
002-224 آ«ولا تجعلوا اللهآ» أي الحلف به آ«عرضةآ» علة مانعة آ«لأيمانكمآ» أي نصيبا لها بأن تكثروا الحلف به آ«أنآ» لا آ«تبروا وتتقواآ» فتكره اليمين على ذلك ويسن فيه الحنث ويكفِّر بخلافها على فعل. البر ونحوه فهي طاعة آ«وتصلحوا بين الناسآ» المعنى لا تمتنعوا من فعل ما ذكر من البر ونحوه إذا حلفتم عليه بل ائتوه وكفِّروا لأن سبب نزولها الامتناع من ذلك آ«والله سميعآ» لأقوالكم آ«عليمآ» بأحوالكم. وَلاَ‌ تَ‍‍جْ‍‍عَلُو‌ا‌اللَّ‍‍هَ عُرْ‍ضَ‍‍ة ً‌ لِأيْ‍‍مَانِكُمْ ‌أَ‌نْ تَبَرُّ‌و‌ا‌ ‌وَتَتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ ‌وَتُ‍‍صْ‍‍لِحُو‌ا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ سَم‍‍ِ‍ي‍‍عٌ عَلِيمٌ
002-225 آ«لا يؤاخذكم الله باللغوآ» الكائن آ«في أيمانكمآ» وهو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف نحو ألا والله، وبلى و الله فلا إثم فيه ولا كفارة آ«ولكن لاَ‌ يُؤ‍َ‍‌اخِ‍‍ذُكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ بِ‍ال‍‍لَّ‍‍غْ‍‍وِ‌ فِ‍‍ي ‌أَيْمَانِكُمْ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ يُؤ‍َ‍‌اخِ‍‍ذُكُمْ بِمَا‌ كَسَبَتْ قُ‍‍لُوبُكُمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌رٌ‌ حَلِيمٌ
002-226 آ«للذين يؤلون من نسائهمآ» أي يحلفون أن لا يجامعوهن آ«تربصآ» انتظار آ«أربعة أشهر فإن فاءُواآ» رجعوا فيها أو بعدها عن اليمين إلى الوطء آ«فإن الله غفورآ» لهم ما أتوه من ضرر المرأة بالحلف آ«رحيمآ» بهم. لِلَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُؤْل‍‍ُ‍ونَ مِ‍‌‍نْ نِس‍‍َ‍ائِهِمْ تَ‍رَبُّ‍‍صُ ‌أَ‌رْبَعَةِ ‌أَشْهُر‌‌ٍۖ فَإِ‌نْ ف‍‍َ‍ا‌ء‍ُ‍‌و‌ا‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌ر‌ٌ‌ ‌‍رَحِيمٌ
002-227 آ«وإن عزموا الطلاقآ» أي عليه بأن لا يفيئوا فليوقعوه آ«فإن الله سميعآ» لقولهم آ«عليمآ» بعزمهم المعنى ليس لهم بعد تربص ما ذكر إلا الفيئة أو الطلاق. وَ‌إِ‌نْ عَزَمُو‌ا‌ال‍‍طَّ‍‍لاَ‍قَ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ سَم‍‍ِ‍ي‍‍عٌ عَلِيمٌ
002-228 آ«والمطلقات يتربصنآ» أي لينتظرن آ«بأنفسهنآ» عن النكاح آ«ثلاثة قروءٍآ» تمضي من حين الطلاق، جمع قرء بفتح القاف وهو الطهر أو الحيض قولان وهذا في المدخول بهن أما غيرهن فلا عدة عليهن لقوله: آ«فما لكم عليهن من عدةآ» وفي غير الآيسة والصغيرة فعدتهن ثلاثة أشهر والحوامل فعدتهن أن يضعن حملهن كما في سورة الطلاق والإماء فعدتهن قَرءان بالسُّنة آ«ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهنآ» من الولد والحيض آ«إن كنّ يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهنآ» أزواجهن آ«أحق بردهنآ» بمراجعتهن ولو أبين آ«في ذلكآ» أي في زمن التربص آ«إن أرادوا إصلاحاآ» بينهما لإضرار المرأة وَ‌الْمُ‍‍طَ‍‍لَّ‍‍قَ‍‍اتُ يَتَ‍رَبَّ‍‍صْ‍‍نَ بِأَ‌ن‍‍فُسِهِ‍‍نَّ ثَلاَثَةَ قُ‍‍ر‍ُ‍‌و‌ء‌ٍۚ ‌وَلاَ‌ يَحِلُّ لَهُ‍‍نَّ ‌أَ‌نْ يَكْتُمْنَ مَا‌ خَ‍‍لَ‍‍قَ ‌اللَّ‍‍هُ فِ‍‍ي ‌أَ‌رْحَامِهِ‍‍نَّ ‌إِ‌نْ كُ‍‍نَّ يُؤْمِ‍‍نَّ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ۚ ‌وَبُعُولَتُهُ‍‍نَّ ‌أَحَ‍‍قُّ بِ‍رَ‌دِّهِ‍‍نَّ فِي ‌ذَلِكَ ‌إِ‌نْ ‌أَ‌‍رَ‌ا‌دُ‌و‌ا‌ ‌إِصْ‍‍لاَحا‌ ًۚ ‌وَلَهُ‍‍نَّ مِثْلُ ‌الَّذِي عَلَيْهِ‍‍نَّ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۚ ‌وَلِ‍‍ل‍‍رِّج‍‍َ‍الِ عَلَيْهِ‍‍نَّ ‌دَ‌‍رَجَةٌۗ ‌وَ‌اللَّهُ عَز‍ِ‍ي‍‍زٌ‌ حَكِيمٌ
002-229 آ«الطلاقآ» أي التطليق الذي يراجع بعده آ«مرتانآ» أي اثنتان آ«فإمساكآ» أي فعليكم إمساكهن بعده بأن تراجعوهن آ«بمعروفآ» من غير ضرار آ«أو تسريحآ» أي إرسالهن آ«بإحسان ولا يحل لكمآ» أيها الأزواج آ«أن تأخذوا مما آتيتموهنآ» من المهور آ«شيئاآ» إذا طلقتموهن آ«إلا أن يخافاآ» أي الزوجان آ«أآ» ن آ«لا يقيما حدود اللهآ» أي لا يأتيا بما حده لهما من الحقوق وفي قراءة يخافا بالبناء للمفعول فأن لا يقيما بدل اشتمال من الضمير فيه وقرئ بالفوقانية في الفعلين آ«فإن خفتم أآ» ن آ«لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهماآ» آ«فيما افتدت بهآ» نفسها من المال ليطلقها أي لا حرج على الزوج في أخذه ولا الزوجة في بذله آ«تلكآ» الأحكام المذكورة آ«حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعدَّ حدود الله فأولئك هم الظالمونآ». ال‍‍طَّ‍‍لاَ‍قُ مَ‍رَّت‍‍َ‍انِ ۖ فَإمْس‍‍َ‍اك‌‍ٌ‌ بِمَعْر‍ُ‍‌وفٍ ‌أَ‌وْ‌ تَسْ‍‍ر‍ِ‍ي‍‍ح‌‍ٌ‌ بِإِحْس‍‍َ‍انٍۗ ‌وَلاَ‌ يَحِلُّ لَكُمْ ‌أَ‌نْ تَأْ‍خُ‍‍ذُ‌و‌ا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌آتَيْتُمُوهُ‍‍نَّ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَ‍‍خَ‍‍افَ‍‍ا‌ ‌أَلاَّ‌ يُ‍‍قِ‍‍يمَا‌ حُد‍ُ‍‌و‌دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ فَإِ‌نْ خِ‍‍فْتُمْ ‌أَلاَّ‌ يُ‍‍قِ‍‍يمَا‌ حُد‍ُ‍‌و‌دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْهِمَا‌ فِيمَا‌ ‌افْتَدَتْ بِ‍‍هِ ۗ تِلْكَ حُد‍ُ‍‌و‌دُ‌ ‌اللَّ‍‍هِ فَلاَ‌ تَعْتَدُ‌وهَا‌ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَتَعَدَّ‌ حُد‍ُ‍‌و‌دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ هُمُ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمُونَ
002-230 آ«فإن طلقهاآ» الزوج بعد الثنتين آ«فلا تحل له من بعدآ» بعد الطلقة الثالثة آ«حتى تنكحآ» تتزوج آ«زوجا غيرهآ» ويطأها كما في الحديث رواه الشيخان آ«فإن طلقهاآ» أي الزوج الثاني آ«فلا جناح عليهماآ» أي الزوجة والزوج الأول آ«أن يتراجعاآ» إلى النكاح بعد انقضاء العدة آ«إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلكآ» المذكورات آ«حدود الله يُبَيِّنها لقوم يعلمونآ» يتدبرون. فَإِ‌نْ طَ‍‍لَّ‍‍قَ‍‍هَا‌ فَلاَ‌ تَحِلُّ لَ‍‍هُ مِ‍‌‍نْ بَعْدُ‌ حَتَّى‌ تَ‍‌‍ن‍‍كِحَ ‌زَ‌وْجاً‌ غَ‍‍يْ‍رَهُ ۗ فَإِ‌نْ طَ‍‍لَّ‍‍قَ‍‍هَا‌ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْهِمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ يَتَ‍رَ‌اجَعَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ ظَ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌أَ‌نْ يُ‍‍قِ‍‍يمَا‌ حُد‍ُ‍‌و‌دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌وَتِلْكَ حُد‍ُ‍‌و‌دُ‌ ‌اللَّ‍‍هِ يُبَيِّنُهَا‌ لِ‍‍قَ‍‍وْمٍ‌ يَعْلَمُونَ
002-231 آ«وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهنآ» قاربن انقضاء عدتهن آ«فأمسكوهنآ» بأن تراجعوهن آ«بمعروفآ» من غير ضرر آ«أو سرحوهن بمعروفآ» اتركوهن حتى تنقضي عدتهن آ«ولا تمسكوهنآ» بالرجعة آ«ضراراآ» مفعول لأجله آ«لتعتدواآ» عليهن بالإلجاء إلى الافتداء والتطليق وتطويل الحبس آ«ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسهآ» بتعريضها إلى عذاب الله آ«ولا تتخذوا آيات الله هزواآ» مهزوءا بها بمخالفتها آ«واذكروا نعمت الله عليكمآ» بالإسلام آ«وما أنزل عليكم من الكتابآ» القرآن آ«والحكمةآ» ما فيه من الأحكام آ«يعظكم بهآ» بأن تشكروها بالعمل به آ«واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليمآ» ولا يخفى عليه شيء. وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ طَ‍‍لَّ‍‍قْ‍‍تُمُ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ فَبَلَ‍‍غْ‍‍نَ ‌أَجَلَهُ‍‍نَّ فَأَمْسِكُوهُ‍‍نَّ بِمَعْر‍ُ‍‌وفٍ ‌أَ‌وْ‌ سَرِّحُوهُ‍‍نَّ بِمَعْر‍ُ‍‌وفٍۚ ‌وَلاَ‌ تُمْسِكُوهُ‍‍نَّ ضِ‍رَ‌ا‌ر‌ا‌ ً‌ لِتَعْتَدُ‌و‌اۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَفْعَلْ ‌ذَلِكَ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ظَ‍‍لَمَ نَفْسَ‍‍هُ ۚ ‌وَلاَ‌ تَتَّ‍‍خِ‍‍ذُ‌و‌ا‌ ‌آي‍‍َ‍اتِ ‌اللَّ‍‍هِ هُز‍ُ‍‌و‌ا‌ ًۚ ‌وَ‌ا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌ نِعْمَةَ ‌اللَّ‍‍هِ عَلَيْكُمْ ‌وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍زَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابِ ‌وَ‌الْحِكْمَةِ يَعِ‍‍ظُ‍‍كُمْ بِ‍‍هِ ۚ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ بِكُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ عَلِيمٌ
002-232 آ«وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهنآ» انقضت عدتهن آ«فلا تعضلوهنآ» خطاب للأولياء أي تمنعوهن من آ«أن ينكحن أزواجهنآ» المطلقين لهن وَ‌إِ‌ذَ‌ا‌ طَ‍‍لَّ‍‍قْ‍‍تُمُ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ فَبَلَ‍‍غْ‍‍نَ ‌أَجَلَهُ‍‍نَّ فَلاَ‌ تَعْ‍‍ضُ‍‍لُوهُ‍‍نَّ ‌أَ‌نْ يَ‍‌‍ن‍‍كِحْنَ ‌أَ‌زْ‌وَ‌اجَهُ‍‍نَّ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ تَ‍رَ‌اضَ‍‍وْ‌ا‌ بَيْنَهُمْ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۗ ‌ذَلِكَ يُوعَ‍‍ظُ بِ‍‍هِ مَ‍‌‍نْ ك‍‍َ‍انَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ يُؤْمِنُ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ۗ ‌ذَلِكُمْ ‌أَ‌زْكَى‌ لَكُمْ ‌وَ‌أَ‍طْ‍‍هَرُ‌ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ يَعْلَمُ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ لاَ‌ تَعْلَمُونَ
002-233 آ«والوالدات يرضعنآ» أي ليرضعن آ«أولادهن حولينآ» عامين آ«كاملينآ» صفة مؤكدة، ذلك آ«لمن أراد أن يتم الرضاعةآ» ولا زيادة عليه آ«وعلى المولود لهآ» أي الأب آ«رزقهنآ» إطعام الوالدات آ«وكسوتهنآ» على الإرضاع إذا كن مطلقات آ«بالمعروفآ» بقدر طاقته آ«لا تُكلَّفُ نفس إلا وسعهاآ» طاقتها آ«لا تضار والدة بولدهاآ» أي بسببه بأن تكره على إرضاعه إذا امتنعت آ«ولاآ» يضار آ«مولود له بولدهآ» أي بسببه بأن يكلف فوق طاقته وإضافة الولد إلى كل منهما في الموضعين للاستعطاف آ«وعلى الوارثآ» أي وارث الأب وهو الصبي أي على وليه في ماله آ«مثل ذلكآ» الذي على الأب للوالدة من الرزق و الكسوة آ«فأن أراداآ» أي الوالدان آ«فصالاآ» فطاما له قبل الحولين وَ‌الْوَ‌الِد‍َ‍‌اتُ يُرْ‍ضِ‍‍عْنَ ‌أَ‌وْلاَ‌دَهُ‍‍نَّ حَوْلَ‍‍يْ‍‍نِ كَامِلَ‍‍يْ‍‍نِ ۖ لِمَ‍‌‍نْ ‌أَ‌رَ‍‌ا‌دَ‌ ‌أَ‌نْ يُتِ‍‍مَّ ‌ال‍رَّ‍ضَ‍‍اعَةَ ۚ ‌وَعَلَى‌ ‌الْمَوْل‍‍ُ‍و‌دِ‌ لَ‍‍هُ ‌رِ‌زْ‍قُ‍‍هُ‍‍نَّ ‌وَكِسْوَتُهُ‍‍نَّ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۚ لاَ‌ تُكَلَّفُ نَفْس‌‍ٌ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌وُسْعَهَا‌ ۚ لاَ‌ تُ‍‍ضَ‍‍ا‌‍رَّ‌ ‌وَ‌الِدَة‌‍ٌ‌ بِوَلَدِهَا‌ ‌وَلاَ‌ مَوْل‍‍ُ‍و‌د‌ٌ‌ لَ‍‍هُ بِوَلَدِهِ ۚ ‌وَعَلَى‌ ‌الْوَ‌ا‌رِثِ مِثْلُ ‌ذَلِكَ ۗ فَإِ‌نْ ‌أَ‌‍رَ‌ا‌دَ‌ا‌ فِ‍‍صَ‍‍الاً‌ عَ‍‌‍نْ تَ‍رَ‍‌اضٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمَا‌ ‌وَتَشَا‌وُ‌ر‌‌ٍ‌ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْهِمَا‌ ۗ ‌وَ‌إِ‌نْ ‌أَ‌‍رَ‌دْتُمْ ‌أَ‌نْ تَسْتَرْ‍ضِ‍‍عُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌وْلاَ‌دَكُمْ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْكُمْ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ سَلَّمْتُمْ مَ‍‍ا‌ ‌آتَيْتُمْ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۗ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ بَ‍‍صِ‍‍يرٌ
002-234 آ«والذين يتوفونآ» يموتون آ«منكم ويذرونآ» يتركون آ«أزواجا يتربصنآ» أي ليتربصن آ«بأنفسهنآ» بعدهم عن النكاح آ«أربعة أشهر وعشراآ» من الليالي وهذا في غير الحوامل أما الحوامل فعدتهن أن يضعن حملهن بآية الطلاق والأمة على النصف من ذلك بالسنة آ«فإذا بلغن أجلهنآ» انقضت مدة تربصهن آ«فلا جناح عليكمآ» أيها الاولياء آ«فيما فعلن في أنفسهنآ» من التزين والتعرض للخطاب آ«بالمعروفآ» شرعا آ«والله بما تعملون خبيرآ» عالم بباطنه كظاهره. وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُتَوَفَّ‍‍وْنَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ‌وَيَذَ‌ر‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌زْ‌وَ‌اجا‌ ً‌ يَتَ‍رَبَّ‍‍صْ‍‍نَ بِأَ‌ن‍‍فُسِهِ‍‍نَّ ‌أَ‌رْبَعَةَ ‌أَشْهُر‌ٍ‌ ‌وَعَشْر‌ا‌‌ ًۖ فَإِ‌ذَ‌ا‌ بَلَ‍‍غْ‍‍نَ ‌أَجَلَهُ‍‍نَّ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْكُمْ فِيمَا‌ فَعَلْنَ فِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِ‍‍نَّ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ خَ‍‍بِيرٌ
002-235 آ«ولا جُناح عليكم فيما عَرَّضتمآ» لوحتم آ«به من خطبة النساءآ» المتوفى عنهن أزواجهن في العدة كقول الإنسان: مثلا إنك لجميلة ومن يجد مثلك ورب راغب فيك آ«أو أكننتمآ» أضمرتم آ«في أنفسكمآ» من قصد نكاحهن آ«علم الله أنكم ستذكرونهنآ» بالخطبة ولا تصبرون عنهن فأباح لكم التعريض وَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْكُمْ فِيمَا‌ عَ‍رَّ‍ضْ‍‍تُمْ بِ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ خِ‍‍طْ‍‍بَةِ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌أَكْنَ‍‌‍ن‍‍تُمْ فِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِكُمْ ۚ عَلِمَ ‌اللَّ‍‍هُ ‌أَنَّ‍‍كُمْ سَتَذْكُرُ‌ونَهُ‍‍نَّ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ لاَ‌ تُوَ‌اعِدُ‌وهُ‍‍نَّ سِ‍‍ر‍ّ‍‌ا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ تَ‍‍قُ‍‍ولُو‌اقَ‍‍وْلا‌ ً‌ مَعْرُ‌وفا‌ ًۚ ‌وَلاَ‌ تَعْزِمُو‌ا‌ عُ‍‍قْ‍‍دَةَ ‌ال‍‍نِّ‍‍ك‍‍َ‍احِ حَتَّى‌ يَ‍‍بْ‍‍لُ‍‍غَ ‌الْكِت‍‍َ‍ابُ ‌أَجَلَ‍‍هُ ۚ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَعْلَمُ مَا‌ فِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِكُمْ فَاحْذَ‌ر‍ُ‍‌وهُ ۚ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ غَ‍‍ف‍‍ُ‍و‌رٌ‌ حَلِيمٌ
002-236 آ«لا جُناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهنآ» وفي قراءة آ«تُماسُّوهُنَّآ» أي تجامعوهن آ«أوآ» لم آ«تفرضوا لهن فريضةآ» مهرا وما مصدرية ظرفية أي لا تبعة عليكم في الطلاق زمن عدم المسيس والفرض بإثم ولا مهر فطلقوهن آ«ومتعوهنآ» أعطوهن ما يتمنعن به آ«على الموسعآ» الغني منكم آ«قدره وعلى المقترآ» الضيِّق الرزق آ«قدرهآ» يفيد أنه لا نظر إلى قدر الزوجة آ«متاعاآ» تمتيعا آ«بالمعروفآ» شرعا صفة متاعا آ«حقاآ» صفة ثانية أو مصدر مؤكد آ«على المحسنينآ» المطيعين. لاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْكُمْ ‌إِ‌نْ طَ‍‍لَّ‍‍قْ‍‍تُمُ ‌ال‍‍نِس‍‍َ‍ا‌ء‌ مَا‌ لَمْ تَمَسُّوهُ‍‍نَّ ‌أَ‌وْ‌ تَفْ‍‍رِ‍‍ضُ‍‍و‌ا‌ لَهُ‍‍نَّ فَ‍‍رِي‍‍ضَ‍‍ة ًۚ ‌وَمَتِّعُوهُ‍‍نَّ عَلَى‌ ‌الْمُوسِعِ قَ‍‍دَ‌رُهُ ‌وَعَلَى‌ ‌الْمُ‍‍قْ‍‍تِرِ‌ قَ‍‍دَ‌رُهُ مَتَاعا‌ ً‌ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۖ حَ‍‍قّ‍‍اً‌ عَلَى‌ ‌الْمُحْسِنِينَ
002-237 آ«وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتمآ» يجب لهن ويرجع لكم النصف آ«إلاآ» لكن آ«أن يعفونآ» أي الزوجات فيتركنه آ«أو يعفو الذي بيده عقدة النكاحآ» وهو الزوج فيترك لها الكل، وعن ابن عباس: الولي إذا وَ‌إِ‌نْ طَ‍‍لَّ‍‍قْ‍‍تُمُوهُ‍‍نَّ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ ‌أَ‌نْ تَمَسُّوهُ‍‍نَّ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ فَ‍رَضْ‍‍تُمْ لَهُ‍‍نَّ فَ‍‍رِي‍‍ضَ‍‍ة‌ ً‌ فَنِ‍‍صْ‍‍فُ مَا‌ فَ‍رَضْ‍‍تُمْ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ يَعْف‍‍ُ‍ونَ ‌أَ‌وْ‌ يَعْفُوَ‌ ‌الَّذِي بِيَدِهِ عُ‍‍قْ‍‍دَةُ ‌ال‍‍نِّ‍‍ك‍‍َ‍احِ ۚ ‌وَ‌أَ‌نْ تَعْفُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‍قْ‍‍‍رَبُ لِلتَّ‍‍قْ‍‍وَ‌ى‌ ۚ ‌وَلاَ‌ تَ‍‌‍ن‍‍سَوْ‌ا‌ ‌الْفَ‍‍ضْ‍‍لَ بَيْنَكُمْ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ بَ‍‍صِ‍‍يرٌ
002-238 آ«حافظوا على الصلواتآ» الخمس بأدائها في أوقاتها آ«والصلاة الوسطىآ» هي العصر أو الصبح أو الظهر أو غيرها أقوال وأفردها بالذكر لفضلها آ«وقوموا للهآ» في الصلاة آ«قانتينآ» قيل مطيعين لقوله صلى الله عليه وسلم: كل قنوت في القرآن فهو طاعة، رواه أحمد وغيره، وقيل ساكتين لحديث زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت فأمرنا بالسكوت ونُهينا عن الكلام رواه الشيخان. حَافِ‍‍ظُ‍‍و‌ا‌ عَلَى‌ ‌ال‍‍صَّ‍‍لَو‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةِ ‌الْوُسْ‍‍طَ‍‍ى‌ ‌وَ‍قُ‍‍ومُو‌الِلَّهِ قَ‍‍انِتِينَ
002-239 آ«فإن خفتمآ» من عدو أو سيل أو سبع آ«فرجالاآ» جمع راجل أي مشاة صلوا آ«أو ركباناآ» جمع راكب أي كيف أمكن مستقبلي القبلة أو غيرها ويومئ بالركوع والسجود آ«فإذا أمنتمآ» من الخوف آ«فاذكروا اللهآ» أي صلّوا آ«كما علمكم ما لم تكونوا تعلمونآ» قبل تعليمه من فرائضها وحقوقها والكاف بمعنى مثل وما مصدرية أو موصولة. فَإِ‌نْ خِ‍‍فْتُمْ فَ‍‍رِجَالاً‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌رُكْبَانا‌‌ ًۖ فَإِ‌ذَ‌ا‌ ‌أَمِ‍‌‍ن‍‍تُمْ فَا‌ذْكُرُ‌و‌ا‌اللَّ‍‍هَ كَمَا‌ عَلَّمَكُمْ مَا‌ لَمْ تَكُونُو‌ا‌ تَعْلَمُونَ
002-240 آ«والذين يُتوفون منكم ويذرون أزواجاآ» فليوصوا آ«وصيةًآ» وفي قراءة بالرفع أي عليهم آ«لأزواجهمآ» وليعطوهن آ«متاعاآ» ما يتمتعن به من النفقة والكسوة آ«إلىآ» تمام آ«الحول غير إخراجآ» حال أي غير مخرجات من مسكنهن وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُتَوَفَّ‍‍وْنَ مِ‍‌‍نْ‍‍كُمْ ‌وَيَذَ‌ر‍ُ‍‌ونَ ‌أَ‌زْ‌وَ‌اجا‌ ً‌ ‌وَ‍صِ‍‍يَّة ً‌ لِأ‌زْ‌وَ‌اجِهِمْ مَتَاعا‌‌ ً‌ ‌إِلَى‌ ‌الْحَ‍‍وْلِ غَ‍‍يْ‍رَ‌ ‌إِخْ‍رَ‍‌اج‌‍ٍۚ فَإِ‌نْ خَ‍رَجْ‍‍نَ فَلاَ‌ جُن‍‍َ‍احَ عَلَيْكُمْ فِي مَا‌ فَعَلْنَ فِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِهِ‍‍نَّ مِ‍‌‍نْ مَعْر‍ُ‍‌وفٍۗ ‌وَ‌اللَّهُ عَز‍ِ‍ي‍‍زٌ‌ حَكِيمٌ
002-241 آ«وللمطلّقات متاعآ» يعطينه آ«بالمعروفآ» بقدر الإمكان آ«حقّاآ» نصب بفعله المقدر آ«على المتقينآ» الله تعالى كرره ليعم الممسوسة أيضا إذ الآية السابقة في غيرها. وَلِلْمُ‍‍طَ‍‍لَّ‍‍قَ‍‍اتِ مَت‍‍َ‍اع‌‍ٌ‌ بِ‍الْمَعْر‍ُ‍‌وفِ ۖ حَ‍‍قّ‍‍اً‌ عَلَى‌ ‌الْمُتَّ‍‍قِ‍‍ينَ
002-242 آ«كذلكآ» كما يبين لكم ما ذكر آ«يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلونآ» تتدبرون. كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ‌اللَّ‍‍هُ لَكُمْ ‌آيَاتِ‍‍هِ لَعَلَّكُمْ تَعْ‍‍قِ‍‍لُونَ
002-243 آ«ألم ترآ» استفهام تعجيب وتشويق إلى استماع ما بعده أي ينته علمك آ«إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفآ» أربعة أو ثمانية أو عشرة أو ثلاثون أو أربعون أو سبعون ألفا آ«حذر الموتآ» مفعول له وهم قوم من بني إسرائيل وقع الطاعون ببلادهم ففروا آ«فقال لهم الله موتواآ» فماتوا آ«ثم أحياهمآ» بعد ثمانية أيام أو أكثر بدعاء نبيهم حزقيل بكسر المهملة والقاف وسكون الزاي فعاشوا دهرا عليهم أثر الموت لا يلبسون ثوبا إلا عاد كالكفن واستمرت في أسباطهم آ«إن الله لذو فضل على الناسآ» ومنه إحياء أَلَمْ تَ‍رَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ خَ‍رَجُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ ‌دِيَا‌رِهِمْ ‌وَهُمْ ‌أُل‍‍ُ‍وفٌ حَذَ‌‍رَ‌الْمَ‍‍وْتِ فَ‍‍قَ‍‍الَ لَهُمُ ‌اللَّ‍‍هُ مُوتُو‌ا‌ ثُ‍‍مَّ ‌أَحْيَاهُمْ ۚ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ لَذُ‌و‌ فَ‍‍ضْ‍‍لٍ عَلَى‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌أَكْثَ‍رَ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ لاَ‌ يَشْكُرُ‌ونَ
002-244 آ«وقاتلوا في سبيل اللهآ» أي لإعلاء دينه آ«واعلموا أن الله سميعآ» لأقوالكم آ«عليمآ» بأحوالكم فمجازيكم. وَ‍قَ‍‍اتِلُو‌ا‌ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ سَم‍‍ِ‍ي‍‍عٌ عَلِيمٌ
002-245 آ«من ذا الذي يقرض اللهآ» بإنفاق ماله في سبيل الله آ«قرضا حسناآ» بأن ينفقه لله عز وجل عن طيب قلب آ«فيضاعفهآ» وفي قراءة فيضعفه بالتشديد آ«له أضعافا كثيرةآ» من عشر إلى أكثر من سبعمائة كما سيأتي آ«والله يقبضآ» يمسك الرزق عمن يشاء ابتلاء آ«ويبسطآ» يوسعه لمن يشاء امتحانا آ«وإليه ترجعونآ» في الآخرة بالبعث فيجازيكم بأعمالكم. مَ‍‌‍نْ ‌ذَ‌ا‌ ‌الَّذِي يُ‍‍قْ‍‍رِ‍‍ضُ ‌اللَّ‍‍هَ قَ‍‍رْ‍ض‍‍اً‌ حَسَنا‌‌ ً‌ فَيُ‍‍ضَ‍‍اعِفَ‍‍هُ لَهُ~ُ ‌أَ‍ضْ‍‍عَافا‌‌ ً‌ كَثِي‍رَة ًۚ ‌وَ‌اللَّهُ يَ‍‍قْ‍‍بِ‍‍ضُ ‌وَيَ‍‍بْ‍‍سُ‍‍طُ ‌وَ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ تُرْجَعُونَ
002-246 آ«ألم تر إلى الملأآ» الجماعة آ«من بني إسرائيل من بعدآ» موت آ«موسىآ» أي إلى قصتهم وخبرهم آ«إذ قالوا لنبي لهمآ» هو شمويل آ«ابعثآ» أقم آ«لنا ملكا نقاتلآ» معه آ«في سبيل اللهآ» تنتظم به كلمتنا ونرجع إليه آ«قالآ» النبي لهم آ«هل عسَيتمآ» بالفتح والكسر آ«إن كتب عليكم القتال أآ» ن آ«لا تقاتلواآ» خبر عسى والاستفهام لتقرير التوقع بها آ«قالوا وما لنا أآ» ن آ«لا نقاتل في سبيل الله وقد أُخرجنا من ديارنا وأبنائناآ» بسبيهم وقتلهم وقد فعل بهم ذلك قوم جالوت أي لا مانع لنا منه مع وجود مقتضيه قال تعالى: آ«فلما أَلَمْ تَ‍رَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الْمَلَإ‌ مِ‍‌‍نْ بَنِ‍‍ي ‌إِسْر‍َ‍‌ائ‍‍ِ‍ي‍‍لَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مُوسَ‍‍ى‌ ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الُو‌ا‌ لِنَبِيّ‍ٍ‌ لَهُمْ ‌ابْ‍‍عَثْ لَنَا‌ مَلِكا‌ ً‌ نُ‍‍قَ‍‍اتِلْ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ قَ‍‍الَ هَلْ عَسَيْتُمْ ‌إِ‌نْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ‌الْ‍‍قِ‍‍ت‍‍َ‍الُ ‌أَلاَّ‌ تُ‍‍قَ‍‍اتِلُو‌اۖ قَ‍‍الُو‌ا‌ ‌وَمَا‌ لَنَ‍‍ا‌ ‌أَلاَّ‌ نُ‍‍قَ‍‍اتِلَ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‍قَ‍‍دْ‌ ‌أُ‍خْ‍‍رِجْ‍‍نَا‌ مِ‍‌‍نْ ‌دِيَا‌رِنَا‌ ‌وَ‌أَبْ‍‍ن‍‍َ‍ائِنَا‌ ۖ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ‌الْ‍‍قِ‍‍ت‍‍َ‍الُ تَوَلَّوْ‌ا‌ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ عَل‍‍ِ‍ي‍‍م‌‍ٌ‌ بِ‍ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
002-247 آ«وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنَىآ» كيف آ«يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منهآ» لأنه ليس من سبط المملكة ولا النبوة وكان دباغا أو راعيا آ«ولم يؤت سعة من المالآ» يستعين بها على إقامة الملك آ«قالآ» النبي لهم آ«إن الله اصطفاهآ» اختاره للملك آ«عليكم وزاده بسطةآ» سعة آ«في العلم والجسمآ» وكان أعلم بني إسرائيل يومئذ وأجملهم وأتمهم خلقا آ«والله يؤتي ملكه من يشاءآ» إيتاءه لا اعتراض عليه آ«والله واسعآ» فضله آ«عليمآ» بمن هو أهل له. وَ‍قَ‍‍الَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ قَ‍‍دْ‌ بَعَثَ لَكُمْ طَ‍‍ال‍‍ُ‍وتَ مَلِكا‌‌ ًۚ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ‍‍ى‌ يَك‍‍ُ‍ونُ لَهُ ‌الْمُلْكُ عَلَيْنَا‌ ‌وَنَحْنُ ‌أَحَ‍‍قُّ بِ‍الْمُلْكِ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌وَلَمْ يُؤْتَ سَعَة ً‌ مِنَ ‌الْم‍‍َ‍الِ ۚ قَ‍‍الَ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ ‌اصْ‍‍طَ‍‍ف‍‍َ‍اهُ عَلَيْكُمْ ‌وَ‌زَ‌ا‌دَهُ بَسْ‍‍طَ‍‍ة‌ ً‌ فِي ‌الْعِلْمِ ‌وَ‌الْجِسْمِ ۖ ‌وَ‌اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَ‍‍هُ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ ‌وَ‌اللَّهُ ‌وَ‌اسِعٌ عَلِيمٌ
002-248 آ«وقال لهم نبيهمآ» لما طلبوا منه آية على ملكه آ«إن آية ملكه أن يأتيكم التابوتآ» الصندوق كان فيه صور الأنبياء أنزله الله على آدم واستمر إليهم فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوهم ويقدمونه في القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى آ«فيه سكينةآ» طمأنينة لقلوبكم آ«من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارونآ» أي تركاه هما، وهي نعلا موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيز من المن الذي كان ينزل وَ‍قَ‍‍الَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ ‌إِنَّ ‌آيَةَ مُلْكِهِ ‌أَ‌نْ يَأْتِيَكُمُ ‌ال‍‍تَّاب‍‍ُ‍وتُ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ سَكِينَةٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّكُمْ ‌وَبَ‍‍قِ‍‍يَّةٌ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَ‍رَكَ ‌آلُ مُوسَى‌ ‌وَ‌آلُ هَا‌ر‍ُ‍‌ونَ تَحْمِلُهُ ‌الْمَلاَئِكَةُ ۚ ‌إِنَّ فِي ‌ذَلِكَ لَآيَة ً‌ لَكُمْ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مُؤْمِنِينَ
002-249 آ«فلمَّا فصلآ» خرج آ«طالوت بالجنودآ» من بيت المقدس وكان الحر شديدا وطلبوا منه الماء آ«قال إن الله مبتليكمآ» مختبركم آ«بنهرآ» ليظهر المطيع منكم والعاصي وهو بين الأردن وفلسطين آ«فمن شرب منهآ» أي من مائه آ«فليس منيآ» أي من أتباعي آ«ومن لم يطعمهآ» يذقه آ«فإنه مني إلا من اغترف غرفةآ» بالفتح والضم آ«بيدهآ» فاكتفى بها ولم يزد عليها فإنه مني آ«فشربوا منهآ» لما وافوه بكثرة آ«إلا قليلا منهمآ» فاقتصروا على الغرفة روي أنها كفتهم لشربهم ودوابهم وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا آ«فلما جاوزه هو والذين آمنوا معهآ» وهم الذين اقتصروا على الغرفة آ«قالواآ» أي الذين شربوا آ«لا طاقةآ» قوة آ«لنا اليوم بجالوت وجنودهآ» أي بقتالهم وجبنوا ولم يجاوزوه آ«قال الذين يظنونآ» يوقنون آ«أنهم ملاقوا اللهآ» بالبعث وهم الذين جاوزوه آ«كمآ» خبرية بمعني كثير آ«من فئةآ» جماعة آ«قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن اللهآ» بإرادته آ«والله فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ فَ‍‍صَ‍‍لَ طَ‍‍ال‍‍ُ‍وتُ بِ‍الْجُن‍‍ُ‍و‌دِ‌ قَ‍‍الَ ‌إِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ مُ‍‍بْ‍‍تَلِيكُمْ بِنَهَر‌‌ٍ‌ فَمَ‍‌‍نْ شَ‍‍رِبَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ فَلَ‍‍يْ‍‍سَ مِ‍‍نِّ‍‍ي ‌وَمَ‍‌‍نْ لَمْ يَ‍‍طْ‍‍عَمْهُ فَإِنَّ‍‍هُ مِ‍‍نِّ‍‍ي ‌إِلاَّ‌ مَنِ ‌اغْ‍‍تَ‍رَفَ غُ‍‍رْفَة ً‌ بِيَدِهِ ۚ فَشَ‍‍رِبُو‌ا‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌إِلاَّ‌ قَ‍‍لِيلا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ ۚ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ جَا‌وَ‌زَهُ هُوَ‌ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ مَعَ‍‍هُ قَ‍‍الُو‌ا‌ لاَ‌ طَ‍‍اقَ‍‍ةَ لَنَا‌ ‌الْيَ‍‍وْمَ بِجَال‍‍ُ‍وتَ ‌وَجُنُو‌دِهِ ۚ قَ‍‍الَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَ‍‍ظُ‍‍نّ‍‍ُ‍ونَ ‌أَنَّ‍‍هُمْ مُلاَ‍قُ‍‍و‌ ‌اللَّهِ كَمْ مِ‍‌‍نْ فِئَة‌‍ٍقَ‍‍لِيلَةٍ غَ‍‍لَبَتْ فِئَة‌ ً‌ كَثِي‍رَة ً‌ بِإِ‌ذْنِ ‌اللَّ‍‍هِ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ مَعَ ‌ال‍‍صَّ‍‍ابِ‍‍رِينَ
002-250 آ«ولما برزوا لجالوت وجنودهآ» أي ظهروا لقتالهم وتصافّوا آ«قالوا ربنا أفرغآ» أصبب آ«علينا صبرا وثبت أقدامناآ» بتقوية قلوبنا على الجهاد آ«وانصرنا على القوم الكافرينآ». وَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ بَ‍رَ‌زُ‌و‌ا‌ لِجَال‍‍ُ‍وتَ ‌وَجُنُو‌دِهِ قَ‍‍الُو‌ا‌ ‌‍رَبَّنَ‍‍ا‌ ‌أَفْ‍‍رِ‍‍غْ عَلَيْنَا‌ صَ‍‍بْ‍‍ر‌ا‌ ً‌ ‌وَثَبِّتْ ‌أَ‍قْ‍‍دَ‌امَنَا‌ ‌وَ‌انْ‍‍‍‍صُ‍‍رْنَا‌ عَلَى‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
002-251 آ«فهزموهمآ» كسروهم آ«بإذن اللهآ» بإرادته آ«وقتل داودآ» وكان في عسكر طالوت آ«جالوت وآتاهآ» أي داود آ«الله الملكآ» في بني إسرائيل آ«والحكمةآ» النبوة بعد موت شمويل وطالوت ولم يجتمعا لأحد قبله آ«وعلّمه مما يشاءآ» كصنعة الدروع ومنطق الطير آ«ولولا دفع الله الناس بعضهمآ» بدل بعض من الناس آ«ببعض لفسدت الأرضآ» بغلبة المشركين وقتل المسلمين وتخريب المساجد آ«ولكنّ الله ذو فضل على العالمينآ» فدفع بعضهم ببعض. فَهَزَمُوهُمْ بِإِ‌ذْنِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‍قَ‍‍تَلَ ‌دَ‌ا‌و‍ُ‍‌و‌دُ‌ جَال‍‍ُ‍وتَ ‌وَ‌آت‍‍َ‍اهُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْمُلْكَ ‌وَ‌الْحِكْمَةَ ‌وَعَلَّمَ‍‍هُ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۗ ‌وَلَوْلاَ‌ ‌دَفْعُ ‌اللَّ‍‍هِ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ بَعْ‍‍ضَ‍‍هُمْ بِبَعْ‍‍ض‍‍ٍ‌ لَفَسَدَتِ ‌الأَ‌رْ‍ضُ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌اللَّ‍‍هَ ‌ذُ‌و‌ فَ‍‍ضْ‍‍لٍ عَلَى‌ ‌الْعَالَمِينَ
002-252 آ«تلكآ» هذه الآيات آ«آيات الله نتلوهاآ» نقصها آ«عليكآ» يا محمد آ«بالحقآ» بالصدق آ«وإنك لمن المرسلينآ» التأكيد بأن وغيرها ردٌ لقول الكفار له لست مرسلا. تِلْكَ ‌آي‍‍َ‍اتُ ‌اللَّ‍‍هِ نَتْلُوهَا‌ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ بِ‍الْحَ‍‍قِّ ۚ ‌وَ‌إِنَّ‍‍كَ لَمِنَ ‌الْمُرْسَلِينَ
002-253 آ«تلكآ» مبتدأ آ«الرسلآ» نعت أو عطف بيان والخبر آ«فضلنا بعضهم على بعضآ» بتخصيصه بمنقبة ليست لغيره آ«منهم من كلّم اللهآ» كموسى آ«ورفع بعضهمآ» أي محمد صلى الله عليه وسلم آ«درجاتآ» على غيره بعموم الدعوة وختم النبوة وتفضيل أمته على سائر الأمم والمعجزات المتكاثرة والخصائص العديدة آ«وآتينا تِلْكَ ‌ال‍‍رُّسُلُ فَ‍‍ضَّ‍‍لْنَا‌ بَعْ‍‍ضَ‍‍هُمْ عَلَى‌ بَعْ‍‍ضٍۘ مِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَ‍‌‍نْ كَلَّمَ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ ‌وَ‌‍رَفَعَ بَعْ‍‍ضَ‍‍هُمْ ‌دَ‌‍رَج‍‍َ‍اتٍۚ ‌وَ‌آتَيْنَا‌ عِيسَى‌ ‌ابْ‍‍نَ مَرْيَمَ ‌الْبَيِّن‍‍َ‍اتِ ‌وَ‌أَيَّ‍‍دْن‍‍َ‍اهُ بِر‍ُ‍‌وحِ ‌الْ‍‍قُ‍‍دُسِ ۗ ‌وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ مَا‌ ‌ا‍قْ‍‍تَتَلَ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ بَعْدِهِمْ مِ‍‌‍نْ بَعْدِ‌ مَا‌ ج‍‍َ‍ا‌ءَتْهُمُ ‌الْبَيِّن‍‍َ‍اتُ ‌وَلَكِنِ ‌اخْ‍‍تَلَفُو‌ا‌ فَمِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَ‍‌‍نْ ‌آمَنَ ‌وَمِ‍‌‍نْ‍‍هُمْ مَ‍‌‍نْ كَفَ‍رَۚ ‌وَلَوْ‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌اللَّ‍‍هُ مَا‌ ‌ا‍قْ‍‍تَتَلُو‌ا‌ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَفْعَلُ مَا‌ يُ‍‍رِيدُ
002-254 آ«يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكمآ» زكاته آ«من قبل أن يأتي يوم لا بيْعٌآ» فداء آ«فيه ولا خُلَّةآ» صداقة تنفع آ«ولا شَفَاعَةَآ» بغير إذنه وهو يوم القيامة وفي قراءة برفع الثلاثة آ«والكافرونآ» بالله أو بما فرض عليهم آ«هم الظالمونآ» لوضعهم أمر الله في غير محله. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌‍رَ‌زَ‍قْ‍‍نَاكُمْ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِ ‌أَ‌نْ يَأْتِيَ يَ‍‍وْم ٌ‌ لاَ‌ بَ‍‍يْ‍‍ع‌‍ٌ‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌وَلاَ‌ خُ‍‍لَّةٌ‌ ‌وَلاَ‌ شَفَاعَةٌۗ ‌وَ‌الْكَافِر‍ُ‍‌ونَ هُمُ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمُونَ
002-255 آ«الله لا إلهآ» أي لا معبود بحق في الوجود آ«إلا هو الحيُّآ» الدائم بالبقاء آ«القيومآ» المبالغ في القيام بتدبير خلقه آ«لاتأخذه سنةآ» نعاس آ«ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرضآ» ملكا وخلقا وعبيدا آ«من ذا الذيآ» أي لا أحد آ«يشفع عنده إلا بإذنهآ» له فيها آ«يعلم ما بين أيديهمآ» أي الخلق آ«وما خلفهمآ» أي من أمر الدنيا والآخرة آ«ولا يحيطون بشيء من علمهآ» أي لا يعلمون اللَّهُ لاَ‌ ‌إِلَهَ ‌إِلاَّ‌ هُوَ‌ ‌الْحَيُّ ‌الْ‍‍قَ‍‍يّ‍‍ُ‍ومُ ۚ لاَ‌ تَأْ‍خُ‍‍ذُهُ سِنَةٌ‌ ‌وَلاَ‌ نَ‍‍وْم ٌۚ لَ‍‍هُ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۗ مَ‍‌‍نْ ‌ذَ‌ا‌ ‌الَّذِي يَشْفَعُ عِ‍‌‍نْ‍‍دَهُ~ُ ‌إِلاَّ‌ بِإِ‌ذْنِ‍‍هِ ۚ يَعْلَمُ مَا‌ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌أَيْدِيهِمْ ‌وَمَا‌ خَ‍‍لْفَهُمْ ۖ ‌وَلاَ‌ يُحِي‍‍طُ‍‍ونَ بِشَ‍‍يْء‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ عِلْمِهِ ‌إِلاَّ‌ بِمَا‌ ش‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ۚ ‌وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَ‌الأَ‌رْ‍ضَ ۖ ‌وَلاَ‌ يَئ‍‍ُ‍‍و‌دُهُ حِفْ‍‍ظُ‍‍هُمَا‌ ۚ ‌وَهُوَ‌ ‌الْعَلِيُّ ‌الْعَ‍‍ظِ‍‍يمُ
002-256 آ«لا إكراه في الدينآ» على الدخول فيه آ«قد تبين الرشد من الغيآ» أي ظهر بالآيات البينات أن الايمان رشد والكفر غي نزلت فيمن كان له من الأنصار اولاد أراد أن يكرههم علي الإسلام آ«فمن يكفر بالطاغوتآ» الشيطان أو الأصنام وهو يطلق على المفرد والجمع آ«ويؤمن بالله فقد استمسكآ» تمسك آ«بالعروة الوثقىآ» بالعقد المحكم آ«لا انفصامآ» انقطاع آ«لها والله سميعآ» لما يقال آ«عليمآ» بما يفعل. لاَ‌ ‌إِكْ‍رَ‍‌اهَ فِي ‌ال‍‍دّ‍ِ‍ي‍‍نِ ۖ قَ‍‍دْ‌ تَبَيَّنَ ‌ال‍‍رُّشْدُ‌ مِنَ ‌ال‍‍غَ‍‍يِّ ۚ فَمَ‍‌‍نْ يَكْفُرْ‌ بِ‍ال‍‍طَّ‍‍اغُ‍‍وتِ ‌وَيُؤْمِ‍‌‍نْ بِ‍اللَّ‍‍هِ فَ‍‍قَ‍‍دِ‌ ‌اسْتَمْسَكَ بِ‍الْعُرْ‌وَةِ ‌الْوُثْ‍‍قَ‍‍ى‌ لاَ‌ ‌ان‍‍فِ‍‍صَ‍‍امَ لَهَا‌ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ سَم‍‍ِ‍ي‍‍عٌ عَلِيمٌ
002-257 آ«الله وليآ» ناصر آ«الذين آمنوا يخرجهم من الظلماتآ» الكفر آ«إلى النورآ» الإيمان آ«والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلماتآ» ذكر الإخراج إما في مقابلة قوله يخرجهم من الظلمات أو في كل من آمن بالنبي قبل بعثته من اليهود ثم كفر به آ«أولئك أصحاب النار هم فيها خالدونآ». اللَّهُ ‌وَلِيُّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ يُ‍‍خْ‍‍رِجُهُمْ مِنَ ‌ال‍‍ظُّ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍نُّ‍‍و‌ر‌ ۖ ‌وَ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ كَفَرُ‌و‌ا‌ ‌أَ‌وْلِي‍‍َ‍ا‌ؤُهُمُ ‌ال‍‍طَّ‍‍اغُ‍‍وتُ يُ‍‍خْ‍‍رِجُونَهُمْ مِنَ ‌ال‍‍نُّ‍‍و‌ر‌ ‌إِلَى‌ ‌ال‍‍ظُّ‍‍لُم‍‍َ‍اتِ ۗ ‌أ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ هُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
002-258 آ«ألم ترَ إلى الذي حَاًجَّآ» جادل أَلَمْ تَ‍رَ‌ ‌إِلَى‌ ‌الَّذِي ح‍‍َ‍اجَّ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مَ فِي ‌‍رَبِّهِ ‌أَ‌نْ ‌آت‍‍َ‍اهُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْمُلْكَ ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌‍رَبِّي ‌الَّذِي يُحْيِي ‌وَيُم‍‍ِ‍ي‍‍تُ قَ‍‍الَ ‌أَنَ‍‍ا‌ ‌أُحْيِي ‌وَ‌أُم‍‍ِ‍ي‍‍تُ ۖ قَ‍‍الَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مُ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَأْتِي بِ‍ال‍‍شَّمْسِ مِنَ ‌الْمَشْ‍‍رِ‍‍قِ فَأْتِ بِهَا‌ مِنَ ‌الْمَ‍‍غْ‍‍رِبِ فَبُهِتَ ‌الَّذِي كَفَ‍رَۗ ‌وَ‌اللَّهُ لاَ‌ يَهْدِي ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمَ ‌ال‍‍ظَّ‍‍الِمِينَ
002-259 آ«أوآ» رأيت آ«كالذيآ» الكاف زائدة آ«مرَّ على قريةآ» هي بيت المقدس راكبا على حمار ومعه سلة تين وقدح عصير وهوعزيز آ«وهي خاويةآ» ساقطة آ«على عروشهاآ» سقوطها لما خرَّبها بختنصر آ«قال أنَّىآ» كيف آ«يحيي هذه الله بعد موتهاآ» استعظاما لقدرته تعالى آ«فأماته اللهآ» وألبثه آ«مائه عام ثم بعثهآ» أحياء ليريه كيفية ذلك آ«قالآ» تعالى له آ«كم لبثتآ» مكثت هنا آ«قال لبثت يوما أو بعض يومآ» لأنه نام أول النهار فقبض وأحيي عند الغروب فظن أنه يوم النوم آ«قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامكآ» التين آ«وشرابكآ» العصير آ«لم يتسنَّهآ» لم يتغير مع طول الزمان، أَ‌وْ‌ كَالَّذِي مَ‍رَّ‌ عَلَى‌ قَ‍‍رْيَةٍ‌ ‌وَهِيَ خَ‍‍ا‌وِيَةٌ عَلَى‌ عُرُ‌وشِهَا‌ قَ‍‍الَ ‌أَنَّ‍‍ى‌ يُحْيِي هَذِهِ ‌اللَّ‍‍هُ بَعْدَ‌ مَوْتِهَا‌ ۖ فَأَمَاتَهُ ‌اللَّ‍‍هُ مِائَةَ ع‍‍َ‍ام‌‍ٍ‌ ثُ‍‍مَّ بَعَثَ‍‍هُ ۖ قَ‍‍الَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَ‍‍الَ لَبِثْتُ يَوْماً‌ ‌أَ‌وْ‌ بَعْ‍‍ضَ يَ‍‍وْم‌‍ٍۖ قَ‍‍الَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ ع‍‍َ‍ام‌‍ٍ‌ فَا‌ن‍‍ظُ‍‍رْ‌ ‌إِلَى‌ طَ‍‍عَامِكَ ‌وَشَ‍رَ‌ابِكَ لَمْ يَتَسَ‍‍نَّ‍‍هْ ۖ ‌وَ‌ان‍‍ظُ‍‍رْ‌ ‌إِلَى‌ حِمَا‌رِكَ ‌وَلِنَ‍‍جْ‍‍عَلَكَ ‌آيَة ً‌ لِل‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ۖ ‌وَ‌ان‍‍ظُ‍‍رْ‌ ‌إِلَى‌ ‌الْعِ‍‍ظَ‍‍امِ كَ‍‍يْ‍‍فَ نُ‍‌‍ن‍‍شِزُهَا‌ ثُ‍‍مَّ نَكْسُوهَا‌ لَحْما‌‌ ًۚ فَلَ‍‍مَّ‍‍ا‌ تَبَيَّنَ لَ‍‍هُ قَ‍‍الَ ‌أَعْلَمُ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
002-260 آ«وآ» اذكر آ«إذ قال إبراهيم ربَّ أرني كيف تحيي الموتى قالآ» تعالى له آ«أولم تؤمنآ» بقدرتي على الإحياء سأله مع علمه بإيمانه بذلك ليجيبه بما سأل فيعلم السامعون غرضه آ«قال بلىآ» آمنت آ«ولكنآ» سألتك آ«ليطمئنآ» يسكن آ«قلبيآ» بالمعاينة المضمومة إلى الاستدلال آ«قال فخذ أربعة من الطير فّصُرْهُنَّ إليكآ» بكسر الصاد وضمها أملهن إليك وقطعهن واخلط لحمهن وريشهن آ«ثم اجعل على كل جبلآ» من جبال أرضك آ«منهن جزءاً ثم ادعهنآ» إليك آ«يأتينك سعياآ» سريعا آ«واعلم أن الله عزيزآ» لا يعجزه شيء آ«حكيمآ» في صنعه فأخذ طاووسا ونسرا وغرابا وديكا وفعل بهن ما ذكر وأمسك وَ‌إِ‌ذْ‌ قَ‍‍الَ ‌إِبْ‍‍‍رَ‌اه‍‍ِ‍ي‍‍مُ ‌‍رَبِّ ‌أَ‌رِنِي كَ‍‍يْ‍‍فَ تُحْيِي ‌الْمَوْتَى‌ ۖ قَ‍‍الَ ‌أَ‌وَلَمْ تُؤْمِ‍‌‍نْ ۖ قَ‍‍الَ بَلَى‌ ‌وَلَكِ‍‌‍نْ لِيَ‍‍طْ‍‍مَئِ‍‍نَّ قَ‍‍لْبِي ۖ قَ‍‍الَ فَ‍‍خُ‍‍ذْ‌ ‌أَ‌رْبَعَة ً‌ مِنَ ‌ال‍‍طَّ‍‍يْ‍‍ر‍ِ‍‌ فَ‍‍صُ‍‍رْهُ‍‍نَّ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ثُ‍‍مَّ ‌اجْ‍‍عَلْ عَلَى‌ كُلِّ جَبَلٍ‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ‍‍نَّ جُزْ‌ء‌ا‌‌ ً‌ ثُ‍‍مَّ ‌ا‌دْعُهُ‍‍نَّ يَأْتِينَكَ سَعْيا‌ ًۚ ‌وَ‌اعْلَمْ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ عَز‍ِ‍ي‍‍زٌ‌ حَكِيمٌ
002-261 آ«مثلآ» صفة نفقات آ«الذين ينفقون أموالهم في سبيل للهآ» أي طاعته آ«كمَثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبةآ» فكذلك نفقاتهم تضاعفت لسبعمائة ضعف آ«والله يضاعفآ» أكثر من ذلك آ«لمن يشاء والله واسعآ» فضله آ«عليمآ» بمن يستحق المضاعفة. مَثَلُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ ‌أَمْوَ‌الَهُمْ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ ‌أَ‌نْ‍‍بَتَتْ سَ‍‍بْ‍‍عَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُ‍‌‍نْ‍‍بُلَةٍ‌ مِائَةُ حَبَّةٍۗ ‌وَ‌اللَّهُ يُ‍‍ضَ‍‍اعِفُ لِمَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ ‌وَ‌اسِعٌ عَلِيمٌ
002-262 آ«الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يُتبِعون ما أنفقوا مَنًّاآ» على المنفق عليه بقولهم مثلا: قد أحسنت إليه وجبرت حاله آ«ولا أذًىآ» له بذكر ذلك إلى من لا يجب وقوفه عليه ونحو آ«لهم أجرهمآ» ثواب إنفاقهم آ«عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ» في الآخرة. الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ ‌أَمْوَ‌الَهُمْ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ ثُ‍‍مَّ لاَ‌ يُتْبِع‍‍ُ‍ونَ مَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فَ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ مَ‍‍نّ‍‍ا‌ ً‌ ‌وَلاَ‌ ‌أَ‌ذ‌ى‌ ًۙ لَهُمْ ‌أَجْ‍‍رُهُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّهِمْ ‌وَلاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يَحْزَنُونَ
002-263 آ«قول معروفآ» كلام حسن ورد على السائل جميل آ«ومغفرةآ» له في إلحاحه آ«خير من صدقة يتبعها أذًىآ» بالمن وتعيير له بالسؤال آ«والله غنيآ» عن صدقة العباد آ«حليمآ» بتأخير العقوبة عن المانّ والمؤذي. قَ‍‍وْلٌ‌ مَعْر‍ُ‍‌وفٌ‌ ‌وَمَ‍‍غْ‍‍فِ‍رَةٌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ مِ‍‌‍نْ صَ‍‍دَ‍قَ‍‍ةٍ‌ يَتْبَعُهَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ذ‌ى‌ ًۗ ‌وَ‌اللَّهُ غَ‍‍نِيٌّ حَلِيمٌ
002-264 آ«يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكمآ» أي أجورها آ«بالمن والأذىآ» إبطالا آ«كالذيآ» أي كإبطال نفقة الذي آ«ينفق ماله رئاء الناسآ» مرائيا لهم آ«ولا يؤمن بالله واليوم الآخرآ» هو المنافق آ«فمثله كمثل صفوانآ» حجر أملس آ«عليه تراب فأصابه وابلآ» مطر شديد آ«فتركه يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ لاَ‌ تُ‍‍بْ‍‍‍‍طِ‍‍لُو‌اصَ‍‍دَ‍قَ‍‍اتِكُمْ بِ‍الْمَ‍‍نِّ ‌وَ‌الأَ‌ذَ‌ى‌ كَالَّذِي يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ مَالَ‍‍هُ ‌رِئ‍‍َ‍ا‌ءَ‌ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسِ ‌وَلاَ‌ يُؤْمِنُ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌الْيَ‍‍وْمِ ‌الآ‍‍خِ‍‍رِ‌ ۖ فَمَثَلُ‍‍هُ كَمَثَلِ صَ‍‍فْو‍َ‍‌انٍ عَلَ‍‍يْ‍‍هِ تُ‍رَ‍‌اب‌‍ٌ‌ فَأَ‍صَ‍‍ابَ‍‍هُ ‌وَ‌ابِل‌‍ٌ‌ فَتَ‍رَكَ‍‍هُ صَ‍‍لْد‌ا‌ ًۖ لاَ‌ يَ‍‍قْ‍‍دِ‌ر‍ُ‍‌ونَ عَلَى‌ شَ‍‍يْء‌ٍ‌ مِ‍‍مَّ‍‍ا‌ كَسَبُو‌اۗ ‌وَ‌اللَّهُ لاَ‌ يَهْدِي ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمَ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
002-265 آ«ومثلآ» نفقات آ«الذين ينفقون أموالهم ابتغاءآ» طلب آ«مرضات الله وتثبيتا من أنفسهمآ» أي تحقيقا للثواب عليه بخلاف المنافقين الذين لا يرجونه لإنكارهم له ومَن ابتدائية آ«كمثل جنةآ» بستان آ«بِرُبْوَةٍآ» بضم الراء وفتحتها مكان مرتفع مستو آ«أصابها وابل فآتتآ» أعطت آ«أكلَهاآ» بضم الكاف وسكونها ثمرها آ«ضعفينآ» مثلَيْ ما يثمر غيرها آ«فإن لم يصبها وابل فطلٌآ» مطر خفيف يصيبها ويكفيها لارتفاعها، المعنى: تثمر وتزكو كثر المطر أم قل فكذلك نفقات من ذكر تزكو عند الله كثرت أم قلت آ«والله بما تعلمون بصيرآ» فيجازيكم به. وَمَثَلُ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ ‌أَمْوَ‌الَهُمُ ‌ابْ‍‍تِ‍‍غَ‍‍ا‌ءَ‌ مَرْ‍ضَ‍‍اةِ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَتَثْبِيتا‌ ً‌ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‌نْ‍‍فُسِهِمْ كَمَثَلِ جَ‍‍نَّ‍‍ة ٍ‌ بِ‍رَبْ‍‍وَةٍ ‌أَ‍صَ‍‍ابَهَا‌ ‌وَ‌ابِل‌‍ٌ‌ فَآتَتْ ‌أُكُلَهَا‌ ضِ‍‍عْفَ‍‍يْ‍‍نِ فَإِ‌نْ لَمْ يُ‍‍صِ‍‍بْ‍‍هَا‌ ‌وَ‌ابِل‌‍ٌ‌ فَ‍‍طَ‍‍لٌّۗ ‌وَ‌اللَّهُ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ بَ‍‍صِ‍‍يرٌ
002-266 آ«أيَوَدُّآ» أيحب آ«أحدكم أن تكون له جنةآ» بستان آ«من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيهاآ» ثمر آ«من كل الثمرات وآ» قد آ«أصابه الكبرآ» فضعف من الكبر عن الكسب آ«وله ذُرِّيةٌ ضعفاءآ» أولاد صغار لا يقدرون عليه آ«فأصابها إعصارآ» ريح شديدة آ«فيه أَيَوَ‌دُّ‌ ‌أَحَدُكُمْ ‌أَ‌نْ تَك‍‍ُ‍ونَ لَ‍‍هُ جَ‍‍نَّ‍‍ةٌ‌ مِ‍‌‍نْ نَ‍‍خِ‍‍ي‍‍لٍ‌ ‌وَ‌أَعْن‍‍َ‍اب‌‍ٍ‌ تَ‍‍جْ‍‍رِي مِ‍‌‍نْ تَحْتِهَا‌ ‌الأَ‌نْ‍‍ه‍‍َ‍ا‌رُ‌ لَ‍‍هُ فِيهَا‌ مِ‍‌‍نْ كُلِّ ‌ال‍‍ثَّمَ‍رَ‍‌اتِ ‌وَ‌أَ‍صَ‍‍ابَهُ ‌الْكِبَرُ‌ ‌وَلَ‍‍هُ ‌ذُ‌رِّيَّة‌‍ٌضُ‍‍عَف‍‍َ‍ا‌ءُ‌ فَأَ‍صَ‍‍ابَهَ‍‍ا‌ ‌إِعْ‍‍صَ‍‍ا‌ر‌‌ٌ‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ن‍‍َ‍ا‌ر‌‌ٌ‌ فَاحْتَ‍رَقَ‍‍تْ ۗ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ‌اللَّ‍‍هُ لَكُمُ ‌الآي‍‍َ‍اتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُ‌ونَ
002-267 آ«يا أيها الذين آمنوا أنفقواآ» أي زكوا آ«من طيباتآ» جياد آ«ما كسبتمآ» من المال آ«ومـآ» ـن طيبات آ«ما أخرجنا لكم من الأرضآ» من الحبوب والثمار آ«ولا تيممواآ» تقصدوا آ«الخبيثآ» الرديء آ«منهآ» أي من المذكور آ«تنفقونـآ» ـه في الزكاة حال من ضمير تيمموا آ«ولستم بآخذيهآ» أي الخبيث لو أعطيتموه في حقوقكم آ«إلا أن تغمضوا فيهآ» بالتساهل وغض البصر فكيف تؤدون منه حق الله آ«واعلموا أن الله غنيآ» عن نفقاتكم آ«حميدآ» محمود على كل حال. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ طَ‍‍يِّب‍‍َ‍اتِ مَا‌ كَسَ‍‍بْ‍‍تُمْ ‌وَمِ‍‍مَّ‍‍ا‌ ‌أَ‍خْ‍رَجْ‍‍نَا‌ لَكُمْ مِنَ ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۖ ‌وَلاَ‌ تَيَ‍‍مَّ‍‍مُو‌ا‌الْ‍‍خَ‍‍ب‍‍ِ‍ي‍‍ثَ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ تُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ ‌وَلَسْتُمْ بِآ‍‍خِ‍‍ذ‍ِ‍ي‍‍هِ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ تُ‍‍غْ‍‍مِ‍‍ضُ‍‍و‌ا‌ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ۚ ‌وَ‌اعْلَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَنَّ ‌اللَّ‍‍هَ غَ‍‍نِيٌّ حَمِيدٌ
002-268 آ«الشيطان يعدكم الفقرآ» يخوفكم به إن تصدقتم فتمسكوا آ«ويأمركم بالفحشاءآ» البخل ومنع الزكاة آ«والله يعدكمآ» على الإنفاق آ«مغفرة منهآ» لذنوبكم آ«وفضلاآ» رزقا خلفا منه آ«والله واسعآ» فضله آ«عليمآ» بالمنفق. ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ يَعِدُكُمُ ‌الْفَ‍‍قْ‍‍‍رَ‌ ‌وَيَأْمُرُكُمْ بِ‍الْفَحْش‍‍َ‍ا‌ءِ‌ ۖ ‌وَ‌اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَ‍‍غْ‍‍فِ‍رَة ً‌ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ ‌وَفَ‍‍ضْ‍‍لا‌ ًۗ ‌وَ‌اللَّهُ ‌وَ‌اسِعٌ عَلِيمٌ
002-269 آ«يؤتي الحكمةآ» أي العلم النافع المؤدي إلى العمل آ«من يشاء يُؤْتِي ‌الْحِكْمَةَ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يُؤْتَ ‌الْحِكْمَةَ فَ‍‍قَ‍‍دْ‌ ‌أ‍ُ‍‌وتِيَ خَ‍‍يْر‌ا‌‌ ً‌ كَثِي‍‍ر‌ا‌ ًۗ ‌وَمَا‌ يَذَّكَّرُ‌ ‌إِلاَّ‌ ‌أ‍ُ‍‌وْلُو‌ا‌الأَلْبَابِ
002-270 آ«وما أنفقتم من نفقةآ» أديتم من زكاة أو صدقة آ«أو نذرتم من نذرآ» فوفيتم به آ«فإن الله يعلمهآ» فيجازيكم عليه آ«وما للظالمينآ» بمنع الزكاة والنذر أو بوضع الإنفاق في غير محله من معاصي الله آ«من أنصارآ» مانعين لهم من عذابه. وَمَ‍‍ا‌ ‌أَ‌ن‍‍فَ‍‍قْ‍‍تُمْ مِ‍‌‍نْ نَفَ‍‍قَ‍‍ةٍ ‌أَ‌وْ‌ نَذَ‌رْتُمْ مِ‍‌‍نْ نَذْ‌ر‌‌ٍ‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَعْلَمُ‍‍هُ ۗ ‌وَمَا‌ لِل‍‍ظَّ‍‍الِم‍‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ ‌أَ‌ن‍‍صَ‍‍ا‌رٍ
002-271 آ«إن تبدواآ» تظهروا آ«الصدقاتآ» أي النوافل آ«فَنعمَّا هيآ» أي نعم شيئاً إبداؤها آ«وإن تخفوهاآ» تسروها آ«وتؤتوها الفقراء فهو خير لكمآ» من إبدائها وإيتائها الأغنياء أما صدقة الفرض فالأفضل إظهارها ليقتدي به ولئلا يتهم، وإيتاؤها الفقراء متعين آ«ويكَفِّرآ» بالياء والنون مجزوما بالعطف على محل فهو ومرفوعا على الاستئناف آ«عنكم منآ» بعض آ«سيئاتكم والله بما تعملون خبيرآ» عالم بباطنه كظاهره لا يخفى عليه شيء منه. إِ‌نْ تُ‍‍بْ‍‍دُ‌و‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍دَ‍قَ‍‍اتِ فَنِعِ‍‍مَّ‍‍ا‌ هِيَ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍خْ‍‍فُوهَا‌ ‌وَتُؤْتُوهَا‌ ‌الْفُ‍‍قَ‍‍ر‍َ‍‌ا‌ءَ‌ فَهُوَ‌ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لَكُمْ ۚ ‌وَيُكَفِّ‍‍ر‍ُ‍‌ عَ‍‌‍نْ‍‍كُمْ مِ‍‌‍نْ سَيِّئ‍‍َ‍‍اتِكُمْ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ خَ‍‍بِيرٌ
002-272 ولما منع صلى الله عليه وسلم من التصدق على المشركين ليسلموا نزل: آ«ليس عليك هداهمآ» أي الناس إلى الدخول في الإسلام إنما عليك البلاغ آ«ولكن الله يهدي من يشاءآ» هدايته إلى الدخول فيه آ«وما تنفقوا من خيرآ» مال آ«فلأنفسكمآ» لأن ثوابه لها آ«وما لَ‍‍يْ‍‍سَ عَلَ‍‍يْ‍‍كَ هُدَ‌اهُمْ ‌وَلَكِ‍‍نَّ ‌اللَّ‍‍هَ يَهْدِي مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۗ ‌وَمَا‌ تُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٍ‌ فَلِأَ‌ن‍‍فُسِكُمْ ۚ ‌وَمَا‌ تُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ ‌إِلاَّ‌ ‌ابْ‍‍تِ‍‍غَ‍‍ا‌ءَ‌ ‌وَجْ‍‍هِ ‌اللَّ‍‍هِ ۚ ‌وَمَا‌ تُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌ٍ‌ يُوَفَّ ‌إِلَيْكُمْ ‌وَ‌أَ‌نْ‍‍تُمْ لاَ‌ تُ‍‍ظْ‍‍لَمُونَ
002-273 آ«للفقراءآ» خبر مبتدأ محذوف أي الصدقات آ«الذين أحصروا في سبيل اللهآ» أي حبسوا أنفسهم على الجهاد، نزلت في أهل الصُّفَّةِ وهم أربعمائة من المهاجرين أرصدوا لتعلم القرآن والخروج مع السرايا آ«لا يستطيعون ضرباآ» سفرا آ«في الأرضآ» للتجارة والمعاش لشغلهم عنه بالجهاد آ«يحسبهم الجاهلآ» بحالهم آ«أغنياء من التعففآ» أي لتعففهم عن السؤال وتركه آ«تعرفهمآ» يا مخاطب آ«بسيماهمآ» علامتهم من التواضع وأثر الجهد آ«لا يسألون الناسآ» شيئا فيلحفون آ«إلحافاآ» أي لا سؤال لهم أصلا فلا يقع منهم إلحاف وهو الإلحاح آ«وما تنفقوا من خير فإن الله به عليمآ» فمجاز عليه. لِلفُ‍‍قَ‍‍ر‍َ‍‌ا‌ءِ‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌أُحْ‍‍صِ‍‍رُ‌و‌ا‌ فِي سَب‍‍ِ‍ي‍‍لِ ‌اللَّ‍‍هِ لاَ‌ يَسْتَ‍‍طِ‍‍يع‍‍ُ‍ونَ ضَ‍‍رْبا‌‌ ً‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ يَحْسَبُهُمُ ‌الْجَاهِلُ ‌أَ‍‍غْ‍‍نِي‍‍َ‍ا‌ءَ‌ مِنَ ‌ال‍‍تَّعَفُّفِ تَعْ‍‍رِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ‌ يَسْأَل‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍اسَ ‌إِلْحَافا‌ ًۗ ‌وَمَا‌ تُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ مِ‍‌‍نْ خَ‍‍يْ‍‍ر‌‌ٍ‌ فَإِنَّ ‌اللَّ‍‍هَ بِ‍‍هِ عَلِيمٌ
002-274 آ«الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربَّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ». الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يُ‍‌‍ن‍‍فِ‍‍قُ‍‍ونَ ‌أَمْوَ‌الَهُمْ بِ‍ال‍‍لَّ‍‍يْ‍‍لِ ‌وَ‌ال‍‍نَّ‍‍ه‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ سِ‍‍ر‍ّ‍‌ا‌ ً‌ ‌وَعَلاَنِيَة‌ ً‌ فَلَهُمْ ‌أَجْ‍‍رُهُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّهِمْ ‌وَلاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يَحْزَنُونَ
002-275 آ«الذين يأكلون الرباآ» أي ياخذونه وهو الزيادة في المعاملة بالنقود والمطعومات في القدر أو الأجل آ«لا يقومونآ» من قبورهم آ«إلاآ» قياما آ«كما يقوم الذي يتخبطهآ» يصرعه آ«الشيطان من المسآ» الجنون، متعلق الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ يَأْكُل‍‍ُ‍ونَ ‌ال‍‍رِّبَا‌ لاَ‌ يَ‍‍قُ‍‍وم‍‍ُ‍ونَ ‌إِلاَّ‌ كَمَا‌ يَ‍‍قُ‍‍ومُ ‌الَّذِي يَتَ‍‍خَ‍‍بَّ‍‍طُ‍‍هُ ‌ال‍‍شَّيْ‍‍طَ‍‍انُ مِنَ ‌الْمَسِّ ۚ ‌ذَلِكَ بِأَنَّ‍‍هُمْ قَ‍‍الُ‍‍و‌ا‌ ‌إِنَّ‍‍مَا‌ ‌الْبَ‍‍يْ‍‍عُ مِثْلُ ‌ال‍‍رِّبَا‌ ۗ ‌وَ‌أَحَلَّ ‌اللَّ‍‍هُ ‌الْبَ‍‍يْ‍‍عَ ‌وَحَ‍رَّمَ ‌ال‍‍رِّبَا‌ ۚ فَمَ‍‌‍نْ ج‍‍َ‍ا‌ءَهُ مَوْعِ‍‍ظَ‍‍ةٌ‌ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّ‍‍هِ فَا‌ن‍‍تَهَى‌ فَلَ‍‍هُ مَا‌ سَلَفَ ‌وَ‌أَمْرُهُ~ُ ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ‌وَمَ‍‌‍نْ ع‍‍َ‍ا‌دَ‌ فَأ‍ُ‍‌وْل‍‍َ‍ائِكَ ‌أَ‍صْ‍‍ح‍‍َ‍ابُ ‌ال‍‍نّ‍‍َ‍ا‌ر‍ِ‍‌ ۖ هُمْ فِيهَا‌ خَ‍‍الِدُ‌ونَ
002-276 آ«يمحق الله الرباآ» ينقصه ويذهب بركته آ«ويربي الصدقاتآ» يزيدها وينميها ويضاعف ثوابها آ«والله لا يحب كل كفَّارآ» بتحليل الربا آ«أثيمآ» فاجر بأكله أي يعاقبه. يَمْحَ‍‍قُ ‌اللَّ‍‍هُ ‌ال‍‍رِّبَا‌ ‌وَيُرْبِي ‌ال‍‍صَّ‍‍دَ‍قَ‍‍اتِ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ لاَ‌ يُحِبُّ كُلَّ كَفّ‍‍َ‍ا‌رٍ‌ ‌أَثِيمٍ
002-277 آ«إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنونآ». إِنَّ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌ ‌وَعَمِلُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍الِح‍‍َ‍اتِ ‌وَ‌أَ‍قَ‍‍امُو‌ا‌ال‍‍صَّ‍‍لاَةَ ‌وَ‌آتَوْ‌ا‌ ‌ال‍‍زَّك‍‍َ‍اةَ لَهُمْ ‌أَجْ‍‍رُهُمْ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌‍رَبِّهِمْ ‌وَلاَ‌ خَ‍‍وْفٌ عَلَيْهِمْ ‌وَلاَ‌ هُمْ يَحْزَنُونَ
002-278 آ«يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذرواآ» اتركوا آ«ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنينآ» صادقين في إيمانكم فإن من شأن المؤمن امتثال أمر الله تعالى، نزلت لما طالب بعض الصحابة بعد النهي بربا كان لهم من قبل. يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُو‌ا‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ‌وَ‌ذَ‌رُ‌و‌ا‌ مَا‌ بَ‍‍قِ‍‍يَ مِنَ ‌ال‍‍رِّبَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ مُؤْمِنِينَ
002-279 آ«فإن لم تفعلواآ» ما أمرتم به آ«فأذنواآ» اعلمَوا آ«بحرب من الله ورسولهآ» لكم فيه تهديد شديد لهم ولما نزلت قالوا لا بد لنا بحربه آ«وإن تبتمآ» رجعتم عنه آ«فلكم رءوسآ» فَإِ‌نْ لَمْ تَفْعَلُو‌ا‌ فَأْ‌ذَنُو‌ا‌ بِحَرْبٍ‌ مِنَ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌‍رَسُولِ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍بْ‍‍تُمْ فَلَكُمْ ‌رُ‌ء‍ُ‍‌وسُ ‌أَمْوَ‌الِكُمْ لاَ‌ تَ‍‍ظْ‍‍لِم‍‍ُ‍ونَ ‌وَلاَ‌ تُ‍‍ظْ‍‍لَمُونَ
002-280 (وإن كان) وقع غريم (ذو عسرة فنظرة) له أي عليكم تأخيره (إلى ميسرة) بفتح السين وضمها أي وقت يسر (وأن تصدقوا) بالتشديد على إدغام التاء في الأصل في الصاد وبالتخفيف على حذفها أي تتصدقوا على المعسر بالإبراء (خير لكم إن كنتم تعلمون) أنه خير فافعلوه وفي الحديث "" من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "" رواه مسلم. وَ‌إِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ ‌ذُ‌و‌ عُسْ‍رَة‌‍ٍ‌ فَنَ‍‍ظِ‍رَة‌‍ٌ‌ ‌إِلَى‌ مَيْسَ‍رَةٍۚ ‌وَ‌أَ‌نْ تَ‍‍صَ‍‍دَّ‍‍قُ‍‍و‌اخَ‍‍يْ‍‍ر‌ٌ‌ لَكُمْ ۖ ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ تَعْلَمُونَ
002-281 آ«واتقوا يوما تُرجعونآ» بالبناء للمفعول تردون وللفاعل تصيرون آ«فيه إلى اللهآ» هو يوم القيامة آ«ثم توفَّىآ» فيه آ«كل نفسآ» جزاء آ«ما كسبتآ» عملت من خير وشر آ«وهم لا يُظلمونآ» بنقص حسنة أو زيادة سيْئة. وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌ يَوْما‌‌ ً‌ تُرْجَع‍‍ُ‍ونَ ف‍‍ِ‍ي‍‍هِ ‌إِلَى‌ ‌اللَّ‍‍هِ ۖ ثُ‍‍مَّ تُوَفَّى‌ كُلُّ نَفْسٍ‌ مَا‌ كَسَبَتْ ‌وَهُمْ لاَ‌ يُ‍‍ظْ‍‍لَمُونَ
002-282 آ«يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتمآ» تعاملتم آ«بدينآ» كسلم وقرض آ«إلى أجل مسمىآ» معلوم آ«فاكتبوهآ» استيثاقا ودفعا للنزاع آ«وليكتبآ» كتاب الدين آ«بينكم كاتب بالعدلآ» بالحق في كتابته لا يزيد في المال والأجل ولا ينقص آ«ولا يأبآ» يمتنع آ«كاتبآ» من آ«أن يكتبآ» إذا دُعي إليها آ«كما علَّمه اللهآ» أي فضله بالكتابة فلا يبخل بها والكاف متعلقة بيأب آ«فليكتبآ» تأكيد آ«وليمللآ» على الكاتب آ«الذي عليه الحقآ» الدين لأنه المشهود عليه فيقر ليعلم ما يَ‍‍ا‌ ‌أَيُّهَا‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ ‌آمَنُ‍‍و‌ا‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ تَدَ‌ايَ‍‌‍ن‍‍تُمْ بِدَيْ‍‍ن‌‍ٍ‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَجَلٍ‌ مُسَ‍‍مّ‍‍ى‌‌ ً‌ فَاكْتُب‍‍ُ‍وهُ ۚ ‌وَلْيَكْتُ‍‍بْ بَيْنَكُمْ كَاتِب‌‍ٌ‌ بِ‍الْعَ‍‍دْلِ ۚ ‌وَلاَ‌ يَأْبَ كَاتِبٌ ‌أَ‌نْ يَكْتُبَ كَمَا‌ عَلَّمَهُ ‌اللَّ‍‍هُ ۚ فَلْيَكْتُ‍‍بْ ‌وَلْيُمْلِلِ ‌الَّذِي عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌الْحَ‍‍قُّ ‌وَلْيَتَّ‍‍قِ ‌اللَّ‍‍هَ ‌‍رَبَّ‍‍هُ ‌وَلاَ‌ يَ‍‍بْ‍‍‍‍خَ‍‍سْ مِ‍‌‍نْ‍‍هُ شَ‍‍يْ‍‍ئا‌‌ ًۚ فَإِ‌نْ ك‍‍َ‍انَ ‌الَّذِي عَلَ‍‍يْ‍‍هِ ‌الْحَ‍‍قُّ سَفِيهاً‌ ‌أَ‌وْ‌ ضَ‍‍عِيفاً‌ ‌أَ‌وْ‌ لاَ‌ يَسْتَ‍‍طِ‍‍ي‍‍عُ ‌أَ‌نْ يُمِلَّ هُوَ‌ فَلْيُمْلِلْ ‌وَلِيُّ‍‍هُ بِ‍الْعَ‍‍دْلِ ۚ ‌وَ‌اسْتَشْهِدُ‌و‌ا‌ شَهِيدَيْ‍‍نِ مِ‍‌‍نْ ‌رِجَالِكُمْ ۖ فَإِ‌نْ لَمْ يَكُونَا‌ ‌‍رَجُلَ‍‍يْ‍‍نِ فَ‍رَجُلٌ‌ ‌وَ‌امْ‍رَ‌أَت‍‍َ‍انِ مِ‍‍مَّ‍‍‌‍نْ تَرْ‍ضَ‍‍وْنَ مِنَ ‌ال‍‍شُّهَد‍َ‍‌ا‌ءِ‌ ‌أَ‌نْ تَ‍‍ضِ‍‍لَّ ‌إِحْدَ‌اهُمَا‌ فَتُذَكِّ‍‍ر‍َ‍‌ ‌إِحْدَ‌اهُمَا‌ ‌الأُ‍خْ‍رَ‌ى‌ ۚ ‌وَلاَ‌ يَأْبَ ‌ال‍‍شُّهَد‍َ‍‌ا‌ءُ‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ مَا‌ ‌دُعُو‌اۚ ‌وَلاَ‌ تَسْأَمُ‍‍و‌ا‌ ‌أَ‌نْ تَكْتُب‍‍ُ‍وهُ صَ‍‍غِ‍‍ي‍‍ر‌اً‌ ‌أَ‌وْ‌ كَبِي‍‍ر‌ا‌‌ ً‌ ‌إِلَ‍‍ى‌ ‌أَجَلِ‍‍هِ ۚ ‌ذَلِكُمْ ‌أَ‍قْ‍‍سَ‍‍طُ عِ‍‌‍نْ‍‍دَ‌ ‌اللَّ‍‍هِ ‌وَ‌أَ‍قْ‍‍وَمُ لِلشَّهَا‌دَةِ ‌وَ‌أَ‌دْنَ‍‍ى‌ ‌أَلاَّ‌ تَرْتَابُ‍‍و‌اۖ ‌إِلاَّ‌ ‌أَ‌نْ تَك‍‍ُ‍ونَ تِجَا‌‍رَةً حَاضِ‍رَة‌ ً‌ تُدِيرُ‌ونَهَا‌ بَيْنَكُمْ فَلَ‍‍يْ‍‍سَ عَلَيْكُمْ جُن‍‍َ‍احٌ ‌أَلاَّ‌ تَكْتُبُوهَا‌ ۗ ‌وَ‌أَشْهِدُ‌و‌ا‌ ‌إِ‌ذَ‌ا‌ تَبَايَعْتُمْ ۚ ‌وَلاَ‌ يُ‍‍ضَ‍‍ا‌‍رَّ‌ كَاتِبٌ‌ ‌وَلاَ‌ شَه‍‍ِ‍ي‍‍د‌ٌۚ ‌وَ‌إِ‌نْ تَفْعَلُو‌ا‌ فَإِنَّ‍‍هُ فُس‍‍ُ‍و‍ق‍‍‌‍ٌ‌ بِكُمْ ۗ ‌وَ‌اتَّ‍‍قُ‍‍و‌ا‌اللَّ‍‍هَ ۖ ‌وَيُعَلِّمُكُمُ ‌اللَّ‍‍هُ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ بِكُلِّ شَ‍‍يْءٍ‌ عَلِيمٌ
002-283 آ«وإن كنتم على سفرآ» أي مسافرين وتداينتم آ«ولم تجدوا كاتبا فَرِهاَنٌآ» وفي قراءة فَرهُنٌ جمع رهن آ«مقبوضةآ» تستوثقون بها وبينت السنة جواز الرهن في الحضر ووجود الكاتب فالتقيد بما ذكر لأن التوثيق فيه أشد وأفاد قوله مقبوضة اشتراط القبض في الرهن والاكتفاء به من المرتهن ووكيله آ«فإن أمن بعضكم بعضاآ» أي الدائن المدين على حقه فلم يرتهن آ«فليؤد الذي أؤتمنآ» أي المدين آ«أمانتهآ» دينه آ«وليتق وَ‌إِ‌نْ كُ‍‌‍ن‍‍تُمْ عَلَى‌ سَفَر‌ٍ‌ ‌وَلَمْ تجِدُ‌و‌ا‌ كَاتِبا‌‌ ً‌ فَ‍‍رِه‍‍َ‍انٌ‌ مَ‍‍قْ‍‍بُوضَ‍‍ة‌‍ٌۖ فَإِ‌نْ ‌أَمِنَ بَعْ‍‍ضُ‍‍كُمْ بَعْ‍‍ض‍‍ا‌‌ ً‌ فَلْيُؤَ‌دِّ‌ ‌الَّذِي ‌ا‌ؤْتُمِنَ ‌أَمَانَتَ‍‍هُ ‌وَلْيَتَّ‍‍قِ ‌اللَّ‍‍هَ ‌‍رَبَّ‍‍هُ ۗ ‌وَلاَ‌ تَكْتُمُو‌ا‌ال‍‍شَّهَا‌دَةَ ۚ ‌وَمَ‍‌‍نْ يَكْتُمْهَا‌ فَإِنَّ‍‍هُ~ُ ‌آثِم‌‍ٌقَ‍‍لْبُ‍‍هُ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ بِمَا‌ تَعْمَل‍‍ُ‍ونَ عَلِيمٌ
002-284 آ«لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدواآ» تظهروا آ«ما في أنفسكمآ» من السوء والعزم عليه آ«أو تخفوهآ» تسروه آ«يحاسبكمآ» يخبركم آ«به اللهآ» يوم القيامة آ«فيغفرْ لمن يشاءآ» المغفرة له آ«ويعذبْ من يشاءآ» تعذيبه والفعلان بالجزم عطف على جواب الشرط والرفع أي فهو آ«والله على كل شيء قديرآ» ومنه محاسبتكم وجزاؤكم. ‍لِلَّهِ مَا‌ فِي ‌ال‍‍سَّمَا‌و‍َ‍‌اتِ ‌وَمَا‌ فِي ‌الأَ‌رْ‍ضِ ۗ ‌وَ‌إِ‌نْ تُ‍‍بْ‍‍دُ‌و‌ا‌ مَا‌ فِ‍‍ي ‌أَ‌ن‍‍فُسِكُمْ ‌أَ‌وْ‌ تُ‍‍خْ‍‍ف‍‍ُ‍وهُ يُحَاسِ‍‍بْ‍‍كُمْ بِهِ ‌اللَّ‍‍هُ ۖ فَيَ‍‍غْ‍‍فِ‍‍ر‍ُ‍‌ لِمَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ‌وَيُعَذِّبُ مَ‍‌‍نْ يَش‍‍َ‍ا‌ءُ‌ ۗ ‌وَ‌اللَّهُ عَلَى‌ كُلِّ شَ‍‍يْء‌‌ٍقَ‍‍دِيرٌ
002-285 آ«آمنآ» صدق آ«الرسولآ» محمد صلى الله عليه وسلم آ«بما أنزل إليه من ربهآ» من القرآن آ«والمؤمنونآ» عطف عليه آ«كلآ» تنوين عوض من المضاف إليه آ«آمن بالله وملائكته وكتبهآ» بالجمع والإفراد آ«ورسلهآ» يقولون آ«لا نفرق بين أحد من رسلهآ» فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعل اليهود والنصارى آ«وقالوا سمعناآ» أي ما أمرنا به سماع قبول آ«وأطعناآ» نسألك آ«غفرانك ربنا وإليك المصيرآ» المرجع بالبعث، ولما نزلت الآية التي قبلها شكا المؤمنون من الوسوسة وشق عليهم المحاسبة بها فنزل. آمَنَ ‌ال‍رَّس‍‍ُ‍ولُ بِمَ‍‍ا‌ ‌أُ‌ن‍‍زِلَ ‌إِلَ‍‍يْ‍‍هِ مِ‍‌‍نْ ‌‍رَبِّ‍‍هِ ‌وَ‌الْمُؤْمِن‍‍ُ‍ونَ ۚ كُلّ‌‍ٌ‌ ‌آمَنَ بِ‍اللَّ‍‍هِ ‌وَمَلاَئِكَتِ‍‍هِ ‌وَكُتُبِ‍‍هِ ‌وَ‌رُسُلِ‍‍هِ لاَ‌ نُفَرِّ‍‍قُ بَ‍‍يْ‍‍نَ ‌أَحَد‌ٍ‌ مِ‍‌‍نْ ‌رُسُلِ‍‍هِ ۚ ‌وَ‍قَ‍‍الُو‌ا‌ سَمِعْنَا‌ ‌وَ‌أَ‍طَ‍‍عْنَا‌ ۖ غُ‍‍فْ‍رَ‌انَكَ ‌‍رَبَّنَا‌ ‌وَ‌إِلَ‍‍يْ‍‍كَ ‌الْمَ‍‍صِ‍‍يرُ
002-286 (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) أي ما تسعه لاَ‌ يُكَلِّفُ ‌اللَّ‍‍هُ نَفْسا‌‌ ً‌ ‌إِلاَّ‌ ‌وُسْعَهَا‌ ۚ لَهَا‌ مَا‌ كَسَبَتْ ‌وَعَلَيْهَا‌ مَا‌ ‌اكْتَسَبَتْ ۗ ‌‍رَبَّنَا‌ لاَ‌ تُؤ‍َ‍‌اخِ‍‍ذْنَ‍‍ا‌ ‌إِ‌نْ نَسِينَ‍‍ا‌ ‌أَ‌وْ‌ ‌أَ‍خْ‍‍طَ‍‍أْنَا‌ ۚ ‌‍رَبَّنَا‌ ‌وَلاَ‌ تَحْمِلْ عَلَيْنَ‍‍ا‌ ‌إِصْ‍‍ر‌ا‌‌ ً‌ كَمَا‌ حَمَلْتَ‍‍هُ عَلَى‌ ‌الَّذ‍ِ‍ي‍‍نَ مِ‍‌‍نْ قَ‍‍بْ‍‍لِنَا‌ ۚ ‌‍رَبَّنَا‌ ‌وَلاَ‌ تُحَ‍‍مِّ‍‍لْنَا‌ مَا‌ لاَ‌ طَ‍‍اقَ‍‍ةَ لَنَا‌ بِ‍‍هِ ۖ ‌وَ‌اعْفُ عَ‍‍نَّ‍‍ا‌ ‌وَ‌اغْ‍‍فِ‍‍رْ‌ لَنَا‌ ‌وَ‌ا‌رْحَمْنَ‍‍اۚ ‌أَ‌نْ‍‍تَ مَوْلاَنَا‌ فَا‌ن‍‍صُ‍‍رْنَا‌ عَلَى‌ ‌الْ‍‍قَ‍‍وْمِ ‌الْكَافِ‍‍رِينَ
Toggle to highlight thick letters خصضغطقظ رَ
Next Sūrah